النسق النصي والنسق المتني في الحركتين المتضافرتين
للقصيدة (الانبناء/ الانهدام) 5
بشير حاجم
5:
5ـ1: ثمة اعتراض، ربما، ضد جلِّ، أو مجمل، ما تيسر ـ حتى الآن ـ من هذه
الدراسة. الاعتراض، هذا، سوف يقدم ادعاءً، أغلب الظن، بأنها وقعت ــ على وجه أخص ـ في ازدواجية، تطبيقية + إشارية، وهي
تجلو النسق المتني للقصيدة. إذ في الفقرة (3:)، هكذا سيقول ادعاء الاعتراض، كانت
مستندة لانبناء المدلول (المضموني) بانهدام الدال (الشكلي) في المتن. أما في
الفقرة (4:)، كما سيستأنف الادعاء، فصارت مستندة لانبناء المدلول (المضموني)
بانهدام المدلول (المضموني) نفسه.
5ـ1ـ1: ممتع، جدا جدا، أن في ادعاء كهذا، بازدواجية هذه الدراسة عند جلائها لنسق المتن في القصيدة،
قطبين ـ إثنين ـ موجبا وسالبا. قطبه الموجب، من جهة
أولى، يصرح بقبوله استنادها إلى انبناء المعنى (المدلول/ المضمون) مع انهدام اللفظ (الدال/ الشكل).
وقطبه السالب، من جهة ثانية، يلمح لرفضه نقضها هذا الاستناد، ذاته، باستناد آخر ـ
منها ـ إلى انبناء المعنى (المدلول/ المضمون)
وانهدامه ـ في الوقت عينه ـ دون انهدام اللفظ (الدال/ الشكل) حسب تصوره ـ فقط
ـ طبعا.
5ـ1ـ1ـ1: ففي ما هو متعلق بقوله، من جانب أول، إنما يقصد أن الفقرة (3:)، السابقة للفقرة (4:)، قد جلت أنساقا
متنية ـ ثنائية في الأغلب ـ
لوحداتها الجذرية استهلالات
صنوية Initial
Counterparts(1). على استقطاع ـ تالٍ ـ من بدايات المتن لقصيدة محي
أبوحمرة (ع اليقين)، وهي ـ لوحدها ـ ديوان(2)، توضيح هذا القصد.
(وحدة جذرية) قد يكون العين
للنعمى عبورا
ويكون العين
حزنا وسرورا
ويكون العين
في الأحداق نورا
ويكون العين حرفا
مثلما تهوى المرؤات
منيرا
(وحدة جذرية) قد يكون العين
بالوحي حبورا
(وحدة جذرية) قد يكون العين تبرا وترابا
وشرابا سائغ الطعم
طهورا
5ـ1ـ1ـ1ـ1: هذا الاستقطاع، ذو الأربعة عشر شطرا، نسق متني بامتياز. إنه
ثلاثي، حصرا، لأنه ـ عموديا ـ منبنٍ، في الدرجة الأولى جذريا، وفق وحدات
ثلاث. ثم أن هذه الوحدات الثلاث، وكلها جذرية، منبنية
ـ أفقيا بدورها ـ تحت ثلاثة استهلالات صنوية (قد يكون العين).
5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ1: حين تنهدم هذه الوحدات الجذرية، ثلاثتها، ينهدم ذاك النسق
المتني، الثلاثي، انهداما داليا، شكليا، معها. يحدث هذا الانهدام المزدوج،
الوحداتي/ النسقي، بانفصال أية وحدة جذرية ـ من تلكم الثلاث ـ عن الوحدتين
الجذريتين الأخريين. غير أن انفصالا كهذا، يعقبه انهدام للدال (الشكلي) في نسق المتن، لا بد،
بالضرورة، أن يرافقه ـ لحظة حدوثه ـ انبناء مدلولي (مضموني) للوحدات المنفصلة
(المنهدمة) هكذا:
5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ1ـ1:
قد يكون العين
للنعمى عبورا
(وحدة ساقية) ويكون العين
حزنا وسرورا
(وحدة ساقية) ويكون العين
في الاحداق نورا
(وحدة ساقية) ويكون العين حرفا
مثلما تهوى المرؤات
منيرا
5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ1ـ2:
قد يكون العين
بالوحي حبورا
5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ1ـ3:
قد يكون العين تبرا وترابا
وشرابا سائغ الطعم
طهورا
5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ2: بدون انبناء ـ مدلولي/ مضموني ـ كهذا، حيث دلالة
استهلالاتها الصنوية: قد يكون العين(3)، لا يمكن لهذه ((الوحدات)) الثلاث، هنا، أن تُعَدَّ وحدات نسقية متنية(4). أو قل، كي يكون التعبير أدق، إنها من دون هذا الانبناء، المدلولي/ المضموني، ليست
بوحدات جذرية لنسق متني، كالذي في الفقرة (5ـ1ـ1ـ1:)، بقدر ما هي في متن نصي أشطر تفعيلية. حالها، هذه
الأشطر التفعيلية، حال تلك الوحدات الساقية، الثلاث أيضا، وإن كانت استهلالاتها
صنوية: ويكون العين(5)،
في الفقرة (5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ1ـ1:)، وهي(6):
5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ2ـ1:
ويكون العين
حزنا وسرورا
5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ2ـ2:
ويكون العين
في الأحداق نورا
5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ2ـ3:
ويكون العين حرفا
مثلما تهوى المرؤات
منيرا
5ـ1ـ1ـ1ـ2: أي، مما ورد في الفقرة (5ـ1ـ1ـ1ـ1:)، أن التدويم(7)، هنا، لـ(قد يكون
العين) ثلاث مرات، أولاها وثانيتها متراوحتان/ ثانيتها وثالثتها متتابعتان،
هو، في الدرجة الأولى، ما تشكلت النسقية المتنية الثلاثية للاستقطاع هذا به. كأنه،
تدويما كهذا، قد وضع بعد (قد يكون العين) الأولى نقطتين شارحتين ((:))، أولا،
وأناب عن كل واحدة من (قد يكون العين) الثانية والثالثة فارزة مجردة ((،))، ثانيا،
على التوالي. أما ثلاثية (ويكون العين)، المتتابعة تقاربيا لا المتراوحة تباعديا،
فكأن كل واحدة، منها، بفعل هذا التدويم، ذاته، إنما صُيِّرت فارزة منقوطة ((؛)).
لذلك، إذن، مع ختمه بنقطة أحادية ((.))، مثلا أو حصرا، حَلّت، فيه، بدلا من بنيته
النسقية، ومعها بنيته الإيقاعية، ما يمكن تسميتها بالبنية الترقيمية، مؤقتا في
الأقل، لهذا الاستقطاع.
5ـ1ـ1ـ1ـ2ـ1: هكذا
قد يكون العين:
للنعمى عبورا
(ويكون العين) = (؛)
حزنا وسرورا
(ويكون العين) = (؛)
في الأحداق نورا
(ويكون العين) = (؛)/ حرفا
مثلما تهوى المرؤات
منيرا
(قد يكون العين) = (،)
بالوحي حبورا
(قد يكون العين) = (،)/ تبرا وترابا
وشرابا سائغ الطعم
طهورا.
5ـ1ـ1ـ1ـ2ـ2: أي
قد يكون العين:
للنعمى عبورا؛
حزنا وسرورا؛
في الأحداق نورا؛
حرفا
مثلما تهوى المرؤات
منيرا،
بالوحي حبورا،
تبرا وترابا
وشرابا سائغ الطعم
طهورا.
5ـ1ـ1ـ2: وفي ما هو متعلق باستئنافه، ثانيا، فإنما يقصد أن الفقرة (4:)، اللاحقة بالفقرة (3:)، قد جلت نسقا متنيا
ثلاثيا ـ واحدا فقط ـ لوحداته استهلالات غير صنوية. على استقطاع ـ آتٍ ـ من نهايات المتن لقصيدة رعد فاضل
(فليتقدم الدهاء إلى المكيدة) مثلا، وهي ـ لوحدها أيضا ـ ديوان(8)، توضيح لقصده هذا.
الوقائع
تتلقى المكائد وتجلس في الزنابيل والأثريات
تمشط بالضوء والأزاميل
وراية لعاب المعجبين والعهدة لي وما زالت بحوزتي
مثلما الوحوش من أصدقائي لي وعلي
وهي ما زالت تدشن أنيابها في أيها الجمال
مطبقة الغازك بحشد من النقوش المدرعة
بالتراب ومطبق عليك التأريخ هنا.. هنا وهنا.
ياه.. سأشخر من البداية
وأضحك في سري
يا أدهى وأخبث ثناء بعد هذا الفاصل
من المقامات واللوم واللؤم.
هكذا ستمضين يا عبارات
وستعطين رقما وبطانية وسريرا/ ستمنحين غليونا من العاج
وكيس تبغ أو تبن وقبعة
وربما عصابة وخفقا بجمجمة وعظمتين/ ستضلعين إلى الأحراش
أو الفراش وأنت تنشدين:
فليتقدم الدهاء معي على رقعة الشطرنج
فلتتقدم المكيدة إلى الدهاء يا بالعي المكائد
والشفرات والريق..
وأنا سأظل أسرجك أيها البصر
لتدرك سري مع الحصان.
5ـ1ـ1ـ2ـ1: كذلك هذا الاستقطاع، وهو ذو اثنين وعشرين شطرا، نسق متني ثلاثي. إذ أنه، بامتياز أيضا، منبنٍ، بعمودية ـ في المقام الأول ـ
تماما، على ثلاث وحدات جذرية. أما أن استهلالاتها، الثلاثة، ليست بصنوية، حسب الاستئناف الادعائي ذاك، فذا
صحيح. لكن جذرية الوحدات شيء، هنا، وصنوية استهلالاتها(9)، هناك،
شيء آخر. ذلك لأن الأول، جذريا، يقدِّم إن
هو موجود، حتما، كما يؤخِّر إن هو مفقود. في حين أن الثاني، صنويا، قد يقدّم إذا هو موجود(10)، فقط، لا يؤخِّر إذا هو مفقود. بمعنى، استباقا للفقرة
(5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1:)، أن انفقاد الصنوية لاستهلالاتها، حيث الانفقاد ـ هذا ـ غير مؤخِّر، ليس
مؤثرا سلبيا ـ ولا حتى إيجابيا؟ ـ على انوجاد الجذرية لهذه الوحدات.
5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1: فهي، ثلاثتها، وحدات جذرية، على الرغم من عدم صنوية
استهلالاتها، لكونها، أو لأنها، إذ تنهدم داليا، شكليا، ينهدم معها نسقها المتني،
الثلاثي، الذي انبنى عليها. ثم أن انهدامها، الدالي/ الشكلي، حين تنفصل أية وحدة منها عن قرينتيها،
كلتيهما، يرافقه انبناء مدلولي، مضموني، لها. هو ذا انبناؤها، المدلولي/ المضموني،
في ثلاث فقرات متتالية.
5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ1: الوقائع
تتلقى المكائد وتجلس في الزنابيل والأثريات
تمشط بالضوء والأزاميل
وراية لعاب المعجبين والعهدة لي وما زالت بحوزتي
مثلما الوحوش من أصدقائي لي وعلي
وهي ما زالت تدشن أنيابها فيّ أيها الجمال
مطبقة الغازك بحشد من النقوش المدرعة
بالتراب ومطبق عليك التأريخ هنا.. هنا وهنا.
5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ2: ياه.. سأشخر من البداية
وأضحك في سري
يا أدهى وأخبث ثناء بعد هذا الفاصل
من المقامات واللوم واللؤم.
5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ3: هكذا ستمضين يا عبارات
وستعطين رقما وبطانية وسريرا/ ستمنحين غليونا من العاج
وكيس تبغ أو تبن وقبعة
وربما عصابة وخفقا بجمجمة وعظمتين/ ستضلعين الى الأحراش
أو الفراش وأنت تنشدين:
فليتقدم الدهاء معي على رقعة الشطرنج
فلتتقدم المكيدة إلى الدهاء يا بالعي المكائد
والشفرات والريق..
وأنا سأظل أسرجك أيها البصر
لتدرك سري مع الحصان.
5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ2: هكذا انبنت مدلوليا، مضمونيا، حين انهدمت داليا، شكليا، هذه
الوحدات الثلاث. لولا هذا الانبناء، بانفصالها، بعد ذاك الانهدام، لاتصالها، ما
كان من الممكن، لا مطلقيا ولا نسبويا، أن تكون وحدات جذرية لنسق متني. ستكون مجرد
أشطر نثرية في متن نصي، لولا انبناء كهذا بعد انهدام كذاك، حالها، تماما، حال
الأشطر النثرية، المجتزأة منها ـ ثلاثتها ـ تراتبيا، هذه (وراية لعاب المعجبين
والعهدة لي وما زالت بحوزتي ـ من المقامات واللوم واللؤم. ـ أو الفراش وأنت
تنشدين:).
5ـ1ـ1ـ2ـ2: ربما يتبادر إلى ذهنٍ ما، بعد كل هذا المطبَّق في الفقرة (5ـ1ـ1ـ2ـ1:)، أن ورود النقطة الأحادية ((.))، بصفتها علامة كبرى للوقف
(Full stop)، ثلاث مرات، حيث
(بالتراب ومطبق عليك التأريخ هنا.. هنا وهنا. ـ من المقامات واللوم واللؤم. ـ
لتدرك سري مع الحصان.)، هو المشكِّل للنسقية المتنية الثلاثية في هذا الاستقطاع.
هذا التبادر، الذهني، يعوزه، أو يجب، لكي يكون صحيحا، مئة في المئة، أن يصاغ
بعبارة كهذه: إنَّ ورودا كهذا هو مشكِّل من الدرجة الأولى لهذه النسقية. ذلك،
تعليلا، لأنه من الممكن، جدا، في صدد هذا الورود للنقط الأحادية، الثلاث، أن
تُجَرَّبَ، مثلا، إزاحتها عن مواقعها الأصيلة، حيث نهايات الأشطر: الثامن/ الثاني
عشر/ الثاني والعشرين، وإحالتها إلى مواقع بديلة، عند نهايات أشطر أخرى، فإذا بهذه النقط،
ثلاثتها، تتخذ موقفين متضادين إزاء هذا التجريب المزدوج. إنها تُنجحه، كموقف أول، إذ تقبل الإزاحة عن كل موقع أصيل، من مواقعها الثلاثة، لكنها
تُفشله، كموقف ثان، إذ ترفض الإحالة إلى
أي موقع بديل، من المواقع التسعة عشر الأخرى، في آن واحد. وهذان الموقفان
المتضادان من طرف نقط كهذه، إزاء تجريب كهذا، يعنيان، مما يعنيانه، حقيقتين اثنتين ـ لا ثالثة لهما ـ
متعلقتين بالنقط هذه. إن حضورها في نهايات أشطرها الثلاثة ـ كونه حاصلا ـ جدُّ مطَمئن، وهذه هي
الحقيقة الأولى، حتى كأنه، هذا الحضور، وراء تَشَكُّل ثلاث وحدات متنية جذرية. لكن
غيابها عن تلك النهايات، لو حصل، غير مقلق، وهذه هي الحقيقة الثانية، ذلك لأنه،
هذا الغياب، لا انحلال من ورائه لتلكم الوحدات. هل تبدو أولى الحقيقتين ـ هاتين ـ
واضحة، أو أكثر وضوحا من اللاحقة بها، فيما تبدو ثانيتهما غامضة، أو أكثر غموضا من
السابقة لها، حتى الآن؟ قد تزداد أولاهما وضوحا، على وضوحها، وقد ينجلي عن الأخرى
غموضها، إن كان فيها غموض، عندما يُكتشف أن من الجائز وضع فوارز، سواء كانت مجردة أم منقوطة، عند
نهايات معظم، أو أغلب، أشطر الاستقطاع، هذا، باستثناء تلك الأشطر، الثلاثة، التي
وُضعت عند نهاياتها نقط أحادية، أصلا، كما في أدناه:
الوقائع
تتلقى المكائد وتجلس في الزنابيل والأثريات ((،))
تمشط بالضوء والأزاميل
وراية لعاب المعجبين والعهدة لي وما زالت بحوزتي ((؛))
مثلما الوحوش من أصدقائي لي وعلي ((؛))
وهي ما زالت تدشن أنيابها في أيها الجمال ((؛))
مطبقة الغازك بحشد من النقوش المدرعة
بالتراب ومطبق عليك التأريخ هنا.. هنا وهنا ((،)) أم ((؛)) أم ((.))؟
ياه.. سأشخر من البداية ((،))
وأضحك في سري
يا أدهى وأخبث ثناء بعد هذا الفاصل
من المقامات واللوم واللؤم ((،)) أم ((؛)) أم ((.))؟
هكذا ستمضين يا عبارات ((،))
وستعطين رقما وبطانية وسريرا/ ستمنحين غليونا من العاج
وكيس تبغ أو تبن وقبعة ((؛))
وربما عصابة وخفقا بجمجمة وعظمتين/ ستضلعين إلى الأحراش
أو الفراش وأنت تنشدين:
فليتقدم الدهاء معي على رقعة الشطرنج ((؛))
فلتتقدم المكيدة إلى الدهاء يا بالعي المكائد
والشفرات والريق..
وأنا سأظل أسرجك أيها البصر ((،))
لتدرك سري مع الحصان ((،)) أم ((؛)) أم ((.))؟
5ـ1ـ2: غايةً في الجلاء، بعد كل ما هو متقدم منذ الفقرة (5ـ1ـ1ـ1:) حتى
الفقرة (5ـ1ـ1ـ2ـ2:)، أن ذلك الادعاء بازدواجية هذه الدراسة عند جلائها للنسق المتني في القصيدة،
ضمن الفقرة (5ـ1ـ1:)، هو، ذاته، الذي ازدوج. لقد أصاب، حسب تصريحه بقبولها، ماهية
انبناء المعنى (المدلولي/ المضموني) للتناسب مع انهدام اللفظ (الدالي/ الشكلي)،
وهذا قطبه الموجب، من جانب أول. ثم أخطأ، حسب تلميحه لرفضها، هوية هذا الانهدام
اللفظوي (للدال/ للشكل) بالنسبة إلى ذاك الانبناء المعنوي (بالمدلول/ بالمضمون)،
وهذا قطبه السالب، من جانب ثان.
5ـ2: إذن لا غبار، وإن تطاير هنا وهناك، من ذاك الاعتراض ـ ضد مجملها ـ على
الدراسة الحاضرة. فهي، كما بيَّنَت طيلة الفقرة (5ـ1:)، لم تقع في ازدواجية، تطبيقية + تأشيرية،
خلال جلائها نسق المتن، للقصيدة، بين الفقرتين (3:) و(4:). كل ما هنالك، مما نعته
اعتراض كهذا ـ في ادعائه ـ بـ((الازدواجية))، هو أن جلاء النسقية، لمتن القصيدة ولنصها معه، قد يكون بحاجة
لإعادة ترتيب أوراقه، لعلها اختلطت، ابتداء من أولى الفقرات ـ المتبقية ـ القابلة.
5ـ2ـ1: في أية قصيدة، معتمدة كقصيدة، ثمة نسقها النصي. إنه ذو جذريات عديدة، هذا النسق، بيد أنها معدودة. ثمة ثنائية، حتما، ما دام للقصيدة عنوان
ومتن، في الأقل، يمثلها العنوان والمتن كلاهما. وثمة ثلاثية، غالبا، حيث الإهداء ـ
خصوصا ـ بالإضافة إليهما. كذلك رباعية، أحيانا، كأن تكون ـ في سبيل المثال ـ عنوانا وإهداءً
ومتنا وتذييلا على التوالي. لقصيدة آتية من ناجي علوش(11)، مثلا، نسق نصي، كما لسواها من قصائد، ذو جذرية كهذه،
الأخيرة، هو ذا جلاؤها:
(بداية النسق النصي) الراية (العنوان) = نصيا
إلى وانغ جين شين (الإهداء) = نصيا
يا أصدقاءنا المقاتلين...
=
يا معانقي البنادق
=
في الليل والنهار
=
يا خالقي المزارع الغناء والمصانع الشماء، =
في الخرائب البوار
=
يا الحاملون الراية الحمراء بافتخار
(المتن) = نصيا
صغاركم أهدوا لنا زنابقا
=
شكرا لكم
=
شكرا لهم
=
فنحن ندري أن حبكم لنا بلا
قرار
=
لكننا نود لو قدمتمو لنا بنادقا
=
(نهاية النسق النصي)
9/7/66
(التذييل) =نصيا
5ـ2ـ2: أي أن النسق النصي للقصيدة، كل قصيدة، لا ينبني على أقل من
وحدتين جذريتين اثنتين، بتاتا، هما العنوان والمتن، كلاهما حصرا، وهو بهما،
مشكِّلين جذريته الثنائية، نسق نصي ثنائي. هذا يعني، مما يعنيه، أنه، نسق النص، إذا انبنى على عدة وحدات جذرية، ثلاث فما
فوق، مشكِّلة جذريته اللا ثنائية، الثلاثية وما بعدها، لا بد، حتما، أن يكون
العنوان أولاها والمتن إحداها. فإن تم لنسق كهذا انبناؤه على وحدات جذرية ثلاث،
مثلا، بحيث يبدو نسقا نصيا ثلاثيا بها، كونها شكَّلت له جذرية ثلاثية، ممكنٌ
صيرورة المتن ثالثتها ((خصوصا ـ كما هو شائع ـ بعد الإهداء)) شرط وجوب كينونة
العنوان أولاها. على القصيدة التالية من عبداللطيف الراشد(12)، في سبيل المثال لا الحصر، وهي قصيدة ذات نسق نصي ثلاثي كونه منبنيا
على جذرية ثلاثية من وحدات العنوان والإهداء والمتن، جلاء لهذه الإمكانية المشروطة:
(العنوان) اعتذار (وحدة جذرية أولى)
(الإهداء) إلى شاعر ما (وحدة جذرية ثانية)
(المتن) كان إذا دخل علينا يرعبنا (وحدة جذرية ثالثة)
وكنا إذا غادرنا نشي به
هو قطعة من فلذة قلوبنا
لكنه في السر يكرهنا!
***
يوحي لنا
فما كان يدري أننا ندري
هو يخدعنا
فمزق كل قصائدنا
كلما أردنا أن نصافحه
سرعان ما يعتذر!
***
يزعم أنه شاعر
غير أن له نظرة شزرة!
وخبثا لا نعرف سره
فما الجدوى من شاعر
يعتذر كل يوم!!!
5ـ2ـ3: فضلا عن هذه الوحدات الجذرية الثلاث، ألا وهي: العنوان/ الإهداء/ المتن،
كذلك تلك الوحدة الجذرية الرابعة قبلها، وحدة: التذييل، ثمة لنسق القصيدة النصي،
عموما، وحدات جذرية أخرى، تنضوي جزئيا أو كليا تحته، أبرزها وحدتا: التمهيد
واالهامش. أي، إفادةً من إعادة، أن النسق النصي، نموذجيا، ذو وحدات جذرية، أصلية، أكثرها حضورا ست: العنوان/ الإهداء/ التمهيد/ المتن/ الهامش/ التذييل.
باستثناء وحدة المتن، حيث ((العمود الفقري)) للقصيدة أو لنسقها النصي تحديدا،
يندر، جدا ربما، أن تكون لهذه الوحدات ـ الخمس ـ الجذرية، الأصلية، وحدات ساقية،
فرعية، منضوية تحتها. وإن كانت لها وحدات كهذه، الأخيرة، مما هي من هذا النادر،
جدا، فإنها: دالية/ شكلية/ لفظية، فقط، دونها: مدلولية/ مضمونية/ معنوية،
بالمرة، في الأغلب. إذ أن هذه الوحدة ـ الجذرية الأصلية الأولى ـ العنوانية (اعتذار)، مثلا، لها
وحدتان ـ ساقيتان فرعيتان اثنتان ـ داليتان ((شكليتان ـ لفظيتان)) هما: اعـْ ـ تذار، على مستوى التقطيع الصوتي، لولا أن كل وحدة ـ منهما ـ دون أيّ مدلول أو مضمون أو معنى.
كما أن هذه الوحدة ـ الجذرية الأصلية الثانية ـ الإهدائية
(إلى شاعر ما)، أيضا، ذات وحدات ـ ساقية فرعية ثلاث ـ دالية ((شكلية ـ لفظية)) هي:
إلى/شاعر/ ما، على مستوى القطع الصوري، لكنها دون مدلولات أو مضامين أو معان.
وهذا، كله، الذي تعلق خصوصيا بهاتين الوحدتين ـ الجذريتين الأصليتين الاثنتين ـ
العنوانية والإهدائية، كلتيهما متواليتين، إنما يتعلق عموميا بتلك الوحدات ـ
الجذرية الأصلية الثلاث ـ التمهيدية والهامشية والتذييلية. أما الوحدة ـ الجذرية
الأصلية المتبقية ـ المتنية، من جانبها، فهي غالبا، ومن هنا استثناؤها ذاك، ما
تكون ذات وحدات ساقية فرعية ((دالية/ شكلية/ لفظية)) و((مدلولية/ مضمونية/ معنوية))
معا. لذلك فإن هذه الوحدة ـ الجذرية الأصلية الثالثة ـ المتنية: من (كان إذا دخل
علينا يرعبنا) إلى (يعتذر كل يوم!!!) ذات وحدات ساقية فرعية كهذه ـ الأخيرة ـ
ثلاث، على مستوى المقطّع الدلالي، هي:
5ـ2ـ3ـ1:
كان إذا دخل علينا يرعبنا
وكنا إذا غادرنا نشي به
هو قطعة من فلذة قلوبنا
لكنه في السر يكرهنا!
5ـ2ـ3ـ2:
يوحي لنا
فما كان يدري أننا ندري
هو يخدعنا
فمزق كل قصائدنا
كلما أردنا أن نصافحه
سرعان ما يعتذر!
5ـ2ـ3ـ3:
يزعم أنه شاعر
غير أن له نظرة شزرة!
وخبثا لا نعرف سره
فما الجدوى من شاعر
يعتذر كل يوم!!!
5ـ2ـ4: عليه، من ثم، يجوز القول، بيقين، إن وحدة المتن، دون وحدات: العنوان/ الإهداء/ التمهيد/ الهامش/ التذييل،
هي الوحدة الجذرية ـ الأصلية ـ الوحيدة، الاستثنائية، التي يمكن، لها؟، أن تُشكِّل
داخلها، أفقيا/ سياقيا ((سايكرونيا))، نسقا بنيويا خارج نسق القصيدة النصي،
شاقوليا/ إتساقيا ((دايكرونيا))، يسمى بالنسق المتني. فإذا كان للنسق ذاك،
نسق النص في أية قصيدة، وحداته الجذرية أصلا: عنوان/ إهداء/ تمهيد/ متن/ هامش/ تذييل،
نموذجيا، سوف يكون للنسق هذا، نسق المتن في كل نص، وحداته الجذرية فرعا: استهلال/ استرسال/ استمرار/ إستنصاف/ استئناف/ استغلاق، نموذجيا أيضا،
سواء بسواء. أي أن
هذه الوحدات الأخيرة، من الاستهلال إلى الاستغلاق، حين تكون حيث المتن وحدة جذرية داخل النسق
النصي، اعتياديا، تكون وحدات ساقية: من أصل، جزئية، وحين تصير حيث المتن نسق بنيوي
خارجه، استثنائيا، تصير وحدات جذرية: من فرع، كلية، كما ستؤَشَّر ـ وهي ـ ضمن قصيدتين من جواد الحطاب(13) وئاوات حسن أمين(14)، مثلين لا حصرين، في كلتا الحالتين التاليتين:
5ـ2ـ4ـ1:
لقصيدة الحطاب
5ـ2ـ4ـ1ـ1:
الكينونية/ الداخلية/ الاعتيادية
(العنوان:
وحدة جذرية أولى) حيرة
(الإهداء:
وحدة جذرية ثانية)
(إلى:
الشاعر عبدالرزاق الربيعي)
(استهلال/
وحدة ساقية أولى) بنا حاجة لإله
ما السجود
لديه سوى: سجدة لكفاف الهواء
ما النذور
إليه سوى: الأمنيات بقطرة ماء
ما الهجوم
عليه سوى: حاجة للسلام...
أنبقى على
الريح
حبل ضياء،
ملاقطه من ظلام؟!
... بأي
زمان تلاشى الإله...؟!
(...
أيخلقنا
هو
المتن: وحدة جذرية (ثالثة)
أم
أن حاجاتنا
تخلق الآلهة؟
... أيكون
مجرد صمت
ومصائرنا ـ
اللغز
معمولة من
كلام...؟)
(استغلاق/
وحدة ساقية ثانية) بنا حاجة لإله
: بمقدار
حاجتنا لإله
5ـ2ـ4ـ1ـ2:
الصيرورية/ الخارجية/ الاستثنائية
(الاستهلال:
وحدة جذرية أولى) بنا حاجة لإله
ما السجود
لديه سوى: سجدة لكفاف الهواء
ما النذور
إليه سوى: الأمنيات بقطرة ماء
ما الهجوم
عليه سوى: حاجة للسلام...
أنبقى على
الريح
حبل ضياء،
ملاقطه من ظلام؟!
... بأي زمان
تلاشى الإله...؟
(...
أيخلقنا هو
المتن:
نسق بنيوي (ثنائي)
أم
أن حاجاتنا
تخلق الآلهة؟
... أيكون
مجرد صمت
ومصائرنا ـ
اللغز
معمولة من
كلام...؟)
(الاستغلاق:
وحدة جذرية ثانية) بنا حاجة لإله
: بمقدار
حاجتنا لإله
5ـ2ـ4ـ2:
لقصيدة أمين
5ـ2ـ4ـ2ـ1: الكينونية/ الداخلية/ الاعتيادية
(العنوان: وحدة جذرية أولى)
الحلم
(الإهداء: وحدة جذرية ثانية)
مهداة
إلى الشاعر "رشدي العامل"
(إستهلال/ وحدة ساقية أولى)
في سهوب غربتي.. كـ(علي)*
عدت إلى وطني
(استرسال/ وحدة ساقية ثانية)
على الحدود وقفت متأملا
منظر القتال والعزاء
ولكن آه يا مهد الآلام
كلما طال أمد
الغربة المتن:
وحدة جذرية (ثالثة)
كلما بعدت لحظات الافتراق
عليّ أن أعود لوطني
(استغلاق/ وحدة ساقية ثالثة)
حتى ولو للقاء الموت، مرة
أستريح في جهة من جبهتك
يا وطني
(التذييل: وحدة جذرية رابعة) 8/8/1995
السليمانية
(الهامش: وحدة جذرية خامسة) * علي: المقصود به إبن
الشاعر والذي سمي أحد دواوينه (حديقة علي) باسمه.
5ـ2ـ4ـ2ـ2: الصيرورية/ الخارجية/ الاستثنائية
(الاستهلال: وحدة جذرية أولى) في سهوب غربتي.. كـ(علي)*
عدت إلى وطني
(الاسترسال: وحدة جذرية ثانية) على الحدود وقفت متأملا
منظر القتال والعزاء
ولكن آه يا مهد الآلام
كلما طال أمد الغربة
المتن:
نسق بنيوي (ثلاثي)
كلما بعدت لحظات الافتراق
عليّ أن أعود لوطني
(الاستغلاق: وحدة جذرية ثالثة) حتى ولو للقاء الموت، مرة
أستريح في جهة من جبهتك
يا وطني
5ـ2ـ5: متجلٍّ، إذن، كون أية قصيدة، معتمدة كقصيدة، لا بد، لها، أن تنبني،
شاقوليا// أفقيا، على نسقين اثنين، في الآن ذاته، هما نسق نصها ونسق متنه.
بدورهما، كليهما، يجب على كل واحد من النسقين، هذين، أن ينبني على وحدتين جذريتين، إثنتين، فأكثر. هذا الوجوب، في انبناء كهذا، يقتضي، هو
الآخر، تحديدا للوحدة الجذرية، أكيدا، يبدو في أحدهما غيره في آخَرهما. إذ أن تحديد هذه الوحدة في النسق النصي، أولا، إنما يكون،
منذ الوهلة الأولى، يسيرا، سهلا، كونها موجَّهة، واجهة، دائما. بيد أن تحديدها في النسق المتني، ثانيا، ربما يكون، حتى مع
مضي بضع وهلات، عسيرا، صعبا، كونها مبطنة، باطنة، دائما ـ؟ـ أو غالبا في الأقل.
لذلك، حتما، يتطلب التحديد الثاني، هذا، قاعدة، وإن كان لها شواذ، تختص بالوحدة
الجذرية. لعل تنظيرها، من جهة أولى، يُقوَّل، مثلا، بأن على هذه ((الوحدة))
المتطلبة، التي تُفترض ((الجذرية)) فيها، لكي تُحدَّد بأنها وحدة جذرية في نسق
متني، ما، أن تنبني مدلولا، معنى/ مضمونا، حين تنهدم دالا، لفظا/ شكلا،
بانفصالها عن أية قرينة لها. أما تطبيقها، من جهة أخرى، فيُفعَّل، حصرا، عندما يبدو
((النسق)) المفترض، الذي يُتطلَّب لـ((المتني)) في نص القصيدة، متوفرا على واحد أو
اثنين أو ثلاثة من المظاهر البنيوية هذه: التدويم التكراري (التتابعي، التراوحي) ـ
التوقف الإشاري (الدلالي، العلامي) ـ التناظر المقطعي (الابتدائي، الانتهائي).
5ـ2ـ5ـ1: شائعٌ، حد الغلبة ربما، أن يُنتَج النسق المتني، ثنائيا فأكثر،
حين يتوفر متن القصيدة على ـ وفقط ـ أحدها، منفردا في المتن، دون الآخرين. لكنّ
هذا الشائع، لأنه ليس تمام الغلبة بالطبع، لا يعني عدم وجود نسق كهذا منتج إثر
توفر مظهرين منها في متنه. هذا وذاك، اللذان وردا في كلتا العبارتين هاتين،
ينطبقان، بتفاوت في الكم والكيف، على كل هذه المظاهر البنيوية، الثلاثة،..
5ـ2ـ5ـ1ـ1: .. لا سيما أولها..
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1: معظم الأحيان، أغلبها، يمكن للتدويم التكراري، تتابعيا كان أم
تراوحيا، أن ينتج للقصيدة نسقا متنيا، ثنائيا أو سواه، أي ينتج لمتنها وحدتين
جذريتين ـ إثنتين
ـ على الأقل. ولأن تراوحية هذا التدويم، مظهرا بنيويا، أصعب من تتابعيته، وأعسر،
يجدر، هنا، أن يُركَّز عليها، على تراوحيته، حيث هي، من خلال تركيز كهذا، مجردة/ مشذبة،
أولا، معقدة/ مركبة، ثانيا، على التوالي.
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1: ثمة في متن قصيدة (للانقطاع) من محمد طالب محمد(15)، مثلا أولا، تدويم تكراري تراوحي. إنه (أوصد بابك)، كلتاهما، وهو مجرد، مشذب، كونه متراوحا
مع نفسه: ثَمّ ـ و/ أو ـ ثمة، فقط، لثماني مرات، منذ الاستهلال حتى
الاستغلاق، مؤداها ثماني وحدات. هذه الوحدات، الثماني، حين تنهدم داليا، شكليا/ لفظويا،
حيث انفصال أية وحدة ـ منها ـ عن كل قريناتها، السبع، سوف تنبني مدلوليا، مضمونيا/ معنويا،
على الفور. إذن، لانبنائها هذا بانهدامها ذاك، فهي ـ في نسق ((ثماني)) متني ـ
وحدات ((ثمان)) جذرية:
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ1:
(وحدة جذرية أولى)
أوصد
بابك،
(الاستهلال)
دوامات غبار، وعواصف تدعوك..
جثث الكثبان المنقولة في الريح،
والآبار الناضبة المتهدمة..
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ2:
(وحدة جذرية
ثانية) أوصد بابك،
ثم ذئاب تعوي،
تملأ ليل العالم،
وبغام منهمر بحنين..
ثم شرائع دونها الأعراب على الرمل،
وانصرفوا..
ومناجم غائرة
في ذاكرة الصحراء.
ثمة ظلمان،
جاثمة،
ونعام ورئال..
ثمة واحات داكنة،
ومهبات صفراء..
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ3:
(وحدة جذرية
ثالثة) أوصد بابك،
ثم سفائن جانحة وأعاصير
وغوارب عاتية..
وموانئ مهجورة،
تدعوك..
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ4:
(وحدة جذرية رابعة)
أوصد بابك،
ثمة سحب راحلة،
وطيور راحلة، ومحطات
وقوافل..
وحقائب..
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ5:
(وحدة جذرية خامسة) أوصد
بابك،
ثمة أحلام معشبة،
ثمة طرق..
كحقول..
ثمة نيران وجفان..
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ6:
(وحدة جذرية سادسة)
أوصد بابك،
ثمة صحراء مضطجعة
كامرأة..
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ7:
(وحدة جذرية
سابعة) أوصد
بابك،
ثمة هم واحد.
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ8:
(وحدة جذرية ثامنة) أوصد
بابك،
(الاستغلاق)
ثمة وحش ينتظر.
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ2: وثمة في متن قصيدة (حب عصري) من مهدي القريشي(16)، مثلا ثانيا، تدويم تكراري تراوحي أيضا. إنه (أحبك)، وحدها، وهو معقد، مركب، من ناحيتين اثنتين.
فهو، من ناحية أولى، ذو مرات خمس، تحديدا، يفترض، بها، أن تؤدي إلى خمس وحدات جذرية، أساسية، وإذا هي، هذه المرات الخمس،
مؤدية إلى ثلاث، من الوحدات الجذرية ((الأساسية))،
فقط. ذلك لأنه متراوح مع نفسه: أحبك، فضلا عن تراوحه مع غيره: قبل ان// الى
ان ـ في الصحو// في الحلم، إذ لحقت (حين) بكل من (أحبك) الثانية و(أحبك)
الثالثة، على التوالي، بحيث جعلت منهما ـ كلتيهما ـ تابعتين لـ(أحبك) الأولى.
فكان، لذلك، أن صارتا وحدتين ساقيتين ((فرعيتين))، اثنتين، لوحدة جذرية ((أساسية))، واحدة، هي في متن هذه
القصيدة، أو في نسقه تعيينا، أولى ثلاث ـ من الوحدات الجذرية ((الأساسية)) ـ لا
خمس. ومن ناحية أخرى، ثانية، ربما يخيل أن امتدادية هذا التدويم التكراري التراوحي ـ (أحبك)
ـ إنما هي من استهلال المتن إلى ما قبل استغلاقه، للوهلة الأولى، حيث الاستغلاق مبتدى بـ(تعالي إذن)
ومنتهى لـ(نقتله بالأمنيات) حسب تخيل ـ محتمل ـ كهذا. لكن عند إمعان النظر في
الوحدة الجذرية ((الأساسية)) الأخيرة، التي تتضمن (في الصحو) و(في الحلم)، سيُكتشف أن استغلاقا ـ متخيلا ـ كهذا، حيث فيه ـ بعد (تعالي اذن)
مباشرة ـ كل من (في الصحو وأيام المطر) و(في.... الحلم) تراتبيا، ما هو سوى جزء
منها، متصل معها لا منفصل عنها، على أساس أنها كلٌّ واحد، جذري، هو استغلاق المتن. أي، استنتاجا،
ثمة تحصيلُ حاصلٍ، ذو شقين اثنين، عن التراوحية المعقدة ـ المركبة ـ لـ(أحبك)،
بصفتها تدويما تكراريا، هو:
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ2ـ1: إنها، سطحيا، أَوهَمت بوجود وحدات جذرية خمس، من ثم نسق متني خماسي، ممتدة
منذ الاستهلال حتى ما قبل الاستغلاق، دونه، لوهلة أولى ـ متعجلة ـ هكذا:
(وحدة جذرية أولى)
أحبك
(الاستهلال)
منذ تدحرج وجهي بين يديك
حتى صباحاتنا المتربات
(وحدة جذرية
ثانية)
أحبك
حين يلهو النهار بسرير الأميرة
وتنضج دالية العشق في جسد السماء
يشهق ليلي من جمرة الحب وطرا
(وحدة جذرية
ثالثة)
أحبك
حين يحاصر الورد خجله
ونعومة وهج الفراشات
كركرات لا تشيخ
(وحدة جذرية رابعة)
أحبك
قبل أن تعلن الحرب بين الشفاه والصلوات
إلى أن يودع الربيع أوجاعه في مراعي اليمام
...
طريقك طافح بالشعر والحليب
(وحدة جذرية خامسة)
أحبك
في الصحو... وأعلن أن الطريق إلى الأندلس سالكة
في الحلم... والنواقيس تصحو على صوت ترنيمة في
الجنوب
تعالي إذن
(الاستغلاق)
في الصحو وأيام المطر
في.... الحلم
في.... الجنون
وانثري على جسدي بقايا حطام السنين
فما بيننا سيدتي.... زمن... نقتله بالأمنيات
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ1ـ2ـ2: لكنها، عمقيا، أسست لوجود وحدات جذرية ثلاث، من ثم نسق
متني ثلاثي، ممتدة منذ استهلال المتن حتى استغلاقه، معه، لوهلة ثانية ـ متأنية ـ
هكذا:
(وحدة جذرية أولى) أحبك
(الاستهلال)
منذ تدحرج وجهي بين يديك
حتى صباحاتنا المتربات
وحدة =
أحبك
ساقية
=
حين يلهو النهار بسرير الأميرة
وتنضج دالية العشق في جسد السماء
يشهق ليلي من جمرة الحب وطرا
وحدة
=
أحبك
ساقية
=
حين يحاصر الورد خجله
ونعومة وهج الفراشات
كركرات لا تشيخ
(وحدة جذرية
ثانية)
أحبك
قبل أن تعلن الحرب بين الشفاه والصلوات
إلى أن يودع الربيع أوجاعه في مراعي اليمام
...
طريقك طافح بالشعر والحليب
(وحدة جذرية ثالثة) أحبك
(الاستغلاق)
في الصحو... وأعلن أن الطريق إلى الأندلس سالكة
في الحلم... والنواقيس تصحو على صوت ترنيمة في
الجنوب
تعالي إذن
في الصحو وأيام المطر
في.... الحلم
في.... الجنون
وانثري على جسدي بقايا حطام السنين
فما بيننا سيدتي.... زمن... نقتله بالأمنيات
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2: بيد أن التدويم التكراري، تَتابعه أو تَراوحه، قد يعجز عن إنتاج نسق متني
لقصيدة، ما، إذ يعجز عن إنتاج وحدات جذرية ـ كهذه ـ لمتنها، فإذا به وحدة جذرية ـ
في نسقها النصي ـ فقط، أحيانا. نعم، صحيح، كونه تدويما، تكراريا: تتابعيا أو
تراوحيا، هو ينتج وحدات مدومة، مكررة: متتابعة أو متراوحة، لكنها ليست بجذرية. في
متني قصيدتي (مفتاح الباب الشرقي) من عبدالرزاق الربيعي(17) و(هامش) من ياس السعيدي(18)، مثلين لا حصرين، ثمة تدويمان تكراريان(19)، جليان، كهذا.
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1:
في متن القصيدة الأولى، للربيعي، يبدو، جليا، أنه متتابع حيث (الأم) عموديا، من جهة أولى، لكنه متراوح بين (الأم) و(الأم التي) و(الأم التي هي)
أفقيا، من جهة ثانية، معا. وهو، هنا، في تتابعه وتراوحه هذين، كليهما، لمرات ست،
من الاستهلال إلى
ما قبيل الاستغلاق، ينتج ست وحدات:
(وحدة أولى) الأم
البيضاء الملتفة بعباءتها البيضاء (الاستهلال)
الواقفة في سرة (حديقة الأمة)
(وحدة ثانية)
الأم التي يحدقها
شمالا (جواد سليم)
غربا حمامة (فائق حسن)
و(مطبعة عشتار)
(وحدة ثالثة)
الأم التي هي أم
أحدهم
(ميران السعدي) مثلا
في سطوعه
عبدالرزاق الربيعي بالذات
مع الاعتذار لأم عمران
(وحدة رابعة) الأم
التي كنا نحتفظ بوقفتها الرشيقة
خلف أجسادنا الصغيرة
في عدسة (أستوديو الأمير)
(وحدة خامسة) الأم التي
هي أم جميع سكارى الوطن
وفقرائه
ومشرديه
الذين كانوا يتوسدون عشب (تموز)
(وحدة سادسة) الأم التي
رأيتها بأم عيني في...
ما الذي جعلها تغادر حديقة الأمهات (الاستغلاق)
ليضيع مفتاح
الباب الشرقي؟
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1:
هذه الوحدات، الست، لا تنبني مدلوليا، مضمونيا/ معنويا، إذ تنهدم داليا، شكليا/ لفظيا،
بانفصال أية وحدة منها عن قريناتها، الخمس، هكذا:
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ1: الأم البيضاء الملتفة بعباءتها البيضاء
الواقفة في سرة (حديقة الأمة)
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ2: الأم التي يحدقها شمالا (جواد سليم)
غربا حمامة (فائق حسن)
و(مطبعة عشتار)
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ3: الأم التي هي أم أحدهم
(ميران السعدي) مثلا
في سطوعه
عبدالرزاق الربيعي بالذات
مع الاعتذار لأم عمران
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ4: الأم التي كنا نحتفظ بوقفتها الرشيقة
خلف أجسادنا الصغيرة
في عدسة (أستوديو الأمير)
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ5: الأم التي هي أم جميع سكارى الوطن
وفقرائه
ومشرديه
الذين كانوا يتوسدون عشب (تموز)
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ1ـ6: الأم التي رأيتها بأم عيني في...
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ2: ذلك
لأن جميع الوحدات هذه، بما فيها السادسة، مبتدأ واحد، فقط، خبره الاستغلاق، حصرا،
حيث جذَّرها دفعة وحيدة، كلية،
لم يجذِّرها دفعات عديدة،
جزئية، هكذا:
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ2ـ1: الأم البيضاء الملتفة بعباءتها البيضاء
الواقفة في سرة (حديقة الأمة)
ما الذي جعلها تغادر حديقة الأمهات
ليضيع مفتاح
الباب الشرقي؟
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ2ـ2: الأم التي يحدقها شمالا (جواد سليم)
غربا حمامة (فائق حسن)
و(مطبعة عشتار)
ما الذي جعلها تغادر حديقة الأمهات
ليضيع مفتاح
الباب الشرقي؟
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ2ـ3: الأم التي هي أم أحدهم
(ميران السعدي) مثلا
في سطوعه
عبدالرزاق الربيعي بالذات
مع الاعتذار لأم عمران
ما الذي جعلها تغادر حديقة الأمهات
ليضيع مفتاح
الباب الشرقي؟
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ2ـ4: الأم التي كنا نحتفظ بوقفتها الرشيقة
خلف أجسادنا الصغيرة
في عدسة (أستوديو الأمير)
ما الذي جعلها تغادر حديقة الأمهات
ليضيع مفتاح
الباب الشرقي؟
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ2ـ5: الأم التي هي أم جميع سكارى الوطن
وفقرائه
ومشرديه
الذين كانوا يتوسدون عشب (تموز)
ما الذي جعلها تغادر حديقة الأمهات
ليضيع مفتاح
الباب الشرقي؟
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ1ـ2ـ6: الأم التي رأيتها بأم عيني في...
ما الذي جعلها تغادر حدبقة الأمهات
ليضيع مفتاح
الباب الشرقي؟
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2:
أما في متن القصيدة الثانية، للسعيدي، فهو متتابع حيث (نسخة منه/ إلى) فقط . وهو،
هنا، في تتابعه، هذا، لمرات خمس، منذ الاستهلال حتى ما قبيل الاستغلاق، ينتج خمس
وحدات:
(وحدة
أولى)
نسخة منه
(الاستهلال)
إلى
روحي
البعيدة
(وحدة
ثانية)
نسخة
منه
إلى
أمي
الأخيرة
(وحدة
ثالثة)
نسخة
منه
إلى
من طلق
الشمس
لذكرى
لؤلؤة
(وحدة
رابعة)
نسخة
منه
إلى
كل الجهات
المطفأة
وإلى أول
حرف
خطه الطفل
على كراسه
وإلى الدار
التي أشرق
منها
وإلى الدور
التي سيغيب
فيها
وإلى
معنى وقوفي
في صباح
ممطر
خلف شباك
الزمان المدرسي
(وحدة
خامسة)
نسخة
منه
إلى
بارئه
فكري
الملوث (الاستغلاق)
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ1:
هذه الوحدات، الخمس، لا تنبني مدلوليا، مضمونيا/ معنويا، حين تنهدم داليا، شكليا/
لفظيا، بانفصال أية وحدة منها عن قريناتها، الأربع، هكذا:
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ1ـ1:
نسخة منه
إلى
روحي
البعيدة
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ1ـ2:
نسخة منه
إلى
أمي
الأخيرة
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ1ـ3:
نسخة منه
إلى
من طلق
الشمس
لذكرى
لؤلؤة
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ1ـ4:
نسخة منه
إلى
كل الجهات
المطفأة
وإلى أول
حرف
خطه الطفل
على كراسه
وإلى الدار
التي أشرق
منها
وإلى الدور
التي سيغيب
فيها
وإلى معنى
وقوفي
في صباح
ممطر
خلف شباك
الزمان المدرسي
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ1ـ5:
نسخة منه
إلى
بارئه
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ2:
ذلك لأن جميع الوحدات هذه، بما فيها الخامسة، مبتدأ واحد، فقط، خبره الاستغلاق،
حصرا، حيث جذَّرها دفعة وحيدة، كلية، لم يجذِّرها دفعات عديدة، جزئية، هكذا:
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ2ـ1:
نسخة منه
إلى
روحي
البعيدة
فكري
الملوث
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ2ـ2:
نسخة منه
إلى
أمي
الأخيرة
فكري
الملوث
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ2ـ3:
نسخة منه
إلى
من طلق
الشمس
لذكرى
لؤلؤة
فكري
الملوث
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ2ـ4:
نسخة منه
إلى
كل الجهات
المطفأة
وإلى أول
حرف
خطه الطفل
على كراسه
وإلى الدار
التي أشرق
منها
وإلى الدور
التي سيغيب
فيها
وإلى
معنى وقوفي
في صباح
ممطر
خلف شباك
الزمان المدرسي
فكري
الملوث
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2ـ2ـ5:
نسخة منه
إلى
بارئه
فكري
الملوث
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ3: هذا يؤدي، ضِمْنَ ما إليه هو مؤدٍّ، إلى أن ثمة تدويما تكراريا، بصرف النظر عن تتابعيته أو تراوحيته، لا ينتج وحدات
جذرية، نسقية، لمتن قصيدة، معيَّنة، من دون توقف إشاري، دلالي أم علامي، يصاحبه،
استناديا/اعتماديا، في هذا المتن(20). لذلك، من هنا، حين يتوفر متن كهذا على كليهما، هذين المظهرين البنيويين:
التدويمي والتوقفي، سيبدو نسقه جليا، انبناءً وانهداما، أكثر، بكثير، مما هو جلي،
أو لعله كذلك، فيما لو أنه، أي المتن، كان متوفرا على أحدهما. حتى، برهانا لهذا البدوّ، أن النسق المتني المنتج من التدويم التكراري والتوقف
الإشاري، معا، لا يقتصر على وحدات جذرية، أساسية، بل يتعدى إلى وحدات ساقية، ثانوية، مثل ما هما:
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ3ـ1: النسق الثنائي لمتن قصيدة (مفتاح وثني) من احمد عبدالسادة(21)..
(وحدة جذرية أولى) يتأوه الدفء فوق الوسادة..
جسدك كوكب مندى
(وحدة
ساقية أولى)
تطوف حوله..
أقماري المترنحة..
جسدك فضاء..
(وحدة
ساقية ثانية)
يكتشف فيه قنديلي العاري
أبجدية البرق.
(وحدة جذرية ثانية) يتأوه الدفء فوق الوسادة..
جسدك مفتاح..
لغوص خنجر الجمر المعبود....
في قلبي
آه...
اتسع الحلم...
وامتدت...
هسهسة غابتك الحمراء
في جسدي...
كرياح النار.
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ3ـ2: النسق الثلاثي لمتن قصيدة (رائحة القلق) من عباس اليوسفي(22)..
(وحدة جذرية
أولى)
أيتها الكمثرى
أعصري أناقتك
في عيوني
وازرعيني
بكل مدى
تجتاحك صرخة
الوصول إليه
ذباب طائش
أنا
ودبقة
بكل شراهة
أنت
(وحدة جذرية
ثانية)
أيتها الكمثرى
لا
سبيل (وحدة
ساقية أولى)
للنجوم
التي لا تحتضن الظهيرة
لا سبيل للمسافات (وحدة ساقية ثانية)
حيث ترتجف
الخطوات
في أحضانها
لا سبيل للغيوم (وحدة
ساقية ثالثة)
التي لا تحتفي
بأمطارها القادمة
(وحدة جذرية
ثالثة)
أيتها الكمثرى
حطب يتلوى
ولا نار سوى الحطب
سوانا
(وحدة ساقية أولى)
يشم بأيد صدئة
رائحة القلق
سوانا (وحدة
ساقية ثانية)
لا تحتمل هذه الطبيعة
كل هذا الأرق
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ4: وهنا نتيجتان:
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ4ـ1: إن هذا النسق، المتني، الذي ينتجه التدويم والتوقف، سوية، كلما كان أصغر،
فأصغر، بدا جليا أكثر، فأكثر، كما هو نسق المتن ـ الثتائي ـ في قصيدة (الفاختة) من
منصور الريكان(23)..
(وحدة جذرية أولى) لا تعودي مثلما عودتنا منذ زمان
(وحدة جذرية ثانية) لا تعودي في يديك الصولجان
وأغاني التتر المشعول بالتبغ المزور في
المكان
إنما عودي حياة للمكان
واجعلي خاتمة الأحرف فيك (فاختة)
5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ4ـ2: إن كينونته الأصغر، هذه، حيث جلاؤه الأكثر، بها، لا تقتصر له على وحدتين
جذريتين، أساسيتين، تدويميتين ـ تكراريتين ـ حصريا، دائما، إنما تتعدى به إلى وحدتين ساقيتين، ثانويتين، توقفيتين ـ إشاريتين ـ
مثليا، غالبا، كما هو النسق المتني ـ الثنائي أيضا ـ لقصيدة (انتظرناك) من سركون
بولص(24)..
(وحدة جذرية أولى) قد يكون أنك أصم لا تسمع شيئا
(وحدة جذرية ثانية) قد يكون أنك أعمى لا ترانا، لعل وقتك لا يكفي
ربما قتلت في الطريق، ربما كنت
تموت
(وحدة ساقية أولى)
لكننا انتظرناك بما يكفي ـ
كم مرة سمعنا المفتاح يدور وقلنا أنك
أتيت
(وحدة ساقية ثانية)
لكنك لم تأت...
5ـ2ـ5ـ1ـ2: كذلك هو التوقف الإشاري، الدلالي أم العلامي، يمكن له، لوحده،
أغلب الأحيان، معظمها، أن ينتج نسقا بنيويا لمتن قصيدة(25). هذا الانتاج، الممكن، قد تسيطر عليه العلامية، حيناً
ما، فإذا بهذا النسق ثنائي. كما أنه، إنتاجا كهذا، ربما تحتكره الدلالية، حينا آخر، وإذا بنسق المتن ثلاثي.
هاتان الحالتان الإنتاجيتان، بالتوقف الإشاري للنسق المتني، يستحسن، أقلّه هنا، أن
يتم توضيحهما على متن واحد بذاته، عينه/ نفسه، في نموذجين اثنين. أولهما
نموذج للانشغال الشعري، ككتابة، حيث العلامية مسيطرة. وثانيهما نموذج للاشتغال
النقدي، كقراءة، حيث الدلالية محتكرة. أما المتن، الواحد، الذي سيتم عليه توضيح
كلتا الحالتين الإنتاجيتين، تينك، فليكن متن قصيدة (مخالب) من عبدالكريم العامري(26)..
5ـ2ـ5ـ1ـ2ـ1: انشغال شعري/ علامية مسيطرة/ نسق ثنائي
(وحدة جذرية أولى) لأنك لم تستعر وجها..
داهمتك الوجوه
وابتاعتك الطرقات.
(وحدة جذرية ثانية) كن أكثر حذرا:
الأيام مخالب،
والأوقات هزيع.
5ـ2ـ5ـ1ـ2ـ2: اشتغال نقدي/ دلالية محتكرة/ نسق ثلاثي
(وحدة جذرية أولى) لأنك لم تستعر وجها
داهمتك الوجوه
وابتاعتك الطرقات
(وحدة جذرية ثانية) كن أكثر حذرا
(وحدة جذرية ثالثة) الأيام مخالب
والأوقات هزيع.
5ـ2ـ5ـ1ـ3: مثله، تماما، التناظر المقطعي، ابتدائيا كان أم انتهائيا،
يمكنه، حتما، أن ينتج لمتن القصيدة نسقا بنيويا. كل ما هنالك، في ما هو متعلق بهذا
الانتاج، أنّ تناظرا كهذا، مقطعيا، يجب، بالضرورة، أن
يُسنَد من توقف إشاري، دلالي أو علامي، كي تصير جميع مقاطع المتن وحدات جذرية
لنسقه. هذا الإسناد، الذي يتكفل التوقف الإشاري به، يزاد وجوبا، على وجوبه، إذا
كانت هذه المقاطع ابتدائية، لا انتهائية، كأن تكون، كلها، ترقيمية مثلا. كما هي،
مقاطع تناظرية أربعة = وحدات جذرية أربع = نسقا بنيويا
رباعيا، في متن (قصائد الغياب) من جمال جاسم أمين(27)..
وحدة جذرية
=
(1)
لأنك تمضين حد الغياب
سأخشى عليك
وأخشى على عينك
من وخز هذا العراء
فثمة شيء..
سيلدغ أبصارنا
كلما ننظر
وحدة جذرية
=
(2)
سأفضح ذكرى يديك
وأقصد قفازا بكفك يصفع كفي
لأقول: أنها ليست مصافحة
وحدة جذرية
=
(3)
لا هديل لأيامنا
ولا حدائق تأوي عصافيرنا بعد الآن
ربما..
سنحتاج فقط
الى فسحة نتبادل فيها التجاعيد
وحدة جذرية
=
(4)
يا لفداحة هذا العناء
الغياب رسول
إذاً...
ليس هناك رسائل
5ـ2ـ5ـ2: يحدث أحيانا، بصرف النظر عن كثرة هذه الأحيان أم قلتها، أن يتوفر متن قصيدة ـ ما ـ على هذه المظاهر
البنيوية كلها(28)، ثلاثتها، ما يستدعي
تساؤلا، جديرا بالاستدعاء هنا، عمن ينتج النسق البنيوي للمتن ـ هذا ـ منها؟ ينتجه،
في أحيان كهذه، التدويم التكراري، التتابعي ـ التراوحي، فالتوقف الإشاري، الدلالي
ـ العلامي، ثم التناظر المقطعي، الابتدائي ـ الانتهائي، تراتبيا. بضعة توضيحات
لهذا الإنتاج، متباينة قدر الإمكان، على متون القصائد ـ الثلاث ـ الآتية:
5ـ2ـ5ـ2ـ1: قصيدة (تجربة شخصية) من ليث الصندوق(29)..
(وحدة جذرية)
عرفت الكثير من الشعراء
بينهم الرافعون
الأنوف
(وحدة ساقية)
كأنهمو قد أصيبوا بداء الرشح
* * *
وبينهم الناكرون سواهم
(وحدة
ساقية)
فأفواههم ممسحة
* * *
وبينهم الواعدون
(وحدة
ساقية)
تبين لهم بعد جليهمو جلدة من ذهب
* * *
وبينهم الزائفون
(وحدة
ساقية)
على وسخ يلبسون الحرير
* * *
وبينهم الأدعياء
(وحدة
ساقية)
من السوح قد هربوا
وظلت هنالك أسيافهم في صراع
* * *
وبينهم النافخون بأحشائهم
(وحدة
ساقية)
يتحاشون رأس الدبوس
* * *
وبينهم الصاخبون
(وحدة
ساقية)
بأقدامهم يلبسون الطبول
* * *
وبينهم الصامتون
(وحدة
ساقية)
يغنون تحت معاطفهم
* * *
وبينهم الطاربون لأصواتهم
(وحدة
ساقية)
يفزون من نومهم صارخين: أعد
* * *
(وحدة جذرية)
عرفت
الكثير من الشعراء
وصبغت في مهرجاناتهم جبهتي كالهنود
وحاربت خلف متاريسهم
دون أن أتبنى قضية
ومن كل كأس رشفت
لكي يجمع السكر بي ما تفرق بين الكؤوس
وها أنا بعد العناء أحدق خلفي
لقد كان دربي قويما
ولكن عمري بددته في الفروع
5ـ2ـ5ـ2ـ2: قصيدة (اشتهاءات) من طلال الغوار(30)..
(وحدة جذرية)
تشهيت
أن نضرب الروح في آخر الفلوات
فتلبس وقع خطانا
الرمال
الندى
قامة الليل
يدي في يديك
لنا حلمنا
(وحدة
ساقية)
حقائبنا
لنا آخر الطرقات
(وحدة
ساقية)
* * *
(وحدة جذرية)
تشهيت
أن نمسك الآن في طرف الأرض
ونطلق نحو البراري
طيور النداء
تفرقنا وجهة
وتجمعنا وجهة
متى أذنت بالأفول
جلسنا
على رمل أحزاننا
فنقدح في سرنا
حجر الحب
يتشظى هوانا على كتف السفح
وفي دمنا
تتشظى الفصول
* * *
(وحدة جذرية)
تشهيت
أن تلفظ الطرقات
الخطى
ويبقى سوانا
فننزع هذا الصراخ المدوي
بأنفاسنا
وبين الأصابع
نكور أيامنا حجرا
ثم نرمي بها
نوافذ هذا العراء
تشهيت
(وحدة
ساقية)
دم الأفق
ينهض ما بيننا
زهرة للغناء
* * *
تشهيت
(وحدة
ساقية) فيها:
هذا الدوي الذي
(وحدة
ساقية)
يخنق الذاكرة
هذا الدوي المزامن
(وحدة
ساقية) فيها:
روحي
تشهيته الآن يفترع القلب
(وحدة
ساقية)
غصنا نديا
تشهيته
(وحدة
ساقية)
رقصة ثملة
فتدخل كل النوافذ
تأسر كل الشوارع
وتحملها
خطى السابلة
5ـ2ـ5ـ2ـ3: قصيدة (لغة الشعائر) من الفريد سمعان(31)..
(وحدة جذرية)
سلام
عليك
بها نبتدي
وبها نستعيد
حروفا.. نمت في سواقي الشفاه
قناديل
تغسل طين الخطاه
وتزرع فيه ثمار الرجاء
تراتيل
تمسح بالحب هدب المساء
وتورق بين نعاس الغيوم
الكواكب
ضفائر
تفرش زهر البساتين
تتبع نهر المواكب
وايماءة.. حلوة
للمحبة
* * *
سلام عليك
(وحدة
ساقية)
مراعي هوانا
غفونا
وشد الدخان رؤانا
مضغنا حقولا من الهفوات
ومرت علينا
حشود السواقي
وما زال فوق جدار القلوب
نعيب المنافي
وشوق الصحاري
لعرس المطر
ونجوى الحمامة
حين يغادرها الراحلون
وتنأى بعيدا
مروج الفرح
وتلقى الحقائب مرساتها
لقد انهكتها جياد السفر
تسائل من رعبها
يا سماء
متى ينزع الخوف أثوابه
وتبتعد السحب الداكنات
ليرقص
فوق الجفون
القمر
* * *
سلام عليك
(وحدة
ساقية)
ترانيمنا
حروفك أمست ملاذ الجراح
أيا دفقة من سواقي
الحنان
وزهو العبير
وعشق الصبا
تأرجح قلبي
على ساعديك
رضيعا
وظل يخوض عباب التعب
شراعا
ترنح.. اغفى
تثاءب لكنه
ما انتحب
* * *
(وحدة جذرية)
سلام
عليك
بها نبتدي
وبها ننتهي
لقد أصبح الأمس واحات
ذكرى
تفيء له نخلة المتعبين
وشجو الحزانى
وصمت السنين
* توضيحات (5:) *
(1) أو
استغلاقات صنوية، ممكن، كما للوحدتين الجذريتين في النسق المتني لقصيدة فؤاد
العبودي (أمي)، ضمن (وسادة من أرق، دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد، 2002/
ص17ـ ص18)، هكذا:
(وحدة
جذرية)
حلمت
بك وأنت تصلين
كنت جميلة
كالرب
وساهمة
بعيدة عن
كل قذارات الدنيا
سمعتك
تقرئين القرآن
"استغلاقها
الصنوي" (ألا
فمن تاب...)
فبكيت
(وحدة
جذرية)
وددت
لو أقبل قدميك
وأصلي معك
صلاة الفجر
لكني صحوت
على صوت القرآن
يأتيني من
مأذنة الجامع في الفجر
"استغلاقها
الصنوي"
(ألا
فمن تاب....)
فبكيت
(2) ع اليقين، شركة السعدون ـ بغداد، 2001/ ص6 ثم ص7
(3) يجدر التنويه، لتعلقه والدلالة هذه، بأن
((قد))، حرفا، مع المضارع، فعلا، يفيد: التوقع ـ التقليل ـ التكثار (راجع، مثلا، لويس معلوف: المنجد في اللغة، المطبعة
الكاثوليكية ـ بيروت، ط14/ 1954/ ص643). و((قد)) في ((قد يكون العين)) توقعية، ليست
تقليلية ولا تكثارية، بدليل، هنا، ما سبق (قد يكون العين/ للنعمى عبورا) من
أشطر، ابتدأ بها متن هذه القصيدة، هي:
إفتح
إفتح إفتح
إفتح إفتح إفتح
إفتح بوابة الطواسين
والتمس هدي المعين
وهج الحق اليقين
فلقد اشرق نور المخبتين
ولقد شع الهدى
وأتى الفتح المبين
حين هل الحرف عين
(4) على الوحدات النسقية المتنية، جذرية أم
ساقية أم غصنية، أن تتمظهر في المتن كله، تتابعيا أو تراوحيا، منذ استهلاله حتى
استغلاقه. وإلاّ، دون هذا التمظهر المتني الكلي، فهي وحدات نسقية، نعم، لكنها غير
متنية. ثمة، مبدئيا الآن، وحدات نسقية مقطعية، مثلا، كما هي الوحدات المتمظهرة ـ
جذريا في الأقل ـ داخل كل مقطع (على حدة) من المقاطع الثلاثة لمتن قصيدة حميد سعيد
(نص تكعيبي) ضمن: فوضى في غير أوانها، دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد، 1997
(1)
(وحدة نسقية ـ جذرية ـ مقطعية "أولى") رجل
فاقع اللون.. قبعة وحذاء وقبعة
(وحدة نسقية ـ جذرية ـ مقطعية "ثانية") رجل
فاقع اللون.. قارورة وحذاء ونصف يد
تتكرر
نصف يد وقميص
وبيت من الشعر
يخرج من خشب الكمان
بيت من الشعر.. قبعة
(وحدة نسقية ـ جذرية ـ مقطعية "ثالثة") رجل
فاقع اللون
نصف يد تتكرر
قبعة وحذاء.
(2)
(وحدة نسقية ـ جذرية ـ مقطعية "أولى") ثلاث
نساء ورمانة واحدة
نصف رمانة
ربع رمانة..
مشجب وثلاث نساء
كتاب ورمانة واحدة
صفحة من كتاب على المشجب
صفحتان
سطور
كتاب ومدفأة باردة
نصف رمانة
ربع رمانة
(وحدة نسقية ـ جذرية ـ مقطعية "ثانية") ثلاث
نساء ومدفأة باردة
(3)
(وحدة نسقية ـ جذرية ـ مقطعية "أولى") قدح
فارغ
على ظله خطوط من الفحم
ظل عليه خطوط من الفحم
ظل..
دوائر سود وظل.. خطوط من الفحم
نافذة مغلقة
(وحدة نسقية ـ جذرية ـ مقطعية "ثانية") قدح
فارغ
ثمر فارقته ألوانه
ثمر ودوائر سود
وجوه
ونافذة مغلقة
(5) إذ أن
الـ((و))، حرفا كذلك، يأتي على أوجه متعددة: عطفي/ حالي/ استئنافي/ معيّوي/ داخلي/ قسَمي/ ربّوي/ ضميري/ علامي/ فصلي/ زائدي (يراجع، أيضا، لويس معلوف ـ سابق، ص975). لكنه، أي الـ((و))، في ((ويكون العين))، هنا، ذو وجه عطفي، فقط، يعني مطلق
الجمع. وهذا الوجه، العطفي، يفسد على هذه الوحدات الساقية الثلاث، ذات الاستهلالات
الصنوية الثلاثة ((ويكون العين))، أن تنبني مدلوليا، مضمونيا، حين تنهدم داليا،
شكليا، بانفصال أية وحدة عن الوحدتين الأخريين، منها، خارج الوحدة الجذرية الأولى،
وهي ((قد يكون العين/ للنعمى عبورا))، كما هو ـ هذا الانفصال ـ في الفقرة (5ـ1ـ1ـ1ـ1ـ2:). فالـ((و)) هذا، إذن، له تأثير ملموس على انبناء
الوحدات النسقية وانهدامها، أو تشكلها وانحلالها، سواء كانت وحدات جذرية أم ساقية
أم غصنية. إنه
يستطيع، مثلا، بأن يتصدر شطرا، ما، أن يحول دون صيرورته وحدة ساقية ثالثة، لوحدة
جذرية ثانية، حيث يبقي على كينونته ملحقا بوحدة ساقية سابقة، في الوحدة الجذرية
عينها، مثل ما هو حاله مع الشطر السادس من هذا المبتدأ ـ ذي الأشطر الإثني عشر ـ
لمتن قصيدة أحمد الشيخ علي (طائر الآن) في: طائر الآن، 1997/ ص4ـ ص9
الآن...
ليس ثمة ما يدعو لحمل القنوط.. أبدا
(وحدة جذرية ثانية)
الآن..
أتخفف من ضوضاء المجرة،
(وحدة ساقية ثانية)
أترشح
من عين النجمة الصخابة،
(الشطر السادس)
وأبدأ
من حيث انتهت أقدام المحرقة...
الآن...
ينبغي أن أقدم القول على الشعر
أجعل اللغة أوفر حظا..
والتفاصيل اشد خطرا...
الآن..
هو الآن...
*
لاحظ، أيضا، في متن قصيدة طالب عبدالعزيز (سوق عثمان)، من (تاسوعاء، مركز عبادي
للدراسات والنشر/ إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ـ صنعاء، ط1/ 2003/ ص19ـ ص34)،
أن الـ(و) في (والأبلة)، حيث وردا معا ثلاث مرات ـ متراوحات ـ بعد (الأبلة)
الاستهلالية، حال دون صيرورة أي نسق للمتن، على الرغم من أنه ذو 116 شطرا، هكذا:
الأُبلَّةُ
مفازة من نخل وقصب
والأبلّة
سوق عثمان
"الأشطر:
من (3) الى (9)"
والأبلّة
علي وعائشة
"الأشطر:
من (11) الى (29)"
والأبلة
بيت السلوان،
"الأشطر:
من (31) الى (116)"
وأنظر،
كذلك، متن قصيدة عباس باني المالكي (ذاكرة الأرض) ضمن: التسول في حضرة الملك، دار
الفارابي ـ بيروت، ط1/ 2008/ ص9ـ ص11
(6) تشبهها، تقريبا، من حيث أنها مجرد أشطر متنية، وإن كانت ذات صنوية صارخة ((على من أيها))، هذه
الأشطر الخمسة المتتابعة ((على من أيها الموتى؟/ على من أيها الأحياء؟/ على
من أيها الطلاب.. والعمال.. والأطفال؟/على من أيها النهر الذي غنى؟)) من قصيدة
محمد حبيب مهدي (الأشياء) في: ذنوب، دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد، 2002/ ص12
(وحدة جذرية
أولى)
على من تبحث الأشياء؟
على من أيها الموتى؟
على من أيها الأحياء؟
على من أيها الطلاب.. والعمال.. والأطفال؟
على من أيها النهر الذي غنى؟
(وحدة جذرية
ثانية)
على من تبحث الأشياء.
(7) يعني به صلاح فضل، والمصطلح له، أنه "تكرار النماذج الجزئية أو المركبة بشكل متتابع أو متراوح، بغية الوصول
بالصياغة إلى درجة عالية من الوجد الموسيقي والنشوة
اللغوية، عندئذ تتصاعد البنية الموسيقية لتسيطر على المستوى التصويري وتصبح رمزا
تتكثف حوله دلالة الشعر ويتمركز معناه، وتصبح الصياغة هي محور القوة التعبيرية
ونقطة التفجير الشعري" (تنظر، تجربته النقدية، ظواهر أسلوبية في شعر شوقي، فصول ـ مجلة النقد
الأدبي، الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة، المجلد الأول/ العدد
الرابع/ يوليو 1981/ ص209ـ ص218)
(*
مؤكدا أن للتكرار في شعر أحمد شوقي وضعا خاصا، استثنائيا، يمثله
"التدويم"، هنا، يقول فضل بأن "حتى في التجارب التي تتميز بمسحتها
الذاتية لا يستطيع شوقي أن يتخلص من هذا النموذج الغلاب، ففي قصيدة "غاب
بولونيا" التي تفرض عليه ذكريات شبابه وصبواته في باريس أن يتغنى فيها برؤاه
وأحلامه يستهلها بالنداء:ـ
يا
غاب بولون ولي ذمم عليك
ولي عهود
فإذا
غاب في تمثل أحلامه وتمنى رجعة الزمن انتفض بخطاب آخر بعد ثلاثة أبيات:ـ
يا
غاب بولون وبي وجد مع
الذكرى يزيد
فتتصاعد
حرارة ذكرياته وتتكثف حالة الشعر في أبياته فلا يأتي الخطاب الثالث والأخير حتى
ينشق الغاب عن بذرة الحياة فيعير بأنه جماد:ـ
كم
يا جماد قساوة كم هكذا
أبدا جحود!"
*
هذا ينطبق، تقريبا، على هذه الأبيات من قصيدة ابراهيم محمد حسن النصار: صدى الصمت،
مؤسسة اتجاهات الثقافية ـ بغداد، 2006/ ص20ـ ص21
يا
ربيب الغي لا أكتمك سرا
أنت من يحفر للطغيان قبرا
تتحدى
الشعب والشعب حمول ثم لا يلبث أن يفقد صبرا
أيها
الظالم لو تسمع
عذلا كم شبيه
لك قد جاء وولى
ضاقت
الأرض بأشلائه ذرعا فغدت أوصالها
للوحش أكلا
أيها
المالك ظلما
للرقاب
لو سلكت الشعب يوما في الحساب
إنه
إذ يمهل الجلاد
حينا
فهو لا يمهله دون عقاب
يا
ربيب الغي لا يغر بك حول ربما تسمو ولا
يرقاك ظل
بيد
أن الظلم مهما ناف شأوا سوف ينهار،
ومجد الحق يعلو)
وينتشر هذا التكرار، واصلا إلى مقام ((الظاهرة))، في الدواوين الصادرة ما بين نهاية
السبعينيات وبداية الثمانينيات، خصوصا، كالديوان الثاني لأديب كمال الدين (ديوان
عربي، دار الرشيد للنشر ـ بغداد، 1981)، على سبيل المثال، ومنه (ص: 10/ 13/ 60/ 121)
هذه النماذج:
((أ)) كم من جهد يلزمني
كي أمسك أياما راحلة
كقطار مسرع
أو مثل ظنون تتمدد
كغطيط السكير،
كم من جهد يلزمني
لأغني لونا آخر للقلب الأسود
للقبعة المرمية في الريح..؟
((ب)) مذعورا كان الطائر
وجناحاه
يرفان
مثل القلب المذبوح
مذعورا كان الطائر
سيحط هنا.. ويحط هناك
((ج)) الساعة يأتي
كالطير الأبيض مرتحلا بحنين العشب
وطن قد غادره النوم الأبيض
الساعة يأتي
وطن وأنين
وطن مرتجف
كأنين
((د)) .. وهنالك أشجار سوداء
لم ترحل بعد لبغيتها
وهنالك أشجار
وهنالك أيام
لم ترحل بعد لمتحفها
وهنالك أيام
وهنالك أحزان
رسمت ذاكرتي وخطاي
وهنالك أحزان
(8) فليتقدم الدهاء إلى المكيدة، اتحاد الأدباء في العراق ـ بغداد، ط1/ 1994/ ص34 ثم ص35
(9)
هذه الصنوية، الاستهلالية، لا تقتصر على شطر واحد أو شطرين اثنين أو أشطر ثلاثة،
لا، بل، أحيانا، قد تتعدى إلى أربعة أشطر، نعم، كما هي في النسق المتني الثنائي
لقصيدة ثامر سعيد (أباغته بالمطر)، ضمن (بداية البنفسج البعيد، إتحاد الأدباء
والكتاب العراقيين ـ البصرة، 2007/ ص27ـ ص29)، هكذا:
(من
هنا ـــ المتكرر..
(وحدة
أولى)
(
بابتسامته
اللاصفة
(
وشعره
المستعار،
(إلى
هنا ـــ ودم يثلج عين الشمس.
ما
انفك يقض علي دقائقي
بسرب
من الغربان.
يباغتني
بالفؤوس
وأباغته
بالأشجار،
يباغتني
بالأقفاص
وأباغته
بالأجنحة،
يباغتني
بالرمضاء
وأباغته
بالمطر،
يباغتني
بالشظايا
وأباغته
باللحم المستمر،
يباغتني
بالجدران
وأباغته
بنوافذ لا تنتهي،
يباغتني
بما يكفي
وأباغته
بما يفيض.
(من
هنا ـــ المتكرر..
(وحدة
ثانية)
(
بابتسامته
اللاصفة
(
وشعره
المستعار
(إلى
هنا ـــ ودم يثلج عين الشمس
كلما
صافحني
أعد
أصابعي
وحين
يغادر
أراجع
ظهري
فتعلق
في كفي
غيمتان
من نجيع.
(10) ذلك، تعليلا لاستخدام تقليلية ((قد)) هنا، لأنه يحدث، أحيانا، أن وجود صنوية كهذه، حتى لو أنه تتابعي، لا يُقَدِّم، أصلا، بل يؤخِّر، ربما، وإذا
قدَّم، إن استطاع تقديما، فإنما على مضض. بعد استقطاع المبتدأ المتني لقصيدة علي
عطوان الكعبي (يا قلب يوسف) من (في دائرة المستحيل، مطبعة الأنوار ـ بغداد، 2001/ ص66ـ
ص74)، مثلا، جلاء لهذا التقديم الأخير
(وحدة صنوية
أولى)
ما زال يوسف لم يمت وحدة (محض جذرية)
وحيدة
وعليه..
من ألق النبوة
شعلة
(وحدة صنوية
ثانية)
ما زال يطعم
لحمه
وحدة (غير جذرية) أولى
للجائعين...
وللعراة...
يقد من حلل النبوة
مئزرا
(وحدة صنوية ثالثة)
ما زال يلمح
باسما
وحدة (غير جذرية) ثانية
من كوة الجب الكواكب
والقمر..
والشمس كلا ساجدين
وإخوة..
يبكي لهم وعليهم
(وحدة صنوية
رابعة)
ما
زال..
وحدة (شبه جذرية) وحيدة
في كفيه مرآة
يرى فيها...
دموع أبيه يعقوب النبي
قتيلة..
* في هذا الاستقطاع، ذي العشرين شطرا، ثمة أربعة أشطر،
متراوحة لا متتابعة، تستهل بـ(ما زال). أي أن هذه الأشطر، الأربعة، ذات استهلالات صنوية. ولأن
أولها، وهو (ما زال يوسف لم يمت)، هو الشطر المبتدئ للاستقطاع، كله، يفترض، إذن،
أن يكون كل شطر ـ منها ـ بداية لوحدة صنوية متنية. بهذه الكينونة، المفترضة، يتوفر
استقطاع كهذا على هذه الوحدات الصنوية المتنية الأربع: من (ما زال يوسف) إلى (شعلة) ـ من (ما زال يطعم) إلى (مئزرا) ـ من (ما زال يلمح) إلى (وعليهم) ـ من (ما زال..) إلى (قتيلة..). فإذا أُثبِتَ، بالضرورة، أنها ـ جميعها ـ وحدات جذرية، فضلا عنها وحدات صنوية، له،
بصفته متنا، يتأكد أن الاستقطاع ـ هذا ـ ذو نسق متني رباعي. إثباتٌ كذاك، يعقبه تأكّدٌ كهذا،
يتم، حصرا، حيث انبناء المدلول، المضموني، عند انهدام الدال، الشكلي، للوحدات هذه.
لكن الانبناء المدلولي، مضمونيا، إثر الانهدام الدالي، شكليا، لا يتحقق، هنا، سوى
لوحدتين ـ اثنتين ـ منها. للوحدة الأولى، في المقام الأول، بدلالة (يوسف)، الذي
(لم يمت)، وهي دلالة تصريحية، رغم أحاديتها، على أن هذه الوحدة محض جذرية بوضوح. وللوحدة الرابعة، في
المقام الثاني، بدلالة (أبيه يعقوب النبي)، الذي دموعه (قتيلة)، وهي دلالة
تلميحية، رغم ثلاثيتها، إلى أن
هذه الوحدة شبه جذرية بغموض. أما الوحدتان الأخريان، وهما الثانية والثالثة، فهو
ليس متحققا لهما. إذ لا دلالة، تصريحية أم تلميحية، فيهما، كلتيهما، عمن هو الذي
(ما زال يطعم لحمه) و(ما زال يلمح باسما) على التوالي. أي أن كل وحدة منهما، على حدة، ليست حتى شبه جذرية. ذلك،
تعليلا، لأن دلالتي (النبوة) حصرا في الوحدة الثانية و(الجب) مثلا في الوحدة
الثالثة، هنا، لا ترتقيان إلى مصافّ دلالة (أبيه يعقوب النبي) في الوحدة الرابعة. لذلك، مع استثمار ما
بينهما من تناظر فعلي ـ مضارعي ـ متمثل في (يطعم) و(يلمح) بعد (ما زال)، بالكاد
يمكن ـ إجرائيا ـ اعتبار هاتين الوحدتين (غير الجذريتين) الاثنتين وحدتين ساقيتين لتلك الوحدة (المحض جذرية) الوحيدة
(ما زال يوسف لم يمت). وهذا الاعتبار، الذي يكاد ممكنا ـ إجراؤه ـ إذن، يحتم، كونه
جعل من هذه الوحدة وحدة جذرية أولى، أن تصير الوحدة (شبه الجذرية) الوحيدة (ما
زال../ في كفيه مرآة) وحدة جذرية ثانية. بالاعتبار ذاك، أولا، وبهذه
الصيرورة، ثانيا، سيتأكد أن للاستقطاع هذا، ذي الأشطر العشرين، نسقا متنيا، ولو ((على مضض))، لكنه
ليس رباعيا، كما يبدو للوهلة الأولى، بل هو ثنائي، حسب انبناء مدلوله عند انهدام
داله، هكذا:
(وحدة جذرية أولى) ما زال يوسف لم يمت
وعليه..
من ألق النبوة
شعلة
(وحدة ساقية أولى) ما زال يطعم لحمه
للجائعين...
وللعراة...
يقد من حلل النبوة
مئزرا
(وحدة ساقية ثانية) ما زال يلمح باسما
من كوة الجب الكواكب
والقمر..
والشمس كلا ساجدين
وإخوة..
يبكي لهم وعليهم
(وحدة جذرية ثانية) ما زال..
في كفيه مرآة
يرى فيها...
دموع أبيه يعقوب النبي
قتيلة..
"وانظر،
أيضا، مبتدأ المتن لقصيدة مروان عادل (تقارير الرابعة عصرا) في ديوانه: تراتيل
طيور محنطة، مؤسسة شرق غرب/ ديوان المسار للنشر ـ دبي، ط1/ 2009/ ص55"
(11) المجموعة الشعرية الكاملة، دار الرشيد للنشر ـ بغداد، 1979/ ص168.
ثمة في مجموعته هذه قصائد أخرى ـ عديدة ـ ذات أنساق نصية رباعية، غير هذه القصيدة،
بدءا من قصيدة (قذارة الأرض/ ص14ـ ص16) ضمن الديوان الأول (يا طريق الجراح)
للمجموعة
(12) نزق، 2003/ ص56ـ ص57. في الديوان، هذا، تكثر القصائد ذات الأنساق
النصية الثلاثية (تنظر الصفحات: 17/ 27/ 35/ 41/ 43/ 48/ 49/ 54/ 58/ 60/ 62،
تحديدا، منه)
(13)
إكليل موسيقى على جثة بيانو، دار الساقي ـ بيروت، ط1/ 2008/ ص60ـ ص61. هذه القصيدة
ذات نسقين نصي ثلاثي ومتني ثنائي، كما توضحهما الفقرتان (5ـ2ـ4ـ1ـ1:)
و(5ـ2ـ4ـ1ـ2:)، ومثلها قصيدته (إبراهيم آخر) في الصفحات (19ـ21) من الديوان عينه
(14) مملكة ما وراء خط الاستواء، دار الثقافة والنشر الكردية ـ بغداد، 2005/ ص21.
هذه القصيدة ذات نسق نصي خماسي، كما هو واضح في الفقرة (5ـ2ـ4ـ2ـ1:)، ومثلها قصائده (شاعر من بلادي) و(سيل من الدموع لموت
نهر) و(سنين والقلب يفيض ماء) في الصفحات (22/ 47ـ48/ 63ـ66 تراتبيا) من
هذا الديوان
(15) متاهات لا تنتهي، اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق، ط1/ 1990/ ص193ـ
ص196
(16) أنا واحد وأنت تتكرر، دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد، ط1/ 2005/ ص69ـ
ص71
(17) شمال مدار السرطان، بغداد، ط2/ 2002/ ص11ـ ص12. مثله، تقريبا، متن قصيدة (شؤون عائلية) في الصفحتين (16ـ17) من
الديوان ذاته. وينظر، أيضا، متن قصيدة ماجد حاكم موجد (ماذا يحيك الغبار)، حيث:
لو صليل المسامير يرهب الذئب من قبل/ لو قارورة تخبئ الصليب في قميص الصراحة/ لو
تجيئ عصي بلدة التمر والعنب والسكاكين، في: ما تساقط بل أوشك للشمس، دار الشؤون
الثقافية العامة ـ بغداد، 2000/ ص19. كذلك، أنظر، متن قصيدة غريب اسكندر (عن
المغني) في: محفة الوهم، دار الفارابي ـ بيروت، ط1/ 2009/ ص63ـ ص65. و، أيضا، متن
قصيدة عارف معروف الداوودي (شاعر) من: تزاحم البيادق في سماء الشعر، الاتحاد العام
للأدباء والكتاب ـ كركوك، د.ت/ ص70
(18)
تضاريس من جغرافيا الروح، دائرة الثقافة والإعلام ـ الشارقة، ط1/ 2007/ ص111ـ ص
113
*
يمكن، كذلك، أن تُطبَّقَ الفقرة (5ـ2ـ5ـ1ـ1ـ2ـ2:) على متن قصيدة (دقيقة صمت)، في
الصفحة (27) من ديوانه نفسه، هكذا:
((أ))
(وحدة
أولى) عيوننا التي تبكي
دمعا مالحا (الاستهلال)
(وحدة
ثانية) أفواهنا التي
تأكل
خبزا مالحا
وتلعن
الخباز
(وحدة
ثالثة) أعمارنا ذات الأفراح
المسروقة
من
حزن سنوات الآخرين
قد
لا تساوي يوما
ما
(الاستغلاق)
دقيقة
صمت
((أـ1))
((أـ1ـ1))
عيوننا التي تبكي دمعا
مالحا
((أـ1ـ2))
أفواهنا التي
تأكل
خبزا مالحا
وتلعن
الخباز
((أـ1ـ3))
أعمارنا ذات الأفراح المسروقة
من
حزن سنوات الآخرين
((أـ2))
((أـ2ـ1))
عيوننا التي تبكي دمعا
مالحا
قد
لا تساوي يوما ما
دقيقة
صمت
((أـ2ـ2))
أفواهنا التي
تأكل
خبزا مالحا
وتلعن
الخباز
قد
لا تساوي يوما ما
دقيقة
صمت
((أـ2ـ3))
أعمارنا ذات الأفراح
المسروقة
من
حزن سنوات الآخرين
قد
لا تساوي يوما ما
دقيقة
صمت
*
غير أن تلكم الفقرة، ذاتها، ليس ممكنا تطبيقها على متن قصيدة علي الشلاه
(النوايا)، في ((البابلي علي، دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد، ط1/ 2005/ ص38ـ
ص39))، مثلا
النوايا
التي...
لم
تكن حنطة أو جرادا..
النوايا
التي..
((شطران
اثنان))
النوايا
التي...
((أشطر
ثلاثة))
النوايا
التي
((شطران
اثنان))
النوايا
التي...
((شطران
اثنان))
النوايا
التي..
((شطران
اثنان))
النوايا
التي...
((شطران
اثنان))
النوايا
التي
لم
تجد في الصهيل جوادا
(19)
كذلك، هما، في متني قصيدتي ماجد الشرع (رؤيا) و(ابتكار)، ضمن (كل وردة دخلت قميصي
آمنة، مطبعة الغري ـ النجف، 2007/ ص20 وص23)، هذين:
((أ))
(وحدة
أولى)
هكذا...
(الاستهلال)
فيما
يرى النائم
العالم
بلا سياج...
أو
رطانات،
(وحدة
ثانية)
هكذا...
فيما
يغزو الطائر
أهداب
موجة وحشية،
(وحدة
ثالثة)
هكذا...
فيما
يفجر العاشق
زهرة
الضوء في الأعماق،
إنني
(الاستغلاق)
الآن
أخطط
لحروبي!
((ب))
(وحدة
أولى) بمزيد من نهارات البنفسج...
(الاستهلال)
(وحدة
ثانية) بمزيد من وشاح الطفولة والأشجار...
(وحدة
ثالثة) بمزيد من الفنارات والأشرعة...
(وحدة
رابعة) بمزيد من نيلوفر الحرية...
(وحدة
خامسة) بمزيد من فضاءات الأغاني...
(وحدة
سادسة) بمزيد من حدائق الأجنحة...
(وحدة
سابعة) بمزيد من ضوء العمق...
(وحدة
ثامنة) بمزيد من مطر الرحيل...
(وحدة
تاسعة) بمزيد من كورال الأحلام...
(وحدة
عاشرة) بمزيد من أفق النور...
سأبتكر
أنثاي،
(الاستغلاق)
بأوركسترا
حرير العمق!
(20)
هذا ينطبق، أيضا، حتى على الوحدات التدويمية التكرارية، التتابعية أو التراوحية،
التي تتوفر كل واحدة منها على مبتدأ وخبر، معا، ما دام في المتن، الذي يحتويها،
ثمة خبر ـ إستغلاقي ـ عام لها، للوحدات هذه، كما هي في هذه المتون لقصائد:
((أ))
موفق صبحي (ابتكارات)، من (السعادة لا أحد، منشورات دار الوركاء ـ السماوة،
2007/
ص11ـ ص12)، هكذا..
(وحدة
1) الأشجار
تبتكر الغابات
(الاستهلال)
تبتكر
الأماني القصية
(وحدة
2)
الجبال
تبتكر المداخن
(وحدة
3)
السماء
تبتكر الأزرق العميق
(وحدة
4)
الصحراء
تبتكر المتاهة
(وحدة
5)
الشواطئ
تبتكر العري
(وحدة
6)
السلالم
تبتكر العلو
(وحدة
7)
البيوت
تبتكر الأمان
(وحدة
8)
المسدس
يبتكر الضحية
(وحدة
9)
الأصابع
تبتكر الحروف
تبتكر
الموسيقى
تبتكر
المداعبات
(وحدة
10)
العاشق
يبتكر القمر
(وحدة
11)
السيف
يبتكر الدماء
(وحدة
12)
الغابة
تبتكر الحطاب
(وحدة
13)
البحر
يبتكر السفينة
(وحدة
14)
الطرق
تبتكر السفر
تبتكر
البلاد البعيدة
(وحدة
15)
الندم
يبتكر الشيخوخة
(وحدة
16)
الحياة
تبتكر الموت
(وحدة
17) الخوف
يبتكر الأساطير
فماذا
تبتكر أيها الشاعر
(الاستغلاق)
غير
الشاعر
الذي
متخفيا عني
يبتكر
قارئا مرائيا
يشبهه
ويمضي.
((ب))
ماجد الشرع (إلى بلادي بعد مائة عام)، ضمن (ماس من أنفاس، مطبعة الغري ـ النجف،
ط1/ 2008/ ص68ـ ص69)، هكذا..
(وحدة
أولى)
ستكونين
خضراء من الرأس حتى القدمين
(الاستهلال)
(وحدة
ثانية) ستكونين كائنا للحب
عبر جهاته الأربع
(وحدة
ثالثة) ستكونين زمردة نشيد
حر
(وحدة
رابعة) ستكونين أما صالحة لإيواء
دهشاتي الغريبة
(وحدة
خامسة) ستكونين موشور أجنحة تنتمي
إلى
كوكب الإنسان المحب العميق...
ستصالحين
ينابيع الألوان المرئية في عذابي...
ستكفين
عن جلد أغنياتي الصديقة للمدى!
ستتقنين
نقد الأدغال في روحك
هكذا
عندما وردة أحشائي
(الاستغلاق)
تتشظى
في
دمك...
((ج))
عبدالزهرة زكي (تنويمة الأم الأخيرة)، في (كتاب اليوم.. كتاب الساحر، دار الزاهرة
للنشر والتوزيع ـ رام الله، ط1/ 2001/ ص44ـ ص46)، هكذا:
(وحدة
1) سأهديك
(الاستهلال)
ثديا..
لن يجف.
(وحدة
2)
سأهديك
نهارا..
لا ليل بعده.
(وحدة
3)
سأهديك
أغنية
لا تنتهي.
(وحدة
4)
سأهديك
حكاية..
أزوجك الأميرة فيها
(وحدة
5)
سأهديك
تميمة..
لا تبطل.
(وحدة
6)
سأهديك
ضحكا..
لا ينقطع.
(وحدة
7)
سأهديك
أخا شفوقا.
(وحدة
8)
سأهديك
سريرا نظيفا.
(وحدة
9)
سأهديك
أختا تدللك.
(وحدة
10)
سأهديك
يدي لا تتعب.
(وحدة
11)
سأهديك
عيني لا تغمض.
(وحدة
12)
سأهديك
حضني لا يمل.
(وحدة
13)
سأهديك
فمي..
لا يكف عن تقبيلك.
(وحدة
14)
سأهديك
إصبعي..
لتشبعها عضا.
(وحدة
15)
سأهديك
ليلي..
لتملأه ببكائك.
(وحدة
16)
سأهديك
صباحي..
لتشبعه بكركراتك.
(وحدة
17) سأهديك
كل
شيء..
فقط
(الاستغلاق)
فقط
لتؤجل
هذا الموت
يا
صغيري
(21) ثريات الرماد، مؤسسة روابي للطباعة والنشر والتوزيع، ط1/ 2007/ ص19ـ
ص20
(22) مسلة الطيور، دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد، ط1/ 2007/ ص73ـ
ص74. مثلها، تقريبا، قصيدته (يوما ما/ ص31) في هذا الديوان
(23) صدى الافتراضات، مكتب الريكان ـ بغداد، 2002/ ص47
(24) حامل الفانوس في ليل الذئاب، منشورات الجمل ـ كولونيا، 1996/ ص73
(25)
ثمة توقف إشاري: دلالي وعلامي، معا، أنتج لمتن قصيدة جواد الحطاب (وحدة قياس)، في
(شتاء عاطل، دار أزمنة ـ عمان، ط1/ 1997/ ص83ـ ص84)، هذا النسق البنيوي الثلاثي:
(وحدة
جذرية أولى) * هذه الأرض:
سعر
((السنتموت)) الواحد منها
خمسون
شرطيا
(وحدة
جذرية ثانية)
ماذا
نفعل
نحتاج
إلى ((موتمترين))
لندفن
أصواتنا
(وحدة
جذرية ثالثة)
هل
يمكن..
تقسيط
الشرطة
للوطن
القادم
؟
؟ ؟
(26) مخابئ، مكتب الأريج ـ البصرة، 2000/ ص27. كذلك، تتوضح هاتان
الحالتان الإنتاجيتان، على متني قصيدتي (قلق/ ص18) و(فضاء/ ص19) في
الديوان نفسه
(27) الأخطاء رمال تتحرك، رابطة (البديل الثقافي) ـ ميسان، ط1/ 2008/ ص57ـ
ص58
(28)
كما هو متن قصيدة حبيب السامر (أيها الرأس، حتما سيهنئك الغراب)، في (رماد
الأسئلة، إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ـ البصرة، 2008/ ص33ـ ص36)، مثلا..
(تناظر
مقطعي)
1
(تدويم
تكراري) أيها الرأس
بجسدي
الدرع
احتمى
الوردة
تزاحمني
تبتغي
عطرها
وأنا
مثقل بالحروب
بطيئة..
(وحدة
جذرية أولى)
حمائمي
تغادر محاجرها
فأغدو..
سحابة
متدلية
بعناقيد
السماء
لم
تعر عطرها
(توقف
إشاري)
وسط
انثيالات التبجيل
(تناظر
مقطعي)
2
(تدويم
تكراري) أيها الرأس
أبحث
عنك،... بجلوك كثيرا
ونحن
نتساءل، من سيفيق في الخط الأخير؟!
فورانات
الساعة
تهب
افقها المعطل أسى
لا
تلمس ضبابها
بأكف
صنوبرية
(وحدة
جذرية ثانية)
صرختي،
مأخوذة
بالسراط
الخافقات
لم تعط للنذر نهاراتها
لتحاور
هفواتي
كالضغائن
(توقف
إشاري) بأجنحة
خاملة
(تناظر
مقطعي)
3
(تدويم
تكراري) أيها
الرأس
بك
انبهرت الدنيا
وأنت
القابع، القانع فوق جسدي
لم
يكن العطب
في
سلالات الزحمة
(وحدة جذرية ثالثة)
كاللذة
دونما خافق
وأغدو..
زهوي
بلون الفضة
(توقف
إشاري)
وأساي
مغلول حد الوجع
(تناظر
مقطعي)
4
(تدويم
تكراري) أيها
الرأس
أنت
المترنح فوق رقبتي
بعينين
مفقوءتين
وأذنين
مثقوبتين
وفم
أخرس
(وحدة
جذرية رابعة)
أرتق
بهجتك بالقرنفل
لتفق
على مجد
يحسدك
عليه الغراب
حتما..
(توقف
إشاري)
سيهنئك
الغراب
(29) عواء ذئب في غابة، مكتب السعدون للطباعة والنشر ـ بغداد، ط1/ 2007/ ص39ـ
ص42. وانظر، أيضا، قصيدة برهان شاوي (مرثية العانس حسنة) من (مراثي
الطوطم/ 1983) في: المجموعة الشعرية الكاملة، بغداد، 2008/ ص15. كذلك، تنظر، قصيدة
أمير ناصر (عتبة الجنون) في: طعنات أليفة، الحضارة للنشر ـ القاهرة، ط1/ 2009/
ص35ـ ص36
(30) الخروج من الأسماء، اتحاد الأدباء في العراق ـ بغداد، ط1/ 1996/ ص68ـ
ص71. كذلك، تنظر، قصيدة جابر محمد جابر (حيثما تكون) في: دفء الثلج، دار
الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد، ط1/ 2000/ ص40ـ ص41. و، أيضا، قصيدة ماجد
البلداوي (إلحاقا بطفولتي الأولى) في: غيوم ليست للمطر، شمس للنشر والتوزيع ـ القاهرة،
ط1/ 2008/ ص11ـ ص15
(31) أشرعة الصدى البعيد، شركة الوفاق للطباعة الفنية المحدودة، 2003/ ص89ـ
ص91. يمكن تطبيق هذا التوضيح على قصيدته (أنت جذلى)، أيضا، في: أجل أنت
جذلى، مطبعة الخير ـ بغداد، 2007/ ص31ـ ص36
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق