الجحيم " Inferno "
دان براون -Dan Brown
ترجمة : زينة إدريس
بعد رواية شيفرة دافنشي ، أصبح دان براون
مؤلفاً عالمياً للروايات الأكثر مبيعاً ، فهو يدمج بشكل رائع الشيفرات ، والرموز ،
والفن ، والتاريخ في روايات مثيرة تأسر مئات ملايين الأشخاص حول العالم ، في هذه
الرواية الجديدة ..الجحيم يصطحب دان براون قراءه إلى قلب إيطاليا ..ويقودهم عبر
مشاهد مستوحاة من ملحمة دانتي ، أو الكوميديا الإلهية ، وهي واحدة من أهم الأعمال
الكلاسيكية وأكثرها ترويعاً في التاريخ .
يفتح روبرت لانغدون
،بروفيسور علم الرموز في جامعة هارفرد عينيه في منتصف الليل متألماً من جرح رأس ،
ليكتشف أنه راقد في المستشفى لا يستطيع تذكر ما حدث معه خلال الساعات الست الأخيرة
أو مصدر ذلك الشيء الرهيب الذي اكتشفه الأطباء بين أمتعته.
إثر هذا تدبّ الفوضى في عالم لانغدون ويضطر للهروب عبر أزقة مدينة فلورنسا برفقة شابة لطيفة تدعى سيينّا بروكس، التي تمكنت من إنقاذ حياته بفعل تصرفاتها الذكية، ليتبيّن له أن بحوزته مجموعة من الرموز الخطرة التي ابتدعها عالِمٌ فذّ.
تتسارع الأحداث عبر مواقع أثرية شهيرة، مثل قصر فيكيو، ويكتشف لانغدون وبروكس شبكة من السراديب القديمة، فضلاً عن نموذج علمي جديد ومخيف من شأنه أن يُستخدم إمّا لتحسين نوعية الحياة على الأرض أو تدميرها.
إثر هذا تدبّ الفوضى في عالم لانغدون ويضطر للهروب عبر أزقة مدينة فلورنسا برفقة شابة لطيفة تدعى سيينّا بروكس، التي تمكنت من إنقاذ حياته بفعل تصرفاتها الذكية، ليتبيّن له أن بحوزته مجموعة من الرموز الخطرة التي ابتدعها عالِمٌ فذّ.
تتسارع الأحداث عبر مواقع أثرية شهيرة، مثل قصر فيكيو، ويكتشف لانغدون وبروكس شبكة من السراديب القديمة، فضلاً عن نموذج علمي جديد ومخيف من شأنه أن يُستخدم إمّا لتحسين نوعية الحياة على الأرض أو تدميرها.
على هذه الخلفية، يصارع لانغدون خصماً رهيباً بينما يتشبث
بلغز يأخذه إلى عالم الفنون الكلاسيكية والممرات السرية والعلوم المستقبلية،
محاولاً اكتشاف الأجوبة ومعرفة مَن هو الجدير بثقته... قبل الانهيار الكبير.
جحيم’ دان براون!
قراءة مبكرة لـ 'Inferno' مؤلف 'دافنشي كود'
القدس العربي - جلال نعيم ـ لوس
انجليس كاتب يقيم في أمريكا JALALH2002@YAHOO.COM :
ما عاد كل شيء هادئا ليلة 13/14 من أيار/مايو 2013، فالعالم مقلوب كرواية
ترسم ما قبل نهاية عالم بات مختلفا عمّا نألفه: ربيع هنا، وحريق هناك. ومَن كانوا
مطاردي السراديب تحت الأرض، قد أصبحوا بالانتخاب السياسي، غير الطبيعي غالبا، أسياد
ما فوق الأرض!
حروب أهليّة، وفرق
للموت، و’بلاك بلوك’ تتحرّك على السطح. وأزمات تعصف بالدنيا، من شرق مشرذم إلى غرب
يقرع ناقوس أزمات حوّلت بلدانا عريقة الى حضارات غريقة، تبحث عن طوق نجاة من ألمانيا
أو صندوق النقد. و’جنس وأكاذيب وكليبات فيديو’ تشي بالفضيحة!
ومع ذلك، كان هنالك
الملايين، ممَّن هم على شاكلتي، يحبسون أنفاسهم منتظرين انطلاق رواية ‘دان براون’
الجديدة، والتي أعلن عن موعد أصدراها منذ أشهر، عبر مُقبّلات إعلانية تُذكّر
بالرجل وبطله ‘روبرت لانغدون’ الذي أصبح رصيده الآن أربع روايات متلاحقة هي
‘ملائكة وشياطين’(2000) ‘دافنشي كود’(2003) ‘الرمز الضائع (او المفقود)’(2009)
لتتوّج بـ’جحيم’ أو ‘Inferno’ كما أراد
لها مؤلفها لتوحي بروحها الايطاليّة لمذاق الجحيم، وحرقة الاصطلاء به!
هي لحظة دان براون إذن!
ولمَ لا؟ إلا يستحق،
ولو روائيّ واحد، لحظة تُكرّس له لحظة في عالم ندّعي دائما بأنه ليس العالم فقط وإنما
هو عالمنا؟ لذلك، ما أن انطبقت
الساعة مودّعة يوم 13 أيار/مايو، حتى اخبرني ‘أي فوني’ بوصول الرواية، بنسختها
الصوتيّة، أليه، وبلمستين او ثلاثة، وبعد دقائق، حمّل تلفوني جحيما آخر، ليس هو
‘جحيم دانتي’ وإنما ‘جحيم دان’!
مَن لا يحبّ ‘روبرت
لا نغدون’!
مُذ كان حبيسا في
كلمات، أوصافا وجملا، مغامرات وتحليلات، أحبّ الملايين ‘روبرت لانغدون’، أستاذ
الايقونات الدينيّة (ايكونولوجيست) والرموز في جامعة هارفارد، والذي لقي شهرة
واسعة في بحثه عن المسيح في ‘دافنشي كود’، ثم، وبأثر رجعي غالبا، عاد الملايين من
القرّاء، (وانا افترض نفسي ممثلا دائما لهم!) لمرافقته في ‘ملائكة وشياطين’، ثم في
‘الرمز الضائع (أو المفقود)’ التي كانت مساحتها العاصمة الأمريكية واشنطن.
ولانغدون، أو
‘الشخصيّة التي تمنّاها دان براون لنفسه ان تكونه’، استوحاها من ‘جون لانغدون’ أستاذ
التايبوغرافي (أساليب الطباعة وأشكالها) في جامعة دراكسل، وعُرف بابتكاره لتعدّد الإشكال
الطباعيّة أو النسخ بطريقة تجعل مادّتها او موضوعها يمكن قراءتها من عدّة اتجاهات
لتعطي معنى واحدا او معاني مختلفة! (Ambigrams typographical designs) وقد نزع براون عنه اسمه الأول، ليصبح بطل معظم رواياته،
وبالمقابل اعترف له بالفضل إذ وضع واحدا من تصاميمه على غلاف ملائكته وشياطينه.
كما ظهر تصميم آخر له على واجهة بنك مُختلق في زيورخ في فيلم دافنشي كود.
ولانغدون، كما أراد
له خالقه، هو جيمس بوند القرن الحادي والعشرين، سوى انه لا يستعرض خارقيّة
جاذبيّته كأحد ذكور الحرب الباردة، وإنما يستعرض هنا، علمه، معلوماته وقدرته
التحليليّة. لذا فهو حادّ الذكاء، وسيم وحيويّ، لا شخصي، والاهم: يُتقن عمله،
ويغيّر تكنيكاته ليتخلّص من الكمائن التي يُحشر فيها، ليُنقذ رقبته أولا، وليخلّص
العالم، في لحظة حاسمة، ويُيده للوقوف على رجليه بعد ان أوقفه، طوال الرواية، على أطراف
أصابعه!
وهكذا يتركنا حائرين
ما بين فرحتنا بخلاصه وخلاصنا، وبين ما سرّبه لنا من قراءات وتحليلات، معلومات
وجولات، عبر ما لا يقل عن أربعمائة صفحة من مغامراته ورحلاته.
ومع الأفلام التي
اقتبست عن رواياته، دخل ‘توم هانكس′ على الخط ليكرّس أمام أعيننا مواصفاته. ولعلّ
ميزة توم هانكس، رغم كبر سنّه، تُكمن فيما وصفه كريستوفر فوغلر، المنتج الذي اختار
توم هانكس في وقت مبكّر، ليمثّل في واحد من أفلامه ‘فقد كان الدور كوميديّا، وكان
هنالك مَن له قدرة على الإضحاك أكثر منه، ولكن هانكس كان يُسرّب ذلك الإحساس
الدفين عند الجمهور: هذا المسكين، لا أريد له ان يموت! ولذلك لم يجرؤ كتّاب
كثيرون، ومخرجون أكثر على قتله وكانت تلك واحدة من المفاتيح التي تركت الباب
مفتوحا لنجاحاته!’
ولعلّ هذه الصفة
‘الفولغريّة’ كانت ما تحتاجها شخصيّة لانغدون، أكثر من الشباب والقوّة، فأصابت
نسبة تعدّت الخمسين بالمائة من النجاح!
Welcome to the Game!
‘هل جرّبت الأكل في
مطعم فارغ؟’ ‘أخ. تجربة فظيعة!
شعور بعدم الأمان، يدفعك للتشكيك في كل ما يتعلّق بالمطعم، وعمّاله واكله، وأصحابه.
تتلفّت يمينا وشمالا كلصّ، منتظرا الأكل، الذي ما ان يأتي حتى تبحث فيه عن سبب
لانفضاض الناس عنه!’
كذلك الأمر مع كلّ
مُنتج، وأيّ بضاعة! ولذلك أيضا وجد سحر الإعلان!
ولذلك أيضا، تدخل
‘مطعم’ دان براون، اعني رواياته، وأنت على علم مسبق بان أطباقه لا يمكن ان تكون
مسمومة وقد جرّبها واستطعتم مذاقها الملايين! وانك لست استثناء أبدا. لذا، فأنت
مستعدّ لالتهام ما يضعه أمامك، وأنت منشرح الصدر مرتاح الضمير، وقادر على نسيان
الدايت واكل ما يمكن ان يختلف وذائقتك، وربما تصدّق أو تأكل حتى أكثر من طاقتك.
لهذا وزّعت وعلى مدى
شهر كامل نسخا الكترونيّة ببلاش من ‘دافنشي كود’ للتذكير (بالمطعم ووجبته
الجديدة!)، ثم انتشر خبر حبس الأحد عشر مترجما، طوال وقت عملهم على ترجمتها،
معزولين في سرداب ناشر الرواية باللغات الأخرى، بانتظار إطلاق سراحهم مع إصدار
الرواية الرسمي، مع اول دقيقة بعد منتصف ليلة 13/14 أيار/مايو، لتنزل الرواية
باحدى عشرة لغة عالميّة، ليس منها لغتنا الجميلة طبعا!
وبذلك فقد استخدم دان
براون، أو المؤسّسة التي تكفّلت به وبمنتجاته، إستراتيجية أيّة شركة تعي قيمة
منتجها وتُحافظ على سرّيته، والترويج له، كما تفعل شركة (ابل) مع ‘الأي فون’ ولا
شكّ عندي بأنه يستحق الآن لقب ‘أي براون’!
فأخيرا جاء مَن يضع
‘الرواية’ بمصاف الأ’اي فون’ والهواتف الذكيّة! هل قلت بأنها رواية ذكيّة؟.
يعيش روبرت بن
لانغدون.. يااا؟ ‘أمّا هذا، دان
براون، فحقّا مجرم، اذ يفتتح روايته بطلقة في رأسه. نعم رأس لانغدون!’‘لا باس، هي مجرّد
(رواية)، ومن وضع في رأسه رصاصه ممكن ان ينجيه!’ ‘لا عن جد.. وبعد؟’.
تبدأ الرواية بمقتطف
من ‘جحيم دانتي’: ‘وان اكثر الأماكن عُتمة في الجحيم، حُفظت لمن ظلّوا على حيادهم،
في زمن عاشت فيه الأخلاق أقصى أزماتها!’هكذا يبدا الرعب.
الذي يواصله بوصفه لـ’جحيم دانتي’ بأنه:’العالم السفلي، كما ورد في قصيدة دانتي
الملحميّة ‘الكوميديا الإلهيّة’، التي تصف الجحيم بالمكان الذي تحيا فيه ‘الظلال’،
وهي أرواح نُزعت عنها أجسادها، والقي بها ما بين الحياة والموت’ ثم تُطالعنا توطئة براونيّة عن ‘حقيقيّة الأعمال
الفنيّة والأدبيّة، العلميّة والإشارات التاريخيّة، في هذه الرواية حقيقيّة.’ ثم
يحكي عن منظمة خاصّة، موجودة في الواقع، ولها فروع في سبعة بلدان، تم تغيير اسمها
في الرواية الى ‘كونسورتيوم’ لدواع أمنية ولعدم المساس بخصوصيتها.
ثم مقدّمة، قصيرة
ومتوعّدة، يرويها لنا ‘الظلّ’ عبر مونولوغ قصير، ربما خطاب مباشر، يختزل فيه، ضيف
الرواية، غريم لانغدون، يحكي فيها شيئا من معتقده وأيديولوجياه الخاصّة، مبشرا
بالخلاص، ورافعا راية ‘جحيم دانتي’، كمنقذ أخير لعالم اتخمه عدد الأحياء فيه، الى
حدّ لم تعد الطبيعة والكون يطيقانه، كما ستوضح الرواية لاحقا بخطاها وسلالمها
المتصاعدة.
ومن الطرف الآخر، يبدأ
الفصل الأول، وهو قصير جدا، وخاطف، بحسب الفصال الدان براوني، في روايته الحاليّة
كما في سابقاتها، يبدأ بلانغدون وكأنه ولد توّا، ولكن لا ليتعرف على الحياة، وإنما
ليتعرّف على الموت، على الجحيم الذي ترسّب في لا وعيه وهو يُدخلنا معه الى باطن الجحيم،
الذي لا يقطعه غير ظهور لامرأة، عجوز وحسناء، بشعر فظي من الحرير، تغطّيه بحجاب،
ليشعّ من وجهها جمال نادر، لم تُصدّعه أعوامها الستين، يصفها براون بطريقة تخطف
الروح، خاصّة وان جمالها يبرق وسط رُكام الأجساد التي تصطلي في الجحيم غير بعيد عن
قدميها. تقدّم له كفنا تحمله بين ذراعيها كمن يقدّم هديّة أو مفتاح، وتهتف في
وجهه: ‘ابحث وستجد. ابحث وستجد’، وكأنها تستكمل خطوات لعبة ‘الغميضة’، والتي يُطلق
عليها هنا ‘هايد اند سيك (أنت تخفّى وأنا ابحث!)’ وقد أضيف إليها ‘فايند (تجد)’
لتؤلف مثلثا ربما سيكون هو المفتاح الخلاص الحقيقي ممن يعتقدون دائما بأنهم من
يرسمون لنا طريقنا إليه، وإنهم وحدهم، مَن يمتلكون مفاتيحه!
وفي لمحة نعرف ان تلك
المرأة وذلك الجحيم، ينبضان في مُخيلة لانغدون، أو لا وعيه، وهو مُمدّد على فراش
ابيض في مستشفى ايطالي، برصاصة في الرأس، وفقدان جزئي في الذاكرة، والقصيرة منها أو
القريبة بشكل خاصّ.
وإذ يصحو، فانه لا
يعي، أين هو؟ وكيف أتى؟ وما الذي جاء به الى فلورنسا/ايطاليا؟ فتكون هذه الأسئلة
جزءا حيويّا من مفتتح الرواية ومن ثمّ متنها.
وما هي غير صفحات حتى
يفرّ لانغدون، بملابس المستشفى (نصف عار)، تساعده طبيبته، فقد تعرّضت غرفته لوابل
من الرصاص، ثقّب سريره ووسادته، وصرع طبيبا ايطاليّا. على يد قاتلَين محترفين.
وبفضل إنقاذه، تتورّط
الدكتورة سيينا، شيئا فشيئا، لتصبح رفيقة له في مغامرته. تأخذه سيينا الى
شقتها، وتغيب عن لانغدون لفترة كانت كافية له لاستخدام كمبيوترها، يدخل على إيميله
علّه يجد جوابا لمحنته، ثمّ نأخذ الجرعة الأولى من المعلومات عن الدكتورة سيينا
وطفولتها مما هو منشور عنها على صفحات الانترنت: ‘ولادة نجمة’ ‘الطفلة العبقريّة’
الخ.
‘هي إذن ليست ديكورا
جميلا وشبقا كنساء جيمس بوند!’ نعم. وهي، إضافة
لحُسنها، الذي لا تجري الإشارة إليه إلا لماما، تتميّز بنموّ غير عادي وغير متكافئ
في خلايا دماغها، مما يؤهلها لتعلّم أيّة لغة في اقل من عشرين يوما مثلا. كذلك فان
قدرتها على الفصل ما بين المشاعر والأفكار، بين الذاتي والموضوعي، سيزوّد الرواية
بصوت آخر، صوت يمتلك صفات علميّة خالصة ومجرّدة، وسيستغلّها المجرم، عنيت المؤلف، أبشع
استغلال، وإلا لما جعلها كذلك! ثمّ؟ تكشف له الدكتورة
سيينا، بان شيئا ما كان معه وقد أخفاه بجيب سترته. يبحث فلا يجده، حتى تعثر هي
عليه، بعد ان تكتشف ‘الجيب السرّي’ في بطانة سترته.
يا لذاكرة لانغدون
اللي راحت!
يعثران على ختم
اسطواني من المعدن، وقد أضيفت له صور وخيالات ديجيتال. يرى صورة (عجوزي المُفضّلة)
تومض فيها كحلم، ورموز سيجدّ لانغدون في البحث عن حلّها.
وعلى وقفتهما قبالة
النافذة، يتصل لانغدون بالسفارة الأمريكيّة هناك طامعا بحمايته. وعملا بإشارة من
سيينا يعطيهم عنوان الفندق الذي يرونه من النافذة، مقابل شقتها تماما. تمرّ دقائق
ليرى القاتلة المأجورة تدخل الفندق، ثم قوات من البوليس الايطالي وحفنة من
العسكريين بملابس سوداء يحاصرون المبنى!
‘يا الهي! حكومتي
تُريد ان تقتلني؟’
وهكذا تكبر الحكاية
وتدخل فيها دول وجيوش وسفارات، في محاكاة لإعلان لاعلان AT&T الذي يتردّد منذ سنوات: Think BIG, Think Global! تستعير له بدلة من
جارها ليفرّا ثانية، ولكن، في هذه المرّة بحثا عن حلّ لمعضلتهما التي ارتبطت
عضويّا وروائيّا بالرموز والقضيّة التي وجدا نفسيهما متورّطين بها.
وهو ما سيفتح الباب،
واسعا، ليدخل، ويحشرنا معه، راضين، في الجحيم. واعني جحيم دانتي طبعا.
يستغلّها فرصة ليقدم
لنا رؤية مختصرة لـ ‘الكوميديا الإلهية’ لدانتي، اهميتها، تأثيرها على مختلف
الفنون والآداب والفلسفات، وتثبيتها لرؤية مجسدة لـ’النار’ ، ولأول مرة، في
الثقافة المسيحية!
بعدها نرجع للانغدون
الذي أصبح الجحيم قضيته، بعدما كان مادة يسقيها لطلابه بحماس ومحبة!
صحيح ان آداب وفنون
عصرنا، أو ‘بعد ما بعد الحداثة’ كما يطلق عليه البعض، و’عصر الوايرلس′ كما اسميه،
ومنهم دان براون طبعا، مغرمون بالحضارات والميثولوجيات وأدبيات العصور الوسطى وما
سبقها وما تبعها، ولكن قل لي: كم من دان براون نحتاج لكي لا نُعيد أحياء تلك الكتب
والعصور والرؤى وإنما نهضمها برؤية وأسلوب معاصر، مثير ومميّز، وقادر على سحبنا
لعوالمها؟ الم يقُل مارك توين بـ’ان القول بضرورة قراءة الكلاسيكيّات صحيحة
وضروريّة دائما، لأننا يندر ان نعود لقراءتها بالجدية المطلوبة أبدا’!
ماذا؟ يتعكّز براون
على مُنجز دانتي؟ ويسرق شعلة ناره من جحيم دانتي؟ كذلك فان قتل الأحياء
مهمة سهلة ولكن إحياء الموتى.. ولمَ لا؟ لمعرفة طول
قامتك الحقيقي عليك مقارنته مع شموخ الفطاحل والأقوياء. وان سرقت، اسرق جملا، وان
عشقت، فاعشق الكلاسيكيّات بشرط تذويبها بمادتك وليس الوقوف عند حدود قولها!
ثم أن تحديات الروائي
المعاصر جسيمة، إذ بات عليه ان ينتزع قارئه من مغريات محيطه وبيئته التي تتنازعها
‘المُتعيّات’ كما تتنازع النار أرواح ضحايا دانتي في جحيمه. لذا فعليه ان يدسّ
‘النار’ في العسل، ويدسّ لانغدون في فلورنسا قبل ان يسفّره الى اسطنبول / تركيا!
‘تركيا؟’‘طبعا. انتظر وسترى،
او حلّ عني وأسرع بقراءتها!’ ورغم انقلاب الدنيا
بحثا عنهما، إلا إنهما ينجحان باختراق حواجز الشرطة والجيش ليصلا الى المدينة
القديمة، حيث عالم دانتي وما تبقّى منه. يدخلان متحفا استدلّ عليه لانغدون من تأويله
لأحد الكودات، لتستقبله مديرة المتحف بعد ان ميّزته حال رؤيتها له، يعصر رأسه علّه
يتذكر، فيعجز عن ذلك، حتى يفاجأ الجميع بان قناع موت دانتي مفقود، وإن آخر من رآه
كان لانغدون نفسه عند حضوره في الليلة الماضية، وما ان يشاهدون الفديو الذي سجلّته
كاميرات امن المتحف، حتى يرى لانغدون بنفسه، كيف اخرج كيسا من جيبه، ليضع فيه
القناع ويُسلّمه لاغناسيو، وهو الرجل الذي تسلّل ليتسلّمه منه مستغلا غياب امينة
المتحف الحامل بعد ذهابها لدورة للحمّام. عندها تامر الحرس بان يتحفظوا على
لانغدون ورفيقته، وتتصل بالبوليس. وبانتظار البوليس، يتصل من يخبر لانغدون بأن
اغناسيو مات ليلة أمس في ظروف غامضة ويبدو بانه اصيب بنوبة قلبيّة وقد ترك له
رسالة صوتيّة ستكون هي الخيط القادم الذي على لانغدون تتبّعه، خاصّة بعد فراره مع
سيينا في اللحظة الأخيرة ورحمة أمينة المتحف التي أمرت بعدم إطلاق النار عليهما
بعد ان رأت العدد الهائل من رجال البوليس والجيش وهم يهبّون على المتحف والمنطقة
كلّها.
‘لاحظت تعدّد الوجوه
النسائيّة في الرواية وتنوعها، خيرا وشرّا؟’ ‘طبعا. والشريرة منها
خاصّة! وكان دان براون يذكّرنا بان ادعاء ‘لو تُركت ادارة المراة للعالم لن تغيّر
كثيرا بأساليب ادارته، ولن تعمّم السلام فيه لاننا كلّنا، رجالا ونساء، محكومون
بنسبة الفيفتي فيفتي (50/50) او النسبة المفترضة للخير والشرّ!’
يهربان مرّة أخرى،
بعد ان يمسكان بطرف خيط آخر، تركه لهما اغناسيو بوصيته الصوتية مشيرا الى ‘باراديز
25′ التي سنعرف بأنها تشير إلى قصيدة لدانتي، يجري تحليلها كنصّ أدبي للعثور على
ادلّة بوليسيّة!‘ الحقيقة، لا تومض، إلا
في عين الموت’ مقولة يكرّرها عشرات المرّات وعبر فصلين وكأنها حقيقة دانتي، أو
حقيقة العالم، أو ربّما حقيقة لانغدون الذي انطلق في رحلته من عين الموت؟ .
لانغدون وسيينا
يعثران على ‘قناع موت دانتي’ وقد خُطّت على قفاه الملياردير وعالم الجينات
والهندسة الوراثيّة برتراند زوبرست. يتصدّى لهما جندي بملابس سوداء لينقذهما رجل يدعى جوناثان
فيريس منه ثم يدّعي بانه من منظمة الصحة العالمية.
يسرع الثلاثة لحلّ
اللغز الذي يأخذهم الى البندقية (فينيسيا). ووسط ضجيج السوّاح يسقط جوناثان مغميّا
عليه. وبينما يساعد لانغدون سيينا على الهرب، يسقط في يد جندي من ذوي الملابس
السوداء. عندها ياخذون لانغدون إلى عجوزتي المفضلة: اليزابيث سينسكي التي تبيّن بأنها
رئيسة منظمة الصحة العالمية، وهي التي أحضرت لانغدون من أمريكا على عجل، لإنقاذ ما
يمكن إنقاذه من براثن زوبرست!
قبل ذلك، وعبر فصول
قصيرة، خاطفة ولمّاحة،أاسّس دان براون للخلفية الفكرية لشخصيّاته، أعداءه خاصّة ما
دمنا نعرف دوافع لانغدون الإنسانية التي لا تختلف عن أخلاقنا بشكل عام، فشهدنا
حوارا نابضا، ضاجّا بالإحصاءات عن التضخّم البشري الذي سيصل الى حجم ورقم لن تعود الأرض
لاحتماله، ثم حوار آخر، شرحت لنا به سيينا، بتجريديتها العلميّة نظريّة دكتور
زوبرست (الظل الذي افتتحت به الرواية) عن ضرورة إيجاد حلول واقعيّة وبايولوجيّة لإيقاف
النموّ الهائل والسريع لتعداد البشر. كما عرفنا، ومنذ البداية، بان كارثة ما ستحدث
غدا، إذا ما سارع بطلنا لسحب فتيلها.
تخبره سينسكي بأن
زوبرست، الذي انتحر قبل أسبوع من ذلك، كان عالما مجنونا، مهووسا بدانتي وجحيمه، قد
خطّط لوباء يجهض أعداد البشريّة، وقد يطال أعدادا خرافيّة منها، وإنها لجأت إليه (إلى
لانغدون) يوم أمس وجلبته من أميركا لمعرفة ما خبأه من رموز في الختم الاسطواني
الذي عثر عليه لانغدون في جيب سترته بعد ان فقد ذاكرته بشكل جزئي. وإنها ظنّت بان
لانغدون قد باع نفسه لهم، بسبب اختفائه وتوقفه عن الاتصال بها، لذا أمرت قوّات
منظمة الصحّة العالمية (ذوي الملابس السود) بالقبض عليه وليس قتله. وان هنالك
منظّمة ربحية وغير معنيّة بالأخلاق، تُدعى ‘كونسرتيوم’، قد قامت بخطفه في الليلة
الماضية، ولكنهم أطلقوا سراحه بعد ان حقنوه بدواء يمسح ذاكرته القصيرة لكي يحلّ
اللغز الذي زرعه دكتور زوبرست قبل انتحاره، علّه يكون كفيلا بإنقاذ العالم من وباء
مُحقق.
وقد أتقنت هذه
المنظمة عملها، فخدشت رأس لانغدون لتقنعه بإصابته برصاصة في رأسه، وما كانت
الدكتورة سيينا والقاتلة المأجورة وجوناثان غير ممثلين يؤدون أدوارهم لإثارة حماسه
ومساعدته في حل اللّغز!
(ما علينا: الفن لعب
في اغلبه، شرط ان نخرج منه بدلالات موحية).
بعدها ينتقل مسرح الأحداث
الى تركيا لنكتشف بان دان براون لا يكفّ عن قلب الطاولات في وجوهنا في لعبة لن
تنتهي حتى آخر نفس، اعني آخر صفحة من روايته.
‘هذه هي الرواية!’‘طبعا لا، فهي في 480
صفحة. ثم إني وعدت بقراءتها وليس توفير مالك عليك!’ والحقيقة ان هذه ليست
الرواية فعلا، وإنما هي مركبتها، أو سيّارتها كما تسمّيها صاحبة ‘لا ملائكة في رام
الله’ الروائية إيناس عبدالله، مركبتها أو مبرّرها الذي يأخذنا للتطواف ورؤية ما
لا يمكن ان نراه من دون قراءتها.
‘ما الذي يدفعك
لقراءة رواية؟’‘للتعرّف على شخوصها،
تراها في حركتها؟ تقرا أفكارها وتختبر مفعولها؟ تزور أماكن في حالات استثنائية،
كما لن يحدث لك لو زرتها!
تسطتعم لذة الكلام،
اللغة، الأسلوب، الانتقالات، الإيقاع؟ وتسغرق في مختلف بأشكال بلاغتها؟ أن تُدخلك في معركة،
صراع، دراما تعرف أثناء حدوثها بأنك في منأى عن خطرها، وانك ستخرج سالما ولكن
بتجربة مضافة.
وفي النهاية تملك
جديدا يشغل الذاكرة، الذاكرة المُعطّلة لكثرة تكرار ما هو يومي ومألوف حد الصفع!’ ومَن أكثر من دان
براون، يكتب رواية ذكيّة؟ حيّة ومتدفقة؟ مُتصلة بعصرها وقارئها، تلتصق بمجريات
العلوم والتكنولوجيا وتمزجها مع التاريخ، والفنون والآداب، والشعوب والثقافات، لذا
أصبح أكثر الكتّاب مبيعا في العالم (بعد الرب) كما يستطرد الكوميديان ستيفن كولبير
ضاحكا وهو يبدأ لقاءه بالمؤلف!.
رموز ورموز!
عربيّا، قرّاء
وكتّابا، ما زلنا ننتظر من الرواية او الروائي، ان يؤلف لنا رواية بضخامة ‘أولاد
حارتنا’، ليؤسس لنا رمزا واحدا، أو يحوك جملة من الرموز، عالميا، وأمريكيّا خاصة،
لا تخلو رواية، مهما كانت نيّتها، سوقها أو قارئها، من توليد الرموز. رموز شفّافة
تمنح الشخصيات أبعادها، دون ان تلحّ على مُتلقّيها ان: انظر هنا، هذا رمز، و’خلي
بالك’، انتبه، فقد دخلنا غابة من الرموز! وإنما على العكس تماما، فان الكاتب يزرع
رموزه هنا وهناك ‘وعالماشي’ وبشكل لا يعطّل القراءة، ولا يشترط ان تمسك بالرمز/
الرموز لكي تحقق القراءة إشباعها، فقد تبقى، هذه الرموز، تداعب لا وعي قارئها حتى
لو ظلّ الرمز غائما، والشخوص لا تُسفر عن ذاتها كـ’جبلاوي’ أو’عرفة’ أولاد حارتنا!
لذلك تبقى الرموز مغروسة لمن يحصدها، وملقيّة على ارض الرواية لمن يلتقطها!
أما الشخصيّة الأكثر إثارة
للريبة، في جحيم دان، فقد كانت ( عجوزتي المفضلة) التي بدت في مطلع الرواية
كعزرائيل أو (ملاك الموت) بشعرها الفضّي المنسدل على ظهرها كباقة من حرير، ثم
تبيّن بأنها رئيسة منظمة الصحة العالمية التي فقدت قدرتها على الإنجاب مبكرا، فأصبحت
أم البشر التي فاتتها فرصا كثيرة لإنقاذ أبنائها خشية عليهم، وكانت واحدة من أهم
مفاتيح الرواية خاصّة وان اسمها ‘اليزابيث’ ( الملكة) (sins-key) التي لا يمكن ترجمتها بغير (مفتاح الخطايا)، وهو الاسم الذي لا
يمكن فرزه وتفكيكه قبل معرفة دورها، والذي تقلّب، إيجابا وسلبا، حتى تبيّن في
الفصول الأخيرة من الرواية!
ثم هنالك الدكتورة
سيينا التي عانت من كونها أما عقلا محضا، (مجرّدا)، أو عاطفة خالصة وجيّاشة، ومن هنا
جاء ضياعها متوّجا باسمها (سيينا الموحي بسيناء، والضياع التوراتي لليهود في
صحرائها عبر اربعين عاما)!
بينما جاءت الشركة
التي تعاقد معها دكتور زوبرست، العالم البيولوجي الملياردير، الذي أراد تعميم
الوباء على البشر، ليكون شفرة موازية للشركات التنفيذية العملاقة من بلاكووتر الى
هاليبرتون، والتي تُنفّذ ما يطلب منها زبائنها، ببراغماتيّة مُخيفة، وبغض النظر عن
الغاية الأخلاقية مما تفعله لهم، والتي هي الإرهابي الحقيقي فاستحق صاحبها ان يوضع
رهن الاعتقال في النهاية، وهو المال الذي يستحقه وليس كما هو حاصل الواقع طبعا!
أبواب أمريكا وأبواب
العالم!
ولعلّ واحدة من
المفارقات تكمن، في أن براون، يقدّم العالم الآخر لأميركا، فأميركا التي انفتحت أبواب
العالم كله، لاستقبال منتجاتها ومخترعاتها، ظلّت تنأى عنه وتُغلق، بشكل أو بآخر،
دونه محيطاتها:
‘تعني يفتح أبواب أوروبا
العجوز؟’‘آه. منَ وصفها كذلك؟
نعم كان مسؤولا أمريكيّا كبيرا، ضيّق العينين، عاقد الحاجبين، ومتجعّد الجبين؟’ وسواء كان الجواب
دونالد رامسفيلد او غيره فان دان براون يبقى، في ألاعيبه ورواياته، لم يعُد ينافس،
بإثارته وتشويقه، السينما فقط، وإنما تجاوزها لألعاب الفيديو التي يرى البعض بأنها
المرشح الأكبر لتحلّ في مكانة الأدب والسينما معا، وهنالك من يُطلق عليها ‘أدب
المستقبل’. فإذا ما كان الكثيرون منّا يشكّكون بأدبية وفاعليّة روايات دان براون الآن،
فكيف بهم ونحن على أعتاب أدب المستقبل، أو كما ما زلنا نسميها حتى اليوم: العاب الفيديو!
وأخيرا:
أن تعالينا عن قراءة،
ومتابعة ما ينتجه دان براون، لا يعكس عدم قدرتنا على الغوص في عالمه فقط، وإنما
الاستخفاف بعشرات الملايين من القراء، من مختلف الأعمار والاهتمامات والجنسيات،
وان تجاهل مُنجزه الروائي، لن يعني أكثر من اننا لا ننزل من برج عاجيّ إلا لننزل
السلالم كلها فهبطنا أكثر من اللازم، وأكثر من المطلوب، كعادتنا، ليستقرّ بنا
المقام، تحت الأرض، في عالمنا السفلي، حتى بتنا نتطلّع لشوارع العالم، الذي هو
عالمنا، من قعر سرداب صار من الصعب الخلاص منه! القدس العربي
دان براون يكشف رموز دانتي في روايته الجديدة "الجحيم"
الوطن -الأحد 20-01-2013 - كتب : عمرو عز الدين :
ينتظر عشاق ومحبي المؤلف الأمريكي الأشهر دان براون، أحد أكثر الكتّاب مبيعًا في العالم على الإطلاق، صدور روايته الجديدة Inferno أو "الجحيم"، والتي أُعلن عن قرب موعد إطلاقها في الرابع عشر من مايو المقبل.
الرواية تعد امتدادًا لسلسلة الروايات الأنجح لبراون، وبطلها أستاذ جامعة هارفارد وعالم الرموز، روبرت لانجدون، الذي يجد نفسه في الرواية الجديدة متورطًا في مغامرة معقدة في عالم مهول، وتركز على إحدى أكثر روائع الأدب استمرارًا وغموضًا، وهي "الجحيم" لدانتي.
يقول دان براون: "درست الجحيم لدانتي عندما كنت طالبًا، وقمت بعمل بحث عنها في فلورنسا منذ زمن ليس بالقريب، وروايتي الجديدة تقديرًا للتأثير المستمر لرائعة دانتي في العالم الحديث"، وأضاف براون عن الرواية نفسها: "مع الرواية الجديدة سآخذ القراء في رحلة إلى عمق هذا العالم الغامض، لحل شفراته ورموزه، وليس مجرد بعض الممرات السرية".
تأتي رواية "الجحيم" لبراون بعد أربع سنوات على نشر روايته الأخيرة "الرمز المفقود" التي باعت 30 مليون نسخة حول العالم، وبعد عشر سنوات من إطلاق روايته الأكثر جدلا "شفرة دافنشي"، والتي يطلق عليها المتدينون "الكتاب السيء"، والتي باعت أكثر من 80 مليون نسخة حول العالم، وتحولت إلى فيلم بإنتاج ضخم لعب بطولته النجم الأمريكي توم هانكس في دور عالم الرموز وأستاذ هارفارد دان براون، بطل السلسلة كلها بدءً من رواية "ملائكة وشياطين" التي أصدرها براون في 2001، وحتى الرواية الأخيرة المنتظر عرضها في مايو المقبل.
وقبل الإعلان عن اسم الرواية، وعلى مدار 3 شهور، كتب دان براون عبر حسابه الشخصي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، مجموعة من التغريدات التي حملت كلمات مقتبسة من رواياته السابقة وصورًا وما شابه، ثم طالب من متابعيه أن يكتشفوا اسم روايته الجديدة من خلال هذه التدوينات وإرسال ما توصلوا إليه عبر هاشتاج "DanBrownToday"، حتى نجحوا في التوصل للاسم والكشف عنه، ما اعتبره البعض وسيلة دعاية مبتكرة لمثل هذا النوع من الروايات. الوطن
أو
أو
أو
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق