فن الخزف في العراق
نورسيتي - د.نبراس أحمد الربيعي :
اقترنت بواكير التجارب
الفنية التشكيلية الحديثة في العراق ، بنهاية القرن التاسع عشر . فبعد أن بدأت
الدولة العثمانية بالتداعي ، وبزوغ هيمنات جديدة متمثلة ببريطانيا العظمى ، كانت
التجارب الفنية الأولى تؤسس ملامح مناخات فنية تواكب التحولات الاجتماعية
والسياسية والثقافية . فقد ظلت بغداد منطوية على إرثها المتنوع من البناء الروحي
التحتاني ، وذلك على الرغم من تدهور أوضاعها الظاهرة .. ( 1 ) ، فكان الفضل في هذه
البدايات ، وهي تجارب تقليدية ، كما يقول الفنان والكاتب نزار سليم ، إلى عدد من
الرسامين الهواة ، أشهرهم عبد القادر الرسام الذي كان ضابطا في الجيش العثماني
وزملاؤه الحاج محمد سليم ، ومحمد صالح زكي ، وعاصم حافظ ، ممن تعارف على تسميتهم
بالأوائل . وقد أثار هؤلاء اهتمام الشباب في الرسم وتم إرسال ذوي المواهب منهم إلى
أوربا لدراسة الفن ، وأخذت سمات بداية الحركة الفنية الجديدة تتبين عند افتتاح فرع
الرسم في معهد الفنون الجميلة عام 1939 وتأسيس فرع النحت بعد فترة وجيزة . ( 2 )
ولكن كيف تحقق ذلك كله ؟ يكتب الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا : (( في عام 1931 ، وبعده
، أرسل بعض ذوي المواهب إلى أوربا ( كأكرم شكري وفائق حسن ) لدراسة الفن . وجعلت
سمات الحركة الفنية الجديدة تتبين عندما افتتح معهد الفنون الجميلة .. وأسست جمعية
أصدقاء الفن عام 1941 ، فضمت عدداً من الرسامين والهواة يسرت لهم عرض إنتاجاتهم .
وأرسلت بعثات فنية أخرى متزايدة . .. )) (3 ) وظهرت الجماعات الفنية : جماعة
الرواد ملتفة حول فائق حسن عام 1950 / وجماعة بغداد للفن الحديث عام 1951 ملتفة
حول جواد سليم عام 1951 / وجماعة الانطباعيين ـ التي أرادت فنا مستقى من الطبيعة
والهواء الطلق ـ ملتفة حول حافظ الدروبي عام 1952 ، وكان الدروبي قد أفتتح مرسما
حرا عام 1942 ، وكان من المقرر له أن يكون نواة لمشغل فني كبير إلا أن هذه
المحاولة لم يكتب لها النجاح بسبب تكوين العلاقات الاجتماعية وطبيعتها اليومية
فالمرسم الحر يلزم الفنان بالعمل داخله في جو أكثر صرامة وضغطا على حريته في حين
كان ميل الفنانين وقتذاك نحو الخروج الى ضواحي المدن في الحقول والأرياف
والمرتفعات والجبال .. ( 4 ) . وظهرت جمعية الفنانين العراقيين عام 1956 .
وفي الستينات ، إلى جانب
معهد الفنون الجميلة ، تأسست أكاديمية الفنون الجميلة لكي تلحق بجامعة بغداد ،
وتضاعف عدد الموفدين الى الخارج لدراسة الرسم والنحت والخزف بعد ذلك .
بيد أن هذه التجارب في
الرسم والنحت مهدت لظهور تجارب في فن الخزف ، بعد أن كان مفهوم الفن الحديث قد
تبلور بصورة تقريبية .. فيرى الأستاذ شاكر حسن آل سعيد أن معنى ( فن حديث ) لا
ينفصل عن الرؤية المعتمدة على مبدأ محاكاة العالم الخارجي في الرسم ، وهو ما يطابق
المفهوم الأوربي في الرسم ، أي الأسلوب الذي ظهر منذ بداية عصر النهضة الأوربية
واستمر بالتطور قرابة خمسمائة عام ثم اخذ بالتحول نحو الأساليب الحديثة في نهاية
القرن التاسع عشر ، ولكنه من ناحية ثانية ارتبط بالرؤية الجديدة في الفن الأوربي
والتي أخذت تتجاوز مبدأ مطابقة الطبيعة لتعبر عن واقع الفنان العالمي في عصر العلم
والتكنولوجيا .
إن المشهد التشكيلي
العراقي ، خلال القرن الماضي ، لا يختلف كثيرا عن المشهد التشكيلي العربي في مصر
أو سورية أو المغرب العربي ، في بلورة ملامحه البنيوية والأسلوبية .. فالتحديث (
والحداثة بعد ذلك ) في الفن العراقي ارتبط بحالتين : الأولى : محاكاة الفن الأوربي
على العموم . والثانية : محاولة اكتشاف عناصر التجديد والمعاصرة واستلهام التراث
الحضاري المحلي والعربي ، وصولا الى ما يمكن تسميته بالمدرسة العربية المعاصرة في
الفن . ( 5 ) وهذه الإشكالية ، في عصر التحولات ، ستدفع بالمغامرة الإبداعية نحو
التجريب ، بدل الاستقرار ، ونحو الرؤية الفلسفية لجماليات تواكب طبيعة العالم
وتقلصه الى مساحات مرئية ، على صعيد الماضي أو بفعل المخيال نحو المستقبل ،بدل
التوقف عند الثوابت أو التكرار .. فحرية البحث الفني ، في التشكيل العراقي المعاصر
، لم تتقاطع مع البيئة ، والموروث الشعبي ، والحياة اليومية بتنوعها الاجتماعي
وغليانها السياسي ، وفي الوقت نفسه ، كانت العلاقات مع الإبداع الإنساني ، دافعا
عميقا للحوار الحضاري ، بدلالاته الدينامية والتأملية والانطلوجية . ولعل جذور
الفكر الديمقراطي ، في ماضيها السومري ، لم تتبلور ، كما تبلورت في خمسينيات القرن
الماضي ، وأثمرت ، صياغات تشكيلية مازالت حجر الأساس في معمار الحركة التشكيلية
عامة ..( 6 ) وهو الذي سينعكس في دوافع عمل الخزاف العراقي في تجاربه الحديثة .
ولعل دراسة الدكتور بهنام
أبو الصوف الرائدة في الخزف العراقي القديم ، تكون قد تزامنت ، مع البدايات
العملية لهذا الفن . فيقول أبو الصوف انه اختار مادة الفخار موضوعا لدراسته ، لأن
الفخار في حضارات ما قبل التاريخ ( حضارة ما قبل التدوين ) تعتبر مادة أساسية
وحيوية لتقدير عمر الموقع الأثري ، أو البناء الأثري ، أو ربما العصر بأكمله .. ان
دراسة الأستاذ بهنام أبو الصوف ( فخار عصر الوركاء ) تعد المدخل النظري للتطبيقات
العملية ولدراسات النظرية التالية . فقد أراد التأكيد على أصالة هذا النوع من
الفخار العراقي ؛ ونشوئه وتطوره محليا في أعماق تربة وادي الرافدين شمالا ووسطا
وجنوبا .. فمن هذا الموقع انتشر شرقا نحو مواقع إيران ، وشمالا إلى سورية ، واسيا
الصغرى ، وغربا دخل بعض مواقع مصر عن طريق فلسطين وسيناء ، أو عن طريق الخليج
العربي والبحر الأحمر . ( 7
)
ورسالة الدكتور بهنام أبو
الصوف توضح أن فخاريات عصر الوركاء بكل أنواعها ( الحمراء / الرمادية / السوداء /
والخالية من الأصباغ أي غير المزوقة والأخرى البدائية ) كلها أنواع لصناعة واحدة
عرفت أصولها في أواخر عصر ( العبيد ) السابق ، كما ان بعضها قد عرفته تقاليد
صناعات الفخار العريقة في العراق منذ الإلف السادس ، كما هو معروف من مواقع ( حسونة
) و ( نينوى ) و ( تل الصوان ) وان هذه الأنواع عملت محليا من طينة محلية وأحرقت
بكور فخار في مواقع معينة من مناطق العراق القديم المشهورة بهذا الفخار .. وان ما
وجد من هذه الأنواع من فخاريات عصر الوركاء في الأقطار المجاورة ، شرقا وشمالا
وغربا ، تظهر فيها تقاليد صناعة فخار الوركاء العراقي ، فهي مقلدة لتلك ومحاكية
لها ، بالشكل والنوع والصنعة . ثم ظهر لنا أن صناعة الفخار المتعدد الألوان ،
والذي أتى في نهاية عصر الوركاء في وسط وجنوبي العراق ، والذي يعرف بفخار ( جمدة
نصر ) هو امتداد لصناعة فخاريات عصر الوركاء وتقاليدها .. وان عودة التلوين
المتعدد في هذا النوع من الفخار هو تقنية عراقية معروفة سابقا ، وكان اختفاؤها
خلال عصر الوركاء بسب طغيان استخدام دولاب الخزاف السريع لإنتاج الفخار بشكل موسع
ولأغراض الطبخ والخزن ، وكذلك بسب دخول عنصر جديد في حياة هذا العصر هو استخدام (
النحاس ) بالذات لإنتاج أوان وقوارير دقيقة الصنع وغالية الثمن لإغراض الزينة ،
ولحاجات المعابد . ( 8 )
إن هذا الموروث ، إلى جانب
الحداثات ، والتقاليد الحرفية الشعبية ، شكلت منحى تجريبيا في الأعمال الخزفية
الجديدة . ولكن ثمة نزعتان تتداخلان في بلورة الشكل الخزفي ، في ماضيه القديم ،
وفي التجديدات التي حصلت منذ أواسط القرن العشرين ..(9 ) فعلى الرغم من الفارق
الزمني بين العصور الحضارية الأولى ؛ تلك التي كان الفن فيها لا ينفصل عن
المعتقدات ومجمل التاريخ الاجتماعي ، والعصر الحديث الذي حاول فيه الفنان تقمص أقنعة
الماضي ، دفعت بالفنان الى ابتكار معالجات لا تنفصل عن التنوع والاختلاف والأنظمة
الفنية والأبعاد الجمالية لغايات الفنون الحديثة : إن قراءة الحاضر تتطلب مهارة في
تمثل القيم الأولى : حساسية تجاه عوامل الإبداع ( 10 ) فيرى ( ميشال ديرميه ) إن
العمل الفني له زمانه وله طريقته كي يكون في زماننا ( 11 ) فالحاضر هو امتداد غير
منظور لكثافة الحساسية ، والبدائية الكامنة في الأعماق . الأمر الذي جعل التحديث
يتخذ أسسا موضوعية ، وما التجديد أو الابتكار ، إلا نزعة متمردة تخص الرؤية
والتقنيات معا ، في فضاء المغامرة الإبداعية . ( 12 )
ويذكر ( أندريه بارو )
الحقائق التالية (( ... وبتطور فن التزجيج في العصر الآشوري تم اغناء هذه النحوت
المقولبة بتعدد الألوان الذي استعمل أيضا للتفريق بين مختلف مراحل الزقورة . في
خرسباد ( العصر الآشوري ) وبورسيبا وأور ( العصر البابلي الحديث ) وبابل ( العصر
البابلي الحديث ) وهي المدينة الوحيدة التي زينت فيها واجهات المعبد الأعلى بآجر مزجج
باللون الأزرق . وبالإضافة إلى الآجر المقولب المستعمل في النحوت الناتئة ( مزججا
كان أم غير مزجج ) تم استعمال طراز آخر من الزخرفة يتألف بكل بساطة من اجر مزجج
متعدد الألوان صورها خالية من النتؤ . ولقد عثر على نماذج جميلة جدا لهذه الصيغة
الفنية في جملة من المواقع : في نمرود ( موكب ملكي وشجرة مروحية ، وفي أشور (
الإله أشور في هالة وهو يسحب سهمه ) ، وعربة وخيولها ، وفرقة عمل ، ووعول على كل
من جوانب الشجرة المقدسة ، وكاهن أمام مذبح للنار ، ومتعبد أمام الإله شمس . وفي
خرسباد( الجن المجنحة ، وسطل الماء المقدس ، على البوابات ، ومواكب في المعابد ) .
وكانت هذه المزججات المتعددة الألوان تطبق على الزينات الفخارية ليس في بلاد أشور
حسب ، بل وفي بلاد بابل وعيلام أيضا )) ( 13 ) فقد كان فن الخزف احد مظاهر الحياة
اليومية على صعيد المعتقد والحياة الاجتماعية . وعلى صعيد التقنيات أيضا ، فيذكر
بارلو مثلا (( كان الطين الذي يستعمله الفخار يتم تحضيره بعجنه في الماء وبإضافة
مادة مقوية إليه . أو قاصرة للونه من أمثال الرمل أو مسحوق الكلس والقش المثروم أو
مسحوق الكسر الفخارية التي تقلل من مرونة الطين وتجعله أيسر استعمالا )) وهكذا
سيتميز الخزف الرافديني بمصطلحات غاية في الدقة لم تتبلور إلا بعد أن تكاملت رؤية
الخزاف وفلسفته العامة .
إن الإشارة لهذا الموروث
ستفسر علاقة الخزاف المعاصر بجذوره . كما تؤكد أن التطور الذي حققه الخزاف العراقي
يرتبط بالإرث والمرجعيات بما تتمتع به من أنظمة وتقاليد حرفية راسخة ولم تغادر
الذاكرة ا, الخزين الداخلي . فعلى الرغم من التحولات الاجتماعية والمغيرات الأخرى
،إلا أن اثر المادة الفنية والبيئة والرؤية الإبداعية كلها ستدخل في سياق بلورة
الشخصية الفنية الحديثة . فالمكتشفات الأثرية أعادت لنا التسلسل الزمني لحضارات
وادي الرافدين ، وعمقت مفهوم النمو غير المباشر للأسلوب .
وعندما نتوقف عند بدايات
الخزف الحديث في العراق ، لابد أن نتذكر فترة الازدهار في العصر العباسي ، وتراجع
صناعة هذا الفن في العراق لعوامل عدة منها تدمير المراكز الثقافية العراقية وسيادة
موجات من الغزاة أدت الى الدمار الشامل ومنه الثقافي والفني .
وهنا يذكر الفنان جواد
الزبيدي (( وإلى ما قبل أعوام قلائل لم يكن ما يطلق عليه تشكيليا اسم الخزف الفني
عدا وجود معامل الفخار الشعبي البسيط والذي استمر يكرر نفسه في مشربيات وجرار
وأواني الاستعمال وتبريد الماء ، وكذلك معامل الخزف القاشاني في المدن المقدسة مثل
كربلاء والكاظمة )) ( 15 )
وبتأسيس معهد الفنون
الجميلة ، وظهور عدد من الأساتذة ، تحتم ان يتأسس فرع للخزف . فكان عام 1954 البداية
الفعلية في هذا المجال .. (( فقد طلب من الخزاف البريطاني ـ أيان أولد ـ تأسيس فرع
لدراسة الخزف في المعهد . وفي العام 1955 تم فتح أول شعبة للدراسة في الفرع الجديد
. وهكذا حمل الفرن الناري البسيط في حديقة المعهد كل وعود المستقبل )) وفي احتفال
بسيط حضره الفنان جواد سليم وزيد محمد صالح وفائق حسن وغيرهم خرجت أول خزفية من
الفرن المذكور (16 )
وخلال عام 1957 ، انتدب
لإدارة فرع السيراميك في المعهد خزاف شاب تخرج حديثا في المدرسة المركزية للفنون
والتصميم في لندن .. وهو الخزاف القبرصي المولد ( فالنتينوس كارالامبوس) وبقي فيه
حتى عام 1968 ، حيث انتقل الى أكاديمية الفنون الجميلة ، وبقي الخزف في معهد
الفنون برعاية أساتذة آخرين ممن تخرجوا أصلا فيه أو في الأكاديمية بعد ذلك ( 17 )
وستكون تأثيرات فالنتينوس
واضحة في أساليب الخزف الجديد .. فكان الشكل الخزفي ( الفورم ) ـ كما يذكر الزبيدي
ـ والدقة في المحافظة على التناسق الدقيق في النسب بين الفوهة والرقبة والجسم
والقاعدة واختيار النقشات .. كل ذلك من تأثيرات فالنتينوس في البداية .
على أن الجذور الحقيقية
لحضارة وادي الرافدين والحضارة العربية الإسلامية فرضت شخصيتها بعد مرحلة البداية
بقليل ، وعلى فالنتينوس نفسه . يقول جواد الزبيدي (( وهكذا ما أن مر بعض الوقت حتى
بدا هذا الماضي الحضاري للوطن العربي ولوادي الرافدين يفرض نفسه على أي تفكير
وأعمال خزافينا السباب ، ومنهم فالنتينوس نفسه ، وبدأت محاولات استلهام الأعمال
الرافدينية والإسلامية من ألوان وزخرفة وفكر : اللون الشذري / تكرار الوحدة
الزخرفية /التوريقات النباتية / القوس الإسلامي / الخط العربي ، مثلا ، تظهر
متفرقة في بعض الأعمال الخزفية .
إن الباحث يتساءل : هل كان
الخزاف العراقي واعيا لعمله ولمرحلته ..؟ يقول الزبيدي (( أن وضع زخرفة إسلامية أو
تاريخية على السطح الخارجي للشكل لا يعني إعطاء الطابع العربي أو الإسلامي ذي الأصالة
)) كما يتطرق الى تأثيرات فن الخزاف البريطاني في المراحل الأولى فيذكر أن
فالنتينوس عمل مع ( برناردليش ) وسعد شاكر مع ( روث دكورث ) إضافة إلى دراستهما في
لندن .
على ان مرجعيات وأبعاد
شخصية الخزاف العراقي كانت تواجه هذه الإشكاليات بمزيد من التأمل والصبر . فقد كان
البحث في الموروث يوازي ضرورة استيعاب وتمثل التجارب المعاصرة . كما ان الانتقال
بالفخار من مراحله التقليدية السائدة ، ومن وظائفه الاستهلاكية ، إلى الأبعاد الفنية
والجمالية ، تطلب فترة زمنية غير قصيرة .
وإلى جانب معهد الفنون
الجميلة تأسس دار التراث الشعبي عام 1970 باسم ( مركز التدريب الحرفي ) ليؤكد
أهمية نقل خبرات ( الأسطوات ) إلى الجيل الجديد . وكان لقسم الخزف والفخار دوره في
استقطاب الأساتذة وفي تدريب الطلاب . والى جانب دور هذا المركز في الحفاظ على
التقاليد الشعبية والمحلية ، فإن اثر الموروث الشعبي كان واضحا في رسم معالم الخزف
المعاصر في العراق ، فاستلهم الخزاف ( الفورم ) الموضوعات الشعبية والأسطورية
والرمزية ، كما كانت لهذا التأثير ملامحه في بلورة الهوية الفنية . يظهر هذا في
تجارب سعد شاكر نفسه ، وفي تجارب عبلة العزاوي ونهى الراضي وسهام السعودي وساجدة
المشايخي .. الخ
وفي سياق تبلور تقاليد
فنية تتوازن والفنون الأخرى كالرسم والنحت استطاع أساتذة مثل سعد شاكر وشنيار عبد
الله وماهر السامرائي وطارق إبراهيم ومحمد عريبي وتركي حسين .. الخ ان يذكروننا
بالتقاليد الفنية الرصينة لعمل الخزاف في محترفه .. ومثل هذه التقاليد ستشكل
الأساس غير المباشر ، والمباشر ، لازدهار حركة خزفية لا تقل أهمية عن الرسم والنحت .
في كتاب (( صناعة الخزف ))
لجون ديكرسون نطالع الفقرة التالية (( إن صناعة الفخار فعالية فريدة في سحرها ،
فهي توسع الخبرة على نحو لا نظير له بين الفنون الأخرى كلها . فالابتهاج الناجم عن
جمال حركة التشكيل على دولاب الخزاف وفرصة الجمع بين فني النحت والرسم وإمكانية
اكتشاف موضوعات كاملة في ما يحتاجه الرسام من وقت لتحضير قطعة القماش التي يرسم
عليها ، هي من ابرز مفاتن الفخار ، إلا ان الفخار ينطوي على ما هو أكثر من هذا
السحر .. فهو يوفر مصدرا غنيا ً للاكتشاف والتطور الذاتيين ، حتى للهاوي الذي لا
يمارس العمل بانتظام . بينما يكون عمق نفاذ البصيرة هو مكافأة الفنان الأكثر
أخلاصا في انغماسه . إنه فن فريد لأنه يجمعنا في علاقة حميمية مع الطبيعة ـ فعلينا
ان نقيم صلة وئام مع قواها الأساسية : الأرض والماء والهواء والنار . يعود الفخار
بالإنسان الى الطبيعة ليكتشف قوانينها الأساسية وليجرب قواعد وتناغمات العملية
الطبيعية التي يتوجب علينا في مواجهتها مراجعة عملياتنا الفكرية ومواقعنا وأذواقنا
، وان نختبر تكامل شخصياتنا ونعيد تقويم قيمنا باستمرار )) (18 ) .
مثل هذا التشخيص العام
يلقي الضؤ على أدق التفاصيل الإبداعية عند الخزاف . وقد أدرك الخزاف العراقي ، منذ
تأسيس قسم خاص للخزف ، وبعد انتشار مراكز الخزف والمشاغل والمحترفات ، ان هناك
قيما أبداعية تكمن في هذا الفن القديم / الحديث . فقد أثر سعد شاكر في مسار الخزف
العراقي باتجاه التقنيات المتقدمة ، بينما كان دور إسماعيل فتاح يكمن في مجال
النحت الفخاري ، الذي قام بتدريسه في أكاديمية الفنون الجميلة . والى جانب القواعد
والأسس في فن الخزف ، تداخل هذا الفن بالنحت على نحو خاص .. وهو جزء من إعطاء
الخزف بعده التعبيري والجمالي
.
وسنتوقف عند عدد من
التجارب الرائدة ، وفي مقدمتها تجربة الأستاذ سعد شاكر .فبعد تجاوز الفنان للشكل
الخزفي الاعتيادي ذي القيمة الاستهلاكية ، اخذ يركز على القيم الجمالية في أعماله
، وقد كتب الناقد الإنكليزي ( دان ابايد ) ، في دليل معرض الفنان عام 1964 : - (( إن
خزفياته وفخارياته تكشف عن تحفظ واع من جانبه في تعامله مع المادة التي يستعملها ،
وتكشف أيضا عن هيمنة على فنون صناعته وثقته ومعالجته غير المعقدة للمشاكل الجمالية
الخاصة بفن الفخار )) ويضيف (( هذه الهيمنة المخلصة ، على ما يعمله وما يريد
تنفيذه ، درس رائع في الإخلاص ، فالفنان الحقيقي يعبر دائما عما يجول بذهنه ، حتى
لو أدى به الأمر إلى أن يطيح بشتى الآراء الذائعة وهو بهذا يعطي للآخرين درسا ً في
الحقيقة )) ( 19 ) وقد كتب الناقد محمد الجزائري بهذا الصدد (( إذا كانت رحلة
التجربة الخزفية لدى سعد شاكر قد عمقت لديه الإفادة من الشكل وتحرير المضمون من
قيمته الانتفاعية الضيقة والخروج به الى قيمة تعبيرية تستثمر عناصر الطبيعة
والنبات .. فانه جذّر علاقته بالإنسان وقضاياه الظرفية الملتهبة ضمن وعي فن القضية
وذلك بالانتفاع من السيراميك وتحويل قيمه المضمونة ، تعبيرياً، إلى مدلولات سياسية
ظرفية .. ففي فترة ما كان الفنان سعد شاكر يجد في الأصداف والنباتات البحرية
والقواقع المتحجرة مصدرا ً ثريا للإلهام .. ثم وهو يعمل بالصلصال بعيدا عن العجلة
يبدع ويرتفع إلى تحقيقات تشكيلية ذات صفات نصبية رائعة )) (20 ) .
وقد قال فالنتينوس ((
أشكال سعد شاكر مجردات مستقاة من المحار أو الصبير أو الجسم الإنساني ، إنها في
معظم الحالات تأليف من هذه العناصر المتباينة ، المتضادة أحياناً ، يجمعها معا
ليخلق منها وحدة عضوية ، فسعد شاكر يتمتع بذكاء وغريزة ودقة في الإنجاز ، الأمر
الذي جعل مغامراته محسوبة ومقنعة .. وأنه استطاع أن يضع لطلابه أساسات الإتقان
والمثابرة والإخلاص لمكانة الخزف الكبيرة بين الفنون الأخرى )) ( 21 )
بينما نرى الخزافة عبلة
العزاوي ، التي درست فن الخزف في بغداد وباريس ، لا تكف عن ابتكار أشكالها ، على
الرغم من أسلوبها المتكرر. وقد قالت (( بدأت بإنجاز أعمالي الفنية حال رجوعي من
فرنسا ، وهي تميل الى الحداثة .. واستمرت هذه التجربة لدي ّ بدافع التأثيرات
والأفكار التي شغلتني لسنين .. لكن زياراتي الكثيرة الى المتحف العراقي أثرت بي
وجذبتني نحو الفن القديم الذي كنت قد بدأت أعمالي الأولى به .. أي قبل ذهابي الى
فرنسا .. وقد لاقت تلك الأعمال إعجاب أساتذتي .. لكنني للأسف تركتها متأثرة بالقطع
التي وجدتها هناك .. وقد كانت جديدة عليّ وغريبة فتعلقت بها بالرغم من إلحاح
أساتذتي بضرورة التمسك بتراثي العراقي القديم . وبعد الأعمال والتجارب العفوية
والبدائية بدأت بالتراث وبدأت ابحث في الشوارع القديمة والأسواق الشعبية والقرى عن
التراث لتأمله ودراسته ، ثم انتقلت الى الإسلاميات .. وكانت نقلة مفاجئة منذ العام
1400 للهجرة .. والآن أجمع في أعمالي بين كل الأدوار. إلا ان تأثيرات الفن
الإسلامي هي الكبرى والأكثر تميزا من الأدوار الأخرى )) ( 22 ).
وسنجد عند طارق إبراهيم
رغبة بالعودة إلى المدن والقرى القديمة .. فهو يستلهم المعابد والبيوت الطينية
والآثار ويعيد صياغتها كرموز دينامية في سياق مفهومه للحداثة . أنه يجمع بين
القديم في سحره والحداثة في تنويعاتها المعاصرة .. ولكنه في الغالب يختزل أعماله
الى ضربات مكثفة للمعاني بعيدا عن بهرجة الألوان وتعقيدات الأشكال . كما لم يهمل
الخزاف المعالجات الأكثر صلة بخطاب التجارب الحديثة ، لمفهوم الخزف في خصائصه
البنيوية بعيدا عن الوظائف التقليدية الاستهلاكية .
وكانت الخزافة الراحلة
سهام السعودي مولعة بأسرار خامة الطين ، الأمر الذي جعل تجاربها تنتمي بصورة
متواصلة بالمدن الإسلامية والأشكال المستلهمة من أعماق التاريخ . فأعمالها لا تكف
تروي الحكايات المنقوشة فوق أعمالها الجدارية متأثرة بالمعمار الديني وبالأشكال
الحروفية والأساطير الشعبية ، مع إنها في تجاربها ، قبل الرحيل ، راحت تختزل
الألوان وتمارس الحذف والاختزال محاولة لمنح الخزف لغة جمالية تعتمد التكوين
والتكنيك والإيحاءات الخاصة التي لم تغادر عالمها المشحون بالأسرار وما يحمله
الخزف من لغة دينامية لا تكف أن تجدد عبر الزمن .
وتمتاز خزفيات شنيار عبد
الله بأسلوب ( الراكو ) .. فمنذ 1980 عمل بهذه الطريقة اليابانية القديمة .. وهي
تعتمد على الحرق المباشر للقطع الخزفية مع اختزال الأوكسجين داخل الفرن ، ومن
خصائصها ؛ الألوان الجميلة البراقة . إن شنيار عبد الله خزاف لم يكف عن استثمار
خبراته المعرفية بالموروث الى جانب دراسته العملية للتقنيات الحديثة في الولايات
المتحدة الأمريكية ، بحثا ً عن توازنات بين أصالة الأشكال القديمة ودلالات التحديث
في عصر تتحطم فيه التقاليد والثوابت .. فجعل من الرموز الشرقية والبيئة والحروف
والتكوينات النحتية الجدارية مفردات متداخلة بمعالجات منحت الخزف مغزاه الدلالي
والجمالي كبعد له علاقته بالتحولات المعرفية والاجتماعية . فكانت نصوصه الخزفية
أكثر اختزالا ً في استنطاق أسرار خاماته وموضوعا ته المعالجة بالتجريد والحذف
والإضافات ذات الصلة الفنون المجاورة كالرسم والنحت .. وقد كتب الناقد التونسي
خليل قويعة (( إن أعمال شنيار عبد الله قابلة لن نقبلها من حيث كيانها التشكيلي
الخالص ونتدبرها بعيدا عن الشحنات الرمزية التي تحتملها القراءة ، فيما يفترضها
الأثر لا محالة ، فتمكنه من العجينة الخام وخبرته بالطلاء والاكاسيد واستشرافه
لتحولات اللون في الفرن وانفتاحه على الأفاق المتوقعة واللامتوقعة التي تهديها له
الصدفة ، الموجهة وغبر الموجهة ، لهي ظواهر جعلت من معاشرته للخزف لعبا مثمرا وذلك
بقدر ما يشترطه هذا اللعب )) ( 23 ).
فيما تتخذ الأشكال الخزفية
ـ النحتية عند الخزاف ماهر السامرائي ، سياق الأسطورة المعاصرة : فعلى الرغم من أنه بدأ من الرقم الطينية المعروفة بعمقها الزمني ، إلا إنه سيفصح عن انتماء
لعصرنا .. فقد مزج بين الموروثات القديمة وأثارها ودلالاتها الرمزية ، مع إمكانات
عمل المخيال في مواجهة إشكاليات الحداثة وتنويعاتها الأسلوبية . إن منطق عمله
التركيبي ، والمراحل التي مر بها ، عمقت رؤيته في منح فن الخزف لغة تجاور المشكلات
الفلسفية لفنون الرسم والمعمار والنحت . فالخزاف السامرائي بتأثره النفسي بعمل
المخفيات والدوافع الروحية ــ الصوفية تحديدا ً ، جعلت من معالجاته الحديثة تحديا
للمعاني الاستهلاكية والنفعية ، بحثا عن الشفافية والصفاء والتطهر الذي يتمثله
الفن عامة وفن الخزف بشكل خاص
.
بينما أنجزت الخزافة ساجدة
المشايخي علاقة مزدوجة بين الرسم والخزف من جهة وعلاقة جدلية بين النافع والجمالي
من جهة ثانية .. فأنجزت مجموعات من الأعمال التقليدية على صعيد الأشكال ، الى جوار
أبحاثها عن إعادة صياغة الأشكال الشعبية والتراثية بأسلوب المقاربة من التحديثات
الحاصلة في الخزف العراقي
.
وثمة خزاف آخر واصل إرساء
القواعد الرصينة للخزف ، هو د . محمد عريبي ، مستثمرا خبرته الطويلة في اكتشاف
علاقات تجاور بين الخزف والرسم ، وبين الخزف والنحت ، حيث استثمر التجريد الهندسي
والأشكال الحديثة للمجسمات والعلاقات التركيبية والرمزية في سياق بناء تجاربه
الخزفية وما تمثله كنصوص تمتلك خصائصها الخزفية الجديدة .
والخزاف تركي حسين ، ضمن
جيل ظهر بعد مرحلة الريادة المتمثلة بالرائد سعد شاكر ، يعمل وفق سياق التجريب ،
فالخزاف أدرك الصعوبات التي تواجهه الخزف الحديث وما يمثله قياسا بالمشكلات الفنية
ومغامرات البحث عن توازنات بين القديم الأصيل ومغامرات التحديث .. وهو الذي جعله
يدرك بعمق إن الاستقرار على أسلوب محدد قد يعني موت الخزف ، من ناحية ، وأدرك ، ان
هذا الاستقرار قد يتطلب بدائية من نوع خاص ، من ناحية ثانية . وهو الذي جعله يعبر
بحرية تجريبية تتوخى الصدق الخاص في مرحلة كاملة في التشكيل المعاصر في العراق .
عبر هذا المسار التاريخي
الوجيز ، تشكلت ملامح الخزف الحديث في العراق ، بالاستناد إلى محفزات التحديث
العامة في التشكيل كالرسم والنحت ، وصولا الى الحداثة وما تمثله من إشكاليات على
صعيد المعاني أو على صعيد التقنيات ، فضلا عن استعادة ودراسة المرجعيات المتمثلة
بالتراث الخزفي العراقي القديم ودراسة الموروث الإسلامي ، والشعبي بما يمتلكه من
إيحاءات ورموز لا يمكن فصلها عن الابتكارات والمعالجات المعاصرة ، إلى جانب
المؤثرات المعرفية كالجانب الثقافي والواقع الاجتماعي والسياسي ، وتأمل البيئة
وخصائصها البنيوية ..الخ كلها تضافرت عبر مراحل خضعت للتجريب والمغامرات بحثا عن
مسار وأساليب لا يتكرر فيها الماضي بما يمتلك من قواعد وتقاليد وأنظمة صاغتها
عوامله الفلسفية والاجتماعية والفنية الحرفية ، ولا تكون الحداثة محض أقنعة
واستنساخات لأنظمة لها ضوابطها الحضارية ،بل العمل على أن يمتلك فن الخزف خطابه
بما يتضمنه من عناصر بنائية وتركيبية ومستويات تقنية تتوازن والأبعاد الجمالية
والتعبيرية لرسالة الفن عامة ولفن الخزف في سياق ابتكار أساليب لا تغادر روح العصر
وعلاماته الدلالية . وقد عبر الأستاذ سعد شاكر عن هذا المسار بقوله : - (( اتخذت
حركة السيراميك خطا بيانيا في التقدم والتطور خلال فترة قصيرة من الزمن .. وغذت
هذه الحركة قابليات شابة وطموحة متميزة استطاعت أن تغنيها بحيوية وتحفز .. فخرج
الخزف من حرفية الموضوع الى حقول الفنون التشكيلية المثابرة .. ومنحت هذه الطاقات
الشابة للخزف الدفيء والحرارة البشرية المتمازجة مع روح العصر لتتحد معا ً باحثة
في الشكل والمضمون الجديدين ))( 24 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1 - شاكر حسن
آل سعيد ( فصول من تاريخ الحركة التشكيلية في العراق ) الجزء الأول / دائرة الشؤون
الثقافية والنشر/ بغداد 1983 –ص 9.
2 – نزار
سليم ( الفن العراقي المعاصر) الكتاب الأول ـ فن التصوير / وزارة الأعلام ـ
الجمهورية ٍ العراقية / 1977 ص 7 .3- جبرا
إبراهيم جبرا ( الفن العراقي المعاصر ) وزارة الأعلام ـ بغداد 1972 المقدمة
4 – شوكت
الربيعي ( لوحات وأفكار ) الجمهورية العراقية ـ بغداد 1976 ص 29 .
5- شاكر حسن
/ مصدر سابق ص 9 .
6 – عادل
كامل ( الحركة التشكيلية المعاصرة في العراق ــ مرحلة الرواد ) وزارة الثقافة
والإعلام / 1980 ص7 وما بعدها .
7 – مقابلة
مع الدكتور بهنام أبو الصوف ـ 2004.
8- د .
بهنام أبو الصوف ( فخار عصر الوركاء ) رسالة دكتوراه قدمت الى جامعة كمبردج في
خريف عام 1966 ـ المؤسسة العامة للآثار والتراث . وقد صدرت باللغة الإنكليزية .
9 - يذكر ان
الفنان زيد محمد صالح هو أول من راجع وسعى الى قيام فرع للخزف في معهد الفنون
الجميلة / جواد الزبيدي / مجلة أسفار العدد 3 عام 1988 .
10 – (( الفن
والحس )) ميشال ديرميه / ترجمة وجيه البعيني / دار الحداثة ـ بيروت ـ لبنان 1988
الفصل الثامن ( الفن والزمان ).
11 – المصدر
نفسه ص 159 وما بعدها .
12 – عادل
كامل ( التشكيل العراقي ـ التأسيس والتنوع ) دار الشؤون الثقافية العامة / بغداد
2000 الفصل السادس ـالخزف العراقي المعاصر .
13 – (( بلاد
أشور )) أندريه بارو / ترجمة وتعليق د . عيسى سلمان وسليم طه التكريتي . دار
الرشيد للنشر . بغداد 1980 ص 242 .
14 – المصدر
نفسه ص 252 .
15 – (( بداية
الخزف العراقي المعاصر )) جواد الزبيدي / مجلة أسفار العدد 3 .
16 – جواد
الزبيدي (( الخزف الفني المعاصر في العراق )) الموسوعة الصغيرة ( 227 ) دار الشؤون
الثقافية العامة ـ بغداد 1986 ص 23 .
17 – المصدر
نفسه ص 24.
18 – (( صناعة
الخزف )) جون يكرسن / ترجمة هاشم الهنداوي ومراجعة ناصرة السعدون / دار الشؤون
الثقافية العامة . بغداد 1989 ص 11 .
19 – الفخار
الفني المعاصر في العراق / مصدر سابق ص 34 ـ 75.
20 – مجلة
الرواق / وزارة الثقافة والإعلام العدد 5 ص 15 .
21 – المصدر
نفسه . ص 15.
22 – حديث مع
الخزافة عبلة العزاوي يوم 24/ 6 / 1999 في مشغلها .
23 – خليل
قويعة ( أشواق الخزف .. نبض الأرض ) دليل الخزاف / تونس 2002 .
24 – مقابلة
مع الأستاذ الخزاف سعد شاكر / قاعة حوار ـ بغداد 20 / 3 / 2004.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق