شاعر معتقل العقيلة
رجب بوحويش
الدار العالمية للنشر والتوزيع - الإسكندرية
الطبعة الأولى
1443هـ - 2021م
قال الشاعر عبد السلام بوجلاوي:
يامن وصفتوا صــورة الجــــــلاد
بدار العقيلة وحبسـها الشهــــــير
جميع ما جرى من قهر واستعباد
رجب بوحويش مصوره تصـوير
استهلال
إن تاريخ الجهاد العربي الليبي حافل بالأبطال الأشاوس، الذين سطروا ببطولاتهم أروع الصفحات وأنصعها، ومن بين هؤلاء الأبطال الفقيه المجاهد الشاعر رجب بوحويش، الذي يشكل شعره العامي قيمة تاريخية وجهادية مهمة، ويعد مصدراً من مصادر توثيق حركة الجهاد في بلادنا، خاصة ملحمته (مابي مرض غير دار العقيلة)، التي وصف فيها تلك الحقبة المظلمة، من تاريخ شعبنا ونضاله ضد الغزو الإيطالي الفاشيستي في معتقل العقيلة.
وما حدث فيه للشاعر رجب بوحويش، من استشهاد أبناء عمومته وأقاربه من قبيلة المنفة.
ولأهمية شعره من الناحية التاريخية؛ والذي لم يحفظ في السابق، وظل مبعثراً هنا وهناك، ما بين صفحات الصحف والمجلات وصدور الحفاظ، ولهذا رأيت أن أبذل قصارى جهدي في جمعه، وإصداره في كتابي هذا، متحرياً الصدق والدقة فيما نشرته . وكانت البداية في صحيفة الأسبوع الثقافي الليبية بتاريخ 8/ 8/ 1978م ، عندما كتبت عن قصيدة مابي مرض غير دار العقيلة.
كما التقيت بالعديد من الرواة وهم :
ابن الشاعرالمرحوم : الفقيه المبروك رجب بوحويش أكثر من مرة، عندما كان على قيد الحياة، في مدينة طبرق، والمرة الثانية عندما انتقل إلى مدينة شحات، كما التقيت بالحاج الراحل حسن لامين بوحويش، والراحل الحاج هلال لامين بوحويش، والعمدة عبد القادر محمد بوحويش متعه الله بالصحة والعافية، وكذلك التقيت بالحاج الراحل سعيد خطاب درمان في بيته بمدينة بنغازي رحمه الله.
كذلك التقيت بالمهندس حبيب محمد رجب بوحويش والدكتور عطايا أحمد بشير بوحويش، ولهم جزيل الشكر والتقدير وأيضا التقيت بالأستاذ الراحل محمد موسى ابن الشاعر موسى الراوي، عندما كان على قيد الحياة، حيث أمدني بسيرة والده وقصائده: قصيدة الرحلان، وقصيدة الرزق، وقصيدة مطولة عن تاريخ ليبيا الجهادي من بداية 1911م، ومساجلات والده مع الشاعر الفقيه رجب بوحويش، وقد نشرت هذه القصائد، وسيرته في البداية على صفحات صحيفة البطنان في تلك الفترة، ثم في كتاب شاعر معتقل العقيلة وللأستاذ محمد موسى الراوي الرحمة والمغفرة .
ومن خلال اهتمامي بالشعر الشعبي، وحرصي على عدم ضياعه في صدور الحفاظ ، واصداري للعديد من دواوين الشعرالشعبي، والكتابة عن معارك الجهاد في البطنان ، كنت دائما أتحرى الصدق والدقة، في الكتابة عن الشعر الشعبي، و تاريخ الجهاد الليبي، وإذا وقع أي خطأ وعادة يكون غير مقصود، ويكتشف كنت أصححه، بل وأحيانا أعاود طباعة الديوان مرة ثانية، وأذكر أنني كنت اطلع على الإصدارات الجديدة في الشعر الشعبي .
وكتابي شاعر معتقل العقيلة في طبعتة السادسة هذه ، يحتوي على مقدمة وأربعة فصول، وهي كالآتي:
الفصل الأول عن الشاعررجب بوحويش شخصيته وحياته.
الفصل الثاني قراءة في شعر رجب بوحويش .
الفصل الثالث قراءة في ملحمة مابي مرض والردود عليها والنظم على منوالها.
الفصل الرابع الديوان، ثم الخاتمة والمصادر والمراجع والصور والوثائق.
ويبقى في الختام أن هذه الدراسة، الهدف منها هو تقديم صورة شاملة، عن شعر رجب بوحويش وحياته، والتطرق إلى قصيدته مابي مرض والردود عليها، ومن تأثر بها من شعراء العامية أو الفصحى، ولعلني أكون قد وفقت في تعريف القاريء الكريم بهذا الشاعر المجاهد ، وملحمته مابي مرض غير دار العقيلة، بالإضافة إلى ماعثرت عليه من قصائد أخرى للشاعر ، ومحاولة استيعاب معانيها ومضامينها، ومساعدة القارئ في الوصول إلى تلك المعاني والمضامين، فإن كنت وصلت إلي شئ فذلك توفيق من الله، أرجو أن يقع به نفع وتكون فيه فائدة، والكمال لله وحده سبحانه وتعالى .
حسين نصيب المالكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق