الجمعة، 25 سبتمبر 2015

كتاب الأدب الإسباني في القرن العشرين - نيييس باراندا ليتوريو - لوثيا مونتيخو غوروتشاغا


كتاب الأدب الإسباني في القرن العشرين



تأليف نيييس باراندا ليتوريو و لوثيا مونتيخو غوروتشاغا

ترجمة : جعفر محمد العلّوني


منشورات الهئية العامة السورية للكتاب

وزارة الثقافة - دمشق 2014 م

   الأدب الإسباني في القرن العشرين كتابٌ يلبّي حاجة ماسّة يستشعرها المتخصِّصون في هذا المجال، والمثقّف العربي عامةً. فهو يساعد المختصّين في مجال الآداب، على معرفة التّغيّرات الجوهريّة، التي حدثت في إسبانيا، طوال قرنٍ كامل، على صعيد التّيّارات الإيديولوجيّة والنّزعات الفنيّة والأدبيّة الموروثة عن القرن التاسع عشر، في الشّعر، والرّواية، والمسرح؛ كما أنَّه يزوِّد المثقّف العربي بمعلوماتٍ عامة عن حياة وأعمال أبرز كُتّاب إسبانيا في القرن العشرين، إضافةً إلى لمحةً تاريخيّة عن أهم الأحداث السِّياسيّة والاجتماعية التي كان لها تأثيرها الحاسم في تكوين معالم الحركات والتّيارات الأدبية والفكرية في إسبانيا.

«تاريخ الأدب الإسباني في القرن العشرين»..

قبل الحرب الأهلية ليس كما بعدها

جريدة السقير - فنون وعلوم / ثقافة الصفحة رقم 13 - 2015-03-14 :

دمشق -سامر محمد إسماعيل :

  ينقل المترجم السوري جعفر محمد العلوني إلى القارئ وثيقة مشوّقة عن حياة إسبانيا المعاصرة؛ متخذاً من كتاب «تاريخ الأدب الإسباني في القرن العشرين - الهيئة السورية للكتاب» خطوة لافتة من خطوات «الخطة الوطنية للترجمة» التي بدأتها وزارة الثقافة السورية مؤخراً.
  على امتداد مائتين وسبعٍ وأربعين صفحة من القطع المتوسط نعود مع كل من «نيبيس باراندا ليتوريو» و «لوثيا مونتيخو غوروتشاغا» إلى مطلع القرن الفائت؛ حيث يبين المؤلِّفان التحاق إسبانيا بالنزعات الأدبية الأوروبية عبر مجموعة من الكتّاب عُرفوا بجيل نهاية القرن؛ كان أبرزهم «ديل فايي إنكلان - 1866 - 1936» صاحب مذهب « الإسبيربينتو» أو التشويه في الأدب من خلال تحقير الواقع ونقده؛ إذ بدأ هذا التيار مع مرحلة الحداثة في أوروبا عامةً؛ ليتجلى في بلاد «سرفانتس» في أعمال روائية ومسرحية عديدة كان أشهرها في تلك الفترة «الحرب الكارلوسية» الثلاثية الروائية التي وضعها «إنكلان» معتمداً على تشويه الشخصيات والمواقف. كذلك نقرأ عن «بيو باروخا (1872 - 1956) صاحب رواية «رباعية البحر» ومؤلف الدراسات والروايات الضخمة وأدب الرحلات والمغامرات، بينما نتعرف على الشاعر الإسباني الكبير «أنطونيو ماتشادو» (1875 - 1939) ابن مدينة إشبيليا وشاعر الأندلس وقصة حبه الصاخبة لامرأة تعرّف عليها الشاعر مع اندلاع الحرب الأهلية في البلاد، وانتصار الجيش الفاشي عام 1939؛ العام الذي سيلاقي فيه صاحب «حقول قشتالة» حتفه بعد هروبه إلى فرنسا ومقتله هناك في ظروف غامضة.
   يسرد الكتاب عن حركات وتيارات عديدة كان لها حضورها في الرواية والمسرح والشعر، لكنها تتوقف أمام جيل كتّاب «التسعمئة المجددة» الجسر الذي يصل بين جيل نهاية القرن وحقبة الحركات الطليعية؛ والتي شهدت صعود أدب ما بين الحربين الأهلية والعالمية الثانية؛ وهي حركات قامت على الرفض والانقطاع مع كل أشكال الفن والأدب السابقة من مثل التكعيبية والمستقبلية والدادائية؛ فيما لاقت السريالية أهمية كبرى في الأدب الإسباني؛ فتجلت في أشعار «خوان رامون خيمنز» (1881 - 1958) وقصيدة النثر التي كتبها صاحب كتاب «الأبديات» عن موت الوعي والعقل والخلود.
  يتجلى العصر الذهبي للأدب الإسباني في حركة الـ 27 الشعرية التي تعتبر أبرز الحركات الطليعية التي اشتغلت على ما يسمى «النقاء الجمالي» لنصوصها والالتزام الإنساني العالمي؛ وهنا يبزغ اسمان كممثلين رئيسين عن هذه الحركة هما «فيدريكو غارسيا لوركا» (1898 - 1936) و «رفائيل ألبيرتي» (1902 - 1999) الأديبان اللذان قدّما عشرات الأعمال الشعرية والمسرحية عن الحرب الأهلية وحياة المنفى والحنين؛ ورعشة الحرب التي اغتالت فيما بعد «لوركا» وشرّدت «ألبيرتي» لسنوات طويلة؛ تاركةً شرخاً كبيراً بين الأجيال.
    وإذا كان تأثير الحرب الأهلية على الأدب الإسباني قد استمر برأي النقاد والباحثين حتى عام 1975؛ إلا أن مرحلة ما بعد الحرب كانت هي الأخرى زاخرة بحساسية جديدة، إلا أنه من المهم القول إنه ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945؛ ظهر إلى العلن تيار الوجودية في أدب إسبانيا؛ فخلال عقدي الأربعينيات والخمسينيات كان لكوارث الحرب والمواجهات الأيديولوجية أثرها في ظهور الفن الاجتماعي الملتزم والواقعية الجديدة؛ لكن في الوقت ذاته رسمت نتائج الحرب الأهلية بين عامي 1935 و1975 مرحلة من القمع الدموي بسبب انتصار نظام الديكتاتورية وبقائه في الحكم لمدة أربعين عاماً؛ فهذه الفترة كانت ثمرة انتصار عسكري حققته مجموعة قادها الجيش والكنيسة والقوى المستفيدة على باقي الخيارات السياسية؛ إضافةً إلى أن نفي معظم المفكرين والفنانين الجمهوريين بنسبة ثمانين في المئة إلى خارج البلاد؛ أدى بالحركة الأدبية إلى مستنقع فكري؛ بينما عانى أدباء الداخل من كابوس الخوف من الانتقام والأخذ بالثأر من قبل نظام فرانكو الذي سلّط أجهزة الرقابة على الأدباء. في تلك الفترة لمع العديد من الأسماء كان من بينها الكاتبة كارفن لافوريت عبر روايتها «العدم».
   مع موت فرانكو عام 1975 وزوال سلطة الرقابة وانتشار المطابع وعودة الأدباء المنفيين إلى البلاد؛ شهدت الرواية والأدب الإسبانيان عموماً تخليا عن الالتزام الاجتماعي؛ لينتميا في ما بعد إلى تيار ما بعد الحداثة من خلال كسر المعايير الاجتماعية والأخلاقية التي كانت سائدة في زمن الديكتاتور.


الأدب الإسباني في القرن العشرين....

يعرض لمراحل تاريخية وأسماء إدبية إسبانية معاصرة

العروبة - العدد: 14309

   كتاب “الأدب الإسباني في القرن العشرين” الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والذي ألفه نيبيس باراندا ليتوريو ولوثيا مونتيخو غوروتشاغا وترجمه جعفر العلوني يتضمن خمسة أجزاء يعالج الجزء الأول منها في اثني عشر بحثا الفترة الزمنية الممتدة من عام 1900 حتى عام 1939 بما فيها من مدارس وتيارات وحركات وصراعات أدبية وفكرية وسياسية وإيديولوجية.

   أما الجزء الثاني فيضم سبعة أبحاث ويتناول من عام 1939 إلى نهاية القرن العشرين وكل بحث تسبقه مقدمة تتناول الأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية في الفترة الزمنية التي يعالجها إضافة إلى خاتمة في نهاية كل بحث تلخص أهم الأفكار التي جاءت في صلب البحث.‏

  ويبين الكتاب أن القرن العشرين الذي بدا مع المرحلة التي أطلق عليها الباحثون اسم أزمة نهاية القرن فيه خصائص أدبية مختلفة حيث يتحدث الكاتبان عن موقف امتد على طول مرحلة بأكملها والاحتجاج على بعض المعتقدات الدينية الفاعلة آنذاك ليس في الفنون وحسب وإنما في المجال الاجتماعي والسياسي والديني والأخلاقي.‏

   كما أورد الكتاب رؤى وأساليب منها التجديد الذي أصاب الأدب في نهاية القرن ونزعات نهايته التي تميزت بتمجيد السلوك اللااجتماعي واللاعقلانية والبرتاسية وهي الحركة الأدبية التي دافعت عن فكرة الفن من أجل الفن والرمزية.‏

  كما جاء في الكتاب وسائل التجديد في الأسلوب الأدبي الإسباني المعاصر ومن أهم ميزات تلك الحقبة استخدام الجمل القصيرة والإنجاز والبلاغة وازدياد الكلمات الأدبية والتعبير عن ذاتية الكاتب وإعطاء أهمية كبيرة للعوالم الروحانية والوجدانية والاهتمام بالميزان الشعري.‏

   كما أورد المؤلفان أسماء كاتبين اثنين معاصرين لهما بيو باروخا وهو روائي والشاعر انطونيو ماتشادو وكلاهما منتبهان إلى الواقع الإسباني وضرورة إصلاحه من جديد فالأول لمع بالإضافة إلى الرواية بكتابة المقالة الصحفية والدراسات وكتب الرحلات حيث اهتم بالواقعية من حيث الأسلوب والبنية.‏

   أما الثاني فكان مولده في إقليم الأندلس والذي ميزه بالعمل على طابع شعري مليء بالإحساس إضافة إلى أن الكاتبين اهتما بكل أعمالهما والتداعيات التي عاشها كل واحد منها.‏

   وفي هذا البحث نجد حركتين أدبيتين جسدتا التجديدات الإبداعية التي حدثت بين عام 1914 وعام 1925 وهما حركة التسعمئة والحركة الطليعية مع خصائصهما والتمييز بينهما بشكل واضح كما كشفا الخصائص الأدبية لحركة التسعمئة المجددة وأهمها المراهنة على الحركة العقلانية واستخدام الرمزية إضافة إلى دراسة الحركات الطليعية التي كان أهمها الحركة المستقبلية والتكعيبية وغير ذلك ما يخص هذه الحركات من رؤى وتشعبات.‏

   وبين البحث أن مجموعة السبع والعشرين الشعرية هي مجموعة من الشعراء المولودين حوالي العام 1900 والذين يتقاسمون خصائص أهمهما العلاقات الشخصية والوعي لتشكيل جماعة موحدة إضافة إلى أن شعرهم خضع لتأثرات مشتركة وتطورات جزئية وقبول التراث الأدبي ومزجه مع التجديدات الأمر الذي تحول إلى علامة تشير إلى هويتهم وفي الكتاب بحث عن مرحلة الأدب التي جاءت ما بعد الحرب الأهلية الإسبانية عام 1939 وتنتهي في أوائل ستينيات القرن الماضي ويمتد تاثيرها إلى عام 1975 وهو العام الذي ستنتج فيه المرحلة السياسية الإسبانية الحالية.‏

  وفي الكتاب قراءات أخرى لكثير من خصائص الأدب في إسبانيا حاول المترجم أن يجمع بأغلب أقسامه وأنواعه وخصائصه وصفاته بطريقة منهجية تعتمد على رؤية الباحثين بشكل دقيق رغم اعتماد الكتاب على التوصيف والتعداد دون اللجوء إلى المنهج النقدي.‏

  والكتاب يقع في 247 صفحة من القطع الكبير ومن إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب عام 2015 ‏م .


أغنت الحياة الثقافية في إسبانيا..

مئة عام من الحركات والاتجاهات الشعرية والمسرحية والروائية


الثورة - ثقافة - الثلاثاء 3-2-2015

بقلم علي الراعي alraee67@gmail.com 

  جيل نهاية القرن، حركة التسعمئة المتجددة، مجموعة الـ «27» الشعرية، حركات شعرية وأدبية، وأسماء أدبية كثيرة، وكبيرة في الحياة الأدبية - شعراء، روائيون، مسرحيون - ملؤوا الحياة الثقافية الإسبانية على مدى القرن العشرين،

  ذلك ما يكشفه كتاب «الأدب الإسباني في القرن العشرين» وهو من تأليف «نيبيس باراندا ليتوريو، ولوثيا مونتيخو غوروتشاغا» وبترجمة رائعة لـ «جعفر العلوني» والصادر مؤخراً عن الهيئة العامة للكتاب - وزارة الثقافة السورية.‏

   فقد لحقت إسبانيا مع بداية القرن العشرين النزعات الأوروبية، وتميزت بأزمة القيم العامة، عملت على الانقطاع الظاهر مع التراث الموروث، سواء كان في سلوك الفنانين أم في موضوعاتهم أم في طرق التعبير. وكان للحركة الرمزية التأثير الأبرز في الأدب، وذلك لكونها تُعبّر عن ذاتية الفنان، وأصالته، باعتبارهما قيماً جوهرية بالنسبة للفن. ورغم أنّ النقد قسم تقليدياً الكتاب الإسبان في تلك الفترة إلى كتاب حداثيين، وكتاب ينتمون إلى جيل ال 98 غير أن كل هؤلاء الكتاب ينتمون إلى جيل نهاية القرن، فـ «أيي إنكلان»، كان واحداً من الكتاب الأكثر تجديداً في تلك الفترة. بدأ عمله داخل تيار جمالي، يعيد خلق عوالم الماضي، ليُسارع بعد ذلك، ويُصوّر مجتمع تلك الفترة، من وجهة نظر تشويهية، تسلط الضوء على مظاهره الفظة والفاسدة. ومن الناحية الشكلية يمتلك إنكلان ملكة لغوية مدهشة، بالإضافة إلى قدرة عالية على تجاوز الحدود الاعتيادية للأنواع الأدبية، مازجاً الأنواع ببعضها، وخصوصاً الرواية والمسرحية.‏

   فيما أنتج بيّو باروخا - الكاتب الذي عُرف بنتاجه الغزير - أعمالاً نثرية شملت مختلف الأنواع الأدبية، تلك الكتابات التي كانت ثمرة الفوضى واللا أسلوب ومجدداًَ في الرواية الواقعية للقرن التاسع عشر من خلال الأفكار الجمالية الجديدة لجيل نهاية القرن. تميزت رواياته الكثيرة بعرض عدد كبير من الشخصيات وبكثافة الحوار، وبالتقنية الانطباعية لعكس الواقع وبالأسلوب اللا خطابي، وطريقة عرض الأفكار، وأما بالنسبة لتصنيف عمله الأدبي، فقد ميز الكتاب بين ثلاث مراحل، تعتبر المرحلة المتوسطة الممتدة بين 1904 - 1913 الأكثر أهمية من بينها، أبدع فيها أفضل أعماله. وأما أنطونيو ماتشادو، فيعرفه الكتاب بشاعر الرمزية، وذلك بسبب كثافة وثقل الرموز التي استخدمها في مسيرته الشعرية.‏

   كما يعتبر الباحثان كتّاب جيل التسعمئة المجددة، الجسر الذي يصل بين جيل نهاية القرن وحقبة الحركات الطليعية. وقد تميزت هذه الحركة بشكلٍ بارز في مجال التأهيل الأكاديمي عالي المستوى، انعكس تأهيلهم في أعمالهم التي تميزت بنزعة فكرية، وبتعبير موضوعي، وكتابة الدراسات كأداة للتعبير عن أفكارهم. أما الطليعية فهو الاسم الذي أطلق على الحركات التي سيطرت على أدب الفترة الممتدة بين الحربين. حركات قامت على أساس الرفض والانقطاع مع كل أشكال الفن السابق، والتي عُبّر عنها بنزعات مختلفة: المستقبلية، التكعيبية، الدادائية.

   أما السريالية فقد كانت الحركة التي لاقت أهمية كبرى، وذلك بسبب طول مدة تأثيرها. وثمة حركتان من أصل إسباني هما: الماورائية، والإبداعية. وجاء شعر خوان رامون خيمينز بعد التجارب العديدة التي أخضع لها شعره، في مرحلة الحساسية، مستخدماً جمالية قريبة من جمالية الحداثة، أو فترة الشعر الخالص. متميزاً بالبحث عن الجمال والتركيز على إيجاد الجوهري، ومن هنا كان غياب العنصر الروائي.‏

   وأما مجموعة الـ 27، فهي تتكون من الكتاب الذين ينتمون من حيث أعمارهم إلى لحظة نجاح وانتشار النزعات الطليعية في الأدب الإسباني، وعلى الرغم من عدم اعتبار هذه المجموعة جيلاً أدبياً، إلا أنه جمعتهم في سير حياتهم مجموعة من التجارب المشتركة، وربطت بينهم علاقات صداقة قوية، الأمر الذي أدى إلى تقوية روابط المجموعة الشعرية، وأما شعرهم، فثمة تأثيرات وملامح مشتركة إضافة إلى مراحل عامة تقاسمها ثمانية شعراء شكلوا أساس المجموعة وهم جيل الحركات الطليعية. حيث يُعتبر بيدرو ساليناس واحداً من شعراء هذه المجموعة، وأعماله هي حوار مستمر مع الأشياء والحبيبة، وذلك بحثاً عن واقع الأشياء وراء ما تحجبه في شكلها الخارجي المرئي، ورغم سيطرة الفكرية على شعره، إلا أنه استطاع أن يستخدم لغة مركزة، وبسيطة بمصطلحات تجعلها في متناول الجميع.‏

   يعتبر الكتاب المسيرة الشعرية لكل من فيدريكو غارثيا لوركا، ورافائيل ألبيرتي مسيرة متشابهة فنياً، فكلاهما بدأ شعره بطابع شعبي جديد، ثم تركه فيما بعد بسبب أزمة. ليتأثر بعد ذلك بالحركة السريالية. كما سمح لهما هذا التيار الجمالي بالتعبير بعنف وحرية عن اضطرابهما الحيوي، الذي لم تتسع له الأشكال القديمة. وبالنسبة لقدرهما فبدءاً من عام 1936، يعكسان رعشة الحرب الأهلية الإسبانية، والشرخ الذي سببته بالنسبة للأجيال التي عاشت هذه الحرب، اغتيل لوركا، وعاش ألبيرتي فترة طويلة في المنفى، وهو يحنُّ ويكتب الشعر المثقل بالموضوعات.‏

   ظهرت حوالي العام 1936 مجموعة شعراء جيل ال 36 الذي أسس خط استمرار الشعر، وقدم هذا الجيل في بداياته الخصائص المشتركة كالإعجاب بالشاعر غارثيلاسو وإعادة تقدير العصر الكلاسيكي، والرؤية الحميمية والدينية للعالم، وكان الشاعر هير نانديز ينتمي لهذه المجموعة زمنياً فقط، إلا أن مسيرته الإبداعية كانت ملخصاً للمبادئ والأفكار الجمالية لمجموعة ال 27 الشعرية.‏

   أما الرواية الإسبانية في عقد الخمسينات، فقد اتخذت اتجاهاً جديداً، وذلك عندما نُشرت رواية «خلية النحل» عام 1951 للكاتب خوسيه ثيلا، والتي كانت بمثابة نقلة نوعية تجاه القصة الموضوعية، حيث قام أدباء جيل منتصف القرن بتطوير واقعية اجتماعية في نزعتيها الأدبيتين: الموضوعية والواقعية النقدية، وذلك بغية هز المشاعر وشجب المظالم الاجتماعية، فيما كان المسرح في إسبانيا عام 1936 هو النشاط الرئيسي، أعاد بعث الأدب الدرامي منذ العام 1949 مع العرض الأول لمسرحية «قصة الدرج» للكاتب بويرو باييخو.‏






ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة