قصيدة البيـر الشهيرة
هاشم عبد الكريم الخطابية
الشاعر الليبي الكبير هاشم عبد الكريم الخطابية المريمي من قبيلة العبيدات عيت"مريم" عائلة "الفريخ" بيت "عبد الكريم". عاش متأثراً بالبيئة فتفتحت قريحته الشعرية على بساطة حياة البادية ورغدها وخاصة في السنوات الأولى من حياته وشبابه حتى صار شاعرا يشار إليه بالبنان ويتخلق في مجلسه كل من يعرفه ومن لا يعرفه فهو حاضر البديهة في مناظرة الشعراء الشعبيين وارتجال الشعر، له أشعار في كافة المجالات أبرزها في الغزل والشعر الوطني. و المشهور ب( هاشم بوخطابية ) , ولد في نواحي طبرق عام 1887 م وتوفى في مدينة طبرق يوم 1967,4,16 م . شارك في المعارك ضد الغزو الايطالي لمدينة طبرق وكان يمتهن الفلاحة , وشعرة يمتاز بطابع الخطابة و الملحمي و طولها يتميز بقوة السبك والعفوية والتصاقه بالبيئة المحلية التي عاش فيها وابتعاده عن الرمز والغموض. , ومن أشهر أشعارة ( السن , البير , البطنان , طبرق , يا دار , العين همدت ) .
محاورة بين الشاعر وبير رأس إجعيدة الكائن غرب مدينة طبرق ليبيا للشاعر المرحوم هاشم بوالخطابية
الــــــشـــاعر :
ســـــوال النبي يا بير ما ورداتك
ودلت ســــــــوالفها علي جالاتك
ســـــــوال النبي يا بير ما وردنك
بناويت مــــــن لون الغْزِلّه جنك
ونا صغير ومعاهن وهن يسقنك
ومجّن إيديهن في شـراب قناتك
يرقن غراضـــي وين ما يرعنك
ويخطر عليهن صوب في جياتك
البيـــــر :
واجد جانـــــــــــــــي
بناويت وقرونهن طوال مثاني
عللهن مردع كيف حيط الباني
وفيهن اللي غرا بنار شـواتك
ياك تنتصح وتسـيب هالمعاني
وتخفف علي ذنبك نهار إماتك
الشــــــاعر :
سوال النبي يابيـــر تـــــنهى فيا
ما ريتـهن بــــيدك أشـــغال الغيه
نا وبو خجل فوق الكتوف وسـيه
ميـــعادنا ديـــمه عـــلي خرزاتك
واليوم وين هو صاحب عزيز عليا
ودونـه أكوام اليـاس كي نزواتك
البيــــــر :
نلقانها جتنــــــــــــي
البنت اللي بقرونها غطتنــي
ذرعانها وزنودها ورتنــــــي
وعلــت حجايج ماثلن ولعاتك
وما من اللي غيرها وردتنـــي
وزال وقتـها وتزول زاد حياتك
الشــاعر :
ســـــوال النبي يا بير وين مرادي
اللـي قرونها فوق الكتوف نضادي
يعيرن دموعي كيف ســيل الوادي
ويخطر عليهن صوب وإن سقاتك
واليوم منكشف يانك صباح العادي
كاره مواهيـــمك بــــعد فاتــــاتك
قصيدة شعبية قديمة وطويلة تزيد عن الثمانين بيتاً تصور لنا حقبة في حياة الشاعر
تكملة
وبعد أن أنشد الشاعر الأبيات السابقة مضى في طريقه، وتغيب عن البئر مدة خمسة أشهر، ثم رجع إليه بعد ذلك فوجده قد رمم، وأصبح صالحاً للشرب يرده الناس من كل مكان فقال:
ســــــوال النبي يابير يانك عامر
ونا اللي كبير ومن حسادي سامر
هذي الدنيا كيف ربـــــــــــي يامر
تخلي الخراب عمار كــي صحاتك
البيـــــر :
عدي شــــــــــايب
ما درتني مســـــــــكن البوم السايب
شــــوف حالتي ياني حديث عجايب
شـــــرابي تقول حليب في عطشاتك
الشــــاعر :
ســــــــــــوال النبي يابير ياك تسلم
نلقانك عمار بصح نين إمظلـــــــــم
ماكنت شــــــــــــي خالي مغير تبلم
واليوم لين شرابك فوق من جالاتك
البيــــــر :
علـــــــي أتغجر
ياشــــايباً عايـــش قديم أمـــنجر
وين ما اصعب غالي عليك أمحجر
تجيب نوع ترفع به علـــــي لهاتك
مولى العضا يوقد اتقــــــول أمفجر
أنت في معانيها وهي نســــــــياتك
راك عود شـــارف بالخلاف أمهجر
ياما جابن من ثنا فــــــــــــــزعاتك
الشــــــاعر :
ســــــــــــــوال النبي يابير عيبك جاير ** وبقيتلـــــــــــــي عدواً بالعيوب يعاير
علي بقيتى عاشـــــــــــــق وعقلي ثاير ** وننشـــــد على اللي بوردها زاراتك
ان جاد الســــــــــحاب عليك تبقي ناير ** وان غاب السـحاب البوم في غرفاتك
واخرى اتديرني عاجــــــــز قليل ثماير ** وتجيبلــــــــي وصايف فيه بمعاداتك
البيــــــــــــــــــر :
مالك ومال البومـــــــــة ** واخدم علـــــــي حالك وعول همومه
هاذيك في ايام الغلا ورســـــــــــــومه ** وميعاد بوســــــــــــالف على جفراتك
واليوم في العمى والكبــر ياصمصومة ** وتنشـــــــد على اللي بالغرض لاعاتك
حتى العمر ثاوي شجرته مهشـــــــومة ** واحســـــب احساب الموت راها جاتك
وتزور قبــــــــر غارق حفرته مردومة ** وفوقك لحايد والتراب كســـــــــــــاتك
وتشوف يوم في المحشر تراعي شومه ** حســــــــــــيبين ماتعرف ابواب نجاتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق