السبت، 30 سبتمبر 2023

يا بائعَ الزهرِ ! إبراهيم مسعود المسماري


يا بائعَ الزهرِ ! 


للشاعر الكبير إبراهيم مسعود المسماري  


معارضة لقصيدة صديقه الشاعر الكبير (عصام الفرجاني) 

حول (فاجعة درنة) التي مطلعُها :

هل خانكَ الشِعرُ إذ راودْتَهُ فأبَى 

أم خلتَ كلَّ الذي أبصرتَهُ كذِبا



يا بائعَ الزهرِ !




مَــنِ الــذي قــال فــوحُ الــياسمينِ خَــبا

مَـــنْ  قـــال  ذلــك إمّــا ظــنَّ أو كَــذَبا


أو  أنّ قــولــتَــهُ مـــن هـــولِ فــاجــعةٍ

قــد ألــجمتْ عــقلَهُ فــاختلَّ واضــطَربا
 


يــابــائعَ الــزهــرِ لـــم تــهجُرْ مــدينتَنا

ولا  الــقــلوبَ ولا الأحـــداقَ والــهُــدُبا


يــابــائعَ الــزهــرِ لـــم تــتــرُكْ أزِقّــتَنا

مــازال عِــطرُك فــي الأردانِ مُــنسكِبا


هــذي عــقودُكَ فــي الأعناقِ ما برِحتْ

تــمــائمًا  تــطــرُدُ الأحــزانَ والــوصَبا


يــا نــاشرَ الــعطرِ فــينا فــي مــواجِعِنا

مــازال خــطوُكَ فــي الأرجــاءِ مُرتقَبا


الــيــاسمينُ الــذي تُــهْديهِ مَــن عــبَروا

دربَ (الــفنار) لــدينا لــم يــزلْ رَطِــبا


الــراحــلون  لــنــا ألــقَــوهُ وانــصرفُوا

فــحــلّقَ الــعــطرُ فــي أجــوائِنا سُــحُبا


عــذبُ  الــرحيقِ أتــانا مِــن أصــابِعِهِمْ

لــمــا بــهــا لــوَّحُوا فــي غــاسِقٍ وقَــبا


إنـــي  أشُـــمُّ  شـــذًا مــنــه هــنا وهــنا

فـــي  كـــلِ بــيــتٍ بــأحبابٍ لــنا نُــكِبا


مــضَوا  ورودًا فــراح الــسيلُ يزرعُهُم

فـــي  كـــلِ زاويــةٍ زهــرًا نــما ورَبــا


هم و(الصحابةُ) في رَكْبِ السنَا ارتحلوا

فــبُورِكَ الــصاحبُ الزاكي ومَن صَحِبا


بــبــالــغِ الــحُــزنِ أبــكــيهِم وأنــدبُــهُم

لــكــنْ أيُــرجِعُ هــذا الــدمعُ مَــن ذَهَــبا


يـــا  دُرّةَ الــجــبلِ الــمــكلومِ يــا نــغمًا

بـــهِ  شَــدَونــا بَــيــاتًا رائــقًــا، وصَــبا


فـــي  ســالفِ الــحبِ كــم كــنا نُــدَنْدِنُهُ

مِــن قــبلِ أن تــولدَ الألــحانُ ذاتَ صِبا


أرثــيــكِ  والــقهرُ فــي جــنبيَّ مــلتهِبٌ

يــاغــادةً  تــركــتْ فـــي خــافقي لَــهَبا


ســكبْتُ  دمــعِيَ فــي واديــكِ نهرَ أسًى

مــمّــا عَــراكِ وحــتى خــافقي انــسكبا


إنْ يــسرقِ الــموتُ فــي سَــهْوٍ أحِــبّتَنا

فــلــيس يــســرِقُ تــذكــارًا لــهم عَــذُبا


مـــا زال لــلــحبِّ يــازهــراءُ مــتّــسَعٌ

رغــم الــظلامِ فــنبْعُ الــنورِ مــا نَــضَبا


مــازلــتِ مــاثِــلةً رغــم الأسَــى قــمرًا

يــبثُّ فــينا اشــتعالَ الــبوحِ، والــطرَبا


وفـــي  الــصــحابةِ أطـــواقٌ مُــلــوِّحةٌ

لــلــهائمينَ ســنــاها بــعــدُ مـــا غــرَبا


شــلالُــكِ الــعــذبُ مــازالــت حــلاوتُهُ

فــي  كــلِ قــلبٍ بــراهُ الــشوقُ فــالتَهبا


والــيــاسمينُ  ســيــبقَى رغـــم مِــحْنتِنا

مَــنِ ذا الــذي قــال فــوحُ الياسمينِ خَبا


 
 

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة