كتاب ظواهر فنية في لغة الشعر العربي الحديث
تأليف : علاء الدين رمضان
منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق
1996م
يعالج هذا البحث فضاءات اللغة الشعرية، وأفق تنوعها الأدائي، في لغة الشعر العربي الحديث؛ فللشعر لغة لا تبتغي الإفهام قدر ما تبتغي التأثير وإحداث التحولات، وقد وصف ابن سينا كلامها بأنه الكلام الذي تذعن له النفس؛ فتنبسط عن أمور وتنقبض عن أمور، من غير روية أو اختيار، فتنفعل له انفعالاً نفسياً غير فكري، فهي لغة تهتم بالظلال النفسية والدلالات الوجدانية، وتعنى بتجسيد تلك الأحاسيس والمشاعر الإنسانية من خلال مجموعة من الوسائط الفنية والأدائية، لذلك كان اهتمام الفلاسفة وعلماء اللغة والبلاغة بها وبتلك الوسائط كبيراً، في الماضي والحاضر على السواء؛ لكونها العمد الرئيسة المشكلة لظاهرة الشاعرية في اللغة، والتي تحولها من لغة قياسية نمطية هدفها التوصيل إلى لغة وجدانية مؤثرة .
ونعرض في هذه الدراسة، أولاً، سلطة اللغة في الشعر وحدودها، كما نعرض لعمل العلماء في هذا المضمار ودراساتهم، إذ أن للفلاسفة المسلمين عملاً مبكراً يستحق البحث والدرس والتحليل، إضافة إلى البصمات الواضحة التي تركها هؤلاء مع علماء البلاغة العرب على الدراسات الحديثة عند الغرب في هذا المجال عن طريق مجموعة جداول تتجه إلى دراسة تأثير بعض النظريات الإنسانية على الشعر .
كما يتناول البحث ، ثانياً، مجموعة من الوسائط الفنية التي آلت إلى ظواهر تتجلى في لغة الشعراء المحدثين وتميزها، وهذه الظواهر منظمة داخل مجالين رئيسين هما :
أولاً : مجال الدوال ؛ وهو مجال يتصل بتقنية اللغة وقوانينها الخارجية : الصرفية والنحوية والنظمية، وندرس في هذا المجال مجموعة من الظواهر الجمالية التي يدخلها الشعراء على اللغة أثناء تشكيلهم لها فنياً ، وهذه الظواهر هي : التكرار، والحشد، والتراكم، والتلاشي، والتناص .
ثانياً : مجال المدلولات؛ وهو المجال المرتبط مباشرة بطبيعة التخيل وطريقة عمله ومدى فاعليته، وندرس في هذا المجال ظاهرتين من أبرز الظواهر التي تطرأ عليه، هما : الغموض ، والانـحراف . وخلاصة الأمر : أن بنية اللغة الشعرية، والظواهر الفنية والتشكيلية التي تطرأ على مجالي الدوال والمدلولات في الشعر العربي الحديث، هي حقل عملنا في هذا البحث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق