نقطة تفتيش
د. محمد عبد الرحمن الحضيف
الناشر : المملكة الأردنية الهاشمية
رواية تقرأ أحداث العنف والإرهاب في المملكة العربية السعودية وكما يقول المؤلف عن نقطة تفتيش " فعل اجترحه مثقف. ارتأى أن يكون شاهداً، وليس حفار قبور. شاهد رأى مدينته .. حبيبته، تغتال طمأنينتها ، ومعنى جميلاً.. كان حلمه وأمنيته، يفتأت عليه.. شاهد .. أراد أن يجيب عن ( كل ) الأسئلة ، لتعود للمدينة سكينتها ، ويعود المعنى الجميل، إلى ميدانه الحقيقي .
مقتطفات من الرواية :

أصبح هذا دأبها منذ اشهر .. بعد أن غادرهم فجأة عقبصدور بيان اذاعته وسائل الاعلام الرسمية يتحدث عن ( مطلوبين ) للجهات الامنية . يعرف اهتمامها و متابعتها للاحداث .. لما حمل اليها دواءها بعد صلاة الظهر . سألها عن آخر الاخبار فذكرت له البيان الذي اذيع قالت أنها لم تسمع البيان كله و إنما أدركت جزأه الاخير الذي اشتمل على اسماء المطلوبين اسمه لم يكن من بين من ذكرهم البيان .. لكن هما سيطر عليه فصار قلقا و ظل متوترا حتى ساعة رحيله و اختفائه .
واحد من الاسماء التي وردت في البيان كان يزيد .. الشاب العشريني الذي رافقه في الطائرة التي اقلتهم عائدين من باكستان . يزيد كما اخبرها حين قالت له أن اسمه ورد في البيان و سألته باهتمام إن كانت له علاقة أو يعرفه .. لما كرر عليها السؤال فيما إذا هي متأكدة من الاسم .. كان شابا عاديا يعكس واقع شريحة كبيرة ممن هم في مثل سنه . ينطلق في تصرفاته بدافع الحماس دون أن يحسب للعواقب . ركب الطائرة ليذهب إلى افغانستان و يساعد المجاهدين بعد مداولات قصيرة مع بعض الاصدقاء .
حين تعرف عليه في المطار و ركب إلى جانبه في الطائرة .. و تحدث معه عرف منه .. انه يسافر لاول مرة خارج المملكة . كان قبل ذلك قد لمحه في مكتب جمعية الهلال الاحمر في بيشاور ، يناقش احد العاملين في المكتب حول انسب الطرق لتوصيل المساعدة للمحتاجين . لقد بدا بريئا .. و هو يتكلم بتلقائية أن الشباب يقصد اصدقاءه اتفقوا على جمع مبلغ من المال و الذهاب لافغانستان لمساعدة المسلمين و دعم المجاهدين .
مساء تلك الليلة .. التي سبقت اليوم الذي غادرهم فيه دخل غرفتها و هي تصلي الوتر .. بعيد العشاء . جلس على الأرض بجوار مصلاها .. محتبيا . امست له عادة ثابتة .. يمر عليها قبل ساعة نومها يقبل رأسها و يديها و يمضي معها بعض الوقت يقطعه بالسؤال عن صحتها و يذكر لها طرفا من اخبار المسلمين في العالم .. هنا و هناك .
صارت تفرح به و تشتاق إلى رؤيته . قبل عام و اشهر لم يكن هكذا لكنه بعد أن عاد من رحلة بحث عن شقيقه اكتنفها مخاطر كثيرة .. صار مختلفا . قبل ذلك كانت كثيرا ما تدخل معه في جدال حاد حول تقصيره في بعض الواجبات الدينية و قسوة معاملته لاخوانه و اخواته الصغار . زواجه الذي تم حديثا .. بسعى منها لم يخفف من لهفتها عليه بل زاد تعلقها به .. فحرصت أن يسكن قريبا منهم .. في الدور الاعلى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق