حسين نصيب المالكي
دار الشرق - طبرق
الطبعة الثانية
2023م
المقدمة
في
البداية نحمد الله سبحانه وتعالى، ونشكره على نعمه التي لاتعد ولا تحصى، ونسلم
على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
وبعد
لقد تعرضت بلادنا لغزو إيطالي شرس، في أكتوبر سنة 1911م، ولم يبق شبر من الأراضي الليبية، إلا وقد ارتوى بدماء المجاهدين البررة.
فمن
على هضبة البطنان وسفوحها، ووديان دفنه وكهوفها، انطلق المجاهدون، يهاجمون مواقع
العدو الإيطالي ومعسكراته.
يزرعون
الرعب والذعر في قلوب جنوده وضباطه.
ووفاء
مني لتاريخ الأجداد والآباء، ودور المجاهدين في بلادي، فقد قمت بأجراء العديد من اللقاءات مع المجاهدين، الذين كانوا على قيد الحياة ابتداء من سنة 1986م.
ثم
نشرت سلسلة هذه اللقاءات، على صفحات صحيفة البطنان، التي كنت أترأس تحريرها، نالت هذه اللقاءات إعجاب القراء والأصدقاء،
كما حثني العديد من الأصدقاء، على ضرورة
تجميعها في كتاب يكون ذلك أفضل، وخاصة أنه
لا يوجد من كتب عن تلك المعارك، باستثناء الراحل الكاتب سعيد خيرالله صالح، وإن كان ما كتبه ليست كل المعارك، التي وقعت
في البطنان ضد الغزو الإيطالي، فشرعت في صياغتها من جديد، في مخطوط، وقدمته لأول
مرة لمركز جهاد الليبيين بطرابلس، الذي اطلع عليه وأجازه للنشر، واحتفظ بالأشرطة والتسجيلات
لديه، وأبلغني رئيس مركز الجهاد الدكتور الفاضل محمد الجراري حينذاك، إنه لا إمكانية
لديهم لطباعة هذا المخطوط ونشره.
فقمت
بطباعته، حيث صدر في أول طبعة عن مطابع الثورة بنغازي سنة 1995م. وهذه طبعة ثانية
منقحة ومزيدة، يتضمن هذا الكتاب مقدمة وثلاثة فصول وهي:
الفصل الأول معارك الجهاد في البطنان منذ سنة
1911م وحتى سنة 1932م.
والفصل
الثاني عن الأدوار والمعسكرات والمعتقلات الإيطالية في البطنان.
الفصل
الثالث: عن بعض مجاهدي ورواة البطنان الذين استطعنا أن نلتقي بهم وهم على قيد الحياة،
وخاصة مشاركتهم كانت في معارك البطنان.
وأجرينا حوارات، معهم، وقد كانوا من كبار السن،
وتغلب عليهم الأمية، وضعف الذاكرة عند بعضهم، كذلك ظروفهم الصحية، لا تسمح
لهم بتذكر كل الأحداث والتفاصيل، التي وقعت وكان قد مضى عليها عشرات السنين، وهم يمثلون
أغلب القبائل في البطنان، وهذا ما يؤكد لنا أن روح الجهاد كانت متأصلة لدى جميع الليبيين،
في مقاومة الاحتلال الإيطالي.
وانتفاء
روح الجهوية والقبلية، والتنادي الشعبي لكل الليبيين، والالتحاق بالأدوار
والمعسكرات للدفاع عن الوطن، لدرجة أن
المجاهد المتطوع، كان يجهز نفسه بحصانه وبندقيته، قبل التحاقه بالدور.
يبقى
أن هذا الكتاب، حصيلة دراسة ميدانية شاقة، استغرقت عدة سنوات، وهذه الحوارات على
ذمة الرواة لها من المجاهدين، الذين التقيت بهم وهم على قيد الحياة.
ويبقى
الكمال لله وحده، وألتمس العذر من القارئ الكريم ، إذا وجدت في هذا الكتاب، بعض
الأخطاء، أو سقطت بعض الأسماء، أو بعض المعارك، ويبقى ذلك دون قصد، وحق التذكير
والإضافة، قد تكون في طبعة قادمة إن شاء الله.
وما
توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب .
حسين
نصيب المالكي
طبرق
في أبريل سنة 2023م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق