الأربعاء، 6 مايو 2015

بـانَـت سُـعـادُ فَقَلـبـي الـيَـومَ مَـتـبـولُ ( البردة ) - كَعْب بْن زُهَيْر بْن أَبِي سُلمى ...


بـانَـت سُـعـادُ فَقَلـبـي الـيَـومَ مَـتـبـولُ ( البردة )

كَعْب بْن زُهَيْر بْن أَبِي سُلمى



   كَعْب بْن زُهَيْر بْن أَبِي سُلمى لَا يُعْرَف تَارِيخ مَوْلِده، تُوُفِّيَ سَنَة 26 هِجْرِيَّة 646 م، وَهُوَ شَاعِر مِنْ أَهْل نَجِد كَانَ مِمَّنِ اشْتَهَرَ فِي الْجَاهِلِيَّة. 
   وَلَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلَام وَشَبَّبَ بِنِسَاء الْمُسْلِمِينَ، َأَهْدَرَ النَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمه فَهَرَبَ، وَلَمَّا انْتَشَرَ الْإِسْلَام ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْض فَجَاءَ مُعْتَذِرًا وَأَسْلَمَ وَأَنْشَدَ لَامِيَّتَه الْمَشْهُورَة "بَانَتْ سُعَاد" يَمْدَح بِهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيّ وَخَلَع عَلَيْهِ بُرْدَته. 

  وَهُوَ مِنْ أَعْرَق النَّاس فِي الشِّعْر: أَبُوهُ زُهَيْر وَأَخُوهُ بِجَير وَابْنه عَقَبَة وَحَفِيده الْعَوَّام كُلّهمْ شُعَرَاء.


بـانَـت سُـعـادُ فَقَلـبـي الـيَـومَ مَـتـبـولُ
مُـتَـيَّـمٌ إِثــرَهــا لَــــم يُــفــدَ مَـكـبــولُ
وَمــا سُـعـادُ غَــداةَ البَـيـنِ إِذ رَحَـلـوا
إِلّا أَغَـنُّ غَضيـضُ الـطَـرفِ مَكـحـولُ
هَـيـفـاءُ مُـقـبِـلَـةً عَــجــزاءُ  مُــدبِــرَةً
لا يُشتَـكـى قِـصَــرٌ مِـنـهـا وَلا طـــولُ
تَجلو عَـوارِضَ ذي ظَلـمٍ إِذا اِبتَسَمَـت
كَــأَنَّــهُ مُـنـهَــلٌ بِــالـــراحِ  مَـعــلــولُ
شُجَّـت بِـذي شَبَـمٍ مِــن مــاءِ مَحنِـيَـةٍ
صافٍ بِأَبطَـحَ أَضحـى وَهُـوَ مَشمـولُ
تَجلـو الرِيـاحُ القَـذى عَـنُـه وَأَفـرَطَـهُ
مِــن صَــوبِ سـارِيَـةٍ بـيـضٍ يَعالـيـلُ
يــا وَيحَـهـا خُـلَّـةً لَــو أَنَّـهـا صَـدَقَـت
مـا وَعَـدَت أَو لَـو أَنَّ النُصـحَ مَقبـولُ
لَكِنَّـهـا خُـلَّـةٌ قَــد سـيـطَ مِـــن دَمِـهــا
فَـجــعٌ وَوَلــــعٌ وَإِخــــلافٌ وَتَـبـديــلُ
فَـمـا تَــدومُ عَـلـى حــالٍ تَـكـونُ بِـهـا
كَـمــا تَـلَــوَّنُ فـــي أَثـوابِـهـا الـغــولُ
وَمـا تَمَسَّـكُ بِالوَصـلِ الَّــذي زَعَـمَـت
إِلّا كَـمــا تُـمـسِـكُ الـمــاءَ الـغَـرابـيـلُ
كَـانَـت مَواعـيـدُ عُـرقـوبٍ لَـهـا مَـثَـلاً
وَمـــــا مَـواعـيـدُهــا إِلّا  الأَبــاطــيــلُ
أَرجــو وَآمُــلُ أَن يَعجَـلـنَ فـــي أَبَـــدٍ
وَمــا لَـهُـنَّ طِـــوالَ الـدَهــرِ تَعـجـيـلُ
فَـلا يَغُـرَّنَـكَ مــا مَـنَّـت وَمــا وَعَــدَت
إِنَّ الأَمــانِـــيَ وَالأَحـــــلامَ تَـضـلـيــلُ
أَمـسَــت سُـعــادُ بِـــأَرضٍ لا يُبَلِّـغُـهـا
إِلّا الـعِـتــاقُ النَـجـيـبـاتُ الـمَـراسـيـلُ
وَلَـــــــن يُـبَـلِّـغــهــا إِلّا  عُــــذافِــــرَةٌ
فيـهـا عَـلـى الأَيــنِ إِرقـــالٌ وَتَبـغـيـلُ
مِـن كُـلِّ نَضّاخَـةِ الذِفـرى إِذا عَـرِقَـت
عُرضَتُهـا طـامِـسُ الأَعــلامِ مَجـهـولُ
تَرمـي الغُـيـوبَ بِعَيـنَـي مُـفـرَدٍ لَـهَـقٍ
إِذا تَــوَقَـــدَتِ الـــحُـــزّانُ  وَالــمــيــلُ
ضَــخــمٌ مُـقَـلَّـدُهـا فَــعَـــمٌ  مُـقَـيَّـدُهــا
في خَلقِهـا عَـن بَنـاتِ الفَحـلِ تَفضيـلُ
حَــرفٌ أَخـوهـا أَبـوهـا مِــن مُهَجَّـنَـةٍ
وَعَـمُّـهـا خَـالُـهــا قَــــوداءُ شِـمـلـيـلُ
يَمـشـي الـقُـرادُ عَلَـيـهـا ثُـــمَّ يُـزلِـقُـهُ
مِـنـهــا لَــبــانٌ وَأَقــــرابٌ  زَهـالــيــلُ
عَيرانَةٌ قُذِفَت في اللَحـمِ عَـن عُـرُضٍ
مِرفَقُهـا عَــن بَـنـاتِ الــزورِ مَفـتـولُ
كَــأَنَّ مــا فــاتَ عَينَـيـهـا  وَمَذبَـحَـهـا
مِـن خَطمِهـا وَمِـن اللَحيَـيـنِ بَرطـيـلُ
تَمُـرُّ مِثـلَ عَسـيـبِ النَـخـلِ ذا خُـصَـلٍ
فــي غـــارِزٍ لَـــم تَـخَـوَّنَـهُ الأَحـالـيـلُ
قَـنـواءُ فــي حُرَّتَيـهـا لِلبَصـيـرِ بِـهــا
عِتـقٌ مُبـيـنٌ وَفــي الخَـدَّيـنِ تَسهـيـلُ
تَخـدي عَلـى يَـسَـراتٍ وَهــيَ لاحِـقَـةٌ
ذَوابِــــلٌ وَقـعُـهُــنُّ الأَرضَ  تَـحـلـيــلُ
سُمرُ العُجاياتِ يَترُكـنَ الحَصـى زِيَمـاً
لَـــم يَـقِـهِـنَّ رُؤوسَ الأُكُــــمِ تَـنـعـيـلُ
يَومـاً يَظَـلُّ بِــهِ الحَـربـاءُ مُصطَخِـمـاً
كَــــأَنَّ ضـاحِـيَــهُ بِـالـنــارِ  مَـمــلــولُ
كَــأَنَّ أَوبَ ذِراعَـيـهـا وَقَـــد عَـرِقَــت
وَقَــــد تَـلَـفَّــعَ بِـالـقــورِ الـعَـسـاقـيـلُ
وَقــالَ لِلـقَـومِ حاديـهِـم وَقَــد جَـعَـلَـت
وُرقُ الجَنادِبِ يَركُضنَ الحَصى قيلـوا
شَــدَّ النـهـارُ ذِراعــاً عَيـطـلٍ نَـصَـفٍ
قــامَــت فَـجـاوَبَـهـا نُــكــدٌ مَـثـاكـيــلُ
نَوّاحَـةٌ رَخـوَةُ الضَبعَـيـن لَـيـسَ لَـهـا
لَمّـا نَـعـى بِكـرَهـا النـاعـونَ  مَعـقـولُ
تَـفِـري الـلِـبـانَ بِكَفَّـيـهـا  وَمِـدرَعِـهـا
مُـشَـقَّـقٌ عَــــن تَـراقـيـهـا رَعـابـيــلُ
يَسـعـى الـوُشـاةُ بِجَنبَـيـهـا وَقَـولُـهُـم
إِنَّــكَ يَــا بــنَ أَبــي سُلـمـى لَمَـقـتـولُ
وَقـــالَ كُــــلُّ خَـلـيــلٍ كُــنــتُ  آمُــلُــهُ
لا أُلـفِـيَـنَّـكَ إِنّــــي عَــنــكَ مَـشـغــولُ
فَقُـلـتُ خَـلّــوا سبـيـلـي لا أَبـــا لَـكُــمُ
فَـكُــلُّ مـــا قَـــدَّرَ الـرَحـمَـنُ مَـفـعـولُ
كُـلُ اِبـنِ أُنـثـى وَإِن طـالَـت سَلامَـتُـهُ
يَـومـاً عَـلـى آلَـــةٍ حَـدبــاءَ مَـحـمـولُ
أُنـبِـئـتُ أَنَّ رَســـولَ الـلَــهِ أَوعَــدَنــي
وَالعَـفُـوُ عِـنـدَ رَســولِ الـلَـهِ مَـأمــولُ
مَهـلاً هَـداكَ الَّـذي أَعـطـاكَ نافِـلَـةَ ال
قُـــرآنِ فـيـهـا مَـواعـيــظٌ وَتَـفـصـيـلُ
لا تَـأَخُـذَنّـي بِـأَقــوالِ الـوُشــاةِ وَلَـــم
أُذِنــب وَلَــو كَـثُـرَت عَـنّـي الأَقـاويـلُ
لَـقَـد أَقــومُ مَـقـامـاً لَـــو يَـقــومُ  بِـــهِ
أَرى وَأَسمَـعُ مــا لَــو يَسـمَـعُ  الفـيـلُ
لَــظَــلَّ يُــرعَــدُ إِلّا أَن يَــكــونَ لَـــــهُ
مِــنَ الـرَســولِ بِـــإِذنِ الـلَــهِ تَـنـويـلُ
مـازِلــتُ أَقـتَـطِـعُ الـبَـيــداءَ مُــدَّرِعــاً
جُنـحَ الظَـلامِ وَثَــوبُ اللَـيـلِ مَسـبـولُ
حَـتّـى وَضَـعــتُ يَمـيـنـي لا أُنـازِعُــهُ
فــي كَــفِّ ذي نَقِـمـاتٍ قـيـلُـهُ الـقـيـلُ
لَــــذاكَ أَهَــيــبُ عِــنــدي إِذ  أُكَـلِّـمُــهُ
وَقـيــلَ إِنَّــــكَ مَـسـبــورٌ وَمَــســؤولُ
مِن ضَيغَمٍ مِـن ضِـراءَ الأُسـدِ مُخـدِرَةً
بِـبَـطـنِ عَـثَّــرَ غـيــلٌ دونَــــهُ غــيــلُ
يَـغـدو فَيَلـحَـمُ ضِرغامَـيـن عَيشُهُـمـا
لَـحـمٌ مِــنَ الـقَـومِ مَـعـفـورٌ خَـراذيــلُ
إذا يُــســاوِرُ قِــرنــاً لا يَــحِــلُّ  لَـــــهُ
أَن يَـتـرُكَ الـقِـرنَ إِلّا وَهُـــوَ مَـفـلـولُ
مِنـهُ تَـظَـلُّ حَمـيـرُ الـوَحـشِ ضـامِـرَةً
وَلا تُـمَــشّــي بِــواديـــهِ  الأَراجــيـــلُ
وَلا يَــــزالُ بِــواديِــهِ أخَـــــو  ثِــقَـــةٍ
مُـطَــرَّحُ الـبَــزِّ وَالـدَرســانِ مَـأكــولُ
إِنَّ الـرَســولَ لَـنــورٌ يُسـتَـضـاءُ بِـــهِ
مُهَـنَّـدٌ مِــن سُـيــوفِ الـلَــهِ مَـسـلـولُ
فـي عُصبَـةٍ مِـن قُرَيـشٍ قـالَ قائِلُـهُـم
بِبَـطـنِ مَـكَّـةَ لَـمّــا أَسَـلَـمـوا زولـــوا
زَالــوا فَـمـازالَ أَنـكــاسٌ وَلا كُـشُــفٌ
عِـنــدَ الـلِـقــاءِ وَلا مــيــلٌ  مَـعـازيــلُ
شُـــمُّ العَـرانـيـنِ أَبــطــالٌ  لَـبـوسُـهُـمُ
مِـن نَسـجِ داوُدَ فـي الهَيجـا سَرابـيـلُ
بيـضٌ سَوابِـغُ قَـد شُـكَّـت لَـهـا حَـلَـقٌ
كَـأَنَّـهــا حَــلَــقُ الـقَـفـعـاءِ مَــجــدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
ضَــربٌ إِذا عَـــرَّدَ الـســودُ التَنـابـيـلُ
لا يَـفـرَحــونَ إِذا نــالَــت رِمـاحُــهُــمُ
قَـومـاً وَلَيـسـوا مَجازيـعـاً إِذا نـيـلـوا
لا يَـقَــعُ الـطَـعـنُ إِلّا فـــي نُـحـورِهِـمُ
ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَـوتِ تَهليـلُ


ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة