تحميل كتاب " الميتة العاشقة " وقصص فنطازية أخرى
تأليف تيوفيل غوتييه
ترجمة : محمد علي اليوسفي
مراجعة : كاظم جهاد
مشروع “ كلمة ” كلاسيكيات الأدب الفرنسي
مراجعة : كاظم جهاد
مشروع “ كلمة ” كلاسيكيات الأدب الفرنسي
أصدر مشروع “كلمة” للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، كتاب “الميتة العاشقة وقصص فنتازيّة أُخرى”، للروائي الفرنسي تيوفيل غوتييه، ونقله إلى العربية الكاتب والمترجم التونسي محمد علي اليوسفي.
ويأتي الكتاب ضمن سلسلة “كلاسيكيات الأدب الفرنسي”، التي استحدثها مشروع “كلمة” للترجمة في أبو ظبي، ويحررها ويُراجع ترجماتها الشاعر والأكاديمي العراقي المقيم في فرنسا كاظم جهاد.
ويضم الكتاب تسع قصص مترجمة، تمزج بين الواقع والخيال، من بينها اثنتان من إنتاج غوتييه، بين عامي 1831 و1856.
تجدر الإشارة إلى أن غوتييه ولد في تارب جنوبي فرنسا عام 1811، ونشأ في باريس، وتوفي في ضاحيتها نويي-سور-سين عام 1872.
كلمة للترجمة :
الميتة العاشقة .. وقصص فنطازية أخرى
تأليف: تيوفيل غوتييه
ترجمة: محمد علي اليوسفي

الصورة الماديّة لا تتلاشى إلّا لدى النظرات المبتذلة، والأطياف التي تنفصل عنها تعمّر اللّانهاية. ما زال البطل باريس يخطف هيلانة في منطقة مجهولة من الفضاء.
وما زال مركب كليوباترا، قادس، ينفخ أشرعته الحريريّة على زرقة نهر طرسوس آخرَ مثاليّ. وثمّة عقولٌ مشبوبة وقويّة استطاعت أنْ تجلب إليها قروناً مندثرة ظاهريّاً، وأن تجعل شخصيّات ميتة في نظر الجميع تعيش من جديد.
اتّخذ فاوست ابنة تيندار عشيقة له، ونقلها إلى قصره القوطيّ، من أعماق هاديس، هاوية العالم السفليّ الغامضة. ولقد عاش أوكتافيان للتوّ يوماً في عهد تيتوس ليكون محبوباً من آرِّيا مارتشيلا، ابنة آرِّيوس ديوميديه، النائمة في هذه اللّحظة قربه على سرير عتيق في مدينة يحسبها الجميع مهدَّمة.
مشروع "كلمة" يترجم "الميتة العاشقة"
للفرنسى تيوفيل غوتييه
اليوم السابع - الإثنين، 09 فبراير 2015 :
كتب بلال رمضان
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة، التابع لهيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة، كتاب "الميتة العاشقة وقصص فنتازيّة أُخرى" للكاتب الفرنسى تيوفيل غوتييه، ونقله إلى العربية الكاتب والمترجم التونسى محمّد على اليوسفى، ويأتى الكتاب ضمن سلسلة "كلاسيكيّات الأدب الفرنسىّ" التى استحدثها مشروع "كلمة" للترجمة فى أبو ظبى، ويحرّرها ويُراجع ترجماتها الشاعر والأكاديمى العراقى المقيم فى فرنسا كاظم جهاد.
عبرَ مسيرة إبداعية دامت أكثر من خمسين سنة، فرض الشاعر والكاتب الفرنسى تيوفيل غوتييه (1811-1872) حضورَه واحدًا من النوابض المحرِّكة للرومنطيقيّة ومجدّدًا فى النقد الفنّى، وشاعرًا مجوِّدًا وإن لم يكن غزير الإنتاج فى الشّعر، وكاتبًا مسرحيًّا، ورحّالة شغِفًا بما يرى من شعوبٍ ومَشاهد. بيد أنّه فرض حضورَه على وجه التخصيص روائيًّا وقاصًّا من طبقة رفيعة، ترك بصماته الواضحة فى جنس أدبى عسير المسالك، يسهل فيه الابتكار السطحى وتكثر فيه مزالق التكرار ومحاكاة الآخرين، ألا وهو الأدب الفنتازى.
والقصص التسع، المترجمة فى هذا الكتاب، والتى تكاد الأخيرتان منها تشكّلان روايتين، منتقاة من إنتاج للكاتب يمتدّ على الفترة بين 1831 و1856. ليست هذه القصص – ومن هنا دعوتها بالفنتازيّة - خياليّة بالكامل كحَكايا الجنيّات مثلاً، بل هى تمزج بين الخيال والواقع، وتدع عناصر غير مرئيّة أو لم تعد تنتمى إلى عالم الأحياء تتدخّل فى الواقع ثمّ تتلاشى مخلّفةً أثرًا عميقًا فى الكائن الذى يحدث له أن يرصد بعض تجليّاتها: امرأة تواصل عشقها فى ما وراء الموت، وقدم مومياء تتدخّل فى حياة ذلك الذى اشتراها من مخزنِ تحفيّاتٍ وعتائق، وحسناء مرسومة فى سجّادةِ حائطٍ تلهب خيال شابّ عاشق، إلخ.
شاعريّة اللّغة تُحوّل أغلب صفحات الكتاب إلى قصائد نثر، وانثيالات الخيال المتواصلة تمنح الشخوص حياة أُخرى داخلَ الحياة. إنّ عدّة مسائل جوهريّة، كمسألة الهويّة وثيمات الازدواج والقرين والشّبيه والصّنْو وانتحال الهويّة وصناعة الاستلاب تُهيكل قصص الكاتب وتمنحها عمقاً فلسفيّاً وأدبيّاً فريدين.
لم يكن غوتييه يمارس كتابة الغرابة من أجل الغرابة، بل إنّ عودة إلى الواقع دائماً ما تتوّج نصوصه. فتدرك الشخصيّة القصصيّة معضلتها، أو تموت ضحيّة وهمها القاتل فنكمل نحن القرّاء شوط التساؤل الممضّ والفهم الخلّاق.
والموتى لا يفرضون علينا وجودهم إلّا بقدر ما تدوم زيارة توقفنا على الأساسى ويعودون بعدها إلى عالمهم الأليف.
إنّ هذا الوريث لرائد الأدب الفنطازى ومعلمّه الشخصى المعلن، الألمانى هوفمان، قد ذهب بعيداً بإرث المعلّم وفرض عليه لا لغة الشعر وحدها، ولا تعمّق الرومنطيقى الثائر الذى يستنطق الدواخل الإنسانية ومنطق الكون كلّه فحسب، بل كذلك أدوات الناقد الفنّى والرّحالة الذى يزجّ بقرائه فى تعدّد الثقافات وثراء المرئيّات.
ثمّة جانب متبحّر أو موسوعى فى نصوصه هذه، فيرى القارئ معه إيطاليا بثقافتها وفنونها، والهند ومصر بروحانيّاتهما ورؤية أهلهما للّغز البشرىّ.
ولد تيوفيل غوتييه Théophile Gautier فى تارب Tarbes فى جنوب فرنسا فى 1811 ونشأ بباريس وتوفّى فى ضاحيتها نويي-سور-سينNeuilly-sur-Seine فى 1872.
تعرّف فى المدرسة الابتدائيّة على جيرار دو نرفال، وفى يفاعته على فكتور هوغو، فاعتبره معلّمه. أعرب باكراً عن ولع كبير بالفنّ رغم حولٍ فى عينيه، وتعلّم الرسم، وتعرّف على كبير رسّامى فرنسا الرومنطيقيّين أوجين دولاكروا الذى شرع يوجّهه فيه. بيد أنّ شغف الكتابة كان هو الأقوى عنده، فراح من خلالها يساهم مساهمة فعّالة فى الحركة الرومنطيقيّة، وينشر باضطرادٍ قصائد وقصصاً وروايات ومتابعة نقديّة للرّسم والنحت.
من أهمّ مجموعاته الشعريّة "ملهاة الموت" و"مزجّجات وأحجار منقوشة"، ومن أشهر رواياته "الآنسة موبان" و"رواية المومياء". إلى هذا، كان غوتييه رحّالة مشبوباً، ترك قصص رحلات شهيرة إلى إسبانيا والجزائر ومصر، ويقدّم مشروع "كلمة" عمّا قريب ترجمة لرحلتيه إلى البلدين الأخيرين.
أمّا مترجم الكتاب، محمّد على اليوسفى، فشاعر وروائى ومترجم من تونس. ولد فى مدينة باجة سنة 1950، ونال إجازة فى الفلسفة والعلوم الاجتماعية من جامعة دمشق، ودبلوم ماجستير فى الفلسفة من الجامعة اللبنانية. مارس الكتابة والترجمة والصحافة الثقافية فى أبرز الصحف والمجلات السورية واللبنانية والفلسطينية.
من مؤلّفاته، فى الشّعر: "حافّة الأرض"، و"امرأة سادسة للحواسّ"؛ وفى الرّواية: "توقيت البِنْكَا" (جائزة الناقد للرّواية)، و"شمس القراميد" (جائزة كومار: الريشة الذهبية)، و"عتبات الجنّة".
وله فى الترجمة عشرون كتاباً من بينها: "خريف البطريرك" لغابرييل غارسيا ماركيز، و"بدايات فلسفة التاريخ البورجوازية" لماكس هوركهايمر، و"لو كان آدم سعيداً" لإميل ميشال سيوران، و"حريّة مشروطة" لأوكتافيو باث، و"مغامرات الفتى "أصهب"" لجول رونار، وقد صدر الكتاب الأخير فى منشورات مشروع "كلمة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق