الخميس، 31 ديسمبر 2015

قصيدة لــن أبكـي للشاعرة فدوى طوقان ...



قصيدة لــن أبكــي

للشاعرة فدوى طوقان

" إلى شعراء المقاومة في الأرض المحتلة منذ عشرين عاماً هدية لقاء في حيفا" 4 / 3/ 1968 م
"

عَلَى أَبْوَابِ ياَفَا ياَ أَحِبَّائِي
وَفِي فَْوضَى حُطاَمِ الدَّار.
بَيْنَ الرَّدْمِ وَالشَّوْكِ.
وَقَفْتُ وَقُلْتُ لِلْعَيْنيَْنِ: يَا عَيْنَيْنْ
قِفَا نَبْكِ
عَلَى أَطْلَالِ مَنْ رَحَلُوا وَفَاتُوهَا
ُتنَادِي مَنْ بَناَهَا الدَّارْ
وَتْنَعى مَنْ بَنَاهَا الدَّارْ
وَأَنَّ القلبُ مٌنْسَحِقاً
وَقَالَ الْقَلْبُ: مَا فَعَلَتْ؟
بِكِ الْأَياَّم ُيَا دَارُ؟
وَأَيْنَ الْقَاطِنُونَ هُنَا
وَهَلْ جَاءَتْكِ بَعْدَ النَّأْيِ، هَلْ جَاءَتْكِ أَخْبَارُ؟
هُنَا كَانُوا
هُنَا حَلَمُوا
هُنَا رَسَمُوا
مَشَارِيعَ الْغَدِ الْآَتِي
فَأَيْنَ الْحُلْمُ وَالْآتِي وَأَيْنَ هُموُ وَأَيْنَ هُموُ؟
وَلَمْ يَنْطِقْ حُطَامُ الْدَّارْ
وَلَمْ يَنْطِقْ هُناَك سِوَى غِيَابِهِمُو
وَصَمْتِ الْصَّمْتِ، وَالهِْجْرَانْ.
 
***
وَكَانَ هُنَاكَ جَمْعُ الْبُومِ وَالْأَشَبْاحْ
غَرِيبَ الْوَجْهِ وَالْيَدِ وَاللَّسَانِ َوكَانْ
يَحُومُ فِي حَوَاشِيهَا
يَمُدُّ أُصُولَهُ فِيهَا
وَكَانَ الْآمِرَ النَّاهِي
وَكَانَ... وَكَانْ..
وَغَصَّ الْقَلَبُ بِالْأَحْزَانْ.
 
***
أَحِبَّائِي
مَسَحْتُ عَنِ الْجُفُونِ ضَبَابَةَ الدَّمْعِ _
الرَّمَادِيَّهْ
لِأَلْقَاكُمْ وَفِي عَيْنيَّ نُورُ الْحُبِّ وَالْإِيمَانْ
بِكُمْ، بِالْأَرْضِ ، بِاْلِإنْسَانْ.
فَوَا خَجَلِي لَوَ أنِّي جِئْتُ أَلْقَاكُمْ_
وَجَفْنِي رَاعِشٌ مَبْلُولْ
وَقَلْبِي يَائِسٌ مَخْذُولْ
وَهَا أَنَا يَا أَحِبَّائِي هُنَا مَعَكُمْ
لِأَقْبَسَ مِنْكُمُ جَمْرَهْ
لِآَخُذَ يَا مَصَابِيحَ الدُّجَى مِنْ _ زَيْتَكُمْ قَطْرَهْ لِمِصبْاحِي؛
وَهَا أَنَا يَا أَحِبَّائِي
إِلَى يَدِكُمْ أَمُدُّ يَدِي
وَعِنْدَ رُؤُوسِكُمْ أُلْقِى هُنَا رَأْسِي
وَأَرْفَعُ جَبْهَتِي مَعَكُمْ إِلَى الشَّمْسِ
وَهَا أَنْتُمْ كَصَخْرَةِ جِبَالِنَا قُوَّهْ
كَزَهْرِ بِلَادِنَا الْحُرَّهْ
فَكَيْفَ الْجُرْحُ يَسْحَقُنِي؟
وَ كَيْفَ الْيَأْسُ يَسْحَقُنِي؟
وَ كَيْفَ أَمَامَكُمْ أَبْكِي؟
يَمِيناً ، بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ لَنْ أَبْكِي!
 
****
أَحِبَّائِي حِصَانُ الشَّعْبِ جَاوَزَ
كَبْوَةَ ْالْأَمْسِ
وَهَبَّ الشَّهْرَ" الشهم" مُنْتَفضاً وَرَاءَ النَّهْرْ
أَصِيخُوا هَا حِصَانُ الشَّعْبِ_
يَصْهَلُ وَاثِقَ النَّهْمَهْ
وَيُفْلِتُ مِنْ حِصَارِ النَّحْسِ وَالْعَتْمَهْ
وَيَعْدُو نَحْوَ مَرْفَئِهِ عَلَى الشَّمْسِ
وَتِلْكَ مَرَاكِبُ الْفُرْسَانِ مُلْتَمَّهْ
تُبَارِكُهُ وَتُفْدِيِه
وَمِنْ ذَوْبِ الْعَقِيقِ وَمِنْ
دَمِ الْمُرْجَانِ تَسْقِيهِ
وَمِنْ أَشْلَائِهَا عَلَفاً
وَفِيَر الْفَيْضِ تُعْطِيهِ
وَتَهْتِفُ بِالحِْصَانِ الْحُرِّ: عَدْواً يَا-
حِصَانَ الشَّعْبِ
فَأَنْتَ الَّرمْزُ وَ الْبَيْرَقْ
وَنَحْنُ وَرَاءَكَ الْفَيْلَقْ
فوق جباهنا التعبُ
وَلَنْ يَرْتَدَّ فِينَا الْمَدُّ وَالْغَلَيَانُ
وَالْغَضَبُ
وَلَنْ يَنْدَاحَ فِي الْمَيْدَانِ
فَوْقَ جِبَاهِنَا التَّعَبُ
وَلَنْ نَرْتَاحَ، وَلَنْ نَرْتَاحَ
حَتَّى نَطْرُدَ الْأَشْبَاحْ
وَالْغِرْبَانَ وَالظُّلْمَهْ
 
*************
أَحِبَّائِي مَصَابِيح َالدُّجَى، يَا إِخْوَتِي فِي الْجُرْحْ..
وَيَاسِرَّ الْخَمِيَرةِ يَا بِذَارَ الْقَمْحْ
يَمُوتُ هُنَا لِيُعْطِيَنَا
وَيُعْطِيَنَا
وَيُعْطِيَنَا
عَلَى طُرُقَاتِكُمْ أَمْضِي
وَأزْرَعُ مِثْلَكُمْ قَدَمِي فِي وَطَنيِ
وَفِي أَرْضِي
وَأَزْرَعُ مِثْلَكُمْ عَيْنيَّ
فِي دَرْبِ السَّنى وَالشَّمْسِ.

ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة