الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

ظاهرة الشعر الحديث : أحمد المعداوي/ المجاطي - المتن والقراءة ...

“ظاهرة الشعر الحديث”أحمد المعداوي/ المجاطي” المتن والقراءة”

أحمـد السالمي - ثانوية الموحدين التأهيلية -  خريبكة :

الأسلوب الحجاجي في الفصل الثاني في ظاهرة الشعر الحديث.. اعتماد ثنائية متضادة بربط استمرار التطور والتجديد في الشعر الحديث بتوالي النكبات   صعوبات هي التحديدات التي تهم المعرفة الانسانية بشتى أنواعها. تشعبٌ في إشكالات التعريف والحصر. تشعبٌ في مقاربة جنس منها، رغم تقاطع الخلفيات. تلزمنا ثوابث لابد من إثارتها حول النوع، حول الإنتماء. ما يستوقف مرورنا والإشارة إليه. إنه الخطاب النقدي. هذا الخطاب/الإشكال مابين التنظير والممارسة. ما بين التبعية والاستقلالية. ما بين الإبداع والإنتظار. يشكل الحضن المألوف، والموقع الذي يضمن مساحة شرعية للكتاب من حيث الدراسة التي تستأثر بالإبداع/الشعر كموضوع لها، وباعتباره كما أشار إلى ذلك رولان بارت، لغة ثانية بعد الإبداع، سواء كظاهرة عامة تتصل بالجنس الذي تنتمي إليه. أونصوص إبداعية تجسد هذا الجنس لقراءتها بأدوات نقدية منهجية تعكس إيمان الشاعر بها موحدة أو متعددة. هذا الوقوف النسبي عند إنتماء الكتاب،بوابة أو منفذ إلى مكنوناته متنا وقراءة ومنهجية كتابته. نستهلها بـ :

قراءة العنوان

العنوان : تلخيص مكتف لمحتويات المؤلف في كياناته المضمونية، أو المتنية، وفي بنيتها ووسائل هذه البنية..العنوان يمكن من تصنيف المجال المعرفي الذي ينتمي إليه. العنوان بوابة تهيىءالقارىء مبدئيا إلى كيفية التفاعل معه. العنوان نص لساني ذو مرجعية معرفية لحقول علاماته الدلالية، تركيبها تركيبي يسهل مقاربته  بتوالف هذه العلامات (نظام الجملة) المكونة له.. تقدم لنا إمدادات فك هذا التركيب نسقيا ودلاليا..”ظاهرة الشعر الحديث” يتكون من مركبات إسمية تتسق فيما بينها دلاليا، إحالة على الانتماء،علىالجنس، علىالمجالالمعرفي: “ظاهرة”: مفهوم نقدي يستعمل بموازاة الخطاب. لم يقتصر فقط على النقد الأدبي أو الدراسة الأدبية بل هو من المفاهيم التي تم تداولها في المجالات المعرفية والعلميةالمتنوعة.. جاء بصيغة المفرد. وروده يتسم بالشمولية. يغطي مجالا برمته. يتضمن إشارة دقيقة لضبطه. تحتويه جغرافيته من خلال التعالق معهبموالفته بمفهوم آخر هو الشعر: إنه ديوان العرب، المتنفس الكبير لاحتواء مشاعر وعواطف وقضايا هذا المجتمع العربي. واكب التحولات الكبرى في تاريخه منذ الجاهلية، ومظاهر حياتها فيه، مرورا بالحضارة وأوجها المختلفة.. ثم التغيرات التي رافقته حتى الآن/ الحديث : الصفة التي يتعلق بها هذا الشعر محصورة زمنيا في مرحلة تجر حقبة ممتدة تاريخيا من التحولات التي أصابت هذا المجتمع، على مستوى الفكر والأدب خاصة إثر اللقاء الثاني بالغرب. هي أسئلة مستعصية للوشاح الذي يمكن تتويج الشعر به باعتباره حديثا وأين تكمن حداثته؟؟

   من هذه المقاربة بالمركب الإسمي تطلعنا طبيعة الاعتماد الذي يركز عليه الكاتب/الناقد/الدارس. سوف يقتصر على حقبة شعرية معينة لا نربطها ربطا ميكانيكيا بالتقسيم السياسي للأدب، وإنما الإلتفاتة إلى انزياح الشعر عن خطيته الأفقية التي لازمته لفترة طويلة من الزمن. إنها إلتفات الى الذات/الهوية وما فجرته معها من مشاريع فكرية إصلاحية، ومدارس أدبية ونقدية متنوعة..

الفصل الأول :التطور التدريجي في الشعر الحديث

مدخل : يشير الكاتب في هذه المقدمة للفصل الأول إلى الشروط التي ينبني عليها تعامله مع الشعر الحديث بين التطور، والتطور التدريجي، وملامسته عند كل توجه داخل التجربة الشعرية الحديثة دون إغفال الرجوع النسبي إلى المرحلة العباسية والأندلسية في لكونهما تمتعتا بهذه الشروط في إنتاج تجربة شعرية حديثة لتبريرهذا التعامل بالإقتصار على شرطين أساسيين:

– الإحتكاك بالثقافات الأجنبية

–  توفير مساحة الحرية للشعراء.

حديثا هذا العصر. ونتيجة التحولات التي عاشها المجتمع العربي، ظهرت تيارات تحاول إخراج التجربة الشعرية في غياب تمتعها بالحريةمن التقليد،إلى التجربة الذاتية “مدرسة الديوان” ”الرابطة القلمية” و”أبولو”. هذا الغياب الذي قيّد الشعر بنهج القصيدة التقليدية لمدة زمنية طويلة.

  إن التحول إلى التجديد في القصيدة الشعرية في نظر الدارس لم يبدأ إلا مع نكبة فلسطين. النكبة - زعزعت الكيان العربي التقليدي - التي أتاحت للشاعر مساحة من الحرية لم تكن متوفرة له من قبل. والتي أدت إلى انبثاق حركتين تجديديتين في الشعر العربي الحديث :

- حركة واجهت الوجود العربي التقليدي : التطور التدريجي كما تمت الإشارة (الديوان والرابطة القلمية وأبولو)

- حركة واجهت الوجود العربي بعد زوال قداسته، تجمع بين الثقافة الغربية والثورة على الأشكال الشعرية العتيقة بحكم الهزيمة.

بهذا التقديم يحاول الكاتب أن يقسم الفصل الأول إلى قسمين:

    1- التحولات التي أصابت المضمون

    2- قضية الشكل من منظور التيارات

القسم الأول :نحو مضمون ذاتي :   

  هذا القسم ينطلق من الضجة التي أحدثها التيار الإحيائي،بمعارضة الشعر العباسي والأندلسي شكلا ومضمونا،لغة وأساليب وأفكارالتجاوز مرحلة انحطاط الشعر. وحتى من اطلع من شعراء هذا التيارعلى الثقافة الغربية لم تؤثر بشكل كبير على تجربته الشعرية، خصوصا أن الإهتمام كانمنصبا على التراث العربي/ الهوية بحكم المرحلة. هذا المخاض مهد الطريق إلى ظهورالتيارات الذاتية :

أ جماعة الديوان : إن التحولات التي أصابت المجتمع المصري في بداية القرن 20 من تفتح فكريي وثقافي، ساهمت في ظهور البورجوازية الصغيرة. هذه النخبة بشرت بقيم جديدة تولي عناية للذات. مما مكن في إطار هذا المناخ وُلادة “جماعة الديوان” منطلقات موحدة، التقاء أعلامها في فكرة الشعر والوجدان. رغمتباين المفهوم عند كل واحد منهم. فالعقاد يمزج بين الشعور والفكر مع طغيان هذا الأخير على الجانب الشعوري في الشعر: نص “الحبيب الثالث”. وشكري يتأمل في أعماق الذات بين الشعور واللاشعور، بين العالم المحسوس والعالم المجهول، فيصبح الحلم عنده مصدر العذاب،يكرس طابعه المظلم في أعماق نفسه التي تبني رؤيته الشعرية وحدسه الغيبي.أما المازني : الشعر عنده تفجير للنفس ولجانبها السوداوي من خلال نظرته الكارهة للحياة. ما أدى به الى الإنتقال من الشعر إلى النثر، و اتخاذ السخرية من الناس والحياة والموت مذهبا.

   إن وحدة المبدأ “العودة إلى الوجدان” لا تنفي الاختلاف بينهم. ليست بالضرورة مرجعا لإنتاج شعر متشابه، بقدر ماهي دعوة للتمايز. لهذا كان إيمانهم بالعنصر الذاتي مستمد من عنصرين:

ـ انهيار شخصية الفرد المصري أدى إلى إعادة الاعتبار للذات.

ـ التشبع بالفكر الحر

ب ــ تيار الرابطة القلمية :  جماعة تأسست بالغربة (أمريكا الشمالية). نظرتها تشاؤمية. اتجاهها إلى الوجدان مرده الهجرة والغربة. فكان من أعلامها ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وغيرهما، العمل على توسيع مفهوم الوجدان بالتفتح على العالم في كلياته وجزئياته،ليشمل “الكون والحياة و وحدة الوجود” من خلال العلاقة الخفية بين الفرد وهذا الكون، مما أدى بذواتهم الى الهروب من الواقع، والابتعاد عن العالم الخارجي. فجبران توجه الى الغاب، ونعيمة التأمل في الذات، وإيليا أبو ماضي الإعتصام بالخيال وما يتولد عنه من استسلام وخنوع، ونسيب عريضة سر الشقاء نزول النفس إلى درك الحياة، فيختار هو الأخر الهروب إلى الغاب..

   إن شعراء الرابطة عملوا على توسيع مفهوم الوجدان كي يشمل النفس، الحياة، الكون، والإمتداد إلى الذات الإلهية. كانت الحصيلة غلبة معاني اليأس، التردد، القناعة والإستسلام كمواقف سلبية لا تتناغم مع الوعي القومي.

ج ــ جماعة أبولو :  تنظر هي الأخرى إلى أن ذات الشاعر تشكل مصدر شعره. تعكس معاناته ونظرته اليائسة من الحياة. كما هو ظمأ إبراهيم ناجي إلى الحب: “تجربته الشعرية حول المرأة”. وفشل الصيْرَفِي في حبه يأس من الحياة ، ما أدى به الى انكفائه على ذاته، والتغني بآلامها. ومرض الشابي يفسر هيامه بالجمال وعشقه للحرية. وأبو شادي حضور تهيمن عليه الذات في شعره المسرحي. أما الآخرون من شعراء هذا التيار، رغم هيمنة الذات في أشعارهم، فكان حضور نسبي للشعر القومي والإجتماعي، لذلك تنوعت معاني التحسيس والشوق واليأس والأمل. والإرتماء في أحضان الطبيعة، أوالزهد في الحياة والإستسلام للموت.. إن الإحساس بالحرمان رغم الإرتماء في أحضان الطبيعة، جعل أكثرهم يتعجلون الموت : الشابي والشرنوبي والهمشري (ماتوا صغارا : معاناتهم مع المرض) .

القسم الثاني : نحو شكل جديد    

   لقد اهتمت التجربة الذاتية أيضا بالشكل في خصائصه المختلفة لغة و صورا وإيقاعات موسيقة. أي أن التجربة الذاتية خلقت علاقات جدلية بين شعرها وأنماط أشكال التعبيرعنها. فجاءت لغة القصيدة الوجدانية مرنة، في المتناول معجميا. ليست صلبة غريبة كما عند البارودي مثلا (نموذج الإحياء)..مما جعلها قريبة من اللغة المتداولة المألوفة “دواوين العقاد في التعبير عن تجارب أشد ألما”. وإيليا أبو ماضي محاولا التخلص من صرامة لغة القدماء. فكان يُسْرٌ في أساليبه إلا حين يعبر بالصورة. في حين الصورة الشعرية /البيانية أداة للتعبير عند الشاعر الوجداني عما تعجزعنه الأساليب اللغوية المباشرة. إن الصورة ليست صناعة أو زخرفا لذاته، ولا بنفس طريقة الإحيائين. في استقلالها عن الذات (شوقي مثلا). هي وليدة التجربة كما هو الشأن عند إبراهيم ناجي،صور شعره تعبرعن تشبته بالحياة من خلال رؤيته لها في تجربة “الحب”.والشابي والهمشري تتصل صورهما بالتشاؤم بحكم معاناتهما..إذن فالصورة وليدة إدراك جديد لمعنى الكون والحياة. إنه الإدراك الذي اطمأن إليه شعراء الرابطة : علاقة الصورة بالإحساس مما خلق عضوية في القصيدة.. لكن التنوع سيصيب القوافي، وسيؤدي إلى تنوع الأوزان حسب العلاقة التي  يعقدها الشاعر بين معانيه الجزئية وعواطفه، وبين الأساس الموسيقي للقصيدة…هذا التعبير سيبقى حبيس قصائد ومقطوعات، ولم يتسَنَّ تعميمه في التجربة كك

     إن الدارس يعزي هذا التجدد الضيق في الشكل إلى الحملة التي شنها النقد المحافظ على الحركة التجديدية منذ لاحظها تستهدف اللغة، الأوزان، القوافي والصور البيانية كالرافعي وطه حسين..وحملة العقاد على”جماعة أبولو” في استضعاف لغتها دون مبرر..وفي غياب حجج قوية يقفون بها في وجه التجديد.  إن نهاية التيارات الذاتية في نظر الدارس محزنة على صعيد الشكل والمضمون. المضمون: البكاء/الأنين / التفجع / الشكوى. والشكل: فشل في الوصول الى صور تعبيرية بمقومات خاصة.

الفصل الثاني :تجربة الغربة والضياع

    انطلاقتها مع هزيمة 48 (النكبة)، أساسها مبدأ “الشك” في الذات، الذي دفع الشاعر إلى الإنفتاح على الإتجاهات النقدية الغربية في الشعر والأدب، وتطعيمها بالثقافة القومية. اتجه هذا الإنفتاح إلى أنواع المعرفة فلسفية، تاريخية، الإجتماع والنفس والأنتروبولوجيا.كذلك التأثر بالمذاهب الصوفية، والديانات الهندية والفارسية وروافد شعرية مختلفة (الخيام ، طاغور) وملتزمة ( نيرودا، لوركا،  ناظم حكمت) وقصص كافكا، وأشعار إليوت، دون تغييب للثقافة الشعبية وأثرها على الوجدان “سيرة عنترة، أبي زيد الهلالي، سيف بن ذي يزن” ثم المهارة اللغوية التي استمدها الشاعر من القرآن والحديث .. ناهيك عن الإرتباط بينابيع التراث الحية : التعاطف مع طرفة، أبي نواس، المتنبي، المعري والشريف الرضي.

   إن هذا الإطلاع الواسع للشاعرعلى أنواع الثقافات ومرجعياتها جعل رحلته في الأمل والألم رحلة معاناة حضارية شاملة. حيث يجتمع الحب والمرض،الفرح والحزن في شعره بفعل النكبة، مما أدى إلى مزيد من التوتر والقلق نتيجة واقع الحضارة الإنسانية المأزوم… إن حركة الشعر الحديث ظاهرة حضارية برزت كرد فعل على النكبات الكبرى في أبعادها النفسية والإجتماعية والسياسية،بتفجير التجربة الشعرية القديمة عن طريق وضع شكل جديد : شعرالتفعيلة / الشعرالحر، الذي اكتمل مع السياب والبياتي وصلاح عبد الصبور. إن التطورات التي طرأت على المضمون تفسر وتبررما لحق الشكل من تطورات في بنيته الجديدة.بهذا يمكنالنظر إلى المضامين الشعرية في تجربة الغربة والضياع.

   إن هذه التجربة قريبة من تصوير الدمار الذي عقب النكبة العربية، فمعاني شعر هذه التجربة مليء بالضياع والكآبة والتمزق. تعزى في نظر الدارسين إلى :

- التأثر بالشعراء الغربين     

- التأثر بالمسرحين والروائيين الوجوديين (ألبير كامي, جون بول سارتر )عامل  المعرفة هذا أدى إلى اتخاذ مواقف صارمة من المجتمع والكون

    إن النكبة هي نقطة التمفصل لارتياد آفاق مظلمة نحو الغربة والضياع نتيجة لواقع منحل ومفكك، أهَّلَ هذا إلى البحث عن الخلاص مما هو قائم إلى ما هوممكن ( تجربة المعطي حجازي). الغربة اتخذت أشكالا متعددة بتجلياتها في النصوص الشعرية لحركة التجديد .

 الغربة في الكون : صورة الشاعر مثقلة بالمرارة المظلمة والإحساس بالعبث. هناك مفارقة بين الشاعر والعالم المحيط به، ما يؤدي إلى الشك والرغبة في تجديد الوجود.

 2 - الغربة في المدينة : مظاهر المدينة الجديدة بفعل الإستعمار، أفقدها الكثير من أصالتها مما لا يناسب الواقع المهزوم، وانعكاسه على إحساس الشاعر بالغربة في المدينة ما أدى إلى :

أ ــ تصوير المدينة في ثوبها المادي المفرغ من كل ما هو إنساني.

ب - ثقل الإحساس بالزمن، وصمت الناس. هذا الوجه عمل على حصار الشاعر “السياب” نموذجا.

3 - الغربة في الحب : فشل الشاعر في الوصول إلى المرأة “جسديا” نتيجة تركيبته النفسية، يتحول إلى عداوة قاتلة. وفشله روحيا بانعكاس الواقع العربي عليه بكل تناقضاته.

4 - الغربة في الكلمة : واقع الهزيمة حال دون تجاوز تصويره من طرف الشاعر، إلى إشهارالكلمة في وجه الظلم. إذن هو غريب حين يمتلك حرية التعبير وتسعفه العبارة، وحين يفقدها..

   إن الغربة في أشكالها السابقة تفضي إلى محورالموت، هذا التقاطع في الصور والأفكار والإنفعالات ليس ضعفا في خيال الشاعر، بل وحدة التجربة في نفسه تجعله أحيانا يمزج بينها “الغربة في المكان، في الزمان،في الحب..” تنبثق عنه غربة في الحياة، في الصمت، في الموت..(البياتي، يوسف الخال..).. هي إذن غربة في الواقع الحضاري. هي خلاص كلي. معاناة عنيفة. إن شعر هذه التجربة يتسم بالظلمة مما يفتح أفقا لتجارب أخرى..

الفصل الثالث :تجربة الحياة والموت

    البحث عن استقلالية الذات العربية بعد النكبة سياسيا واجتماعيا، خلق حركة أمل وتجدد تزامنت مع اليأس والمعاناة. هذا المزيج اعتبرأن الموت طريق إلى الحياة. أي أن ارتباط الشاعر بالماضي والمستقبل يجعله يعيش حركة التحول المستمر. إن هذه الجدلية جعلت ثورة الشاعر مرتبطة بكل زمان ومكان. فمعاناة الشاعر الحديث في الواقع “الموت”، مشدودة إلى المستقبل لكونه يحمل معنى التجدد والإنبعاث. إن إحساسه بالموت يحيل إلى الإحساس بالحياة. مما يفسر لجوءه إلى الثقافات الإنسانية (البابلية، اليونانية، العربية، المعتقدات، الرموز، الأساطير..) من هنا سيتم الإقتصار على أربعة شعراء لهذه التجربة :

1 - علي أحمد سعيد (أدونيس):  تجربة مع الموت والحياة

       تم التركيز على أشعاره التي تلتقي فيها ذاته بذات الأمة العربية (موتها وبعثها / موته وبعثه). إن إيمانه القوي بإمكانية البعث / التحول، جعل تجربته تتأسس على هذا التحول “أسطورة الفينيق، والعنقاء، ومهيار..”ينبني تفاؤل الشاعرعلى رغبته الصادقة في تجاوز الواقع العربي المنهار. لكن تمسكه بالمنهج الأسطوري عن معناه للحياة والموت، أقام عالما شعريا تنفصل فيه الذات عن الأشياء، ماجعل شعره أقل ارتباطا بحركة التاريخ العربي، في أفق عقده صلته بالمستقبل..

2 ـ  خليل حاوي : معاناة الحياة والموت

   تبدو في دواوينه معاناة حقيقية للخراب، الدمار، الجفاف، العقم، وللبعث نفسه : فديوان”نهر الرماد” تمتزج في قصائده معاناة الموت والحياة نتيجة معاناة التحول لتحقيق البعث.. وديوان”الناي والريح” قدرة على التخلص من الذات القديمة لمواكبة البعث. لكن يتأكد للشاعر أن الزمن لا يعمل لصالحه في إقامة سور منيعة بينه والبعث “وجوه سندباد”، بل إلى السكون، الموت، وخيبة الأمل وهذا ما يجسده الديوان الثالث “بيادر الجوع”.

3 - بدر شاكر السياب : طبيعة الفداء في الموت

  في مجموعة من قصائده، الموت شكل من أشكال الفداء لبعث الحياة : “النهروالموت” و”قافلة الضياع”.. تزداد طبيعة الموت حين تأخذ صيغتها الأسطورية “المسيح بعد الصلب”. إن الهيكل الأسطوري يحوّل السياب من خلاله الموت إلى فداء، ثمنا للبعث. بهذا تم تعقب معاني الحياة والموت على المستوى الذاتي والحضاري كغاية للشعر الحديث..

4 - عبد الوهاب البياتي : جدلية الأمل واليأس

   تخلق جدلية الحياة والموت الشاعر الثوري عند البياتي في كل زمان ومكان، كنتيجة لارتباط الشاعر ذاتيا واجتماعيا بالثورة العربية. لكن توجه الثورةإلى إجهاض نفسها في أية لحظة، أدى إلى طغيان صور اليأس على الأمل مما أفرز علاقة صراع “موت الذات وموت الحضارة وبعثهما”.هناك ثلاث منحنيات لجدلية الأمل واليأس عند البياتي :

أ  - منحنى الأمل : الأعمال السابقة على ديوانه”الذي يأتي ولايأتي” :انتصار الحياة على الموت بالوعي المتجدد، والنضال المستمر.

ب ـ منحنى الإنتظار : ديوان “الذي يأتي ولايأتي ” خطوطه الهامة :

ـ خط الحياة : تفاعل الحياة والموت في أعماق الشاعر جراء طول الإنتظار.

ـ خط الموت : الموت قنطرة إلى الحياة الحق. والوسيط الأبطال الأسطوريون.

ـ  خط لإستفهام : التساؤل والحيرة، وارتباط بالمصير.

ــ خط الارتجاء والتمني : الإنتقال من النضال إلى الحلم أدى إلى تعطل وظيفة الحلم. أي الإنتهاء إلى الموت في الحياة.

ج ـ منحنى الشك : ديوان ” الموت في الحياة ” هو كشف الواقع وزيف النضال العربي (لا موت بدون نضال. ولابعث بدون موت). إن يأس الشاعر من هذه الشعارات دفعه إلى الشك فيها. لهذا كان ما في شعره من اهتمام بالموت، مصدره القدرة على كشف الواقع. ومافيه من اهتمام بالحياة مصدره الثورة، وما في نفسه وفي الواقع من صراع الحياة والموت. كل هذا يفجر صور الأمل، القلق، اليأس، والإنتظار…

الفصل الرابع : الشكل الجديد

   لا تتضح قيمة التجربة الشعرية الحديثة إلا بوسائلها الفنية، وفي التعبير عن اللحظة التي تعيشها. فرغم تضارب الآراء حولها، هناك تقارب بين الشعراء في طريقة التعبير والأسلوب والصورالبيانية والرموز والأساطير كنتاج لتطور الرؤية إلى النفس والمجتمع والكون. مما وسمها بالغموض.

   إن نمو الشكل في الشعر الحديث وتجاوزه للشكل القديم لغة وإيقاعا وتصويرا، تم بعد نكسة 5 حزيران 1967. تجلى هذا النمو في :

ـ تطور اللغة في الشعر الحديث : نتيجة تفاعل كل شاعر مع محيطه وثقافته المتنوعة. فخصوصيات اللغة متعددة ــ بعيدة عن لغة الكلام الحية ــ حسب مفهوم الشاعر الخاص لدورها في الإبداع، وطبيعة التجربة التي يعانيها .

ـ البعد عن لغة الحديث اليومية : لأنها مرتبطة بالحاجة اليومية،هينفعية. أما اللغة الشعرية مثالية تبتعد عن المنطق. لغة جديدة في تراكيبها، تحميل ألفاظها معاني مغايرة، إذن هي نسق جديد عند الشعراء المحدثين مثلا (أدونيس، البياتي، عبد الصبور..).

ـ السياق الدرامي للغة الشعر الحديث : أثناء المعاناة والتوتر ينطلق الشاعر الحديث من أعماق ذاته ويتجه إليها، دون أن يهدم علاقته بالمتلقي لكونه جزء من الوسط الذي ييأس الشاعر منه ــ عكس الشاعر القديم ينطلق من الذات إلى العالم الخارجي (يصبح صوته صوت القبيلة، الأسرة..) ــ فجاءت لغته تتسم بالهمس، الإيماء، الإشارة، والصور المقتضبة كخصائص جديدة.

ـ التعبير بالصورة في الشعر الحديث :

   إن قدرة الأمة على توجيه المجتمع في حركته التاريخية نحو التقدم أو التقاعس والموت، عمل على توسيع مجال الصورة البيانية، سواء منفصلة أو في علاقاتها ببعضها، أوبالشاعر. ينضاف مورد آخر تستمد منه الصورة حركيتها: ثقافة الشاعر والقناعات المنبثقة عنها، وكيفية توظيفها بنسيج عاطفي في فيض من الصور متآلف في أعماقه يتسم بالغموض، ويبتعد عن التصوير التقليدي..

ـ تطور الأسس الموسيقية للشعر الحديث :

    لقد اتسع الإطار الموسيقي القديم لعواطف الشاعر الحديث وأحاسيسه وفكره، رغم تعدد المواقف الرافضه له. لكن الرأي الأكثر انسجاما مع واقع الشعر الحديث هو الذي يتصرف في التفعيلة وفي القافية حسب الدفقة الشعورية، بدون إغفال العناصر الأخرى: اللغة، التصوير.

ـ الأسس الموسيقية للشعر الجديد :

    امتاز الشعر الحديث بمرونة في تعامله مع نظام التفعيلة. لقد تم استغلال الزحافات والعلل لتوليد كم هائل من التفعيلات للتخفيف من حدة الوزن، وتنويع الأضرب لتنويع الإيقاع ( فاعلاتن،فعلاتن، فاعلان، فاعلن ..) ثم التدوير وأهميته في تشكيل الجملة الموسيقية عن طريق تعالق الأشطر. بل هناك أيضا الإفادة من الحروف اللينة والصلبة والتضمين، كل هذا يتيح للشاعر حرية في التعبيرحسب دفقته، والحالة التي يعيشها.

 - نظام القافية في الشعر الحديث :

    إن المحاولات أو الإرهاصات الأولى كانت مع التيار الذاتي، حين ربط بعض شعرائه القافية بالمعاني الجزئية في القصيدة، ولم يستطيع هذا التيار تكسير نظام البيت الشعري المألوف، كما فعلت حركة الشعرالحديث التي انصب اهتمامها على تفتيت الوحدة الموسيقية القديمة ( نظام البيت) من خلال :

- التعامل مع القافية باعتبارها نظاما إيقاعيا من عدة أحرف للحد من نمطية حرف الروي المعهودة، تبعا للدفقة الشعورية داخل البناء الموسيقي العام للقصيدة. وعليه أصبحت القافية محطة وقوف اختيارية حسب نفسية الشاعر في مرونة استعمالها.

ـ  تنوع الأضرب لا يؤدي إلى الإخلال بنظام القافية كما يعتقد البعض ( نازك الملائكة )، لأن مرونة ربط قوافي الأضرب تمنح الشاعر حرية توحيد رنة القافية في الأبيات المتجاورة، أو المتراوحة بشكل مستمر، تنسجم مع الدفقة الشعورية للشاعر.

  علاقة نظام القافية في الشعرالحديث بالجملة الشعرية تتجلى في خاصيتين : الأولى تتصل بالجملة الموسيقية المسرفة في الطول والتي تحتاج إلى أبيات شعرية قصيرة لإنهاء البيت. فهيفي حاجة كذلك إلى بثّ وقفات تضيف إليها موسيقى أخرى. أوالإنتهاء بعلامات الترقيم.. والثانية الجمل المتوسطة الطول بين الجمل الطويلة والبيت. يتم التعويض بقافية ذات نبر بارز لختم الجمل الموسيقية .

    بعد هذا المسح لمتون الكتاب. لا بد ما تستوقفنا طبيعة المنهج المعتمد في هذه الدراسة النقدية للشعر الحديث، خصوصا أننا أمام شاعر حديث، يمارس النقد شأنه شأن أدونيس ومحمد بنيس ونازك الملائكة. إنها دراسة تتصف بالشمولية نقدا وتأريخا ومرجعية ورأيا وتحليلا..إنه ملم بعلوم اللغة والعروض. ملم بالشعر في سيرورته التاريخية. اهتمامه منصب على شعر التفعيلة. متمحص للدراسات النقدية للشعر الحديث، كل هذا نستقيه من قراءتنا للكتاب في تنوع المراجع المعتمدة ما بين العربية والغربية.. المصالحة مع بعضها. أخذُ موقف من أخرى بالتبنّي أو بالنقض كما فعل مع “نازك الملائكة، وعز الدين إسماعيل، والنويهيوأدونيس”..ناهيك عن النصوص الشعرية المعتمدة، وكيفية انتقاء ما يلائم آراءه ومواقفه كمحطة لابد منها لدراسته. هذا الإنتقاء هو بؤرة الشعر الحديث  في نظره، ومبرر القراءة. يبدو أيضا في اختلاف المساحة التي يشغلها الشعراء بيت الدراسة لتقديم مميزات تجربة الشعر الحديث، دون تغييب المتلقي كطرف يقاسمها إياه..

بعد هذه التوطئة، تستوقفا الأدوات المنهجية التي اشتغل بها على الشعر الحديث. إنها مزيج لمناهج متنوعة تفي بمقصدية دراسته :

المنهج التاريخي : أدواته أبرز بها العلاقة بين الظاهرة المدروسة والمرحلة التي أنتجتها، كانبثاق الحركاتالأدبية بمختلف مشاربها بدءً بالبعث والإحياء مرورا بحركة الذات أو الحركة الوجدانية، وخلفياتها المعرفية المتنوعة (عربية وغربية) التي انعكست في تجربتها الشعرية، وصولا إلى الحركة الحديثة بكل مكوناتها السياسية، والفكرية، والأدبية، والعوامل التاريخية التي ساهمت في ميلادها ( الواقع العربي المهزوم، الانتكاسات التي أصابته : النكبة والنكسة). هذا التتبع يراعي خصوصية الخطية الكرونولوجية للحركات الشعرية كإحدى الأدوات المهمة للمنهج التاريخي…

المنهج الاجتماعي : تَواترَ هو الآخر في ربط الشاعر ببيئته ومحيطه، من خلال تفسيرالظواهر الشعرية بما يجري في الواقع القائم : وما يطرأ عليه من تغيير. فسكونه في نظر الرومانسيين(الوجدانيين) يؤدي بهم إلى الهروب منه، والإبتعاد عنه لسخطهم على قيمه السائدة/النمطية.نفس الملاحظة تنسحب على ما أثاره المجاطي في حديثه عن واقع الأمة العربية في ظل الحروب والهزائم، كدافع لشك العربي في نفسه و في من حوله، وبماضي أمته وحاضرها، وما يساهم في تشكيل شخصية الشاعر الثقافية المنفتحة على الآخر، وعلى ثقافته بشتى أشكالها كدراع للوقوف على واقعه وتناقضاته، والواقع الذي يتوخاه..

المنهج النفسي: توسله حين اعتبر أن القصيدة الرومانسية أعادت منشودها إلى الذات، وإلى أعماق هذه الذات. تفجر مكامنها ومدلولاتها ورؤيتها إلى الأشياء من منبع الإحساس الوجداني للشاعر. نفس العلاقة يثيرها المجاطي في التجربة الحديثة من خلال انعكاس الواقع العربي بما يحمله منتناقضات على ذات الشاعر. فكيف له هدم عالم وبناء آخر وفق منطق الإحساس بالذات وبالوجود؟؟ لم يكتف المجاطي بهذا الإحساس في المواضيع والرؤى، بل حتى الإيقاع والوقفات الموسيقية هي نتاج للدفقة الشعورية والوجدانية للشاعر..

 إذن هناك تفاعل نلمسه عند الكاتب يمنح لهذا المنهج مشروعية التواجد بين مكونات القصيدة شكلا ومضمونا ومكونات الذات من الناحية النفسية .

  إن التعامل معا لمدارس الحركات فنيا: البعث والإحياء ونموذها التقليدي، والرومانسية ومرجعياتها المتعددة وتعدد مدارسها (الديوان،المهجر وأبولو)وحركة الشعر الحديث يشيرإلى حضور المنهج الفني في سياق التطرق إلى خصوصيات كل مدرسة أو مكون مثلا رومانسي ومميزاته الفنية..

  إن المجاطي ينهج في دراسته منهج الظاهرة أو الموضوعة أو التيمة. الظاهرة بمفهومها الشمولي التي تنسحب على الشعر الحديث برمته. ثم توزيع هذه الظاهرة إلى مجموعة ظواهر عامة  تتفرع إلى تيمات في كل فصل : مثلا تجربة الغربة والضياع : الغربة في الحب ، في المدينة، في الكون.. وحتى شكلا كما مر بنا مثلا نظام القافية ( نظام إيقاعي، تنوع الاضرب، التضمين، الجمل الطويلة والمتوسطة)…

    إن التوظيف لهذه المناهج من طرف المجاطي لم يكن اعتباطيا. بل غطى نسبة مهمة من التجربة الشعرية الحديثة. ليس تنظيرا فقط وإنما قراءة وتحليلا للنماذج الشعرية في متنها، وبنيتها اللغوية والفنية، وإصدارا للأحكام والمواقف في سياق رؤيته للشعر الحديث كشاعر أولا وكقارئ أو ناقد ثانيا..

   انطلاقا مما سبق، حاولنا ترصد المجاطي في دراسته للشعر الحديث. ليس فقط الوقوف على محتوى الدراسة، والمناهج التي توسلها في تتبع ظاهرة الشعر الحديث، وإنما أيضا نتعداهما إلى بعض خصوصيات الكتابة في الكتاب.

  يلفت انتباهنا مدى تمسك المجاطي بقاموس لغوي يمتح من الأدب والنقد، وحتي في قراءاته الفعلية للنصوص، يتبين مدى إلمامه باللغة العربية وأدوات علومها. هذا التراكم عمل على توظيفه بشكل متناسق يعطي الدراسة طابعها النقدي من خلال تجلياته في الحقول الدلالية المتنوعة التي تهيمن عليها الدراسة النقدية الأدبية، وهو ما يتواتر مساحة شاسعة في الكتاب على مستوى تدرج هذا التعامل: من وصف الظاهرة وربطها بخلفياتها، وظروفها، ومؤثراتها المختلفة الذاتية والواقعية.ثم تجزيئها حسب القوة الفعلية لهذه العوامل والمؤثرات الذاتية والخارجية، في تركيب متنوع ومتناغم بين أصناف جمله في حركيتها الدائمة مابين المركب الفعلي ذي الأثر الرجعي “الماضي” عندما يكون بصدد إثارة الظاهرة منذ انطلاقها، أو إثارة الظروف والشروط الباعثة على وجودها ( الإشارة إلى البعث والإحياء. الوقوف عند الحركة الذاتية أو الرومانسية). وحركية المركب الفعلي “الحاضر” عندما يتدرج اهتمامه بالتجربة الشعرية الحديثة في سياقها التاريخي، والعوامل التي ساهمت في انبثاقها كتجربة عملت على تأسيس كيان القصيدة الجديد في ثوب جديد يلائم الوضع الجديد.. وبين المركب الإسمي الذي يتعدى نفسه إلى تركيبة الجملة من خلال وظيفته (الجملة الإسمية)، حضورها يجسد الثوابث والمنطلقات والخلفيات التي تؤمن بها كل الحركات محل الدراسة في التقاء أعلامها وفي الإختلافات بينهم دون المحيد عن الأسس الثابثة (منطلقات الديوان/اختلاف أعلامها..أبولو/ نظرة شعرائها..التجربة الحديثة/ أصناف شعرائها)..

  إن المادة المعرفية التي تم اشتغال المجاطي عليها مادة إخبارية ليس بالمفهوم الصحفي وإنما بمفهوم القراءة. كيف تصل إلى القارئ؟ وكيف سيتعامل معها؟ وأين مكامن التأثير فيه؟ لهذا استندت في كل مرحلة من مراحلها على الوازع الإقناعي الذي يستمد مشروعيته من مختلف الوسائل الحجاجية، سواء تعلق الأمر بالرأي والرأي الآخر بالنقض أو التبني، مع مختلف النقاد الذين أورد تصوراتهم في الكتاب (نازك، عزالدين إسماعيل،النويهي، العقاد، طه حسين). لم يكتف بهذا الجدال بل اعتمد مجموعة من الإستشهادات الشعرية سواء للتدليل على معطى معين. أو تفكيك مقطع في سياق مايطرحه، أي أن هذا الجانب الحجاجي استثمر نظرة(تصوره للظاهرة وكيفية طرحها). وتطبيقا ( تحليل النصوص المعتمدة في كل فصل)  في أفق إثباث ما يسعى إلى إثباثه بالنسبة للتجربة الشعرية الحديثة، دون أن نبحث أونبرز خلفيات الدراسة ودوافعها الذاتية..

  إن المجاطي يحاول أن تكون قراءته للشعر الحديث قراءة متميزة بتنوها، بنماذجها، بالكيفية التي تناول بها الظاهرة. بسيولة أسلوبه في تناسق أفكاره ومعانيه التي تستسهل فهم القارئ لها. هي طريقة يرغب منها أن يصل صوت دراسته إلى كل قارئ مهتم….


ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة