- رواية التبر طائر يحلّق أعلى من المألوف في سماء الصحراء وفيضها السرّي ، وعبثها الأبدي، كانت الشمس فيها أكثر اشتعالا، والسعادة أقلّ اكتمالا حيث تكتنز الانكسارات والخيبة والعزلة التي تطلّ على الهاوية، مزج فيها المؤلّف بين رماد الأساطير وحركة الكائنات مع صوت الأشباح والجنيّات.
للصحراء روح تحملها رواية التبر التي ولدت بين النار والماء والأرض والسماء في روح موزّعة بين جسدي "اوخيّد" و"الأبلق" هذه الروح الطليقة المقسّمة بين السماء والأرض حيث المساحات التي تبرز فيها النواة الدلالية الممغنطة والتي تقوم باجتذاب المحاور السردية الأخرى وتسخيرها للاندماج والتلاحم مع نصوص مختلفة ولا يكتمل التلاحم إلا باجتماع الروافد الثلاثة المهيمنة على الرواية هي ( الفيض العقلي والخيالي والشعوري )، وعبر تداعي المحاور وتقاطعها يشحن السرد بقوّة هائلة فاعلة ، مكثّفة ومشحونة عبر نزيف لغوي يرتقي إلى عوالم التجلّي والمشاهدة وتصل إلى مقامات السموّ والرؤيا فترحل الأرواح كامتدادات نورانية من الجسد إلى العالم الآخر وتخترق الزمن والمكان . الأخضر بن السائح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق