الضروري في السياسة : مختصر كتاب السياسة لأفلاطون
ابن رشد
نقله عن العبرية : د. أحمد شحلان
تحقيق : محمد عابد الجابري
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية السلسلة
التراث الفلسفي العربي مؤلفات ابن رشد
إن هذا الكتاب الذي ضاع أصله العربي، وضاع معه اسمه الحقيقي وبقيت منه ترجمة عبرية، يعيد نقله إلى العربية ضمن هذا المشروع د. أحمد شحلان. وقد عمد الجابري إلى استخراج اسمه الأصلي من متون مقالاته، وإلى ربطه بالصنف الذي ينتمي إليه من بين سائر مؤلفات ابن رشد.
وطبقاً لمقدمة الجابري، فإن هذا الكتاب يتضمن اكتشافاً لوجه جديد من وجوه عقلانية ابن رشد وأفقه الإصلاحي، فهو لا يقف فيه عند حدود استخلاص "الأقاويل العلمية الضرورية" في محاورة أفلاطون، بل يضيف إليه ما أطر به تلك الأقاويل من أمور نظرية ومنهجية، وما انفصل به عن أفلاطون وعوضه بآراء وتحليلات تخص التجربة الحضارية العربية بصورة عامة، والواقع الأندلسي في عصره بصفة خاصة ليقرر أن المدينة الفاضلة ممكنة على هذه الأرض، وعلى وجوه أخرى، وأن الطريقة التي اقترحها أفلاطون ليست الطريقة الوحيدة الممكنة. وبهذا يتسم هذا الكتاب بأنه " يشبه المختصر من جهة حذف التطويل، والمخترع من جهة التتميم والتكميل".
يتضمن الكتاب بالإضافة إلى المدخل والمقدمة التحليلية نص الكتاب وهو يقع في ثلاث مقالات طوال مقسمة على أبواب، بالإضافة إلى خاتمة وتذييل المترجم العبري ونبذة عن المؤلفات الرشدية في التراث العبري وملحق بنصوص أفلاطون التي اختصرها ابن رشد.
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
لشراء الكتاب neelwafurat
محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي وكنيته أبو الوليد " الحفيد " (520- 595 هـ= 1126-1198م)، المعروف بابن رشد، عالم مسلم أمازيغي العرق ولد في قرطبة بالاندلس، من أسرة عرفت بالعلم والجاه. وتوفي في مراكش. يعدّ ابن رشد في حقيقة الأمر ظاهرة علمية مسلمة متعددة التخصصات، فهو فقيه مالكي، وهو قاضي القضاة في زمانه، وهو ذاته طبيب نطاسي تفوق على أساتذته حتى أن أستاذه ابن زهر قال عنه: "ابن رشد أعظم طبيب بعد جالينوس"، وهو عينه فيلسوف عقلاني، وهو أيضا مترجم لأعمال أرسطو المرجعية للمسلمين، وهو أيضا فلكي ذو أعمال جليلة في المضمار، وهو نفسه المتكلّم الذي تصدى لنقد المتكلمين باسم توافق المعقول والمنقول وعلى رأسهم الإمام الغزالي كما كان نحويا لغوياً محدثاً بارعاً يحفظ شعر المتنبي.
عرفت عائلة ابن رشد بالمذهب المالكي، وجده أبو الوليد محمد (توفي 1126) كان كبير قضاة قرطبة تحت حكم المرابطين، وشغل والده ذات المنصب حتى مجيء الموحدين.
يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام. دافع عن الفلسفة وصحح علماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي في فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو. درس الكلام والفقه والشعر والطب والرياضيات والفلك والفلسفة، قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين عام 1182م فعينه طبيبا له ثم قاضيا في قرطبة.
تولّى ابن رشد منصب القضاء في أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، وكان قد دخل في خدمته بواسطة الفيلسوف ابن طفيل، ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات التحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص.
لكن الحكمة والسياسة وعزوف الخليفة الجديد (أبو يوسف يعقوب المنصور 1184 - 1198) عن الفلاسفة، ناهيك عن دسائس الأعداء والحاقدين، جعل المنصور ينكب ابن رشد، قاضي القضاة وطبيبه الخاص، ويتهمه مع ثلة من مبغضيه بالكفر والضلال ثم يبعده إلى "أليسانه" (بلدة صغيرة بجانب قرطبة أغلبها من اليهود)، ولا يتورع عن حرق جميع مؤلفاته الفلسفية، وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة، ما عدا الطب، والفلك، والحساب.
وبعد أكل النيران لعصارة فكر ابن رشد إثر سخط اتهام بمروق الفيلسوف وزيغه عن دروب الحق والهداية، عاد الخليفة فرضي عن أبي الوليد وألحقه ببلاطه، ولكن كليهما قد توفيا في العام ذاته (1198 للميلاد)، في مراكش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق