السبت، 13 يونيو 2015

معلقة لبيد بن ربيعة : عَـفَـتِ الـدِّيَـارُ مَحَلّـهَـا فَمُقَامُـهَـا...

معلقة لبيد بن ربيعة 

عَـفَـتِ الـدِّيَـارُ مَحَلّـهَـا فَمُقَامُـهَـا


  هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري المضري كان من أشراف قومه و فرسانهم ، و قد نشأ كريماً شجاعاً فاتكاً إلى أن دخل الإسلام نحو سنة 629 ثم انتقل إلى الكوفة و قضى فيها أواخر أيامه إلى أن توفي سنة 691 و له من العمر أكثر من مائة سنة .

    له ديوان شعر طبع للمرة الأولى في سنة 1880 و قد ترجم إلى الألمانية و أشهر ما في الديوان المعلقة تقع في 88 بيتاً من البحر الكامل و هي تدور حول ذكر الديار ، وصف الناقة ، وصف اللهو، و الغزل و الكرم ، و الافتخار بالنفس و بالقوم .

فنه : لبيد شاعر فطري بعيد عن الحضارة و تأثيراتها يتجلى فنه في صدقه فهو ناطق في جميع شعره يستمد قوته على صدقه و شدة إيمانه بجمال ما ينصرف إليه من أعمال و ما يسمو إليه من مثل في الحياة و لهذا تراه إن تحدث عن ذاته رسم لنا صورته كما هي فهو في السلم رجل لهو و عبث و رجل كرم و جود و إذا هو في الحرب شديد البأس و الشجاعة و إذا هو و قد تقدمت به السن رجل حكمة و موعظة و رزانة . و إن وصف تحري الدقة في كل ما يقوله و أبتعد عن المبالغات الإيحائية و أكثر ما أشتهر به وصف الديار الخالية و وصف سرعة الناقة و تشبيهها بحيوانات الصحراء كالأتان الوحشية و الطبية . و إن رثى أخلص القول و أظهر كل ما لديه من العواطف الصادقة والحكم المعزية فهو متين اللفظ ضخم الأسلوب فشعره يمثل الحياة البدوية الساذجة في فطرتها و قسوتها أحسن تمثيل و أصدق تمثيل بوصف الديار المقفرة ، و الأطلال البالية . و تخلص إلى الغزل ثم إلى وصف الناقة و هو أهم أقسام المعلقة ثم يتحول إلى وصف نفسه و ما فيها من هدوء ؛ اضطراب ؛ لهو ... فكان مجيداً في تشبيهاته القصصية .

   وقد أظهر مقدرة عالية في دقته و إسهابه و الإحاطة لجميع صور الموصوف و يتفوق على جميع أصحاب المعلقات بإثارة ذكريات الديار القديمة فشعره يمثل دليل رحلة من قلب بادية الشام بادية :


عَـفَـتِ الـدِّيَـارُ مَحَلّـهَـا فَمُقَامُـهَـا
بِمِـنـىً تَـأَبَّـدَ غَـوْلُـهَـا فرِجَـامُـهَـا

فَمَدافِـعُ الـرّيَّـانِ عُــرِّيَ رَسْمُـهَـا
خَلَقاً كما ضَمِـنَ الوِحـيُ سِلامُهَـا

دِمَـنٌ تَجَـرَّمَ بَـعْـدَ عَـهْـدِ أَنِيسِـهـا
حِجَـجٌ خَلَـوْنَ حَلالُهـا وَحَرامُـهـا

رُزِقَـتْ مَرابِيـعَ الْنُّجـومِ وَصَابَهـا
وَدْقُ الرَّوعِـدِ جَوْدُهَـا فَـرِ هَامُهـا

مِـنْ كُــلِّ سـارِيَـةٍ وغَــادٍ مُـدْجِـنٍ
وَعَـشِـيَّـةٍ مُـتَـجَــاوِب إِرزَامُــهَــا

فَعَـلا فُـرُوعُ الأَيْهَـقـانِ وَأَطْفَـلَـتْ
بالَجلْهَـتَـيْـنِ ظِـبـاؤُهـا وَنَعـامُـهـا

وَالْعَـيْـنُ ساكِـنَـةٌ عـلـى أَطْلائِـهـا
عُـوَذاً تَأجَّـلُ بالفَضـاءِ بِهـا مُـهـا

وَجَلا السّيُولُ عَنِ الْطّلـولِ كأنّهـا
زُبُـــرٌ تُـجِــدُّ مُتُـونَـهـا أَقْـلامُـهــا

أَوْ رَجْـعُ وَاشِمَـة أُسِـفَّ نَوُورهُـا
كِفَفـاً تَـعَـرَّضَ فَوْقَـهُـنَّ وَشامُـهـا

فَوَقَفْـتُ أَسْأَلُهـا، وَكيـفَ سُؤالُـنـا
صُمّـاً خَوَالِـدَ مــا يَبِـيـنُ كلامُـهـا

عَرِيَتْ وكانَ بها الَجمِيعُ فَأبْكَرُوا
مِنْهـا وَغُــودِرَ نُؤْيُـهـا وَثُمامُـهـا

شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَـيِّ حيـنَ تَحَمَّلـوا
فتَكَنَّـسـوا قُطُـنـاً تَـصِـرُّ خِيَـامُـهـا

مِـنْ كـلُّ مَحْفُـوفٍ يُـظِـلُّ عِصِـيَّـةُ
زَوْجٌ عَـلَـيْــه كِــلــةٌ  وَقِـرَامُــهــا

زُجُـلاً كـأَنَّ نِعَـاجَ تُوضِـحَ فَوْقَهـا
وَظِـبَـاءَ وَجْــرَةَ عُطَّـفـاً أَرْآمُـهــا

حُفِـزَتْ وَزَايَلَهـا السَّـرَابُ كأْنـهـا
أَجْـرَاعُ بِيشَـةَ أَثْلُـهـا وَرِضَامُـهـا

بَلْ مَا تَذَكّـرُ مـنْ نَـوَارَ وَقَـدْ نَـأَتْ
وَتَقَصَّـعَـتْ أَسْبَـابُـهـا وَرِمَـامُـهـا

مُـرِّيَّـةٌ حَـلّــتْ بِـفَـيْـدَ وَجَـــاوَرَتْ
أَهْلَ الْحِجَـارِ فأْيْـنَ مِنْـكَ مَرَامُهـا

بِمـشَـارِق الْجَبَلَـيْـنِ أَوْ بِمُـحَـجَّـر
فَتَضَمَّـنَـتْـهـا فَــــرْدَةٌ فَـرُخَـامُـهَـا

فَـصُـوَائِـقٌ إِنْ أَيْـمَـنَـت فِـمـظَـنَّـةٌ
فبهـا وَحَـافُ الْقَهْـرِ أَوْ طِلْخَامُهـا

فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَـنَ تَعَـرَّضَ وَصْلُـةُ
وَلـشَـرُّ واصِــلِ خُـلَّـةٍ صَـرَّامُـهَـا

وَأحْبُ الُمجَامِلَ باَلجزيلِ وَصَرْمُهُ
بــاقٍ إِذَا ظَلَـعَـتْ وَزَاغَ قِـوامُـهَـا

بِطَـلِـيـحِ أَسْـفَــارٍ تَـرَكْــنَ بَـقِـيَّــةً
مِنْهـا فَأَحْنَـقَ صُلْبُـهَـا وَسَنامُـهَـا

وَإِذَا تَغَـالَـى لَحْمُـهَـا وَتَـحَـسَّـرَتْ
وَتَقَطَّـعَـتْ بَـعْـدَ الـكَـلالِ خِدَامُـهَـا

فَلَهَـا هِبَـابٌ فــي الـزِّمَـامِ كأَنَّـهـا
صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الْجَنُوبِ جِهَامُهَا

أَوْ مُلْمِـعٌ وَسَقَـتْ لأَحْـقَـبَ لاَحــهُ
طَرْدُ الْفُحُـولِ وَضَرْبُهَـا وَكِدامُهَـا

يَعْلُـو بِهَـا حَـدَبَ الإِكَـامِ مُسَتْحَـجٌ
قَــدْ رَابَــهُ عِصْيَانُـهَـا وَوِحامُـهَـا

بِـأَجِـزَّةِ الثَّلَـبُـوتِ يَـرْبَــأُ فَـوْقَـهَـا
قَـفْـرَ الَمـراقِـبِ خَوْفُـهَـا آرَامُـهَـا

حَـتَّـى إِذَا سَلَـخَـا جُـمَـادَى سِـتَّـةً
جَـزَآ فَـطَـالَ صِيَـامُـهُ وَصِيَامُـهَـا

رَجَـعَـا بِأَمْرِهِـمَـا إِلَــى ذِي مِــرَّةٍ
حَصِـدٍ وَنُجْـعُ صَرِيَـمـةٍ إِبْرَامُـهَـا

وَرَمَى دَوابِرَهَـا السَّفَـا وَتَهَيَّجَـتْ
رِيحُ الَمصَايِفِ سَوْمُهَا وَسِهامُهَا

فَتَنَـازَعَـا سَبِـطـاً يَـطِـيـرُ ظِـلالُــهُ
كَدُخَـانِ مُشْعَلـةً يُشَـبُّ ضِرامُـهَـا

مَشْمُولَـةٍ غُلِـئَـتْ بِنَـابِـتِ عَـرْفَـجِ
كَـدُخَـانِ نــارٍ سـاطِــعٍ أَسْنَـامُـهَـا

فَمضَـى وَقَدَّمَـهَـا وكـانَـتْ عــادَةً
مِـنْـهُ إِذَا هِــيَ عَــرَّدَتْ إِقْـدَامُـهَـا

فَتَوَ سَّطا عُرْضَ الْسّرِيِّ وَصَدَّعَا
مَـسْـجُـورَةً مُـتَـجَــاوِراً قُـلاُمـهــا

مَحْفُـوفَـةً وَسْــطَ الْـيَـرَاعِ يُظِلّـهَـا
مِـنْـهُ مُـصَـرَّعُ غـابَــةٍ وَقِيَـامُـهـا

أَفَـتِـلْـكَ أَمْ وَحـشِـيَّـةٌ مَـسْـبَـوعَـةٌ
خَذَلَـتْ وَهَادِيَـةُ الصِّـوَارِ قِوامُهَـا

خَنْسَاءُ ضَيَّعَـتِ الْفَرِيـرَ فَلَـمْ يَـرِمْ
عُرْضَ الْشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وَبُغَامُهَـا

لِمـعَـفَّـرٍ قَـهْــدٍ تَــنَــازَعُ شِــلْــوَهُ
غُبْـسٌ كَواِسـبُ لا يُمَـنَّ طَعامُـهـا

صَـادَفْـنَ منـهَـا غِــرَّةً فَأَصَبْـنَـهَـا
إِنَّ الَمنـايَـا لا تَطِـيـشُ سِهَـامُـهـا

بَاَتـتْ وَأَسْبَـلَ وَاكِـفٌ مـن دِيَـمـةٍ
يُـرْوِي الْخَمائِـلَ دائِمـاً تَسْجَامُهـا

يَعْـلُـو طَـرِيـقَـةَ مَتْـنِـهَـا مُـتَـوَاتِـرٌ
فِـي لَيْلَـةٍ كَفَـرَ النُّـجُـومَ غَمَامُـهـا

تَجَـتَـافُ أَصْــلاً قـالِـصـاً مُتَـنَـبِّـذاً
بعُـجُـوبِ أَنْـقَـاءِ يَمـيـلُ هُيـامُـهـا

وَتُضِيءُ في وَجْهِ الظَّـلامِ مُنِيـرَةً
كَجُمَانَـةِ الْبَـحْـرِيِّ سُــلَّ نِظامـهـا

حَتَّى إِذَا انْحَسَرَ الْظلامُ وَأَسْفَـرَتْ
بَكَـرَتْ تَـزِلُّ عَـنِ الثَّـرَى أَزْلاُمهـا

عَلِهَـتْ تَـرَدَّدُ فـي نِـهـاءِ صُعَـائِـدٍ
سَـبْـعـاً تُـؤامــاً كـامــلاً  أَيَّـامُـهــا

حتـى إِذا يَئِسَـتْ وأَسْحَـقَ خَـالِـقٌ
لــم يُبْـلِـهِ إِرْضَاعُـهـا وَفِطـامُـهـا

فَتَوَّجـسـتْ رِزَّ الأَنِـيـسِ فَراعَـهـا
عنْ ظَهْرِ غَيْبٍ وَالأَنِيسُ سقامُهـا

فَغَدَتْ كِـلا الْفَرْجَيْـنِ تَحْسـبُ أَنَّـهُ
مُوْلُـى الَمخَافَـةِ خَلْفُهَـا وَأَمَامُـهـا

حتـى إِذا يَئِـسَ الرُّمَـاةُ وَأَرْسَلُـوا
غُضْفـاً دَوَاجِـنَ قافِـلاً أَعْصامُـهـا

فَلَحِقْـنَ وَاعْتَـكَـرَتْ لـهـا مَـدْرِيَّـةٌ
كالسَّمْـهَـرِيَّـةِ حَـدُّهَــا وَتَـمـامُـهـا

لِتَـذُودَهُـنَّ وَأَيْقَـنَـتْ إِنْ لــم تُـــذُدْ
أَنْ قَدْ أَحَمَّ مِنَ الحُتُـوفِ حِمامُهـا

فَتَقصَّدَتْ مِنْهَـا كَسَـابِ فَضُرِّجَـتْ
بِدَمٍ وَغُودِرَ فـي الَمكَـرِّ سُخَامُهـا

فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامعُ بالضُّحـى
وَاجْتَـابَ أَرْدِيَـةَ السَّـرابِ إِكامُهَـا

أَقْـضِـي اللُّبَـانَـةَ لا أُفَــرِّطُ رِيـبَــةً
أَوْ أَنْ يَـلُــومَ بـحـاجَــةٍ لَـوَّامُـهــا

أَوَ لَـمْ تَكُـنْ تَـدْرِي نَــوَارُ بأنَّـنـي
وَصَّــالُ عَـقْـدِ حَـبَـائِـلٍ جَـذَّامُـهـا

تَــرَّاكُ أَمْـكِـنَـةٍ إِذا لـــمْ أَرْضَـهــا
أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حمَامُهـا

بـلْ أَنْـتِ لا تَدْرِيـنُ كَـمْ مِـن لَيْلَـةٍ
طَـلْــقٍ لَـذِيــذٍ لَـهْـوُهَـا وَنِـدَامُـهَـا

قَـدْ بِـتُّ سامِـرَهـا وَغَـايَـةَ تـاجـرٍ
وَافَيْـتُ إِذْ رُفِعَـتْ وعَــزَّ مُدَامُـهـا

أُغْلـي السِّبـاءَ بكُـلِّ أَدْكَـنَ عاتِـقٍ
أَوْ جَوْنَـةٍ قُدِحَـتْ وَفُـضَّ خِتامُهـا

بِصَبُـوحِ صَافِيَـةٍ وَجَــذْبٍ كَرِيـنَـةٍ
بِــمُــوَتــرٍ تَــأْتَــاُلــهُ إِبْـهَـامُــهــا

باكَرْتُ حاجَتَهـا الدَّجَـاجَ بِسُحْـرَةٍ
لاِ عَـلِّ مِنهَـا حيـنَ هَــب نِيامُـهـا

وَغَـدَاةَ رِيـحٍ قَـدْ وَزَعْــتُ وقِــرَّةٍ
قد أَصْبَحَتْ بيَـدِ الشَّمـالِ زِمامُهـا

وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَـيَّ تحْمِـلُ شِكَّتـي
فُرْطٌ وِشاِحـي إِذْ غَـدَوْتُ لِجامُهـا

فَعَلَـوْتُ مُرْتَقَبـاً علـى ذِي هَـبْـوَةٍ
حَــرْجٍ إِلَــى أَعْـلاَمِـهِـنَّ قَتـامُـهـا

حـتّـى إِذا أَلْـقَـتْ يَــداً فــي كـافِـرٍ
وَأَجَـنَّ عَـوْراتِ الثُّغـورِ ظَلامُـهـا

أَسْهَلْتُ وَانْتَصَبَـت كَجِـذْعِ مُنِيفَـةٍ
جَـرْداءَ يَحْصَـرُ دُونَـهـا جُرَّامُـهـا

رَفّعْـتُـهـا طَـــرْدَ الـنّـعـامِ وَشَـلــهُ
حتّى إِذا سَخِنَـتْ وَخَـفّ عِظامُهـا

قَلِقَـتْ رِحَالَتُـهـا وَأَسْـبَـلَ نَحْـرُهـا
وَابْتَـلَّ مِـن زَبَـدِ الحَمِيـمِ حزَامُهـا

تَرْقَى وَتَطْعَنُ في الْعِنانِ وَتَنْتَحِـي
ورْدَ الْحَمـامَـةِ إِذْ أَجَــدَّ حمامُـهـا

وَكَـثِـيــرَةٍ غُـربَـاؤُهــا مَـجْــوُلَــةٍ
تُرْجَـى نَوَافِلُهـا ويُخْـشـى ذَامُـهـا

غُـلْـبٍ تَـشَـذَّرُ بـالـدُخـولِ كـأنّـهـا
جِــنُّ الْـبَـدِيِّ رَوِاسـيــاً أَقْـدَامُـهـا

أَنْـكَـرْتُ باطِلَـهـا وُبــؤْتُ بِحَقِّـهـا
عِنـدِي ولـم يَفْخَـرْ عَلَـيَّ كِرامُهـا

وَجـزُورِ أَيْسـارٍ دَعَـوْتُ لِحَتْفِـهـا
بِـمَـغَـالِـقٍ مُـتَـشـابِـهٍ أَجْـسـامُـهـا

أَدْعُــو بِـهِـنَّ لِـعَـاقِـرٍ أَوْ مُـطْـفِـلٍ
بُذِلَـت لجيـرانِ الَجمـيـعِ لحِامُـهـا

فَالضَّيْـفَ وَالجـارُ الَجنِيـبُ كَأَنَّمـا
هَبَطَـا تَبالَـةَ مُخْصِـبـاً أَهْضامُـهـا

تـأوِي إِلـى الأطْنابِـس كـلُّ رِذِيَّـةٍ
مِـثْـلِ الْبَـلِـيَّـةِ قـالِــصٍ أَهْـدامُـهـا

وُيكَـلِّـوُنَ إِذَا الـرِّيَــاحُ تَـنـاوَحـتْ
خُلُـجـاً تُـمَـدُّ شَـوارِعــاً أَيْتـامُـهـا

إِنّـا إِذا الْتَقَـتِ المجامِـعُ لَـمْ يَــزلْ
مِـنّـا لـــزِازُ عَظِـيـمَـةٍ جَشَّـامُـهـا

وُمقَسِّـمٌ يُعْطِـي الْعشِـيـرةَ حَقَّـهـا
ومُـغَـذْمِـرٌ لِحُقُـوقِـهـا هَضّـامُـهـا

فَضلاً وذُو كرمٍ يُعِينُ على النَّـدى
سَمْـحٌ كَسُـوبُ رَغـائِـبٍ غَنّامُـهـا

مِـنْ مَعْشَـرٍ سَنَّـتْ لَـهُـمْ آبـاؤهُـمْ
ولِـكُــلِّ قَـــوْمٍ سُــنّــةٌ وإِمـامُـهــا

لا يَطْبَـعُـون ولا يَـبُــورُ فَعـالُـهُـمْ
إِذْ لا يَميـلْ مَـعَ الْهـوى أَحْلامهـا

فَاقْنَـعْ بـمـا قَـسَـمَ الَملِـيـكُ فإِنّـمـا
قَـسَـمَ الَخـلائِـق بَيْـنَـنـا عَـلاُمـهـا

وَإِذا الأَمانـةُ قُسِّمَـتْ فـي مَعْـشَـر
أَوْفَــى بِـأوْفَـرِ حَـظّـنـا  قَسّـامُـهـا

فَبَـنـي لَـنـا بَيْـتـاً رَفِيـعـاً سَـمْـكُـهُ
فَسَـمـا إِلَـيْـهِ كَهْـلُـهـا وغُـلامُـهـا

وهُمُ السّعادةُ اذَا الْعَشيرَةُ أُفْظِعَتْ
وهُــمُ فَوارِسُـهـا وَهُــمْ حُكّامُـهـا

وهُـــمُ رَبـيــعٌ للْـمُـجـاوِرِ  فِـيـهِـمُ
والُمـرْمِـلاتِ إِذا تَـطـاوَلَ عامُـهـا

وهُمُ الْعَشِيـرَةُ أَنْ يُبَطِّـىْءَ حاسِـدٌ
أَوْ أَنْ يَميـلَ مَــعَ الْـعَـدُوِّ لِئَامُـهـا

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة