الأربعاء، 12 أغسطس 2015

الاغتراب والحلم في أدب أحمد إبراهيم الفقيه القصصي : الفصل الأول - 3- الحلم بقصة حب - د . شعبان عبد الحكيم محمد ...



الاغتراب والحلم في أدب أحمد إبراهيم الفقيه القصصي


د . شعبان عبد الحكيم محمد


الفصل الأول - 3 - الحلم بقصة حب


3-الحلم بقصة حب :

   الصورة الثالثة للاغتراب والهروب من الواقع عند أحمد الفقيه الحلم بقصة حب تغسل أدران النفس فى رواية نفق تضيئه امرأة واحدة تبدأ الرواية ومازال الدكتور خليل الإمام يعانى من عدم الانسجام مع الواقع هذا الواقع المادى المتيبس الذى لا يحفل بالمشاعر والاحاسيس فى مدينة الواقع التى تختلف عن مدينة الحلم (عقد المرجان) لأنها " لا تقيم أعيادا للماء والنجوم والقمر والزنابق وزهور أشجار اللوز والمشمش والليمون والبرتقال(1) لقد صدم بعالم الواقع بعد رحلته من مدينة الحلم " واستأنف زمانه دورته الروتينية المكرورة واختفى فيه ذلك العطر الذى على ايقاعه يخفق القلب (2) فهذه المدينة التى يعيش فيها تتخبط فى مسيرتها الحضارية لقد أخذت من الحضارة الشكل والقشرة وافتقدت الروح والجوهر لذا تعيش مأزقها التاريخى منذ أن تخلت عن طبيعتها القروية وفشلت فى اكتساب طبيعة جديدة انتهى الزمن القديم بأفراحه البدوية وباغتها زمن جديد لم تكن مهيأة له أخذت من العصر الجديد شبكات الطرق الاسفلتية التى تحرقها الشمس وصناديق العمارات التى يسفعها الريح وتتكدس حولها الأتربة ويسكنها بشر خرجوا من خباء القلبية لا يعرفون التعامل مع جيرانهم (3) فأصبحت مدينة خاوية مثل صدفة حيوان بحرى ميت (4) موات روحى ينخر فى أعماقها فسيطر على أهلها الغضب والتوتر والكبت الجنس والقهر الاجتماعى والاختيارات المفروضة وقبح الحياة (5) لقد ألقت هذه الأمراض ظلالها على المستوى الاجتماعى فوجدنا مجموعة كنماذج لمجتمع المتصدع ينضم اليهم بعد ذلك خليل الامام يفرون من وطأه هذا التفسخ إلى قرية الشاطئ بعيدا عن هموم المجتمع وأدرانه وتعبيرا عن تحديها المجتمع التزمت والمحرمات وطقوس القيظ والصحراء والجفاف أنها سير فى الطرقات الممنوعة وكسر اشارات المرور وعلاقتها الحمراء وخروج على قوانين القبيلة وتعليماتها صرخة فى وجوه مؤسسات اجتماعية وسياسية ودينية تسعى كل يوم للاعتداء على الهامش الصغير الذى تبقى للإنسان بعد أن ترك لها كتاب العمر تملأه بتعليماتها ووصاياها تعبث به كما تشاء(6) وهذه المؤسسات عملت أيضا على كبت حرية الإنسان وتعاملت معه كأنه غير موجود غير عابئة بحريته فسنت له من التشريعات والقوانين ما صار عبئا على كاهلة ومن المؤسف أن " هذه المؤسسة الاجتماعية عبر عشرات آلاف السنين محاطة بالإكبار والإجلال(7).

  ولذا ينادى ( خليل الإمام ) بما يسميه باليوم العالمى للجنون " لنرتكب فيه كل الحماقات الجميلة اللذيذة التى تمنعنا من الخجل أو الحياء أو العقل أو العرف أو القانون أو التقاليد من ارتكابها تصحح فيه الاخطاء التى اقترفناها فى لحظة صحو (8) ولقد افرز هذا الفساد الاجتماعى مجموعة من النماذج الساقطة جمعتهم قرية الشاطئ أمثال أنور جلال المطرب والملحن المشهور الذى غير أسمه الحقيقى (جمعه أبو خطوة) إلى هذا الاسم درس فى جامع الباشا وأكمل دراسته بالأزهر الشريف ولكنه لم يستفيد من دراسته سوى قوله تعالى (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو) اتخذها فلسفة له فى الحياة يعيش لمزاجه الخاص فى اللهو والعبث فاصلا بين حياة الزوجية وعلاقاته النسائية الخاصة فى المراقص والملاهى ورشيد غانم مخرج البرامج الإذاعية الذى يلبس لكل عصر زيه ولكل مناسبة رداءها كالحرباء يتلون للمواقف فإذا " سمع مسؤولا كبيرا ينوى زيارة المقابر امتلأت برامجه بتمجيد الموتى واستلهام العبرة من زيارتهم وإذا نبذ المسؤول تلك الزيارة أطلق رشيد غانم حملة ضارية ضد الذين يعبدون الموتى ويقدسون الجماجم والعظام (9) وعبد القادر امين رجل العلاقات العامة فى إحدى الشركات "صاحب التدابير القادر على قضاء كل الحوائج ابتداء من تجديد جوازات السفر وتحويل العملات ومن توفير السلع المفقودة من السوق إلى تدبير الأوراق الصحية التى تعفى صاحبها من الخدمة العسكرية (10) وسعاد العاهرة ترقص وتغنى وتبيع جسدها رخيصا فى كل ليلة من زبون جديد غير حافلة بأى مبادئ أخلاقية أو اجتماعية تمارى الانتحار مرة تلو الاخرى نتيجة للكبت والخواء الروحى كل ذلك دفعة (خليل الامام) بأن يصف هذا الزمن بأنه " زمن السقوط والفخاخ والاقنعة والطحالب" (11).

   لقد حاول خليل الامام التكيف مع هذا الواقع مخافة من اختفاء الهدوء من حياته والعودة إلى الانسلاخ من واقعة ومخافة كما يقول من عودة " المرض ومن ظهور الطيور الكريهة السواء فى سمائى أريد بقوة أن أضمن حدا أدنى من الانسجام مع البيئة التى احيا بها (12) مارس التمارين الروحية فى الصباح محاولا تعميق علاقاته بمظاهر الطبيعة وفهم أسرارها كما كان يفعل فى مدينة عقد المرجان " وارتمى فى طواحين العمل والواجبات الاجتماعية نشاط أكاديمى بالنهار وزيارات عائلية بالليل (13) وكل ذلك من أجل أن " أهرب من هذا الواقع بالانغماس فيه وأن أتداوى بذات الداء الذى أشكو منه فلا يمكن أن يكون هذا الانهماك المبالغ فيه حبا للعمل وإنما كراهية له وخوفا منه (14) وحاول كما يقول أيضا " أن أجعل الشخصيات المتناقصة التى تسكننى تتحد فى شخص واحد (15) لكن حنينه لعالم الحلم ظل طاغيا عليه لأن انسجامه مع الواقع كان انسجاما ظاهريا لا عن اقتناع بقوانينه وقيمة البالية وظل حالما منتظرا الزمن الذى لا يأتى ولكن هيهات هيهات أن يتحقق له ما يتمناه لذا حلم بقصة حب تعويضا عن هذا ا الزمن وأداة للفرار من الواقع الذى يعيشه فما إن أرى سناء فى مدينة قورينا السياحية بالجبل الأخضر فى رحلة ترفيهية وعلمية قامت بها الجامعة حتى شعر بأن " الزمن الذى كان دائما يرفض المجيء سوف يأتى الآن مع بزوغ هذه الشمس حالة إشراقية غمرت روحي(16) واتخذ سناء فى رحلة حلميه " بديلا سحريا لمدينة الواقع التى أخفتها عن جدراها ثم صغت لى قصة حب معها تعويضا عن خيبة قلب لم يستطيع الوصول اليها (17) وصارت سناء عنده " رمزا لحضرية الحياة مقابل الصمت والحجارة والعدم (18) فسناء رمز لحياة فيها الحسن والانطلاق والبهاء عوضا عن جفاف الحياة مواتها إننا يمكن أن نفهم العلاقة الجدلية لعلاقة خليل بالواقع وبالزمن الذى لا ياتى وبسناء كالأتى ...

    الجمال والحرية وسمو المشاعر النضرة أهم سمات سناء أو قل الزمن الذى يتمناه خليل الامام تمردا على الواقع الذى يعيشه بما فيه من قهر وكبت الحرية الفرد فجمال سناء جمال هلينى الوجه الشفاف الذى ازداد توردا وصفاء والشعر الغزير الناعم ترقص وتغنى تجديد فن التمثيل متحررة من قيود القبيلة والمجتمع لقد تحرره من سطوة الأهل والأب فلا سلطة عليها سوى سلطتها على نفسها (19) لا تجد حرجا فى ارتداء المايوه فى شقته فى قرية الشاطئ السياحى ثم تنزل به البحر لتسبح فيه بمهارة فائقة (20) وتمتاز بذوق رفيع فى اختيار الأثاث وحسن تنسيقه (21) اضافة إلى وعيها وثقافتها العالية كمعيدة فى كلية الصيدلية وتحررها الفكرى وجرأتها فلم تتحرج أن تطلب نسخة من أطروحة خليل الامام عن العنف والجنس فى الف ليلة وليل وترفض الفصل التعسفى بين النساء والرجال (21) لقد منحت خليل الإمام من الحب والمتعة ألوانا فى مدينة الشاطئ جعلت حياته نهارا مشرقا بعدما كان نفقا مظلما لقد عوضته عن مدينة الحلم التى كان يتمناه وكأنه رأى فيها معادلا موضوعيا لهذه المدينة التى لا توجد الا فى الوهم وكذلك سناء لم تكن الا وهما طيفا صنعته من أبخرة الحلم مجرد خدعة لمعالجة الحنين المرضى إلى أزمنة الحلم مجرد سراب تراءى لى فى مدينة الصحراء وقيظ الشمس ورياح القبلى (23) وما مر بنا مدينة الحلم كانت مجرد أمنية عندما أخذت ملامح الواقع انتهت وانتهى الحلم كذلك سناء لقد فتن بجمالها الهلينى وأخذ يلهث شهوة إلى هذا الجسد كان فكرى يحوم حول الجسد الذى يتعرى تحت الماء مثيرا وشهيا وعامر باللذاذات يصنع دائرة من الجاذبية تخترق الجدران وتصل إلى جدسى فيهتز رغبة وشوقا اليها (24) فشوقه على هذا الجسد كشوقه إلى الزمن الذى لا يأتى لانه زمن نورانى جميل وكذلك جسد سناء " الرعشة التى تهزنى ليست سبقا وليست جنسا وإنما وثمالة وانصهار اتحاد مع فيض النور المنبثق من جذور الماء(25) وعندما فكر أن يحول هذا الحلم إلى وقاع بامتلاكه لجسد سناء راغبا إلى أن يكونا " مندمجين متحدين متداخلين تدخلين جسدى وأدخل جسدك نتحد دما ولحما وعظما وعصبا وشوقا وضوء وطينا (26) هنا انتهى الحلم واختفت سناء تعبيرا عن استحالة تحقيق عالم الحلم على أرض الواقع .

   لقد فشل خليل الإمام فى انسجامه مع واقعة وفشل فى ايجاد الزمن الذى لا يأتى رغم محاولة تعويضه بمدينة مثالية وبقصة حب فى عالم الحلم وما كان عليه إلا ان يرفع الراية البيضاء مستسلما لجبروت الواقع الذى يعيش فيه لم يستطيع ان يقيم علاقة بين المجتمع مقابل بعض التنازلات كحل وسط وسقط مستسلما ومهزوما راضيا بكل ما يميله عليه المجتمع معترفا بالهزيمة والانكسار يقول " انتهى الزلزال الذى كان يدفعنى لان عاقب نفسى وأضع حدا لحياتى تحول إلى شهور بالاحتفاء احتقار النفس والنوع الانسانى الذى انتسب اليه ورأى أن هذا الاحتقار شعور يليق بحب سأتعايش معه واقتنع به وأمضى فى الحياة مستسلما لهذا التشويه الروحى الذى لا صلاح له (27).

   انتهت الثنائية التى كانت تشطره نصفين وكان يشبه نفسه فى هذا الانشطار براقص الجرار الذى يرقص بساق واحدة فلم يعد يستشرف الحلم ولا المدينة المثالية ولا الحب المثالى ووطن نفسه على أن يعايش الواقع بأدرانه ونماذجه الساقطة ليعكف على سهرات أنور جلال ويستفيد من فلسفته فى اللهو واللعب وبغير اسمه وجلده ويصبح " جنديا دولته الليلية سأتعلم منه كيف يصنع الانسان لنفسه اسما جديدا وشخصيته جديدة يحقق بها الانسجام مع قوانين هذا الزمان (28) سيحتمى بمظلة عبد القادر أمين الرجل الوصولى " الذى يخبئ فى جيوبه القصور والمزارع والنساء الجميلات والأكاذيب (29) سيكتب الحلقات الإذاعية لرشيد غانم " تمجيدا للتشويه الجميل وأكداس القبح المبهجة التى تملأ المدينة (30) سيشرب حتى الثمالة ويلهو ويطلق النكتات الجنسية السخيفة ويلتقى بسعاد العاهرة التى أمنت أن الاغتصاب هو شريعة الحياة وغيرها بأنها " امرة الحلم التى لا وجود لها (31) وهى الأصل وغيرها الصورة سيترك العمل بالجامعة بعدما ألغوا تدريس اللغة الإنجليزية لأنها مادة زائدة لا حاجة لنا لها وينهى علاقته بالجامعة التى كما يقول لم " أشعر بأى انتماء اليها شأنهم إلى المبدعين الحقيقيين من أبناء هذا المجتمع الذى حققوا معجزة البقاء عاطلين ويتقاضون رواتب من خزينة الدولة(32) إنه بذلك يتصالح مع الرجل الأخر الذى يسكنه أو قل ذات القديمة التى كانت ترفض الواقع وتطمح إلى عالم الفضيلة والكمال لتتغير كل الموازين فى حياته يرى الجمال قبحا والفضيلة رذيلة والكمال نقصاء ويتصالح مع مدينته بقذارتها " متصالحا مع صناديق الأسمنت وطرق الاسفلت وأكداس القمامة المبهجة وأرتال الشاحنات التى تلوق الأفق بدخانها الجميل (33) يعيش حياة اللامبالاة والعبث لا يحمل الذاكرة ولا تاريخا ولا هما ولا حلما ولا عشقا كاذبا(34) لا يزهر بشيء " إلا بهذا العطف الجميل الذى أصبح وسما يتلألأ فى ضوء الليل (35) ولتسقط المثالية والأحلام الجميلة ويعيش حياة العطب والخواء .

   لقد رجع خليل الإمام من غربته فى عالم الحلم إلى غربة أخرى فى عالم الواقع ليصبح كما فائضا على هامش المجتمع يشيد بالقبح والتشويه والانحراف والشذوذ والبطالة ويرى فيها الكمال والجمال وينساق طائعا لأوامر المجتمع ليس له دور ايجابى فى تغييره ونحن لا ندين الكاتب فى رؤيته السلبية للاغتراب وتهميش دور المثقف ( فى شخص خليل الامام) ربما لأن ما وصل اليه المجتمع من تردى يستحيل معه التغيير أو لعامل أخر برره فى هذه تخوم مملكتى وهو المخزون النفسى الكامن فى النفوس لطبيعة النفس الانسانية المكونة من جانبين روحى ومادى فلا يمكن أن تتجاوز هذه الجانب المادى وما يمكن فيه من شرور وهذه الرؤية تؤكد لنا نوعية الاغتراب عند الفقيه كما قلنا سابقا اغتراب سلبى يؤدى فى النهاية إلى الانهزامية والاستسلام وتهميش دور (الانسان) فى الحياة لا الدور الفاعل الذى يدعو إلى التغير والتطور والوقوف مع الذات ومراجعتها للتفاوض مع الواقع للتمسك ببعض الأمور والتنازل عن البعض الأخر كانصاف حلول .

    لقد وصل اغتراب خليل الامام إلى مرحلة من الهذيان يصعب فيها ضبط النفس وامتلاك جماحها ليسقط فرحا مزهوا بسقوطه سقوطا جميلا يليق بانسان يعتنق اللهو واللعب سأسقط وأنا أضحك وأغنى وأرقص معانقا ظلى (36) يعيش حياة عبثية لا تحفل بأى قيمة فى الحياة لان صاحبها أصلا مجرد من كل قيمة يعتز بالتحرك بها انسان خارج دائرة الزمان والمكان يقول خليل الامام " اختراق الشوارع ماشيا لا أنتمى لاحد إلى لظلى ولا أعترف لا بأقنعتى ولا أزهو بشيء إلا بهذا العطب الجميل الذى أصبح وساما يتلألأ فى ضوء الليل (37).

______________

الهوامش :

1-أحمد إبراهيم الفقيه : نفق تضيئه امرأة واحدة – مطبعة رياض الريش للكتب والنشر لندن قبرص 1991 ص7 
2-المصدر نفسه ص 8 
3-المصدر نفسه ص 235-236
4-المصدر نفسه ص 237
5-المصدر نفسه نفس الصفحة 
6-المصدر نفسه ص 166
7-المصدر نفسه ص 53
8-المصدر نفسه ص 54
9-المصدر نفسه ص 167
10-المصدر نفسه ص 168-169
11-المصدر نفسه ص 258
12-المصدر نفسه ص 12
13-المصدر نفسه ص 14
14-المصدر نفسه ص 11
15-المصدر نفسه ص 17
16-المصدر نفسه ص 18
17-المصدر نفسه ص 35
18-المصدر نفسه ص 49 
19-المصدر نفسه ص 
20-المصدر نفسه ص 130
21-المصدر نفسه ص 131
22-المصدر نفسه ص 22
23-المصدر نفسه ص 254
24-المصدر نفسه ص 155-156
25-المصدر نفسه ص 226
26-المصدر نفسه ص 246
27-المصدر نفسه ص 253
28-المصدر نفسه ص 254
29-المصدر نفسه ص 255
30-المصدر نفسه نفس الصفحة 
31-المصدر نفسه ص 256
32-المصدر نفسه ص 257
33-المصدر نفسه نفس الصفحة 
34-المصدر نفسه نفس الصفحة 
35-المصدر نفسه ص 258
36-المصدر نفسه نفس الصفحة 
37-المصدر نفسه 257-258

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة