جدة : معطيات المكان وآفاق الزمان
أ. د. عبد الرزاق سليمان أبو داود
أ.د. ليلى بنت صالح محمد زعزوع
تعنى هذه الدراسة ببعض العوامل التي تحدد التقسيمات والإشكاليات والقضايا التنموية والتنظيمية والتطويرية والإدارية في محافظة ومدينة جدة وتطورها مكانياً وتاريخياً.
يعتبر مؤلفا الكتاب: أن تزايد أعداد السكان وتحسن الظروف الاقتصادية وظروف الحج والعمرة والهجرة الريفية قد تكون بين أهم العوامل التي أسهمت في تغير نمط وطبيعة المعطيات الإدارية المكانية لمحافظة ومدينة جدة.
كما أن تراكم وتزايد الأنظمة الإدارية وتغيرها باستمرار وتداخل الصلاحيات بين جهات خدمية حكومية قد يكون بين العوامل التي أدت إلى هذه التقسيمات المكانية غير المتوازنة – نوعياً – ضمن محافظة ومدينة جدة، لا من حيث الوزن السكاني والاقتصادي والسياسي فحسب، وإنما من حيث نمط وطبيعة الخدمات المتوفرة في كل منطقة أو مركز أو حي وانتشار العشوائيات السكنية وتفشي الكثير من الإشكاليات التنموية التي تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل في السنوات القادمة...".
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يشرح لماذا وكيف تتغير الحدود الإدارية الداخلية بين الأقسام والوحدات الإدارية للدول والتي تؤدي بالتالي إلى إعادة تشكيل وتنظيم "الحكومات" الإدارات المحلية في المقاطعات والأقاليم والمناطق والأحياء، وهي تختلف من دولة إلى أخرى. من هنا توصل المؤلفان في خاتمة هذا العمل إلى أن الجغرافيا الإدارية هي ذات طبيعة مهمة ولكن بمعايير متعددة في الوقت نفسه. بينما الوحدات أو المناطق الإدارية لا يمكن كما بينت الدراسة أن تشكل أطراً جغرافية محببة أو شعبية بسبب أسمائها فقط، ولا يمكن أن تفعل ذلك من خلال التغير المستمر إلى الأفضل. والدليل على ذلك أن "كثير من الناس في المدن الكبرى لا يعرفون بعضهم البعض، وجدة خير مثال سعودي متجسد على ذلك.
وبطبيعة الحال هناك في محافظة جدة مئات الأحياء والبلدات والمراكز والقرى، وكثير منها صغير جداً لكي يكون صالحاً لتكون مقرات أو هيئات حكومية خدمية، ولو على مستوى المركز الصحي أو المدرسة الابتدائية أو ما يمكن أن نسميه بـ "الجغرافيا الشعبية" التي تؤكد وتبين قدرة المكان على استيعاب الخدمة وتقديمها وتطويعها عبر آفاق الزمان...". محاور العمل: تناولت الدراسة المحاور الآتية:
1 – خصائص المكان والزمان .
2 – إشكالية المياه.
3 – الحيوية وعبق التاريخ.
4 – التطور الإداري المكاني.
5 – التطور التاريخي السياسي.
6 – التطوير العمراني.
7 – نمو الأحياء.
8 – الحدود الإدارية.
9 – إدارة الأحياء.
10 – التقسيمات البلدية.
11 – المجلس البلدي.
12 – الأمن.
13 – تقسيمات إدارية أخرى.
14 – قفزات نوعية، وأخيراً خاتمة.
جدة معطيات المكان .. وآفاق الزمان «1ــ2»
عكاظ - الأحد 09/05/1433 هـ 01 أبريل 2012 م العدد : 3941 :
عبدالله عمر خياط :
.. كثر هم الذين كتبوا عن جدة وتاريخها، ونشوئه الذي ثبت بالقرائن والأحداث أنه قبل الإسلام. ولو أردت استقصاء ذلك وعرضه لتطلب مؤلفا خاصا، لكن الذي أود أن أصل إليه هو أن ما من كتاب صدر عن جدة وتاريخها إلا كان مفيدا أو جديدا.
وقد صدرت في الثلاثة عقود الأخيرة مجموعة من تلك المؤلفات كان أكثرها أهمية ونفعا، وأجدرها بالاستعراض كتاب:
«جدة.. معطيات المكان و آفاق الزمان» ..
فهو يؤرخ لجدة منذ نشأتها الأولى، وحتى تاريخها الحديث وهو من تأليف الأستاذ الدكتور عبد الرزاق سليمان أحمد أبو داود، والأستاذة الدكتورة ليلى بنت صالح محمد زعزوع، وقد جاء في مقدمة الكتاب:
كانت جدة حتى عهد قريب لا تصلح لرسو السفن الكبيرة لكثرة الحواجز المرجانية حول سواحلها، وتعرضت لغزو برتغالي فاشل عام 1541م، وكانت تعاني من شح الماء طوال تاريخها، ولاتزال كذلك رغم الجهود الهائلة لمدها بالمياه المحلاة نظرا للزيادات الكبيرة في أعداد السكان والهدر المائي وسوء شبكة المياه، وهي آخر مدينة حجازية انضمت للدولة السعودية وكانت ترتبط من الناحية الإدارية بمكة المكرمة.
وقد جانبت بعض المصادر الصواب عندما أشارت إلى أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما زار جدة عام 26 هجرية سماها «جدة» فالشواهد كثيرة تدل على قدمها وقدم تسميتها بهذا الاسم.
ولعل في السيرة النبوية الشريفة خير دليل على ذلك عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه عن أن يفدي نفسه من الأسر، فأجابه نوفل بأنه لا يملك مالا، فقال له عليه الصلاة والسلام وأين رماحك التي خبأتها بجدة ؟.
جدة إذن مدينة قديمة جدا، كانت قرية صغيرة في بادىء أمرها قبل ظهور الإسلام بسنوات طويلة، تسكنها وتحكمها قبيلة قضاعة القديمة، وقد وجدت آثارا تدل على ذلك، ولازال الكثير منها محفوظا في المتحف الوطني بجدة، وتعود نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين..
وإلى الغد لمواصلة الحديث عن جدة وتاريخها مما جاء في كتاب «جدة .. معطيات المكان وآفاق الزمان».
جدة معطيات المكان .. وآفاق الزمان «2ــ2»
الإثنين 10/05/1433 هـ 02 أبريل 2012 م العدد : 3942 :
.. وبعد أن يستعرض المؤلفان جغرافية جدة والفلكية وتأثير ذلك على التجارة والحياة الاجتماعية السخية يتحدثان عن موقعها بالنسبة للحرمين الشريفين بقولهما: جدة بوابة الحرمين الشريفين، إليها يفد الحجيج والمعتمرون والزوار بحرا وجوا، ومنها تنطلق أفواجهم ملبية مهللة إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، وزيارة مسجد وضريح الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، وتتموضع جدة أمام الفتحات والممرات الجبلية والمرجانية الفريدة، مما مكنها أن تتحول إلى بؤرة التقاء وانطلاق، قفزا من البحر إلى اليابسة في اتجاهات متعددة، وركوب البحر في إبحار بعيد المرامي ومتباين الغايات، حمتها الحواجز المرجانية من غزوات البحر وحملات الطامعين، ومكنها موقعها وموضعها من نسج العلائق في كثير من المسرات، كانت مدينة جدة على الدوام نتاج الموقع والموضع، ذات دور أساسي في الحج والزيارة والتجارة، وشكلت أهم مركز للاستيراد والتوزيع في المملكة العربية السعودية من خلال ميناءيها البحري والجوي.
ويمكن تلخيص أبرز ملامح موقع محافظة جدة التي تتوسط إقليم الحجاز، الذي يعتبر أحد أهم الأقاليم من حيث السكان والتجارة والسياسة في المملكة العربية السعودية، وموقعها قرب وادي فاطمة، الذي يعتبر ظهيرها الجغرافي، الذي أمدها باستمرار بالمنتجات الزراعية والمياه. ثم يختمان الكتاب بمرئيتهما التي تقول: وبطبيعة الحال هناك في محافظة جدة مئات الأحياء والبلدات والمراكز والقرى، وكثير منها صغير جدا لكي يكون صالحا لتكون مقرات أو هيئات حكومية خدمية، ولو على مستوى المركز الصحي أو المدرسة الابتدائية أو ما يمكن أن نسميه بـ «الجغرافيا الشعبية» التي تؤكد وتبين قدرة المكان على استيعاب الخدمة وتقديمها وتطويعها عبر آفاق الزمان.
وقبل أن أختم أشكر لأخي الأستاذ عبد الله صالح فقيه الذي تفضل مشكورا بشراء الكتاب وإهدائه لي.. كما أذكر أنني فيما قرأت هذا العام قصة بعنوان «سوق جدة» للكاتب سعيد الوهابي والقصة في غاية الروعة، وقد أهداني إياها الأستاذ أحمد المغربي فشكرا لهما على كرم عطائهما وتحية للمؤلفين على العمل المتميز الذي قدماه بدون ضجيج.
آيـة : ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور )..
وحديث : «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» رواه مسلم.
شعر نابض : لأبي نواس قوله :
إذا شــــئت أن تلقى المــحاسن كلها
ففي وجه من تهوى جميع المحاسن.
يمكن شراؤه من الدار العربية للعلوم ناشرون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق