كيف نؤدب أبناءنا بغير ضرب ؟
وحكم الضرب المدرسي من وجهة النظر الفقهية والتربوية
محمد نبيل كاظم
القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
2006
للكاتب خلفية تربوية ممتازة مستندة على أرضية دينية طيبة ، يجتمعان سويا مع قدرته على صياغة أفكاره بعبارات سهلة وفي نقاط محددة تزيد من أهمية كتبه و فعاليتها .
يناقش هذا الكتاب ربما أخطر قضية في تربية الأبناء ، وهي في رأيي أس البلاء في أغلب المشاكل المتعلقة بالأطفال .
يتكون الكتاب من خمسة فصول :
الأول : الجزاء التربوي .. و يتناول فيه معنى الجزء و أهميته و كيفية استخدامه و التأديب في الفقه الإسلامي .
و في حديثه عن العقاب كوسيلة لإيقاف المواقف السلبية ، استشهد بقول القاضي حسن العشماوي :
” أومن بأن حسن التوجيه بالتنبيه إلى الخطأ ، و الإرشاد إلى الصواب أو التأديب ، يجب أن يكون قوامه الرفق الخالص من كل شائبة قسوة ، حتى في النظرة .. “.
ثم يتحدث عن الضرب كوسيلة في نظرية الجزاء ويقول :
” و العقاب مدخل سلبي للتربية ، يقود إلى شخصية منهزمة ، تعيش في قلق و خوف و فشل ، … و إن لجوءنا إلى استخدام الضرب مع الطفل ، دليل على فشلنا نحن الكبار في اختيار الوسائل المناسبة، للوصول إلى نفس الطفل وتعديل سلوكه. “
ويستشهد بما قاله الشيخ الفقيه شمس الدين الإمبابي في كيفية ضرب الصبي :
شروط ضرب الصبي :
1. أن يكون الصبي مفرّقا .
2. أن يكون بين الضربتين زمن يخف به الألم .
3. أن لا يرفع الضارب ذراعه لئلا يعظم الألم .
4. أن لا يضرب المربي و هو غضبان .
5. أن ترفع يدك عن الضرب إذا ذكر الطفل الله تعالى .
وفي الفصل الثاني : تحليل الجزاء التربوي … يتناول أثر الضرب وأثر الشتائم , و في الأخيرة يوضح أنها مخالفة للتكريم الآدمي ، و مثبطة نفسيا ومعنويا . كما أنها تتناقض مع التقويم الأيجابي و الصفات الحميدة للمربي ، كما تتعارض مع جماليات اللغة العربية ، ناهيك عما تسببه من أمراض نفسية و تشويه لثقافتنا الراقية .
ينتقل الكاتب إلى وضع ضوابط الثواب والعقاب التربوية ، نذكر منها على سبيل المثال :
1. أن يرفق العقاب بالحنان و مشاعر المحبة .
2. أن يسبقه الثواب و التشجيع والإقناع .
3. التدرج و التروي في العقاب .
و في نقطة هامة يذكر وسائل وقائية لمسببات العقوبة ، نذكر منها مثلا :
1. ترك الغضب ، و ذلك بناء على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تغضب .
2. تأصيل الحرية الموجهة ، و ذلك بالتقليل من الأوامر لأن الطاعة دون اقتناع يسهل التخلص منها في الخفاء !
الفصل الثالث : الجزاء التربوي الحديث … و فيه يتناول الثواب التربوي و شروطه، و كذلك العقاب التربوي و نماذج منه, و هنا يعرّف العقاب بأنه : أثر يحدثه المربي في المتعلم فور سلوكه سلوكا غير مرغوب فيه ، فيسبب له ألما نفسيا أو ماديا ، بهدف ردعه ومنه من تكرار هذا السلوك السلبي. “
و ذكر قاعدة شديدة الأهمية في التربية قالها الدكتور محمد عبد الله البيلي :
” أوضحت أعمال السلوكيين أن باستطاعة المعلمين تحسين سلوك طلبتهم ، عن طريق تجاهل مخالفي النظام ، و الثناء على الطلبة متبعي النظام.”
ومضى يذكر نماذج للعقاب التربوي ، نذكر منها على سبيل المثال :
1. الرفض و الإباء للسلوك غير المرغوب .
2. سحب التسمية الحسنة .
3. إظهار عدم الرضا .
4. اختصار و أختزال الإجازة الأسبوعية .
وذكر ملاحظة هامة ، و هي عدم استخدام الحرمان من المصروف اليومي أو الأسبوعي كنوع من العقاب التربوي ، لأنه حق أصيل للأبناء على الآباء , و اختيار الوسيلة المناسبة للعقاب هو أمر يقع على عاتق الوالدين , لأنهما الأعلم بما يناسب ولدهما ، و لأن هذا أمر يختلف من شخص لآخر حتى بين الأشقاء .
في الفصل الرابع : أثر العقوبات البدنية … يتحدث عن أضرار العقوبات البدنية من حيث الضرر الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي والأخلاقي والدعوي والأمني والاقتصادي والقومي والإنساني , ثم ذكر أقوالا في منع الضرب في التربية، ومنها ما قاله الإمام أبو حامد الغزالي في وصيته للمعلمين :
” أن يُزجر المتعلم عن سوء الأخلاق بطريق التعريض ما أمكن ولا يصرح ، و بطريق الرحمة لا بطريق التوبيخ ، فإن التصريح يهتك حجاب الهيئة ، و يورث الجرأة على الهجوم بالخلاف ، و يهيج الحرص على الإصرار . “
و في نهاية الكتاب يضع جدولا مفيدا للغاية للعبارات المستخدمة مع الأبناء والتي من شأنها اثارة ضيقهم ، ثم وضع قبالة كل عبارة البديل المناسب لها … و مثال على ذلك :
عبارة أنت مخطئ ، و هي عبارة سلبية فوضع بديلا عنها : ما رأيك فيما صنعت ؟.
و عبارة : أيها التلاميذ أنصتوا إليّ ، فوضع بديلا عنها : هل بإمكانكم الإنصات إليّ ؟.
الكتاب في غاية الإفادة لكل من يعمل في مجال التربية والتعليم ، و كذا لكل أب و أم يتمنون الأفضل لأبنائهم , خاصة أن معظمه يقع في نقاط محددة ، ودون تطويل غير مفيد .
المؤلف :
محمد نبيل كاظم
- أهلية تعليم ( دار المعلمين بحلب ) 1970م
- إجازة في الشريعة ( جامعة دمشق ) 1974م
- ثلاث سنوات فلسفة ( جامعة دمشق ) 1978م
- ماجستير دراسات إسلامية ( جامعة البنجاب ) 1984م
- خمس وثلاثون سنة تدريس
- مئة وعشرون دورة تدريبية تربوية مختلفة
- دبلوم NLP برمجة لغوية عصبية 2004م
- دبلوم إرشاد أسري من مؤسسة الفرحة 2006م
- له ستة كتب تربوية مطبوعة : من منشورات دار السلام-القاهرة :
1- كيف نؤدب أبناءنا بغير ضرب ؟
2- كيف نتعامل مع مراهقة أبناءنا ؟
3- كيف ندرب أبناءنا علي حرية التعبير ؟
4- كيف تحدد أهدافك علي طريق نجاحك ؟
5- كيف تخطط مشروع زواج ناجح ؟
6- كيف نتحرر من نار الغضب ؟
- له مشاريع خمسة كتب مخطوطة أخرى
-إلقاء دورات في التنمية البشرية ومتعة العقل ( سلسلة التفكير الناجح ) .
-أحلام وأهداف أخرى كثيرة ( إن شاء الله تعالي )
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق