الخميس، 4 فبراير 2016

لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ - المتنبي ...


لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ - المتنبي


لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِـــــــــــــينَ شُـــــــكُولُطِـــــــــــوالٌ وَلَيْلُ العاشِقــــــــــــينَ طَويلُ
يُــــــــبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريـــــدُهُوَيُخْفِــــــــــــــــــــينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبــــــــــيلُ
وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةًوَلَكِنّـــــــــني للنّائِــــــــــــــــــــــبَاتِ حَــــــــــــمُولُ
وَإنّ رَحِـيلاً وَاحِــــــداً حَالَ بَيْنَــــــنَاوَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ
إذا كانَ شَمُّ الرَّوحِ أدْنَى إلَيْكُمُفَلا بَرِحَتْـــــــــني رَوْضَةٌ وَقَــــــــــــــــــبُولُ
وَمَا شَــــــــرَقي بالــمَاءِ إلاّ تَذكّراًلمَاءٍ بـهِ أهْــــلُ الحَبـــــــــــــيبِ نُزُولُ
يُحَـــــــرّمُهُ لَمْعُ الأسِــــــــــــــــــنّةِ فَــوْقَهُفَلَـــــــــــيْسَ لِظَــــــــــــــمْآنٍ إلَيْهِ وُصُولُ
أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَالِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ
ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتيفَتَظْــــــهَرَ فــــــــيهِ رِقّـــــــــــةٌ وَنُـــــــــــحُولُ
لَقــــــــيتُ بدَرْبِ القُلّةِ الفَجْرَ لَقْيَةًشَـــــــــفَتْ كَــــبِدي وَاللّــــيْلُ فِيهِ قَتيلُ
وَيَوْماً كأنّ الحُسْنَ فيهِ عَلامَةٌبعَثْتِ بهَا والشّمسُ منكِ رَسُولُ
وَما قَبلَ سَيفِ الدّوْلَةِ کثّارَ عاشِقٌولا طُلِــــــــبَتْ عندَ الظّلامِ ذُحُولُ
وَلَكِـــــــــــنّهُ يَأتـــــــــــــــي بــــــــكُلّ غَريبَةٍتَــــرُوقُ عَلى استِــــــــــغْرابِها وَتَهُولُ
رَمَى الدّرْبَ بالجُرْدِ الجيادِ إلى العِدىوَما عَلِـــــــــــــــــمُوا أنّ السّهامَ خُــيُولُ
شَــــــــــــــوَائِلَ تَشْوَالَ العَقَارِبِ بالقَنَالهَا مَــــــــــــــــرَحٌ مِنْ تَحْـــــتِهِ وَصَهيلُ
وَما هـــــــيَ إلاّ خَــــــطْرَةٌ عَرَضَتْ لَهُبحَــــــــــــرّانَ لَبّــــــــــــــــــــتْهَا قَناً وَنُصُولُ
هُمَامٌ إذا ما هَمّ أمضَى هُمُومَهُبأرْعَــــــــــــــــــنَ وَطْءُ المَوْتِ فيهِ ثَقيلُ
وَخَيْلٍ بَرَاهَا الرّكضُ في كلّ بلدةٍإذا عَرّسَــــــــــــــتْ فـــــيها فلَيسَ تَقِيلُ
فَلَمّا تَجَـــــــــــلّى مِنْ دَلُوكٍ وَصَنْجةٍعَلَـــــــــــــــتْ كلَّ طَــــــــوْدٍ رَايَةٌ وَرَعيلُ
على طُرُقٍ فيها على الطُّرْقِ رِفْعَةٌوَفي ذِكرِها عِندَ الأنيسِ خُمُولُ
فَمَا شَــــــــــــــــــــعَرُوا حَتى رَأوْهَا مُغِيرَةًقِــــــــــــــــــبَاحاً وَأمّا خَلْـــــــــــــقُها فَجَميلُ
سَـــــــــحَائِبُ يَمْـــطُرْنَ الحَديدَ علَيهِمِفــــــكُلُّ مَكانٍ بالسّـــــــــــــــيوفِ غَسيلُ
وَأمْـــــــــسَى السّـــــــبَايَا يَنْتَحِبنَ بعِرْقَةٍكأنّ جُــــــــــــــــيُوبَ الــــــثّاكِلاتِ ذُيُولُ
وَعادَتْ فَظَــــــــــــــنّوهَا بـــــمَوْزَارَ قُفّلاًوَلَـــــيسَ لهَا إلاّ الدّخــــــــــــــــولَ قُفُولُ
فَخاضَتْ نَجيعَ القَوْمِ خَوْضاً كأنّهُبكُلِّ نَجــــــــــــــــــيعٍ لمْ تَخُــــــضْهُ كَفيلُ
تُـــــــــــــــسايِرُها النّيرانُ في كلّ مَنزِلٍبهِ القوْمُ صَـــــــرْعَى والدّيارُ طُلولُ
وَكَرّتْ فـــــــــــــمَرّتْ في دِماءِ مَلَطْيَةٍمَلَطْــــــــــــــــــــيَةُ أُمٌّ للبَنِـــــــــــــــــــــينَ ثَكُولُ
وَأضْعَـــــــــفْنَ ما كُلّفْــــــنَهُ مِنْ قُباقِبٍفأضْحَى كأنّ الماءَ فيهِ عَلـــــــيلُ
وَرُعْـــــــــنَ بِنَا قَلْبَ الفُراتِ كأنّـــــــــــمَاتَـــــــخِرُّ عَلَـــــــــــــــــــيْهِ بالرّجالِ سُيُولُ
يُـــــــــطارِدُ فــــــــــــــيهِ مَوْجَهُ كُلُّ سابحٍسَــــــــــواءٌ عَلَــــــــــيْهِ غَــــــــــــمْرَةٌ وَمسيلُ
تَــــــــراهُ كأنّ المَاءَ مَـــــــــــــــــرّ بجِسْمِهِوَأقْـــــــــــــــبَلَ رَأسٌ وَحْـــــــــــــــــــــدَهُ وتَليلُ
وَفي بَطْنِ هِنريطٍ وَسِمْنينَ للظُّبَىوَصُـــــــــــمِّ القَـــــــــنَا مِمّنْ أبَدْنَ بَدِيلُ
طَلَــــــــعْنَ عَلَيْــــــــهِمْ طَلْعَةً يَعْرِفُونَهالهَا غُـــرَرٌ مَا تَنْقَـــــــضِي وَحُجُولُ
تَمَلُّ الحُصُونُ الشُّمُّ طُولَ نِزالِنَافَتُلْـــــــــــقي إلَيْـــــــــــــنَا أهْلَــــــــهَا وَتَزُولُ
وَبِتْنَ بحصْنِ الرّانِ رَزْحَى منَ الوَجىوَكُلُّ عَــــــــــــــــزيزٍ للأمِــــــــــــــيرِ ذَلِيلُ
وَفي كُلِّ نَـــــــــــفْسٍ ما خَلاهُ مَلالَةٌوَفي كُلِّ سَيــــــــفٍ ما خَــلاهُ فُلُولُ
وَدُونَ سُمَيْساطَ المَطامِيرُ وَالمَلاوَأوْدِيَــــــةٌ مَجْـــــــــــــــــــهُولَةٌ وَهُـــــــــــجُولُ
لَبِسْنَ الدّجَى فيها إلى أرْضِ مرْعَشٍوَللـــــرّومِ خَــــــطْبٌ في البِلادِ جَليلُ
فَلَـــــمّا رَأوْهُ وَحْـــــــدَهُ قَــــــــــــــــــبْلَ جَيْشِهِدَرَوْا أنّ كلَّ العالَمِــــــــينَ فُضُولُ
وَأنّ رِمَـــــــاحَ الخَـــــطّ عَـــــــنْهُ قَصِــــيرَةٌوَأنّ حَــــــــديدَ الهِـــــــــنْدِ عَنهُ كَلـــــيلُ
فأوْرَدَهُمْ صَدْرَ الحِصانِ وَسَيْفَهُفَتًى بأسُهُ مِثْلُ العَــــــــطاءِ جَزيلُ
جَــــــــوَادٌ عَلى العِلاّتِ بالمالِ كُلّهِوَلَكِـــــــــــــــــــنّهُ بالدّارِعِــــــــــــــــينَ بَخيلُ
فَـــــــوَدّعَ قَـــــــــــــــــــــــتْلاهُمْ وَشَيّعَ فَلَّهُمْبضَرْبٍ حُزُونُ البَيضِ فيهِ سُهولُ
على قَلْبِ قُسْطَنْطينَ مِنْهُ تَعَجّبٌوَإنْ كانَ في ساقَيْهِ مِـــــــنْهُ كُبُولُ
لَعَـــــــــــــلّكَ يَوْماً يا دُمُسْــــــتُقُ عَائِـــدٌفَكَـــــــــــــــمْ هــــارِبٍ مِــــــــــــمّا إلَيْهِ يَؤولُ
نَجَوْتَ بإحْدَى مُهْجَتَيْكَ جرِيحةًوَخَلّــــــــــــــــفتَ إحدى مُهجَتَيكَ تَسيلُ
أتُسْـــــــــــــــــــلِمُ للخَطّـــــــــــيّةِ ابنَكَ هَارِباًوَيَسْــــــــــــــــكُنَ في الدّنْيا إلَيكَ خَليلُ
بوَجْـــــهِكَ ما أنْــــــــساكَهُ مِنْ مُرِشّةٍنَصِــــــــــيرُكَ مـــــــــــــــــــــنها رَنّةٌ وَعَوِيلُ
أغَرّكُمُ طولُ الجُيوشِ وَعَرْضُهَاعَليٌّ شَـــــــــــــرُوبٌ للجُـــــيُوشِ أكُولُ
إذا لم تَــــــــكُنْ للّـــــــــــــيْثِ إلاّ فَريسَةًغَـــــــــــــــذاهُ وَلم يَنْفَــــــــــــــــعْكَ أنّكَ فِيلُ
إذا الطّعْنُ لم تُدْخِلْكَ فيهِ شَجاعةٌهيَ الطّعنُ لم يُدخِلْكَ فيهِ عَذولُ
وَإنْ تَـــــــــكُنِ الأيّامُ أبْصَرْنَ صَوْلَهُفَــــــــقَدْ عَلّــــــــــمَ الأيّامَ كَيفَ تَصُولُ
فَــــــــدَتْكَ مُلُوكٌ لم تُسَـــــــــــــمَّ مَوَاضِياًفإنّكَ ماضِـــــــي الشّفْرَتَـــــــــينِ صَقيلُ
إذا كانَ بَعضُ النّاسِ سَيفاً لدَوْلَةٍفَفي الـــــــــنّاسِ بُوقـــــاتٌ لهَا وطُبُولُ
أنَا السّابِقُ الهادي إلى ما أقُولُهُإذِ الـــــقَوْلُ قَــــــــــــــبْلَ القائِلِــــينَ مَقُولُ
وَما لكَلامِ الـــــــــنّاسِ فيـمَا يُريبُــــنيأُصُـــــــــولٌ ولا للقائِلـــــــــــــــــــيهِ أُصُولُ
أُعَادَى على ما يُوجبُ الحُبَّ للفَتىوَأهْــــــــــدَأُ وَالأفــــــــــــكارُ فيّ تَـــــــجُولُ
سِـــــــــــــوَى وَجَعِ الحُــــــــسّادِ داوِ فإنّهُإذا حــلّ في قَلْبٍ فَلَــــــــيسَ يحُولُ
وَلا تَطْــــــمَعَنْ من حاسِدٍ في مَوَدّةٍوَإنْ كُــــنْتَ تُبْديـــــــــــــــــهَا لَهُ وَتُنيلُ
وَإنّا لَنَلْــــــــقَى الحادِثـــــــــــــــاتِ بأنْفُسٍكَثـــــــــــــيرُ الرّزايا عـــــــــندَهنّ قَليلُ
يَهُونُ عَلَيْنَا أنْ تُصابَ جُسُومُنَاوَتَسْـــــــــلَمَ أعْــــــــــــراضٌ لَنَا وَعُقُولُ
فَتيـــــهاً وَفَــــــــخْراً تَغْلِبَ ابْـــنَةَ وَائِلٍفَأنْـتِ لخَـــــــــــــيرِ الفاخِرِينَ قَبيلُ
يَغُـــــمُّ عَلِـــــــــــــــــيّاً أنْ يَمُوتَ عَدُوُّهُإذا لم تَغُــــــــــــــلْهُ بالأسِـــــنّةِ غُولُ
شَـــريكُ المَـــــنَايَا وَالنّفُوسُ غَنيمَةٌفَكُلُّ مَــــــــمَاتٍ لم يُمِــــــــتْهُ غُلُولُ
فإنْ تَــــكُنِ الدّوْلاتُ قِسْـــــــماً فإنّهَالِــــــمَنْ وَرَدَ المَوْتَ الزّؤامَ تَدُولُ
لِمَنْ هَوّنَ الدّنْيا على النّفسِ ساعَةًوَللبِيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة