الاثنين، 23 فبراير 2015

لا تتسرع بالحلول - ثلاثة عشر وهماً في استراتيجية التفكير - ويليام ب. روس ...

لا تتسرع بالحلول 


ثلاثة عشر وهماً في استراتيجية التفكير 






ويليام ب. روس 


ترجمة : مروان الحموي 

     تطلع شركات كثيرة بجرأة إلى المستقبل مبتكرة بذلك خططاً إستراتيجية أملاً في أن تُحقق لها نمواً، وازدهاراً، وغداً أكثر يقيناً ووثوقاً. وقد تبدو تلك الخطط واثقة، ومشرقة، وألمعية، وإنما يكمن في كثير منها صدعاً مميتاً. وسوف تتمفصل تلك الخطط على مجموعات من الافتراضات الخاطئة، تلك المجموعات ذاتها التي قادت معظم المفكرين الاستراتيجيين المجربين إلى رأي خاطئ. فماذا عساها تكون تلك الافتراضات؟ ففي رأي خبير التخطيط الاستراتيجي "بل روس" إن الافتراضات الخاطئة أو "المُضللة" تلك إنما هي متأصلة في جذور عقلية الشركة: أي في قولها: "هكذا نحن ندير الأمور هنا". إنها تكون في معظمها خفية، وإنما يجدر تجديدها وإظهارها قبل أن يبدأ التخطيط الناجح. 
    يعرض المؤلف بحكمة وتألق، ثلاثة عشر وهماً يضلل المفكرين الاستراتيجيين على إعطاء وقت أكثر في تحليل وضعٍ ما بدلاً من القفز إلى الحلول الجاهزة. إذ ينبغي على الاستراتيجيين أن يتعلموا كشف الأوهام والضلال المخادع، وأن يحددوا التحديات الحقيقية للأعمال التي تكمن بين الشركة وبين أهدافها، ويقدم المؤلف سبل تحقيق ذلك ففي كتاب "لا تتسرع بالحلول" يقدم المؤلف كنزاً من خبرة واسعة بما يتمتع به كاستشاري، وأستاذ جامعي، ومدير تنفيذي، ليقدم للشركات دليلاً يهتدون به لتشكيل خطط إستراتيجية تحقق لهم على أرض واقعهم ما وَعدوا به على الورق.

  سوف يكتشف القارئ في هذا الكتاب أربع قواعد يمكن إتباعها في تحقيق تخطيط استراتيجي ناجح. وسوف يجد أيضاً، أربعة وتسعون مبدءاً رئيسياً وسبعين سؤالاً أساسياً يمكن أن يلجأ إليها المخططون والمديرون لتجاوز الأوهام وتجنب الخداع المضل، والوصول إلى فكر استراتيجي سليم، وبالتالي تحقيق نجاح طويل المدى.
" هدف الكتاب " :
      يهدف هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على أوهام تؤثر غالباً في " التفكير الإستراتيجي " وتحرف الأهداف .
سجل المؤلف ثلاثة عشر وهماً رأى أنها مربكة لشريحة واسعة من المنظمات .
تقع هذه الأوهام في أربعة أقسام :-
* افتراضات تتحول فيما بعد إلى معتقدات ثابتة وخاطئة ، على الرغم من فقدانها لمبررات وجودها .
*أهداف تختفي في طيات الأهداف المعلنة فتقوّضها وتعيق المنظمات عن تحقيق إنجازات يفترض لها أن تقود إلى وضع مختلف فعلاً .
* تصوُّرات بأن الخطط ستقود بيسر وسهولة إلى التنفيذ الموعود والعمل المستمر.
*توُّقعات أن الخطط لن تحتاج إلى تغييرات أساسية فى المنظمة وأنها سوف تنجح تماماً كما رُسِم لها .
القسم الأول : افتراضات يمكن أن تكون أوهام
الوهم الأول : " لدينا خطة عظيمة "
يعنى هذا الوهم : الميل للنظر إلى الخيال وكأنه حقيقة . ويقود ذلك إلى رؤى ماضية مهجورة غالباً تسيطر على الطريقة التى تتوجه بها المنظمة لحل المشكلات .
لمعالجة هذا الوهم ، يجب أن تكون الرؤى ديناميكية ، ويجب أن تتطور ، ويجب العمل على كشف حقائق البيئة المحيطة بالمنظمة .
الوهم الثاني : " نحن رقم واحد ".
يعنى هذا الوهم : ميل المنظمات القوى لتنسب لنفسها مهارات وقدرات أكبر مما تمتلكها فعلاً . ونتيجة لذلك يخلق الناس ما يُسمى " بخرافة المستوى العالمي " التي تمنع المنظمة من تحسين الأداء .
لمعالجة هذا الوهم ، يجب أن تتعلم المنظمة كيفية قياس حجمها الحقيقي وتفهم نقاط ضعفها . 
الوهم الثالث : " نحن نملك السوق".
يعنى هذا الوهم : نزعة المنظمة الناجحة نحو افتراض أنها تمتلك السوق ،وكثيراً ما يكون الافتراض نذيراً بعجز المنظمة عن تعقب علاقاتها بالأسواق . وهذا ما يقود نمطياً إلى إخفاقات في الإنتاج وفى تقديم الخدمات . وتجد المنظمة صعوبة في توضيح أسباب هذه الإخفاقات .
لمعالجة هذا الوهم يجب أن تتعلم المنظمة أن لا تعزو كل نجاحاتها لمهاراتها ، وكل إخفاقاتها للحظ السيئ ، وأن النجاح طويل الأمد يُبنى فقط على تقديم نماذج جديدة ومنفذة بشكل جيد .
القسم الثاني : أهداف يمكن أن تكون أوهام
الوهم الرابع : " لقد قمنا بالتغيير ".
يعنى هذا الوهم : ميل المنظمة إلى إعلان أن التغيير قد تحقق بينما – في حقيقة الأمر – يكون الهدف غير المعلن  وغير المحدد بوضوح ،  هو الحفاظ على الحالة الراهنة إلى أقصى حد ممكن .
   وتكون النتيجة الطبيعية أن الطاقة الجوهرية كرست لمحاولة تجميل النماذج القديمة والحفاظ عليها في أثواب جديدة .
لمعالجة هذا الوهم : 
   يجب أن يؤدى التغيير الفعّال إلى تغير في طريقة تفكير الناس وأفعالهم وهذا يتطلب رسم الأهداف التي تستطيع قلب " الحالة الراهنة " مع الحفاظ على عناصر منتقاة من الحالة الراهنة ونبذ عناصر أخرى عديدة .
الوهم الخامس : " نحن نعرف الطريق الصحيح ".
يعني هذا الوهم : وجود عدة هواجس متعلقة بالانضباط التكنولوجي الذي يؤثر على عمليات صنع القرار وحل المشكلات . حيث أن بعض المنظمات التي تملك تكنولوجيا اتصالات راقية (بدون إستراتيجيات واضحة ) فإن هذه المنظمات ينتابها هواجس وأوهام القدرة على السيطرة على الأمور.
لمعالجة هذا الوهم :
   يجب أن تطور المنظمة مجموعة مبادئ ورؤى وإستراتيجيات متعددة ومتنوعة للوصول إلى الهدف الصحيح من طريق صحيح . مع تجنب التفكير الإستراتيجي داخل صناديق منهجية .
الوهم السادس :
" نريد فقط ضربة واحدة كبيرة ورابحة ".
  يعنى هذا الوهم :ميل المنظمة نحو انتظار صفقة كبيرة رابحة لحل كل المشكلات القائمة . 
لمعالجة هذا الوهم :
   يجب أن تقوم المنظمة بتحضير عدد من الفرص المختلفة وبذلك لن يعتمد النجاح على حوادث نادرة تقع مصادفة لا مع ملاحظة أن النجاح الثابت يأتي من عمل عدة أشياء صغيرة بشكل جيد .
الوهم السابع : " نحن لدينا إجماع ".
يعنى هذا الوهم : إعلان المنظمة أن لديها إجماع وموافقة جماعية على كل شئ واعتبار هذا الإجماع نقطة قوة . على الرغم من الاختلاف في القيم المتصارعة وفى الأولويات وفى المصالح .
لمعالجة هذا الوهم :
    يجب أن تعمل المنظمة على خلق وجهات نظر قد تكون متعارضة ولكنها ثمينة وخلاقة ومثمرة . مع تذكر أن الإجماع هو اتفاق على البدء بالعمل  وليس بالضرورة اتفاق على كل الأعمال .
الوهم الثامن : " علينا أن نصنع الأرقام ".
يعنى هذا الوهم : التركيز المتكرر على حساب الأرباح والخسائر وفق فترات قصيرة الأمد وغالباً ما يعانى صنع القرار وحل المشكلات في المنظمات بسبب عدم قدرة المنظمة على التضحية بعائدات قصيرة الأمد من أجل مكاسب محتملة طويلة الأمد .
لمعالجة هذا الوهم ، يجب أن تعمل المنظمة على تحقيق التوازن المناسب بين التخطيط على المدى القصير ، والتخطيط على المدى الطويل .
القسم الثالث : تصورات يمكن أن تكون أوهام الوهم التاسع :
" لقد وضعنا البط في الصف ".
يعنى هذا الوهم : اعتقاد المنظمة أنها تعي وتفهم جيداً جمهورها من العملاء ويقود هذا الوهم إلى اتخاذ قرارات أو حلول هزيلة لمشكلات كبيرة أو على الأقل إلى تنفيذ سيئ لخطط المنظمة .
لمعالجة هذا الوهم  :
    يجب على المنظمة أن تعمل على تنمية المعرفة الواضحة باهتمامات وقيم ومفاهيم جمهور العملاء ، وتساعد هذه المعرفة ، وبشكل خلاّق ، في إنجاز اصطفاف البط على نسق واحد .
الوهم العاشر : " نحن نملك العمليات الضرورية ".
يعنى هذا الوهم : اتجاه المنظمات ، وبشكل خاص المنظمات الكبرى ، للسير في طريق خاص بها في صنع القرار وحل المشكلات واعتقادها بأنها قادرة على الدخول في أعمال جديدة بعملياتها القديمة . فمثلاً عندما ترغب منظمة كبرى فى القفز إلى أسواق جديدة فإنها تميل إلى الاحتفاظ بقدر الإمكان بالعديد من البنى والرؤى القديمة في المنظمة وفى عملياتها ، ويمكن لهذا الحمل الثقيل أن يسد طريق النجاح .
لمعالجة هذا الوهم :
  ينبغي على المنظمات الكبرى أن تجدد نفسها بشكل كامل حينما ترغب في خوض غمار أعمال وعمليات جديدة .
الوهم الحادي عشر : " كل ما علينا أن نبدأ التنفيذ ".
يعنى هذا الوهم : اعتقاد المنظمة أنها بعد القيام بالتخطيط فإن الأمور التالية سهلة وبسيطة في حين أنه من طبيعة مشكلات التنفيذ أنها مضللة بسبب نقص الموارد أو نقص الكفاءات البشرية أو عدم ملائمة ظروف التنفيذ للأهداف المطلوب تحقيقها .
   إن تنفيذ الخطط والالتزام بها غالباً ما يكون صعباً ، ومشكلة مضللة في المنظمات وبالتالي يصبح قولنا " ما علينا إلا البدء بالتنفيذ " وهماً مضللاً .
لمعالجة هذا الوهم ، يجب على المنظمة أن تدرك حقيقة أن التنفيذ غالباً ما يكون مشكلة كبرى ، وأن العمل الشاق هو الوسيلة الحيوية لربط الخطط بالتنفيذ بشكل ناجح . وأن التعامل بالتفصيل مع أسئلة : مَنْ ، وكيف ، وماذا ، ومتى ، ولماذا ، في تنفيذ الخطة هو مفتاح تجنب وهم " ما علينا إلا التنفيذ " .
القسم الرابع : توقعات يمكن أن تكون أوهام
الوهم الثاني عشر : " وجدنا الأمر سهلاً ".
يعنى هذا الوهم : اعتقاد المنظمة بأن قيامها بالتغيير " المخطط " أمراً سهلاً . إن وهم " أن التغيير سهل " هو نتيجة لحقيقة بسيطة تقول إن تخطيط التغيير أسهل بكثير من تنفيذه . يبرز وَهْم " أن التغيير سهل " من عدم توقع صعوبات التنفيذ ويشيع دائماً ارتياح بأن وضع الخطط قد انتهى أخيراً ، ويفترض المرء بعدها أن التنفيذ سيبدأ مباشرة لا يتعلق جوهر هذا الوهم بالحاجة لأن تكون مرهف الإحساس ، أو حاد البصيرة بحيث لا يقع ما لا يتوقع ، إنما الوهم هو قناعتك بأنه لن تحدث مفاجآت .
لمعالجة هذا الوهم ، ينبغا على المنظمة أن تؤسس تفكيراً عقلانياً وآليات العمل اللازمة للتنفيذ والاستجابة لما هو غير متوقع .
الوهم الثالث عشر والأخير : " نجحنا كما خططنا ".
يعنى هذا الوهم : الميل إلى الاعتقاد بأن النجاح عادةً يتحقق كما خططنا له . إن الوهم بأنك ستنجح بالطرق التي خططتها يمكن أن يقودك لتجاهل الاتجاهات والأحداث الجارية حولك . بينما يعطيك التركيز عليها قوة عملياتية عظيمة بالإضافة إلى إستراتيجياتك.
    إننا نبحث عن الفرص بشكل عام ولكننا نلاحظ الأحداث الجارية حولنا لكي نقوم بعمل تعديلات لأغراضنا المحددة أو توسيع مداها .
لمعالجة هذا الوهم :
   يجب أن تصوغ المنظمة أهداف واضحة وتطور فهماً عميقاً لكيفية تحقيق هذه الأهداف مع الإحساس بعوامل النجاح من خلال الفرص غير المتكررة والتى تظهر من حولنا .
تجاوز الأوهام : 
يمكنك أن تتجاوز الأوهام الثلاثة عشر السابقة إذا فعلت ما يلى :
- تتحدى الافتراضات المتبناة الشائعة .
- تضع أهدافاً لتحقق فروقاً حقيقية في وضع المنظمة .
- تتأكد أن الخطط تقود إلى الأفعال .
- تتوقع غير المتوقع .
   إن القفز إلى الحلول بشكل عام تصرف طبيعي نفسياً واجتماعيا ويشكل في معظم الحالات قوة عظيمة ولكن القفز إلى الحلول بعد الوقوع تحت تأثير وهم أو أكثر من الأوهام السابقة يؤدى إلى نسف التفكير الإستراتيجي ووقوع المنظمة في منطقة خطر قاتلة .
النصيحة الأخيرة :
   "لا تتسرع بالحلول " أو " لا تقفز إلى الحلول ". إلا بعد أن تتخلص من الأوهام الثلاثة عشر السابقة.

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة