قصيدة (درنةُ اليَمِّ)
عصام الفرجاني
هــل خــانكَ الــشِّعر إذ راودتَــهُ فأبَى
أم خِــلتَ كــلَّ الــذي أبــصرتَهُ كــذِبَا
أم أنَّ خــطــبَكَ أعــيــا كـــلَّ قــافــيةٍ
إن سُــقْتَ حــرفًا محاه الدمعُ منسكِبَا
يــا درنــةَ الــيمِّ، يا عذراءُ، يا وجعي
يـــا قِــبلةَ الــموتِ مَــكشوفًا ومُــنتَقِبَا
يــا صرخةَ الرُّوحِ لم تظفرْ بها شَفَتِي
غـــصَّ الــفؤادُ بــها فــالتاعَ مُــنتحِبَا
يــا درنــةَ اليَمِّ، قولي واعذري لهفي
صِــفي ليَ الموتَ، قالوا مِن هنا ذَهَبَا
كــنتِ الــفراش لــقومٍ والــسماءَ لــهم
وكــان ظــلُّكِ مِــن دون الــسَّما الهُدُبَا
نــاموا بِحِضنِكِ لكنْ في المَسَا رحلوا
فــي بــحرِك اتَّــخذوا ســبيلَهُم عــجبَا
وطــفلةٍ ضــمَّها فــي الــمهد والــدُها
فــأصــبح الــبحرُ أُمًّــا والــرُّكامُ أَبَــا
وصـــار يــحملُ كــالمجنونِ لُــعبتَها
ولا يــمــيزُ الـــرَّدى جِــدًّا ولا لَــعِبَا
وكــم فــتًى فــي الــثَّرى وارَوْا أحبَّتَهُ
فــبــاتَ مــنــتظِرًا يــرجو لــهم أَوَبَــا
بــيــتُ الــثَّقافةِ كــم ضــمَّتْ أرائــكُهُ
فــنًّا وشــعرًا وكــم صــانت لــنا أدَبَا
ويــلَ الأعــاصيرِ مــا راعت له ذِمَمًا
لــوهــلةٍ صــيَّــرتْ عــمــرانَه خَــرِبَا
إعــصارُ دانْيالَ لم يعصِرْ سوى دمِنا
إن الــدِّمــا أبـــدًا لا تــســتحيلُ هَــبَا
لــبَّــى نـــداءَكِ فــتــيانٌ لــهــم هِــمَمٌ
كــهــمّةِ الــلَّــيثِ إن نــاديــتِه وثَــبَــا
شرقًا وغربًا ومن أرض الجنوب أتَوْا
شــطَّ الــمزارُ بــهم عن ذاكَ أو قَرُبَا
كــم خــاب ظــنُّكِ في عُربٍ تجاورنا
تــأخر الــعونُ مــنهم، جاء مُضطَرِبَا
وآخــــريــن نـــأوا عــنَّــا بــجــانبهم
كــأنــهم لــم يــكونوا مــثلَنا عَــرَبَا!!!
يــا أيُّــها الــجبلُ الــمخذولُ دُمْ جــبلًا
بــرغم جــرحِك قــف واستقبلِ الشُّهُبَا
هناك تعليق واحد:
فيه قصيدة معارضة له من الشاعر الدكتور محمد عبدالحميد جارالله
إرسال تعليق