معلقة طرفه بن العبد البكري - لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ
هو عمرو بن العبد. و"طرفة" لقب غلب عليه. ولد في البحرين سنة 543 م، وقتل في عهد عمرو بن هند، ملك الحيرة سنة 569 م. فيكون قد عاش ستة وعشرين عاما فقط، ولهذا عرف باسم "الغلام القتيل".
|
لِـخَـوْلَــةَ أَطْـــــلالٌ بِـبُــرْقَــةِ ثَـهْــمَــدِ
تَلُـوحُ كَبَاقِـي الوَشْـمِ فِـي ظَاهِـرِ اليَـدِ
|
|
وُقُـوْفَـاً بِـهَـا صَحْـبِـي عَـلَـيَّ مَطِيَّـهُـمْ
يَـقُـوْلُـوْنَ: لا تَـهْـلِـكْ أَسَـــىً وَتَـجَـلَّـدِ
|
|
كَــــأَنَّ حُــــدُوجَ المَـالِـكِـيَّـةِ غُـــــدْوَةً
خَـلاَيَـا سَـفِـيـنٍ بِالـنَّـوَاصِـفِ مِـــنْ دَدِ
|
|
عَدَوْلِـيَّـةٍ أَوْ مِــنْ سَفِـيـنِ ابْــنِ يَـامِـنٍ
|
|
وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ
مُـظَـاهِـرُ سِـمْـطَـيْ لُـؤْلُــؤٍ وَزَبَــرْجَــدِ
|
|
خَـــذُولٌ تُــرَاعِــي رَبْــرَبــاً بِخَـمِـيْـلَـةٍ
تَـنَــاوَلُ أَطْـــرَافَ الـبَـريـرِ وتَـرْتَــدِي
|
|
وتَبْـسِـمُ عَـــنْ أَلْـمَــى كَـــأَنَّ مُـنَــوِّراً
تَخَـلَّـلَ حُــرَّ الـرَّمْـلِ دِعْــصٌ لَــهُ نَـــدِ
|
|
سَـقَـتْـهُ إيَّــــاةُ الـشَّـمْــسِ إلّا لِـثَـاتِــهِ
أُسِـــفَّ وَلَـــمْ تَـكْــدِمْ عَـلَـيْـهِ بِـإِثْـمِــدِ
|
|
وَوَجْـهٍ كَـأَنَّ الشَّمْـسَ أَلْـقَـتْ رِدَاءَهَــا
عَـلَـيْـهِ، نَـقِــيِّ الـلَّــوْنِ، لَـــمْ يَـتَـخَـدَّدِ
|
|
وَإِنِّـي لأُمْضِـي الهَـمَّ عِـنْـدَ احْتِـضَـارِهِ
بِـعَـوْجَـاءَ مِـرْقَــالٍ تَـــرُوحُ وتَـغْـتَـدِي
|
|
أَمُــــونٍ كَــأَلْـــوَاحِ الإِرَانِ نَـصَـأْتُـهَــا
عَـلَــى لاحِـــبٍ كَـأَنَّــهُ ظَـهْــرُ بُـرْجُــدِ
|
|
جَـمَـالِـيَّـةٍ وَجْــنَــاءَ تَــــرْدِي كَـأَنَّـهَــا
سَـفَـنَّـجَـةٌ تَــبْــرِي لأزْعَـــــرَ أَرْبَـــــدِ
|
|
تُـبَــارِي عِـتَـاقَـاً نَـاجِـيَـاتٍ، وأَتْـبَـعَـتْ
وَظِيْـفَـاً وَظِيْـفَـاً فَـــوْقَ مَـــوْرٍ مُـعْـبَّـدِ
|
|
تَرَبَّعْـتِ القُفَّيْـنِ فِــي الـشَّـوْلِ تَرْتَـعِـي
حَــدَائِــقَ مَــوْلِــيِّ الأَسِــــرَّةِ أَغْــيَـــدِ
|
|
تَرِيْـعُ إِلَـى صَــوْتِ المُهِـيْـبِ، وَتَتَّـقِـي
بِــذِي خُـصَـلٍ رَوْعَــاتِ أَكْـلَـفَ مُـلْـبِـدِ
|
|
كَـــأَنَّ جَـنَـاحَــيْ مَـضْـرَحِــيٍّ تَـكَـنَّـفَـا
حِفَافَيْـهِ شُـكَّـا فِــي العَسِـيْـبِ بِمِـسْـرَدِ
|
|
فَـطَـوْراً بِــهِ خَـلْـفَ الزَّمِـيْـلِ، وَتَــارَةً
عَـلَــى حَـشَــفٍ كَـالـشَّـنِّ ذَاوٍ مُـجَــدَّدِ
|
|
لَـهَـا فَـخِـذَانِ أُكْـمِـلَ النَّـحْـضُ فِيْهِـمَـا
كَـأَنَّـهُـمَــا بَــابَـــا مُـنِــيــفٍ مُـــمَـــرَّدِ
|
|
وطَــــيُّ مَــحَــالٍ كَـالـحَـنِـيِّ خُـلُـوفُــهُ
وأَجْــرِنَــةٌ لُــــزَّتْ بِـــــدَأْيٍ مُـنَــضَّــدِ
|
|
كَــــأَنَّ كِـنَـاسَــيْ ضَــالَــةٍ يَكْنِـفَـانِـهَـا
وَأَطْــرَ قِـسِـيٍّ تَـحْــتَ صُـلْــبٍ مُـؤَيَّــدِ
|
|
لَــهَـــا مِـرْفَــقَــانِ أَفْــتَـــلانِ كَـأَنَّــمَــا
تَــمُـــرُّ بِـسَـلْـمَــيْ دَالِـــــجٍ مُـتَــشَــدِّدِ
|
|
كَقَـنْـطَـرةِ الــرُّومِــيِّ أَقْــسَــمَ رَبُّــهَــا
لَتُكْـتَـنَـفَـنْ حَــتَــى تُــشَـــادَ بِـقَــرْمَــدِ
|
|
صُهَـابِـيَّـةُ العُـثْـنُـونِ مُـوْجَــدَةُ الـقَــرَا
بَعِـيْـدةُ وَخْــدِ الـرِّجْــلِ مَـــوَّارَةُ الـيَــدِ
|
|
أُمِـرَّتْ يَدَاهَـا فَـتْـلَ شَــزْرٍ، وأُجْنِـحَـتْ
لَـهَـا عَضُـدَاهَـا فِــي سَـقِـيْـفٍ مُـسَـنَّـدِ
|
|
جَنُـوحٌ، دِفَـاقٌ، عَـنْـدَلٌ، ثُــمَّ أُفْـرِعَـتْ
لَـهَـا كَتِـفَـاهَـا فِـــي مُـعَـالَـىً مُـصَـعَّـدِ
|
|
كَــأَنَّ عُـلُـوبَ الـنِّـسْـعِ فِـــي دَأَيَـاتِـهَـا
مَـوَارِدُ مِـن خَلْقَـاءَ فِــي ظَـهْـرِ قَــرْدَدِ
|
|
تَــلاقَــى، وأَحْـيَـانــاً تَـبِـيْــنُ كَـأَنَّــهَــا
بَـنَـائِـقُ غُـــرٌّ فِـــي قَـمِـيْـصٍ مُــقَــدَّدِ
|
|
وَأَتْـلَــعُ نَــهَّــاضٌ إِذَا صَــعَّــدَتْ بِــــهِ
كَـسُـكَّـانِ بُـوصِــيٍّ بِـدَجْـلَـةَ مُـصْـعِــدِ
|
|
وجُـمْـجُـمَـةٌ مِــثْــلُ الــعَــلاةِ كَـأَنَّــمَــا
وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَـا إِلَـى حَـرْفِ مِبْـرَدِ
|
|
وَخَــدٌّ كَقِـرْطَـاسِ الـشَّـآمِـي ومِـشْـفَـرٌ
كَـسِـبْـتِ اليَـمَـانِـي قَـــدُّهُ لَـــمْ يُـجَــرَّدِ
|
|
وعَـيْــنَــانِ كَالـمَـاوِيَّـتَـيْـنِ اسْـتَـكَـنَّـتَـا
بِكَهْفَـيْ حِجَاجَـيْ صَخْـرَةٍ قَلْـتِ مَـوْرِدِ
|
|
طَـحُـورَانِ عُــوَّارَ الـقَـذَى، فَتَـرَاهُـمَـا
كَمَكْـحُـولَـتَـيْ مَــذْعُـــورَةٍ أُمِّ فَــرْقَـــدِ
|
|
وصَادِقَـتَـا سَـمْـعِ التَّـوَجُّـسِ لـلـسُّـرَى
لِـهَـجْـسٍ خَـفِــيٍّ أَوْ لِـصــوْتٍ مُــنَــدَّدِ
|
|
مُؤَلَّـلَـتَـانِ، تَـعْــرِفُ الـعِـتْـقَ فِـيْـهِـمَـا
كَسَامِـعَـتَـيْ شَــــاةٍ بِـحَـوْمَــلَ مُــفْــرَدِ
|
|
وأَرْوَعُ نَـــبَّـــاضٌ أَحَــــــذُّ مُـلَــمْــلَــمٌ
كَمِـرْدَاةِ صَـخْـرٍ فِــي صَفِـيْـحٍ مُصَـمَّـدِ
|
|
وأَعْلَـمُ مَـخْـرُوتٌ مِــنَ الأَنْــفِ مَــارِنٌ
عَتِيْـقٌ مَتَـى تَرْجُـمْ بِـهِ الأَرْضَ تَــزْدَدِ
|
|
وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ، وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَـتْ
مَخَـافَـةَ مَـلْـوِيٍّ مِـــنَ الـقَــدِّ مُـحْـصَـدِ
|
|
وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكُورِ رَأْسُهَـا
وَعَـامَـتْ بِضَبْعَيْـهَـا نَـجَــاءَ الخَـفَـيْـدَدِ
|
|
عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِـي إِذَا قَـالَ صَاحِبِـي:
ألاَ لَيْـتَـنِـي أَفْـدِيْــكَ مِـنْـهَـا وأَفْــتَــدِي
|
|
وَجَاشَـتْ إِلَيْـهِ النَّفْـسُ خَـوْفـاً وَخَـالَـهُ
مُصَابَاً وَلَوْ أمْسَى عَلَـى غَيْـرِ مَرْصَـدِ
|
|
إِذَا القَـوْمُ قَالُـوا مَـنْ فَتَـىً خِلْـتُ أنَّنِـي
عُـنِـيْـتُ فَـلَــمْ أَكْــسَــلْ وَلَــــمْ أَتَـبَـلَّــدِ
|
|
أَحَـلْــتُ عَلَـيْـهَـا بِالقَـطِـيْـعِ فَـأَجْـذَمَـتْ
وَقَــــدْ خَــــبَّ آلُ الأمْــعَــزِ الـمُـتَـوَقِّـدِ
|
|
فَـذَالَـتْ كَـمَـا ذَالَــتْ ولِـيْــدَةُ مَـجْـلِـسٍ
تُـــرِي رَبَّـهَــا أَذْيَـــالَ سَـحْــلٍ مُـمَــدَّدِ
|
|
وَلَــسْــتُ بِــحَــلاَّلِ الــتِّــلاَعِ مَـخَـافَــةً
وَلـكِـنْ مَـتَـى يِسْتَـرْفِـدِ الـقَــوْمُ أَرْفِـــدِ
|
|
وَإِنْ تَبْغِنِـي فِـي حَلْقَـةِ الـقَـوْمِ تَلْقَـنِـي
وَإِنْ تَقْتَنِصْنِـي فِـي الحَوَانِيْـتِ تَصْطَـدِ
|
|
وَإِنْ يَلْـتَـقِ الـحَـيُّ الجَـمِـيْـعُ تُـلاَقِـنِـي
إِلَـى ذِرْوَةِ البَيْـتِ الشَّـرِيْـفِ المُصَـمَّـدِ
|
|
نَـدَامَــايَ بِـيــضٌ كَالـنُّـجُـومِ وَقَـيْـنَــةٌ
تَــرُوحُ إِلَـيْـنَـا بَـيْــنَ بُـــرْدٍ وَمُـجْـسَـدِ
|
|
رَحِيْـبٌ قِطَـابُ الجَيْـبِ مِنْـهَـا، رَفِيْـقَـةٌ
بِـجَــسِّ الـنَّـدامَـى، بَـضَّــةُ المُـتَـجَـرَّدِ
|
|
إِذَا نَـحْـنُ قُلْـنَـا أَسْمِعِيـنَـا انْـبَـرَتْ لَـنـا
عَـلَـى رِسْلِـهَـا مَطْـرُوقَـةً لَــمْ تَـشَــدَّدِ
|
|
إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَـا خِلْـتَ صَوْتَهَـا
تَــجَــاوُبَ أَظْــــآرٍ عَــلَــى رُبَـــــعٍ رَدِ
|
|
وَمَــازَالَ تَشْـرَابِـي الخُـمُـورَ وَلَـذَّتِــي
وبَيْـعِـي وإِنْفَـاقِـي طَرِيْـفِـي ومُـتْـلَـدِي
|
|
إِلَــى أنْ تَحَامَـتْـنِـي العَـشِـيْـرَةُ كُـلُّـهَـا
وَأُفْـــرِدْتُ إِفْــــرَادَ الـبَـعِـيْـرِ الـمُـعَـبَّـدِ
|
|
رَأَيْــتُ بَـنِــي غَـبْــرَاءَ لاَ يُنْكِـرُونَـنِـي
وَلاَ أَهْـــلُ هَـــذَاكَ الـطِّــرَافِ الـمُـمَـدَّدِ
|
|
أَلاَ أَيُّـهَـذَا اللائِـمـيّ أَحْـضُــرَ الـوَغَــى
وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هَلْ أَنْـتَ مُخْلِـدِي؟
|
|
فَــإِنْ كُـنْـتَ لاَ تَسْطِـيـعُ دَفْــعَ مَنِـيَّـتِـي
فَدَعْـنِـي أُبَـادِرُهَـا بِـمَـا مَلَـكَـتْ يَـــدِي
|
|
فَلَـوْلاَ ثَـلاثٌ هُـنَّ مِـنْ عِيـشَـةِ الفَـتَـى
وَجَـدِّكَ لَـمْ أَحْـفِـلْ مَـتَـى قَــامَ عُــوَّدِي
|
|
فَمِنْـهُـنَّ سَـبْـقِـي الـعَــاذِلاتِ بِـشَـرْبَـةٍ
كُمَيْـتٍ مَـتَـى مَــا تُـعْـلَ بِالـمَـاءِ تُـزْبِـدِ
|
|
وَكَــرِّي إِذَا نَــادَى المُـضَـافُ مُحَـنَّـبـاً
كَـسِـيـدِ الـغَـضَــا نَـبَّـهْـتَـهُ الـمُـتَــورِّدِ
|
|
وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْـنِ والدَّجْـنُ مُعْجِـبٌ
بِبَـهْـكَـنَـةٍ تَــحْــتَ الـخِـبَــاءِ الـمُـعَـمَّـدِ
|
|
كَـــأَنَّ الـبُـرِيْـنَ والـدَّمَـالِـيْـجَ عُـلِّـقَــتْ
عَـلَـى عُـشَـرٍ أَوْ خِــرْوَعٍ لَــمْ يُخَـضَّـدِ
|
|
كَـرِيْـمٌ يُـــرَوِّي نَـفْـسَـهُ فِـــي حَـيَـاتِـهِ
سَتَعْـلَـمُ إِنْ مُتْـنَـا غَــداً أَيُّـنَـا الـصَّـدِي
|
|
أَرَى قَــبْــرَ نَــحَّــامِ بَـخِـيْــلٍ بِـمَــالِــهِ
كَقَـبْـرِ غَــوِيٍّ فِـــي البَـطَـالَـةِ مُـفْـسِـدِ
|
|
نَــرَى جُثْوَتَـيْـنِ مِــن تُــرَابٍ عَلَيْهِـمَـا
صَفَـائِـحُ صُــمٌّ مِــنْ صَـفِـيْـحٍ مُـنَـضَّـدِ
|
|
أَرَى المَوْتَ يَعْتَـامُ الكِـرَامَ، ويَصْطَفِـي
عَقِـيْـلَـةَ مَـــالِ الـفَـاحِــشِ الـمُـتَـشَـدِّدِ
|
|
أَرَى العَيْـشَ كَنْـزاً نَاقِـصـاً كُــلَّ لَيْـلَـةٍ
وَمَــا تَنْـقُـصِ الأيَّــامُ وَالـدَّهْــرُ يَـنْـفَـدِ
|
|
لَعَمْـرُكَ إِنَّ المَـوتَ مَــا أَخْـطَـأَ الفَـتَـى
لَكَـالـطِّـوَلِ الـمُـرْخَـى وَثِـنْـيـاهُ بِـالـيَـدِ
|
|
فَمَـا لِـي أَرَانِــي وَابْــنَ عَـمِّـيَ مَالِـكَـاً
مَـتَـى أَدْنُ مِـنْـهُ يَـنْــأَ عَـنِّــي ويَـبْـعُـدِ
|
|
يَـلُــوْمُ وَمَـــا أَدْرِي عَـــلامَ يَـلُـوْمُـنِـي
كَمَا لامَنِـي فِـي الحَـيِّ قُـرْطُ بْـنُ مَعْبَـدِ
|
|
وأَيْـأَسَـنِـي مِـــنْ كُـــلِّ خَـيْــرٍ طَلَـبْـتُـهُ
كَـأَنَّـا وَضَعْـنَـاهُ إِلَــى رَمْـــسِ مُـلْـحَـدِ
|
|
عَلَـى غَيْـرِ شَــيْءٍ قُلْـتُـهُ غَـيْـرَ أَنَّـنِـي
نَـشَـدْتُ فَـلَـمْ أُغْـفِــلْ حَـمَـوْلَـةَ مَـعْـبَـدِ
|
|
وَقَـرَّبْــتُ بِـالـقُـرْبَـى وَجَــــدِّكَ إِنَّــنِــي
مَـتَــى يَـــكُ أمْــــرٌ لِلنَّـكِـيْـثَـةِ أَجْــهَــدِ
|
|
وإِنْ أُدْعَ للْجُـلَّـى أَكُــنْ مِــنْ حُمَـاتِـهَـا
وإِنْ يِـأْتِـكَ الأَعْــدَاءُ بِالـجَـهْـدِ أَجْـهَــدِ
|
|
وَإِنْ يِقْذِفُـوا بِالقَـذْعِ عِرْضَـكَ أَسْقِـهِـمْ
بِكَـأْسِ حِيَـاضِ الـمَـوْتِ قَـبْـلَ التَّـهَـدُّدِ
|
|
بِــــلا حَــــدَثٍ أَحْـدَثْـتُــهُ وكَـمُــحْــدَثٍ
هِجَائِـي وقَـذْفِـي بِالشَّـكَـاةِ ومُـطْـرَدِي
|
|
فَلَـوْ كَـانَ مَـوْلايَ اِمْـرَءاً هُــوَ غَـيْـرَهُ
لَــفَــرَّجَ كَــرْبِــي لأَنْـظَـرَنِــي غَــــدِي
|
|
ولَـكِـنَّ مَــوْلايَ اِمْــرُؤٌ هُـــوَ خَـانِـقِـي
عَلَـى الشُّكْـرِ والتَّـسْـآلِ أَوْ أَنَــا مُفْـتَـدِ
|
|
وظُـلْـمُ ذَوِي القُـرْبَـى أَشَــدُّ مَضَـاضَـةً
عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْـعِ الحُسَـامِ المُهَنَّـدِ
|
|
فَـذَرْنِـي وخُلْـقِـي، إِنَّـنِـي لَــكَ شَـاكِــرٌ
وَلَـوْ حَـلَّ بَيْـتِـي نَائِـيـاً عِـنْـدَ ضَـرْغَـدِ
|
|
فَلَوْ شَـاءَ رَبِّـي كُنْـتُ قَيْـسَ بـنَ خَالِـدٍ
وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْـرو بـنَ مَرْثَـدِ
|
|
فَأَصْبَـحْـتُ ذَا مَــالٍ كَثِـيْـرٍ، وَزارَنـــي
بَــنُـــونَ كِـــــرَامٌ سَـــــادَةٌ لِـمُــسَــوَّدِ
|
|
أَنَـا الرَّجُـلُ الضَّـرْبُ الَّــذِي تَعْرِفُـونَـهُ
خَـشَــاشٌ كَـــرَأْسِ الـحَـيَّـةِ المُـتَـوَقِّـدِ
|
|
فَـآلَـيْـتُ لا يَـنْـفَـكُّ كَـشْـحِــي بِـطَـانَــةً
لِـعَـضْـبٍ رَقِـيْــقِ الشَّفْـرَتَـيْـنِ مُـهَـنَّــدِ
|
|
حُـسَـامٍ إِذَا مَــا قُـمْـتُ مُنْـتَـصِـراً بِـــهِ
كَفَى العَـوْدَ مِنْـهُ البَـدْءُ لَيْـسَ بِمِعْضَـدِ
|
|
أَخِــي ثِـقَـةٍ لا يَنْثَـنِـي عَــنْ ضَـرِيْـبَـةٍ
إِذَا قِـيْـلَ مَـهْـلاً قَــالَ حَـاجِــزُهُ قَـــدِي
|
|
إِذَا ابْـتَـدَرَ الـقَـوْمُ الـسِّـلاحَ وجَـدْتَـنِـي
مَـنِـيْـعـاً إِذَا بَــلَّــتْ بِـقَـائِـمَــهِ يَـــــدِي
|
|
وَبَــرْكٍ هُـجُـوْدٍ قَــدْ أَثَــارَتْ مَخَافَـتِـي
بَـوَادِيَـهَـا أَمْـشِــي بِـعَـضْــبٍ مُــجَــرَّدِ
|
|
فَـمَــرَّتْ كَـهَــاةٌ ذَاتُ خَـيْــفٍ جُــلالَــةٌ
عَـقِـيـلَـةُ شَــيْــخٍ كَـالـوَبِـيــلِ يَـلَــنْــدَدِ
|
|
يَـقُـوْلُ وَقَــدْ تَــرَّ الوَظِـيْـفُ وَسَاقُـهَـا:
أَلَـسْـتَ تَــرَى أَنْ قَــدْ أَتَـيْـتَ بِمُـؤْيِـدِ؟
|
|
وقَـــالَ: أَلا مَـــاذَا تَـــرَونَ بِــشَــارِبٍ
شَــدِيْـــدٌ عَـلَـيْـنَــا بَـغْــيُــهُ مُـتَـعَـمِّــدِ؟
|
|
وقَــــالَ: ذَرُوهُ إِنَّــمَــا نَـفْـعُـهَـا لَـــــهُ
وَإِلاَّ تَـكُـفُّـوا قَـاصِــيَ الـبَــرْكِ يَــــزْدَدِ
|
|
فَــظَــلَّ الإِمَــــاءُ يَمْـتَـلِـلْـنَ حُــوَارَهَــا
ويُسْعَـى عَلَيْـنَـا بِالسَّـدِيْـفِ المُسَـرْهَـدِ
|
|
فَــإِنْ مُــتُّ فَانْعَيْـنِـي بِـمَـا أَنَــا أَهْـلُــهُ
وشُقِّـي عَلَـيَّ الجَيْـبَ يَــا ابْـنَـةَ مَعْـبَـدِ
|
|
ولا تَجْعَلِيْـنِـي كَـامْـرِئٍ لَـيْــسَ هَـمُّــهُ
كَهَمِّـي، ولا يُغْنِـي غَنَائِـي ومَشْـهَـدِي
|
|
بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّـى، سَرِيْـعٍ إِلَـى الخَنَـا
ذَلُــــولٍ بِـأَجْـمَــاعِ الــرِّجَــالِ مُـلَـهَّــدِ
|
|
فَلَوْ كُنْـتُ وَغْـلاً فِـي الرِّجَـالِ لَضَرَّنِـي
عَـــدَاوَةُ ذِي الأَصْـحَــابِ والـمُـتَـوَحِّـدِ
|
|
وَلَكِـنْ نَفَـى عَـنِّـي الـرِّجَـالَ جَـراءَتـي
عَلَيْهِـمْ وإِقْدَامِـي وصِـدْقِـي ومَحْـتِـدِي
|
|
لَـعَـمْـرُكَ مَـــا أَمْـــرِي عَـلَــيَّ بِـغُـمَّــةٍ
نَـهَـارِي، ولا لَـيْـلِـي عَـلَــيَّ بِـسَـرْمَـدِ
|
|
ويَـوْمٌ حَبَسْـتُ النَّـفْـسَ عِـنْـدَ عِـرَاكِـهِ
حِـفَـاظـاً عَـلَــى عَــوْرَاتِــهِ والـتَّـهَــدُّدِ
|
|
عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
مَتَـى تَعْـتَـرِكْ فِـيـهِ الفَـرَائِـصُ تُـرْعَـدِ
|
|
وأَصْـفَـرَ مَضْـبُـوحٍ نَـظَــرْتُ حِـــوَارَهُ
عَلَـى النَّـارِ واسْتَوْدَعْتُـهُ كَـفَّ مُجْـمِـدِ
|
|
سَتُبْـدِي لَـكَ الأيَّـامُ مَــا كُـنْـتَ جَـاهِـلاً
ويَأْتِـيْـكَ بِـالأَخْـبَـارِ مَـــنْ لَـــمْ تُـــزَوِّدِ
|
|
وَيَأْتِـيْـكَ بِالأَخْـبَـارِ مَــنْ لَــمْ تَـبِـعْ لَــهُ
بَتَاتـاً، وَلَـمْ تَضْـرِبْ لَـهُ وَقْـتَ مَـوْعِـدِ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق