السيرة الذاتية للدكتور محمد بن موسى باباعمي
المعلومات الشخصية
الاسم واللقب: بابا عمي محمد بن موسى (Baba ammi Mohamed) .
الجنسية : جزائري.
تاريخ و مكان الميلاد: الثلاثاء 17 محرم 1387هـ/27 أفريل1967م، بني يزجن، غرداية.
العنوان: حي قعلول، ب2، رقم 655، برج البحري، الجزائر العاصمة.
هاتف وفاكس: 0021321874551 / 002313874558
البريد الإلكتروني:
سكايب: med-med44
السيرة العلمية والشهادات:
• دكتوراه في العقيدة ومقارنة الأديان، جامعة الأمير عبد القادر، قسنطينة، سنة 2003م، بموضوع: أصول البرمجة الزمنية في الفكر الإسلامي.
• ماجستير بنفس التخصص، سنة 1997م، جامعة الخروبة، بموضوع: مفهوم الزمن في القرآن الكريم.
• دبلوم الدراسات المعمقة في العقيدة والفكر الإسلامي، جامعة الخروبة، سنة 1994م، بموضوع: مراعاة الظروف الزمنية والمكانية، والأحوال النفسية، في تفسير الآية القرآنية.
• ليسانس في العقيدة والفكر الإسلامي، جامعة الخروبة، سنة 1991م.
• السنة الأولى تكنولوجيا بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، جامعة باب الزوار.
• بكالوريا رياضيات، من ثانوية مفدي زكرياء، بني يزجي، سنة 1986م.
• خريج المدرسة الجابرية الحرة، استظهر القرآن الكريم بها.
• خريج المعهد الجابري العالي، للعلوم الشرعية واللغة العربية.
العمل الحالي:
• متفرغ – بحثيا – لصياغة "المنظومة المعرفية الرشيدة"، وإعداد أرضية "تفسير الرشد".
• مدير معهد المناهج للدراسات العليا، برج البحري، الجزائر العاصمة.
• المشرف العام على مشاريع مكتب الدراسات العلمية، والمدارس العلمية الجديدة، ودور القرآن الكريم.
• أستاذ محاضر بمعهد المناهج، والفرع الحضوري لكلية الدعوة ببيروت.
• رئيس تحرير مجلة "الحياة"، منذ 1996م.
• عضو هيئة التحرير في مجلة "كراسات تربوية"، المتخصصة في الفكر التربوي الإيراني، مصر، منذ 2008م.
• عضو المجمع العلمي؛ لمعهد المناهج، ومسؤول عن مجلة المجمع العلمي؛ الجزائر.
الوظائف العلمية، والعضوية:
• أمين عام جمعية التراث، القرارة، 1992-2007م.
• عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، منذ 2000م.
• سكرتير تحرير "جريدة البصائر"، لسان حال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، سنة 2000-2001م.
• مشرف على مكتبة الحاج إبراهيم أوزكري، بني يزجن، 1990-2000م.
• مؤسس ومدير مركز المطياف القرآن، للبحوث والدراسات، بني يزجن، 1998-2000م.
• أستاذ المنهجية بمعهد الحياة، القرارة، 1993م، و1996م.
• أستاذ قسم الدراسات العليا، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، تخصص "فلسفة العلوم"، 2008-2009م.
• عضو الأكاديمية الأمريكية للديانات (AAR) منذ 2009م.
•رئيس كلية مناهج البحث العلمي، الجامعة الإسكندنافية الافتراضية، النرويج. ورئيس تحرير مجلتها المحكَّمة 2009-2010.
التأليف:
• أصول البرمجة الزمنية في الفكر الإسلامي، مقارنة بالفكر الغربي؛ طبعتان: المطبعة العربية، الجزائر؛ دار صفحات، دمشق.
• مفهوم الزمن في القرآن الكريم؛ طبعتان: دار الغرب الإسلامي بيروت. ودار وحي القلم، دمشق.
• مطارحة معرفية مع بابا الفاتيكان، بنديكت السادس عشر، ومقالات أخرى؛ معهد المناهج.
• محنة نفوسة: رجال من جبل نفوسة حولوا المحنة منحة؛ نشر خاص.
• القاموس الحضاري للمجدد محمد مهاتير، دار المعارف، الجزائر.
• بوبال: مذكرات هارب من الموت، ناج من بطن الحوت؛ تحت الطبع، دار الفكر، دمشق.
•البراديم كولن، قراءة في فكر الأستاذ فتح الله كولن ومشروع الخدمة، بناء على نموذج الرشد؛ نشر الأكاديمية ودار النيل، تركيا-مصر.
• رسالة في المرجعية، مخطوط.
• عن الدليل في علم العقيدة؛ مخطوط.
• معلمة المنهج، في العقيدة والفكر والحضارة؛ مخطوط.
• الإمام الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض: معالم شخصيته، وآثاره، وما كتب عنه؛ نشر الكشافة الإسلامية الجزائرية.
• سلسلة مناهج البحث من الألف إلى الياء: مقاربة في فهم البحث العلمي (مطبوع)، الإشكالية واختيار الموضوع، الفروض والنظريات، الملاحظة العلمية، صياغة خطة البحث، مخطوط.
• سلسلة: "ما بأنفسهم": فييكوس، الصدق في العمل الاجتماعي، النسق المفتوح، حدد غايتك، صبغة الله، مقاربة منهجية لتغيير ما بالأمة الإسلامية، وترياق الحائر. معهد المناهج.
• سلسلة من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال (عشر حلقات)، مخطوط.
• سليمان الحكيم ومنطق الطير؛ قصص أطفال، مخطوط.
• معجم أعلام الإباضية (بالاشتراك)، ثلاث طبعات: المطبعة العربية، الجزائر؛ دار الغرب الإسلامي، بيروت؛ دار المعارف، الجزائر.
• معجم مصطلحات الإباضية (بالاشتراك)؛ وزارة الأوقاف، سلطنة عمان.
• دليل مخطوطات وادي ميزاب (بالاشتراك)؛ مخطوط.
• رحلة الرصافي من المغالطة إلى الإلحاد، دراسة تحليلية نقدية لكتابه "الشخصية المحمدية" (بالاشتراك)؛ دار الأوائل، دمشق.
• توقيع أبو الربيع؛ مقالات، وعمود الصفحة الأخيرة، جريدة البصائر، مخطوط.
• الشيخ عدون بأقلام أصدقائه وأبنائه (بالاشتراك)؛ نشر جمعية التراث.
• مقالات عن أحمد خيري العمري، في حفل تكريمه (بالاشتراك)؛ دار الفكر، دمشق.
التحقيق:
• تفسير الكندي، للشيخ أحمد الكندي، (بالاشتراك)؛ وزارة الأوقاف، سلطنة عمان. (ثلاثة أجزاء)
• إيضاح التوحيد بنور التوحيد، للشيخ سعيد الغيثي؛ وزارة الأوقاف، سلطنة عمان. (ثلاثة أجزاء)
• إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت؛ سلسلة خطب ومقالات حمو بن عمر فخار، المطبعة العربية، غرداية، الجزائر. (ثمانية عناوين)
• حول فرية، الشباب المسلم، التيارات الاقتصادية المعاصرة، مؤلفات عبد الله كنطابلي؛ المطبعة العربية.
• التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم، عبد العزيز الثميني (بالاشتراك)؛ وزارة الأوقاف، سلطنة عمان. (ثمانية مجلدات).
• سمر أسرة مسلمة، علي يحي معمر؛ أطلس للنشر، الجزائر؛ دار الضامري، سلطنة عمان؛ وطبعات كثيرة أخرى.
المواقع والبرامج:
• مؤسِّس ومدير موقع www.veecos.net، منذ 2006م.
• مؤسِّس موقع www.tourath.org، منذ 2007م.
• مؤسِّس ومدير موقع: المطياف القرآني (1998م).
• مؤسِّس ومدير موقع: حميزكم (2000م).
• الإشراف على إنجاز (برنامج كمبيوتر): معجم أعلام الإباضية، الفراث، تفسير الشيخ بيوض سمعي، سورة يس...
المقالات والمحاضرات (نماذج):
• الإنسان محور التنمية في المنهج القرآني، مجلة حراء، اسطنبول، تركيا، 1427هـ/2006م.
• التجديد في فهم القرآن الكريم عند الشيخ بيوض، مجلة الحياة، العدد 1، 1418هـ/1998م.
• من يقيِّم المقيِّمين، وما هو مقياس العلم: مقاربة عقدية في جدلية الديني والعلمي؛ كراسات تربوية، العدد 2، 1430 هـ/2009م.
• الحضور المشرقي في فقه المغاربة؛ مجلة الحياة، العدد 9، 1426هـ/2005م.
• الشيخ حمو فخار: من فقه المراسلة إلى فقه المواجهة؛ العدد 10، 1427هـ/2006م.
• صورة الإباضية في العصر الرقمي، مجلة الحياة، العدد 4، 1422 هـ/2001م.
• القيلولة في الفكر الإسلامي، مجلة قسم العقيدة، جامعة الإمير عبد القادر، 2001م.
• مدخل إلى شخصية الشيخ أبي اليقظان إبراهيم، مجلة الموافقات، معهد أصول الدين، الجزائر. 1416 هـ/1996م.
• مطارحة معرفية مع بابا الفاتيكان؛ مجلة الدراسات العقدية ومقارنة الأديان، جامعة الأمير عبد القادر، قسنطينة؛ 1429 هـ/2008م.
• التحيز في فكر الشيخ عدون، من بين النزعة المحلية والرؤية الحضارية؛ ملتقى الوفاء، القرارة؛ 1429 هـ/2008م.
• الأبعاد المنهجية لوحدة المسلمين في فكر أبي إسحاق اطفيش، مجلة المنهاج نموذجا؛ ملتقى أبي إسحاق، غرداية؛ 1431 هـ/2010م.
• المراحل السبعة لتحويل المعرفة إلى سلوك، لدى الأستاذ محمد فتح الله كولن؛ ملتقى الوسطية، الأردن؛ المجلة الإسكندنافية المحكَّمة؛ 1431هـ/2101م.
• إدارة الوقت وإدارة الذات؛ برنامج تدريبي؛ 1422 هـ/2001م.
• رؤيا 1444هـ-2022م؛ صياغة، وكتيب لإعداد الرؤيا المستقبلية، وبرنامج تدريبي، ومحاضرات. (بالاشتراك).
المذكرات (نماذج):
• تجليات كندية. مقالات، موقع فييكوس.
• الدرويشية، رحلة المجمع العلمي إلى سورية ولبنان.
• الرحلة الجامعة، نحو جامعة دار العلوم، رحلتي إلى السودان ومصر.
• رحلة الحيرة والحراك الفكري، إلى القاهرة، دورة المعهد العالمي للفكر الإسلامي. مخطوط.
• الرحلة الفارسية، رحلتي إلى إيران. مقالات، موقع فييكوس.
• رحلتي العجيبة، إلى سلطنة عمان.
• من وحي الأحداث، مخطوط.
الملتقيات والمعارض (نماذج):
شارك في عدة ملتقيات ومؤتمرات وطنية ودولية، منها:
• ملتقى التراث الإسلامي، جامعة آل البيت، بالأردن، مرتان.
• ملتقى التواصل المذهبي، سلطنة عمان.
• ملتقى الإعجاز العلمي، جامعة جيجل، الجزائر.
• الملتقى الدولي: الشيخ البشير الإبراهيمي، تنظيم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؛ الجزائر.
• الملتقى الدولي حول الفكر الإصلاحي، مقارنة بتجربة محمد فتح الله كولن؛ الأردن.
• أسبوع تكويني في المنهجية الإسلامية، تنظيم المعهد العالمي للفكر الإسلامي؛ القاهرة، مصر.
• المعرض الدولي للكتاب؛ سلطنة عمان، ممثلا لجمعية التراث (بالاشتراك).
شخصيات تأثر بفكرها (نماذج) :
• مالك بن نبي؛ الجزائر.
• محمد مهاتير؛ ماليزيا.
• محمد فتح الله كولن؛ تركيا.
• أمحمد بن يوسف اطفيش؛ الجزائر
• إبراهيم بيوض؛ الجزائر.
• شريفي سعيد ش. عدون؛ الجزائر.
• حمو بن عمر فخار؛ الجزائر.
• عبد الله كنطابلي؛ الجزائر.
• محمد ناصر؛ الجزائر.
• جيفري لانغ؛ أمريكا.
• طارق رمضان؛ سويسرا.
• عبد الوهاب المسيري؛ مصر.
• علي عزت بيجوفيتش؛ البوسنة.
• عمرو خليفة النامي؛ ليبيا.
• كارل بوبر؛ النمسا.
• محمد الغزالي؛ مصر.
• محمد خاتمي؛ إيران.
الإشكاليات الجاري البحث فيها:
• المنظومة المعرفية الرشيدة: التنظير، والتطبيق، وتفسير الرشد.
• تحويل المعرفة إلى سلوك، والعلم إلى عمل...
• مناهج البحث في علوم العقيدة، مدخل نظرية المعرفة.
• تجارب حضارية معاصرة: تجربة تركيا، إيران، السودان، ماليزيا...
• النماذج المعرفية (البراديم).
الغاية، والرسالة، والرؤيا المستقبلية:
• الغاية: رضوان الله تعالى.
• الرسالة: التغيير في المنهج، من منطلق قرآني... (في إطار المشاريع) وترشيد الأمة بمنهج علمي، من منطلق قرآني (في إطار المنظومة).
• الرؤيا المستقبلية: أن أساهم بحلول 1444هـ-2022، في تأسيس جامعة عالمية، في الفكر والحضارة الإسلامية، ذات بعد مرجعيٍّ، مصنَّفة دوليا.
• الدعاء: "اللهم مكِّن لدينك في أرضك، واجعلنا سببا للتمكين... اللهم حبِّب إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين... اللهمَّ انصر إخواننا المسلمين في فلسطين، وارزقنا ركعة في القدس الشريف أولى القبلتين، وثالث الحرمين... آمين".
مزاب ميديا يتوج “د. محمد باباعمي”
بوسام شخصية مزاب 2012
تتواصل المبادرات، وتتجسد الإنجازات، انقضى العام وجاءت لحظة التكريم، طيلة شهر من ترشيحاتكم، ثم دراسة ما وصلنا من أسماء نعتبرها كلها مما نفخر به ونعتز، فأعظم ما نثمّنه هو رصيد المجتمع من الرجال إذ ما فتئوا يتركون بصمات خالدة، جعلها الله في ميزان حسناتهم، وبارك خطواتهم وجهود كل عامل مخلص فعّال.
وكما تقتضي القواعد التي تعمل بها مناسبتنا هاته “شخصية مزاب” فيتم تكريم اسم واحد، ليس بمعنى المفاضلة أو التمييز، وليس بمفهوم الربح والخسارة، وبعيدا عن المفاهيم الضيقة، إنما الكل فائز إن شاء الله، فجائزتنا رمزية، هي خطوة وإسهام في تكريم من يستحق التكريم، فيشرفنا أن نسدل الستار عن شخصية عام 2012 وهو:
د. محمد موسى باباعمي
ابن بن يزجن العريقة الأصيلة، ورجل الميدان، ورمز التواضع والسماحة، أعماله في الكواليس أكثر من أن تحصى، وفي الميدان لا يرقى إليها أدنى شك، مما نعلم ومما لا عالم به إلا الله، له جهود فكرية بأبعادها الإنسانية الحضارية العالمية، بحث، تأليف، إدارة، إشراف، إلهام…، تجاوز بها مساحته الجغرافية، عرفه الصغار والكبار، وامتدت آثاره مدارس ومؤسسات، مشاريع، وإنجازات… فاللهم باركه وتقبل منه وممن حوله من المخلصين.
كلمة الدكتور محمد باباعمي بالمناسبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمته تعالى وبركاته
إخوتي الأحبة المشرفين على موقع مزاب ميديا،
سلامي إليكم طيبا طاهرا عبقا من سفوح الأناضول، إلى ربوع وطننا المفدى: الجزائر
الحقُّ أني أبادلكم التحية بالتحية، والشعورَ بالشعور، ولا أجد نفسي الصغيرة شيئا يُذكر، وإنما أنا جنديٌّ في صفِّ الحبيب المصطفى، مِن أصغر الجنود وأقلهم شأنا وشأوا…
أمَّا عن اختياركم، وحسن ظنكم، فالحق أنني وقعت بين عاطفتين متناقضتين:
الأولى، هو التقدير لكم ولجهودكم، والاعتراف بأفضالكم، ومِن ثم فهي عاطفة إيجابية تجاهكم، داعيا الله أن يثبتكم ويكلأكم بعينه التي لا تنام…
أما الثانية، فهي التي تخصُّني، وتخصُّ اختياركم لي شخصيةً لهذا العام المنصرم، والتحقيق أني أوحِّد الله تعالى أن خلق مِن لا شيء كلِّ شيء، وأن جعل قطرة الماء دليلا على البحار والمحيطات والحياة، والذرةَ عنوانا على بديع صنعه وعظيم خلقه؛ أمَّا أنا فلا شيء، وأقلَّ من القطرة، وأهون من الذرة. وإني لأعرف نفسي جيدا، وأعرف مدى قصورها وتقصيرها، وأستعير في هذه المناسبة قول أحد العارفين: “ومن نعمةِ الله أنَّ المعاصي لا تفوح” وإلا لنفر الجميع من الجميع، ولانكشف أمرنا ونحن المقصِّرون في حقه سبحانه، المذنبون المخطئون الغافلون في جنابه سبحانه، وهو أبدا يستر ويغفر ويرحم…”إنَّ الله لعفوٌّ غفور“، “إنه هو التواب الرحيم”، ” ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌّ مبين، وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم”.
إخوتي، لقد هممتُ أن أعتذر ولا أقبل ترشيحَكم، لولا أني خفتُ ارتكاب ذنب آخر في حقِّكم، ولولا أني خشيتُ أن أكون ممن يردُّ الإحسان بالإساءة، والتحيةَ بأسوء منها، ولولا أنَّ علماء أجلاء سبقوني لقبول اختياركم، وأقصد أخي العزيز العالم العارف، صديق الدرب، وحبيب القلب: الدكتور باحمد ارفيس، زكَّى الله أنفاسه، ونفع بخيره وعلمه الأمَّة أجمع.
ثم أقصد المرحوم المجاهد المجتهد، مَن كان شعلة من الأمل المشرق، وتحية من الكبار للصغار، أعني به الشيخ الصديق:محمد رشوم، رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.
ومَن أكون أنا تجاه هؤلاء وغيرهم من العلماء الأعلام؟!
ثم إني فكَّرت مليًّا فوجدت المئات، بل الآلاف، ممن هم أحقُّ بها منِّي، وهم في سبيل الخير كادحون، ولخير الأمَّة زارعون، بل إني أجد نفسي آخر فرد من المجتمع ممن يحقُّ له أن يحلم أو يفكِّر بالترشيح، بله الترشُّح.
وإني لأذكر في هذا المقام كلمةَ إمامنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “ إني كنت أرعي الغنم لبني فلان على قراريط، وكنت كذا وكذا” فلمَّا سئل عن ذلك، قال: “حدثني نفسي فأردتُ أن أرغمها“.
إخوتي الأعزة، هذا عمر الفاروق، ومَن أكون أنا؟
وإني لأحسب أنه لو كان بين ظهرانينا لما قبلني خادما له، ولما رضيني جنديا صغيرا في جيشه، ولأدَّبني بدرَّته مرَّات ومرات، ولما تجرَّأت على الوقوف أمامه وجها لوجه… حياء واعتذارا.
لذا، لو كان لي من كلمة بالمناسبة لقلت:
أغتنم الفرصة لتقدير جهود جميع العاملين، وللدعوة العامَّة للمصالحة وللمغافرة، ولرفع الحدَّة من العلاقات التي بيننا، والتشنجِ من العمل الاجتماعي، ثم أدعو دعوة أخرى لإعادة جوِّ الألفة والشفقة والمحبة إلى النفوس جميعها، وللصبر على بعضنا البعض ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ما دام الله غايتنا، ورضاه متهى رجائنا، ووجهه الكريم رأس مالنا، وحقيقة وجودنا.
وبالمناسبة، وددت لو أهدي هذا التكريم لقائمة المتوفِّين الذين ألحقتموهم بموقعكم، ففيهم مَن هو معلِّم لي، وفيهم الصديق، وفيهم القدوة… فرحمهم الله برحمته الواسعة، ومَن يدري لعلَّنا نكون آخرَ العام القابل ضمن هذه الأسماء؟! سائلين الله المثوبة والمغفرة للجميع.
ثم أغتنم الفرصة لأعيد نشر كلمة إثر وفاة الأستاذ العزيز عبد العزيز بيوض، رحمه الله تعالى، أتوجه بها إلى القارئ الحبيب:
موت الفجأة… ودعوة للتغافر الشامل
كنت منهمكًا بين المطالعة والكتابة، في مكتبي بالأكاديميا؛ إذا بنبأ ينزل عليََّ نزول السموات السبع الطباق، فيلفُّني في رداء الفكر والتأمُّل ساعات، ويعيد أمام ناظري شريط الزمن ساعة بساعة؛ وإذا بي ألوذ بـ”إنا لله وإنا إليه راجعون”؛ معتبرا موقنا مستذكرا… نعم، قال الناعي: “بلغنا بأسى وحزن نبأ وفاة أخينا عبد العزيز بيوض، على إثر حادث مرور”.
ثم لما تأكَّدت من أنه أخي الذي أعرفه ويعرفني(1)، أحبُّه وأجلُّه، أرى فيه سمات الصالحين الموقنين، العالمين العاملين(2)؛ جمدت عيناي شدَّة وأسًى، وساح قلبي في فضاءات الذكر، صابرا محتسبا… وإذا بلساني يشرد عني ويردِّد مع الخنساء قصيدتها العصماء:
أعـيْنيَّ جُودَا ولا تجَـمَّدا…ألا تبـكيانِ لصخرِ النّـدى
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ…ألا تبكيانِ الـفَـتى السـيدا
إذا القوْمُ مَدّوا بأيديهِـمِ…إلى المَـــجدِ مدّ إلَيهِ يَـدا
فنالَ الذي فـوْقَ أيديهِمِ…من المجدِ ثمّ مضَى مُصْـعِـدا
مهلا، ألم يأمرنا الشارع الحكيم أن نستعيذ بالله من “فجأة نقمته”؟ ثم ألم نعْتَدْ على الاستعاذة من “موت الفجاءة”؟ وكيف نفهم – في ظلِّ هذه الاستعاذة وهذا التوجيه – قوله عليه السلام، في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة، فقال: راحة للمؤمن، وأخْذة أسَف للفاجر”(3)؟!.
لا ريب أنَّ الشريعة لا تعارُض فيها؛ والجمع بين هذا وذاك هو أنَّ موت الفجأة بمثل هدمٍ وحرقٍ وغرقٍ وحادث مرور، وما شابه ذلك، هي راحة للمؤمن المراقِب لله تعالى، المستعدِّ للموت، المتنصِّل من التبعات، الموفِّي لدينه؛ من يخاطَب يوم اللقاء بـ: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي”.
أمَّا الغافل المسوِّف في التوبة، المجترح للسيئات، الخائض اللاعب اللاغي؛ “فموت الفجأة” أسفٌ وحسرة في حقِّه؛ إذ إنَّ موته بعد مرضٍ مثلا، أو بعد مدَّة من ظهور أمارات اقتراب الأجل عنده، يفتح أمامه المجال للتوبة، وللتنصل من حقوق العباد، وأداء حقوق المعبود.
ونحن نحسب أنَّ أخانا عبد العزيز، بحول الله، مات على الإيمان واليقين، وهو مسالم للعباد، لا يُعرف منه إلاَّ الخير؛ ولذا فموته بإذن الله، ولا نزكِّي على الله أحدا، ولنعتبر هذه الشهادة دعاء له؛ هو راحة له، وامتحان لأهله، ولنا جميعا؛ أنصبر أم نكفر، وهل نعتبر أو لا نعتبر… وهي مناسبة لنسأل أنفسنا:
*ترى من هو صاحب الدور المقبل منَّا؟ *ومتى أجلي أنا يا ترى؟
رحمك الله أخي رحمة واسعة، ورضي عنك، ورزق أهلك وذويك، ورزقنا جميعا، الصبر واليقين، وجازانا بـ”أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون”.
دعوة للتغافر الشامل
مسألة أخيرة ومفصلية في حقِّ كلِّ واحد منَّا، وهي دعوةٌ مفتوحة لكلِّ شرائح الأمَّة: صغيرِها وكبيرها، قريبها وبعيدها، ذكرها وأنثاها… أن نتغافر، وأن نتسامح، وأن نتصافح…
ثم إني أوَّل طالب من الجميع: “أن اغفروا لي ما أسرفتُ في حقِّكم، وتوبوا عليَّ فيما فرَّطتُ في جنبكم؛ يغفر الله لكم، ويتوب عليكم”؛ وإني أوَّل مخبر للجميع أني قد عفوت عن كلِّ مَن ظلمني، سواء أعلمت بذلك أم لم أعلم، وسيان عندي أعلم هو أم لم يعلم؛ وأني قد أهديت عرضي للمؤمنين، فمن كان منهم قد نال منه شيئا، فلا تبعة عليه ولا جريرة ولا إثم؛ وإني مُشهد الله أني غفرت له ما مضى؛ بل حتَّى ما سيكون مستقبلا، قد سامحتُ فيه مسبقًا… وأقول لكلِّ معاشريََّ، مِن قريب أو بعيد، ما قاله يوسف عليه الصلاة والسلام لإخوته: “لا تتريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين”.
يقول بعض العلماء:”إنَّ توبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد؛ فتاب الله عليه ثانيا قبولا وإثابة”؛ وهذا مصداقا لقوله: “وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت؛ وضاقت عليهم أنفسهم؛ وظنوا أن لا ملجأ من الله إلاَّ إليه، ثم تاب عليهم ليتوبوا، إنَّ الله هو التواب الرحيم”…
ولنتذكر جميعا، قول الله تعالى: “وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبُّون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم”…
أهلي، إخوتي، أصدقائي، رفقائي، معاشري ولو لساعة… ها أنذا أمدُّ يد الصفح إليكم، فمدُّوا يد العفو والصفح إليَّ؛ جمع الله بيننا في رحمته، ورضي عنا أجمعين، وغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر؛ وفرَّج عن أمَّة الحبيب المصطفى عليه السلام… آمين… آمين… آمين.
ملاحظة، وملحق:
أخي الحبيب، مهما كان مقامك وحالك، فالبركة تتنزل علينا إذا تمثلنا معاني هذا الدعاء في حقِّ بعضنا؛ ولنحذر من “الحرص الشديد” على المنجَزات، أن تغفلنا، وتدفعنا إلى أن يظلم بعضنا بعضا؛ وليكن يقيننا في الله وحده؛ سبحانه.
نص الدعاء:
اللَّهُمَّ: صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَتَـوَلَّنِي فِي جيرَانِي وَمَوَالِيَّ، وَالْعَـارِفِينَ بحَقِّنَا، وَالْمُنَـابِذِينَ لأَعْدَائِنَا ؛ بِأَفْضَلِ وَلاَيَتِكَ، وَوَفِّقْهُمْ لإقَامَةِ سُنَّتِكَ، وَالأَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ : فِي إرْفَاقِ ضَعِيفِهِمْ، وَسَدِّ خَلَّتِهِمْ، وَعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ، وَهِـدَايَةِ مُسْتَـرْشِدِهِمْ، وَمُنَاصَحَةِ مُسْتَشِيرِهِمْ، وَتَعَهُّدِ قَـادِمِهِمْ، وَكِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ، وَسَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ، وَنُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ، وَحُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ، وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِـالْجِـدَةِ وَالاِفْضَـالِ، وَإعْطَآءِ مَـا يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ السُّؤالِ .
واجْعَلْنِي اللَّهُمََّ أَجْزِي بِالإحْسَانِ مُسِيْئَهُمْ، وَأعْرِضُ بِالتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِمِهِمْ، وَأَسْتَعْمِلْ حُسْنَ الظّنِّ فِي كَافَّتِهِمْ، وَأَتَوَلَّى بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ، وَأَغُضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ عِفَّةً، وَألِينُ جَانِبِيْ لَهُمْ تَوَاضُعاً، وَأَرِقُّ عَلَى أَهْلِ الْبَلاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً، وَأسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْبِ مَوَدَّةً، وَاُحِبُّ بَقَاءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً، وَاُوجِبُ لَهُمْ مَا اُوجِبُ لِعَامَّتِي، وَأَرْعَى لَهُمْ مَا أَرْعَى لِخَاصَّتِي.
اللَّهُمَّ: صَلِّ عَلَى مُحَمِّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَاجْعَلْ لِي أَوْفَى الْحُظُوظِ فِيمَا عِنْدَهُمْ، وَزِدْهُمْ بَصِيرَةً فِي حَقِّي، وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِي، حَتَّى يَسْعَدُوا بِي، وَأَسْعَدَ بِهِمْ، آمِينَ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
محبكم، الداعي والمستدعي محمد موسى باباعمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق