قصيدة المنفرجة لابن النحوي التوزري
كشف الظنون - القصيدة المنفرجة لأبي الفضل : يوسف بن محمد بن يوسف التوزري المعروف : بابن النحوي المتوفى : سنة 513 .
وقيل : لأبي الحسن : يحيى بن العطار القرشي الحافظ , والأول : أرجح .
نظمها : حين أخذ بعض المتغلبين ماله فرأى ذلك الرجل في نومه تلك الليلة رجلا وفي يده حربة وقال له :
إن لم ترد أمواله وإلا قتلتك فاستيقظ وتركه ( وردها ) كذا في : ( الغرة اللائحة ) .
اشـتَــدَّي أزمَـــةُ تَـنـفَـرِجـي
|
وَظَــلامُ الـلَّـيـلِ لَـــهُ سُـــرُجٌ
حَـتّـي يَغـشَـاهُ أبُــو الـسُـرُجِ
|
و سَحـابُ الخَيـرِ لَــهُ مـطـرٌ
فــإذا جـــاء الإبَّـــانُ تَـجِــي
|
و فَــوائِــدُ مــولانــا جُــمَــلٌ
لشُـروح الأنـفـسِ و المُـهَـجِ
|
و لـهــا أَرَجٌ مُــحْــيٍ أبــــدا
فَـاقْـصِــد مَـحْـيَــا ذَاكَ الأرَجِ
|
فَـلَـرُبَّـمَـا فَــــاضَ الـمَـحْـيَــا
ببُحـورِ المَـوْجِ مــن اللُّـجَـجِ
|
والخَـلْـقُ جَميـعًـا فــي يـــدِهِ
فَـــذَوُ سَــعَــةٍ و ذَوُ حَــــرَجِ
|
و نُـزولُــهُــمُ و طُـلـوعُـهُــمُ
فــإلــى دَرَكٍ و عــلــى دَرَجٍ
|
و معـايـشُـهُـم و عَـواقِـبُـهُـم
ليستْ في المَشْيِ على عِوَجِ
|
حِـكَـمٌ نُسِـجَـتْ بِـيَـدٍ حَكَـمَـتْ
ثـــم انتـسـجَـتْ بالمُـنْـتَـسِـجِ
|
فـإذا اقْتَصَـدَتْ ثـم انْعَـرَجَـتْ
فـبـمُـقْـتَـصِـدٍ و بـمُـنْــعَــرِجِ
|
شَـهِــدَتْ بعجائِـبـهـا حُـجَــجٌ
قامـت بالأمـرِ علـى الحُـجَـجِ
|
و رِضــاً بقـضـاء الله حِـجَــا
فـعـلـى مَـرْكـوزَتِـهـا فَــعُــجِ
|
و إذا انفتحـتْ أبـوابُ هُــدَى
فـاعـجـل بخزائـنـهـا و لِـــجِ
|
و إذا حــاوَلْـــتَ نِـهـايـتَـهــا
فـاحـذَرْ إذْ ذَاك مــن الـعَـرَجِ
|
لـتـكـون مـــن الـسُّـبّــاقِ إذا
مـا جِئْـتَ إلــى تـلـك الـفُـرُجِ
|
فهـنـاك الـعَـيْـشُ و بَهـجَـتُـهُ
فَـبِـمُـبـتـهِــجٍ و بـمُـنْـتَــهِــجِ
|
فَـهِـجِ الأعـمــال إذا رَكَـــدَتْ
و إذا مــا هِـجْـتَ إذَن تَـهِـجِ
|
و مـعـاصِـي اللهِ سَمَـاجَـتُـهَـا
تَـزدانُ لـذي الخُلُـقِ السَّمِـج
|
و لِـطـاعَـتِـه و صَـبَـاحَـتِـهـا
أنــــوارُ صــبَـــاحٍ مُـنْـبَـلِــجِ
|
من يخْطو بحُـورَ الخُلْـدِ بِهـا
يَظـفـر بـالـحُـور و بالـفَـنَـجِ
|
فـكُـنِ المَـرْضِـيَ لـهَـا بـتُـقـاً
تَرْضَـاهُ غَــداً و تَـكـونَ نَــجِ
|
و اتْــلُ الـقــرآنَ بـقَـلْـبٍ ذِي
حُـزنٍ و بصَـوتٍ فـيـه شَــجِ
|
و صــلاةُ الـلـيـلِ مسافَـتُـهـا
فـاذهَـبْ فيـهـا بالفَـهْـمِ و جِ
|
و تـأمَّـلَــهــا و مـعـانِـيــهــا
تَـأتِـي الـفِـردوسَ و تَبْتَـهـجِ
|
و اشــرب تَسْنِـيـمَ مُفَجِّـرِهـا
لا مُـمْـتَـزِجًــا و بـمُـمْـتَــزِجِ
|
مُــدِحَ العَـقـلُ الآتِـيـهِ هُــدًى
و هَـوَى المُتَـوَلِّ عـنـه هُــجِ
|
و كِـــتـــابُ اللهِ رِيَــاضَــتُــهُ
لِـعُـقُـولِ الـخـلـق بِـمُـنْــدَرِجِ
|
و خِـيــارُ الـخَـلْـقِ هُـدَاتُـهُـمُ
و سِوَاهُمْ مـن هَمَـجِ الهَمَـجِ
|
فـــإذا كـنــت الـمِـقْـدَامَ فَـــلا
تَجْزَعْ في الحَربِ من الرَّهَجِ
|
و إذا أبْصَـرْتَ مَـنَـارَ هُــدَى
فاظْـهَـر فَــرْدًا فَــوْقَ الثَّـبَـجِ
|
و إذا اشْتَاقَـت نفـسٌ وَجَـدَت
ألَـمًــا بـالـشَّــوقِ المُـعْـتَـلِـجِ
|
و ثَنَـايَـا الحَـسْـنـا ضَـاحِـكـةً
و تَمَامُ الضَّحْـكِ علـى الفَلَـجِ
|
و غِيـابُ الأسْـرارِ اجْتَمَـعَـتْ
بأمانَـتِـهـا تـحــت الــسُّــرُجِ
|
و الـرِّفْـقُ يـــدوم لصـاحِـبـهِ
و الخِرْقُ يَصِير إلـى الهَـرَجِ
|
صَلَـواتُ اللهِ عـلـى المَـهْـدِي
الهـادي النـاس إلـى النَّـهْـجِ
|
و أبــي بـكـرٍ فـــي سـيـرَتِـه
و لِـســانِ مقـالـتِـه الـلَّـهِــجِ
|
و أبــي حَـفْـصٍ و كـرامـتِـهِ
فــي قِـصَّـةِ سَـارِيَـةَ الخَـلَـجِ
|
و أبــي عَـمْـرٍ ذي النُّـورَيْـنِ
المُسْتَهْـدِ المُسْتَـحْـيِ البَـهِـجِ
|
و أبـي حَسَـنٍ فـي العِـلْـمِ إذَا
وَافَـــى بسَحـائِـبِـه الـخَـلَــجِ
|
و علـى السِّبْطَيْـنِ و أمِّهِـمـا
و جـمــيــعِ الآلِ بـمُــنْــدَرِجِ
|
و صَحَـابَـتِـهِـم و قَـرَابَـتِـهِـمْ
و قُـفَـاتُ الأثْــرِ بــلا عِــوَجِ
|
و عـلــى تُبّـاعِـهُـمُ الـعُـلَـمَـا
بـعَــوارِفِ ديـنِـهِـم الـبَـهِــجِ
|
يــــا رَبِّ بــهِـــم و بـآلِــهِــم
عـجِّـل بالنَّـصْـرِ و بـالـفَـرَجِ
|
و ارحَم يـا أكْـرَمَ مَـنْ رحِمَـا
عَبْـدًا عــن بـابِـكَ لَــمْ يَـعُـجِ
|
و اخْـتِـمْ عمَـلِـي بخَواتِـمِـهـا
لِأكون غـدًا فـي الحَشْـرِ نَـجِ
|
لَـكِـنِّـي بــجُــودِكَ مُـعْـتَــرِفٌ
فـاقْـبَـلْ بـمَـعَــاذِرِي حِــجَــجِ
|
و إذَا بـك ضَـاقَ الأمْـرُ فَـقُـلْ
إشْــتَــدِّي أزْمَــــةُ تَـنْــفَــرِجِ
|
قصيدة المنفرجة لابن النحوي التوزري
أو
أو
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق