البردة شرحا وإعرابا وبلاغة لطلاب المعاهد والجامعات
محمد يحيى الحلو
مراجعة : محمد علي حمد الله
قال البوصيري:
1 - أمن تذكّر جيران بذي سلم ... مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
اللغة:
ذي سلم: موضع بين مكة والمدينة.
المعنى:
جرّد الشاعر من نفسه شخصا اخر فقال له: ما بال دمعك قد أصبح غزيرا حتى مال إلى حمرة الدم؟ ألأجل تذكّرك الأحباب القاطنين بذي سلم؟.
الإعراب:
أمن: الهمزة: حرف استفهام، من: حرف جر.
تذكّر: اسم مجرور ب (من) . وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (مزجت) .
جيران: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف فاعله، والأصل تذكرك جيرانا.
بذي: الباء: حرف جر، ذي: اسم مجرور بالباء. وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة ل (جيران) ، تقديرها: مقيمين.
سلم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
مزجت: فعل ماض مبني على السكون الظاهر، لاتصاله بضمير رفع متحرك. والتاء:
ضمير متصل مبنى على الفتح، في محل رفع فاعل.
دمعا: مفعول به منصوب ل (مزجت) ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
جرى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، للتعذر. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو، يعود إلى (دمعا) .
من مقلة: من: حرف جر، مقلة: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان ب (جرى) .
بدم: الباء: حرف جر، دم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان ب (مزجت) .
جملة مزجت: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة جرى: في محل نصب، صفة ل (دمعا) ، وهي جملة فعلية.
الصورة البيانية:
في قوله (مزجت دمعا) كناية عن صفة، وهي كثرة البكاء.
2 - أم هبّت الرّيح من تلقاء كاظمة ... وأومض البرق في الظّلماء من إضم
اللغة:
تلقاء: جهة. كاظمة وإضم: موضعان. أومض: لمع.
المعنى:
يتابع كلامه فيقول: أم إن هذا البكاء قد هيجه هبوب الرياح من جهة مساكنهم في موضع كاظمة، ولمع البرق من جهتهم في إضم، فتحركت لأجل ذلك أشجانك وأحزانك!.
الإعراب:
أم: حرف عطف هنا للمفردات.
هبت: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. والتاء: حرف تأنيث، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين. والفعل مؤول بمصدر مجرور معطوف ب (أم) على (تذكر) والتقدير: أم من هبوب الريح. والأصل: أم من أن هبّت.
الريح: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
من تلقاء: من: حرف جر، تلقاء: اسم مجرور ب (من) . وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان ب (هبت) ، وهو مضاف.
كاظمة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
وأومض: الواو: حرف عطف هنا للجمل. أومض: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر.
والفعل مؤول بمصدر مجرور معطوف على (هبوب) ، تقديره: من هبوب وإيماض.
البرق: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
في الظلماء: في: حرف جر، والظلماء: اسم مجرور ب (في) وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (أومض) .
من إضم: من: حرف جر، إضم: اسم مجرور ب (من) ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان ب (أومض) .
جملة هبت الريح: صلة الحرف المصدري المحذوف بالقاعدة (العطف والبدل على نية تكرار العامل) ، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة أومض البرق: معطوفة على جملة هبت الريح، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
3 - فما لعينيك إن قلت اكففا همتا ... وما لقلبك إن قلت استفق يهم
اللغة:
همتا: سالتا بالدمع. يهم: الهيام كالجنون من العشق، ورجل هيمان: شديد الحب.
المعنى:
لما حاول المسؤول الإنكار قال له: إذا كنت صادقا في إنكار الحب، فما بال عينيك كلما أمرتهما بأن تجسا دمعهما امتنعتا؟ وما بال قلبك كلما زجرته عن غمرة العشق هام فيه؟.
الإعراب:
فما: الفاء: الفصيحة، أي تفصح عن شرط مقدّر قبلها، ما: اسم استفهام مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
لعينيك: اللام: حرف جر، عينيك: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الياء لأنه مثنى، وهو مضاف. والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح، في محل جر بالإضافة.
والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (ما) ، والتقدير: ما حادث لعينيك.
إن: حرف شرط جازم.
قلت: فعل ماض، مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، في محل جزم ب (إن) . والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
اكففا: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين. والألف: ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع فاعل.
همتا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين قبل دخول الألف، والتاء حرف تأنيث، ثم حركت تاء التأنيث لمناسبة الألف بعدها، والفعل في محل جزم جواب الشرط. والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
وما: الواو: حرف عطف هنا للجمل. ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
لقلبك: اللام: حرف جر. قلبك: اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف ل (ما) . والتقدير: ما حادث لقلبك؟.
يهم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه السكون، ثم حرك بالكسر للقافية. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هو) .
جملة ما حادث لعينيك: واقعة في جواب شرط غير جازم (إذا) لأنه أقرب إلى اليقين، مقدر قبل الفاء الفصيحة، وهي جملة اسمية.
جملة إن قلت اكففا همتا: استئناف بياني؛ أي جواب سؤال مقدّر هو: ماذا يريبك من عينيّ؟ ولا تصح الحالية في قول الشاعر، كما تصحّ في قولنا (ما لعينيك هاميتين؟) لأن الشرط استقبالي، والاستقبال مخالف للحال، ولهذا لا تكون الحال شرطا ولا العكس.
جملة قلت: ابتدائية، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة اكففا: في محل نصب، مقول القول، وهي جملة فعلية.
جملة همتا: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة ما حادث لقلبك: معطوفة على (ما لعينيك) وهي جملة اسمية.
جملة إن قلت استفق يهم: كأختها في صدر البيت.
جملة قلت: ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
جملة استفق: في محل نصب، مقول القول، وهي جملة فعلية.
جملة يهم: جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، لا محل لها من الإعراب، وهي جملة فعلية.
أو
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق