مثلث الحــب الإنساني : الإلفة .. العاطفة .. الإلتزام ...
جريدة الرأي : يستطيع كل فرد أن يصل إلى مرتبة الحب بل ويمتلكه بالفعل في مختلف علاقاته لكنه مثل أي شيء آخر لا بد من تنميته حتى يصل إلى هذه المرتبة ''فلا يمكن زراعة بذوره في أرض جدباء غير خصبة.
إذن ما هو الحب؟.
الحب هو مشاعر تحقق التقارب والتجاذب والارتياح الداخلي بين البشر، أو الاستمتاع بالتواجد مع طرف آخر. والحب أيضاً يصف مشاعر من العاطفة .. وهو الفعل الذي يتصرف فيه الإنسان عن عمد ولكن باستجابة رقيقة فيها تعاطف تجاه الآخرين (أو طرف واحد آخر).
وهذه العاطفة متأصلة في كافة الثقافات، لذا يوصف بأنه أحد السمات البشرية .. أو السمة التي تجعل من الفرد إنسان بشرى، فهناك حب النفس أو العقل - حب العمل - حب الجسد - حب الطبيعة - حب الطعام - حب المال - حب التعلم - حب القوة - الحب الشهواني - حب الحيوان وتربيته - حب احترام الآخرين. والحب مفهوم تجريدي يُفهم معناه من خلال التجربة وليس من التفسير الشفهي.
الفرق بين الإعجاب والحب :
الإعجاب هو المرحلة السابقة على الحب أو تمهيد الحب، وبذلك نجد أن حدوث الحب مرتبط بمرحلتين عندما يكون في بدايته يسمى ''إعجاب'' ثم تأتي المرحلة الثانية التي يتحول فيها الإعجاب إلى ما نسميه ونعرفه ''بالحب'' أو الإعجاب الذي تحيطه العاطفة القوية.
فالإعجاب يتولد من التعامل المستمر مع الآخرين ومع الأشياء أيضاً التي تحيط بنا، ثم تنمو مشاعر الحب نحو الشخص الذي نعجب به .. وليس من الخطأ أو الإثم في شىء إذا كان الإنسان منغمساً في إعجاب أو حب لكن الخطأ يحدث عندما يكون هناك انحراف يشوبهما، وهذا الانحراف يوصف بالتحول من ''الآخر'' إلى ''الذات'' والذي يسمى بـ ''شهوة الامتلاك الأنانى'' أو ببساطة شديدة الأنانية ومن هنا يدق ناقوس الخطأ في هذه العلاقة البشرية.
درجات الحب :
بما أن الحب مزيج من المشاعر المختلفة مثل الشعور الاحتياج لغير الذات وأية مشاعر أخرى إيجابية يعيشها طرفان أو أكثر، لذا توجد مشاعر مختلفة للحب لتتناسب مع كل حالة شعورية تنتاب الشخص عندما يمر بتجربته.
نظرية مثلث الحب: هي التي تزن درجات الحب أو تحددها بمعنى أدق في العلاقات المتداخلة بين الجنس البشري وهما ثلاثة مكاييل: الألفة - العاطفة - الالتزام.
- الإعجاب أو الصداقة:
أولى درجات الحب ويحتوي على عنصر واحد من مثلث الحب الألفة وليس معنى ذلك أنه شىء تافه أو غير مهم، بل هو الذي يؤدي إلى الحب. والألفة أو التقارب تكون أقرب في تشبيهها بالصداقة الحقيقية والتي يشعر فيها الفرد بنوع من الرباط والدفء والاقتراب من شخص آخر .. لكن لا توجد عاطفة حادة أو التزام على المدى الطويل.
الافتتان:
ويتكون من العاطفة فقط وهو ما يطلق عليه ''الحب من أول نظرة'' لكن بدون تقارب أو التزام ومن الممكن أن يختفي فجأة.
الحب الأجوف :
لا يوجد فيه التقارب أو العاطفة لكن الالتزام فقط. وقد يتحول الحب القوي أحياناً (أي يتدهور) إلى هذا النوع الأجوف، ويتمثل هذا النوع في الزيجات المرتبة حيث تبدأ العلاقة بالالتزام ولكن لا يشترط استمراره بهذا الشكل.
الحب الرومانسي :
وهنا تندمج الألفة والعاطفة بشكل قوي (أي يحدث ارتباط عاطفى) كما في مرحلة الإعجاب وارتباط جسدي أثناء الرغبة الجنسية بين الطرفين.
الحب الرفاقي :
هو ألفة والتزام، هذا النوع من الحب يوجد في الزيجات التي انقضى عليها عمر، حيث لا تكون هناك عاطفة بالمعنى المتعارف عليه وإنما تتحول إلى تعلق قوي بالطرف الآخر وكالعلاقة التي توجد بين الأصدقاء وبين أفراد العائلة الواحدة.
الحب الأحمق :
فيه عاطفة أو التزام لكن لا تقارب أو ألفة ويتمثل في الزواج الذي يكون فيه الالتزام مُحفز بقدر كبير من العاطفة بدون وجود تأثير ثابت من الألفة.
الحب الاحتوائي (الاستهلاكي) :
يجمع بين العناصر الثلاثة في مثلث الحب، وهو أكثر أنواع الحب اكتمالاً ويمثل العلاقة المثالية التي يناضل الأشخاص من أجل الوصول إليها .. والقليل الذي يصل. المحافظة على هذا النوع من الحب أصعب من تحقيقه، ولابد من التعبير عنه لأنه من الممكن أن يتعرض للفناء أيضاً.
- التغيرات الفسيولوجية (الكيميائية) التي تحدث في الجسد: - الطاقة المتدفقة في الجسم.
- اتساع حدقتي العين.
- ازدياد خفقان القلب.
- احمرار الوجه والصدر.
- زيادة إفراز العرق.
- زيادة إفرازات الغدد الزيتية للشعر مما يجعله أكثر لمعاناً.
- الرغبة في اتباع عادات غذائية صحية والمحافظة على الوزن الملائم.
- سهولة الاقتناع بالبعد عن العادات السيئة مثل التدخين.
- من أين ينشأ الحب عند الإنسان؟ آليات التجاذب الرومانسي تختلف وتتميزعن آليات التجاذب الجنسي عند البشر، لكنهما يشتركان في العاطفة والانجذاب من طرف لآخر .. وليس كما يظن البعض أن القلب هو مركز الحب، فالقلب هو مجرد عضو يتأثر بإشارات المخ العصبية التي يرسلها له بالإضافة إلى الهرمونات التي توجد فيه.
فالمخ هو مركز الحب، وقد لوحظ في إحدى الدراسات التي قام بها الباحث البريطاني ''بارتلز'' على 17 رجلاً وإمرأة في حالة حب وعرض عليهم صورتان مرة صورة الحبيب والمرة الأخرى صورة صديق، ومن خلال الفحص للدماغ بالرنين المغناطيسى عند العرض لكل صورة .
- أن هناك تدفقاً دموياً غزيراً غنياً بالأكسجين إلى المناطق المسئولة عن المشاعر الإيجابية .. وتدفق بسيط عند النظر إلى صورة الصديق.
وربط العلماء أن الحالات الشعورية الرومانسية بإفراز مادتي ''الدوبامين'' و''نوريبينفرين'' والتي تظهر آثارهما في التلذذ بتفاصيل هذه العلاقة الجديدة.
- المشاعر المختلفة والمرتبطة بالحب: هذه المشاعر تختلف عن الحب، لكن من الممكن أن يمر بها الشخص قبل أو أثناء أو بعد معايشته للحالة الشعورية ألا وهي الحب، ولا يتم وصف العلاقة بين الحب وهذه المشاعر لكنها تعريفات مبسطة جداً لكي نفهم الفروقات بينها.
القبول- السعادة - الغضب - التوقع - الملل - الاشمئزاز - الحسد - الخوف - الإثم - الأمل - الندم - الإحباط - المعاناة - المفاجاة - الكراهية
1- القبول: القبول يوصف من خلال هذه المقولة ''الحياة معاناة، أدعو البشر لقبول هذه المعاناة لفهمها والتي هي جزء من الحياة''. ولفهم القبول تأتي الكلمة المضادة له المقاومة، فالقبول تجربة الموقف بدون وجود أية نية لتغييره.
2- السعادة: هي الحالة الشعورية التي يشعر فيها الفرد بالمتعة والاستمتاع، والسعادة هي مزيج من الفرح والانبساط والحب. وفكرة السعادة لا ترتبط بحد معين وإنما ترتبط بالنجاح في الحياة.
3- الغضب: شعور عدائي كاستجابة لضغط عصبي ما، أو نوع من التحفيز على الاستجابة المضادة والتي قد تؤدي إلى العنف وهو أقصى درجات الغضب.
وأنماط الغضب المتوسطة تتمثل في عدم التذوق أو عدم الاستمتاع أو الاستثارة، ويعتبر الغضب العنصر الشعوري المسيطر في الاستجابة المتزايدة للتهديد حيث تفرز مادتي الكورتيزول والأدرينالين بنسب عالية، مما ينعكس بدوره على السلوك بازدياد حالة الضغط العصبي والميل إلى العدوان.
وقد يشعرالإنسان بالغضب لأربعة أسباب: الأول من خلال تهديدات مدركة مثل الصراع، والثاني من خلال مفاهيم مجردة مثل الظلم، والثالث هو تعرض الإنسان لحالات جسدية مثل الإرهاق أو الجوع أو الإحباط الجنسي أو استخدام أدوية بعينها والسبب الرابع التغيرات الهرمونية مثل الولادة وسن انقطاع الطمث.
وتوجد فائدتان للغضب: توفير الحماية الذاتية للنفس والأخرى التحرر من الضغوط التي يتعرض لها الإنسان في المواقف المختلفة.
4- التوقع: امتزاج مشاعر من السعادة والاستثارة عند انتظار حدث ما.
5- الملل أو الضجر: المعاناة من الافتقار إلى الأشياء المحببة للإنسان سواء عند رؤيتها .. سماعها أو فعلها. أو يكون الإنسان في حالة اللاعمل المزاجية، وقد تتعدد الأسباب لحدوث الملل مثل وجود مساحات كبيرة من أوقات الفراغ أو قد يأتي مصاحباُ لأمراض نفسية مثل الاكتئاب أو أمراض جسدية.
6- الاشمئزاز: ينقسم إلى اشمئزاز جسدي ويفسر بعد النظافة الملموسة، واشمئزاز أخلاقي وهنا يتصل بحالة شعورية تجاه تصرفات معينة.
7- الحسد: يكون بين الأشخاص وليس الأشياء، ويترجم بالرغبة لامتلاك سمات وقدرات شخص وكل ما هو يكون متصل بالصفات الحميدة.
8- الخوف: الشعور بوجود خطر، كما يوصف بالكره وحالة من عدم الحب لأشياء مثل الخوف من الظلام أو الخوف من الأشباح.
9- الإثم: الإثم أو الشعور بالذنب هما مرادفان لبعضهما البعض، مشاعر تنتاب الفرد تجاه أفكار أو تصرفات خاطئة من الناحية الأخلاقية أو يُظن أنها كذلك. ويعاني الإنسان عند الشعور بالإثم بصراع داخلي لفعل شىء كان لا ينبغي فعله (كما في اعتقاده) أو كما وصفه ''فرويد'' الصراع بين الأنا (المتمثلة في الرغبات الغريزية) وبين الأنا العليا، وهذا الشعور الذي يتولد عند الإنسان يكون الوازع فيه الضمير.
10- الأمل: الإيمان بإمكانية الوصول لنتائج إيجابية تتصل بالأحداث التي يعيشها الفرد في حياته حتى وإن كانت هناك دلائل تثبت سلبية هذه النتائج. ويتصل بالملل مصطلحات أخرى عديدة لكنها مختلفة في نفس الوقت:
أ- الإيمان: الإيمان يختلف عن الأمل أن الكلمة الأولى لها دلالة دينية أما الأخرى فلها دلالة شعورية.
ب- التفاؤل: وجهة نظر إيجابية على المستوى الإدراكي والعقلى، أما الأمل فيشير إلى الإيمان الإيجابي على المستوى الشعورى. والتفاؤل يكون عقلاني يستند على الحقائق أم الأمل فيفتقر إلى الاتصال بالواقع.
ج- الأمل الكاذب: هو الذي ينصب على الفانتازيا (كل ما هو خيالي في تحقيقه) أو مستحيل تحققه.
د- التفكير الإيجابى: هو نوع من الخطوات العلاجية تستخدم في علم النفس من أجل عكس مفهوم التشاؤم.
11- الندم: شعور الشخص بالحزن، بالإثم أو بالخزى، ويأتي هذا الشعور بعد قيام الشخص بعمل ثم يتمنى فيما بعد عدم فعله.
12- الإحباط: يتصل بالحالة المزاجية للفرد ويختلف عن التشخيص الطبي للاكتئاب، ويميل الشخص المحبط إلى الحزن لمدة تقل عن الأسبوعين، وتكون السمات الغالبة الشعور بالأسى، الضياع، التحول الاجتماعى. ومن دوافع هذا الإحساس تغيير المسكن، الزواج، الانفصال، الطلاق، فشل علاقة بعينها، فقد وظيفة، التخرج ... الخ.
13- المعاناة: تتصل بالألم وعدم السعادة، وأي حالة شعورية تتحول بالسلب توصف بالمعاناة وقد يكون الألم نفسياً أو جسدياً عندما يصاب الإنسان بمرض.
14 المفاجأة: الشعور بحدوث شيء غير متوقع.
15- الكراهية: الرغبات المحتشدة من العداوة، عدم التذوق، تجنب شخص أو شىء، الإحساس بالرغبة في التخلص من شىء. وقد تُبنى خبرات الكراهية سواء للخوف من شىء أو التعرض للظلم خبرة سلبية عند التعامل، وهذه الكلمة هي تضاد لكلمة الحب التي تمتلك كل هذه المشاعر.
فهم الحب :
إذا فهم الشخص ماهية الحب والعلاقات وكيفية توظيفهم، فبوسع أي فرد أن يستفيد من سيكولوجية الحب وأن يحولها إلى علاقة .. وهذه العلاقة بدورها تتحول إلى علاقة ناجحة لأنه مزيج من الأحاسيس الرائعة والمتعددة. وهذه الحالة الشعورية قد ''تعترض وتحتج'' إذا كان الشخص لا يعرف ما يفعله أو بمعنى آخر لا يفهمه أو عندما يلجأ الفرد بالسؤال المتكرر عن ما هي نصائح الحب التي يريد أن يقدموها له.
- كيفية الوصول لأسطورة الحب الحقيقى: ''إظهار الاهتمام فعلاً وليس قولاً'' الاهتمام ثم الاهتمام .. ثم الاهتمام يقع على قائمة الأولويات والمتطلبات، وإظهار الحب بأفعال غير قوله بكلمات. فالأول مطلوب أما الآخر فغير مرغوب سواء شفاهة أو كتابياً في التصريح، لأن التصريح بالحب قد يضع ضغوطاً على الشخص لأنه لا يعلم ما الذي يريده في المستقبل أو حتى إذا كان يعرف فهو يضع لنفسه عبء التنفيذ.. أما الطرف الآخر فسيشعر بالالتزام الذي يتطلب منه مبادلة نفس المشاعر وبالتالي شعور بتقيد في الحرية والنتيجة النهائية عدم الانجذاب للطرف الآخر، لأن تركيبة الجنس البشري تميل إلى المواقف التي تحقق لها السعادة والمتعة وليس الضغوط. كما أن عنصر الاقتناع لا يأتي مع الشعور بالالتزام المفروض، والإحساس بالحب عندما يحدث (متمثلاً في التصرفات) سيكون هناك رد فعل تلقائي من حب الطرف الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق