الاغتراب والحلم في أدب أحمد إبراهيم الفقيه القصصي
بقلم: د . شعبان عبد الحكيم محمد
إهداء : إلى والدي وأستاذي الفاضل الأستاذ عبد الحميد إبراهيم تقديرا وعرفانا.
تقديم بقلم الأستاذ الدكتور / صفوت عبد الله الخطيب - رئيس قسم اللغة العربية ووكيل كلية الآداب – جامعة المنيا
شيئان يسترعيان انتباه المتأمل فى الشخصية العربية ، أما أولهما فهو غلبة اعتماد الوجدان معيارا لفهم الكون وللسلوك الحياتى ، وأما الأخر فهو الحس الكامن بالتقارب العربى ، على الرغم من ظهور ما يناقص ذلك على سطح الواقع .
والأول منهما ربما هيأ له موروث يرتد إلى حياة العربي فى طور البداوة الأولى بما يدفع إليه هذا النمط الحياتى من ازدياد الميل إلى التأمل والاستغراق بحسب ما يصاحب حياة البادية من سكون المكان الدافع إلى صخب النفس، وبحسب ما يصاحبه من تيه المكان الدافع إلى التوقع والإحساس بالتفرد ، وربما كان ذلك ما أدى إليه غلبة الرؤية الذاتية على الشخصية العربية ونأيها عن الرؤية الموضوعية وهو ما أسفر عن شيوع الشعر الغنائى فى تراثنا العربى ، وافتقادنا للملاحم وللشعر المسرحى فيه وهو أيضا ما أسفر عن تقديس الفرد والحاجة إليه فى الفكر العربى كمثال يحتذى ودليل يهتدى به ومن هنا وجد فى تراثنا الصور المثال للبطل الفرد والشاعر الفرد والحاكم الفرد والمرأة المثال للمحبوب الفرد إن هذا العكوف على الوجدان الداخلى عند العربى ، هو ما انعكس فيه تشكله الظاهرى على هيأه حب مسرف للمكان تتمثل أولا فى بكائه طللا والوقوف عند رسومه الدراسة أملا فى بعث وتجديد يرضى النفس ويرد اليها مواطن ثم تمثل هذا الحب المسرف للمكان اخرا فى الالحاح على ذكر المكان باسمه ووصفه كوسيلة للتشبث بالمكان وعدم السماح له وهو ما نجد له أمثلة كثيرة فى شعرنا القديم .
وأما الأخر وهو الحس الكامن للتقارب العربى فربما هيأت له لغة مشتركة واختلفت لهجاتها وعادات وتقاليد مشتركة وإن تنوعت طقوسها ومظاهرها وكذلك تاريخ متصل ومتواصل وان تفرقت أحداثه وأبطاله فى بقاع كثيرة ثم هيأ له دين واحد دفع إلى التآلف والتأخى وأنطق الشاعر له :
فإن كنت مأكولا فكن أنت أكلى وإلا فأدركنى ولما أمزق
إن هذا الاحساس بالتقارب والتآخى حتى ولو كان فى صورة أكل البعض للبعض لهو الوجه المقابل لاعتزاز العربى وشموخه فوق الأخر فهو يقبل أن يؤكل من أخيه ولا يقبل أن يمسه الآخر ولو مسأ خفيفا إنها الثنائية التى يعكسها المثل العربى القائل : (إذا عز أخوك فهن) وتعكسها الآية الكريمة التى تقول " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم "
إن هذين الشيئين اللذين اجتهدت السطور السابقة فى استنباتهما هما المرتكزان عينهما اللذان يصدر عنها الدكتور / شعبان عبد الحكيم فى كتابه الذى نقدمه للقارئ فهو يصدر عنهما فى موضوع الكتاب وفى دافعه إلى اختيار هذا الموضوع.
فأما موضوع كتابه فهو الاغتراب والحلم فمنشأهما ما جبلت عليه النفس العربية من افتتان بالوجدان وعكوف على باطن النفس البشرية فاغتراب أحمد إبراهيم الفقيه وأحلامه لا تفترق عن اغتراب المتنبى وأحلامه التى كلما انكسرت على شوكة الواقع اجتهد فى أن يلملمها ويقيم بناءها من جديد فى تحد لا يفصح عنه إلا قوله :
مالى والدينا طلابى نجومها ومسعاى منهما فى شدوق الأراقم
إنه الاغتراب الذى يصدر عن عدم اتساع الواقع لما تتسع له النفس البشرية خاصة النفس العربية بكل رهافة مشاعرها فى مقابله فظاظة وسطوه بيئتها وهى الثنائية التى يترجمها قول طرفه بن العبد البكرى :
وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
إن انتهاء الدكتور شعبان إلى وصف اغتراب الفقيه بالسلبية لهو فيما نرى – دليل أصالة فى رواياته وقصصه لا دليل سطحية لأننا نفهم هذه السلبية من خلال انتمائها فوق كآبة واقعة فإذا ما ارتد إلى واقعة تبين له أن كل ما سخت به نفسه وأوصله إليه فإنه لم يكن إلا حلما على نحو ما بين عن ذلك قول الشاعر القديم :
وإذا شربت فإنى رب الخورنق والسدير
وإذا صحوت فإنــنى رب الشويهة البعير
وعلى ذلك فانضواء هذا الاغتراب السلبى عند أحمد إبراهيم الفقيه تحت ركام ميراثه العربى يفرق بينه وبين الاغتراب السلبى فى مفهوم هيجل ، فسلبية هيجل ناشئة عن اغتراب مرضى أما سلبية الفقيه فهى ناشئة عن اغتراب فنى يحياه الروائى فى شخوص رواياته ولا وجود له فى شخوص واقعه وعلى ذلك أيضا فإن انضواء اغتراب الفقيه تحت ركام ميراثه العربى يفرق بينه وبين اغتراب كافكا لأن اغتراب كافكا يطل فى رواياته من بين ثنايا حضارة مادية صلدة تتشرخ فيها النفس لانها لا تمتلك القدرة على التحليق والطموح والراقيين إن الفارق بين الاغترابين هو الفارق بين النفسين فالنفس عن كافكا يحمها الرغبة التى تجعلها طامعة أما النفس عند إبراهيم الفقيه فإنها يحكمها الخيال الذى يجعلها طامحة ومن هنا كان ذكاء الدكتور شعبان فى الربط بين الاغتراب والحلم عند أحمد إبراهيم الفقيه.
وإذا كان موضوع الكتاب قد صدر فيه المؤلف عن انتمائه لتراثه العربى وامتداده بجذوره فى تربته العربية التى تغلب الوجدان فى تكوينها النفسى هو الملحظ الأول فى بداية حديثنا فإن الدافع لاختيار هذا الموضوع عند احمد ابراهيم الفقيه الروائى العربى فى ليبيا قد صدر فيه المؤلف عن الملحظ الآخر فى حديثنا وأعنى به الحس الكامن بالتقارب العربى فتلقيب أحمد ابراهيم الفقيه بيوسف إدريس الرواية العربية فى ليبيا ليس سوى تعبير لفظى عن شراكه المواقع التى يمثلها مكل منهما فى بيئته العربية وإشادة يوسف إدريس ببواكير إبداع الفقيه (البحر ما فيه عام 1965م) ليس سوى شكل من أشكال حدب الأخ على أخيه وتطلعه إلى رؤية نجاحه فى الأخذ بيد ذويه فى استشراف المستقبل وانتباه الدكتور شعبان عبد الحكيم إلى النتاج الأدبى لأحمد إبراهيم ليس سوى نتيجة من نتائج التقارب العربى بين شعبان عبد الحكيم العربى فى مصر وبين أحمد إبراهيم الفقيه فى ليبيا.
إننا كجمهور يتلقى إبداع الفقيه فى الرواية والقصة القصيرة ويعى إبداع شعبان عبد الحكيم فى النقد نرجو أن نصل إلى ما يعضد هذا التآخى بينهما ونرجو أن نرى لهذا المسلك الأخوى أمثلة كثيرة ونتوجه إلى الله العلى القدير أن يديم هذا التآخى وأن يقوى عراة ليشمل كافة ميادين الحياة العربية ونهنئ أحمد إبراهيم الفقيه على ما حظى به من كشف نقدى على يدى الدكتور شعبان كما نهنئ الدكتور شعبان بما أتاحه له فن الفقيه من فرصة لاظهار قدراته الخلاقة وحسه النقدى البارع فى مجال النقد الروائى بعد أن أظهر ذلك جليا فى دراساته السابقة فى تاريخ النقد العربى القديم.
أ.د. صفوت عبد الله الخطيب - رئيس قسم اللغة العربية ووكيل كلية الأداب - جامعة المنيا - 7/12/2001م.
مقدمه :
يعد الاغتراب والحلم ملمحين بارزين فى أدب أحمد إبراهيم الفقيه القصصى وقد جاء الاغتراب تعبيرا عن تصدع الذات فى مواجهتها الواقع المعيش خاصة الجيل الذى نشأ بين زمنين (يمثله خليل الأمام فى الثلاثية ) زمن ما قبل الطفرة الاقتصادية (فى السبعينيات) وزمن ما بعد هذه الفترة فقد احدثت (هذه الفطرة) زلزلة فى كيان المجتمع العربى لأخذنا بالقشور من هذه المنجزات وافتقادنا الجوهر اضافة إلى اختلاف البيئة الحضارية التى أنجزت هذه المعطيات عن البيئة العربية وعدم تهيؤ مجتمعنا لارتداء زى هذه الحضارة .
يجسد لنا خليل الإمام فى الثلاثية ظاهرة اغتراب المثقف العربى فى وطنه وخارجه لأنه كما تروى الأحداث عاش بين زمنين زمن الماضى بمفاهيم وقيمة البالية هذه التقاليد والقيم شكلت وجدانه واستعداده النفسى بمفاهيم معينة وزمن الحاضر بمبادئه التى شكلتها المعطيات الفكرية والحضارية والأخلاقية هنا كان التصدع حيث التردى الاخلاقى والتمزق الاجتماعى وقد وجد (خليل الامام) فى الحلم الهروب من الواقع علاجا وإن كان غير ناجع لأنه يتجاوز عمل المسكن فالحلم لا يدوم ولابد من العيش فى الواقع بكل ضراوته وبحثا عن حل لعدم الانسجام وتجاوزا للاغتراب كان الهروب من هذا الواقع فى صور ثلاثة فى ثلاثيته لتأخذ كل رواية صورة من هذه الصور ما بين الابحار فى ذاكرة الماضى أو الحلم بعالم مثالى او قصة حب تغسل أدران النفس.
هكذا اقترن الاغتراب بالحلم واضافة إلى هويس ابطال قصص الفقيه بالبحث عن المرأة المثالية والمثال موضوعه عالم الحلم لا الواقع فأبطال قصص الفقيه يلهثون فى عالم الواقع جريا رواء المرأة (المثال) التى تشبه المرأة الحلم فى اعماق وجدانهم ولهوسهم تصوروا أنه بإمكان نقل الحلم إلى واقع (نقل امرأة الحلم فى عالم الواقع) ولكن هيهات بين الحلم والواقع فلم يتحقق لهم ما كانوا يتمنونه ليعود البطل من اوهامه مهزوما مكسور الوجدان.
بناء على ذلك هدفت الدراسة تناول ملمحى ( الاغتراب والحلم) فى التصور الأتى :
الفصل الأول : أتناول بالدراسة لاغتراب خليل الإمام فى الثلاثية بحثه عن الزمن الذى لا يأتى تارة فى الابحار فى الذاكرة حيث رحلته العلمية إلى أوربا للحصول إلى درجة الدكتوراه (فى رواية سأهبك مدينة أخرى ) وتارة أخرى بالحلم بمدينة مثالية (فى رواية هذه تخوم مملكتي) وتارة ثالثة بالحلم بقصة حب (فى رواية نفق تضيئه امرأة واحدة) .
الفصل الثانى : أتناول بالدراسة للحلم والمرأة فى محورين المحور الأول :الحلم قالب فنى للتعبير عن رؤية الكاتب لقضية الاغتراب المحور الثانى : المرأة الحلم وهى المرأة المثال التى شغلت وجدان أبطال قصص الكاتب وأخذوا يبحثون عنها فى عالم الواقع .
الفصل الثالث : أتناول بالدراسة لتقنيات السرد فى روايات وقصص الكاتب التى عالجت هذين الملمحين فى أربعة محاور هى السرد والوصف مسرح الأحداث (المكان والزمان) ملامح شخصية البطل جماليات التشكيل اللغوى ، أتبع فى دراستى منهجا فنيا يتعامل مع النص كتشكيل فنى يهدف إلى أحداث المتعة النفسية قبل أن يكون النص انعكاسا لواقع أو مجتمع أو شخصية معينة واقتصر فى ابداع الكاتب على القصص والروايات التى تجسد هذين الملمحين فقط والتزام الموضوعية فلا ثناء مفرط ولا ذم مغرض فأنا أتعامل مع نص أدبى له ايجابياته وسلبياته وكلمتى كأى باحث ليست الكلمة الأخيرة إنما هى محاولة لاضاءة النص وسير أغواره .
لا ادعى الكمال فالكمال محال ولكنى أزعم أننى حاولت فإن وفقت فمن الله وإن اخفقت فلى أجر الاجتهاد والله الموفق إلى سواء السبيل .
د. شعبان عبد الحكيم محمد العوايسة فى 5/12/2001م
مدخل الدراسة :
(أحمد إبراهيم الفقيه والقصة الليبية)
يكاد يتفق الباحثون على أن بداية القصة القصيرة فى ليبيا كانت فى الخمسينيات من القرن العشرين وإن هناك رأى يرجع هذه النشأة إلى فترة سابقة لتلك الفترة ويرى أنها " بدأت كتابتها… فى إعداد ليبيا المصورة التى كانت تصدر قبل الحرب العالمية الثانية ولكن أول من كتب القصة غير معروف ،وإن كان يشار إلى الكاتب وهبى البورى وقد جددت قصص نسبت للكاتب محمد كامل الهونى منشورة عام 1951 أمام أول مجموعة قصصية فهى مجموعة عبد القادر أبو هروس وصدرت عام 1957 بعنوان " نفوس حائرة"(1) غير أن كثير من الدارسين يرون أن تلك البدايات الأولى لفن القصة القصيرة فى ليبيا لم تكن غير بدايات مضطربة على صعيد الفن والمضمون(2) ويرجع ذلك إلى الجهل بالأساليب الفنية واختلاط الخواطر السريعة بالقصة القصيرة… فكانت أعمالا ساذجة(3) ولعل أصدق ما يدل على ذلك ما كتبه الأستاذ كامل المقهور فى مقال بعنوان (أين القصة فى عدد القصة ) فى صحفية طرابلس الغرب بتاريخ 12/7/1955 تعليقا على صدور العدد الخاص بالقصة القصيرة فى ليبيا (فى مجلة المربى عدد يوليو 1955) إن هذه الأعمال تفتقد الصدق الفنى وتعتمد على النقل من الآداب الأخرى مع تجاهل الاختلاف البين بين هذه المجتمعات ومجتمعنا العربى فى قيمة ومبادئه إضافة إلى اللجوء إلى الوعظ والإرشاد والتدخل فى مجرى الأحداث وهذا مخل بفنية القصة لأن " القصة الفنية المتكاملة هى التى تجعلك تحس بعواطف وأحاسيس أبطالها دون أن يكون ذلك بتدخل الفلسفة من المؤلف فإذا فرض المؤلف نفسه وحشر مطالعاته ثم أدخل الفلسفة وعلم النفس –وشوية- وعظ أفقد القصة سمتها واهتزت الصور فى خيال القارئ فيفتقد بالتالى المشاركة الوجدانية مع أبطالها وتتشتت الحوادث فى ذهنه فتموت القصة(4) وهذا ما أكده الدكتور خليفة التليسى فى تلك الفترة فى قوله " يجب على أدبنا أن يعبر عن حياتنا وواقعنا ويصور بيئتنا ويمثل مشاعرنا(5) ولا غرابة أن نرى مثل هذه السلبيات فى هذه المرحلة الأولى للنتاج القصصى ، لأنه من التعسف أن ننشد الكمال الفنى فى هذه المرحلة – من أدباء وقعوا فى " أسر اللغة ، وطغيان التراكيب اللغوية على الشكل الفنى وعلى المحتوى(6).
ولعل تواضع المستوى الفنى للقصة فى هذه الفترة للقصة فى هذه الفترة كان دافعا لسمر روحى الفصيل ليرى أن الدكتور محمد خليفة التليسى هو رائد القصة القصيرة فى ليبيا لأنه كتب مجموعة من القصص القصيرة فى الخمسينيات وجمعها تحت عنوان (زخارف قديمة) عام 1980 وعلل لرأيه بأسبقية التليسى بتوافر ملمحين فى أدبه هما : الوعى الاجتماعى بقضايا الواقع والمستوى الفنى العالى الذى يتمتع به أدب التليسي(7) هذا عن المرحلة الأولى التى نطلق عليها (مرحلة النشأة) أما عن المرحلة الثانية التى نطلق عليها (مرحلة النمو) ففى هذه المرحلة تجاوز الأدباء سلبيات المرحلة السابقة من خضوع للقولبة اللغوية واعتناء بالصنعة الشكلية وضحالة الفكرة وانفصام القصة عن الحياة وإن كان هذا لا يعنى أنهم تجاوزا كل سلبيات هذه المرحلة السابقة فعلى مصطفى المصراتى أبرز أعلام هذه المرحلة لم يخل أدبه من لجوء " إلى الوصف الخارجى والسرد الطويل ، والعبارات الإنشائية المكررة والكليشيهات المحفوظة والتقريرية الساذجة والأسلوب الخطابى والسرد الجديد بالتحقيق الصحفى أو بالمقالة(8) .
أما المرحلة الثالثة والتى نطلق عليها (مرحلة الازدهار) كانت على يد الجيل الثالث وأشهر أعلامها أحمد إبراهيم الفقيه وبشير الهامشى ويوسف الشريف(9) وأهم ما يتماز به أدب الفقيه القصصى موهبته الفنية العالية ووعيه بأصول هذا الفن والواقع المعيش ونزعة إنسانية تتجاوز حدود الزمان والمكان فى أسلوب شاعرى جميل يأخذ بلب القارئ وفى الوقت نفسه أداه تعين الكاتب فى معالجته الفنية وأعتقد أنه ليس من المبالغة أن نصفه بمؤسس القصة القصيرة فى ليبيا لذا أطلق عليه يوسف إدريس القصة الليبية وكان الفقيه يتمنى أن يحظى بمكانه فنية مثل مكانة يوسف إدريس فى القصة القصيرة فى مصر فنحا نحوه اتجاه الواقعية فى قصصه الأولى (الكوشة – وفاة بائعة الخبز – صفحة من كتاب الموتى إلخ) ودعم علاقته الشخصية به (عندما كان فى معهد اليونسكو فى القاهرة فى الستينيات) وعندما نشر فى مجلة الكاتب قصة البحر لا ماء فيه عام 1965 والتى اتخذتها المجموعة عنوانا لها عند طباعتها فى السنة ذاتها أشاد يوسف إدريس بهذه القصة وكافأه الفقيه بإهدائه المجموعة قائلا (إلى من حمل القنديل وأضاء أمامنا الطريق إلى يوسف إدريس) وأكد هذه الريادة غير واحد فالدكتور أحمد محمد عطية يرى أن قصص الفقيه تصلح لأن تكون النموذج الأمثل للقصة الليبية الحديثة (10) والدكتور صبرى حافظ يؤكد مكانه الفقيه بقولة يعتبر الفقيه يوسف إدريس القصة الليبية ليس فقط لأنه جسد عنفوان تجربته الواقعية أو لأنه سبر أغوار النفس البشرية أو لأنه استطاع أن يضع القصة الليبية على خريطة القصة العربية لكن أهم الأسباب التى تدعونى إلى دعوته بيوسف إدريس القصة الليبية هى أنه لا يركن إلى دعه انجازاته القصصية وإنما يعمل على تجاوز كشوفه باستمرار والمغامرة بالقصة فى بقاع بكر وأرض جديدة لم يسمع فيها وقع لقدم ليبية من قبل(11) وقد توالى إبداع أحمد الفقيه بعد مجموعته الأولى بداية من قصته هارب إلى المدينة عام 1960 التى نشرت فى جريدة فزان ليصدر مجموعة تلو الأخرى فأصدر هذه المجموعات اربطوا أحزمة المقاعد عام 1968 م واختفت النجوم فأين أنت ؟ عام 1974 والبحث عن ليلى العامرية وامرأة من ضوء عام 1987 م خمس خنافس تحاكم شجرة ومرايا فينسيا عام 1997 م اضافة إلى كثير من المقالات اتخذت طباعا قصصيا (أو المزاوجة بين المقال والقصة) فى (تجيئين كالماء وتذهبين كالريح والصحراء وأشجار النفط).
هذا عن انتاج الفقيه فى فن القصة القصيرة أما عن انتاجه فى مجال الرواية فقد اصدر حقول الرماد عام 1985 وثلاثيته (لأحد فى المدينة عام 1991م) والحديث عن الفن الروائى عند الكاتب يستلزم الوقوف على نقطتين هما الفن الروائى فى ليبيا ومكانة أحمد الفقه على خريطة هذا الفن .
-2-
يختلف الدارسون فى حقيقة وجود رواية ليبية أصلا ويختلفون أيضا فى نسبة الريادة لمؤلف أول رواية ليبية فقد وصل حدة الخلاف إلى قول سلام هابيل " الرواية الليبية لم تولد بعد فالذى أمامنا الآن ليس سوى أقاصيص طويلة يدعونها مجازا مجاملة ومغالطة بالرواية إن الرواية فى ليبيا حتى الآن لم تعطنا رؤية خاصة لوضع اجتماعى سياسى خصب كان يجب أن يثير القاص ويلهمه ليس هناك رواية الرواية لا تعنى مجرد السرد والقص بل شئ أخر تماما الرواية ملحمة عصرنا وكتابه التاريخ غير المزور (12) يبد أن هذا الرأى الرواية كتابا تاريخ غير مزور فيه تعسف وتجاوز للحقيقة مرجع ذلك طبيعة الفن الذى لا يخضع لمبدأ الاستنساخ لحقائق الواقع أو التطابق الكربونى بين النص الأدبى ووقائع الحياة والفنان أمين لفنه قبل أن يكون ترجمانا للواقع أو منظر سياسيا أو مصلحا اجتماعيا له حتى الأعمال التى رأى فيها هذا الباحث نبض الواقع المعيش فى الجنوب الليبى كخماسية إبراهيم الكونى يجردها من سمه الروائية لاحتوائها على أحداث غير مطابقة لحل احداث الواقع فى ليبيا بحجة إنها (الخماسية) رثائية لشعب يكاد يندثر فى رمال الصحراء روايات تؤرخ لمعاناة أقلية أثينية تدعى بالطوراق أو بالأمازيغية القارئ الليبى يشعر بالغربة أمام شخوص الكونى لأنه فى الواقع قارئ عربى يعيش قضايا امته العربية التى تعانى ما تعانيه من تبعية وقهر وتجزئه وإحباطات على كافة المستويات (13) إننا ننظر إلى الرواية كفن قبل أن نطالب الكاتب بأن يكون راصدا للواقع ومؤرخا لأحداثه ولو جاز لنا أن نمحى سمه الروائية عن خماسية الكونى بحجة أنها لا تصور واقعا يريده الباحث لجاز لنا أن نجرد روايات بلزاك من سمة الروائية لأنها تصور واقعا غير واقعنا (الواقع الفرنسي) غير أن هذا الرأى (لسالم هابيل) يعكس لنا تواضع هذا الفن عند الأدباء الليبيين الذين تعوزهم الموهبة الفنية التى تؤهل صاحباها فى ابداع النص القصص العميق البنية والمحكمة النسج فى رؤية تنبئ عن بعد النظر فى استبطان الواقع وتحويله إلى كيان فنى يأخذ بلب القارئ ويقنعه اقناعا فنيا بمصداقيته لتصبح الرواية كتاب الحياة الوضاء فى عكسها لمجريات الأحداث وتصوير للواقع وأغوار الشخصيات وحركتها المتسقة مع البناء الفنى وحركة الأحداث وروعة الحوار وجمال السرد كل ذلك فى منظومة متكاملة تبرهن على تكامل العمل الأدبى ومصداقيته (الفنية) .
افتقاد الرواية الليبية لمثل هذه السمات الفنية أملى على الناقد الليبى رمضان سليم ان يقول الرواية فى ليبيا لازالت غائبة ولازالت حلما جميلا وان كان يتخلق بهدوء وبعيدا عن الضجيج فالأدب الليبى وحتى اشهار اخر لا يزال اسير القصة القصيرة التى سيطرت تماما على الحركة الأدبية الليبية طيلة ثلاثين عاما(14) ولكن رغم ذلك لا يمكن أن ننكر وجود الرواية الليبية بشكل قاطع وام كان وجودها يتوارى فى استحياء امام القصة القصيرة يؤكد ذلك اتفاق الدراسين فى تأخر ميلاد الرواية الليبية فكانت البداية الحقيقة لها على يد الصادق رجب النيهوم فى روايته من مكة إلى هنا(15) والتى نشرت عام 1971م وان كان هناك رأى أخر يرجع إلى تاريخ متقدم عن هذا التاريخ فيرجعها الدكتور الصيد أبو ديب إلى عام 1952م حيث الف حسن ظافر بين موسى رواية مبروكة وطبعها على نفقته الخاصة وقد اعتمد (د . الصيد) على الببليوغرافية المشروحة للاعمال الجارية للمؤلفين العرب الليبيين والت لم يحدد الشارح جنس هذا العمل وكان ينبغى أن يقف الباحث على الرواية نفسها لا المرجع الوسيط ولا يكفى اعتذاره بأن هذه الرواية طبعت فى عدد محدود على نفقه صاحبها وهناك رأى أخر ما هو أن الكاتب محمد فريد سيالة هو رائد الرواية الليبية مع الاختلاف فى التاريخ لاختلافهم فى حكمهم على اعمال الكاتب التى صدرت فى سنوات متتابعة فمنهم من يؤرخ لهذه البداية بعمل محمد فريد سيالة (وتغيرت الحياة) عام 1957 وقد نشرت مجلة (هنا طرابلس الغرب) فى خمس حلقات وبلغ عدد صفحاتها احدى وعشرين صفحة فلست أدرى اى رواية تلك التى عدد صفحاتها هذا الكم ؟ ومنهم من يؤرخ لنفس الكاتب برواية (الحياة صراع) عام 1958 والتى نشرها فى المجلة نفسها فى تسع حلقات (فى نيف وثلاثين صفحة ونكرر السؤال السابق ( أى رواية تكون بهذا الحجم؟ ) ويغلب بعضهم (اعترافات إنسان للمؤلف نفسه صدرت عام 1961) بداية الرواية الليبية وقد بلغ عدد صفحاتها مائة صفحة منشورة فى حلقات فى نفس المجلة السابقة(16).
مرجع هذا الاضطراب الخلط بين الرواية والقصة فالدارسون الذين قاموا باعداد ثبت للرواية لا يفرقون بينها وبين القصة فأسماء الطرابلسى اعدت بانوراما للقصة والرواية الليبية فى مجلة الفصول الأدبية العدد 17 مارس 1982 لم تفرق بين القصة القصيرة والقصة الرواية فأدرجت كل نتاج الأدباء دون فصل لكل نوع من هذه الأنواع(17) وسمر روحى الفيصل يقف على ثبت للرواية الليبية فى مستهل كتابه (دراسات فى الرواية الليبية) يخلط بين الرواية والقصة ولم يوضح الفارق بينهما(18) وهذا الخلط قد وقع فيه الدكتور الصيد أبو ديب فى معجم المؤلفات الليبية فى الأدب الحديث (الرواية) (19) نخلص من هذا كله إلى رفض الرأى الذى يجرد الأديب الليبى من صفة الروائية ونوافق الدارسين فى رؤيتهم لرواية من مكة إلى هنا للصادق النيهوم فى أنها تمثل بداية الرواية الناضجة فنيا فى الأدب الليبى بيد ان هذه الرواية لم تكن نبتا مفاجئا بل كانت لها إرهاصات قصصية فى الستينيات يمكن ان نطلق على هذه المرحلة (الأولي)" مرحلة قصصية فى الستنيات يمكن أن نطلق على هذه المرحلة (الأولي) مرحلة النشأة والتأسيس(20) ثم تلت هذه المرحلة ثانية فى السبعينيات نطلق عليها مرحلة التطور والتى بدأت برواية النيهوم وهذه المرحلة تمتد إلى نهاية الثمانينيات ومن اشهر روادها محمد صلاح القمودى (12) وخليفة حسين مصطفى (22) وإن رجع الصادق النيهوم فى هذه الفترة إلى الكتابة فكتب روايتين (القرود والحيوانات) ولكنهما ليستا على نفس المستوى الفنى لروايته السابقة.
أما المرحلة الثالثة الأخيرة ونؤرخ لها من منتصف الثمانينيات وحتى الآن وهو مرحلة الازدهار وقد بزغ نجم ابراهيم الكوني(24) بانتاجه الوفير وظهر ابداع الفقيه الروائى بداية برواية حقول الرماد عام 1985 ثم بالثلاثية (لا أحد فى المدينة) عام 1991(25).
-3-
وإذا كنا قد أرخنا للقصة والرواية الليبية فوجدنا الفقيه ينتمى للجيل الثالث صاحب مرحلة الازدهار فى هذين الفنيين والسؤال الذى طرح نفسه هنا ما مكانه الفقيه فى الرواية الليبية ؟ هل هذه المكانة تصل إلى مرتبة مكانته فى القصة القصيرة؟!
الاجابة عن هذا السؤال لابد أن نتعرف على طبيعة النتاج الروائى فى الأدب الليبى الذى اجمع غير واحد على تواضع هذا المستوى وأن هذه الرواية ما هى إلا قصة قصيرة نفخ فيها فامتدت عبر الزمان والمكان فى كم من الورق فى فكرة محدودة الحجم والقيمة فعلى سبيل المثال خلفية حسين مصطفى الذى أثنى عليه احدهم وتوقع أن يكون فارس الرواية الليبية(26).
يحلل الناقد الليبى رمضان سليم روايته ( المطر وخيول الطين) وينتهى بحكمه بأنها اقرب إلى مضمون القصة القصيرة إلى تلك الدرجة التى نستطيع فيها استقطاع الكثير من الجمل الجزئية والاضافات الزائدة المتراكمة على جوهر القصة المحدودة بدون أن يتأثر الغرض العام(27) ناهيك عن فشله فى رسم شخصياته وتعمق أغوارها وإجادة الحبكة والإقناع الفنى فى احتمالية وقوع الأحداث إضافة إلى كم هائل من الأخطاء اللغوية والأسلوبية وهذه العيوب نجدها عند غير واحد من القصاصين الليبيين ويكفى الرجوع إلى دراسة سمر روحى الفيصل السابقة فى تحليله لست روايات (على حد تعبيره ) لا نجد سوى كم من العيوب الفنية والأسلوبية نتصل بالسرد والوصف ورسم الشخصيات وضحالة الفكرة وضعف الحوار والأخطاء النحوية والأسلوبية.
مما يؤكد لنا محدودية هذا الفن القصص فى ليبيا شهادة الأديب القصصى خليفة حسين مصطفى (شهادة شاهد من أهلها ) التى يقول فيها الرواية لم تظهر عندنا بعد كفن ناضج وأكثر استيعابا لحركة المجتمع وتطوره(28).
أما عن أدب الفقه وان كان محدودا فى مجال الرواية (أربع روايات) حقول الرماد والثلاثية فلا ننظر إلى هذه الأعمال بمقياس الكم ولكن بما يتركه العمل الأدبى من اثر فاعل فى نفوسنا وما يثيره لدينا من أفكار وما يتضمنه من قيم فنية وروحية فى أعماقه نستشفها استشفافا فالعمل الأدبى الجيد كالبحر المعطاء كلما غضنا فى أعماقه عثرنا على اللآلئ والدرر التى لم نعثر عليها من قبل فمن يقرأ حقول الرماد لا ينسى قرية قرن الغزال (رمز الوطن الأيل للسقوط) حيث الفساد السياسى الذى يتجلى فى أمر الوالى يهدم هذه القرية وبناء قاعدة عسكرية للأمريكان والفساد الاقتصادى ما حل بها من فقر ومجاعة وتخلف والفساد الاجتماعى الذى يعكسه الجهل والنفاق وتقاعس كثير من أبنائها الوصوليين أننا نستشف عند قراءتنا وليست هذه قراءة نهائية أن الكاتب يريد أن يوحى بفكرة مفادها إذا لم يتجاوز الوطن هذه الأمراض التى تنخر فى عظامه سيكون مصيره مصير قرية قرن الغزال وبذلك يستثير الروح فى شعبه ليتمسكوا ببلدهم ويتصدوا للمتصرف واعوانه لتبقى قرن الغزال رمزا لوطن تضرب حضارته فى أعماق التاريخ لتبقى شامخة رغم الكوارث والمحن متجاوزة لها من أجل مستقبل مشرق وكأن الكاتب يبرر لقيام ثورة الفاتح عام 1969 م لبقاء شموخ هذا الوطن وبناء مستقبله المشرق .
أما الثلاثية فهى تحفه أديبة بحق أنها تجسد لنا أزمة المفكر العرب فى مجتمع تفسحت فيه القيم وضاعت فيه المبادئ وسط الزحف الاقتصادى الذى ترك أثارا سلبية فى طباع الناس ومشاعرهم تجمدت ومات النبع الجميل فى نفوسهم انها أزمة فكرية وحضارية وأخلاقية أفقدت الإنسان الانسجام مع نفسه ومع مجتمعه مما ادى إلى شيوع الأمراض النفسية وموات الروح حتى الذين تظاهروا بالانسجام كان انسجامهم ظاهريا لم يتجاوز القشور إلى اللباب أننى لا أبالغ حيث أقول إلى ثلاثية الفقيه من أفضل الأعمال الروائية التى صورت أزمة المفكر وأمراضه فى عصرنا كل ذلك فى بناء فنى ونسيج قصصى محكم تتآزر عناصره فى منظومة متجانسة شخصيات وأحداث وحبكه ولغة شاعرية تجعلنا نشيد بصاحبها كفنان أصيل متميز بذلك يترك الفقيه بصمة واضحة فى تاريخ الرواية الليبية فلا يمكن أن نذكر الفن الروائى الليبى إلا وذكرنا أحمد الفقيه وانجازاته الخلافة انه بحق عنوان للرواية الليبية التى تتجاوز حدود الزمان والمكان ورائد من روادها البارزين الذين تركوا بصمة ستظل مدى الأيام دليلا على مكانته وعطائه المميز.
هوامش مدخل الدراسة :
* أحمد إبراهيم الفقيه أديب ليبى كتب القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقال ولد بقريرة مزدة (جنوب غرب طرابلس بمائتى كليو متر) فى 28 ديسمبر 1942 وترك القرية مع أبيه وعمره خمسة عشر عاما إلى طرابلس حيث عمل أبوه فى التجارة وكان أبوه يأمل أن يراه مثل جده الفقيه الذى كان مدرسا فى القرية وترك مؤلفات مخطوطة احترقت فى إحدى الهجمات الإيطالية على المدرسة القرآنية (التى كان يعمل بها مدرسا) وحقق لأبيه مجد الشهرة الذى كان يتمناه وذلك بنبوغه فى الأدب فكرمته الدولة بالجائزة الأولى للقصة عن مجموعته القصصية الأولى (البحر لا ماء فيه) عام 1965 م والتحق بالمعهد الدولى للتنمية المجتمعات التابع لليونسكو بالقاهرة عام 1962م وبعد حصوله على المؤهل سافر إلى انجلترا للحصول على درجة الدكتوراه فى الأدب الحديث من جامعة أدنبرة وكان ذلك فى الخامسة والعشرين من عمره عام 1967 وبعد عودته تولى مناصب ثقافية عدة منها انه عمل مديرا لإدارة الفنون والآداب فى ليبيا ومدير للمعهد الوطنى للتمثيل الموسيقى ورئيسا لتحرير الأسبوع الثقافى ورئيسا لتحرير مجلة الثقافة العربية وعمل مستشارا اعلاميا فى السفارة الليبية بلندن عام 1976 وحاز على عدد كبير من الشهادات التقديرية أرفعها وسام الفاتح العظيم فى مجال الانجاز الأدبى فى مجال الانجاز الادبى من أشهر أعماله فى مجال الرواية حقول الرماد عام 1986 والثلاثية عام 1991م وفى القصة القصيرة البحر لا ماء فيه عام 1965 واربطوا أحزمة المقاعد عام 1968 واختفت النجوم فأين أنت ؟ عام 1974 ومرايا فينسيا وخمس خنافس تحاكم شجرة عام 1997 م ومن أعماله المسرحية مسرحية هند ومنصور عام 1972 ومسرحية الغزالات عام 1984 إضافة إلى كما هائل من المقالات الاجتماعية والسياسية نشر فى صحف ليبية وعربية عدة جميعها فى كتب منها (كلمات من ليل سليمان) عام 1979 كما كتب العدد من الكتب النقدية والخواطر مثل (معارك الغد) 1975 وتجيئين كالماء وتذهبين كالريح 1979 والصحراء وأشجار النفط 1980 وأبناء الماء وأبناء النار 1982م وبدايات القصة الليبية 1984م وشوف الأجنحة إلى الرحيل 1985 والبحث عن ليلى العامرية 1987 انظر مجلة العربى العدد 483 فبراير 1999 وجها لوجه حوار أجراه مع الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه الدكتور الهادى عبد العلى حنيش من ص 68: 75 وانظر د . صبرى حافظ تقنيات القصة القصيرة لدى احمد إبراهيم الفقيه سلطة الخيال التعزيمية مقدمة مجموعة مرايا فينسيا ط دار الشروق ط1 1997 ص11.
1-محسن يوسف : القصة فى الوطن العربى –كتاب الشعب – سلسلة تحقيق اشتراكية الثقافة العدد 95 طبعة المنشأة العامة للنشر والتوزيع والاعلان طرابلس ليبيا عام 1985 ص268.
2-د. أحمد عطية : فى الادب الليبى الحديث طبعة دار الكتاب العربى طرابلس ليبيا 1973 ص75.
3-المرجع نفسه ص 60.
4-بشير الهاشمى : تجربة قصصية أولى ومساجلات نقدية الفصول الأربعة السنة السابعة العدد 25 يونيه 1984م طبعة المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والاعلان طرابلس ليبيا ص 26.
5-المرجع نفسه ص 24.
6-د. أحمد محمد عطية المرجع السابق ص 61.
7-انظر سمر روحى الفصيل : زخارف قديمة من الريادة الفصول الأربعة السنة الحادية عشر شهر الماء ( شهر مايو ) 1991 طبعة المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والاعلان العدد 49 المقال من ص 35: 43.
8-انظر المرجع نفسه : نفس الصفحة ومن أشهر أعمال المصراتى مجموعة مرسال (عام 1962 م والشراع الممزق عام 1963) وحفنة من رماد عام 1964.
9-من أشهر أعمال بشير الهاشمى أحزان عمى الدوكالى الأصابع الصغيرة ومن أشهر أعمال يوسف الشريف الجدار والأقدام العارية.
10-د. أحمد محمد عطية : المرجع السابق ص 67.
11-د. صبرى حافظ : المرجع السابق ص 11.
12-سالم هابيل : وقاع الرواية الليبية مقال فى مجلة الفصول الأربعة ( من ص 35: 39) العدد 78 أبريل 1994م ط المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع طرابلس – ليبيا ص 36.
13-المرجع السابق ص 37.
14-المرجع نفسه ص 36.
15-هذه الرواية طبعت أول مرة فى مطبعة دار الحقيقة للطباعة والنشر بنغازى عام 1971 وترجمت إلى اللغة الالمانية وإلى اللغة الفلندية بطل هذه الرواية الصياد (مسعود الطبال)" الذى يترك موطنه (حى الصابري) فى بنغاوى ليعمل فى إحدى قرى الصيادين على طرف خليج سوسه وهنا يصطدم بزملائه الكسالى فيثور عليهم وعلى الفقى الذى يحاربه لانه أراد أن يشترى محركا جديدا لقاربه وبذلك يؤمن بدور العلم فى الحياة ويقتلع خذعبلات الفقى التى تشيع أن السلاحف البحرية التى يصطادها مسعود جنيات وحوريات وشياطين ويظل الصراع بين الفقى والصياد (صراع بين الشعوذة وروح الدين الذى يناشد العلم ويؤمن به ) فيلجأ الفقى للحيلة والدسيسة ويتهمه بأكل لحم الخنزير عند السيدة الرومية صاحبة المطعم الإيطالى التى تشترى السلاحف منه وعندما يهم (الطبال) ببيع حلى زوجته لشراء محرك يشيع الفقى بأنه يفعل ذلك من أجل إعطاء هدية لصديقته الرومية فالرواية تدور فى محورين : محور سياسى يرفض الرجعية والأفكار الفاسدة وتدعو إلى التحرر والإيمان بالعلم والمحور الثانى محاربة العقيدة الفاسدة المتمثلة فى الفقى وزوجته التى تتركه إلى ذكر مرابط الأولياء (وهذا لا يرضيه) ويجمع مسعود المال محاولا إقناع زوجته الرحيل إلى مكة لأداء فريضة الحج مع إصرار زوجته الرجوع من مكة إلى بنغازى يرفض الطبال لأنه لا يتخلى عن مبدئه فى محاربة الفقى رمز الرجعى حيث باع أرضه ليحج عن أبيه (وهنا إشارة للرجعى الذى يبيع أرضه) يصور لنا الكاتب كل هذا فى أسلوب شاعرى أخاذ اضافة إلى تصويره لطائفة من العمال ( الصيادين ) فى معاناتهم المؤلمة حيث تفرض عليهم الضرائب ليعكس لنا الفساد الاقتصادى الذى يواكبه فساد سياسى يتجلى فى النفاق والوصولية فالفقى يثور على افتتاح كنسية فى بنغازى ولكنه يصمت بعد ذلك بعد ما زار دار الحكومة والقس الذى يعمل فى الكنيسة أصله جاسوس للإيطاليين والرجعيون يدعون بالتطوع فى جيش الإيطاليين لغزو الحبشة كل هذه الأحداث فى نسيج فنى متكامل فى نبض وتوتر وصراع على محورين مما يضفى على الرواية الثراء والجمال ويصر الطبال على البقاء فى عمله رغم كل ذلك لأنه ينفذ أمر الله فلا داعى إلى الذهاب إلى مكة فالله ليس فى مكة فقط بل الله معه طالما على حق فى أى مكان وخير مكان هو المكان الذى يثبت فيه إلى الحق والمبادئ.
16-انظر د . الصيد أبو ديب : مجلة الفصول الأربعة السنة العشرين العدد 82 يناير 1998 طبعة الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان مصراته ليبيا مقال بعنوان (معجم المؤلفات الليبية فى الأدب الحديث) الرواية من ص 66: 68 .
17-انظر أسماء الطرابلسى : مجلة الفصول الأربعة عدد خاص عن القصة الليبية السنة الخامسة ، العدد 17 مارس 1982 طبعة المنشأة الشعبية العامة للنشر والتوزيع طرابلس ليبيا ثبت القصة والرواية من ص 244 : 255.
18-انظر سمر روحى الفيصل : دراسات فى الرواية الليبية كتاب الشعب العدد 12 عام 1983 طبعه المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان طرابلس ليبيا ص 14 : 21 وهذا الثبت احتوى على اثنين وعشرين رواية (كما يرى هو ) لستة عشر مؤلفاً.
19-انظر د . الصيد أبو ديب المرجع السابق ص 70 : 75 وقف على ستين عملا اثنتين وثلاثين مؤلفا من عام 1952 : 1992م إضافة إلى رواية ترجمة وهى (الزقاق) لجوزيف كتكوتى ترجمة إبراهيم النجمى .
20-انظر سمر روحى المرجع السابق ص 17 وقد ذكر (سمر روحى الفيصل) أربعة أعمال فى هذه الفترة وإضافة اليه الدكتور الصيد فى رواية خامسة (هى مبروكة) كما يرى هو.
21-من أشهر أعمال محمد صالح القمودى ثلاثون يوما فى القاهرة عام 1971 ورمضان السويحلى ( رواية تاريخية) عام 1971 وليبى فى باريس عام 1974 والمهدى ولد عام 1972 وتأخر الفجر عام 1973 وطرابلس 46 عام 1973.
22-من أشهر أعمال خليفة حسين مصطفى المطر وخيول الطين عام 1981 وعين شمس 1983 وجرح الوردة عام 1985 ومن حكايات الجنون العادى عام 1985 وعرس الخليفة عام 1986 والجريمة عام 1993.
23-طبعت القرود والحيوانات بمطبعة المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلام طرابلس الطبعة الأولى عام 1983 والثانية عام 1984م.
24-من أهم أعمال الكونى خماسية الخسوف عام 1989م والتبر عام 1991 ونزيف الحجر عام 1991 والمجوس عام 1991 والسحرة (جزاءان) الجزء الأول عام 1994 م والثانى عام 1995م .
25-للفقيه رواية سابقة لهذه الرواية بعنوان (فئران بلا حجور) وعندما التقيت بالدكتور الهادى حنيش سألته عنها أجابنى بأنه كان قد صدر بعض فصول منها فى مجلة الرواد الليبية ولم يكلها بعد ذلك.
26-انظر سالم هابيل : المرجع السابق ص 39.
27-رمضان سليم : مجلة الفصول الأربعة السنة السادسة العدد 23 نوفمبر 1983 م ص 73 طبعة المنشأة الشعبية العامة للنشر والتوزيع طرابلس ليبيا من مقال بعنوان قراءة مدخلية فى المطر وخيول الطين (المقال من ص 70: 79).
28-خليفة حسين مصطفى : زمن القصة كتاب الشعب سلسلة تحقيق اشتراكية الثقافة العدد 73 لعام 1984 ص 61 المنشأة العامة للنشر والتوزيع والاعلان طرابلس وقد سبق له قبل هذا المقال روايتان المطر وخيول الطين عام 1981 وعين شمس عام 1983م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق