رفقة - Salma Noor
ويمضي الليل نهراً يا رفيق
عيناك في عيني تيه
البنادق والدماء
يا رفيق
في الليل لم يبق القمر
خلف النوافذ لا قمر
لم أمش فوق الشوك أو فوق الحريق
لم تعدني نجمة عند المساء
لم تعدني أن أنام على الرمال
يا رفيقي عهر هذا الليل في قلب الرجال
كل قافية تناهت في يدي
من رحيق الصمت أشرب لا أبالي بالثمال
سوف أرشف كأس صبري ثم أمضي للخواء
كل غيم قادم يأتي أسىً يأتي وبال
لا ربيع في الخبايا
لا مواويل ولا فرح يُطال
لا احتفال بارد عند الظلال
غربتي لم تحتملني
خلف ساحات الظنون
وثريّاتي تغيبْ
بين أشرعة المنون
احتمالاتي لهيبْ
عبر آلاف القرون
بائس ذاك النحيبْ
ألف نهر للجنون
لا أرى اليوم حبيبْ
لا أرى أُلْفَ العيون
مات في العين الوجيب
ليس لي وجه صبوح
ضاع وجهي في المغيب
للفضاءات أبوح
أعبر الليل معنّى
أحلامي الصغيرة تنوح
هادئ الإيقاع يبكيني
الليل والقلب الجموح
يحمل الأزهار موتى
تعتلي هذي الصروح
تترك القلب خواء..
في بلادي كم تموت الأغنيات؟
في سهولي كم تطيح الأمنيات
في سفوحي
في بحاري
صرت أنتظر الممات
صوتي ومرآتي الصغيرة
كلها صارت شهود
موجة في إثر موجة
في انفعالات الوجود
حزمة الضوء البعيد
تنطفي مثل الورود
أرتدي ثوبي دثاري
عابرا هذي الحدود
حضن أمي يحتويني
يا بلادي دثريني
فالمواعيد صدود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق