الخميس، 26 مارس 2015

رواية فتاة سيئة - شهد الغلاوين ...

رواية فتاة سيئة

رواية فتاة سيئة - شهد الغلاوين


شهد الغلاوين 


    كيف تطالبني أن أستغل فترة غيابك بارتكاب الكتابة كلما اشتقت لك ، ولا أعرف لغة لحرفي بغيابك ، كيف أعزلك عن ذاكرتي ، أتخلص من أشياءك التي تسكنني ، أودعك بطرقات الغياب ، وأحضرك بحرفٍ أخرس ،كيف أفعل ذلك ؟ وأنت تتوغل بعمقٍ بحيث لا فكاك ، وتسكن وجه الدفاتر ، بكل محاولةلرسم إحساسي تتضح تفاصيلك الدقيقة فأتوقف ، كيف أفعل ورائحتك تتسرب إليّ مع الأماكن التي عبرتها بروحك ؟ هبني طريقة لا تمرني فيها ، وسأرتكبها للكتابة إليك ، دون أدني وجع.

شهد الغلاوين: إذا لم تحارب الكاتبة دفاعاً عن وجودها فسيحاربها المجتمع



الحياة - الخبر - ياسمين الفردان - 7 / 6 / 2014م :

   بعد نجاح روايتها الأولى «فتاة سيئة» تعترف الروائية السعودية شهد الغلاوين بأن نسبة الشبه بينها وبين روايتها كبيرة إلى حدٍّ ما. وقالت في حوار مع «الحياة» إن الناشطات لم يقدمن سوى الصراخ والعويل في الفضائيات، وإن الصحف الإلكترونية أثبتت تفوق مبيعات روايتها، فيما تستعد لإطلاق عملها الثاني «جنسكا»، التي تتناول نظرة المجتمع وتعاطيها مع فئة الأشخاص مجهولي الهوية، مشيرة إلى أنها لا تؤمن بوجود ناشطات في حقوق المرأة. وأكدت الغلاوين أن الكاتبة إذا لم تحارب من أجل نفسها فستجد مجتمعاً كاملاً يحارب وجودها.. إلى نص الحوار:

> لماذا تبدو شهد الغلاوين مختلفة، جريئة، لديها تطلعاً كبيراً إلى إثبات وجودها.. فمن أنت بالضبط؟.

- فتاة تحاول أن تكون في أبهى حالاتها حينما تكتب، ولدت بمدينة الجوف الأرض الطيبة من أنجبت مليون نخلة وأبي، نشأت في عائلة كبيرة وسط ستة من الرجال - إخوتي - كان لوجودهم الأثر الطيب في حياتي وفي تحقيق أحلامي، كتبت في سن صغيرة، وكانت أول مشاركة لي في مجال القصة القصيرة حين كنت في المرحلة الثانوية، وحصلت على المركز الأول على مستوى المنطقة، عشقت الكتابة كعلاقة روحية بعيداً عن كونها حاجة طبيعية لممارسة الحياة بأشكالها كافة، كتبت بجرأة عالية وهذا ما جعلني أتردد كثيراً في مسألة النشر، وعلى رغم أني درست التاريخ كتخصص إلا أنني أحببت اللغة العربية والأدب، حتى وجدت بوابة القبول من القراء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

> حققت روايتك «فتاة سيئة» نجاحاً لافتاً.. ما سر هذا النجاح؟.

- الرواية تشبهني بكل تفاصيلي، لم أفكر بها كرواية وعمل منفصل عن ذاتي لأنها تحمل تفاصيل تجربتي عبر المواقع وما صادفني خلالها، وعلى رغم بعض التفاصيل المختلقة والمشاهد الخيالية إلا أن نسبة الواقعية بها كبيرة إلى حد أنني أعترف بها أحياناً كسيرة ذاتية لمرحلة ما مررت بها، ولا تزال تحمل عبقها وتفاصيلها.

> بدا لقارئ الرواية تحفظك على البعض من التقاليد التي أعاقت التقاء اثنين.. هل كان الحب بداية تحول العاشقة البريئة إلى فتاة سيئة؟.

- لم يكن العشق سيئاً حتى يحوّل بطلة الرواية إلى فتاة سيئة، لكن القيود والتقاليد والأعراف هي من سنّت هذه الأحكام، فكل ما هو خارج عن طبيعة التقاليد المتعارف عليها لدى مجتمع معين يعتبر أمراً سيئاً، وإن كان حباً وعلاقة ارتباط في نهاية الأمر، وهذا ما ضخّم معنى العيب في عرف المجتمع إلى درجة التجريم.

> ما هي النتيجة من روايتك؟.

- هذه الرواية سجلت مرحلة أساسية في الكتابة وهي تجربتي الأولى، حتى لو لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية، كتبت في مرحلة المراهقة الأولى فكانت انطلاقتي الأولى في وجه الناس، والجميل أنها وصلت إلى شريحة كبيرة ووجدت اتفاقاً تاماً من فتيات خضن التجربة والمشاعر نفسها والاضطراب العاطفي.

> ما الذي يثبت أنها احتلت مكانتها بين الأكثر مبيعاً في ظل تكرر الجملة بين الروائيين؟.

- عدد من الصحف الإلكترونية أكدت أنها احتلت الأكثر مبيعاً من خلال الدار في معرض الرياض، وللأمانة لم أحصل على نسبة المبيعات من العمل ولا عدد النسخ التي بيعت في وقتها، لأنني لم أكن على وفاق مع الناشر في ذلك الوقت، لكن الأصداء التي وصلتني عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن العمل وصل إليهم، وهذا بحد ذاته يكفيني، وكان هدفي الوصول إلى القارئ والحمدلله وصلت.

> ماذا بعد «فتاة سيئة» وأنت كتبت يوماً أن اهتماماتك بعيدة عن قضايا بقية الفتيات؟.

- انتهيت من عمل روائي جديد عنوانه «جنسكا»، وهي مختلفة تماماً عن العمل الأول في كل تفاصيله، وتتحدث عن نظرة المجتمع وتعاطيه مع فئة الأشخاص مجهولي الهوية. في هذه الرواية لا أفكر بالأمور السطحية، ولا أؤمن بوجود ناشطات في حقوق المرأة ولا البهرجة الإعلامية والبالونات الفارغة، ماذا قدمت كل امرأة تدعي أنها ناشطة؟ لا شيء سوى العويل والصراخ بالقنوات الفضائية، لديّ قضية أهم وهي كيف أكتب بطريقة حقيقية وليست مشوهة عن مجتمعي وعن واقعي، هنا تكمن الحرية والدفاع عن ذلك أهم ما أفكر به الآن.

> بمن تأثرتِ من الكُتّاب؟.

- لم يكن هناك كاتب محدد ومؤثر بشكل خاص ومستمر، وأنحاز دائماً للكلمة لا للاسم، فكانت أعمال قرأتها وأنا في مرحلة المراهقة الأولى، كنت أبحث عن الحب من خلال الروايات، ووجدت قصصاً كثيرة عايشتها وكأنها قصتي، كنت في تلك المرحلة نهمة إلى درجة كانت كل قراءاتي قديمة جداً. أتذكر ثلاثية أحلام مستغانمي وتأثيرها الكبير في لغتي، ومحمد حسن علوان في «سقف الكفاية»، ورسائل غسان كنفاني و«إحدى عشرة دقيقة» ومظفر النواب ووديع سعادة. وقرأت أخيراً لعدد من الكتاب لكن لم تحدث قراءتي لهم أي أثر، وما زلت أعود للروايات التي قرأتها في مرحلة ما بشكّل أعمق.

> ما الذي ينقص الكاتبة الروائية في السعودية لتبدع؟.

- حقيقة لا أقوم بالكتابة فقط في هذا المجتمع، أنا امرأة تدافع عن حقها بالتعبير أولاً ثم عن حقها بالأمان وثم عن مساحتها الخاصة وخصوصيتها، وكل ذلك فقط لأكتب نصاً أو حتى عملاً. فالمرأة التي لا تحارب من أجل نفسها ستجد مجتمعاً كاملاً يحارب وجودها ويسن الأقلام لتعثرها. في الحقيقة تعبت وكابدت في عملي الثاني في هذا الوسط، لأجد دار نشر تتوافق مع أبسط شروطي وحقي كمؤلفة، على رغم أن غالبية الدور السعودية رفضت عملي لفكرته الجريئة، ولأنه يتناول قضية مجهولي الهوية، ثم كابدت لإيصال فكرتي بلوني الخاص بعيداً عما يثير ذلك في نفوس الآخرين عن معنى كاتبة جريئة، هذا غير الأوصاف التي تطلق على المرأة حين تحمل فكراً حراً.





  أو


ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة