الخميس، 21 أبريل 2016

أدب الغزل ومشاهد الإثارة في الحضارة العراقية القديمة - حكمت بشير الأسود ...


أدب الغزل ومشاهد الإثارة في الحضارة العراقية القديمة

 http://ia800208.us.archive.org/32/items/adb-gzl/adb-gzl.pdf

حكمت بشير الأسود

دار المدى للثقافة و النشر - دمشق

الطبعة الأولى

2008 م

المستقبل - ثقافة و فنون الثلاثاء - 15 كانون الأول 2009 - العدد 3512 - صفحة 18- عمر كوش :

  يرى مؤلف الكتاب أن أدب الغزل في بلاد الرافدين الذي جاءنا متكاملاً حيوياً مؤثراً من خلال النصوص المسمارية المدوّنة باللغتين السومرية والأكادية منذ ما يقارب خمسة آلاف سنة، وكذلك مشاهد الإثارة التي صورتها الفنون المرئية العراقية القديمة. وتعرض الوثائق المراحل السرية والعلنية، الى جانب المقدسة والدنيوية لخلفاء الحب والغزل والجنس عبر المراحل الحياتية للمرأة والرجل، الأمر الذي يعطينا تصوراً كاملاً عن تلك العلاقة التي تبدأ بالحب وتنتهي بالزواج أو بغيره. وعليه، فإن العراقيين القدامى قد عبروا عن تجربة حياتية رائعة في مجال العلاقات الجنسية في ظاهرها ومضمونها، وأوضحوا للبشرية خلاصة تلك التجارب في قصائد بشرية، مثيرة ورائعة، مشوبة برائحة الحب والعشق ومصورة بمشاهد فنية للعديد من الفنون العراقية القديمة.

   ويعتبر المؤلف بأن الحب كان بداية وعنوان كل شيء، ويجري في العلن أو في الخفاء، حيث تلتقي الأيدي مع بعضها، ويعقبها حديث جذاب ورقيق حديث حب وغرام بين الحبيبين. وإذا كان الحياء يغلب على الفتاة في بادئ الأمر، فإن الإصرار بين الطرفين يدفعهما الى مواصلة الرحلة. وكانت المرأة تتهيأ بالاستحمام والمسح بالزيت وترتدي أحلى ما عندها، وتزين أجزاء جسدها بالأحجار الكريمة، وتبرز جمالها، وتفتح له باب بيتها ليبدأ العناق من شوق طال انتظار، لتكون البداية، بداية الحب الذي ليس لها نهاية.

   ويشير الباحثون المختصون الى قدم النتاجات العراقية القديمة، التي تمثل أولى المحاولات الأدبية الإبداعية في التاريخ الإنساني، ويؤكدون على تداول تلك الآداب مشافهة في عصور سبقت التدوين. وقد خلّف العراقيون القدامى تركة ضخمة في شتى ضروب الأدب، التي دوّنت بالخط المسماري وباللغة السومرية أو الأكادية وفي بعض الأحيان بكلا اللغتين. وكانت النصوص أو القطع الأدبية تنتقل من مدينة الى أخرى، ومن عصر الى عصر، ومن شعب الى آخر في عملية النضوج والتطور الحضاري. ويعكس النتاج الأدبي الحياة الروحية والفكرية لحضارة بلاد الرافدين، ويعرفنا على مقوّمات وخصائص ذلك، لأنه أحسن ما يصور اتجاهاتها الفكرية وعقائدها ومعتقداتها الدينية.

  وبدأت نقطة الانطلاق في التراث الأدبي وازدهرت عن الأدب السومري القديم، حيث طوّر السومريون ضروباً أدبية متنوعة وغنية، وإلى جانب ذلك ولد الأدب الأكادي ونما ووصل عهده الزاهر في العصر البالي. واحتلت النصوص الأدبية الخاصة بالحب والغزل والعلاقات الجنسية مكانة متميزة بين الأدبيات العراقية القديمة، حيث تغزل الشعراء بحبيباتهم، وقدموا لنا وصفاً كاملاً عن طبيعة العلاقات الغرامية في ذلك الوقت، وكذلك عن أصول التقاليد الاجتماعية.

   غير أن الأديب العراقي القديم قد أعطى لقصائد الغزل صفة إلهية، من خلال حوار الأشخاص في القصيدة، لكي يكون لها مدلول قدسي في ذلك العصر، وتمتلك جلالاً وهيبة لدى عامة قبل الناس. وتوصلوا الى قدسية الحب من خلال قدسية الممارسات الجنسية، المتمثلة بالزواج وما يسبق فترة الزواج من علاقات اجتماعية مفيدة، كي تستمر الحياة العائلية الى النهاية عن طريق الحب والسعادة.

  ويرى المؤلف أن الحب والغزل كانا في الشرق الأدنى أكثر من كونهما انفعالاً عاطفياً عابراً، يشعر به الشخص تجاه الآخرين، فالحب غير مقسم بين المقدس والدنيوي، البشر والآلهة، الانفعالي والجسدي، وكان يغمر الرجل والمرأة، والآلهة والمتعبدين، والحكام والمحكومين، والآباء والأبناء. ويبدو أن التمييز الجنسي بين الذكر والأنثى لم يكن مهماً حينما يظهر الحب والانفعال بين شخصين، بينما في بلاغتنا نميل لتمثيل عاطفة الحب كشيء أنبل من الجنس الجسدي، لكن في القديم يبقى مجاز الحب جسدياً.

   ويبرز في الأدب القديم الاستخدام البارع للغة في قصائد الحب، ويبدو واضحاً من خلال المجاز والاستعارة والتشبيه، الذي يصل الى التأثيرات المختلفة، ويصور المواضيع المحددة بصورة جيدة. وكان المجاز الجسدي يؤخذ من الطبيعة كنوع من الإثارة للطبيعة الأكثر وضوحاً، فالاستعارة مثلاً ترفع شجرة التفاح في الحديقة وتجعل عمود المرمر كحجر اللازورد الأزرق. كما تلعب البساتين دوراً مهماً في طقوس الزواج المقدس، كنوع من التشبيه لأجل التعبير وتخيل الحب وكخلفية للقاء الأحبة.

   أما طقس الزواج المقدس، فقد كان الهدف الجوهري له على الدوام هو الحصول على الرخاء والوفرة في النبات والحيوان، ويلاحظ المؤلف أن أداء الطقوس الخاصة به تختلف من مدينة الى أخرى. ويرجع هذا الاختلاف الى العرف الشائع الخاص بالزواج والمتعارف عليه بين الرجل والمرأة. وقد تتخلله طقوس سرية، مثل الصلوات والتراتيل، التي كانت تتلى في المعبد من أجل الحصول على الوفرة والخصوبة في الإنسان والنبات والحيوان لأجل تناسلهم وتكاثرهم وانتشارهم. ويجري الاحتفال بطقوس الزواج المقدس في أيام معينة من السنة، حيث يعتمد اختيار الأيام على قراءة الطالع والفال الحسن، واكتسب زواج دموزي من أنانا شهرة واسعة بين الزيجات الإلهية، حيث أطلق الشعراء السومريون العنان لخيالهم في تصوير هذا الزواج وقصص الحب التي عاشها الإثنان قبل زواجهما في نصوص شعرية مثيرة، تصف شوق الطرفين وما يشعران به من عواطف مشوقة، وبعضها يصف حلاوة اللقاء ومتعة الوصال.

  لا شك في أن المؤلف يقارب في كتابه بعض الجوانب المسكوت عنها أو المنسية في حضارة بلاد الرافدين وخصائص الحياة اليومية فيها، والتي تغفلها الوثائق الرسمية، خصوصاً اختلاط المقدس بالدنيوي، والتأرجح المستمر للعواطف والرغبات بين الألوهي والأرضي أو التمازج اللانهائي بينهما. وقد ظلت نصوص العراقيين القدماء تنتقل من مدينة الى أخرى ومن عصر الى آخر ومن لغة الى أخرى، كانت نقطة الانطلاق الأولى من السومريين الذين طوروا ضروباً أدبية متنوعة وأعقبهم الأكاديون، ثم تولدت لاحقاً أساليب أدبية وتعبيرية جديدة لدى البابليين والآشوريين. ومن مكتبة الملك «آشور بانيبال» وصلت مجموعة كبيرة من النصوص الأدبية القديمة، سومرية كانت أم أكادية، إذ عكف نسّاخ ذلك الملك على نقل النصوص القديمة من أصولها السومرية وإعادة صياغتها لتنسجم مع المزاج الاجتماعي والروحي في إمبراطورية مترامية الأطراف أو أبقوا عليها كما هي.

   وتضمنت أشعار الحب الأكادية الأغراض نفسها الى جانب قصائد تختلف قليلاً ومنها قصيدة فريدة عن إمرأة مريضة بالحب تحاور حبيباً لا يبادلها مشاعرها. في حين استعلمت قصائد الحب من العصر الآشوري الحديث (612ق.م) كطقوس سحرية رمزية وكانت الطلاسم والرقى تحتوي الجمل نفسها الموجودة في قصائد الحب. كما وجد الى جانب ذلك عدد من نصوص الفأل التي تواصلت منذ العصر السومري وحتى نهاية العصور الآشورية، وقد وجدت أيضاً نصوص أدبية ذات علاقة بالرقى والتعاويذ الخاصة بالحب تصف مفاتن الجسد.


البيان الكتب - مسارات - كتب - 10 أغسطس 2008 - إبراهيم حاج عبدي :

   تكتسب الدراسة التي يقدمها الباحث حكمت بشير الأسود بعنوان «أدب الغزل، ومشاهد الإثارة في الحضارة العراقية القديمة»، أهمية خاصة، لكونها تخوض في مسألة لم تحظ بالاهتمام لاعتبارات عدة، بل جاء الاهتمام بها في إطار التناول العام؛ والعابر، ولم يتصد أحد من الباحثين للخوض في الجوانب العاطفية والجنسية، وتخصيص دراسة مستقلة لها، استنادا إلى النصوص والوثائق المنسوبة لحضارات العراق القديم.

  يركز المؤلف على دراسة تلك الرسومات، والنصوص التي كتبها السومريون، والأكاديون، والبابليون، والآشوريون...وغيرهم من الأقوام والحضارات التي استوطنت بلاد الرافدين، والتي صورت، وتحدثت، تحديدا، عن الجانب العاطفي، وعن العلاقات الجنسية التي كانت سائدة، وعن الطقوس التي رافقت الزواج، وعن الاشتياق، واللوعة، والحنين بسبب فراق الأحبة، وكل ما يتفرع عن هذا الموضوع.

  إن التمعن في تلك النقوش، ومراجعة تلك النصوص أو القطع المجزأة منها، كما أوردها الباحث، تقدم للقارئ ملامح حياة مفعمة بالعواطف والانفعالات مثلما هي مليئة بمشاهد الإثارة والشبق، باعتبار أن الجنس غريزة إنسانية، ودافع فيزيولوجي لا يمكن التغاضي عنه، فجاءت تلك النصوص على نحو جريء، إذ يمكن اعتبارها بمثابة مرآة بانورامية تعكس حقيقة الواقع القائم، آنذاك، وتشرح الكثير من المسائل التي تجاهلتها «الدراسات الأكاديمية الرسمية».

  وتسلط الضوء على طبيعة الرغبات المتأججة، وهي، من زاوية أخرى، تربط بين المقدس والدنيوي، وبين الإلهي، والأرضي، ونظرا لهذا الدمج بين الجانبين، في ثقافة تلك الحضارات، فإننا نرى بان نصوص تلك المراحل الموغلة في القدم، كانت حافلة بالرموز، والاستعارات، والتشابيه... التي تشير إلى رغبات مكبوتة، لم يكن الإفصاح عنها، على نحو صريح، مستحبا في بعض الظروف.

   يقول الباحث إن أدب الغزل في بلاد الرافدين، الذي جاءنا متكاملا، حيويا، مؤثرا، من خلال النصوص المسمارية المدونة باللغتين السومرية، والآكدية منذ ما يقارب خمسة آلاف سنة، وكذلك مشاهد الإثارة التي صورتها الفنون المرئية العراقية القديمة (كالأختام، وجلود الحيوانات، والمنحوتات الطينية، والحجرية، والخشبية، والمعدنية...)، كل هذه الوثائق عرضت لنا المراحل السرية والعلنية، المقدسة والدنيوية لخفايا الحب والغزل والجنس عبر المراحل الحياتية للرجل والمرأة.

  وهذه النصوص وتلك الفنون تقدم تصورا كاملا عن تلك العلاقة التي تبدأ بالحب وتنتهي بالزواج أو بغيره، وبهذا فإن العراقيين القدامى قد عبروا لنا عن تجربة حياتية رائعة في مجال العلاقات الجنسية في ظاهرها ومضمونها، وأوضحوا للبشرية خلاصة تلك التجارب في قصائد غزلية مثيرة، رائعة مشوبة برائحة العشق والحب، ومصورة في مشاهد فنية للعديد من الفنون العراقية القديمة .

  هذه الفنون المرئية، وتلك النصوص المدونة هما ضالة الباحث، إذ يستقصي، ويحلل، ويجتهد، ويسعى إلى التأويل، ويشرح بعض المفردات الملتبسة، ويوضح بعض العبارات الغامضة، ويكشف عما وراء السطور...في سبيل تقديم دراسة تستعرض ملامح الحياة الجنسية، والعاطفية لدى سكان بلاد الرافدين، بكل أشكالها، ونماذجها...

   على أن هذا الهدف الرئيس الرامي إلى «كشف المستور» على المستويين العاطفي والجنسي، لا يمكن أن يشغلنا عن جمالية بعض الصور الفنية، والاستعارات المبتكرة الواردة في متن النصوص، فبمعزل عن مضامينها، ودلالاتها، فإن شكلها، وبناءها الفني ينطويان، في بعض الأحيان، على بلاغة لغوية محببة.

  لقد احتلت النصوص الأدبية الخاصة بالحب، والغزل، والعلاقات الجنسية مكانة متميزة بين الأدبيات العراقية القديمة، ويشير الباحث إلى أن تاريخ أولى النصوص السومرية المدونة يعود إلى حوالي الألف الثالث قبل الميلاد.

   حيث استمرت بالظهور لأكثر من ألفي سنة، وقد تفرعت هذه النصوص إلى عدة أشكال، فثمة نصوص جاءت على شكل قصائد غزلية يدور معظمها على موضوع فسر بأنه شعائر ما يسمى بالزواج الإلهي أو الزواج المقدس، أي الزوج بين إله وإلهة الحب، وقيام الحاكم أو الملك وكاهنة عليا بتمثيل الإله، والإلهة في ذلك الاقتران المقدس، وبعضها يصف العلاقة الجسدية بين إنانا (عشتار) وبين حبيبها دموزي.

   أما أشعار الحب الأكدية فقد تضمنت الأغراض نفسها إلى جانب قصائد تختلف قليلاً، ومنها قصيدة فريدة عن امرأة مريضة بالحب تحاور حبيباً لا يبادلها مشاعرها، في حين استعملت قصائد الحب من العصر الآشوري الحديث(911 ـ 612ق.م) كطقوس سحرية رمزية، وكانت الطلاسم والرقى تحتوي الجمل نفسها الموجودة في قصائد الحب، كما وجد إلى جانب ذلك عدد من نصوص الفأل التي تواصلت منذ العصر السومري وحتى نهاية العصور الآشورية، وقد وصفت تلك النصوص أساليب الممارسة الجنسية أو ما يتعلق بها من قواعد.

  لقد ظلت هذه النصوص تنتقل من مدينة إلى أخرى، ومن عصر إلى آخر، ومن لغة إلى أخرى، ولئن كانت نقطة الانطلاق الأولى بدأت من السومريين الذين طوروا ضروباً أدبية متنوعة، وأعقبهم الآكديون، فإن أساليب أدبية، وتعبيرية جديدة تولدت لاحقا لدى البابليين والآشوريين، ومن مكتبة الملك «آشور بانيبال» وصلت مجموعة كبيرة من النصوص الأدبية القديمة، سومرية كانت أم أكدية.

   إذ عكف نسّاخ ذلك الملك على نقل النصوص القديمة من أصولها السومرية وإعادة صياغتها لتنسجم مع المزاج الاجتماعي والروحي في إمبراطورية مترامية الأطراف أو أبقوا عليها كما هي، ورغم الصراعات، والنزاعات، والتناحرات إلا أن تلك النصوص والرسومات بقيت محفوظة حتى يومنا هذا لتشير إلى حضارة سكنت ذات يوم ارض بلاد الرافدين.

  والواقع أن تلك النصوص، والألواح المصورة، والأختام، والمسلات.. لا تترك شيئا مما له علاقة بالعشق والحب والغرام والجنس والشبق والوجد إلا وتذكره، بهذا الشكل أو ذاك، كما أنها لا تغفل عن الجوانب العاطفية المقرونة بالجانب الروحي والوجداني، والباحث، بدوره، لا يتوانى عن الكشف في أدق التفاصيل، وإيراد الأمثلة على هذه الجزئية أو تلك. الكتاب، وفضلا عن الجانب البحثي والتوثيقي فيه، فانه يكشف عن مفارقة تتمثل في أن القدماء كانوا أكثر انفتاحا في التعاطي مع الجنس والعواطف، وما يتفرع عنهما!

المقاربة الذهنية

   يلاحظ بأن سكان بلاد الرافدين كانوا يتمتعون بجرأة في مقاربة مثل هذه المسائل، وكأن ذهنية الرقيب في وقتنا الراهن تجهل ذلك التاريخ الحافل بكل ضروب التعبير والسرد، وإلا كيف نفهم هذه العقلية السائدة التي تحاصر المبدع لدى مقاربته ذلك الثالوث المقدس: الجنس، الدين، السياسة.

المؤلف في سطور

حكمت بشير الأسود: باحث عراقي، متخصص في علم الآثار. من مواليد الموصل عام 1949، حصل على شهادة بكالوريوس الآداب في الآثار القديمة من جامعة بغداد 1973، وحصل على شهادة ماجستير الآداب في الآثار القديمة، جامعة الموصل 2002م.

  عمل في حقل التنقيب الأثري، والصيانة في عدد من المواقع الأثرية في بلاد الرافدين. شارك في عدد من الندوات العلمية والدورات التدريبية داخل العراق وخارجه. صدرت له بعض الكتب والدراسات المتعلقة بعلم الآثار، وخصوصا دلالة العدد سبعة، مثل: «قدسية العدد سبعة في حضارة بلاد الرافدين»، و«مدلولية العدد سبعة في التوراة»، و«الرقم سبعة في حضارة بلاد الرافدين»...وغيرها.


 ملاحق جريدة المدى اليومية - الأخبار - الملاحق - ملحق أوراق -  السبت 13-04-2013 -عرض: شاكر مجيد سيفو

  عن دار المدى للثقافة والنشر صدر كتاب- أدب الغزل ومشاهد الإثارة في الحضارة العراقية القديمة. للكاتب والآثاري المعروف حكمت بشير الأسود؛...يحتوي الكتاب على ثمانية فصول ويستهل الكاتب مؤلفه الرائع هذا والمتفرد في خزينه المعلوماتي بمقدمة نقتطف منها هذه السطور

  "إن أدب الغزل في بلاد الرافدين الذي جاءنا متكاملا حيويا مؤثرا من خلال النصوص المسمارية المدونة باللغتين السومرية والأكدية منذ ما يقرب من خمسة ألاف سنة، وكذلك مشاهد الإثارة التي صورتها الفنون المرئية العراقية القديمة، كل هذه الوثائق عرضت لنا المراحل السرّية والعلنية، المقدسة والدنيوية لخفايا الحب والغزل والجنس عبر المراحل الحياتية للمرأة والرجل. 
 
  لقد عبر العراقيون القدامى عن تجربة حياتية رائعة في مجال العلاقات الجنسية في ظاهرها ومضمونها وأوضحوا للبشرية خلاصة تلك التجارب في قصائد غزلية مثيرة رائعة مشوبة برائحة الحب والعشق ومصورة في مشاهد فنية للعديد من الفنون العراقية القديمة" ثم ينتقل الكاتب إلى الفصل الأول ويعنونه بـ(مدخل إلى أدب الغزل) ويورد هنا أراء ومرجعيات عدد من أفكار باحثين مختصين في النتاج الأدبي العراقي القديم، حيث يؤكد على أن أراء هؤلاء تؤكد على تمثّل أولى المحاولات الأدبية الإبداعية في التاريخ الإنساني ويضيف "ويؤكدون على تداول تلك الآداب مشافهة في عصور سبقت التدوين وقد خلّف العراقيون القدامى تركة ضخمة في شتى ضروب الأدب ودونت بالخط المسماري وباللغة السومرية أو الأكدية وفي بعض الأحيان بكلتا اللغتين، وكانت النصوص أو القطع الأدبية تنتقل من مدينة إلى أخرى ومن عصر إلى أخر ومن شعب إلى شعب في عملية النضوج والتطور الحضاري، وكان هذا النتاج الأدبي يعكس الحياة الروحية والفكرية لحضارة بلاد الرافدين ويعرفنا على مقوماتها وخصائصها وذلك لأنه أحسن ما يصور لنا اتجاهاتها الفكرية وعقائدها ومعتقداتها الدينية... يعود تاريخ أولى النصوص الأدبية السومرية المدونة إلى نحو منتصف الألف الثالث ق.م، وقد اكتشفت هذه النصوص المدونة بالخط المسماري على الرقم الطينية أثناء عمليات التنقيب الأثاري في مواضع المدن القديمة في جنوب العراق. وقد اشتملت هذه النصوص على موضوعات مختلفة وتوزعت في عدة مجموعات منها نصوص على شكل قصائد غزلية يدور معظمها على موضوع فُسَّر بأنه شعائر ما يسمى بالزواج الإلهي أو الزواج المقدس أي الزواج بين اله والهة في ذلك الاقتران المقدس، وقد تميزت هذه القصائد بالعاطفة الشهوانية والحب والرغبة الجنسية للمحبوب ومعظمها يعود إلى مجموعة دموزي/ إنانا، وتنظم في ثلاثة تصانيف هي: قصائد حب إلهية ومجموعة أخرى لها علاقة مع الملوك والآلهة أو الملكة المحضية وقصائد أبطالها محبون هم ليسوا آلهة وليسوا ملوكا، وينتقل الكاتب إلى موضوع، الغزل كاصطلاح في اللغة ويسهب في شرح مدلولاته ومعانيه، وهو الحب الذي يغمر الرجل والمرأة، وتتشظى معانيه حيث يحيل الكاتب- المجاز الجسدي- بأخذه من الطبيعة كنوع من الإثارة للطبيعة الأكثر وضوحاً، فالاستعارة مثل شجرة التفاح وعمود المرمر الذي هو رمز العضو الذكري، فالحشد الجنسي يأتي من خلال التصور الزراعي والرعوي، وتعدّ عملية الحراثة كمجاز أو استعارة الإدخال الجنسي وكذلك الحال بالنسبة إلى محراث البزارة، فهو تشبيه إلى قضيب الذكر، كما كانت الأحجار ترمز إلى النشاط الجنسي والإخصاب، ويعبر الكاتب عن استعمال الحواس الإنسانية التي من خلالها يتم التصعيد العاطفة الإنسانية الجياشة والإثارة الجنسية الممتعة من خلال: الشم والنظر واللمس والتذوق والسمع. ويدرج الكاتب موضوع الغزل في عدد من اللغات، منها السومرية والعربية والأكدية، ويشرح مفهومه في الزواج المقدس شرحاً تفصيليا في الديانات القديمة في بلاد الرافدين. ثم يشرح بإيجاز عن مفهوم الغزل في البغاء في المقدس، إذ يقول هنا "لقد سلم سكان بلاد الرافدين القدماء، بأنه كان للجنس عنصر ديني فقد كان هناك بغاء ديني مارسه الذكور والإناث وكذلك المخنثون الذين ارتبطوا ببعض المعابد بممارستهم الجنسية التي ضمت في بابل اللواطية، وينتقل الكاتب إلى الفصل الثاني المعنون "الزواج والعلاقة الجنسية" يتحدث فيه الكاتب عن عناصر الخصب ومدى معرفة الإنسان في بلاد الرافدين للعلاقات الجنسية حيث يعزو نتائج العمليات الجنسية بصورة غريزية إلى الطبيعة وما هيأت في الأعضاء التناسلية قوة وجاذبية فسلجية، حيث تعلم الإنسان في طرقها سبل التكاثر في عملية الإخصاب، وقد حرص أن تصون المرأة نفسها وتحافظ على عفتها ويورد الكاتب عدداً من النصوص البابلية في اقتفاء الخطوات المتبعة للزواج عند سكان بلاد الرافدين، وتتقارب إلى حد ما كل ما هو شائع ومتداول في عصرنا الحالي، كالإجراءات المتبعة لطقوس الزواج مثلاً بالاستناد إلى النصوص الأدبية وطقس الزواج المقدس بين الآلهة، وكان التمييز العمري من أوجه الحياة التي لها أهمية وقد لعبت طبيعة الجسد الأنثوي في رسم سياسة الزواج مَعْلماً ظل راسخا في ضمير الجماعة نتيجة ما يراه الرجل فيها من فتنة وقوة وخصب في جسدها، حيث تنشأ فيه حياة جديدة وبخاصة من صدرها الذي يعدّ مركز العطاء، كذلك أعطى الإنسان العراقي القديم أهمية خاصة لبكارة المرأة، فقد عدّها مصدراً ومطلباً فهماً جدا من المرأة عن الزواج وقوة نافعة للفتاة الصالحة للزواج، فالعفة الجنسية بالنسبة للبنات قبل الزواج جاءت امتداداً للشعور بالملك الذي أحسّه الرجل إزاء زوجته وهكذا فإن الأسرة أبوية يترأسها الزوج، ويورد الكاتب عدداً من الفقرات الخاصة بتدبير هذه القضية، منها :النصوص الكتابية المسمارية والقوانين العراقية القديمة وشهادة الخبير. كذلك النصوص الأدبية ثم يختتم موضوعة الزواج، بمفصل حيوي وهو (حق الليلة الأولى) "أي حق الرجل غير الزوج الجديد في الاتصال الجنسي بالمرأة المتزوجة جديدا في ليلة عرسها" ويدخل من هذا الباب- من قضية الزواج- ما أعطى العراقيون القدامى أهمية للمني الذي هو المادة الرئيسة للحمل، إضافة إلى الأمور الخاصة بمنع الحمل وتجميل النساء يوم الزواج فقد استعملت نساء بلاد الرافدين مواد التجميل المختلفة لإظهار مفاتنهنّ، كما استخدمن المساحيق المختلفة لإضفاء الجاذبية عليهن فكانت النساء يعملن على تجميل العينيين والبشرة بواسطة أصباغ ذات اللون الأبيض والأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والأسود، وقد وجدت بقايا أعشاب على أصداف في القبور الملكية في أور تعتبر من مصادر هذه الألوان كذلك التزيين بالحلي والجواهر...أما بالنسبة للرجل، فقد كانوا يحلقون رؤوسهم ويلبسون الباروكات في المناسبات والأعياد، وكان غسل الملابس ينجز بالصابون المعمول من المحلول القلوي، وينتقل الكاتب إلى الفصل الثالث والذي حمل عنوان "الجنس...ممارسة ونتيجة" لقد عدّت ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة نتيجة طبيعية لمجتمع يتمتع ذكوره وإناثه بحق العيش والزواج والإنجاب، وتنوعت أساليب الممارسات الجنسية بتنوع الثقافات وتنوع الحدث وأسباب وقوعه، لكن أيضاً وردت بعض الممارسات الشاذة في الفعل الجنسي والطبيعة الجنسية بالنسبة للذكر والأنثى والتي صاحبت الإنسان قبل الزواج أو خلاله أو بعده، ما دفع القدماء إلى وضع الحلول لها من خلال العلاج الطبي أو الرقى والتعاويذ وتدخل في إطار هذا الباب بعض الممارسات الجنسية، ومنها: العادة السرية، واللواط والسحاق، وعبادة القضيب (العضو الذكري) ولعق القضيب ولعق البضر (التبضير)، وحتى الممارسات الجنسية مع الحيوانات ثم ينتقل الكاتب في الفصل الرابع الذي يعنونه بـ (الأمراض التناسلية والجنسية) ويورد هنا اعتقادات العراقيين القدماء حول هذا الموضوع، ومنها "أن الأمراض التناسلية التي تصيب الإنسان هي من فعل الآلهة كما جاء في أحد النصوص ويحيل أسباب ذلك إلى ما يظهر من علامات خلل في الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية، ومن الاعتقادات الأخرى عند القدامى في بلاد الرافدين "أن أكثر الأمراض قد تصيب الإنسان مصدرها السحر، لأنه يرى بعض الأفعال للسحر الأسود التي تقوم به الساحرة، ومن هذه الأمراض يورد الكاتب هنا منها "مرض السيلان، الشعر الأشيب، التهاب الإحليل، القذف المبكر، القسوح، العلاقة الجنسية مع امرأة حامل، العجز الجنسي (العنة)، الاحتلام الليلي (الجنسي)، الشبق، الأمراض الناتجة عن الممارسة الجنسية بوضع الوقوف، النبات الذي يساعد على الإخصاب وإثارة الحب والعواطف؛ أما في الفصل الخامس الذي عنونه الكاتب بـ(الحب العاطفي أو الانفعالي ـ الوجداني) فيورد عدداً من النصوص الأكدية على شكل حوار بين اثنين من المحبين، ويؤكد على أن هذا الحب هو نوع من الحب الذي يذهب وراء الإثارة الجنسية والحنين الجنسي من خلال ميدان أدبي يظهر الحب كشعور. وقد تحدث قصص الحب عند مغيب الشمس أو عندما يحل الليل، تحدث في الشوارع والساحات والبيوت، ونشعر ونتلمس كل الحواس بدمج كل الحواس في القصائد التي تعبر عنها، اللمس والشم والنظر والسمع والتذوق مع استخدام المجاز والاستعارة والتشبيه وحتى الإثارة العاطفية والجنسية... وتصل حالة الحب هذا كما يذكر الكاتب هنا بـ "الموت حباً " ويقول أن هذا العنوان هو نص أسطوري بابلي، ويلتفت إلى العبارة الشهيرة- الحب من أول نظرة- والى الحبيب المخلص- وهناك عيد الحب ويحيل هذا إلى نص أدبي منسوب إلى ملك (مامسوايلونا 1749- 1721 ق.م) ملك بابل في العصر البابلي القديم وابن حمورابي وخليفته، مكتوب على لوح مكون من (50 سطراً)، ويضيف أغنية الأحبة وسحر الحب وفعالية الرقى والتعاويذ،فهنالك- رقية سحر الحب للتفاح والرمان، ورقية حب، والمريض بالحب...ويبحث الباحث والكاتب في الفصل السادس موضوعة مهمة وكبيرة يعطيها عنواناً "مشاهد الجنس وأفكار الغزل في حضارة بلاد الرافدين القديمة" ويتكون هذا الفصل من موضوعات عديدة منها "الفن الجنسي... عري ولغة وإثارة" يوضح الكاتب جانباً مهماً من هذا الفن بقوله: "تركت لنا الفنون المرئية لحضارة بلاد الرافدين مشاهد للعري الجسدي شملت النساء والرجال وأقل منها الأطفال وكذلك الأشخاص الخنثويون والخصيان. وكل هؤلاء مثلوا بطرق مميزة ومن عصور مختلفة، وقد وصفت لنا المشاهد الجنسية حالة العري الأنثوي كجزء من عملية الأغراء، والإغواء من خلال إبراز الجمالية وتصوير الإباحية لكي تثير الشهوات والرغبات، ففي أسطورة أنليل ونليل شوهدت نليل وهي تستحم من دون ملابس، رغب بها أنليل وتبع ذلك الممارسة الجنسية، لقد أظهرت التنقيبات الآثارية في مختلف المواقع حيث صنفت ماديا وفنيا وآثارياً إلى ثلاثة أصناف: "الأشكال الطينية المعمولة باليد أو القالب، وقد مثلت فيها الأشكال الأنثوية بصورة عارية. ثانيا: الأختام الاسطوانية، استعملت أغلب الأختام من الحكومة لختم البضائع والوثائق، حيث ظهرت أختام عليها مشاهد تمثل المرأة في وضع القرفصاء أو التزاوج مع مشاهد الحياة اليومية. ثالثا: الألواح البارزة المعمولة بقوالب الطين أو المعدن النافذ، فقد وجدت الألواح النذرية ذات المشاهد الجنسية في بلاد الرافدين فقط، وهي غنية بالمواضيع ومفعمة بالحياة... ينتقل الكاتب إلى موضوع أخر من هذا الفصل وهو "الجنس والإثارة... استناداً إلى النصوص الكتابية والأدبية..." مثلت في الكتابة الصورية السومرية المبكرة العلامات الخاصة بالذكر والأنثى برموز إنسانية جنسية، فقد مثلت الأنثى بوساطة المثلث العاني، قمته إلى الأسفل والمرسوم بهذا الشكل ليدل على المرأة وجهازها التناسلي، أما الذكر فقد مثل بواسطة القضيب، لقد أعطت النصوص الأدبية تأكيدا كبيرا عل وصف الإثارة الجنسية لجسد الأنثى وكان الفرج عادة هو النقطة البؤرة في القصائد الجنسية، وان هذا الأدب الذي وصف العملية الجنسية لم يعط امتيازاً للقضيب على الفرج، والأكثر من هذا لم يكن هناك محرمات على كلمة (فرج) في الآداب الرافدينية، وان التوكيد على الفرج كموقع ومصدر للمتعة الجنسية أكثر من كونه منتج للذرية كان واضحا في الأدب العراقي القديم، إضافة إلى منطقة العانة المثلثة المشعرة حيث احتوت هذه الرموز على الإغراء والإغواء الجنسي وكذلك الجمالي الذي يثير التهيج الجنسي... ثم يبحث الكاتب موضوعة أخرى من هذا الفصل وهي "فن العلاقات الجنسية" ويعدد هذه الفنون أو الأوضاع التي تتم بها العملية الجنسية، إذ يقول " أظهرت لنا الفنون المرئية والنصوص المسمارية في حضارة بلاد الرافدين مشاهد الجنس والجسد وفن العلاقة بينهما بأسلوب تطبيقي أشبه بالسحري، كما أظهرت الفنون العراقية القديمة وضوحا ومتعة في الفن الجنسي، ومن المشاهد الجنسية التي كانت شائعة في بلاد الرافدين تلك التي تشرح مواقف مختلفة وغير معتادة أحيانا لفن العلاقة الجنسية وطريقة الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة هي "وقوفاً، على الكرسي، عبر السرير، على شكل منفرج الساقين، الشريك يأخذ من الخلف أو حتى يضاجعان من الخلف وغيرها" مثل – مشهد الجماع على الظهر، والحضن وجهاً لوجه والمرأة في وضعية فوق الرجل، ووضع المبشر ووضعية الركوع أو الانحناء والممارسة الجنسية على مصطبة وبطريقة الميل نحو الجدار مع استثمار فن المداعبات والدلك والقبل وسحر التقبيل واستثمار بعض الروائح ومذاق الفاكهة مثل التفاح والرمان ويشير الكاتب هنا إلى الدور الذي لعبته الدلالة الجنسية للحدائق والبساتين، كونها تمثل الروح الرومانسية، فقد وصفت (الفرج) كأرض منخفضة مروية جيدا بالماء ومكانا رطبا للحرث، وقد وردت هذه الصور في نصوص أدبية، يذكر الكاتب هنا رأيا للآثاري العراقي المعروف طه باقر "وقد جاء ذكر التفاح والرمان في (سحر الحب) بأن يأخذ الرجل تفاحة أو رمانة ويتلو عليها الرقية ثلاث مرات ويعطيها الى المرأة، فإذا ما مصت عصيرها فأن الرجل سيحب المرأة." وجاء في رقية أخرى لها علاقة بسحر التفاح والرمان، هذه الفواكه التي كان يظن أنها مثيرة للشهوة (لكي يحصل رجل على امرأة ولكي يرغب أن تنظر الى قضيبه، أدبيا أسقطت عينيها على قضيب الرجل، وأسقطت حجر الحب...ربما عبارة جنسية لها علاقة بالعضو المنتصب أكثر من المحفز البسيط، لذا تذهب لأداء الفعل الجنسي. ينتقل الكاتب الى الفصل السابع وهو "مفهوم الحب والغزل في النصوص الأدبية العراقية القديمة: يؤكد الكاتب في هذا المضمار ما ورد ألينا من أدب بلاد الرافدين من قصائد لها علاقة بالحب والغزل والجنس وخصوصا تلك التي تحكي قصة العلاقة بين أنانا/عشتار ودموزي/ تموز حيث مثلت أنانا /عشتار رمزا لكل مظاهر العاطفة والحب والخصب وتصف هذه القصائد مغامراتها العاطفية مع بعض عشاقها الذي تهافتوا على طلب يدها ونيل حضوتها. كما كان هناك قصائد سومرية تتضمن بالملوك عدّت دليلا على دورهم في الزواج المقدس، وتعدّ أناشيد الزواج المقدس بين أنانا ودموزي أعظم وأقدم وأجمل وأعذب صفحات الحب في تاريخ الإنسانية لما تحمله من نضارة وجمال وعضوية إذ تحمل مشاعر خمسة ألاف سنة مضت، فإنها تعدّ أعظم ما قرأنا من شعر غزلي في التاريخ حسب ما أورده د. الشاعر خزعل ألماجدي في كتابه أنجبل سومر ص 203-211 ويورد الكاتب حكمت بشير الأسود في هذا الفصل محاور عديدة لهذا الفصل وهي: "قصائد الحب بين دموزي وانانا" واللقاء السري بينهما، وزقاق دموزي وتهيئة الفراش المخصص للعروسين وطقس المضاجعة ونص أدبي يسمى "دعوه يأتي...دعوه يأتي" وإنانا وملوك سومر وينتقل الكاتب إلى الفصل الثامن بـ(مواطن الجمال والإثارة في الجسد الأنثوي استناداً إلى النصوص الأدبية" ويذكر هذا مؤكداً على النصوص ومنها قصائد الحب العراقية القديمة التي كانت تعبر عن الرغبة الجنسية للأنثى من خلال إبرازها وتمييزها الأعضاء الجنسية للأنثى على الذكر من حيث تركيز الشهوة على أجزاء من الجسد الأنثوي الذي يؤدي إلى فعل الإغراء وإبراز الرغبة الجنسية، لقد ركزت النصوص الأدبية الخاصة بالحب والغزل على مناطق معينة من الجسد الإنساني الأنثوي وقد عدّت هذه الأجزاء الأكثر إثارة ورغبة بالنسبة إلى الطرف الآخر الذي يقدم بشراكة الحب وهذا يتضمن: العيون-الفم-الشفة-القبلة-الثدي-الرضاعة وقد أبرزت عدداً من النصوص إغراء الثدي بشكل مختلف من خلال وصف دقيق لهذا النتوء البارز في صدر المرأة وحلمته، وهذا الوصف شمل : اللون والشكل والزينة والحجم والفعل. وكذلك أعطى أهمية "للفرج"، وما يتبعه من الرغبة والحيوية والهيجان، وكذلك الاستحمام والمسح بالزيت، ثم تهيئة السرير وينتهي بالشرح ليصل الى المرحلة الأخيرة ويصف بشكل تفصيلي ودقيق العملية الجنسية شارحاً فيها كل مناطق الإثارة الجنسية في جسد المرأة والرجل، ويورد هذه الشروحات في إحالتها إلى نصوص من العصر البابلي القديم ومن النصوص الجميلة والمهمة التي يدونها هنا نقتطف هذا المقطع لزيادة الفائدة العملية: "ابسط يدك اليسرى، المس فرجي/ لاطف أثدائي/ ادخل سوف افتح فخذي../ لعله يضع يده على يدي لأجلي / لعله يضع قضيبه بداخلي لأجلي/ لعله يضع قلبه مع قلبي لأجلي.. في غرفة النوم دعنا نستمتع أكثر وأكثر/ أقفل يدك على جسدي كما ترغب لكي نشعر بالشهوة..." بهذه الجمل يختم الكاتب هذا الفصل لينتقل إلى خاتمة الكتاب ويثبت هنا- ثبت بأدوار حضارة بلاد الرافدين وهي أربعة أدوار.







لشراء الكتاب neelwafurat




ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة