الأحد، 12 أبريل 2015

القصيدة الدمشقية - نزار قباني


القصيدة الدمشقية - نزار قباني


هذي دمــــــــــــــشقُ وهـــــــذي الكـأسُ والرّاحُ
إنّي أحــــــــــــــــــبُّ وبعــــــــــضُ الحــــــــــــبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشـــــــــــــــــــــقيُّ لو شرّحـــــتمُ جــــــسدي
لســــالَ مـــــــنهُ عناقــــــــــــيـدٌ وتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفـّاحُ
و لو فتحــــــــــــتُم شراييــــــــــــــــني بمديـــــــــــتكـم
سمعــــــــــتمُ في دمي أصـــــــــواتَ من راحوا
زراعةُ القــلبِ تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلــــــــــــــــبي – إذا أحبــــــــــــــــــبـتُ- جـرّاحُ
ألا تـــــــــــــــــــــزال بخــــــــــــــــــــــــير دار فاطـــــــمة
فالنــــــــــــــهد مستنــــــــــــــفر و الكحل صــــــــبّاح
إن النبــــــــــــــيذ هــــــــــــــــــــــــنا نار معــــــــــــطرة
فــــــــــهل عــــــــــــــيون نــــــــــــــــــــــساء الشام أقداح
مآذنُ الشّــــــــــــــامِ تبـــــــــــــكـي إذ تعانقــــــــــــــني
و للمـــــــــــــآذنِ كالأشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــجارِ أرواحُ
للــــــياسمـينِ حـــــــــــقـولٌ في مـــــــــــــــــــــــــــــنازلنـا
وقطّةُ البــــــيتِ تغــــــــــــــــــــــــــفو حــــــيثُ ترتـاحُ
طـــــاحونةُ البنِّ جـــــزءٌ من طفولتـــــــــــــــــنـا
فكيفَ أنــــــــــسى؟ وعــــــــــــطرُ الهــــــــيلِ فوّاحُ
هـــــذا مكانُ "أبــــــي المعتزِّ" منــــــــتـــــــــــظرٌ
ووجـــــــــــــــــــــــــــهُ "فائــــــــزةٍ" حـــــــــــــــــــــــــلوٌ و لمـاحُ
هــــــــــــنا جذوري هـــــنا قلــــبي هنا لغـــــــــــتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقــــــــــــــــيةٍ باعــــــــت أســــــــــــــــــاورَها
حـــــــــــتّى أغـــــــــــــازلها والشـــــــــعـرُ مفــــــــــــتـاحُ
أتــــــــــــــيتُ يا شــــــــــــجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تــــــــــسامحُ هيـــــــــــــفاءٌ ووضّـــــــــــــــــــــاحُ؟
خمـــــــــــــتتسونَ عاماً وأجـزائي مبعـــــــــــــــــــثرةٌ
فـوقَ المحـــــــــيطِ وما في الأفقِ مصــــباحُ
تقاذفتــــــــــــني بـــــحـارٌ لا ضـــــــــــــــــفـافَ لـــــــها
وطاردتـــــــــــــــــــني شيـاطــــــــــــــــينٌ وأشـــــــــــــــبـاحُ
أقاتـلُ القـــــــــــــــبحَ في شــــــــــــــــــعري وفي أدبي
حـــــــــــتى يفـــــــــــــــــتّـحَ نــــــــــــــوّارٌ وقـــــــــــــــــــــــــدّاحُ
ما للــــــــــعروبـةِ تـــــــــــــــــبدو مـــــــــثلَ أرمـــــــــــلةٍ؟
ألــــــــــــيسَ في كـــــــــتبِ التـــــــــــــــــــاريخِ أفراحُ؟
والشــــــــــــــعرُ ماذا سيبــــــــــــقى من أصالـــــــتهِ؟
إذا تـــــــــــــــولاهُ نــــــــــــــــــصَّـابٌ ومــــــــــــــــــــــــــدّاحُ؟
وكـــــــــــــيفَ نكــــــتبُ والأقــــــــــــــفالُ في فمــــــــنا؟
وكلُّ ثانــــــــــــــــيـةٍ يأتــــــــــــــــــيـك ســـــــــــــــــــــــــــفّاحُ؟
حـــــــملت شــــــــــــــعري على ظهري فأتعبـــــني
ماذا من الشــــــــــــعرِ يبــــــقى حـــــــينَ يرتاحُ؟

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة