بابلو رويز بيكاسو
بقلم زمن العقيلي - من هنا وهناك :
|
" بابلو رويز (Pablo Ruiz)
والمعروف باسم بيكاسو (Picasso)
ولد في 25 أكتوبر 1881 م في مالقة بإسبانيا وتوفي في 8 أبريل 1973 م في موجان بفرنسا، وهو ابن لمعلم الرسم "جوزي رويز بلاسكو" ومن أم تسمي "ماريا بيكاسو لوبز"، واستمر يستخدم اسم رويز حتي عام 1898م.
هو فنان تشكيلي ونقاش ونحات إسباني. أقام أول معرض له في السادسة عشر من عمره،استقر في باريس عام 1904 م، شكلت أعماله علامة فارقة في تاريخ الفن المعاصر.أنجز العديد من الأعمال أثناء فترة حياته الفنية الطويلة:الفترتين الزرقاء والوردية (1901 - 1905 م). التكعيبية (آنسات أفينيون، 1906 - 1907 م). الكلاسيكية المحدثة (ح. 1920 م).السريالية والتجريدية (1925 - 1936 م). الإنطباعية (غرنيكا، 1937 م). تعرض أهم أعماله في ثلاث متاحف رئيسية :نزل سالي في باريس، والآخر في برشلونة، ومتحف اللوفر أكبر متحف في العالم.
كان بيكاسو يستخدم اليد اليسرى في الرسم ومن أهم لوحات بيكاسو هي لوحة Lemaja والتي رسمها بوغي في عام 1834 وقام بيكاسو بإعادة رسمها عام 1879 - 1880، وقد عرضت في معرض Melky في سنة 2001 - 2005 حيث بلغت قيمتها حوال 76 مليون دولار أميريكي. وقد تم بيعها بهذا السعر لإحدى عائلات الخليج العربي.
وقد اختفت هذه اللوحة منذ بداية 2006 حيث أدى إلى زيادة كبيرة في السعر ربما تصل إلى 150 مليون دولار أمريكي.
بيكاسو والخزف
بدأ بيكاسو عمله الدؤوب بالسيراميك في ورشة مادوري للخزفيات في فالورى ، بدعوة من صاحبيها جورج وسوزان رامي.وبرسمه ونحته على الأوعية والجرار التي يصنعها فنانو مادوري ، أعاد بيكاسو ابتكار النواحي التقنية للرسم على الطين ، وزين بها الأطباق بمزج الطلاءات بالأكسيد الذي لا تظهر ألوانه إلا بعد التجفيف في الفرن.وصنع بيكاسو أسماكا وشرائح ليمون وبيضا مقليا وسجقا على أطباق ، ليحولها بأسلوبه الخاص إلى ما يسميه الاسبانيون صحون تغش البصر كما أنه ابتدع قطع موزاييك ضخمة من البلاط الخزفي متعدد الألوان.
وكان الفنان ينتزع السيقان والصدور من عجلة الفاخوري ، ويحولها إلى نماذج يستخدمها حرفيو مادوري ، وإلى أكواب يقوم هو لاحقا برسمها بشكل مِعاز راكعة أو طيورا ملقاة في الجو
وقد كتب جورج رامي في كتابه سيراميكيات بيكاسو سنة 1974 ــ والذي نشر بعد سنة واحدة من وفاة الفنان عن 91 عاما: مدفوعا بحاجته الأساسية إلى اكتشاف كل شيء ، سقط بيكاسو فجأة في متعة التجربة والإغراء لاختراق لغز التراب والنار.وقد صنع الفنان أشكالا خزفية كلاسيكية على صورته ، ورسم وجهه على قطع خزفية شبيهة بتلك المكتشفة في المقابر الاتروسكانية ، هذه الصورة المتكاملة لحياة بيكاسو تبرز من خلال الوسيط السيراميكي الذي تقول الخبيرة مارلين ماكالي ، أنه أتاح لبيكاسو أن يرسم كل شيء ، من أسماك تسبح وثعابين تزحف على جوانب الأواني الفخارية ، وحيوانات خزفية تطارد بعضها بعضا على المزهريات.وبفضل هذا التقدير الجديد لأعمال بقيت مغمورة لوقت طويل ، يستطيع زوار المعرض أن يشاهدوا ويلمسوا بعدا جديدا من أعمال بيكاسو ، وهو الطريقة الأصلية التي اعتمدها في تشكيل روائعه الخزفية .
وتقول ماكالي :- مع إن بيكاسو كان قادرا على احترام وإتباع تقاليد السيراميك المتوارثة منذ الأزمنة القديمة ، فقد كان قادرا أيضا على إعادة ابتكار هذا الوسيط ، بحماس بالغ ، وأصالة ، عن طريق الرسم والنحت في الخزف ، حسبما يريده هو." .
بيكاسو ولمسات احساسه المبدعة
كانت من مغامرات النضج الفني لدى بيكاسو
الغوص في عوالم الخزف ليفسح المجال أمام خياله ليحول الخزف من مفهومه العادي إلى
مراتب الارتقاء الفني.
حيث وهب بيكاسو للخزف لمسات من الألفة
التي اندرجت تحت سطور من التزيين الفني, فقد استطاع بيكاسو الذي اعتبر صاحب الفضل
في صنع النقلة النوعية في مجال الفن خلال القرن العشرين تغيير عالم الخزف الى فضاء
فني يحتضن تنويعاته وإبداعاته الفنية.
هذا وقد بدأت حياة بيكاسو الفنية تتصل
بعالم الخزف "السيراميك" في العام 1946 حيث كان عمره آنذاك ستة وخمسين
عاماً عندما ألف به افتتان بتلك الساحة الصغيرة من مدينة "فالوري" المخصصة
للحرف اليدوية في فرنسا حيث بدأت حياته الفنية مع الخزف, وكان الخزف يمكنه من
الاقتراب المباشر من توليد الأشكال عبر التجسيم الحر الذي طالما ارتبط به بيكاسو
في أعماله الفنية سواء على مستوى الرسم أو النحت.
وقد استخدم بيكاسو في خزفياته الطابع
اليومي المألوف ليترك إرثا خزفياً مفعما بالجمال والحرية في نفس الوقت.
ويذكر أن لبيكاسو ما يعادل الألفي قطعة
خزفية, رغم قلة صفة الخزف كفن تناوله بيكاسو إلا أنه تمكن من الارتقاء به الى
مستوى فنون العمارة والنحت.
وكانت تلك الخزفيات محور الحديث في
المؤتمر الصحافي الذي عقد في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة ضمن إطار
التعاون ما بين السفارة الاسبانية في عمان والمتحف الوطني لافتتاح معرض خزفيات
بيكاسو في المتحف الوطني والذي يعرض لاول مرة في منطقة الشرق الاوسط ويستمر لمدة
شهرين ابتداء من مساء الأمس, وقد حضر المؤتمر الأميرة وجدان ومدير المتحف الوطني الأردني
خالد خريس والسفير الاسباني مانويل لورينثو ومدير معهد ثربانتس في عمان كارلوس
بارونا ودولوريس دوران أوكار المسؤولة عن خزفيات بيكاسو في المعرض.
|
العوضي: بيكاسو اتّخذ الخزف وسيطاً فنياً لاكتشاف عوالم جديدة
في محاضرة سلّطت الضوء على حياته الفنية ورحلته الإبداعية
ضمن النشاط الثقافي لمركز كاظمة للفنون في نادي كاظمة
الرياضي، أقام الفنان علي العوضي محاضرة فنية تحت عنوان «خزفيات بيكاسو»، بحضور
جمهور من الفنانين والمُهتمين، تحدث فيها عن جانب من حياة بيكاسو، وأعماله الفنية.
وقد أشار العوضي في محاضرته، إلى أن بيكاسو ارتبط بفن
الخزف منذ بداية حياته، حيث قام بزيارة بلدة «فالوري» عام 1946، وأتيحت له صدفة
مشاهدة معرضها الخزفي السنوي.
لقد عاشت بلدة «فالوري» في العصر الروماني على إنتاجها
الخزفي، الذي كان يتمثل في الأواني المصنوعة من الطين المتيسر وجوده في الأراضي
المحيطة بها، كذلك بعض أدوات المطبخ التي كانت رديئة الصنع ولا تتحمل الاستعمال أو
الطبخ.
وقد استمرت في إنتاجها هذا إلى أن ضمت ورشها إلى المصانع
الخزفية التي لم يتبقَ منها سوى ورشة واحدة مزودة بفرن كهربائي، تملكها امرأة تدعى
«سوزان» وزوجها «جورج راميه»، وقد تعرف بيكاسو على ورشة الزوجين، إذ دعته العائلة
إلى تشكيل بعض القطع من الطين عندما شاهداه يتأمل الإنتاج ويختبر الطين بإعجاب
شديد.
وقام الفنان بيكاسو فعلا، لأول مرة، بتشكيل ثلاث قطع
خزفية قبل مغادرته الورشة، أبدعها على سبيل التسلية، فكانت هذه هي البداية…
وبعدها أجرى بيكاسو دراسات حافلة بالتفاصيل لتصميم إناء
خزفي على هيئة «ثور»، ومن الواضح انه كان يفكر تفكيرا جادا في متطلبات «البنية
الخزفية»، وهي متطلبات معقدة، وقد ساعده فيها فيما بعد «آل راميه، وكيميائي الخزف
جول آغار»، ولم يشكل بيكاسو خزفا على الدولاب بنفسه أبدا، بل ترك صناعة خزفياته
لحرفي «مادورا»، لكنه وضع تصاميم خاصة بعدد كبير من الأواني التي تم صنعها بمساعدة
«آل راميه» وفريقهم، بالإضافة إلى تزيين الأشكال النموذجية، سواء كانت تقليدية
الشكل أم تنويعات.
أسباب التحول :
وعن أسباب التحول إلى فن الخزف، قال الفنان علي العوضي:
في العام 1947 باشر بيكاسو محاولة فنية جديدة لإنتاج
الخزف، في الوقت الذي اتجهت فيه ممارسات الفنون التصويرية على هذا الجانب من
الأطلسي نحو التجريد باطراد، وعلى نطاق يتزايد اتساعه أخذ مشروع خزفيات بيكاسو في
الاتجاه المضاد، نحو ما هو مادي ونحو نطاق صغير، مسارا وهدفا لحرفة الخزف القديمة،
وان الفنان البالغ من العمر آنذاك 66 عاما اتخذ الخزف وسيطا فنيا بقوة إبداعية
تساوي تلك التي انكب عليها في أي حملة من الحملات الفنية السابقة.
وكان اتخاذه هذه النقلة حركة استراتيجية، حيث كان يعيش
مرحلة من حياته بدأ يشعر فيها أن نظرة الجمهور إلى فنه بدأت تتبلور وتتحول إلى
عقيدة جامدة، وكان الدواء المضاد لهذا الركود النقدي هو الاندفاع في اتجاه جديد
كليا.
واستطرد العوضي قائلاً: هناك أسباب كثيرة تفسر لماذا ظهر
هذا الاتجاه الذي اتخذه بيكاسو نحو فن الخزف، خصوصا الخزف المنزلي... هو أن خزفيات
بيكاسو تم إبداعها على خلفية من ستارة المسرح العائلي، فقد كانت هناك ثلاثة أجيال -
إن صح التعبير - من أطفال بيكاسو متباعدة الأعمار بنحو 30 عاما موجودة كلها على
شاطئ الازور، بالأخص الطفلين «كلودا» و«وبالوما»، وهما طفلا زوجته فرانسوا
المولودان في عامي 1947 و1949 على التوالي.
ولا شك أن منتج بيكاسو الواسع من الأطباق والصحاف
والسلطانيات والمزهريات والأباريق والجرار، تؤلف نوعا من الخزف الذي ينتسب إلى
غرفة تخزين أواني المائدة والمؤن Art of the Pantry المدموغ بهذا الطابع
العائلي على المستويين الشخصي والثقافي معا، حيث إن أغلب أعمال بيكاسو الخزفية
يمتلكها أفراد عائلته.
تميزت أعمال بيكاسو الفنية
بحرفيتها العالية، وتعدد اتجاهاتها، ومدارسها، لاسيما أعماله الخزفية، التي شكّلت
نقلة نوعية في تاريخه الفني والإبداعي، ويعود تاريخ اهتمام بيكاسو بفن الخزف إلى
عام 1946، حيث قام بزيارة بلدة «فالوري».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق