مفردات أهل برقة في غريب ألفاظ
الحديث النَّبويِّ والأثر
الحديث النَّبويِّ والأثر
الدكتور محمَّد أحمد الوليد
قسم اللغه العربية – كلية الآداب
جامعة بنغازي
مفردات أهل برقة في غريب ألفاظ الحديث النَّبويِّ والأثر
مجلة كلية الآداب - جامعة بنغازي - العدد 36 - 2012 - ص ص 7 - 28
المقدمة
الحمد لله الَّذي أمدَّنا بنور العلمِ ، وأنقذنا من ظُلمات الجهلِ ، وصلَّى الله على رسوله محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً عدَّ العدِّ ، ومنتهى الحدِّ ، أمَّا بعد :
فهذا مبحثٌ لغويٌّ قدح خاطرُ كاتبِه بفصاحة ألفاظٍ يُعتقَد عاميَّتها، وهي من الألفاظ العالية الفصيحة، وسيُبرْهِنُ البحثُ على فصاحتها بالحديث النَّبويِّ الغريب والأثر.
أوَّلاً :غاية البحث ومداه .
1. تأكيدُ نسبة القبائل البرقاويَّة إلى الأُصول العربيَّة باستعمال البحث الدِّلالي.
2. الاجتهاد في معرفة الأسباب الَّتي جعلت هذا الإقليمَ يحافظ على هذه الفصاحة اللغويَّة إلى وقتنا الحاضر .
3. الدَّعوة إلى استعمال تلك الألفاظ في كُتبنا ومُراسلاتِنا وخُطبِنا الرَّسميَّةِ؛ للجمع بين الفصاحة والتَّيسير .
ثانياً : موضوع البحث :
الألفاظ المستعملة في اللهجة البرقاويَّة اليوميَّـة، ومقارنتها بالألفاظ النَّبويَّة الَّتي استحقَّت جهداً طويلاً من علماء عكفوا على تفسيرها ومعرفة دلالتها في غريب ألفاظ الحديـث النبويِّ والأثر، وينبِّه البحثُ على أنه لا يصحُّ له أن يضع كلمةَ الليبيَّة محلَّ البرقاوية؛ إذ إنَّ ليبيا اتَّسعت رقعتها لقَبول لهجات متعِّددة، فقد يوجد في برقة ما لا يوجد في مكان آخر من ليبيا، فلا يصحُّ حينئذٍ التَّسمية بالليبيَّة1، ويقرُّ البحثُ أنَّ من الألفاظِ المستعملة في برقة ما هو مستعملٌ في مكان آخر من ليبيا وغيرها بالمعنى نفسه، فالفصيح ليس موطنه جهة برقة فقط.
ثالثاً : شواهد البحث العاميَّة والحديثيَّة :
اعتمد البحث على الكلمات السَّائرة على ألسنة النَّاس في برقة ، واشترط أن تكون دلالتُها ظاهرةً واستأنس ببعض الشِّعر العاميِّ استئناساً، ثم اتَّخذ من كتاب النِّهاية في غريب الحديث والأثر لأبي السَّعادات مبارك بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير الجزري (606هـ) ، شواهد حديثيةً لإثبات الفصاحة ؛لأنَّه أوسعُ كتب هذا الفنِّ وأجمعُها، وينبِّه الباحثُ القرَأَة على أنَّ هذه الألفاظَ قد تكون مستعملةً في مكان آخر بالمعنى نفسه ، فالفصيح ليس موطنه جهة برقة فقط.
ثالثاً: مصطلحات البحث:
1. بَــــرْقة :
يقصد بها هنا الإقليم الشرقيَّ لليبيا ، وهو الممتدُّ من الحدود المتَّصلة بمصر شرقاً إلى تاورغا غرباً ، قال اليعقوبيُّ ( بعد 292هـ) عند ذكره لموضع تاورغا :"بموضعٍ يُقال له: تاورغا ، وهو آخر حدِّ برقة"2، وينبِّه البحثُ على أن من الكتب المتأخِّرة عن اليعقوبيِّ ما تضيِّق حدود إقليم برقة بعبارات مُوهِمةٍ كأن تقول : "من برقة إلى أجدابيا ستُّ مراحل "3 فأوهمت بأنَّ أجدابيا خارجةٌ عن حدود برقة ، وهذا خلاف ما ينقله العيَّاشي(1090هـ) عن أجدابيا بقوله:"وهذه المدينة هي مدينة برقة المذكورة في كتب الفقه"4، ومنها من تتوسَّع كثيراً فتقول :" بين الإسكندرية وإفريقيَّة "5أو تقول: " ووراء برقة القيروان"6 فتدخل طرابلس فيها، وهذا غير صحيح؛ إذ إنَّ المقصود وقوعها بين مصر وأفريقيَّة لا المسافة الممتدَّة بينهما ، ولعلَّ هذا التَّحديدَ ناتجٌ عن الوضع السياسيِّ لإقليم برقة في العصور المختلفة لا للاعتبار الجغرافي ، فهي تتَّسع وتضيق بالتَّفويض الإداري للقائم عليها .
أمَّا حدُّها جنوباً فإنَّه غيـر محدَّدٍ تحديداً جغرافيَّاً أكيداً في كتب التَّاريخ و الجغرافيـا لهذا فليس من السَّهل تحديده يقيناً 7، فهي تُعرَّف عند بيان ذكر حدودها ومنازلها بالامتداد من الشَّرق السَّاحلي أو القريب منه نحو الغرب، ولزم بيان ورود الإشارات الجغرافيَّة" إلى منطقة صحراويَّة تفصل برقة الشَّماليَّة عن الواحات النَّائية منها، وهي واحات : أوجلة، وجالو، والجغبوب، والكفرة"8 ، ومن هنا فإن البحث يكتفي بالبعد الشرقي السَّاحلي أو القريب من الساحل الممتد نحو الغرب أخذاً بالمقطوع به ، والمشهور في كتب الجغرافيا والرَّحلات.
2. علم غريب ألفاظ الحديث
هو علمٌ يبحث في معنى المفردات الغريبة في متن الحديث النبويِّ الشَّريف، ولا يُقصد به اصطلاح المحدِّثين على ما انفرد به راوٍ واحد متناً وسنداً9.
رابعاً قيمة البحث وأهميَّته :
ألَّف كثيرون في علم غريب ألفاظ الحديث ، وقضى فيه علماء مبرَّزون جلَّ حياتهم، حتَّى وصل الأمر بأحدهم، وهو الإمام العلامة أبو عبيد القاسم بن سلَّام (224هـ) أن ألَّف فيه كتاباً استغرق أربعين سنة فجعله ظاهراً بين كبار العلماء الذين دانت لهم أمَّةُ الإسلام بالإجلال والفضل ، يقول الهلال بن العلاء الرقي(280هـ):"منّ الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم : بالشَّافعي(204هـ) تفقَّه في حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-وبأحمد بن حنبل(241هـ) ثبت في المحنة، ولولا ذاك لكفر النَّاس، وبيحيى بن مَعين (233هـ) نفى الكذبَ عن حديث رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- وبأبي عبيد القاسم بن سلَّام فسَّر غريب الحديث، ولولا ذاك لاقتحم النَّاس الخطأ"10.
ولعلَّ الزَّمن الذي استغرقه تأليف كتاب أبى عبيد في تفسير ألفاظ الحديث النبويِّ شاهدٌ قويٌّ على صعوبة هذا الفن ووعورة مسلكه ، فلا يتصدَّى له إلَّا من أضناه البحث في جمع شوارد اللغة، ومعرفة غريبها، وفكِّ غامضها، وبحثنا هذا تجيء قيمته من جهة الاستفادة من ذلك الجهد الكبير، فهو مثبتٌ لاستعمالٍ مستمرٍّ لتلك الألفاظ في رقعة جغرافية من بلادنا استوطنتها قبائل عربيَّة أصيلة .
( البحث )
أوَّلاً: التَّأصيل التَّاريخيُّ للاستعمال اللفظي لغريب الحديث عند أهل برقة.
جمهرةٌ واسعة من النَّاس في برقة تستخدم في تعابيرها اليوميَّة ألفاظاً يعتقد كثيرون بُعدها عن فصيح اللغة العربيَّة، وهذه الألفاظُ نفسُها أتعبت علماء مجدِّين كأبي الحطَّاب البستي (388هـ) وجار الله الزَّمخشري (538هـ) وابن الأثير (606هـ)11 في تفسير معناها ومعرفة غامضها، وينتهي المطاف بهؤلاء العلماء إلى تفسير معناها بما يستخدمه الليبيُّون في خطابهم اليوميِّ، وهذه الحقيقة اللغويَّةُ برهان جليٌّ على فصاحة هذا الجزء من بلادنا، وهي بالتَّأمُّل والإنصاف غير مستغربة عند المؤرِّخ والعالم بالأنساب ، فالتَّاريخ يبيِّن أنَّ الهجرات اليمنيَّة ثمَّ الهجرات الهلاليَّة استقرَّت في البلاد الليبيَّة لاسيَّما برقة بعد أن أباد المعزُّ قبيلة زناته البربريَّة في إقليم برقة12، وعالم الأنساب موقنٌ أيضاً باستمرار بقاء فروع بني سُليم وبني هلال إلى يومنا هذا13.
ثانياً فصاحة أهل برقة في كتب الرَّحلات .
يذكر العبدريُّ (القرن السَّابع) عند مروره ببرقة فصاحةَ أهلها، واستخدامَهم الإِعراب معللاً ذلك -وهو تعليل حسنٌ- بعدم اختلاطهم بغيرهم يقول: "وعرب برقه اليوم من أفصح عرب رأيناهم، وعرب الحجاز أيضاً فصحاء، ولكن عرب برقة لم يكثر ورود النَّاس عليهم فلم يختلط كلامهم بغيره، وهم إلى الآن على عربيَّتهم، لم يفسد من كلامهم إلَّا القليل، ولا يخلون من الإعراب إلا ما لا قَدْر له، بالإضافة إلى ما يعربون ..."14 وأخذ يذكر أمثلة على استخدامهم الإعراب وتصويبهم لأخطاء سمعوها من غيرهم، ثم ذكر ما يقصده البحثُ، وهو استخدامهم لألفاظٍ تدور على ألسنتهم، وهي ذاتها من احتاجت تفسيراً في كتب الغريب يقول:" وأمَّا نادر ألفاظ اللغة، وما جرت عادة العرب بتفسيره فهم حتَّى الآن يتحاورون به على سجيَّتهم، فمن ذلك أنَّ شخصاً منهم وقف عليَّ بموضع نزولي من محلة الرَّكب، وكانت الترعة منه بعيدةً فقال لي: يا سيدي تدعني أظهر يعني أخرج، وسألت شخصاً عن الطَّريق فقال لي: إذا ظهرتم من الغابة فخذوا صوب كذا، يعنى : إذا خرجتم منها، وهذا اللفظ قد أكثر فيه أهلُ الغريب في تفسير قول عروة بن الزُّبير : لقد حدَّثتني عائشةُ -رضي الله عنها- زوج النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يصلي العصر، والشمس في حجرتها قبل أن تظهر، وأتوا عليه بشواهد وأمثال، وسمعت صبيَّاً منهم ينادي في الرَّكْب : يا حجَّاج من يشتري الصَّفيف؟ ، فلم يفهم عنه أكثرُ النَّاس فقلت له: اللحم معك؟
فقال: نعم، وأبرز لحم ظبي مقدَّدٍ، وهذا اللفظ ذكره مالك -رضي الله عنه- في الموطَّأ وتهمَّم بتفسيره، فقال بأثر الحديث: والصَّفيف: القديد، وسألت شخصاً عن ماء هل هو مَعين ؟ فقال لي: هو ماء غدق، وهذا اللفظ فسَّره أبو عبيد في غريبه، وسمعت آخر وقد ازدحم النَّاس في مضيقٍ، وهو يقول: تنحَّوا عن الدَّرب، وما يتكلَّمون به من الغريب أكثر من أن يحصى"15.
فقال: نعم، وأبرز لحم ظبي مقدَّدٍ، وهذا اللفظ ذكره مالك -رضي الله عنه- في الموطَّأ وتهمَّم بتفسيره، فقال بأثر الحديث: والصَّفيف: القديد، وسألت شخصاً عن ماء هل هو مَعين ؟ فقال لي: هو ماء غدق، وهذا اللفظ فسَّره أبو عبيد في غريبه، وسمعت آخر وقد ازدحم النَّاس في مضيقٍ، وهو يقول: تنحَّوا عن الدَّرب، وما يتكلَّمون به من الغريب أكثر من أن يحصى"15.
وإذا تأملنا في عبارته: " وما يتكلَّمون به من الغريب أكثر من أن يحصى" صحَّ لنا أن نستدلُّ بها على أنَّ الرَّجل استمع إلى ألفاظٍ كثيرةٍ من أهل برقة هي في أعلى درجات الفصاحة، وهو ما سيقدِّم هذا البحث شيئاً منها .
ويؤيِّد الحشائشي(1330هـ)، في رحلته، ما أورده الرَّحَّالة العبدريُّ (القرن السابع) (ق_السابع) من قبلُ عن فصاحة أهل هذا القطر؛ لتفيد شهادتُه استمرار هذه الفصاحة إلى وقتٍ قريبٍ، يقول : " أمَّا لغتهم فهي اللغة العربية الصِّرفة ، ويدخلها بعض تحريفٍ قليلٍ ،سمعت بعض صعاليكهم يحدو بصوت مطرب بكلام عربيٍّ مُغِرب
رحمْها فقد أبلى السَّنابك وخزها : وأتعبها غور الفلاة ونجدها
فقلت له : هل من قائل لهذا البيت ؟ وهل حيٌّ قائله أو ميِّت ؟ فقال لي ما صورته بحروفه : حفظته مذ كنت يافعاً، وقليلٌ منهم من يعرف القراءة والكتابة، وكثيراً ما كنت أداعبهم وأنشدهم الأشعارَ العربيَّة فيفهمونها ويطربون لها سجيَّة"16.
فقلت له : هل من قائل لهذا البيت ؟ وهل حيٌّ قائله أو ميِّت ؟ فقال لي ما صورته بحروفه : حفظته مذ كنت يافعاً، وقليلٌ منهم من يعرف القراءة والكتابة، وكثيراً ما كنت أداعبهم وأنشدهم الأشعارَ العربيَّة فيفهمونها ويطربون لها سجيَّة"16.
وما ذكره الحشائشيُّ "وأنشدهم الأشعارَ العربيَّة فيفهمونها ويطربون لها سجيَّة" يؤيِّده ما يذكره الإمام السِّلفي (576هـ) في معجمه لمَّا روى أبياتٍ لحاتم الطَّائي من طريق أبي عطية عطاء الله بن قائد التَّميميِّ البرقي عن أحد البرقاويين المقيمين ببرقة، وهو أبو الذَّود المفرَّج بن موسى التَّميميِّ البرقي ببلدة (بيُست) من أرض برقة17 ثم قال عن أبي عطيَّة :" وكان يحفظ مقطَّعات كثيرةً من شعر حاتم وعنترة وغيرهما"18، ويعاضده أيضاً قوله في ترجمة أبي نجم عارم بن إسماعيل الجذامي البرقي وهو من أهل المرج "وكان يحفظ شعراً كثيراً، ومنجذباً إلى الخير، فصيحاً متى حضر في محفل، مليحَ الإيراد " فهذان نصٌّان نادران قديمان يبيِّنان اهتمامهم بالشَّعر الفصيح في تلك الناَّحية، وأنها عامرةٌ به .
ووجب التنبيه على أن ما ذكره العبدريُّ والحشائشيُّ عن فصاحة ألفاظهم ووجود اللحن القليل في تراكيب كلامهم قد ينتقض بما أورده الإمام السِّلفي أيضاً عند ترجمة رافع بن تميم بن حيُّون اللخمي البرقي (السادس) وهو من أهل برقة كما في النِّسبة ،ومولده بها، وأصوله من قبيلة لَخَم اليمنيَّة ، قال :"قال لي رافع ولدت ببرقة، وانتقلت إلى الإسكندريَّة في صغري مع أهلي" ثم يقول فيه :" وله شعر موزون وأكثره ملحون "19ففي التَّرجمة إشارةٌ إلى وجود اللحن الكثير في شعره ، ويجاب على هذا الإشكال بأنَّ رافعاً هذا قد تغيَّر لسانُه لما ترك بيئة برقة وخالط من لا يتكلَّم الفصيح بثغر الإسكندريَّة ، وقد خلا النَّص من الإشارة إلى ركاكة شعره من جهة الألفاظ .
ثالثاً التَّعليل لبقاء هذه الفصاحة
إنَّ من المفيد أن يُسأل عن سبب بقاء هذه الألفاظ مستخدمة إلى يومنا هذا بين الكبار الصغار محفوظة من الضياع ، وإن دخل بعضها تحريف بسيط؟ ويعتقد البحث أن أهم هذه الأسباب ما أشار إليه الرَّحَّالة العبدريُّ (القرن السابع) ، وهو عدم اختلاطهم بغيرهم، فقد ضمن ذلك سلامة اللفظة بناءً
ودلالةً، وعدم هذا الاختلاط مرجعه قسوة الحياة في تلك النَّاحية، فلم يأتِهم الغرباءُ طلباً للجوار ؛ لضنك العيش وعدم الاستقرار، يضاف إليه خوف النَّاس منهم، فقد غلب عليهم النَّهب، واعتادوا السَّلب والقتال في بيئة كبيرة مقفرة يقول المؤرِّخ محمَّد بن الحسن الوزَّاني (القرن العاشر) عن اعتراضهم للقوافل :"حتَّى إنَّه منذ مائة سنة لم تمر أي قافلة بالسَّاحل المحاذي للصحراء التي يعيش فيها هؤلاء القوم "20 فهذا شاهدٌ تاريخيٌّ على حال المرور بساحلهم فما حال المرور بصحرائهم؟ويضاف إلى عزلتهم نقاء ألسنتهم الأُولى، فلم يطرأ على ألسنة أجدادهم تغيير قبل مجيئهم؛ إذ إنَّهم جاؤوا من بلاد الحجاز وهي موطن الفصاحة، سليمة ألسنتهم.
ودلالةً، وعدم هذا الاختلاط مرجعه قسوة الحياة في تلك النَّاحية، فلم يأتِهم الغرباءُ طلباً للجوار ؛ لضنك العيش وعدم الاستقرار، يضاف إليه خوف النَّاس منهم، فقد غلب عليهم النَّهب، واعتادوا السَّلب والقتال في بيئة كبيرة مقفرة يقول المؤرِّخ محمَّد بن الحسن الوزَّاني (القرن العاشر) عن اعتراضهم للقوافل :"حتَّى إنَّه منذ مائة سنة لم تمر أي قافلة بالسَّاحل المحاذي للصحراء التي يعيش فيها هؤلاء القوم "20 فهذا شاهدٌ تاريخيٌّ على حال المرور بساحلهم فما حال المرور بصحرائهم؟ويضاف إلى عزلتهم نقاء ألسنتهم الأُولى، فلم يطرأ على ألسنة أجدادهم تغيير قبل مجيئهم؛ إذ إنَّهم جاؤوا من بلاد الحجاز وهي موطن الفصاحة، سليمة ألسنتهم.
ويلاحظ دارس أنساب القبائل البرقاويَّة اعتزازَها بأصولها المهاجرة من شبه الجزيرة العربـيَّة ، والرَّاجعة إلى بني مُدْلِج وتميم وفزارة وبني هلال وبني سُليم وغيرهم، وهذه الأنساب لاسيَّما الهلاليَّة مقرَّرة في مرويَّاتهم الشَّعبية21 وبهذه الهجرات المتتابعة استقرَّت هذه الألفاظ بدلالتها التي نعرفها اليوم ، ووجب التنبيه هنا على قضيَّة ليست صحيحة في نظر البحث كان ذكرها د. وريث ، ملخَّصُها أنَّ الألفاظ الفصيحة هاجرت إلى البلاد الليبيَّة عبر هجرات بعض أهل الأندلس إليها، وقد اتَّهمت هذه الألفاظ الأندلسيَّة، -وهي الألفاظ المستعملة في اللهجة الليبية بعينها-باللحنِ وحاول بعض العلماء القدامى في الأندلس إثبات فصاحتها فساق د. وريث تلك الإثباتات ليحكم من خلالها فصاحة ألفاظ أهل ليبيا يقول : " فإنَّ اللهجة الليبيَّة تتكون في تركيبها العام من الفصيح ومن بعض الجذور اليمنية، وإلى الكثير من الجذور الأندلسية "22
ويرى الباحث أنَّها دعـوى بلا دليل، وتعميمٌ بلا تأصيل، فلم يذكر لنا د. وريث الجذورَ اليمنيَّة اللغويَّة في ليبيا بوجهٍ خاصٍّ ،ولم يُتحفنا بمرجعٍ يحيل إليه، كما أن جهة الشَّرق في ليبيا والوسط لا تحملُ تلك الجذورَ الأندلسيَّة التي تحدَّث عنها، كذلك يخالفه البحثُ في إثبات فصاحة تلك الألفاظ من خلال استعمالها على اللسان الأندلسيِّ أوَّلاً، ثمَّ على اللسان الليبيِّ ثانياً، ففيه إطالةٌ زمنيَّةٌ ومكانيَّة، فليبيا قبل الأندلس من بلاد الحجاز واليمن فتحاً وقُرباً.
وممَّا يقوِّي تأصُّل هذه الألفاظ في البيئة البرقاويَّة مذ الهجرات اليمنيَّة و الهلاليَّة أمران:
1.يذكر اليعقوبيُّ وهو من أهل المائة الثَّالثة ( بعد 292هـ) أنَّ عدداً من القبائل العربيَّة استوطنت بلاد برقة بالهجرة إليها من البلاد العربيَّة يومها ، فالهجرة بدلالة نصِّه قديمةٌ ، ولم يذكر البتَّة أنَّها ارتدَّت إلى برقة من هجرتها إلى الأندلس؛ إذ إنَّ الأندلس زمن اليعقوبيِّ لم تشهد نزوحاً عربياً منها، فهي لم تسقط إلَّا بعد قرون طويلة ، وإن يكن هناك ارتدادٌ- أخذاً بالاحتمال- فهو قليلٌ منضمٌّ إلى أصول عربيَّة سبقتهم إلى ذلك المكان، يقول اليعقوبيُّ :"ولبرقة جبلان :أحدهما يقال له الشَّرقيُّ، فيه قوم من العرب من الأزد، ولَخَم، وجُذام، وصَدِف23 وغيرهم من أهل اليمن ، والآخر يقال له الغربيُّ فيه قوم من غسَّان وقوم من جُذام والأزد وتَُجيب24 وغيرهم من بطون العرب "25.
2. أنَّ أهل الشَّرق الليبيِّ في تلك الفترة الزَّمنيَّة نأوا عن تعلُّم الْحِرَف فكانت حياتُهم وحرفتُهم التَّنقلَ بأنعامهم للكلأ ، خلاف أهل الأندلس الَّذين امتهنوا الحرف وخالطوا الأعراق ، ومعلوم ما للحرف والمدنيَّة من تأثير في لغة النَّاس26، ولهذا لم يجعل الأصمعيُّ(نحو 216هـ) ذا الرُّمَّة (117هـ) حجَّةً في اللغة ، وهو ممَّن عاش زمن الاستشهاد ؛ إذ طالما "أكل البقل والمالح في حوانيت البقَّالين"27 ومعلوم أيضاً تأثُّر اللغة بألسنة من وفدوا عليها، وأهل برقة سلموا من الأمر.
ويقول الباحـث: لم لا نثبت فصاحة تلك الألفاظ، ومنها التي ساقها د. وريث دون الرجوع إلى لغة الأندلسيين ؟ فلغة البرقاويين أفصح وأنقى لعدم اختلاطهم بغيرهم وانقطاعهم عن العمران28، وهذا ما يؤكِّده البحث، وهو رفْضُ أن تكون هذه الألفاظ وافدةً من الأندلس، بل هي مستقرة مذ بدء استقرار الهجرات اليمنيَّة والهلالية ببلاد برقة، أمَّا الاعتماد على هجرات عائلات أندلسيَّة إلى ليبيا فهو ليس عامَّاً في جميع أنحاء ليبيا ، ولم يحدث إلا قرب سنة (1040هـ)29 ، ولو جعل د. وريث بحثه في رقعة جغرافية محدَّدة ينحدر بعض سكَّانها من الأندلس مثل مدينة (درنة) لسلَّمنا له ذلك ، ولو كانت هذه الألفاظ من الألفاظ الحضاريَّة لسلمنا له ذلك أيضاً.
ولقد جانبه الصَّواب في تقرير بعض الحقائق اللهَجيَّة المستعملة في لغة أهل برقة، فهو يسوق مثلاً: أنَّ "الخِلخال بكسر الخاءِ في لهجة أهل الأندلس والعامية الليبيَّة، وبالفتح الفصيح"30.
ويردُّ عليه بأنَّه في شرق ليبيا خَلْخَال بفتح الخاء لا بكسرها، ويقول أيضاً في كلمة عجوز : "وفي المناطق الشرقيَّة يستعملونها عجوزاً فقط، وجمعها عجايز ، وأمَّا في المناطق الأخرى فيبدلون الجيم زاياً فيقولون: (عزوز) ويصغِّرونها (عزيز) والجمع (عزايز) "31 وهذا تعميم مخطئٌ الصَّوابَ ففي الشَّرق يستعملون ما نفى وجودَه.
إنَّ هذه الملاحظات تعلَّقت بتنبيه لازمٍ مضمونُه أنَّه لا يجوز نفي بناء لفظ أو نفي معناه ما لم يكن عن تأنٍّ وصبرٍ ودراسةٍ، فلو سلَّمنا بأنَّ هذه الألفاظَ عربيةٌ أندلسيةٌ لحرمنا أهلنا من ربطهم باللسان الفصيح مباشرة دون واسطة، وهو ما يهدف البحث إلى خلافه من خلال شهادتي الرحَّالة العبدريُّ (القرن السابع) والحشائشي(1330هـ)، ومن الألفاظ التي أعرضها بعد سطور دليلاً على فصاحة تلك الرقعة من البلاد الليبية وهي (برقة).
ويفرض البحثُ سؤالاً علميَّاً منطقيَّاً ، وهو لِمَ لا يستخدم الكتَّاب والخطباء والمثقفَّون هذه الألفاظ الفصحيةفي أبحاثهم وكتاباتهم وخطاباتهم وهي فصيحةٌ ؟ والجواب على ذلك في نظر الباحث : أنَّ التزام العامَّة بها جعلها في مدار الألفاظ العاميَّة البعيدة عن لغة الخاصَّة الذين يرون أنَّها لا تليق ذكراً في سياق الكلام الفصيح، وهذا الأمر عبَّر عنه أحد الباحثين بقوله: "وكأنَّ الكلمة عندهم لا تكون فصيحةً ولا يكتب لها أن تدخل في الكلام البليغ إلا إذا لم تصب بمصيبة الشيوع، وكأن الشيوع في الكلمة يعنى استرذالها وهبوطها من مستوى رفيع"32 وقد يكون من الخاصة من لا يعرف فصاحتها فيطرحها جهلاً بها.
نماذج من الألفاظ النَّبويَّة الغريبة في اللغة البرقاويَّة:
وأشرع الآن في عرض بعض هذه الألفاظ المستعملة في لغتنا العاميَّة مقرونةً بما جاء في كتاب النِّهاية في غريب الحديث والأثر للإمام العلَّامة مجد الدِّين ابن الأثير، وقد رتَّبتها على حروف المعجم ليسهل الرُّجوع إليها فيه .
1. (بحح) : في النِّهاية ﴿فأخذت النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بحة﴾ ثم شرحه وقال "رجل أبحُّ" ، وفي عاميَّة برقة المعنى نفسه، ولأنَّ البحَّة صفة في الشَّخص قد يلقَّب بها، فإنَّ من العائلات البرقاويَّة عائلة الأبح.
2.(برح): في العاميَّة يقال : فلان برَّح بي ،أي: ذكرني في النوَّاحي والمجالس ، ويقال لمن يُشهر خبر الوفاة، مهنةً: برَّاح، يقول ابن الأثير: "وحديث قتْل أبى رافع اليهوديِّ (برَّحت بنا امرأته بالصِّياح)".
3.(بش) في العاميَّة : فلان بشوش، أي: ضحوكٌ فرِحٌ ، قال ابن الأثير في المعنى:" ومنه حديث قيصر ﴿وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشةَ القلوب﴾ بشاشة اللقاء: الفرح بالمرء والانبساط إليه والأنس به"، وذكر حديث علي ﴿إذا اجتمع المسلمان فتذاكرا غفر الله لأبشِّهما بصاحبه﴾".
4. (بشم): في العاميَّة معناها: التُّخَمة ، حيث إن الشَّخص يُطعم أو الدابَّة تأكل حتى يحدث لها البشم ،وفي هذا المعنى يذكر ابن الأثير: " وفي حديث بن جنوب ﴿وقيل له إن ابنك لم ينم البارحة بشماً، قال: لو مات ما صلَّيت عليه ﴾، البشم: التُّخَمة عن الدَّسَم".
5. (بطَّ): المعنى في العاميَّة: شقُّ الدُّمَّل، وهو في الحديث الغريب بالمعنى نفسه ، قال ابن الأثير:" فيه ﴿ أنَّه دخل على رجلٍ به ورمٌ فما برح به حتَّى بطَّ﴾، البَطُّ: شق الدُّمَّل والخَُرَاج(بضم الخاء وفتحها) ونحوهما ".
6. (بنَّة): مرادفه في العاميَّة لكلمة رائحةٍ طيبةٍ أو مُنتنةٍ لا للطيَّبة فقط ،وفي الحديث ﴿إنَّ للمدينة بنَّةً﴾ يقول ابن الأثير شارحاً: "البنَّة الرِّيح الطيِّبة، وقد تُطلق على المكروهة، والجمع بِنَان"، واستعمالها في برقة للطيب والمنتن -كما مرَّ- هو ما يؤيِّده علماء اللغة الآوائل عند بيانهم أنَّ العرب تستعملها على الأمرين دلالةً على السَّواء، قال الزَّبيدي (1205هـ) :" قال ابن بري وزعم أبوعبيدة أنَّ البنَّة الرَّائحة الطيِّبة فقط، وليس بصحيحٍ بدليل قول علي -رضي الله عنه- للأشعث بن قيس حين قال: ما أحسبك عرفتني يا أمير المؤمنين، قال: بلى، وإنِّي لأَجدُ بنَّة الغَزْل منك، رماه بالحياكة"33 .
7.( تفل ) في العاميَّة يقولون : التفال بإسكان التَّاء ، والفصيح ضَمُّها ، وهو عندهم مرادف للبصاق، وفي الحديث ﴿فتفل فيه﴾ ،يقول ابن الأثير شارحاً : " التُّفْل : نفخ معه أدنى بُزَاق ، وهو أكثر من النَّفث ، وقد تكرَّر ذكره في الحديث".
8. ( تلَّه): في العاميَّة ضربة بقوَّة، أو جذبه بقوَّة، وفي الحديث ﴿فجاء بناقة كَوْماء فتلَّها﴾ يقول ابن الأثير:" أي : أناخها وأبركها" والنَّاقة الكوماء هي عظيمة السَّنام، فتلُّها لا ريب يطلب قوَّةً وشدَّة .
9.( توَّة ) : في العاميَّة بمعنى الآن والسَّاعة الحاضرة ، قال الشَّاعر الشَّعبي الفضيل المهشهش34
أحوال تفارج أحوال عفنْهن ع الزَّيْن توَّا دارج
يقول ابن الأثير في المعنى نفسه: " وفي حديث الشعبي ﴿ فما مضت إلَّا توَّة حتَّى قام الأحنفُ من مجلسه﴾ أي : ساعة واحدة".
10. (جبذ) ،في العاميَّة (جبد) بالدَّال المعجمة ، واسم المفعول : مجبود، معناها: السَّحب. قال الشَّاعر الشعبي هاجياً مسنَّاً يتزيَّن35 :
ويَرْكب في اشْنابه تِدْهين ويَطْلاهن نغْجْ وبرود
ومحْرمْتَه فيـها هـذين دَبشْ واتي دِيما مَجْبود
ثلاثْ مكاحل ومْراتَين ومرْود عاج ومرْود عود
وجاء في النِّهاية : ﴿فجبذني رَجُلٌ من خَلْفي﴾.
11.( جبَّانة) : في العاميَّة كلمةٌ مرادفةٌ للمقبرة، وفي حديث الشَّفاعة ﴿فلمَّا كنَّا بظهر الجبَّان﴾ يقول ابن الأثير شارحا :"الجبَّان والجبَّانة: الصَّحراء، وتسمَّى بها المقابر؛ لأنَّها تكون في الصَّحراء تسميةً للشيء بموضعه".
11.( جبَّانة) : في العاميَّة كلمةٌ مرادفةٌ للمقبرة، وفي حديث الشَّفاعة ﴿فلمَّا كنَّا بظهر الجبَّان﴾ يقول ابن الأثير شارحا :"الجبَّان والجبَّانة: الصَّحراء، وتسمَّى بها المقابر؛ لأنَّها تكون في الصَّحراء تسميةً للشيء بموضعه".
12. ( جرَّة): في العاميَّة أثر الشَّيء ، ويقولون عن الحيوان : (يقْصع في جرته)، والجملة لَفْظاها فصيحان، أي: القصع والجرَّة ، يقول ابن الأثير: "وفي حديث عمر ﴿لا يصلح هذا الأمر إلا لمن لا يحنِق على جرَّته﴾، والجرَّة ما يخرجه البعير من جوفه ويمضغه" ، والقصع : المضغ والدَّسْع في اللغة الفصيحة أيضاً .
13.( الحذف): في العاميَّة بمعنى الرَّمي بالحجارة ونحوه .يقول ابن الأثير: "وفي حديث عَرْفَجَة: ﴿فتناول السَّيف فحذفه به﴾ أي: ضربه عن جانب، والحذف يستعمل في المرمى والضرب معاً.
14. (حجل): في العاميَّة بمعنى الرَّقص ، ويقولون للراقصة على أشعارهم : حجَّالة. يقول ابن الأثير :"وفيه: (أنَّه عليه السلام قال لزيد: ﴿أنت مولانا﴾ فحجَّل"، الحجل أن يرفع رجلاً ويقفز على الأخرى من الفرح، وقد يكون بالرِّجلين، إلا أنَّه قفزٌ، وقيل الحجل مشى المقيد".
ويطلق في العاميَّة أيضاً على أحد أنواع الطيور، وهو كذلك في الحديث ﴿فاصطادوا حَجْلاً﴾ أي طيراً، قال ابن الأثـير: "ومنه الحديث: ﴿اللهم إنِّي أدعو قريشاً، وقد جعلوا طعامي كطعام الحجل﴾ يريد أنَّه يأكل الحبَّة بعد الحبَّة لا يجدُّ في الأكل.". ومن العائلات الليبية عائلة حجل من قبيلة العبيد35.
15.(الحَدْر) في العاميَّة بمعنى النزول والهبوط،قال الشَّاعر الشعبي حسين لحلافي36:
لا عز لا راحه ايَّام نظرتن من يوما جلَيْتن والْحَجاج حَدَرْتن،يقول ابن الأثير في المعنى نفسه :"ومنه حديث الاستسقاء ﴿رأيت المطر يتحادر على لحيته﴾ أي: ينزل ويقْطُر، وهو يتفاعل من الحدور".
16.(حِس): في العاميَّة بمعنى صوت يقال: (حِس فلان)، أي: صوته، قال الشَّاعر فضيل الشِّلماني في وصف صوت المركب37:
حسَّه تْقول زنيق رَعَّاديَّة وحرَّك دوالِيبه كما البَنْدار
يقول ابن الأثير في هذا المعنى :"ومنه الحديث ﴿أنَّه كان في مسجد الحِيف38 فسمع حسَّ حَّية﴾، أي: حركتها بصوت مشيها" . وفي العاميَّة: أيضا (فلان ايحس) أي: به وجع ، يقول ابن الأثير: "وفي حديث عمر:﴿أنَّه مر بامرأة قد ولدت فدعا لها بشربة من سـويق وقال: اشربي هذا فإنَّه يقطع الحس﴾ الْحِسُّ : وجعٌ يأخذ المرأةَ عند الولادة وبعدها".
17. (حشن): في العاميَّة بمعنى الوسخ ونتن الرَّائحة، يقول ابن الأثير : "وفي حديث أبي الهيثم بن التيهان ﴿من حِشانة﴾ أي: سِقاء متغيِّر الرِّيح، يُقال: حَشِن السِّقاءُ يَحْشَن فهو حشينٌ إذا تغيَّرت رائحتُه لبعد عهده بالغسل والتَّنظيف".
18. ( حمش) : يقال في العاميَّة : فلان يَحْمِش في فلان ، بمعنى يحرِّض عليه بالعراك والشِّجار،يقول ابن الأثير في المعنى نفسه :" وفي حديث ابن عبَّاس ﴿رأيت عليَّاً يوم صِفِّين وهو يحمِش أصحابه﴾ أي يحرِّضهم على القتال ويغضبهم، يقال: حمَش الشرُّ: اشتدَّ".
19.(حوز): في العاميَّة (حازهم في كذا) أي: عزلهم وضمَّهم إلى محل معيَّن، ومنه قول الشَّاعر الشَّعبي:
احوال يخْطرَن بَاشْغال ما ينْعدَّن حايزات من دون الحبيب حبيبه
،وفي غريب الحديث يقول ابن الأثير:"ومنه حديث يأجوج ومأجوج ﴿فحوز عبادي إلى الطُّور﴾ أي: ضمَّهم إليه". وذكر في معنى اللفظة أيضاً الجمع والسَّوْق والانفراد بالشَّيء.
20. (حوف) : في العاميَّة حافة الشَّيء طرفُه، يقول ابن الأثير :"ومنه حديث حذيفة ﴿لما قتل عمر -رضي الله عنه- نزل النَّاسُ حافة الإسلام﴾ أي جانبه وطرفه.
21.(حوس ): في العاميَّة: (حاسوا حوسة) بالسِّين للدلالة على التَّشويش والاضطراب، قال الشَّاعر الشَّعبي صالح بومازق الرّفادي في مطلع قصيدة39:
يحُوس خاطْري وَيْن ما نْجي لدْياره ويتمْ دمع عيني منْفلتْ تَيَّاره
وقريب منه مايرويه ابنُ الأثير: "ومنه حديث أنس﴿ لماَّ كان يوم أحد حاص المسلمون حيصة، قالوا: قُتل محمَّد﴾". ومعلوم قرب السِّين من الصَّاد.
22. (حوم):في العاميَّة:(حام على كذا) دار حول كذا، يقول ابن الأثير:"وفي حديث الاستسقاء ﴿اللهم ارحمْ بهائمَنا الحائمةَ﴾ هي الَّتي تحوم على الماء، أي تطوف فلا تجد ماءً تردَه".
23.( حيل) : في العاميَّة الحيل: القوة، يقال : فلان ما عنده حيل ، أي ليست لديه قدرةٌ قال الشَّاعر الشَّعبيُّ رجب بوحويش40 :
23.( حيل) : في العاميَّة الحيل: القوة، يقال : فلان ما عنده حيل ، أي ليست لديه قدرةٌ قال الشَّاعر الشَّعبيُّ رجب بوحويش40 :
نْصِّبي بلا حيل عندي خفيف نشيل الثَّقيلة نْزازي مْزازاة من زَيْن حَيْله
وفي المعنى ذاته يقول ابن الأثير: في حديث الدُّعاء ﴿اللهم يا ذا الحيل الشَّديد﴾ :"الحيل القوَّة. قال الأزهري: المحدِّثون يروونه الحبل بالباء، ولا معنى له، والصَّواب بالياء ". ومن العائلات البرقاويَّة عائلة الحيل من قبيلة الحاسَة41.
24.(خبط):في العاميَّة بمعنى الضَّرب، والمعنى نفسه في غريب الحديث يقول ابن الأثير: "في حديث تحريم مكَّة والمدينة ﴿نهى أن يُخْبَط شجرُها﴾، الخبْطُ: ضرب الشَّجر بالعصا ليتناثر ورقُها".
25. (ختل): فى العاميَّة (فلان ختَّال) أي خدَّاع ،يقول ابن الأثير :"ومنه حديث الحسن في طلَّاب العلم ﴿وصِنفٌ تعلَّموه للاستطالة والختل﴾ أي: الخداع ".
25. (ختل): فى العاميَّة (فلان ختَّال) أي خدَّاع ،يقول ابن الأثير :"ومنه حديث الحسن في طلَّاب العلم ﴿وصِنفٌ تعلَّموه للاستطالة والختل﴾ أي: الخداع ".
26.( خثر): في العاميَّة (ختر) بالتَّاء بمعنى ثِقَل الشَّيء، وفي الحديث :﴿أصبح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو خاثر النَّفس﴾يقول ابن الأثير شارحاً له :"أي: ثقيل النَّفس غير طيِّب ولا نشيط".
27.( خدش): في العاميَّة أثر الشَّئ على الجلد ونحوه، ولا يزال بناءُ مضارعه في الاستعمال العامِّي موافقاً للفصيح، فيقولون: يَخْدِش ، وقد ساق ابن الأثير لهذا المعنى قول الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ﴿من سأل وهو غني جاءت مسألتُهُ يوم القيامة خُدُوشاً على وجه ﴾.
28. (خَرأ): في العاميَّة حاجة الإنسان وفضلته، قال ابن الأثير :"في حديث سلمان ﴿قال له الكفَّار: إنَّ نبيَّكم يعلِّمُكم كلَّ شيء حتَّى الخراءة، قال: أجل﴾، الخراءة بالكسر والمدِّ التَّخلِّي والقعود للحاجة ، قال الحطَّابي وأكثر الرُّواة يفتحون الخاء" وفتحها أيضاً في عاميَّة برقة مع تسهيل في آخر الكلمة، يقولون : (خَرَا ) للمعنى المذكور، وفي الشَّتم أيضاً.
29.(خربش): في العاميَّة الإفساد والشَّطب، وفى الحديث ﴿كان كتاب فلان مخربشاً﴾ يقول ابن الأثير "أي: مشوَّشاً فاسداً".
30.(خر) في العاميَّة (الخرَّارة) مكان خروج الماء عند الغسل والتَّنظيف ،يقول ابن الأثير في بيان المعنى نفسه: "ومنه حديث قسّ ﴿وإذا أنا بعين خرَّارة﴾ أي كثيرة الجريان".
31. (خش):في العاميَّة بمعنى دخل، يقال: خَشْ في الكلام ، وخَشْ في السَّيارة، قال الشَّاعر الشَّعبيُّ حسين ياسين ضاوي42 :
مرايف عليكم يا بعاد البُورَه يا هل فزع خايل عليْه النَّوره
ويا هل سِبيب يخش ع الشَّبُّورة مْنَين ضبَّبَت والدَّمْ خاثر رَوْبه
،يقول ابن الأثير في المعنى نفسه: "ومنه الحديث ﴿خُشُّوا بين كلامكم لا إله إلا الله﴾ أي أَدْخِلوا".
32.(خوَّة) في العاميَّة بمعنى أُخوة، يقولون: (أنتم خوَّة) بمعنى أخوة ، قال الشَّاعر الشَّعبيُّ عبد المطلب الجماعي43:
اوقات يَبْدن لكْ نكاد ودوَّه واوقات يبْدَنْ لكْ اصْحَاب وخُوَّة
يقول ابن الأثير في المعنى واستعماله من غير الهمزة: "في صفة أبى بكر: ﴿لو كنت متَّخِذاً خليلاً لاتَّخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خوَّة الإسلام﴾ كذا جاء في رواية، وهى لغة في الإخوة".
33.( دسس): في العاميَّة الدسُّ الإخفاء، يقول ابن الأثير: "فيه ﴿استجيدوا الخَالَ فإنَّ العِرْق دسَّاس﴾ أي : دخَّال؛ لأنَّه ينزع في خفاء ولطف، دسَّه يَدُسُّه دسَّاً إذا أدخـله في الشَّيء".
34.(دعس): في العاميَّة (دعس فلان على فلان) بمعنى ضربه، وفي الغريب :"فإذا دنا العدوُّ كانت المداعسة بالرِّماح حتَّى تقصد) المداعسة: المطاعنة وتقصد: تنكسر".
35.(دغم): في العاميَّة سواد في الوجه يقول ابن الأثير :"﴿أنَّه ضحَّى بكبش أدغم﴾ هو الَّذي يكون فيه أدنى سواد، وخصوصاً في أرنبته وتحت حنكه".ومن العائلات البرقاوية عائلة دغيم من قبيلة الفسيَّات44.
36.( دفر): في العاميَّة (فلان دَفَرْ فلان) أي: دفعه بشدَّة ،يقول ابن الأثير معلِّقاً على حديث عمر ﴿وادفراه﴾:"يقال:دفره في قفاه إذا دفعه دفعاً عنيفاً".
.37 (رجّ) : في العاميَّة اهتزَّ، وجاء في الحديث ﴿فترتجُّ الأرض بأهلها﴾ أي: تضطرب".
38.( رزن) : في العاميَّة: رجل رَازِن، وامرأة رَازْنة، وامرأة رزينة للدلالة على كمال العقل والوقار، وفي الغريب يقول ابن الأثير في الكلمة نفسها :"في شعر حسَّان يمدح عائشة -رضي الله عنها- :
38.( رزن) : في العاميَّة: رجل رَازِن، وامرأة رَازْنة، وامرأة رزينة للدلالة على كمال العقل والوقار، وفي الغريب يقول ابن الأثير في الكلمة نفسها :"في شعر حسَّان يمدح عائشة -رضي الله عنها- :
حَصان رَزَان ما تُزنُّ بريبةٍ وتصبح غرثى من لحوم الغوافل.
يقال: امرأة رَزَان بالفتح ورزينة: إذا كانت ذات ثبات ووقار وسكون، والرزانة في الأصل الثِّقَل".
39( رشش): في العاميَّة بمعنى النَّثر الخفيف للماء، يقول ابن الأثير:" (وفيه)
﴿فلم يكونوا يرشُّون شيئاً من ذلك﴾ أي: ينضحونه بالماء". ومن العائلات البرقاوية عائلة الرشاش من قبيلة المريرات45.
﴿فلم يكونوا يرشُّون شيئاً من ذلك﴾ أي: ينضحونه بالماء". ومن العائلات البرقاوية عائلة الرشاش من قبيلة المريرات45.
40.( رصص): دلالتها في العامَّية بمعنى جعل الشَّيء ملتصقاً ببعضه حتَّى يستوعب المكان الضيِّق الشَّيء الكثير، وفي الحديث يقول ابن الأثير :"ومنه حديث ابن صيَّاد: ﴿فرصَّه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-﴾ أي: ضمَّ بعضَه إلى بعض".
41.( زير): في العاميَّة وعاء كبير من الطِّين أكبر من الجرَّة يصنع لحفظ الماء وتبريده. يقول ابن الأثير :"وفي حديث الشَّافعي -رضي الله عنه- :"كنت أكتب العلم وأُلقيه في زير لنا). الزيِّر: الْحُبُّ الَّذي يعمل فيه الماء".
42.(سوم) : في العاميَّة السوم معرفة ثمن السلعة وتقديرها ،وفي الحديث ﴿نهى أن يسوم الرَّجلُ على سَوم أخيه ﴾ يقول ابن الأثير :"المساومة المجاذبة بين البائع والمشترى على السِّلعة، وفصل ثمنها".
43.( شِبْرق):ينطق في العاميَّة بكسر الشِّين على شجرة معروفة، يقول ابن الأثير عن الحديث النَّبويِّ ﴿لا بأس بالشِّبْرِق والضَّغابيس ما لم تنزعه من أصله ﴾ الشِّبْرِق نبتٌ حجازيٌّ يُؤكل وله شوك". ومن العائلات الليبيَّة عائلة شبرق من قبيلة القبائل46.
44.( شعَّف): في العاميَّة كلمة مرادفة للتخويف والتَّهديد وإذاقة العذاب والهوان، يقولون: فلان شعَّف فـلان، أي: انتقم منه وأرهبه، وفي الحديث يقول ابن الأثير :" في حديث عذاب القبر ﴿فإذا كان الرَّجُل صالحاً أُجلِسَ في قبره غير فزع ولا مشعوف﴾ الشَّعف: شدَّة الفزع حتَّى يذهب بالقلب".
45.( شلا): في العاميَّة (فلان يْشَالي) أي: يحرِّك يديه أسفاً وحزناً،قال الشَّاعر لحلافي47:
دِيمــــــا سَـــالن ودِيرَنْ معَازي وانْدبن واشَّالن
علي وطنْ عشْتَن فيه دُونَه حالن جْيوش النعِيل اللي طغَى جلَّاكن
يقول ابن الأثير :"ومنه الحديث ﴿ائتني بشلوها الأيمن﴾ أي: بعضوها الأيمن، إمَّا يدها أو رجلها".
46.( شنن): في العاميَّة (شن الماء) إذا كان ساخناً فبرَّده بإضافة ماء إليه، وأيضاً يقولون :لبنٌ مشنون أي: مخلوط بالماء، يقول ابن الأثير :"وفي الحديث ﴿ إذا حمَّ أحدُكم فليشن عليه الماء ﴾ أي : فليرشه عليـه رشَّاً متفرِّقاًً، الشنُّ: الصبُّ المنقطع".
46.( شنن): في العاميَّة (شن الماء) إذا كان ساخناً فبرَّده بإضافة ماء إليه، وأيضاً يقولون :لبنٌ مشنون أي: مخلوط بالماء، يقول ابن الأثير :"وفي الحديث ﴿ إذا حمَّ أحدُكم فليشن عليه الماء ﴾ أي : فليرشه عليـه رشَّاً متفرِّقاًً، الشنُّ: الصبُّ المنقطع".
47.( شوف): فى العاميَّة بمعنى النَّظر إلى الشَّيء، قال الشَّاعر الشَّعبي الفضيل المهشهش48
أحْــوال حـسُوفَـــــه ما ينْتسَنْ لا عنْد قَطْر الصُّوفه
من حاش خوك يبقالك حسودي نَوْفه حـَلال الجّلا منَّه بعد تسييبه
لا الوذنْ تَسْمـع لا العَين تْشُوفَه خير من مْقَامَاتَكْ وجَبْد سريبه
يقول ابن الأثير في المعنى نفسه:"في حديث عائشة ﴿أنَّها شوَّفت جاريةً فطافت بها، وقالت: لعلَّنا نَصيدُ بها بعض فتيانِ قريش﴾ أي: زيَّنتها، يقال: شوَّف وشيَّف وتشوَّف، أي : تزيَّن، وتشوَّف للشيء أي: طمح ببصره إليه"
48..( شيط) : في العاميَّة شاط الشَّىء احترق ، قال الشَّاعر الشَّعبي فضيل الشلماني في قصيدة تحكي منفاه إلى إيطاليا49:
اللي يبان برَّه يقْرضوا طارِيَّه واللي في البْلاد تْشِيط فيه النَّار
وفي المعنى نفسه يقول ابن الأثير :"وفي صفة أهل النَّار﴿ألم تروا الرَّأس إذا شيَّط﴾ من قولهم: شيَّط اللحم أو الشَّعْر أو الصُّوف إذا احترق بعضه ".
49.( شين): في العاميّة لفظ بمعنى القبح ، وبمعنى العيب أيضاً، يقولون أفعاله شينه أي: معيبةُ، قال الشاعر الشَّعبي حسن لقطع الفاخري50:
عرب بالشَّينة مَنْغومين فلان فلان النَّود النَّود
عَرَمْرم حسَّاد عنيدين لْهم من مَيْلود لْميلود
يقول ابن الأثير:"في حديث أنس - رضي الله عنه- يصف شعر النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ﴿ ما شانه الله ببيضاء﴾ الشَّين : العيب، وقد شانه يشينه" .
50.(صنن): في العاميَّة يقولون: (صنان) أي: الرَّائحة الكريهة، يقول ابن الأثير :"في حديث أبى الدَّرداء
﴿نِعْم البيتُ الحمَّام يذهب الصنَّة ويذكِّر النار﴾ الصنَّة: الصُنان ورائحة معاطف الجسم إذا تغيرت، وهو من أصن اللحمُ إذا أنتن".
﴿نِعْم البيتُ الحمَّام يذهب الصنَّة ويذكِّر النار﴾ الصنَّة: الصُنان ورائحة معاطف الجسم إذا تغيرت، وهو من أصن اللحمُ إذا أنتن".
51.( ضبح) : في العاميَّة هو الصَّوت المرتفع عند النِّداء ، وفي الحديث يقول ابن الأثير :"في حديث ابن مسعود ﴿لا يخرجن أحدكم إلى ضبحة بليل – أي: صيحة يسمعها – فلعلَّه يصيبه مكروهٌ﴾ وهو من الضُباح صوت الثَّعلب ".
52.( طمر): في العاميَّة (طمر الشَّىء) أخفاه، يقول ابن الأثير :"وفي حديث الحساب يوم القيامة
﴿فيقول العبد: عندي العظام الْمُطْمَرات﴾ ،أي : المخبَّآت من الذُّنوب".
﴿فيقول العبد: عندي العظام الْمُطْمَرات﴾ ،أي : المخبَّآت من الذُّنوب".
53. (طوح): في العاميَّة (طاح يطيح) سقط من أعلى، يقول ابن الأثير :"في حديث أبى هريرة -رضي الله عنه- في يوم اليرموك ﴿فما رُئي موطنٌ أكثر قِحْفاً ساقطاً وكفَّاً طائحة﴾ أى طائرة من معصمها ساقطة ، يقال: طاح الشَّيء يطوح ويطيح إذا سقط وهلك".
54.( عصب): في العاميَّة : قطعةٌ من قماش تُلف على الرَّأس أو على اليد أو على البطن، وفي هذا المعنى يقول ابن الأثير: "وفي حديث بدر أيضاً ﴿لما فرغ منها جبريل وقد عصب رأسه الخبر﴾.
55.( عصعص): في العاميَّة عصعوص (عظم عجب الذَّنب)، وهو في الحديث بالمعنى نفسه.
56.( عصلب): في العاميَّة القويُّ الشَّديد،يقول ابن الأثير :"في خطبة الحجاج * فقد لفها الليل بعصلبى * هو الشَّديد من الرِّجال".
57.(عطب): يُقال في العاميَّة ( العطيب ) للرديء من الأشياء، يقول ابن الأثير:"وفيه ذكر ﴿عطب الْهَدي﴾ ، وهو هلاكه ، وقد يعبر به عن آفة تعتريه وتمنعه عن السَّير فيُنْحر"
58.( عطن) : في العاميَّة يقال: (المعَطَن) للدلالة على مكان تجميع الماء،ومنه قد تُسقى منه البهائم، يقول ابن الأثير :"في حديث الرُّؤيا ﴿حتَّى ضرب الناس بعطن﴾، العطن: مبرك الإبل حول الماء".
59.( عقل) : في العاميَّة : (فلان امْعَقِّل على فلان) أي : مُحْتَمٍ به. يقول ابن الأثير :"ومنه الحديث
﴿ليعقلن الدِّين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل﴾ أي: ليتحصَّن ويعتصم ويلتجئ إليه كما يلتجئ الوعل إلى رأس الجبل".
﴿ليعقلن الدِّين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل﴾ أي: ليتحصَّن ويعتصم ويلتجئ إليه كما يلتجئ الوعل إلى رأس الجبل".
60.(عكك) : يقال في العاميَّة (سمن عكَّة) ، يقول ابن الأثير عن حديث ﴿ أنَّ رجلاً كان يُهدي للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- العُكَّة من السَّمن أو العسل﴾:" هي وعاء من جلود مستديرٍ تختصُّ بها، وهو بالسَّمن أخصُّ" ، وحدَّثني من أثق به أنَّها في بادية برقة تكون للعسل مع السَّمن ، ويكون العسل في قعرها حتَّى إذا رُجَّت خالط العسلُ السَّمنَ ، فلا معنى لقول ابن الأثير إنَّها بالسَّمن أخصُّ .
61.( عنق) : في العاميَّة يقال (عناق) للتعبير عن أنثى الماعز، يقول ابن الأثير:" وفي حديث الضَّحيَّة
﴿عندي عناق جَذَعة ﴾ هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة".
﴿عندي عناق جَذَعة ﴾ هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة".
62.( عيف) في العاميَّة (عاف الطعام) رغب عنه، يقول ابن الأثير :"وفيه أنَّه أُتى بِضَبٍّ مشويٍّ فعافه، وقال: ﴿أعافه؛ لأنَّه ليس من طعام قومي﴾".
63.(غبش) في العاميَّة (غبشت عندي) بمعنى أظلمت. يقول ابن الأثير:" غبش الليل وأغبش: إذا أظلم ظلمةً يخالطها بياضٌ".
64. (غمغم)، في العاميَّة الكلام غير المفهوم. والمعنى نفسه في الحديث يقول ابن الأثير :"وفي صفة قريش ﴿ ليس فيهم غمغمة قُضاغة ﴾، الغمغمة والتَّغمغم كلام غير بيِّنٍ".
65.(فجو)، في العاميَّة المكان المتَّسع بين الشَّيئين، والمعنى نفسه في الحديث، يقول ابن الأثير :"ومنه حديث ابن مسعود ﴿لا يصلِّينَّ أحدُكم وبينه وبين القبلة فجوة﴾".
66.(فحج)، في العاميَّة باعد بين رجليه، والمعنى نفسه في الحديث قال: "فيه ﴿أنَّه بال قائماًً فحَّج رجليه﴾ أي: فرَّقهما وباعد بينهما،والفحَجُ تباعد ما بين الفخذين".
67.(فشش) في العاميَّة (تفريغ الرِّيح) ويقولون: (فلان فشيش) كناية عن عدم النَّفع، وفي النِّهاية :"قال أبو هريرة: ﴿إنَّ الشَّيطان يفُشُّ بين إليتي أحدِكم حتَّى يخيل إليه أنَّه أحدث﴾ أي : ينفخ نفخاً ضعيفاً، يقال: فُش السِّقاء إذا أُخرج منه الرِّيح، ومنه حديث ابن عباس ﴿ولا ينصرف حتَّى يسمع فشيشها﴾" أي صوت ريحها، والفشيش الصَّوت".
68.(فصع) في العاميَّة (فصع فلان يدَ فلان أو رقبته) بمعنى لَيّها وفي النِّهاية ﴿نهى عن فَصْع الرُّطَبة﴾ هو أن يخرجها من قشرها لتنضج عاجلاً، وفصعت الشىء من الشىء إذا أخرجته وخلعته".
69.( فطس) في العاميَّة (أنفه أفْطس) أي: مفروش، وفي النِّهاية "في حديث أشراط السَّاعة ﴿تقاتلون قوماًً فطس الأنوف﴾الفَطَس:انخفاض قصبة الأنف وانفراشها والرَّجل أفْطس"
70.( فقص) في العاميَّة بمعنى كسر البيض ،وفي النِّهاية :" في حديث الحديبية ﴿ وفقص البيضة﴾ أي : كسرها، وبالسِّين أيضاً".
71.( فلطح): في العاميَّة (فلطح رجليه) أي رماهما موسِعاًً بينهما، يقول ابن الأثير :"وفي الحديث ﴿عليه حَسَكة مفلطحة لها شوكة عَقِيقة﴾،المفلطح الَّذي فيه عرض واتِّساع" .
72.( نتل): في العاميَّة : النَّتل الجذب بقوَّة . وفي غريب الحديث والأثر "﴿إنَّه رأى الحسن يلعب ومعه صِبْية في السكَّة فاستنتل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمام القوم﴾ أي تقدَّم، والنَّتل الجذب إلى قدَّام".
73.(نجع): في العاميَّة موطن سكن أهل البادية، وفي النِّهاية"وفي حديث بديل ﴿هذه هوازن تَنَجَّعت أرضَنا﴾ التنجُّع والانتجاع والنُّجْعة :طلب الكلأ ومساقط الغيث".
74.( نزح ): في العاميَّة ذهاب الماء، وفي غريب الحديث والأثر" ﴿نزل الحديبيَّة ، وهى نزَح﴾ النزَح بالتَّحريك : البئر الَّتي أُخذ ماؤُها".
75.( نشد ): في العاميَّة بمعنى سأل، وهي ظاهرة في أشعارهم51، يقول ابن الأثير :"ومنه حديث عثمان ﴿فأنشد له رجال﴾ أي: أجابوه يقال: نشرته فأنشدني، وأنشد لي، أي: سألته فأجابني ".
76.( نشف ): في العاميَّة بمعنى الجفاف وذهاب الماء، وفي النِّهاية "ومنه الحديث: ﴿كان لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- نشَّافة ينشُف بها غسالة وجهه﴾ يعنى منديلاً يمسح بها وضوءه".
77.(نشق): في العامية (نشوق) ، وهو شيء يوضع في الأنف، ومن العائلات البرقاويَّة عائلة النشَّاق من أولاد حمد52 ،يقول ابن الأثير :"منه الحديث ﴿إنَّ للشيطان نشوقاًً ولعوقاً ودساماً﴾ النَّشوق بالفتح: اسم لكلِّ دواء يصبُّ في الأنف".
77.(نشق): في العامية (نشوق) ، وهو شيء يوضع في الأنف، ومن العائلات البرقاويَّة عائلة النشَّاق من أولاد حمد52 ،يقول ابن الأثير :"منه الحديث ﴿إنَّ للشيطان نشوقاًً ولعوقاً ودساماً﴾ النَّشوق بالفتح: اسم لكلِّ دواء يصبُّ في الأنف".
78.(نغا): في العاميَّة (يناغي) ، وهوكلام الطِّفل لأمه أو لغيرها، أو العكس، والمعنى نفسُه في غريب الحديث، يقول ابن الأثير :"فيه ﴿أنَّه كان يناغي القمرَ في صباه﴾ المناغاة :المحادثة، وقد ناغت الأمُّ صبيَّها: لاطفته فشاغلته بالمحادثة و الملاعبة".
79.( نقز): هي في العاميَّة بمعنى قفز، يقول ابن الأثير :"في حديث ابن مسعود ﴿ كان يصلِّي الظُّهر، والجنادب تنقز من الومضاء ﴾ أي: تقفز وتشب مـن شدَّة حرارة الأرض".
80.(نقع): في العاميَّة (المنقع) مكان اجتماع الماء، وفي النِّهاية "ومنه الحديث ﴿لا يقعد أحدُكم في طريق أو نقع ماء﴾ يعني عند الحدث وقضاء الحاجة".
81.(نيء): في العامية : ما لم ينضج من الطَّعام. يقول ابن الأثير :"فيه ﴿نهى عن أكل النَّيء﴾ هو الَّذي
لم يطبخ، أو طُبخ أدنى طبخ ولم ينضُج".
لم يطبخ، أو طُبخ أدنى طبخ ولم ينضُج".
82.( هبر): في العاميَّة (لحم هبر) أي :خال من العظم، تقول: (أعطني لحم هبرة)، أي قطعةً خاليةً من العظم، وفي الحديث يقول ابن الأثير :"في حديث علي ﴿انظروا شزراً، واضربوا هبراً﴾، الهبر: الضَّرب والقطع، وقد هبرت له من اللحم هبرةً، أي قطعته له قطعة".
83. (هبل) : في العاميَّة مرادف الجنون وفي النِّهاية:" ومنه حديث أم حارثة بن سراقة ﴿ ويحك أو هَبِلت ؟ ﴾ هو بفتح الهاء وكسر الباء ،وقد استعاره ههنا لفقد الميز والعقل ممَّا أصابها من الثكل بولدها، كأنَّه قال: أفقدت عقلك بفقد ابنك؟".
84. (هتك): في العامية ( الهتيكة ) الفضيحة، يقول ابن الأثير :" في حديث عائشة-رضي الله عنها- ﴿ فهتك العرض حتَّى وقع بالأرض ﴾ الهتك :خرق الستر، وقد هتكته فانهتك ، والاسم الهتكة ، والهتيكة: الفضيحة".
85.(وشوش):في العاميَّة : الكلام الخفي، وفي المعنى نفسه يقول ابن الأثير في الحديث ﴿فلما انفلت توشوش القوم﴾ :"الوشوشة كلام مختلط خفي لا يكاد يفهم".
86. (ولول): في العاميَّة الصُّراخ . يقول ابن الأثير :"في حديث فاطمة -رضي الله عنها- ﴿فسمع تولولَها تنادى يا حسنان يا حسينان﴾، الولولة: صوت متتابع بالويل والاستغاثة وقيل: هي حكاية صوت النَّائحة".
87.(ومد): في العاميَّة شدَّة الحرِّ، يقول ابن الأثير :"وفي حديث عتبة بن غزوان ﴿إنَّه لقي المشركين في يوم ومدة وعِكَاك﴾ ،الومدة: ندى من البحر يقع على النَّاس في شدة الحرِّ وسكون الرِّيح: ويوم ومد وليلة ومدة".
هوامش البحث :
1. وقع مؤلِّفا كتاب الأصول العربيَّة الفصيحة لألفاظ اللهجة الليبيَّة في ضوء الدلالة والمعجم نشر الدار الجماهيرية في هذا الخطأ العلميِّ فقد كان عنوان الكتاب أرحب من ميدان الدِّراسة، فهي قد اقتصرت على الجهة الغربيَّة ،ويفهم من عنوان دراستهما أن ليبيا كلَّها تستعمل ما يوردانه، وهذا غير صحيح البتَّة.
2. .البلدان : 324 وانظر رحلة العياشي( ماء الموائد) : ص145 ففيها بأن تاورغا تقترب من حدود برقة ، وانظر تاريخ برقة في العهد العثماني الأول :1/33. .
3. نزهة المشتاق :
4. رحلة العياشي (ماء الموائد): ص151.
5. معجم البلدان:1/388
6. المسالك والممالك :248
7. انظر تاريخ برقة في العهد العثماني الأول :1/38.
8. سكان ليبيا: ص7.
9. انظر الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير تحقيق أحمد محمد شاكر دار الغد الجديد القاهرة ط1 2006م ص215
10. وفيات الأعيان : 4/61.
11. انظر كتاب كشف الظنون ففيه ذكر كثيرين من علماء هذا الفن :2/199_ 202.
12. نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والآثار:1/ 372 ، وانظر : سكان طرابلس الغرب : ص21 ،26
13. انظر سكان ليبيا:ص28 .
14. ليبيا في كتب الجغرافيا والرحلات : ص111.
15. المصدر السابق : ص112.
16. رحلة الحشائشي : ص138
17. معجم السَّفر : 311.
18. المصدر السَّابق : 312.
19. المصدر السَّابق : 92 .
20. وصف أفريقيا ص61، وانظر رحلة العياشي : ص154 فقد وصفهم بالانقطاع عن العمران وبالتوحُّش .
21. سكان ليبيا :ص30
22. مجلة تراث الشعب العددان 1-2 السنة 25 سنة 2005م ص12
23. هكذا وجدته في القاموس (صدف) على زنة كَتِف ، وأشار إلى أنهم "بطنٌ من كِنْدة ، يُنسبون اليوم إلى حضرموت"
24. في القاموس (تجب) ، وأشار إلى جواز فتح أوله و ضمه ، ورفعهم إلى كِنْدة
25. البلدان :ص 132.
26. التطور اللغوي التاريخي :ص159.
27. المزهر في علوم اللغة:2/376.
28. رحلة العياشي ( ماء الموائد) : ص154.
29. المصدر السابق : ص155.
30. تراث الشعب :ص19.
31. المصدر السابق :ص19.
32. التطور اللغوي التاريخي : ص157
33. تاج العروس (بنن) .
34. ديوان الشعر الشعبي : 1/243
35. المصدر السابق : 1/141.
36. سكان ليبيا: ص172.
37. ديوان الشعر الشعبي : 1/216، والحجاج : مرتفع السلُّوم بمصر .
38. المصدر السابق : 1/173
39. في التَّاج ( حيف) : ( ذات الحِيفة ) أو ذات الجيفة بالجيم من مساجد النَّبي بين المدينة وتبوك ( حيف) .
40. ديوان الشعر الشعبي : 1/159
41. المصدر السابق : 1/230.
42. سكان ليبيا : ص78.
43. ديوان الشعر الشعبي : 1/62
44. المصدر السابق : 1/52
45. سكان ليبيا : ص192.
46. المصدر السابق: ص239.
47. المصدر السابق: ص298.
48. ديوان الشعر الشعبي : 1/217
49. المصدر السابق : 1/243
50. المصدر السابق : 1/172
51. المصدر السابق : 1/140، والنود : الشَّخص التافه ، وعرمرم : جهَّال. انظر الهامش 2، 3 من الصفحة نفسها بالمرجع نفسه.
52. المصدر السابق : 1/141 .
53. سكان ليبيا: ص154.
مصــــادر البحث
1. الأصول العربية الفصيحة لألفاظ اللهجة الليبية في ضوء الدلالة والمعجم ، عبدالله سويد ومحمود سالمان ، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان ط،1، 1990م.
2. الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث،الحافظ أبو الفداء إسماعيل ابن كثير(774هـ)، تحقيق أحمد محمَّد شاكر، دار الغد الجديد، القاهرة، ط1 2006م
3. البلدان، أحمد بن أبي يعقوب إسحاق المشهور باليعقوبي( بعد 292هـ) أخرجه دي غوجيه، بريل ، 1890م.
4. تاج العروس ، محمَّد المرتضى الزَّبيدي (1205هـ) دار ليبيا للنشر والتوزيع، بنغازي، دون ذكر التاريخ
5. تاريخ برقة في العهد العثماني الأوَّل ،محمَّد مصطفى بازامه، دار الحوار الثقافي العربي الأوروبي بيروت ، ط1، 1994م.
6. . التطوُّر اللغويُّ التاريخيُّ، د. إبراهيم السَّامرَّائي(تـ 2001م) ،دار الأندلس، ط2، 1981م.
7. ديوان الشِّعر الشَّعبي، جمع لجنة جمع التُّراث بكليَّة الآداب بجامعة قاريونس، ط1 1997م بنغازي ليبيا.
8. رحلة محمَّد بن عثمان الحشائشي الشَّريف(1330هـ)، تحقيق على مصطفى المصراتي، دار لبنان، ط1، 1965.
9. رحلة العيَّاشي( ماء الموائد) _ الجزء الخاص بليبيا - أبوسالم عبد الله بن محمَّد العياشي(1090هـ)، تحقيق سعد زغلول ، محمَّد شعيرة، محمود السعران، نبيلة حسن ، منشأة المعارف الإسكندرية ، 1996م ، دون ذكر عدد الطبعة .
10. سكَّان طرابلس الغرب، إسماعيل كمالي، تعريب وتعليق حسن الهادي بن يونس، مركز جهاد الليبيين طرابلس 1997م .
11. سكَّان ليبيا ، هنري أغسطيني، ترجمة د. خليفة التلِّيسي، الدَّار العربيَّة للكتاب 1990م.
12. القاموس المحيط، مجد الدِّين محمَّد بن يعقوب الفيروزآبادي (817هـ)، المكتبة التِّجاريَّة الكبرى، مطبعة دار المأمون، ط4 ، 1938م .
11.كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مصطفى بن عبد الله المشهور بحاجي خليفة (1067هـ)، دار الفكر، بيروت، أُشير إليه بـ (طبعة جديدة ) دون الإشارة إلى رقمها 2007م.
12.ليبيا في كتب الجغرافية والرَّحلات، تصنيف محمَّد يوسف نجم وإحسان عبَّاس، دار ليبيا للنشر والتوزيع 1969م.
13. مجلَّة تُراث الشَّعب ، العددان 1-2 ، السنة 25، سنة 2005م .
14.الْمُزهر في علوم اللغة ، جلال الدِّين عبد الرَّحمن السُّيوطي(911هـ) ط3 تحقيق محمَّد أحمد جاد المولى، ،علي محمد البيجاوي ،محمَّد أبو الفضل إبراهيم، دار الجيل بيروت لبنان ، دون ذكر التاريخ.
15.المسالك والممالك، أبوالقاسم عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبة الخراساني طبع بمدينة ليدن بمطبعة برل 1898
16.معجم البلدان، ياقوت بن عبد الله الحموي (616هـ) دار صادر، بيروت لبنان، دون ذكر التَّاريخ .
17. معجم السَّفر، أحمد بن محمد السِّلفي(576هـ) ، تحقيق عبدالله عمر البارودي، دار الفكر بيروت 1414هـ.
18.نزهة الأنظار في عجائب التَّواريخ والآثار ،محمود مقديش تحقيق على الزواري، ومحمَّد محفوظ دار الغرب الإسلامي، ط1، 1988م.
19.نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، محمَّد بن محمَّد الإدريسي (560هـ) ليدن 1894م .
20. النِّهاية في غريب الحديث والأثر لأبي السَّعادات مبارك بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير الجزري (606هـ) ، تحقيق الطاهر الزاوي ، محمود الطناحي ، عيسى الحلبي ، القاهرة ، 1963م.
21.وصف أفريقيا ،محمَّد بن الحسن الوزَّاني (القرن العاشر)، ترجمة محمَّد صبحي ومحمَّد الأخضر، دار الغرب الإسلامي ط2،1983.
22. وفيَّات الأعيان ،أبوالعباس أحمد بن محمَّد بن خَلِّكان(681هـ)، تحقيق إحسان عبَّاس، دار الثقافة ، بيروت لبنان ، دون ذكر التَّاريخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق