السبت، 16 أبريل 2016

حكاية مدينة طرابلس لدى الرحالة العرب والأجانب - خليفة محمد التليسي ...




حكاية مدينة طرابلس لدى الرحالة العرب والأجانب

حكاية مدينة طرابلس لدى الرحالة العرب والأجانب

تأليف: خليفة محمد التليسي

الناشر: الدار العربية للكتاب

الطبعة الثالثة 1997م

" كانت العمارة متصلة من مدينة الاسكندرية إلى مدينة القيروان، تمشي القوافل ليلاًُ ونهاراً. وكان فيما بين الاسكندرية وطرابلس الغرب، حصون متقاربة جداً، فإذا ظهر على البحر عدوٌ نوّر كل حصن للحصن الذي يليه، واتصل التنوير، فينتهي خبر العدو من طرابلس إلى الاسكندرية أو من الاسكندرية إلى طرابلس في ثلاث ساعات أو أربع ساعات من الليل، فيأخذ الناس أهبتهم ويحذرون عدوه"
" أول ما يصادفنا من أوصافها في العهد الإسلامي، ما ورد من أخبار فتوحها. فقد اتفقت الروايات الإسلامية، على أن عمرو بن العاص قد سار إلى طرابلس، بعد فتح برقة، فحاصرها شهراً، فلم يظفر بها حتى استطاع بعض جنوده الذين خرجوا يتصيددون، أن يجدوا منفذاً لها من جهة البحر، غربي المدينة، فسلكوه ودخلوا منه وكبّروا، واستولوا على المدينة. وتصف هذه الروايات بأن السور لم يكن متصلاً بالبحر، وكانت سفن الروم في مرساها مقابل بيوتهم.ونفه من ذلك أن تحصينات المدينة وأسوارها كانت موجهة نحو الجهات التي تصلها بالبر. وأنها كانت تعتمد اعتماداً كبيراً على صلاتها البحرية، خاصة في مثل هذه الحالات من الحصار. وكانت طرابلس آخر ما افتتح عمرو بن العاص، في خلافة عمر بن الخطاب. وكتب عمرو بن العاص يخبر الخليفة بفتح طرابلس ويستأذن في الزحف على أفريقية، فلم يؤذن له كما يقول بعض المؤرخين."

   الأصل في هذه الحكاية، فصل كنتت قد أعددته للمشاركة به في إحدى الملتقيات التاريخية الأدبية العربية بعنون (طرابلس لدى الرحالة العرب). وكان من المقدّر لهذا الموضوع أن ينتهي عند حدود الفصل المقرر للبحث أو المحاضرة، ولكنني ما كدت أمضي في كتابته حتى وجدته قد خرج عن الفصل القصير إلى الفصول الطويلة، ومن نطاق الرحالة العرب إلى الرحالة الأجانب حتى كان في النهاية هذا الكتاب الذي يُشكِّل رحلة مع الرحالين في تاريخ هذه المدينة الإسلامية العريقة بين مدن البحر المتوسط...

  وهكذا جاء هذا الكتاب على صورته الحالية. إنه نوع من السرة الذاتية لمدينة من خلال ما سجله عنها الرحالة الذين عبروا بها من انطباعات مفرغة في إطارها التاريخي. وقد تركت لالأصول والوثائق التي اعتمدت عليها أن تتحدث بلسانها وبأرائها وانطباعاتها ما وسعني ذلك، وربما تعمدت في بعض الأحوال أن أغيب غياباً مطلقاً وأترك بعض النصوص التاريخية الجميلة أو الهامة تتحدث بنفسها وتكشف عن دور هذه المدينة وألوانها وملامحها العامة.


أو




ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة