الثلاثاء، 29 مارس 2016

عروبة اللغة الليبية القديمة وكتابتها : مقارنة بين العربية والأمازيغية ...


عروبة اللغة الليبية القديمة وكتابتها

مقارنة بين العربية والأمازيغية

 https://ia801502.us.archive.org/24/items/gradswei/gradswei.pdf

مقدم الرسالة : عبدالعزيز سعيد الصيعي

إشراف : أ. د. أحمد محمد حامدة

أستاذ التاريخ القديم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية

جامعة دمشق - سوريا

قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات درجة الدكتوراه

في جامعة St. Clements العالمية 

تخصص: تاريخ قديم

أولاً - التمهيد:

   يتعرّض وطننا العربي وأمّتنا الإسلامية منذ أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) للعام 2001 لهجمات مكثفة وفي منتهى الشراسة. وقد ظهرت بوادر تلك الهجمات مع بداية الحروب الصليبية وحركة الاسترداد المسيحي، واتضحت ملامحها في الهجوم المغولي على بغداد في الشرق، والهجوم الفرنجي على الأندلس في الغرب، ثم الاستعمار الأوروبي الحديث لأفريقيا والشرق العربي. والأهدافُ -المراد تحقيقها من وراء تلك التحركات السياسية والعسكرية الحديثة- كانت معلَنةً تارة ومخفيةً تارة أخرى. فالمعلَنُ منها يكمن في الوصول إلى المواد الخام لتشغيل المصانع المقامة في أوروبا عقب الثورة الصناعية، والبحث عن أسواق جديدة للبضاعة الفائضة عن الاستهلاك الأوروبي من منتجات تلك المصانع، إلى جانب مساهمة الرجل الأبيض في فتح الشعوب المتخلّفة وتخليصها من الفقر والجهل! أما الأهداف المخفية فتكمن في الخوف من وحدة العرب القومية وقوة عقيدتهم الإسلامية التي بدأت تتضح في الإمبراطورية العربية المهدّدة للغرب، علاوة على انتشار الدين الإسلامي على حساب الدين المسيحي. وحتى لا يعود العرب إلى وحدتهم ويستعيدون قوّتهم السابقة، وحتى لا يصل الإسلام إلى شمال أوروبا منطلقاً من الأندلس، وإلى مجاهل أفريقيا منطلقاً من المغرب العربي، كان لزاماً على الأوروبيين تضييق الخناق على الدولة العربية-الإسلامية ومحاصرتها اقتصادياً من الشمال عبر البحر المتوسط، ومن الجنوب عبر الخط الصحراوي، ومن الشرق عبر احتلال الهند ومن الغرب عبر السيطرة على المحيط الأطلسي، في ما عُرف بحركة الاستكشافات البحرية وتلمس طرق التجارة والوصول إلى المصادر التي كان ينهل منها العرب. ولتحقيق ذلك اعتمدوا على القوة العسكرية المتمثلة في الأساطيل البحرية الضخمة. بينما فسحوا المجال أمام مفكريهم وعلمائهم لينطلقوا بحرية تامة في دراسة كافة الأوضاع الإنسانية للإنسان العربي/المسلم بالطريقة التي تحقق تلك الأهداف غير النبيلة في كثير من الأحيان. فلم يتركوا شاردة ولا واردة إلاّ وغنموها لصالح أبحاثهم التي يجب أن تكون علمية بحتة لا علاقة لها بما يهدف إليه الساسةُ والعسكريون والتجارُ والاقتصاديون، ولكن المؤسف حقاً أن البحث العلمي كان ضمن الخطة الاستعمارية الشاملة التي استهدفت الوطن العربي والأمة الإسلامية، بل كان الأخطر على الإطلاق. 

  تعلّمنا من التاريخ الأوروبي -قديمه وحديثه- أن القادة العسكريين كانوا يركزّون على الجانب العلمي والثقافي عند مهاجمة شعوب وأمم غيرهم. فقد جلب (الإسكندر المقدوني)، وهو تلميذ (أرسطو)، معه العلماء عند قيامه بحملته المشهورة على الشرق سنة 333 ق.م. كذلك فعل (نابليون بونبارت) في حملته على مصر سنة 1798 للميلاد. ولم يغفل عن ذلك جنرالات فرنسا عند احتلالهم الجزائر سنة 1830 للميلاد، وغيرهم كثير ممن سار سيرتهم وانتهج نهجهم، بل ركّزت إيطاليا على الجوانب الثقافية والتبشيرية والتعليمية والاقتصادية في ليبيا قبل احتلالها بسنوات عديدة. وهذا ما يؤكد خطورة البحث العلمي ونتائجه السلبية في حال تسخيره لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية. وكان من أهم وأخطر هذه الجوانب مسألة الخوض في العقيدة الدينية وأصول الانتماءات والثقافات الأولى، وهو ما يندرج تحت شعار روما القديم (فرّق تسد). ولأول مرة منذ سقوط الدولة العربية-الإسلامية الكبرى بدأت تظهر التفرقة بين العرب وغيرهم ممن طفقوا يبحثون عن قومية يرونها مستقلة عن العرب، وذلك من باب إثبات الهوية في زمن كانت فيه أوروبا تصدّر إلى الشرق العربي فكرة القوميات التي أثارت النزعات والبحث عن الأصول الأولى والالتفاف حولها، مثل الأكراد والأرمن في الشرق والأقباط في مصر والبربر في المغرب العربي والتوارق في الصحراء الأفريقية.. وكذلك فعل العربُ أنفسهم أمام حملة التتريك التي تبنتها جماعة الاتحاد والترقي الضاغطة على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني سنة 1908. أدى ذلك إلى البحث عما يميّز تلك الأقوام عن غيرهم بواسطة نبش التاريخ القديم وتتبع مساربه المتشعبة بحثاً عن موطأ قدم لهم فيه. وكان البحث العلمي القادم من أوروبا -مصدر التكنولوجيا الحديثة وقدوة الشعوب المتخلّفة - يُلهب مشاعر المتعطشين لمعرفة ماضيهم وإبراز خصوصيتهم وهويتهم الثقافية بهدف إثبات انفصالهم العرقي عن العرب الفاقدين لدولتهم وصولجانهم بفعل الحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري سالف الذكر، ولم يعودوا نافعين لحماية تلكم القوميات الجديدة على حد اعتقاد بعضهم. ومن هنا بدأ التمايز بين الجماعات. 



أو




أو



أو



ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة