الأربعاء، 10 فبراير 2016

كتاب جدلية القيم في الشعر الجاهلي رؤية نقدية معاصرة : الفصل الرابع - بوجمعة بوبعيو ...

 كتاب جدلية القيم في الشعر الجاهلي رؤية نقدية معاصرة

الفصل الرابع


بوجمعة بوبعيو

الفصل الرابع: فروسية الجاهلي بين أنا الشاعر واعتداد القبيلة

   ارتبط الإنسان ببيئته ارتباطاً وثيقاً، فتشبَّث –منذ الأزل- بالأرض التي نشأ فيها وتأثر بالطبيعة من حوله بمختلف مظاهرها السكونية والمتحركة، وأحبَّ من حوله من بني جنسه وتجاوب مع الطرف الآخر تجاوباً عاطفياً قوياً استجابة لسنة الله في خلقه.

  ولم يكتف هذا الكائن الحي المفكر بمجرد الأكل وإشباع غرائزه الحسية، بل سرعان ما راح يجسّد غاياته الإنسانية السامية، ويحدد طموحاته في الحياة التي تؤكد وجوده، وتبرر تلك الغايات، ومن ثَمة فبقدر ما احتاج إلى الماء والكلأ له ولأنعامه، احتاج في الوقت نفسه – وربما بدرجة -أكثر إلى أشياء معنوية ونفسية تمثلت في التعبير عن تلك الحاجات النفسية التي أعرب من خلالها عما يختلج في نفسه من حزن وألم، وفرح وسعادة، ورغبة ورهبة، وحب وكره، فكان بذلك أن نطق شعراً ليعرب عن تلك الحاجات التي ميّزته عن باقي المخلوقات.

   ولا غرابة أن نجد الإنسان الجاهلي، هذا الإنسان الذي يمثل طفولة الإنسان، يبدي شيئاً من التعصب لبيئته المكانية، وما يشمل هذه البيئة من زرع ونبات وحيوان، وما يكتنفها من مظاهر طبيعية مختلفة، مما أدى به إلى أن يسمو بالمهنة التي تمارس في بيئته بين أفراد عشيرته وبني قومه، ويعلي من شأنها، في حين يحط من قيمة ما عند غيره أحياناً.([1])

   وقد تولّد ذلك نتيجة التعصب الضيق الذي جعله أكثر تشبثاً والتصاقاً بحيز مكاني ما، في ظل مفاهيم اجتماعية ما زالت في مراحلها الأولى.

  وللبيئة أثرها الفاعل في خلق علاقات تعتمد مبدأ القوة في العدد والعدة، فالإنسان الذي كُتب عليه أن يعيش في أعماق الصحراء بين الوحوش الضارية، وتحت لهيب شمس حارقة، هو في أمس الحاجة إلى هذا النوع من العلاقات الاجتماعية، وتكاتف الأفراد فيما بينهم لدرء الأخطار التي تحيط بهم من كل جانب.

   وفي ظل هذا المجتمع القبلي البدائي، كانت الحاجة ماسة أيضاً إلى التنافس والصراع لتحقيق السيادة، وضمان الحياة الحرة الكريمة للفرد والجماعة بين أولئك الذين ينتمون إلى هذه القبيلة أو تلك.

   وقد أسهمت الأسواق والمواسم في بلورة ذلك التنافس، وتلك المباهاة والتفاخر، فبدأ الفرد يحس برغبة ملحة للتباهي والزهو وحب الظهور بشكل لافت للنظر، مما نشأ عنه قيم إنسانية سامية وأخرى تمثل النقيض، فمن ناحية تجد المناداة بتمجيد المثل العليا مثل صنع المعروف، ومد يد المساعدة للضعيف، وإغاثة الملهوف وإكرام الضيف وحفظ الجار، ومن ناحية أخرى نجد -مقابلاً لذلك –ارتكاب بعض الحماقات، والاستهتار بالقيم التي غالباً ما تجر إلى الويلات.([2])

   وبديهي أن يكون الشاعر الجاهلي طرفاً مباشراً في بلورة تلك القيم المضادة لأن ما يحرك الإحساس بالتناحر والتنافس والتسابق إلى سل السيوف من أغمادها لا يقتصر على الكلام العادي الذي ينشأ بين الأفراد والجماعات في النوادي والأسواق بسبب خلاف تافه غالباً، وجوهري أحياناً، ولكن ما يحرك تلك السواكن يعود –في الغالب- إلى الكلام الموزون المقفى الذي يسمى شعراً، فبيت هجاء قد يؤدي إلى قيام معركة أو حرب ضروس، كما قد يؤدي بيت آخر إلى تصالح واتفاق.

   وبذلك فإن الشاعر لا يقتصر على تصوير ماله علاقة بذاته الفردية فحسب، بالرغم من ارتباط الشعر الجاهلي –في جلّه- بهذا الجانب، فالشاعر يعد الهيئة الإعلامية –في عالمنا المعاصر- فهو اللسان المعبر عن هموم القبيلة وعن تطلعاتها، فضلاً عن كونه الوسيلة المثلى، في التعبير عن المجتمع القبلي قاطبة، وهو الذي يمثل هذا المجتمع لدى المجتمعات القبلية الأخرى المجاورة منها أو النائية، سواء أكان ذلك التمثيل متعلقاً بأيام الحرب أم أيام السلم.

  للشاعر - إذن - مكانة مرموقة بين قومه، فبرغم كونه يعبر - في الغالب - عن ذاته الفردية، ويتغنى بمشاعره ووجدانه، إلا أن ذلك يتجسد كما هو موجود لدى قومه إن تلميحاً أو تصريحاً، فهو يعكس من خلال تغنّيه بذاته كثيراً من المظاهر الاجتماعية السائدة، وينقل بذلك إحساس الجماعة من خلال هذه الذاتية.

  فالفخر - مثلاً - يبدو ذاتياً بحتاً حين يفخر الشاعر بنفسه وبآبائه وأجداده، ومثل هذا الفخر الذي ينطق من الذات الفردية وما يحيط بها من ذوات لها صلة بالرحم والقربى بين الشاعر وقومه، يتنامى فيها الإحساس الفردي ليصل إلى الإحساس الجماعي.

   ومن ضمن الأسباب التي جعلت الشاعر ينطلق من الذات الفردية، ما عرف به من ميل فطري إلى التغني بالذات وبالقيم التي تتأجج في نفسه، ثم الحنين إلى الماضي والتغني بأمجاده بصفته وسيلة ناجحة لربط هذه الذات بذوات غيره، وتقوية الإحساس بالانتماء الذي يمثل ديمومة الحياة لا سيما أن أواصر القرابة التي تمثلها الآباء والأجداد تجعل الشاعر يعيش إحساساً شديداً، بتلك الصلة الوثيقة بينه وبين هؤلاء الذين يمثلون الأهل والعشيرة عبر الماضي والحاضر معاً، فحين ينشد طرفة بن العبد مثلاً:

ولستُ بحلاَّلِ التّلاعِ مخافةً 

ولكنْ متى يسترفِدِ القومُ أرفدِ

فإن تبغِني في حلقةِ القومِ تلقَنِي 

وإنْ تقتنصْني في الحوانيت تَصْطَدِ([3])

  فهو هنا يعبر عن الاعتداد بالنفس الفردية ويصور عالم الفتوة الذي يستجيب - تلقائياً - وبإرادة واعية لكل متطلبات الحياة الطارئة منها والعادية، إنه الفتى الذي لا يتردد في أداء واجباته المنوطة به نحو قومه حين تقتضي الضرورة ذلك، وهو أيضاً الفتى الذي لا يتوانى في إشباع غرائزه ولذاته، وما يمكن استخلاصه هنا، أن الشاعر غالباً ما يظل مرتبطاً بقومه ارتباطاً مباشراً في كل زمان ومكان، وذلك لأنه يعبّر عن ذاته في ظل قيم جماعية سائدة لا يستطيع التنصل منها، وكأننا بذلك أمام شاعر له قيمه الخاصة التي لا يرضى عنها بديلاً بصفتها تمثل حاجاته النفسية والمادية التي لا يستعذب الحياة من دونها، في حين هناك قيم أخرى يشترك فيها مع بني قومه لا يستطيع الخروج عنها أو الاستهتار بها.

   ولعل أبرز دواعي الفخر الذي مثل أيام العرب متأت من الإحساس بنشوة النصر، وما تحدثه هذه النشوة من زهو وخيلاء في نفس الشاعر حين يكون الفخر ذاتياً فردياً، وفي نفوس أبناء القبيلة إن كان قائماً على افتخار العشيرة بما هي عليه من قوة وعزة، ومكانة مرموقة بين القبائل الأخرى، لا سيما في مجتمعات قبلية تمثل القوة فيها الوسيلة الأولى لضمان حياة حرة كريمة.([4])

  وعلى الرغم من صعوبة الفصل بين الفخر الذاتي والجماعي في الشعر الجاهلي عامة، فإن هناك من ينظر إليه على أنه يقسم قسمين غير متباعدين ولا متناقضين، الفخر القبلي، وهو النوع الأكثر ذيوعاً وانتشاراً، وهو ذلك الفخر الذي يشيد به الشاعر من خلال أيام العرب بقبيلته من حيث مكانتها وعلو شأنها وشجاعة أبنائها وتمرسهم وحنكتهم في القتال، وبذلك ينسب إلى قومه أنبل القيم الإنسانية، وأفضل الخصال الحميدة في زمن السلم، وأهم القيم الفروسية في زمن الحرب فيمثل الشاعر بذلك لسان حال قبيلته في الإشادة بتلك القيم.

  أما النوع الثاني من الفخر - وفق هذا التقسيم - فهو الفخر الفردي الذي يقتصر على الإشادة بفروسية الشاعر وبشجاعته، وبعلو همته وقد يتشرب بعض الفخر مما له علاقة بقومه أو قبيلته، وقد يقتصر على الفخر بالذات الفردية فحسب.([5])

   وللشعر الذاتي - الفردي منه والجماعي - منطلقات فإذا سلمنا - منذ البدء - أن الشعراء درجات على مستوى السلم الاجتماعي، إذ فيهم الشعراء الفرسان الذين يمثلون الفروسية قولاً وفعلاً، ومنهم الشعراء المنتمون إلى قبائل لها مكانتها الاجتماعية والسياسية بين القبائل الأخرى، ولكنهم ليسوا ممن يركبون الأهوال ويخوضون المعارك في ساحات الوغى ومنهم الشعراء العبيد الذين يمثلون الفروسية في أجلِّ مظاهرها وأدق معانيها، لكن انتماءهم الطبقي ينقص من قيمتهم، مما يجعلهم يواجهون صراعاً طبقياً وجودياً، فمن هذا المنطلق، تختلف طريقة الفخر من شاعر لآخر وفق هذا الأساس سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فمنهم من يجعل من الفخر بالذات وسيلة للوصول إلى إثبات وجوده الشخصي الذي أنكره عليه غيره، ومنهم من يجمع بين الذات الفردية والقبيلة في الوقت نفسه.

   إن عمرو بن كلثوم - على سبيل المثال - يصنف ضمن الشعراء الفرسان الذين يعتزون بكل معاني السيادة في ظل المجتمع القبلي الجاهلي، ومن ثمة جاء شعره معبراً عن سيل جارف من دماء الأعداء، فحين نتصفح معلقته نلاحظ أنها تقطر دماً، وتحمل قيماً جاهلية تمثل نقيضاً لقيم أخرى سائدة في المجتمع نفسه مكانياً وزمنياً.

   فهل ما عبر عنه هذا الشاعر يمثل تناقضاً قيمياً ابتلي به المجتمع الجاهلي؟ أو أن الشاعر دوّن مجموعة من القيم التي يحبذها الجاهلي في ظرف زماني ويمقتها في ظرف آخر؟

  ولا بد من القول هنا - إن الشاعر عمرو بن كلثوم بخاصة - معتد بأصله وفصله، فهو سليل طبقة اجتماعية تحتل هرم الهيكل القبلي، وهذه القمة الهرمية، تعني فيما تعنيه أصالة المنبت القبلي، فضلاً عن تميزها بالقوة والشجاعة، ومن اكتسب القوة والشجاعة في مثل ذلك المجتمع فقد اكتسب المجد والسيادة، وبذلك فإن وضعيته تلك تؤهله لأن يعلن إباءه وشموخه، ومن ثمة عدم الرضوخ للأقوى أياً كانت منزلته، لأن المسألة هنا لم تعد قائمة بين قوي وضعيف، ولكنها تمثل صراعاً بين الأقوياء لاحتلال الريادة في هذا المجال.

  فمن هذا المنطلق بنى عمرو بن كلثوم مواقفه التي أوغلت في تقديس مبدأ القوة والاستهتار بقوة الخصم لإضعافه نفسياً، ولتحقيق هذا الهدف - ميدانياً - تصبح كثير من القيم مباحة أو في حكم المباح، وذلك لبلوغ القيمة الأسمى وهي المتمثلة في فرض السيادة المطلقة.

  فعلى ما في قول الشاعر من مبالغات مفرطة، فهي - في نظرنا - وسيلة ((سيكولوجية)) لنسف الطرف الآخر - معنوياً - والذي يمثل العقبة أمام بلوغ الغاية المنشودة، لذا فإن الشاعر الفارس يصور شدة بطش قبيلته، هذه القبيلة التي اعتادت في أثناء غاراتها الحربية أن تصدر الرايات البيض حمراً، وفي ذلك كناية عن شدة بطش قومه وجبروتهم، وكل ذلك قصد الوصول إلى إدخال الإحساس بالرعب والفزع في نفوس الأعداء، ثم نجد الشاعر يشيد بالأيام المجيدة ذات الرصيد التراثي الفني لتلك القبيلة ضمن أيام العرب، فهي ذات تاريخ عريق حافل بالأمجاد والبطولات، ليصل -بعد ذلك –إلى قومه وقد تمكنوا من سيد القوم المتوّج بتاج الملك، وأحاطوا برأس هذا الملك، وجعلوا جيادهم عاكفة عليه، وكيف استطاعوا أن يزرعوا الرعب في النفوس إلى درجة أن كلاب الحي أصبحت ترهبهم وتخشاهم، وتتحاشى سبيلهم خشية قوتهم الضاربة، والأهم في كل ذلك أن آلتهم الحربية لا تبقي على شيء، إذ تجعل من أجساد الأعداء لها طحيناً، ويتجلى ذلك كله في قول الشاعر:

أبَا هندٍ فلا تعجِلْ علينا 

وأنظِرْنا نخبّرْك اليقينا

بأنَّا نورِدُ الراياتِ بيضاً 

ونصدرُهُنّ حُمْراً قدْ روِينَا

وأيامٍ لنا غرٍّ طوال 

عصيْنا الملكَ فيها أن ندِينا

وسيّد معشرٍ قد توّجوهُ 

بتاجِ الملكِ يحمِي المحجرينا

تركنا الخيلَ عاكفةً عليه 

مقلدةً أعنَّتَها صُفُونا

وأنزلْنا البيوتَ بذِي طُلُوحٍ 

إلى الشاماتِ تَنْفي المُوعِدينا

وقد هرّتْ كلابُ الحيِّ منَّا 

وشذَّبنا قَتادةَ من يَلينا

متَى ننقل إلى قومٍ رحانا 

يكونُوا في اللقاءِ لَها طَحِينا([6])

  واللافت للانتباه في قراءة الشعر الجاهلي الذي له علاقة بالفخر أو الحرب عامة، أن جل الخصائص الحربية تتكرر سواء على مستوى المعاني أو الصور الشعرية، وذلك من شاعر لآخر، كأن نقرأ مثلاً أبياتاً منسوبة إلى عنترة بن شداد، وهي قريبة مبنىً ومعنىً من النص السابق لعمرو بن كلثوم، فالشاعران ينسجان على نفس المنوال، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مبدأ التأثر والتأثير واضح جلي في الشعر الجاهلي عامة، يقول عنترة من قصيدة يفتخر فيها بنفسه وبقومه وبما حققه من نصر:

سلِي عنَّا الفزاريين لما 

شفينا من فوارسها الكبُودا

وخلّينا نساءَهم حيارَى 

قبيْلَ الصبحِ يلطمنَ الخدُودا

ملأنا سائرَ الأقطار خوفاً 

فأضحَى العالمون لنا عبيدا

وجاوزْنا الثُريا في عُلاها 

ولم نتركْ لقاصِدنا وفودا

إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ 

تخرُّ لـه أعادينا سُجودا

فمن يقصدْ بداهية إلينا 

يرى منا جبابرةً أسودا

ويوم البذلِ نُعطِي ما مَلَكْنا 

ونملا الأرضَ إحسَاناً وجُودا([7])

  ومما تجدر ملاحظته في الشعر الجاهلي بعامة، أن شعر الفخر والحماسة يمثل جلّ ما أنتجه الجاهليون، وذلك لما له علاقة وطيدة بتصوير حياة العرب قبل الإسلام، حيث إن الحياة الجاهلية فرضت على أبنائها نسقاً حياتياً خاصاً يتجلى أول ما يتجلى في التغني بالفروسية لما نشأ عليه المجتمع الجاهلي من حروب شبه دائمة وحل وترحال، فضلاً عن العداء والتنازع الدائمين بين القبائل، والذي راح يزداد مع الأيام نتيجة الفقر وجدب الأرض، فكان من كل ذلك أن نشأ باب ((التنافس القبلي والمفاخرة بالانتصارات، والتهاجي بالانكسارات وبكاء الأبطال القتلى في ساحة الوغى))([8]).

  وقد طغت روح الانفعال على جلّ الشعر الجاهلي لأنه نابع أصلاً من الذات، بالإضافة إلى كونه شعراً غنائياً يعبر عن الوجدان الجمعي انطلاقاً من التعبير الوجداني الفردي –كما سبقت الإشارة إلى ذلك من قبل- وفي هذا السياق يقول أحد الدارسين:

  ((ولو شئنا أن نسقط من الشعر الجاهلي ما فيه من روح الفخر والحماسة لما خلص إلينا منه سوى شبح ضئيل لا يصور إلا نزراً يسيراً من حياة العرب قبل الإسلام))([9]).

  ويحتوي شعر الحماسة - في مجمله - على عدد من الموضوعات المتقاربة من حيث المبنى والمعنى لدى الشعراء الجاهليين، إذ يتميز - في معظمه - بالتحريض على القتال، والدعوة الملحة إلى الأخذ بالثأر والتنويه بالانتصارات المحققة في ساحات الوغى، فضلاً عن احتفاله بالتغني بالأحساب والأنساب، والأمجاد([10])، دون أن نسقط من ذلك مبدأ تمجيد القوة.

  وعلى كثرة هذا النوع من الشعر، فإن هناك من يعدّه من أصدق الشعر وأقواه، ومن أشده تأثيراً في النفوس، وحجة هؤلاء في ذلك أن الشعراء الذين نظموا شعراً في الفخر والحماسة كانوا من الفرسان، ومن ثمة فقد خاضوا المعارك والحروب، وعبّروا عن واقع عايشوه، وتجارب نفسية تمرسوا بها([11]).

  ولئن وافقنا هذا الرأي من حيث كثرة الشعر الحماسي، ومن حيث تأثيره في النفوس ولو بشكل نسبي، فإن لدينا بعض الملاحظات التي تبدو لنا جديرة بالإثارة هنا:

أولاً : حين نذهب إلى وسم الشعر الحماسي بقوة أثره، فليس ذلك معناه أن كل شعر موضوعه الحماسة والفخر قد سبر أغوار النفس الإنسانية وجعل المتلقي يتجاوب نفسياً وفنياً مع هذا الشعر، إنما قد يرتد ذلك إلى طبيعة الانفعالات التي يحدثها حين يخاطب الناس من منظور عصبي قبلي يجد صداه لدى هؤلاء الذين يفترض أن يسمعوه، فيحدث في نفوسهم أثراً انفعالياً حماسياً، ومع إقرارنا بما يتركه هذا النوع من التأثير، فإن بعضه يتسم بالتكرار والسطحية.

ثانياً : وليس بالضرورة أن يكون جميع الشعراء الذين نظموا في فن الحماسة من الفرسان، ومن هنا فإن قضية المعايشة لا تعني دوماً الجودة في التصوير أو الصدق الفني، فقد يصور شاعر ما لوحة فنية آية في الإبداع والتميز دون أن يحضر إلى ساحة الوغى ليرى بأم عينه تناثر الغبار والأتربة وسقوط القتلى وسط صهيل الجياد وقرقعة السيوف.

ثالثاً : يبذل الشاعر في شعر الحماسة قصارى جهده لتصوير نفسه أو قومه على أنهم من نبع صاف لا تشوبهم شائبة، ومن أعرق الأقوام كرماً وشرفاً ومجداً، وفي كل ذلك ما يحمل مبالغات قد تبلغ حداً مفرطاً حين يجعل الشاعر –مثلاً- أهل عشيرته يتبوؤون الصدارة في الحسب والنسب والشهامة والمروءة، وما إلى ذلك من القيم التي ترفع من شأنهم وتجعلهم يتبوؤون مركز الصدارة.

   ثم إن الوصول إلى الغاية المنشودة التي يتطلع الشاعر إلى تحقيقها تقتضي منه أن يبالغ ويغالي، حيث يجعل من قومه يطاولون السماء مجداً والكواكب كرماً وسخاء، وفي ذلك يضعف عنصر الصدق –بناء على الرأي السابق- اللهم إلا إذا نظرنا إلى الصدق الفني بمعزل عن الصدق الواقعي.

رابعاً : بناء على أن الشعر يكاد يكون الوسيلة الوحيدة للتعبير عن مكانة القبيلة بين جاراتها، فالشاعر هنا يبذل ما في وسعه لأن يأتي بما لم يأت به غيره في مجال التفاخر، وهذا بدوره ينقص من صدق التجربة، ليصبح بذلك منظوراً إليه من وجهة نظر فنية في القدرة على ابتكار المعاني وخلق الصور، وليس لتصنيف القبيلة ضمن حجمها الحقيقي من حيث المكانة الاجتماعية والحربية مثلاً.

خامساً : قد يصل الشعراء حين يجهدون النفس -لإضفاء شيء من الرهبة على قبائلهم –إلى مستوى من التخيل الذي يتجاوز درجات الخيال العادي ليبلغ مرحلة الوهم أو الإيهام، ولعل هذا ما يضطرنا للحديث –بإيجاز- عن أسباب توليد قيم الحماسة والفخر، فمما لا شك فيه أن هناك عوامل مختلفة أسهمت في خلق مجموعة من القيم السائدة في العصر الجاهلي، وفي تغليب قيم على أخرى منها ما يبدو عاماً، ومنها ما هو خاص، فالحياة التي كان الجاهلي يحياها في أعماق الصحراء اضطرته لأن يكون كثير الحلّ والترحال بحثاً عن الماء والكلأ له ولأنعامه، ويتطلب ذلك تنافساً قبلياً أحياناً، حيث يجبر أهل القبيلة على أن يتحولوا إلى غزاة تارة، وإلى مغزوين أخرى، فيشردون في الفيافي والقفار، التي تحمل لهم من المفاجآت الكثير، فجاء شعرهم –بناء على ذلك- مصوراً لحروبهم ومآثرهم، ووصفاً لما يلاقونه من مصائب وأهوال.([12])

   ومما لا يختلف فيه اثنان أن الشعر الجاهلي لم يخل من الإشادة بالقيم النبيلة سواء ما تعلق منها بالشهامة والكرم والصدق والعفة أو ما تعلق بالمآثر الإنسانية الأخرى، تلك (المآثر) الصادرة عن شاعر بسيط ذي نزعة إنسانية سامية، وصاحب إحساس مرهف يجعله يمنح غيره أعزّ ما يملك دون منّة أو تردد، فالكرم الذي تغنى به الجاهليون يختلف من حيث الدرجة، فأن يعطى الإنسان شيئاً ما وهو ميسور الحال، ليس بنفس درجة العطاء حين يكون ذلك الإنسان أولى بهذا العطاء، وفي هذا المعنى يقول الشاعر:

إِذَا سَنَةٌ عَزَّتْ وطَالَ طِوالُها 

وأقحَطَ عنها القطرُ واصفرَّ عودُها

وُجِدْنا كِراماً لا يُحَوَّلُ ضيفُنَا 

إذَا جفَّ فوقَ المنزلاتِ جليدُها

   فالشاعر هنا يصور كرمه وكرم قومه تصويراً ينم عما يتميز به هو وقومه من سخاء مطلق، فهم كرماء أسخياء حتى في أحرج الأوقات حين ينقطع المطر وتجدب الأرض بعد طول انتظار، وفي ذلك كناية على أن الكرم شيء متأصل في نفوسهم، إذ هو من الخصال التي تلازمهم في السراء والضراء.

   وليس ذلك فحسب، بل إن هناك شعراً غزيراً ألف لتمجيد قيم إنسانية واجتماعية أقرّها المجتمع الجاهلي، ففي ضوء الحياة القاسية التي عاشها هذا الإنسان في صحرائه الواسعة، كان لزاماً عليه أن يظل يقظاً حاداً في تعامله مع الحياة عامة، ليستطيع التفوق على غيره ويشبع شعوره بالعزة والقوة، ويرضي بذلك نفسه أولاً، وقومه ثانياً، ومع ذلك فإن هذا الشاعر الفارس يحافظ على هدوئه واتزانه، ويحترم حرية غيره، ما لم يتطاول غيره عليه، فإن ظُلم فإنه يردُّ بقوة وبأس شديدين، وفي ظل ذلك يظل متمتعاً بجل شمائله التي يعتز بها كل إنسان كريم النفس، كما هو الأمر عند عنترة بن شداد الذي يخاطب الناس من خلال مناجاة عبلة، مبيّناً بعضاً من تلك الخصال حين يقول:

اثنِي عليَّ بما علمتِ فإنَّنِي 

سمحٌ مُخالَقَتي إذا لمْ أُظلمِ

فإذا ظُلمت فإنَّ ظلمِيَ باسلٌ 

مرٌّ مذاقتُه كطعمِ العلقمِ

ولقد شربتُ من المدامة بَعْدَما 

ركدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعلَمِ

فإذَا شربْتُ فإنَّني مستهلكٌ 

مالِي، وعِرضي وافرٌ لم يكلَمِ

وإذا صحوْتُ فما أُقصِّر عنْ ندَى 

وكما عَلِمْتِ شمائلي وتكرُّمِي([13])

  يصور الشاعر في الأبيات السابقة مجموعة من الخصال الإنسانية التي تأصلت في نفسه، وأضحت تلازمه أينما حل وارتحل، فهو ذو أخلاق نبيلة، وطيب المعشر، كريم النفس، سمح في معاملته للناس من حوله، بيد أنه ذو بأس شديد حين يعتدى عليه، فوقتئذ يصبح الرد مشروعاً، وكل ذلك نستشفه من خلال مخاطبة الحبيبة التي يعمل باستمرار على أن يثبت لها شهامته المتفردة، وفروسيته التي لا تقهر، وحياته التي يبذلها رخيصة ثمناً لحبّها ومهرها.

  وقد يحسن الفخر حين يتحاشى الشاعر تعداد الصفات الذاتية التي يُشم منها رائحة التكبر والغرور، والإفراط في مدح النفس، في حين تسمو قيمة الفخر وتتألق معانيه حين يشيد الشاعر بالخصال الإنسانية السامية والصفات الخلقية الكريمة، وينأى –قدر الإمكان- عن التباهي بالقوة المادية، أو الافتخار بالأصول والأنساب والقبائل.([14])

  وأياً كان الأمر، فإن الفخر يعد من الأغراض الشعرية التي يتجلى فيها الإحساس القبلي والتعصب للقبيلة، وبناء على ذلك فإن الشاعر غالباً ما يخرج عن حدود القيم الإنسانية المحبّذة أو المستساغة –أحياناً- لأن فخر الشاعر بقبيلته ينشأ –غالباً- على حساب قبيلة أو قبائل أخرى، كأن يقول الشاعر مثلاً:

سَلِي يا عبلُ عنَّا يومَ زُرْنا 

قبائلَ عامرٍ وبنِي كلابِ

وكمْ م فارسٍ خليّتُ ملقىً 

خضبتُ الراحتين بلا خِضابِ

يحرِّك رجلَه رعباً وفيه 

سنانُ الرمح يلمعُ كالشهابِ

قتلنا منهم مائتين حرّاً 

وألفاً في الغَابِ وفي الهضاب([15])

  إن عنترة هنا يفتخر بنفسه أولاً، وبقومه ثانياً، ويقيم هذا الفخر بناء على تحديد القبائل التي مثلت وسيلة لبلوغ غايته المنشودة والمتمثلة في الفتك بالأعداء من الأسياد والأحرار، هذا الفتك المعتمد على القدرة القتالية، والتمرس بفنون الحرب، يرفع من قيمة القبيلة المنتصرة، لأن هذه القبيلة لم تكتف بتحقيق نصر عادي، ولكنه النصر المادي والمعنوي معاً، فالمادي يكمن في العدد الهائل من القتلى الذين هم من صفوة القوم وقادتهم، وأحرارهم هؤلاء الذين أسقطوا في ساحات الوغى على أيدي الشاعر الفارس وقومه، أما النوعِي –وهو الأهمّ- فيتمثل في انتقاء هؤلاء القوم، وفي ذلك ما يدل على شجاعة قوم الشاعر المتميز وتمرسهم في فنون الحرب.

  أما قصيدة الفخر - في حد ذاتها - فقد تنشأ لتصور ذكرى، ويكون عمادها تدوين صور الحرب وبسالة قوم الشاعر، ووسمهم بصفات الفرسان المغاوير الذين لا يهابون الموت، ولا يترددون في مقارعة الأعداء بالسيوف والرماح، وقد تنشأ على إثر ثورة الغضب، وكأن يرى الشاعر قومه أسيئت معاملتهم من لدن غيرهم، ومسّوا في سمعتهم وكرامتهم، فتثور ثائرته وتتأجج عاطفته ويشتد غضبه وانفعاله، فيسترسل في ذكر أيام قبيلته وآثارها التي لا تمحى، ويعدِّد ما أصبح في حوزتها من بطولات، وما تتميز به من شجاعة وإقدام يفوقان الوصف، وكل ذلك ليجعل قبيلته تتبوأ مكانة الصدارة بين بقية القبائل.([16])

  فهذا المهلهل يعبر عن سورة الغضب التي انتابته بعد مقتل أخيه كليب، ويتوعد قبيلة بكر، بأن يصوم عن كل متع الحياة الدنيا وملذاتها، من خمر وغانيات حسان، وعن اللباس الأنيق، وألا يضع السيف في غمده إلا بعد أن يشفي غليله ويأخذ بثأره من أعدائه، وما ذلك إلا بإبادة سراة قبيلة بكر:

خذِ العهدَ الأكيد عليَّ عمرِي 

بتركِي كلِّ ما حوَتِ الديارُ

وهجري الغانيات وشرب كأسٍ 

ولبسي جبَّةً لا تُستعارُ

ولستُ بخالعِ درعِي وسيفي 

إلى أن يخلعَ الليلَ النهارُ

وإلا أن تبيدَ سراةُ بكرٍ 

فلا تبقى لها أبداً آثارُ([17])

  ولعل ارتباط الجاهلي ببيئة صحراوية قاسية تقل فيها أسباب الحياة الهادئة المستقرة، جعلت منه إنساناً قاسياً لا يتوانى في طلب ما يوجد وما لا يوجد، فبقدر ما كان إنساناً يقدس المثل الإنسانية العليا فهو –أيضاً- يخترق هذه القيم عندما تقتضي الضرورة ذلك، ويقتحم المخاطر والأهوال غير مكترث بما يصيبه، فيهاجم ويغزو، ويدافع عن حياضه بكل ما أوتي من جهد وقوة، ولكنه يخترق حياض غيره –أحياناً- فقد يعطي بيد ويسلب بأخرى، وقد يتسلط على بيت آمن ويسلب منه نساءه وأنعامه، وبالمقابل قد يهاجم - هو الآخر - في عقر داره، وذلك ما يجعل هذا الإنسان متقلباً لا يقر له قرار، حتى أنه يبدو متناقضاً في حياته وفي قيمه، لأنه ينتقل دون سابق إنذار من النقيض إلى النقيض، وعلى ما في هذه من تناقض، إلا أن لكل ذلك أسبابه ومسبباته، فحين نقرأ قول الشاعر مثلاً:

وجئْنا بالنساءِ مردَّفاتٍ 

وأذْوادٍ فكنَّ لَنا طعامَا([18])

  لنا أن نتخيل مشهد أولئك السبايا وهن مردفات وراء هؤلاء الفرسان المزهوين بنصرهم يوم ((شعب جبلة))، فلا نملك إلا أن نصرخ متعجبين، يا له من مشهد مؤثر يحمل ما يحمل من معاني القسوة والوحشية ولكن الأمر –في اعتقادنا- لا يتعدى تضخيم الصورة الخيالية التي يتعمدها الشاعر لجعل قبيلته مهابة الجانب.

   ومما لا يدع مجالاً للشك أن قريحة الشاعر الجاهلي أنتجت صورة شعرية مرعبة مثيرة، فهذا الشاعر عبيد بن الأبرص يفتخر بقومه الأبطال، ويتفنن في انتقاء الأوصاف التي تجعلهم يتميزون عن غيرهم من الفرسان شجاعة وإقداماً وفتكاً بالأعداء، فهم في ساحات الوغى لا يقدمون على قتل الفرسان العاديين، ولكنهم ينتقون القادة والسادة، ويأبون الذل والضيم.

   وصفوة القول أن الشاعر الجاهلي اعتمد في نظمه الشعر على السليقة، كما اعتمد على المثاقفة أيضاً، إذ أن الموهبة الفطرية وحدها لا تمكن الشاعر من خلق الشاعر الذي يفرض وجوده داخل قبيلته وبين شعراء القبائل الأخرى.

   ولا تعني المثاقفة هنا الاطلاع - بالضرورة - على آداب وأفكار الأمم الأخرى، فذلك أمر لم يتيسر بسهولة في العصر الجاهلي لأسباب عدة لا نرى ضرورة للإفاضة فيها هنا، لكن ما نعنيه هو أن يكون الشاعر ملماً بطبيعة الحياة التي تحياها قبيلته والقبائل الأخرى من حوله، وأن يكون مطلعاً على أفكارهم وتطلعاتهم وكيفية عيشهم، لأنه –في ضوء ذلك- يستطيع أن يصيب غاياته وأهدافه من خلال شعره سواء كان موجهاً للقبائل الأخرى أو لقبيلته فحسب.

   لا نعتقد أن الشعر الجاهلي قد جسَّد الواقع القبلي بشكل حرفي، فبرغم إيماننا بأن الأدب بعامة قد يمثّل كثيراً من صور المجتمع السياسية منها والاجتماعية والفكرية والاقتصادية، إلا أن ذلك لا يعطينا واقعية الأحداث أو ينقل ذلك الواقع نقلاً مباشراً، في حين أن القارئ أو المحلل لهذا الأدب أو ذاك –شعره ونثره- قد يستنتج حقائق ما لم يقله الشعر.

  نقول ذلك لنصل إلى أن الشاعر الجاهلي الذي سلمنا من قبل بأنه انطلق في قولـه الشعر من الذات الفردية ليصور الذات الجماعية، فطبيعة المؤثرات الخاصة والعامة التي أسهمت في تكوينه الشعري هي التي جعلته يحمل لنا القيم التي آمن بها من قريب أو بعيد، فالقيم التي عبّر عنها –في شعره- برغم ما يكتنفها من مبالغة أو تطرف أحياناً هي وليدة الإحساس القبلي، وهي بمنزلة الأعراف التي تجتمع لتؤلف القانون العام لأبناء القبيلة.

  فالشاعر يتوسل في خطابه الشعري بأدوات فنية وسرحات خيالية ليجعل من كلامه قولاً شعرياً، ومن ثم فإن الحقائق القيمية تكمن داخل تلك الأدوات الفنية، بمعنى أن القيمة التي يؤمن بها الإنسان العادي موجودة ضمن ذلك المستوى الراقي من الخطاب الشعري.

  وحين نعلم أن القبيلة الجاهلية كانت تسعد بميلاد شاعر جيد، وربما تقيم بسببه الولائم، فذلك مرده إلى ترسيخ قيمها وتسجيل مآثرها، وكأن الشاعر هنا يقوم بعدة أدوار لا بدور واحد، فهو بوق إعلامي، وهو مؤرخ، ومصور، وفنان أيضاً، فالقبيلة يعتمل في نفسها الإحساس بالاعتداد والشموخ، وما لم يكن هناك شاعر ينقل ذلك الإحساس إلى حقيقة من الكلام الجميل المنتقى الذي يصور أعمالها لما كان لهذه القبيلة أن تعتز بشموخها وكبريائها وبعظم أيامها، وبسجل مفاخرها.

  ومما يسترعي الانتباه، أن الأغراض الشعرية الجاهلية وليدة قيم معينة في ضوئها يصوغ الشاعر شعره، سواء كان مدحاً أم هجاء أم فخراً أم رثاء أم غزلاً أم وصفاً.

_____________________________


([1]) عباس بيومي جلال، الهجاء الجاهلي صوره وأساليبه، ص71، 72.

([2]) عفيف عبد الرحمن، الشعر وأيام العرب، ط1، ص69، 70.

([3]) ديوان طرفة، ص30.

([4]) عفيف عبد الرحمن، الشعر وأيام العرض ط1، ص236.

([5]) المرجع نفسه، ص236.

([6]) شرح المعلقات، الزوزني، ص133.

([7]) شرح ديوان عنترة، ص56.

([8]) عفيف عبد الرحمن، الشعر وأيام العرب، ط1، ص235.

([9]) بطرس البستاني، الشعراء الفرسان، ص8.

([10]) محمد عبد القادر أحمد، دراسات في أدب ونصوص العصر الجاهلي، ص163.

([11]) يحيى الجبوري، الشعر الجاهلي خصائصه وفنونه، ص171.

([12]) بطرس البستاني، الشعراء الفرسان، ص8، 9.

([13]) ديوان عنترة.

([14]) يحيى الجبوري، الشعر الجاهلي خصائصه وفنونه، ص74.

([15]) شرح ديوان عنترة، ص14.

([16]) على الجندي، شعر الحرب، ص203.

([17]) شعراء النصرانية، ص164.

([18]) ديوان عامر بن الطفيل، ص444.

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة