الـَّرُجـل والفسيل : مقالات عن القاص
البصري محمود عبد الوهاب
محمد خضيّر
مطبعة بلورة الجنوب - 2012 م
رُفع بواسطة : عبير الربيعي
الأديب الراحل محمود عبد الوهاب
عذرا إننا لا نحسن الرثاء
صحيفة الجريدة - ثقافية - عباس محسن :
من ضمن الجلسات الاعتيادية التي يقيمها اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة في استذكار من مضى من الأدباء، أقام جلسة خاصة بالأديب الراحل -محمود عبد الوهاب - في يوم الجمعة 7 ديسمبر- كانون الأول 2012 وكان من ضمن الفعاليات التي أقيمت في هذا الاستذكار انطلاق المدعوين إلى زيارة ضريح الراحل في مقبرة الحسن البصري في قضاء الزبير ووضع إكليل من الزهور على ضريحه.
تلت زيارة الضريح جلسة استذكارية شارك فيها عدد من الأدباء بكلماتهم وقصائدهم الشعرية استذكارا للراحل، فقد قرأ الشاعر كاظم اللايذ قصيدة حملت عنوان "تلفون في القبر"جاء فيها:"ما ان ( أفتح "نقالي ) حتى يصدمني اسمك ينبض مثل الماسة ما بين الأسماء…لا أجرؤُ-رغم نفاذ الساعة - أن أمحوه…لا أدري فلعلي أترقب أن تتغير أحكام الأشياء".
وقصيدة للشاعر عدنان علي حملت عنوان "عازف الأوتار - إلى محمود عبد الوهاب" قال فيها:مسافر يقص الطريق ..زحمة في جيوب بيته ..أحاديث تطرق بأن السمع صدىً ..همسات كالرفيف الآتي ..مع الخيوط الأولى لأشعة الشمس ..لن تغرب في عيون الوجود ..كأس ليس فيها ثمالة ..أوراق تلعب بها الريح كالأشرعة ..وتخرج من دائرة المقهى ..الذي يأتيها كل يوم".
وقصيدة كتبها الشاعر علي نوير في اليوم الثاني لوفاة الراحل أي في يوم دفنه حملت عنوان "عذرا يا محمود قد لا أحسن الرثاء" ذكر فيها: أحقيقة هي أم خرافة؟من يصدق؟ أن الذي وقع سهوا .. من فوق صهوة اليوم السابع وأحدث كل هذا الدوي ..لم يكن غير جسدك النحيل…يا محمود عبد الوهاب.أيها العابر بلا حقائب ثقيلة .وقصيدة لمجيد الأسدي حملت عنوان"يا معلم - إلى أستاذنا الرائع محمود عبد الوهاب" قال فيها :مد لي يدك المعروقة المرتعشة ..قبل أن تصمت العصافير ..يا معلم.وقصيدة الشاعر مجيد الموسوي الذي قرأها الشاعر عبد السادة البصري نيابة عنه نظرا لسوء حالة -الموسوي الصحية- وهي عبارة عن مرثيات ثلاث نقتطف عبقا من إحداها وهي تحت عنوان "بكاء الصوفي:أكتفي بالقليل القليل ..كوز ماء .. وكسرة خبز .. وسجادة للتأمل .. أفرشها آن اقترب الليل .. وحدي وأبكي .. يا إلهي أجرني .. فما زلت أطمع أن .. أتوسد بين يديك ترابا…وبعض عزاء ..إضافة إلى كلمات لعدد من الأدباء في حق الراحل وذكرياتهم التي قضوها معا ومن الأدباء الذين قرؤوا: الشاعر حسين عبد اللطيف جاء فيها :لا أعرف حقا كيف أدير الحكاية أو أرويها، من كان يعرف رحل…، ركب القطار ورحل. اليوم الخميس 8 ديسمبر- كانون الأول 2011 عويل المدينة يسمع بعيدا، المدينة تشيع أحد أبنائها النادرين سنذهب تحت سماء عارية في موكب التشييع لن نذهب اليوم إلى المقهى ولن يلتئم جمعنا في "القبة " كما اعتدنا كل يوم قبل نزول هذه الفاجعة سنذهب اليوم إذن إلى المقبرة.وفي لقاء مع الشاعر حسين عبد اللطيف ذكر أن هناك الكثير من الطرائف التي كان يرويها الراحل والتي أشير بهذا الأمر على الشاعر كاظم الحجاج بتسجيل البعض منها والتي سمعها منه فهو لا يقل براعة عنه. ومن جانب آخر أكد الشاعر كاظم الحجاج ضرورة الاهتمام بمثل هذه الاستذكارات ولو على المستوى الوطني على الأقل وأن لا تكون مناسبة عابرة .
الشاعر كريم جخيور شدّد على أهمية الاحتفال بيوم مولد الراحل ولكن على حد قوله إننا أمة تحتفي بالحزن دائما بمن هم غائبون عنها وقد وصف الراحل بأنه قد أعطى لدوران عقارب ساعات الوقت معنى وقيمة، أضف إلى ذلك ومن خلال لقائنا بالشاعر كريم جخيور رئيس اتحاد الأدباء فرع البصرة وفي تصريح له قال: ندعو الحكومة المحلية المتمثلة في المحافظ و رئيس مجلس المحافظة بالسعي لإقامة ضريح يليق بالراحل وإنشاء متحف بموجوداته وإطلاق مسابقة أدبية سنوية تحمل اسمه، كما دعا جخيور بدوره الجهات المهتمة بالشأن الأدبي والثقافي بطباعة كتاب يضم الأعمال الكاملة للراحل واتحاد الأدباء في البصرة على استعداد للتعاون مع هذه الجهات.
وكما ألقيت كلمة لكل من الناقد مقداد مسعود والناقد جميل الشبيبي جاء في كلمة الشبيبي التي حملت عنوان "رحيل الشاهد الاستثنائي الأخير" : برحيل القاص محمود عبد الوهاب في السابع من كانون الأول عام 2011 أسدل الستار عن آخر شاهد حي لميلاد القصة الفنية القصيرة في العراق، فهو أحد المبشرين بميلادها إلى جانب عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي ومهدي عيسى الصقر. وهو أحد الكتاب القلائل ممن أخلص لهذا الفن، وقد اتضح ذلك في إنتاجه القليل الذي جمعه في مجموعته الوحيدة "رائحة الشتاء"، التي تمثل إنجازا متفردا في كتابة القصة القصيرة في العراق، بتنوع تقنياتها، واتساع أفق دلالاتها، وجمالية السرد المكثف فيها" .
وألقى قاسم حنون كلمة وصف فيها جمالية العلاقة الرائعة التي ربطت الراحل بالقاص محمد خضير وحتى الرمق الأخير مؤكدا أن مثل هكذا علاقات يجب أن توضع في ذاكرة الصداقة الجميلة والنبيلة على حد قوله. وكلمة الروائي إحسان وفيق السامرائي - الذي اعتذر عن الحضور لحالته الصحية - والذي قرأها نيابة عنه القاص محمد سهيل نذكر منها:وجاءت سنة ثانية بقيت خلالها أقلب أوراق الخريف وأتساءل كيف أنظر إليه…وقد أعجز في الوصول إليه…وأعترف بأن أستاذي وصديقي محمود عبد الوهاب قد اختتم الكوميديا الهازلة للحياة ورحل قبل أن ترفع الستارة".
وفي سياق آخر أقيم معرض للفنان التشكيلي حامد سعيد حيث تم عرض مجموعة من لوحاته، و في ختام هذه الأمسية تم توقيع كتاب عن حياة الراحل يحمل عنوان "الرجل والفسيل" وهو من تأليف القاص محمد خضير جاء في مقدمة الكتاب :
أجمع مقالاتي عن القاص الراحل محمود عبد الوهاب، لأثبت بنشرها في هذا الكتاب قولا كنت سددته نحو سبيل المماحكة والمداعبة، عندما احتفلنا في أيامه الأخيرة بفنه وتجربته الإنسانية. خمس مقالات كتبتها في حياة محمود عبد الوهاب وثلاث كتبتها بعد وفاته، ثم ألحقت بالمقالات الثماني ما تبقى من قصصه الكاملة تحت عنوان "ثامن أيام الأسبوع.
في الذكرى الأولى لرحيل محمود عبد الوهاب
محمـد خضيـر يطلق.. الَّرُجل والفسيـل
صحيفة المدى - آراء وافكار
كتب: جاسم العايف 2012/12/10 الاثنين -العدد (2672)
أصدر القاص محمد خضير٬ وعلى نفقته الخاصة٬ علمنا مؤخراً أن جامعة البصرة ستعمل على تعضيده٬ في الذكرى الأولى لرحيل أستاذنا محمود عبد الوهاب٬ كتابه (الـَّرُجـل والفسيل)* وقد قام القاص محمد خضير بتوقيع الكتاب في نهاية الجلسة الاستذكارية الخاصة بالراحل القاص الرائد محمود عبد الوهاب والتي بدأت وقائعها صباح يوم السابع من كانون الأول انطلاقاً من مقر اتحاد أدباء وكتاب البصرة بزيارٍة لضريح الراحل٬ وبمشاركة عدد كبير من الأدباء وأصدقائه ومعارفه وأقاربه نحو مقبرة الحسن البصري في قضاء الزبير مع وضع أكاليل من الزهور عليه٬ ثم العودة إلى مقر الاتحاد وعقد الجلسة الاستذكارية التي ضمت مشاركات لكل من الشعراء كاظم اللايذ ومجيد الموسوي ومقداد مسعود وقاسم حنون ومجيد الأسدي وعدنان علي شجر وكريم جخيور الذي ألقى كلمة الاتحاد وطالب فيها الجهات الرسمية بعمل تمثال للراحل وإطلاق اسمه الكريم على احد شوارع البصرة التي لم يستطع مفارقتها طويلاً٬ خلال حياته كلها٬ وكذلك طلب من الجهات الثقافية الرسمية طبع مؤلفاته الكاملة٬ المنشورة منها٬ والمخطوطة والجاهزة للطبع٬ وكذلك كلمات للشاعر حسين عبد اللطيف والناقد جميل الشبيبي والكاتب إحسان السامرائي.
وساهم في جلسة الاستذكار التي جرت في مقر الاتحاد٬ الذي تحمل قاعته اسم "محمود عبد الوهاب" مشاركة جمعية التشكيلين العراقيين في البصرة من خلال المعرض التخطيطي للفنان حامد سعيد٬ وعرض بعض الصور الفوتوغرافية للراحل شملت مراحل مختلفة من حياته وكذلك نماذج من مخطوطاته ورسائله وأغلفة كتبه وقد قام على جمعها وتبويبها وعرضها الزميل الشاعر كاظم اللايذ بمشاركة الأستاذ محمد خضير. ولد الراحل القاص والروائي والمثقف الديمقراطي والمربي الكبير محمود عبد الوهاب عام ٬1929 خلال زيارة عائلته للعاصمة بغداد٬ وحصل على درجة ليسانس شرف (لغة عربية) من (دار المعلمين العالية كلية التربية حالياً بغداد عام 1953) وكتب عدداً من المسرحيات وأخرجها ومثل فيها٬ وترجَم كذلك بعضاً من القصص عن اللغة الانكليزية٬ وُترجمت قصصه إلى عدد من اللغات الأجنبية٬ واختيرت قصته (القطار الصاعد إلى بغداد) التي نشرها عام 1953 في مجلة الآداب اللبنانية لتدريسها ضمن منهج الأدب والنصوص للصف الثالث المتوسط في العراق٬ وصدر للأستاذ عبد الوهاب ثريا النص مدخل لدراسة العنوان القصصي عام 1995 وهو أول كتاب يصدر باللغة العربية يختص في هذا الشأن٬ وصدرت مجموعته القصصية (رائحة الشتاء) عام 1997 وترجمت إلى اللغة الانكليزية عام ٬2012 أما روايته (رغوة السحاب) فصدرت عام 2001.
وعن مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون صدر٬ بعد رحيله٬ كتابه (شعرية العمر) عام ٬2012 وهو حصيلة مقالات كان يكتبها في جريدة المدى الصفحة الثقافية كل يوم أربعاء وتحت عنوان (أوراق). وللراحل بعض المخطوطات الجاهزة للطبع منها (سيرة بحجم الكف) رواية٬ و(الكلام عما جرى) سيرة ذاتية٬ وكذلك مجموعة قصص قصيرة٬ وقصائد نثرية و مقالات ودراسات وحوارات وبحوث تربوية متعددة.
ويذكر إن الراحل محمود عبد الوهاب وعند تخرجه من دار المعلمين العالية٬ بدرجة الشرف٬ خصه الملك فيصل الثانية بساعة يدوية ثمينة وسلمها له شخصياً على المنصة٬ وكذلك سلمه أستاذه في الدراسة الإعدادية فيصل السامر٬ الدكتور لاحقاً والوزير بعد ثورة 14 تموز ٬1958 هدية ثمينة وذلك لفوزه بالجائزة الأولى في المسابقة الأدبية التي كانت تجريها سنوياً في البصرة الإعدادية المركزية لطلابها. يقع كتاب( الَّرُجـل والفسيل) في (128) صفحة من القطع المتوسط ٬ وضم في بدايته (ص5) مقتطفات من بعض حوارات وملاحظات ويوميات الراحل منها (ثراء السرد) الذي يذكر فيه :"أْن تكتَب يعني أن تقوَل لمنُيصغي إليك قولاً يجهل حقيقَته أو شيئاً من حقيقته ٬ وإلا فلماذا تكتب أو تقول.
أن تكتب يعني أن تملك ماُيقال٬ وما يقال ينبغي أن يكون نافعاً.." و( مخاض الكتابة) ويرد فيها "الكتابة مخاٌض حقيقي٬ ومن دون هذا المخاضُتولد النصوصُخّدجاً"٬ و(اللحظة) تلك التي :" أتلمسها بين أصابعي٬ ناعمًة وشفافًة وقصيرَة العمر٬ ما أن تلمسها حتى تذوب بين أصبعيك. الزمن لا مكوث له . ينساب بين أصابعك كأنه سائل لا كثافة له. سائل ليس كالسائل أيضاً. انه يمتلك سيولته الخاصة..".
و(مرثية العمر الجميل) فـ" غالباً إن لم تكن دائماً تأتي الكتابة عن الذات في نهاية العمر لا في بدايته ٬ والكتابة عن الذات هو ماُيصطلَح عليه في الأجناس الأدبية بالسيرة الذاتية التيُيكرّس فيها الكاتب جهده في سرد حياته وتجربته ومواقفه من الحياة والفكر والإبداع . أهي القبض على ما فات من سنوات العمر الجميل والإمساك ؟ أهو رثاء العمر أم زهوه؟..".
في التقديم (ص7 ) يذكر القاص محمد خضير انه يجمع مقالاته عن القاص الراحل محمود عبد الوهاب٬ ليثبّت بنشرها في كتاب قولاً سّدده نحوه على سبيل المداعبة والمماحكة وعمق العلاقة وثرائها بينهما ٬ في احتفال أقيم له على قاعة عتبة بن غزوان بالبصرة و في أيامه الأخيرة ٬ احتفاًء بفنه وتجربته الإنسانية النقية الناصعة. يذكر القاص محمد خضير٬ (ص٬ 8 ) من المنصة٬ في ذلك اليوم٬ ألقيُت بقولي هذا:" إن مقالة واحدة منَك مقابل خمس مقالات أكتُبها عنَك٬ لهي معادلة عادلة.. أقبُل بها راضياً وادعاً٬ فلا أقَّل من هذا العدد يساوي حضورَك بيننا اليوم".
ويضيف في تقديم (الَّرُجـل والفسيل) :"أسدد هذه المعادلة ثانية٬ في غياب الصديق الكبير٬ لأسوي ديناً لم أحسمه في حياته٬ لعل إضافة مقال أو كتاب كلما حانت ذكراه تسّد عن حضوره في محفل أو مجلس يظّل فيهما كرسيه خالياً منه. لم يجبني محمود على معادلتي٬ لا في الحفل ولا بعده٬ ولا أحسب أن تسويتي اليوم ستسّد فراغه. لا في الحفل ولا بعده.
دفع محمود حياته وأدبه٬ ودافع عنهما بنفسه وحيداً فلما مات جاءَمْن يسّد مسّده. لا عدل في هذا التسديد. ولا جواب. وهذه هي النهاية الحزينة".
وقد تضمن الكتاب مقالات كتبها القاص محمد خضير٬ هي :ظاهرة محمود عبد الوهاب (1999/ 10/ 20) وأشياء لاُتمحى.. اسم لن يزول (٬( 2006/ 1/ 4 وقلُب العالم 1 .. محمود عبد الوهاب في خمسة تعريفات٬(1996/ 5/ 18)٬ وقلب العالم2 .. مقدمات لقصص محمود عبد الوهاب25) ٬ آذار ٬(2011 وعنوان محمود عبد الوهاب٬( 1996/ 1/ 26) ٬ ومات وحيداً٬( 2011/ 12/ 7)٬ وعينان على الأفق البعيد٬ في أربعينية محمود عبد الوهاب (2012/ 1/ 20). كما تضمن الكتاب فصلاً بعنوان (نصوص الغرفة) الذي احتوى على ملاحظات للقاص محمد خضير عن بعض كتابات ومسودات تركها الراحل٬ بعضها غير مكتمٍل٬ واختار الراحل لها عنواناً أولياً هو (ثامن أيام الأسبوع)٬ وعلق خضير عليها: سترتّد قراءُة نصوص (اليوم الثامن) إلى فصول٬ ازدهارها الأولى٬ وتلتمس تقنيات (اليوم السابع) ودلالاته٬ ذات الرائحة الملتصقة بالأردية والهيئات القديمة.
وقد نشرت٬ في الكتاب٬ تلك النصوص غير المكتملة وهي: سرير الرجل العجوز٬ وعطلة الأعزب٬ وافتتاح آخر٬ وتلك اللحظة.. ماذا يفعل العالم؟ والجدار. والقاص محمد خضير رأى بأنه لم تتبَق من محاولات محمود عبد الوهاب الناقصة غير قصص قليلة كاملة٬ تستحق النشر في إضمامة٬ تلتحق بهذا الكتاب وان عدد القصص سبع وكان قد تم نشر بعضها في الدوريات العراقية وأنها الأكمل بين القصص السبع الكاملة له وهي: دروكوكو٬ وامرأة الجاحظ٬ وتلك الليلة٬ والوجه المفقود٬ والضحك من خلال الدموع٬ والرجل البدائي٬ وحكاية قديمة.
ويرى محمد خضير أن جمع تلك القصص٬ وإعادة نشرها مجدداً في (الَّرُجـل والفسيل) و بعد سنة من وفاة محمود عبد الوهاب :"سيملأ جزءاً من لوحة الغياب الفاجع٬ لكنه لن يطمس الأثر الباقي من لوحة (رائحة الشتاء) في ذاكرة القراء الذين قرأوا نصوصها٬ فلقد قطع الرحيُل السرمدي لرجل استثنائي أَّي أمل في إنتاج متعدد الأصول. رحلت السحابة بمطرها٬ وُأغلِق الشباك على ساحته بعد أن اكتفى الأسلوب بعنوان أصيل٬ وأبى تشقيق عنوانات فرعية له من الأثر المكتوم".
مبادرة القاص محمد خضير وأمانته بالترافق مع إخلاصه٬ وجهده الواضح في (الَّرُجـل والفسيل)٬ شهادة عن مثٍل وقيٍم نادرٍة في الوفاء والإخلاص٬ في الزمن العراقي الراهن٬ لعلاقة عميقة جمعت بينه وبين محمود عبد الوهاب. علاقة ذكر عنها القاص محمد خضير أنه: حين وقَّع محمود عبد الوهاب اسمه على أول قصة نشرها (خاتم ذهب صغير عام 1951) كنُت استعمل اسمي استعمالاً ابتدائياً على دفاتري المدرسية. كان آنذاك محمود عبد الوهاب يثب على جسور المخاطر الحديدية٬ فيما كنت اجلس مطمئناً على رحلة خشبية. الاسم الحديدي والاسم الخشبي رحلا مفترقين٬ غير عابئين بالقوانين والاحتمالات التي ستجمعهما في إطار مشترك يقرّب علامات زمنيهما المتفاوتة.
*(الـَّرُجـل و الفسيل) محمد خضير/ شركة بلورة الجنوب البصرة/ الغلاف: جواد المظفر/ ط2012 .
حمله من هنا أو حمله من هنا
للقراءة أونلاين والتحميل إضغط هنا
للقراءة أونلاين والتحميل إضغط هنا
للقراءة أونلاين والتحميل إضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق