السبت، 28 فبراير 2015

رواية حوجن ـ إبراهيم عباس


رواية حوجن 



إبراهيم عباس 

أنا حوجن بن ميحال الفيحي ... 
شاب في أوائل التسعين, أقدم لكم حكايتي مع سوسن.. الإنسية. أتمنى أن تشاركوني همومي وعواطفي, بغض النظر عن الحواجز التي تفصل عالمينا ... 
عالم الإنس ... 
وعالم الجن ... !  

مقتطف من الرواية : 

  حسن لا يهمني أت لا أتحدث مع من يتخيلني عفريتاً ذا عين واحدة وقرون وسيقان ماعز, فدائما تجتاحنا نوبات الضحك الهستيري عندما نشاهد تلك لصورة التقليدية "العفريتية" الساذجة التي تتخيلونا بها, أرجوكم أنسوا من أكون, من أي جنس وأي أصل, ما يهمنىي هنا هو أن تشاركوني قصتي وأحاسيسي وحسب وأشكركم مقدما لتفهمكم .. 
ولازيل بعض الفضول الذي أراه في أعينكم فأنا شكلي عادى جداً, كأي حال أي جني, ولو أن أمي تبالغ أحياناً في تدليلي والتغزل في جمالي فأنا وحيدها ودلوعها. لا تسألوني عن التفاصيل فقد فشلنا وفشلتم طوال آلاف السنين في نقلها بدقة إلى مخيلتكم, ولكنني أتعشم في أن تتضح لديكم جوانب من حياتنا وطباعنا وأحاسيسنا نحن الجن, التي قد تستنكرون إذا قلت لكم أنها لا تختلف كثيراً عن طباعكم أنتم. فنحن مثلكم تماماً نأكل ونشرب وننام ونفرح ونحن نتزوج وننجب و .. نحب
من خلال احنكاكي البسيط بكم (يا إنس ) لاحظت أنكم طالما تكررون نفس السؤال الذي يحمل بعض السذاجة: الجن يفعلون كذا؟ الجن يفعلون كذا؟!؟ معقزلة؟؟؟ وأعلم أن نفس هذا السؤال يتكرر خلال سردي لقصتي, لذا أحب أن أجيبه مسبقاً وأكرر: نعم نحن مثلكم..! ولم نسكن معكم هذا العالم بصفتنا الكائنات الوحيدة العاقلة المكلفة غيركم؟ أولم نعبد الله ونتبع الرسل مثلكم؟ فلم إذا تتخيلون مجتمعنا بهذه السطحية الخزعبلاتية؟
نعود إليها ... سوسن ... سوسن اسم من أسمائكم لم ألاحظه قط إلا بعد أن عرفتها وعرفت أنكم تطلقونه على تلك الزهرة التي أدمن استنشاق عطرها من حوض الأزهار التي تعتني بها على نافذتها وقبل أن أتابع معكم أحداث روميو وجولييت دعوني أقص عليكم القليل مما سبقها.
فمع إتمامي لدراستى بتفوق والحمدلله والتحاقى بأحد أكبر الدور العلاجية كمتدرب ومن ثم كموظف براتب محترم بدأت أمي اسطوانتها اليومية التي لا تفتأ ترددها على مسامعي كلما رأتني.
"
يا حوجن فلانة تصلح لك .. يا حوجن شفت لك وحده زي القمر .. يا حوجن شمانه ما تتعوض ..:
وانا أتهرب منها بلطف فلا أعتقد أنني سأقبل بالزواج التقليدي ولا أجد رغبة في الانتقاء من بين المرشحات من بنات أعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي (اثنان وتسعون فتاه نصفهم لم تزوج بعد). أعلم أنه لو كان والدي على قيد الحياة لحسم الموضوع لصالح إحدى بنات أعمامي, لصالح جماري بالذات ابنة عمي سنوطل أكبر أعمامي, وذلك هو المستحيل بعينه فأعمامي قد توغلوا في أمور الشعوذة والسحر الأسود ووقعوا عقوداً مع أكبر تجمعات المردة وسحرة الإنس وأعوذ بالله أن أسلك مسلكهم! كان والدي رحمة الله هو الوحيد الذي شذ عنهم فرفض العمل في مجال خدمة السحرة التي تدر أضعاف المكاسب إذا ما قورنت بمهنته المتواضعة التي بالكاد تطعمني وأمي, بل واختار الزواج من أمي التي تعتبر من آل النقر المعروفين بأخلاقهم والتزامهم على عكس عائلة أبي وكان من الطبيعي بعد وفاة والدي أن أتربى في كنف أمي وجدي.
ونحن من الجن المستأنسين أي أننا نسكت ونتأقلم بين المجتمعات الإنسية على عكس معظم التجمعات الجنية الأخرى التي يضايقها وجود الإنس بالجوار
.



ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة