السبت، 28 فبراير 2015

ديوان آنات حائرة - عزيز أباظة ...


ديوان آنات حائرة





عزيز أباظة

   عزيز أباظة، شاعر كبير القامة والمقام، وهو صاحب الإنجاز المسرحيّ الشعري الباذخ، والمجموعات الرصينة البديعة من الشعر الغنائي. ولد عام ١٨٩٨ ورحل عن خمسة وسبعين عامًا في عام ١٩٧٣ إختار محمد عبدالوهاب قصيدته «همسة حائرة» ليتغنى بها، الأمر الذي جعلها واحدة من كلاسيكيات الغناء الحديث. والطريف أن القصيدة في الأصل جاءت على لسان قيس بن ذريح في مسرحية عزيز أباظة «قيس ولبنى»، لكنها أصبحت في الغناء قصيدة تتكلم عن شط النيل وهمسات الماء ولقاء الحبيبين على الضفاف، يقول عزيز أباظة.


يا منية النفس ما نفسي بناجيةٍ
وقد عصفْتِ بها نأْيًا وهجرانا
أضنيْتِ أسوان ما ترقى مدامعه
وهجْتِ فوق حشايا السهد حيرانا
يبيت يودع سمع الليل عاطفة
ضاق النهار بها ستْرًا وكتمانا
هل تذكرين بشط النيل مجلسنا
نشكو هوانا فنفنى في شكاوانا
تنساب في همسات الماء أنّتُنا
وتستثير شجون النهر نجوانا
وحولنا الليل، يطوي في غلائله
وتحت أعطافه نشوى ونشوانا
لم يشهد الرافد الفضيُّ قبلهما
إلفيْن ذابا تباريحاً وأشجانا
نكاد من بهجة اللقيا ونشوتها
نرى الدُّنا أيْكةً، والدهر بستانا
ونحسبُ الكون عُشَّ اثنين يجمعنا
والماء صهباءَ، والأنسام ألحانا
لم نعتنق والهوى يغري جوانحَنا
وكم تعانق روحانا وقلبانا
نُغضي حياءً، ونُغضي عفّةًَ وتُقىً،
إن الحياء سياجُ الحبِّ مذ كانا
ثم انثنيْنا، ومازال الغليل لظًى
والوجدُ محتدمًا، والشوقُ ظمأنا
   هذه الغنائية المتدفقة، وجمال التقطيع، والفواصل التي تشكل وقفات نفسية وإيقاعية، هي بعض خصائص شعر عزيز أباظة العاطفي، وبعض سمات شعره في التأملات والرحلات والبكائيات والوطنيات، وشعر التجليات والرؤى الروحية والكونية.
خلف عزيز أباظة خمس مجموعات شعرية، أولاها ديوانه «أنات حائرة» الذي نشره في حياته، ويضم قصائده وبكائياته في زوجته الأولى التي هيأت له حياة سعيدة وعلاقة حب من طراز نادر، أما المجموعات الأربع الأخرى فقد جمعها ونشرها صديقه الفنان أنور أحمد ء بعد رحيله بعام واحد وهي: «من الشرق والغرب، وتسابيح قلب، وفي موكب الحياة، وفي موكب الخالدين»، بالإضافة إلى مجموعة أخيرة أبدعها في أخريات أيامه وعنوانها: «إشراقات من السيرة العطرة».
   ولعزيز أباظة تسع مسرحيات شعرية حققت له مكانة في إبداع المسرح الشعري، باعتباره القمة أو القامة الثانية بعد شوقي الرائد الأول لهذا الفن الشعري في العربية، وصنع أباظة صنيع أستاذه ومثله الأعلى أحمد شوقي في استلهام التاريخ ليكون إطارًا لمسرحياته، وهي: قيس ولبنى (على غرار مجنون ليلى لشوقي)، والعباسة، والناصر، وشجرة الدر، وغروب الأندلس، وشهريار، وقافلة النور، وقيصر. أما «أوراق الخريف» فمسرحية عصرية.
 
   واليوم نقدم لحضراتكم أول عمل من أعماله الأدبية، ديوان أنات حائرة، وهو ديوان فريد في نوعه. فالتراث العربي لم يعرف من قبل ديواناً خصص لغرض واحد، ولم يكتب شاعر ديواناً بأكمله لرثاء زوجته. (وقد تبعه في هذا الأمر شاعران هما عبدالرحمن صدقي وطاهر أبوفاشا) . 
المصدر: بتصرف عن مقال للأستاذ فاروق شوشة بعنوان :
عزيز أباظة: شاعر كبير لم يُنصفه عصره - منشور في مجلة العربي عدد فبراير 2010 .
 


  أو


ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة