الجمعة، 1 مايو 2015

هكذا تكلم زرادشت - فريدريك فيلهلم نيتشه


هكذا تكلم زرادشت 

للجميع ولغيرِ أحد



فريدريك فيلهلم نيتشه

ترجمة فليكس فارس

مراجعة وتدقيق

عيسى الحسن

وآخر من ترجمة علي مصباح


    لم يعد لي من إحساس بما تحسون: وهذه السحابة التي أراها تحتي، هذه القتامة والثقل التي أضحك منها -تلك هي سحابة غيثكم. 

 ترنون بأعينكم إلى الفوق وأنتم تطلبون العلى، وأنظر إلى الأسفل لأنني في الأعالي. 

    من منكم بمستطاعه أن يضحك ويكون في الوقت نفسه سامياً؟ الذي يصعد إلى الجبال الشواهق، يضحك من كل المآسي، مسرحيات كانت أم حقيقية.

عن هذا الكتاب:
    أكثر من مائة سنة مرّت على ما كتبه هذا الفيلسوف الذي يسمّي نفسه “عبوة ديناميت”. واليوم، ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين مازالت هذه المواجهة الصريحة والصادقة تحرج وتربك الكثيرين، لأن نيتشه الذي كان يعرف أنه لا يكتب لعصره آنذاك يبدو كما لو أنه ينهض من سباته، وذلك منذ النصف الثاني من القرن المنصرم، بل لنقل أن آخر القرن العشرين، وهو يتعثر في ركام الأفكار والقيم الإنسانية التي بعثرتها الحربان العالميتان قد اكتشفت نيتشه من جديد. 

    وها هو ذلك الحلم الذي راوده مثل يتوبيا: أن يشهد العالم في يوم ما اهتماماً بفكره وأن تنشأ كراسي محاضرات جامعية حول زرادشت، ها هو يتحقق على نطاق واسع، في فرنسا وأمريكا أولاً ثم في ألمانيا وهولندا واليابان، وربما في البلاد العربية في القرن القادم، لم لا؟.

    يُعدّ كتاب "هكذا تكلم زرادشت" أهم كتب نيتشه. يبدأ الكتاب بقصة زرادشت "نسبة إلى الحكيم الإيراني القديم" الذي نزل من محرابه في الجبل بعد سنوات من التأمل ليدعو الناس إلى الإنسان الأعلى وهي الرؤية المستقبلية للإنسان المنحدر من الإنسان الحالي وهي رؤية أخلاقية وليست جسمانية حيث الإنسان الأعلى هو إنسان قوي التفكير والمبدأ والجسم..إنسان محارب، ذكي، والأهم شجاع ومخاطر. يلتقي زرادشت بعدها بعجوز يصلي ويدعو الله فيستغرب ويقول: "أيعقل أن هذا الرجل العجوز لم يعلم أن الله مات وأن جميع الإلهة ماتت؟!". يواجه زرادشت في البداية صعوبة في جذب الناس إلى دعوته حيث يتلهون عنه بمراقبة رجل يلعب على حبل عالٍ لكن الرجل يقع فيأخده زرادشت بين يديه ويخاطبه أنه يفضله عن الجميع ويحبه لأنه عاش حياته بخطر ورجولة.
   وهكذا يتابع زرادشت رحلته ودعوته ليعبر عن أفكار نيتشه التي ربما رأى البعض أنها عنصرية. يعد نيتشه من أعمدة النزعة الفردية الأوروبية حيث أعطى أهمية كبيرة للفرد؛ واعتبر أن المجتمع موجود ليخدم وينتج أفراداً مميزين وأبطالاً وعباقرة، ولكنه ميّز بين الشعوب ولم يعطها الأحقية أو المقدرة نفسها حيث فضل الشعب الألماني على كل شعوب أوروبا واعتبر أن الثقافة الفرنسية هي أرقى وأفضل الثقافات بينما يتمتع الإيطاليون بالجمال والعنف والروس بالمقدرة والجبروت وأحط الشعوب الأوروبية برأيه هي الإنكليز حيث أثارت الديموقراطية الإنكليزية واتساع الحريات الشخصية والانفتاح الأخلاقي اشمئزازه، واعتبرها دلائل افتقار للبطولة.

هكذا تكلم زرادشت

    (بالألمانية: Also sprach Zarathustra: Ein Buch für Alle und Keinen ) هي رواية فلسفية للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، تتألف من أربعة أجزاء صدرت بين 1883 و 1885. تتكون من سلسلة من المقالات والخطب تسلط الضوء على تأملات زرادشت، وهي شخصية مستوحاة من مؤسس الديانة الزرادشتية.

   صاغ نيتشه أفكاره الفلسفية في قالب ملحمي وبلغة شعرية، وقدم في كتابه مقاربة للفضائل الإنسانية كما يراها إلا أنه أخذ عليه تمجيده للقوة حيث يعد نيتشه من أوائل من صاغوا نظرية الرجل الخارق. ظهرت في هذا الكتاب أول إشارة للنظرية النيتشية التكرار الأبدي.

هكذا تكلم زرادشت عن الإنسان المتفوق

   تأثر نيتشه بنظرية التطور، فبنى نظرياته التي تهدف إلى هدم الدين -المسيحية خصوصاً- وبناء الإنسان المتفوق وكذلك نظريته في التكرار الأبدي على مانصت عليه نظرية التطور.
  ففي سلسلة التطور، كل نوعٍ أوجد نوعاً جديداً متفوقاً عليه -إلا الإنسان-، وكان تطور تلكم الأنواع ناتجٌ عن الانتخاب الطبيعي، حتى وصلت حلقة التطور إلى نوع الإنسان. وهنا توقف التطور -بحسب نيتشه- ولا سبيل إلى إكمال مسيرته إلا عن طريق تطور الإنسان إلى نوعٍ جديد, هو الإنسان المتفوق. ولكن هذا التطور، ولأنه 

   متقدمٌ جداً في سلم الحياة، يتطلب كلا نوعي الانتخاب -الطبيعي والاصطناعي-.
ولأن الانتخاب الطبيعي قائمٌ أساساً على القوة و"البقاء للأصلح", فلن يبقى إلا أقوى الأفكار وأقوى البشر. ومن هنا نتبين سبب تمسكه بأخلاق القوة وإرادة القوة التي بنى عليها نظرياته الأخلاقية.

هكذا تكلم زرادشت في الفلسفة والأخلاق

    فلسفته في مجال الأخلاق هي الأكثر سيادةً في هذا الكتاب. إن الإرادة هي من تحدد اتجاهاتنا واتجاه الحياة نفسها -وهنا يظهر تأثره بشوبنهاور وكتابه العالم كإرادة وفكرة، وهي من تقرر إذا ما كنا نفعل فضيلةً أم نفعل سواها. حسب نيتشه بإمكاننا تحويل الشهوة إلى فضيلة، عندما نضع فيها مقصداً سامياً. وكل ما كان -في الماضي- هو ما أرادته الإرادة أن يكون فعلاً، لذا لا حاجة بنا إلى ندب الماضي ولعنه، وهي نظرية قريبة من الجبرية.
    حسب نيتشه إنه ينبغي أن نفعل الفضيلة لذات الفضيلة، ولا ننتظر ثواباً عليها. لأن الفضيلة هي ثواب نفسها، فالوصول إليها هو ثوابها. ويقول أن أخطر الناس هم "أهل الصلاح والعدل"، لأنهم يحاكمون بكل إخلاص، ويقتلون بكل صلاح، ويكذبون بكل عدل، حسب قوله، وهم يعتقدون بأنهم يعرفون ما هو خيرٌ للبشر وما هو شرٌ عليهم، ومن هنا يمارسون وصايتهم الممقوتة.
   ولكن نيتشه يقرر لنا مخرجاً من أهل الصلاح هؤلاء بقوله: إن الخير والشر نسبيان، فما هو خير لك لا يعني بالضرورة خيرٌ لي، بل ربما يكون شر علي، فما تراه أنت خيراً أراه شراً في أحايين كثيرة..لذا فلكلٍ طريقه ولا توجد جادةٌ سليمة واحدةٌ يسير عليها العالمين. فالحكمة تقتضي على الإنسان أن يعرف خيره وشره, وأن يتكامل في خيره وشره. كما أن الشر الأعظم ضروري للخير الأعظم.
هكذا تكلم زرادشت في المراة

    يذم نيتشه المرأة، رغم ترعرعه طيلة عمره مع أمه وأخته، حيث قضى أباه وهو بعمر الخامسة، والنتيجة كانت فلسفة مؤذية للمرأة. في كتابه يحذر من اتخاذ المرأة صديقاً، فهي لا تصلح سوى للحب، وهي مجرد لعبة للرجل، ولا هدف منها ولا مهمة لها سوى الولادة، وهي لا تعرف الشرف ولا تدري ما هو. حيث يذكر في الجزء الاول من هذا الكتاب : «اذا ذهبت الى المرأة، فلا تنس السوط». وحسب مفهوم نيتشه فإن هدف الزواج ينحصر في إنتاج "الإنسان المتفوق"، لذا ينبغي أن يقام الزواج بأقصى قدرٍ ممكنٍ من الكمال، فيجب أن يسبق الزواج فترة يلتقي فيها المرأة والرجل ويتعايشان لينظرا هل بإمكانهما الاستمرار في زواجٍ يربطهما إلى الأبد. 
اي كتاب

عن المؤلف


   فريدريك فيلهيلم نيتشه: يُعد من أهم فلاسفة أوروبا في العصر الحديث؛ حيث ظلت أفكاره تُغذي التيارات السياسية والفكرية والاقتصادية والأخلاقية حتى الآن، كما امتد تأثيره إلى عدد من مفكري الشرق أمثال؛ «فرح أنطون»، و«مرقص فرج»، و«سلامة موسى» الذين تبنوا رؤيته الفلسفية.

   ولد في ١٥ أكتوبر ١٨٤٤م ببلدة «روكن» الألمانية، لوالدة «بولونية» الأصل، وكان والده قسيسًا بإحدى الكنائس البروتستانتية، وكان أيضًا مربيًا للعديد من أبناء الأسرة المالكة في «بروسيا». وقد سماه «فريدريك» لأنه وُلد في نفس يوم ميلاد ملك بروسيا «فريدريك الكبير». وقد توفي والده وهو في سن الخامسة عشرة. التحق بمدرسة «نورمبورج»، ثم انتقل منها إلى جامعة «بون» عام ١٨٦٤م؛ حيث درس اللاهوت، وفقه اللغات الكلاسيكية. التحق بعد ذلك بالخدمة العسكرية في الجيش الألماني، وهناك أصيب جراء وقوعه من فوق صهوة جواده؛ فأُعفي من الخدمة. أحب عدة مرات ولكنه لم يتزوج. وقد عُين أستاذًا بجامعة «ليبتسج».

   ويعد نيتشه من أعمدة النزعة الفردية، التي أعطت أهمية كبيرة للفرد واعتبرت أن المجتمع موجود ليخدم وينتج أفرادًا متميزين. وتعتبر فلسفته إحدى المرايا التي عكست تغيرات الواقع في مختلف مجالاته. وقد تأثر بالعديد من الفلاسفة والفنانين منهم؛ الفيلسوف «شوبنهور»، والموسيقي «فاجنر».

   أنتج أعمالًا فلسفية عدة؛ من أهمها: «ما وراء الخير والشر»، و«هكذا تكلم زرادشت» — الذي قال عنه نيتشه إنه إنجيله الشخصي — و«هو ذا الإنسان». وقد دعا في كتبه إلى عدة مبادئ منها؛ قوله ﺑ «موت الإله»، وربما لم يكن يقصد منها الإلحاد بقدر ما قصد الدعوة إلى تحطيم ما هو ثابت. كما دعا إلى أن يعتمد الإنسان على نفسه، ومن هنا أتت دعوته الثانية لتحطيم الأخلاق المسيحية التي أطلق عليها «أخلاق العبيد». في المقابل كان يدعو ﻟ «أخلاق السادة» المعتمدة على مبدأ القوة، والمستمدة من الحضارة الرومانية. كذلك تبنى فكرة «الإنسان المتفوق» أو «السوبرمان» الذي يحقق كل شيء بالإرادة والتفكير والقوة. كما قال أن الحياة دورات، وأننا سنحيا مثل حياتنا في دورة أخرى.

    كانت حياته سلسة متواصلة من المرض؛ فقد أصيب «بالزهرى» وظل يعاني منه حتى أصيب بالجنون عام ١٨٨٩م. وتوفي في ٢٥ أغسطس ١٩٠٠م، ودفن في مسقط رأسه. هنادي

قراءة نقدية -غازية منصور

قال - فريدريك نيتشيه- في كتاب هكذا تحدث زرادشت :

   إن للاعب الأدوار ذكاءه ، ولكنه لا يدرك حقيقة هذا الذكاء لانصباب عقيدته الى كل طريقة توصله لخير النتائج والى كل أمر يدفع بالناس الى وضع ثقتهم فيه .
ومن تنصب عقيدته في كل ما يفعل و مايقول يتحول لسفيه لا فائدة بقوله ولا بفعله ..هذا ما فهمته من حديث زرادشت ..فهل أصبت ؟!!

قال في الإحاد 

   أحب الغاب ، فما تسهل حياة المدن علي وقد كثر فيها عبيـد الشهـــوات الثائرات . انك إذا ما تفرست في رجال المدن ، لتشهد لك نظراتهم بأنهم لا يرون في الأرض شيئا بفضل مضاجعة المرأة .
أي أغوار أرواحهم ترسب الأقذار ، وأشقاهم من تمرغ بأقذاره .

اللــــذة والشـــهوة 

  لتكن فضيلتك أسمى من أن تستخف بلأشياء عند تحديديها ، وإذا ما اقتحمت هذا التحديد ، فلا تستحي من أن تلفظ به تمتة ، فقل وأنت تتم :
- ان هذا هو خيري الذي أحب ، ان هذا ما يثير إعجابي ،فأنا لا أريد الخير إلا على هذه الصوره، لا أريد هذه الأشياء تبعا لإرادة اله ولا عملا بوصية أو ضرورة بشرية ، فأنا لا أريد أن يكون لي دليل يهديني الى عوالم عليا وجنات خلود ..
  قل : ما أحب سوى فضيلة هذه الأرض ، لان ما فيها من الحكمة فليل ، وأقل منه هو صواب متفق عليه ، ان هذا الطير قد بنى عشه على مقربة مني ، لذلك أحببته وعطفت عليه ، وها هو ذا الأن يحتضن عندي بيضه الذهبي ، على هذه الوتيرة تكلم وأنت تتم ممتدحا فضيلتك

تحليل :
  هنا تكمن عظمة الفضيلة..أن لا تعملها لتجاهر بها ..ولا طوعا لأمر الهي ( هنا وقع قراء نيتشيه بخطأ فادح إذ اعتبروا ماذكره دعوة للإحاد..!)

أما أنا فأراها دعوة لنا لنتربع على قمة الإيمان ..
   نعم إنها قمة الإيمان أن تفعل الفضيلة بأمر ذاتي صادر من روح تواقة لفعل الفضيلة
لأن فاعل الفضيلة الحقيقي لا يعمل بها تنفيذا لوصية وصي ولا بالضغط على الريموند كنترول ..بل يفعلها لأنه يراها الصواب الذي يتوافق مع طبيعته بعيدا عن الضجيج والاضطراب النفسي ..
تكلم نيتشيه عن المراقبة الذاتيه في أكثر من محور .. وقال :
  إياك أن تقف حائلا بين فكرتك وفعلك وبين ما يناسبهما ،فلا يبلغ اول درجة من الحكمة من لا يعمل بهذه الوصية من المفكرين ..وقد عرض علينا الفضيلة بالتعامل مع محيطنا..بعيدا عن الأهداف القذرة والمطامع في رد هذه الفضيلة ..علمنا كيف نتصاحب مع محيطنا والأشياء التي نتعامل معها..وكيف نحب الطيور وأشار لأهمية دورها وفضيلتها بحياتنا

وفي القراءة والكتابة قال : 

   أكتب بدمك فتعلم حينئذ أن الدم روح ، وليس بالسهل أن يفهم الإنسان دما غريبا ، أن من يكتب سورا بدمه لا يريد أن تتلى السور تلاوة ، بل يريد أن تستظهرها القلوب .ومن توصل بأقدامه الى طرد الأشباح لا يصعب عليه أن يخلق من الجن له أتباعا . وقال لمن لمن يكتبوا بعاطفة:
  
   أن السحب لمتمخضة بالعواطف لهى سحبكم السوداء الثقيلة وأنا أهزأ بها ..
 
  (( لقد خان نيتشيه التعبير هنا ..لآن السحب السوداء الثقيلة محملة بالمطر الغزير .. تماما كما خانه المنطق وعمق النظرة عندما قرر وجوب القضاء على الصعاليك والضعفاء في المجتمع والبقاء على المتفوقين فقط ..
ولو أن المجتمع عمل بهذه النظرية لما كان نيتشيه الشاعر والفيلسوف المتفوق ..لأنه ابن لرجل أقل من عادي ..! .)) :

في الرحماء :
 أن طالب المعرفة يرى الإنسان حيوانا له وجنتان حمراوان ،
ولم يراه هكذا ؟ أفليس كثيرا ما علته حمرة الخجل ؟

وقال : 

   إذا أساء إليك نفـــر من الناس فقل له: أنني أغفر لك جنايتك على ولكن هل يسعني أن أغفـــر لك ما جنيـــته على نفســـك بما فعلت !.
  علينا إذا أن نكبح جماح قلوبنا كيلا تجر عقولنا معها إلى الضلال . لإن ظلمنا لا ينزل بمن تنفر منهم أذواقنا بل يسقط على من لا يعنينا أمره . 

وقال :
   يفرض الرجل النبيل عل نفسه ألا يلحق اهانة بأحد لأنه يستحي جميع المتألمين ..
(( الملفت أن نيتشيه كان لا يختلف عن بقية أفراد مجمتعه الذكوري أنذاك - فقد كان يخاطب الرجال فقط ..ولا مكانا للنساء في عقله ..وإلا كان يتجوب عليه استبدال كلمة الرجل النبيل بالإنسان النبيل .لأن النبل لا يقتصر على الرجال فقط ..! ..
يعني ما حدا أحسن من حدا )) .

وقال في الكهنة :

وتمثل زرادشت مرور رهط من اكهنة أمامه فقال لاتباعه :
  هؤلاء هم الكهنة ، فعليكم - وان كان أعدائي - أن تمروا أمامهم صامتين وسيوفكم ساكنة في أغمادها ، فان بينهم ابطالا ومن تحملوا شديد العذاب فهم لذلك يريدون أن يعذبوا الآخرين . أنهم لاعداء خطرون ، وما من حقد يوازي ما في أنضاعهم من ضغينة وقد يتعرض من يهاجمهم الى تلطيخ نفسه ، لكن بيني وبينهم صلة الدم وأنا أريد أن يبقى دمي مشرفا حتى في دمائهم .
    هنا يصل نيتشي لكل قارىء حسب طبيعته وشخصيته ..فمن يكفر بالكهنة سيعتبر هذا القول عداء للكهنة بشكل عام .وهذا الفهم خاطىء جدا وينفي صحته الاسم الغير منصرف الذي أشار به زراديشت الى رهط من الكهنة .بهذه الجملة (((تمثل زرادشت مرور رهط من الكهنة أمامه فقال لاتباعه )) ولو أنه لم لم يحدد لاعتبرنا الكهنة أعداء لهم..وهذا لا يعنيني شخصيا لأن نيتشيه انسان يخطىء ويصيب وما يقوله ليس منزلا .
أما أنا فأخذت ما يفيد بقوله : ..أنهم لاعداء خطرون ، وما من حقد يوازي ما في أنضاعهم من ضغينة وقد يتعرض من يهاجمهم الى تلطيخ نفسه ، لكن بيني وبينهم صلة الدم وأنا أريد أن يبقى دمي مشرفا حتى في دمائهم .
((( لكن بيني وبينهم صلة الدم وأنا أريد أن يبقى دمي مشرفا حتى في دمائهم)))
واعتبرت نيتشيه هنا يؤكد على رابطة الدم التي نسميها في الاسلام صلة الرحم ولا يجوز قطعها..

في الموت :

   يقول عالم عن موت الله عند نيتشه بأن الملاحدة العرب أساؤوا فهمها ، فهو كان يقصد موت الله الكنسي ، بمعنى موت تشريعات الكنيسة القروسطية ..

   وزارادشت يعلم الناس أن يموتوا في الزمن المناسب ، ولكن أتى لمن يعرف الحياة أن يتخير الموت في أوانه ؟.

الميته الأولى : اعلماو أنلا ظفر لمن يموت إذا هو لم يبارك ما أقسم الاحياء بأتمامه.

الميته الثانية : ميتة من يسقط بالمعركة وهو ينشر عليها عظمة روحه

فما أجمل ميتتي أن أنا تخيرتها فجائتني لآنني أطلبها.

في الطفل وحامل المرآة: 

    تكلم زرادشت عن خوف الإنسان من وجهه الحقيقي .. حين أفاق يوما من نومه قبل إنغلاق الفجر مذعورا من الحلم ..حيث رأى ولدا "يحمل مرآة" يطلب منه أن ينظر في المرآة ..... 

أنظرفي هذه المرآة يا زرادشت . 

 وما نظرت اليها حتى صرخت وخفق قلبي خفوقا شديدأ ، لأن ما انعكس الى فيها لم يكن وجهي ..بل كان وجها تقطبت أساريره بضحكة شيطان ساخر . وقد اعتبر هذا الحلم تنبيه اليه ، بأن تعالميه مشرفة على خطر .!! 

في الحكومة وحكامها :

    لم يزل في بعض الأماكن من الأرض شعوب وجامعات ، أما نحن فليس عندنا سوى حكومات وما أدراكم ما هي الحكومات ؟ 

  فما كون الشعوب إلا المبدعون الذين نشروا الإيمان والمحبة ، فأتوا بأجل خدمة للحياة ، وما الناصبون الأشراك للجموع الغفيرة إلا من يهدمون كيانها ليشيدوا الحكومات على أنقاضها ويعلقوا نصلا قاطعا فوق رأس الشعب ، وينصبوا مئات الشهوات أمام عينه . 

الوغـــــــــــد 

   ما الحياة إلا ينبوع مسرة ، ولكن أبان شرب الوغد فهنالك جدول مسموم . أحب كل ما هو نقي ، ولكنني أحتمل رؤية الأفواه تتثاءب معلنة ظمأ الأرجاس ، وقد جاؤوا يسبرون أعماق البئر بأنظار هم فانعكست في قرارتها ابتسامتهم الشنعاء توجه سخريتها الى . 

  لقد دنسو المياه المقدسة بأرجاسهم ، وما تورعوا فدعوا احلامهم القذره سرورا فدسوا سمومهم حتى البيان . 

   وقال عن الأوغاد ..أذا ما دحجوا بأنظارهم الشجار المثمرة فإنها اتجف على أعراقها 

تكلم عن الانتصار على الــــذات ..... 

  ليست ارادة الحق في عرفكم أيها الحكماء الا تلك القوة التي تحفزكم وتضطرم فيكم ، تلك هي ارادتكم التي أسميها أنا "ارادة تصور الوجود " فانكم تطمحون الى جعل كل موجود خاضعا لتصوركم ، وانتم تحاذرون بحق أن يكون هذا الوجود قد أحاط به التصور من قبل فتريدون أن تخضعوا لإرادتكم كل كائن لتتحكموا فيه بالصقل ليصبح مرآة تنعكس عليها صورة العقل . 

  هذا ما تطمحون اليه ، يا أحكم الحكماء ، وتلك هي ارادتكم تجاه القوة والخير والشر وتقدير قيم الأشياء . 

الصـــــــديق :

. يقول المنفرد في نفسه " لا أطيق وجود أحد بقربي " ولكثرة ما يقف محدقا في ذاته تظهر التثنية فيه ، ويقوم الجدال بين شخصيته وبين ذاته فيشعر بالحاجة الى صديق ، وما الصديق للمنفرد إلا شخص ثالث يحول دون سقوط المتجادلين الى الأغوار كما تمنع المنطقة المفرغة غرق العائمين ..


قال في الطفل والزواج .. 

 ليس عليك ان ترسل سلالتك إلي الأمام فحسب ،بل عليك بخاصة ان ترفعها إلي فوق .فليكن عملك في حقل الزواج منصبا إلي هذه الغاية . 

   عليك ان تجد جسدا جوهرة أنقي من جوهر جسدك ليكون حركة أولى وعجلة تدور لنفسها على محورها ، فواجبك اذا هو إيداع من يبدع . 

   الزواج في عرفه اتحاد ارادتين لإيجاد فرد ذو إرادة يفوق من كانا على وجوده والزواج حرمه متبادلة ترسو على احترام هذه الإرادة والمقصود بها إرادة الطفل . 

واعتبر ان زواج المسكنة زواج الأغبياء والدخلاء على البشرية … 

   






أو


 أو



 أو

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة