رواية فيرتيجو
أحمد مراد
الناشر : دار الشروق
منذ سقط الحارس الأول ضغط بأعصابه على زر التصوير ولم يرفعه مسجلاً لآخر لقطة فى حياة هشام فتحى حتى مرت الرصاصة بجانبه فأصابت أذنيه بأزيز أعقبه صمم موقت فأفاق من تركيزه فى منظار الكاميرا وتملكه الرعب من أن يلحظ أحد وجوده فسحب شنطة الكاميرا وإلتصق بالحائط، فى اللحظة التى كان فيها المهاجم الثالث يسقط البارمان الذى ركض إلى الحمام بطلقتين فى ظهره وتوجه لحسام منير الذى وقف متسمراً خلف البيانو، نظر فى عينيه مباشرة للحظة بدت كساعة زمن ثم رفع فوهة مسدسه ناحيته فى نفس اللحظة التى حول حسام نظره ناحية الشرفة التى إستقر فيها أحمد باحثاً بحدقتيه عن الأخير.
تبدأ الرواية بحادث تصفية بشع يحدث في إحدى الفنادق المحترمة , و كان الشاهد الوحيد هو المصور الفوتوغرافي أحمد كمال الذي يعمل في الفندق كمصور فوتوغلافي , و رغم ما يملكه أحمد من صور إلا أنه يتخوف من الحديث علنا ً و يرسل الصور سراً إلى احدي الصحف , إلا أن تلك الصحيفة تعالج الأمر بشكل يجهض الأدلة الدامغة التي أرسلها أحمد.
و يقرر أحمد ترك المكان خاصة أن من ضمن ضحايا المذبحة صديقه العزيز , و يقرر العمل كمصور في إحدى الملاهي الليلية في شارع الهرم.
و حقيقة يمتلك قلم أحمد مراد قدرة مذهلة علي تصوير ما يجري , فيتحدث عن بار فيرتيجو فتشعر انك تجلس علي احدي الموائد الفاخرة و الإضاءة الخافتة و الموسيقي الراقية الناعمة تنبعث من حولك , و ربما لفح وجهك هواء نهر النيل أايضا ً , ثم يتحدث مراد عن الملهى الليلي فتشعر أنك تختنق من دخان السجائر المتصاعد الذي حول المكان حولك الي لوحة ضبابية , تقرع الكؤوس و تتصاعد بين الحين و الحين ضحكات رقيعة لفتيات ماجنات في شارع الهرم , و تحديدا ً في هذا الملهي الليلي رموز هامة تسهر به , تتلاقي رموز المعارضة و الحكومة علي فائدة الفساد و حب الشهوات بشتي أنواعها , و عبر تلاحق الأحداث يجد أحمد أكثر من خيط و دليل لحادث المذبحة و يبدا ًفي التفكير بالانتقام أو بالأحرى إعلاء الحقيقة , حقيقة شبكة المصالح التي تربط أعضاء الحكومة بأعضاء البرلمان بمعارضين للنظام برجال أعمال و صحفيين أيضا ً.
و تجليت مهارة أحمد مراد الأدبية في إقناع القارئ بأن أحمد كمال الشاب البسيط استطاع فعلا ً أن يفعل ذلك , يقدم ضربات ساحقة تؤدي إلى الكشف عن موجة من موجات الفساد في البلد , دون أن يعرفه أحد.
تفاصيل شخصية أحمد كمال ذاتها مميزة , و اعترف في بادئ تناولي للشخصية إنني تساءلت لفترة إذا ما كان أحمد كمال هو أحمد مراد , و لكن مراد نفى الأمر في حواره الصحفي مع جريدة البديل مؤكدا ً أن بعض أحداث الرواية دارت لزملاء له في المهنة , و بالعودة إلى احمد كمال , نجد الفتي يحاول أن يظل نظيفا ً في مجتمع ليس كذلك , كانت ثورته حينما تلقي صفعة من إحدى الكبار عارمة , بل كانت المحرك لإسقاط من أسقط من الشبكة .
هي رواية تري فيها المجتمع أمامك عاري تماماً.
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق