السبت، 23 مايو 2015

معلقة زهير بن أبي سلمى ...



معلقة زهير بن أبي سلمى

   هو زهير بن أبي سلمى ، واسم أبي سلمى رباح بن ربيعة ، ينتهي نسبه إلى مزينة إحدى قبائل مضر .

     نشأ و عاش في بني عبد الله بن غطفان فقد كان أبوه قد تزوج امرأة منهم و أقام هو و أولاده بينهم .

   يعد زهير في الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية مع امرىء القيس و النابغة و الأعشى و يفضله كثير من الرواة على أصحابه .

  كان زهير رواية لأوس بن حجر التميمي زوج أمه و قد تأثر به و سار على طريقته في تنقيح الشعر لكنه تفوق على أستاذه حتى أخمله .

  يدور أكثر شعر زهير على المدح و الوصف و الحكمة و له قليل من الإعتذار و الهجاء .

   و كان أكثر مدحه لسادة بني مرة من ذبيان و خاصة هرم بن سنان فقد كان منقطعاً إليه و كان هرم يجزل له الجوائز ، و قد مدح معه أباه سنان بن أبي حارثة و الحارث بن عوف بن سنان و حصن بن حذيفة .

  عُمّر زهير طويلاً جاوز الثمانين أو التسعين و يقال إنه توفي قبل البعثة بسنة و لم يتصل الشعر في أسرة في الجاهلية كما اتصل في أسرة زهير، فقد كان أبوه شاعراً و أختاه سلمى و الخنساء شاعرتين و ابناه كعب و بحير و حفيده عقبة و ابن حفيده العوام بن عقبة جميعاً شعراء ، و كان خاله بشامة بن الفدير شاعر غطفان.

أَمِـــنْ أُمِّ أَوْفَــــي دِمْــنَــةٌ لَــــمْ  تَـكَـلَّــمِ
بِـحَــوْمَــانَــةِ الـــــــدَّرَّاجِ  فَـالُـمـتَـثَـلّــمِ
وَدَارٌ لـــهـــا بـالـرَّقْـمـتَـيْــنِ  كــأَنَّــهَـــا
مَرَاجِـيـعُ وَشْــمٍ فِــي نَـوَاشِـرِ مِـعْـصَـمِ
بِـهَــا الْـعَـيْـنُ وَالأَرْآمُ يْمَـشِـيـنَ خِـلْـفَـةً
وَأَطْـلاَؤُهَـا يَنْهَـضْـنَ مِــنْ كُــلِّ مَـجْـثَـمِ
وَقَفْـتُ بِهَـا مــن بـعْـدَ عِشْـرِيـنَ حِـجَّـةً
فَـلأْيــاً عَـرَفْــتُ الـــدَّارَ بَــعْــدَ تَــوَهُّــمِ
أَثَـافِـي سُـفْـعًـا فِـــي مُـعَــرَّسِ مِـرْجَــلٍ
وَنُـؤْيــاً كَـجِــذْمِ الْـحــوْضِ لـــم يتَـثَـلَّـمِ
فَـلَـمَّـا عَـرَفْــتُ الـــدَّارَ قُـلْــتُ لِرَبْـعِـهَـا
أَلا أنْعِـمْ صَبَـاحـاً أَيُّـهَـا الـرَّبْـعُ وَاسْـلَـمِ
تَبَصَّـر خَلِيلـي هَـلْ تَــرَى مــن ظَعـائِـنٍ
تَحَمَّـلْـنَ بالعَلْـيَـاءِ مــن فَـــوْقِ  جُـرْثُــمِ
جَعَـلْـنَ الْقـنـانَ عَـــنْ يَـمـيـنٍ وَحَـزْنَــهُ
وكَــمْ بِالـقـنـانِ مِـــن مُـحِــلِّ  وَمُـحْــرِمِ
عَــلَـــوْنَ بـأَنْــمــاطٍ عِــتَـــاقٍ  وَكِــلَّـــةٍ
ورَادٍ حَـوَاشِـيـهَــا مُـشَـاكـهــةَ الــــــدَّمِ
وَوَرَّكْـنَ فِــي الْسُّـوبـانِ يَعْـلُـونَ مَتْـنَـهُ
عَـلَـيْــهِــنَّ دَلُّ الــنَّــاعِـــمِ  الـمـتَـنَــعِّــمِ
بَـكًــرْنَ بُـكُــوراً وَاسْـتَـحَـزْنَ بِـسُـحْـرةٍ
فَـهُــنَّ وَوَادِى الـــرَّسِّ كـالـيَــدِ  لِـلْـفَــمِ
وَفـيـهِــنَّ مَـلْـهَــىً لَّـلـطِـيـفِ وَمَـنْـظَــرٌ
أَنِــيــقٌ لِـعَـيْــنِ الْـنَّــاظِــرِ  الُـمـتَـرَسِّــمِ
كَــأَنَّ فـتَـاتَ الْعِـهْـنِ فــي كـــلِّ مَـنْــزِلٍ
نَـزَلْـنَ بـــهِ حَـــبُّ الْـفَـنَـا لـــم  يـحَـطـمِ
فَـلَـمَّـا وَرَدْنَ الَـمــاءَ زُرْقــــاً جِـمَـامُــهُ
وَضَـعْـنَ عِـصِــيّ الْـحَـاضِـرِ الُمتَـخَـيِّـمِ
ظَـهَـرْنَ مِــنَ السُّـوبـانِ ثُـــمَّ جَـزْعْـنَـهُ
عـلــى كـــلِّ قَـيْـنـيِّ قَـشِـيــبٍ  وَمُــفْــأَمِ
فَأَقْسَمْـتُ بالبَـيْـتِ الّــذِي طــافَ حـوْلَـهُ
رِجــالُ بَـنَـوْهُ مِـــن قُـرَيــشٍ وَجُـرْهُــمِ
يَـمـيـنـاً لَـنِـعْــمَ الْـسَّــيِّــدانِ وُجِـدْتَــمــا
عـلـى كــلِّ حــالٍ مــن سَحـيـلٍ وَمُـبْـرَمِ
تَــدَارَ كُـتـمـا عَـبْـسـاً وَذُبْـيَــانَ بَـعْـدمَـا
تَفَـانَـوْا وَدُّقــوا بَيْنَـهُـمْ عِـطْــر مَـنْـشِـمِ
وقَـدْ قُلْتُمـا: إِنْ نُــدْرِكِ السِّـلْـمَ واسِـعـاً
بـمـالٍ ومَـعْـروفٍ مــن الْـقَــوْلِ نَـسْـلَـمِ
فَأَصْبَحْتُمـا منـهـا عـلـى خَـيـرِ مَـوْطِـنٍ
بَعِيـدَيْـن فـيـهـا مِـــنْ عُـقُــوقٍ ومَـأْثَــمِ
عَظِيمْـيـنِ فِـــي عُـلْـيَـا مَـعــدِّ هُديِـتُـمـا
ومَـنْ يَسْتَبِـحْ كنـزاً مـن الَمـجـدِ يَعْـظُـمِ
تُـعَـفَّـى الـكُـلُـومُ بالِمـئـيـنَ فـأصْـبَـحَـتْ
يُنَجِّمُـهَـا مَـــنْ لَـيْــسَ فِـيـهَـا  بِـمُـجْـرِمِ
يُـنَـجِّـمُـهَـا قَـــــوْمٌ لِــقَـــوْمٍ  غَـــرامَـــةً
وَلــم يُهَرِيـقُـوا بَيْنَـهُـمْ مِـــلْءَ مِـحْـجَـمِ
فأصْـبَـحَ يَـجَـرِي فيـهـمُ مـــنِ  تـلادِكُــمْ
مَـغَـانــمُ شَــــىَّ مِــــنْ إِفَــــالٍ  مُــزَنّـــمِ
أَلا أَبْـلِــغِ الأَحْــــلافَ عــنــي رِسَــالَــةً
وَذُبـيَــانَ هـــل أَقْسَـمْـتُـم كـــلَّ مُـقْـسَـمِ
فَـــلا تَكْـتُـمُـنَّ اللهَ مـــا فـــي نُفُـوسِـكـمْ
لِـيَـخْـفَـى ومَـهْـمــا يُـكْـتــمِ اللهُ  يَـعْــلَــمِ
يُـؤَخَّـرْ فيُـوضَـعْ فِــي كِـتَــابٍ  فَـيُـدَّخَـرْ
لِـيَــوْمِ الـحِـســابِ أَوْ يُـعَـجَّــلْ  فـيُـنْـقَـمِ
وَمَــا الـحَـرْبُ إِلا مــا عَلِـمْـتُـم وَذُقْـتُــمُ
ومَــا ُهَــو عَنْـهَـا بالحَـديـثِ الُمـرَجَّـمِ
مَــتَــى تَبْـعَـثُـوهـا تَبْـعَـثُـوهـا ذَمـيـمَــةً
وَتَــضْــرَ إِذا ضَـرَّيْـتُـمُـوهـا فَـتَــضْــرَم
فَتَعْـرُكُـكْـم عــــرْكَ الــرّحــى بثِـقـالـهـا
وَتَـلْـقَـحْ كِـشَـافـاً ثــــمَّ تُـنْـتَــجْ فَـتُـتْـئِـمِ
فَتُـنْـتِـجْ لَـكُــمْ غـلْـمـانَ أَشـــأَمَ  كّـلـهــمْ
كـأَحْـمَـرِ عـــادٍ ثـــمَّ تُـرْضِــعْ فَـتَـفْـطِـمِ
فتُـغْـلِـلْ لــكُــمْ مَــــا لا تُــغِــلُّ لأهْـلِـهَــا
قُــرًى بالـعـرَاقِ مـــن قَـفِـيـزٍ وَدِرْهَـــمِ
لَـعَـمْـرِي لَـنِـعْـمَ الـحَــيِّ جَـــرَّ علـيـهِـمُ
بمـالا يُؤاتِيـهـمْ حَصـيـنُ بــنُ ضَمـضـمِ
وكــانَ طــوَى كَشْـحـاً عـلـى مُسْتَـكِـنّـةِ
فَــــلا هُــــوَ أَبْــداهــا ولَـــــمْ  يَـتَــقَــدَّمِ
وقَــالَ سأقْـضِـي حـاجـتـي ثُـــمَّ أَتَّـقِــي
عَــدُوِّي بـأَلْــفٍ مِـــنْ وَرَائِـــيَ مُـلَـجَـمِ
فَـشَــدَّ فَــلَــمْ يُــفْــزِعْ بُـيُـوتــاً كـثـيــرةً
لــدى حَـيْـثُ أَلْـقَـتْ رَحْلَـهـا أَمُّ قَـشْـعَـمِ
لــدى أَسَــدٍ شـاكــي الـسِّــلاحِ مُـقَــذَّفٍ
لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ جَرِيءِ مَتى يُظْلَمْ
يُــــــعَــــــاقِـــــــبْ  بِــــظْـــــلـــــمِـــــهِ
سَـريـعــاً، وَإِلا يُــبْــدَ بـالـظـلـمِ يَـظْـلِــمِ
دعــوا ظِمـأَهْـم حـتَّــى إِذا تَـــم أوْرَدُوا
غِـمــاراً تَــفَــرَّى بـالـسِّــلاحِ  وبــالــدَّمِ
فَقَـضَّـوا مَنـايـا بَيْـنَـهُـم ثـــمَّ أَصْـــدَروا
إِلـــــى كـــــلإِ مُـسْـتَــوْبِــلٍ  مُــتَــوَخِّــمِ
لَعَـمـرُكَ مــا جَــرَّتْ عَلَيْـهِـمْ رِمَـاحُـهـمْ
دَمَ ابْــــنِ نَـهِـيــكٍ أَوْ قَـتِـيــلِ الُـمـثَـلّــمِ
وَلا شَاركَـتْ فـي الَمـوْتِ فِـي دَمِ نَوْفَـل
وَلا وَهَـــبِ مِـنْـهـا وَلا ابـــنِ الُـمَـخَّـزمِ
فــكُــلاَّ أَرَاهُــــمْ أَصْـبَـحُــوا  يَعْـقِـلُـونَـهُ
صَحِـيـحـاتِ مـــالٍ طـالِـعـاتٍ  بِـمَـخْــرِمِ
لِـحَـيِّ حِــلالٍ يَعـصِـمُ الْـنَّــاسَ أَمْـرُهُــمْ
إِذَا طَـرَقَــتْ إِحْـــدى اللَّـيـالـي بُمـعْـظَـمِ
كِــرامٍ فَـــلاذُو الـضِّـغْـنِ يُـــدْرِكُ تَـبْـلَـهُ
وَلا الَـجـارِمُ الجَـانـي عَلَـيْـهـم بُمـسْـلَـمِ
سَئِمْـتُ تَكالِـيـفَ الحَـيَـاةِ وَمَــنْ يَـعِـشْ
ثَمـانِـيـنَ حَـــولاً لا أَبـــا لَــــكِ  يَــســأمِ
وَأَعْلَـمُ مَـا فِـي الْـيَـوْمِ وَالأَمْــسِ قَبْـلَـهُ
وَلكِنَّنـي عـن عِـلْـمِ مَــا فِــي غَــدٍ عَــمِ
رَأَيْتُ الَمنايَا خَبْـطَ عَشْـوَاءَ مَـن تُصِـبْ
تُمِـتْـهُ وَمِـــنْ تُـخْـطِـئْ يُـعَـمَّـرْ فَـيَـهْـرَمِ
وَمَــنْ لــم يُصـانِـعْ فــي أْمُــورٍ كَثِـيـرَةٍ
يُـضَــرَّسْ بِـأَنْـيَـابٍ وَيُــوطَــأْ بِـمَـنْـسِـمِ
وَمَنْ يَجْعلِ المعْروفَ مِن دُونِ عِرْضِـهِ
يَـفِـرْهُ وَمَـــنْ لا يَـتَّــقِ الـشَّـتْـمَ يُـشْـتَـمِ
وَمَــنْ يَــكُ ذا فَـضْـلٍ فَيَبْـخَـلْ  بفَـضـلِـهِ
عـلـى قَـوْمِـهِ يُسْـتَـعْـنَ عـنْــهُ  وَيُـذْمَــمِ
وَمَـنْ يُـوفِ لا يُذْمَـمْ وَمــن يُـهـدَ قلـبُـهُ
إِلــــى مُـطْـمَـئِـنِّ الْــبِــرِّ لا  يَـتَـجَـمْـجـمِ
وَمَــنْ هَــابَ أَسْـبَــابَ الَمـنَـايَـا يَنَـلْـنَـهُ
وَإِنْ يَـــرْقَ أَسْـبَــابَ الـسَّـمَـاءِ بِـسُـلَّــمِ
وَمَـنْ يَجْعَـلِ الَمعْـرُوفَ فـي غَيْـرِ أَهْلِـهِ
يَـكُــنْ حَــمْــدُهُ ذَمّــــاً عَـلَـيْــهِ وَيَــنْــدَمِ
وَمَــن يَـعْـضِ أَطْــرَافَ الـزِّجـاج فـإِنَّـهُ
يُـطـيـعُ الْـعَـواِلـي رُكِّـبَــتْ كـــلَّ لَـهْــذَمِ
وَ‍مَـنْ لَـمْ يَـذُدْ عَــنْ حَـوْضِـهِ بِسِـلاِحـهِ
يُـهَـدَّمْ وَمَــنْ لا يَظـلـمِ الْـنّــاسَ  يُـظَـلـمِ
وَمَـنْ يَغْتَـرِبْ يَحْـسِـبْ عــدُوَّا صَدِيـقَـهُ
وَمَــنْ لَـــمْ يُـكَــرِّمْ نَـفْـسَـهُ لـــم يـكَــرَّمِ
وَمَهْمَـا تَكُـنْ عِنْـدَ امْـرِىءِ مِـنْ خْلِيقَـةٍ
وَإِنْ خَالَهـا تَخْفَـى علـى الـنّـاسِ تُعْـلَـمِ
وكائـنْ تَـرَى مـن صامِـتٍ لَــكَ مُعْـجِـبٍ
زِيَــادَتُــهُ أَوْ نَـقْـصُــهُ فِـــــي  الـتَّـكَـلّــمِ
لسـانُ الفَـتَـى نِـصْـفٌ وَنِـصْـفٌ فــؤَادُهُ
فـلَـمْ يَـبْـقَ إِلا صــورَةُ الـلَّـحْـمِ  والـــدَّمِ
وَإِنَّ سَـفَــاهَ الْـشَّـيْـخِ لا حِــلْــمَ  بَــعْــدَهُ
وَإِنَّ الْـفَـتَـى بَــعْــدَ الْـسَّـفَـاهَـةِ يَـحْـلُــمِ
سـأَلْـنــا فَأَعْـطَـيْـتُـمْ وَعُــدْنَــا فَـعُــدْتُــمْ
وَمَــنْ أَكْـثَـرَ التّـسـآلَ يَـومــاً سَـيُـحْـرَمِ

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة