سَمِـيُـكَ أَحْـمَـدٌ يُـهْـدِي الـسَّـلاَمَـا
إِلَـيْــكَ بِطَـيْـبَـةٍ طَــابَــتْ مُـقَـامَــا |
حلَلْـتَ جَنَابَـهَـا نَفَـحَـتْ خُـزَامَـى |
وَيَسْـألُـكَ الْشَّفَـاعَـةَ يَــوْمَ حَـشْـرٍ وَحَاشَـا فِــي جَنَـابِـكَ أَنْ يُضَـامَـا |
وَإِنَّــــــكَ لَـلْـكَــرِيــمُ سَــلِــيــلُ آلٍ كِـرَامِ الْنَّجْـرِ قَــدْ نَسَـلُـوا كِـرَامَـا |
بُعِثْـتَ هُـدَىً إِلَـى الْدُّنْيَـا وَ نُـوراً يُـبَـدَدُ عَـــنْ جَوَانِـبِـهَـا الْـظَّـلاَمَـا |
فَكَـمْ عَكَفَـتْ علَـى بَـغْـيٍ و عَــدْوٍ بِهَـا الْأَهْـوَاءُ قَـدْ جَمَحَـتْ زِمَامَـا |
أَدَلْـتَ مِـنَ الْجَهَالَـةِ فِـي نُـفُـوسٍ لِـعَـهْـدِ اللهِ مـــا حَـفِـظَـتْ ذِمَـامَــا |
سَطَـتْ بَغْيـاً و عِـدْوَانـاً و قَـهْـراً فَـمَـا بَـلَـغَـتْ بِسَطْـوَتِـهَـا مَـرَامَــا |
تَـفَـرَقَ جَمْعُـهـا بَـــدَداً وَ آضَـــتْ مَرِيرَةُ مَـنْ عَتَـا و سَطَـا حُطَامَـا |
أَتَـيْــتَ مُـبَـشِـراً بِــجِــلاَءِ حَــــقٍ فَكُنْـتَ الْشَّـمْـسَ بَــدَّدَتِ الْغَمَـامَـا |
بِـكَ الضَعفَـاءُ قَـدْ نَهَـضُـوا أُبَــاةً فَـــرُوِّعَ بَـاطِــلٌ مِـنْـهُـمْ وخَــامَــا |
عـلَــوْا خُـلُـقـاً و مَـنْـزِلَـةً بِـدِيــنٍ أَمَــدَّهُــمُ فَــكَــانَ لَــهُــمْ قِــوَامَــا |
هُمُو فَتَحُوا الْمواطِـنَ لَـمْ يُرِيقُـوا دِمَـاءَ الْنَّـاسِ أَو سَـعَـوُا انْتِقَـامَـا |
ولَـكِـنْ دَعْــوَةُ الْحُسْـنَـى و رُوحٌ مِـنَ الْعَلْيَـاءِ قَــدْ نَـشَـر الْسَـلاَمَـا |
وَكَــانَ الْـدَّهْـرُ مُكْتَئِـبَـاً عَـبُـوسـاً فَجَـاءوُا فِـي فَـمِ الْدُّنْيَـا ابْتِسَـامَـا |
هُـمُ الْـنُـورُ الْسَّـنِـيُّ غَــزَا قُلُـوبـاً ونَشْـرُ الْـوَرْدِ مَـا عَـرَفَ اكْتِتَامَـا |
وكَانُـوا فِــي شَجَاعَتِـهِـمْ أُسُــوداً إِذَا يَوْمَ الْوَغَى حَضَرُوا الْصِّدَامَا |
وكَـانَـتْ كِلْـمَـةُ الْتَوْحِـيـدِ شَـهْــداً عَـلَـى أَفْوَاهِـهِـمْ تَـجْـرِي دَوَامَـــا |
بِهَا مَلَكُـوا ومَـا مَلَكُـوا اغْتِصَابـاً بِهَـا سَـادُوا ومَــا سَــادُوا لِئَـامَـا |
أَصَـارُوا الْعَـدْلَ فِـي الآفَـاقِ دَأبـاً لَهُمْ واسْتَرخَصُوا الْمُهَجَ اقْتِحَامَا |
هُـدَاةُ الْـرُّشْـدِ هُــمْ ودُعَــاةُ عِـلْـمٍ إِذَا جَهْـلٌ عَـلَـى الأَرْجَــاءِ حَـامَـا |
أَرَانِــيَ يَــا ابْـــنَ آمِـنَــةٍ أَسِـيـفـاً لِـحَـاضِـرِ أُمَّـــةٍ هَـــدَتِ الأَنَــامَــا |
تُـقُـسِّـمَ أَهْـلُـهَـا شِـيَـعـاً تَــعَــادَت وصَـارَ الْخُلْـفُ بَيْنَهُـمُـو سَقَـامَـا |
تًخَـلَّـوْا عَــنْ عَقِيـدَتِـهِـمْ وأَلْـقَــوْا سِرَاعـاً فِـي يَـدِ الْدُّنْيَـا الْخِطَـامَـا |
تَعَـلَّـقَ أَمْـرُهُـمْ بِـعُــرىً تَـوَاهَــتْ وكَــانَ جَـنَــى تَعلُّـقِـهِـمْ سِـمَـامَـا |
جَـرَوْا فِــي حَلْـبَـةِ الْدٌّنْـيَـا ذِئَـابـاً قَــدِ الْتَهَـمَـتْ فَرائِسَـهـا الْتِهَـامَـا |
ســــرَى بِـدِمَـائِـهِـمْ دَاءٌ عَــيَـــاءٌ مِـنَ الأَهْـوَاءِ فَارْتَكَبُـوا الْظِّـلاَمَـا |
هَوَتْ بِهِمُ الْمَطَامِعُ فِي حَضِيضٍ مِــنَ الأِسْـفَـافِ وانْقَلَـبُـوا نَعَـامَـا |
وقَــدْ رَكـبُـوا رُؤُوسَـهُـمُ وَلَـجُّــوا فَـلاَقَــوا مِـــنْ لَجَـاجِـهِـمُ أَثَــامَــا |
كَـذَا لَـمْ يَأْتَـسُـوا بِــكَ فِــي فِـعَـالٍ فَصَـار جَمِـيـعُ أَمْـرِهِـمُ انْقِسَـامَـا |
تَــرَحَّــلَ سَـاكِـنُــو أَرضِ هُــــدَاةٌ وكَـانُــوا سَـــادَةً فِـيـهَـا عِـظَـامَـا |
ومَـا بَقِيـتْ سِـوَى مَـوْتَـى حَـيَـاةٍ شَـأَوْا حَـالَ الأُلَـى حَالُـوا رِمَـامَـا |
أَبَـا الْـزَّهْـرَاءِ لِــي أَمَــلٌ مُـرجِّـي يُشَـوِّقُـنـي إِلَـــى الُّلـقْـيَـا مَـنَـامَــا |
فَـإِمَّــا جُـــدْتَ إِنَّـــكَ ذُو سَــمَــاحٍ وجُـودٍ قَـدْ شَــأَوْتَ بِــه الْكِـرَامَـا |
أَمِثْـلِـيَ يَــا ابْــنَ عـبْـدالله كُــفْءٌ لِـقَـوْلٍ فِـيــكَ ؟ أَوْلَـــى أَنْ أُلاَمَـــا |
إِذَا اسْتَـدْنَـيْـتُ قَـافِـيـةً عَصَـتْـنِـي لِهَيْبَـتِـكَ الَّـتِـي عَـظُـمَـتْ مَـقَـامَـا |
إِنِ الْـتَـاثَ الْـمَـقَـالُ فَـلَــمْ يُـعـنِّـي فَــلاَ عَـجَـبٌ فَـقَـدْ كُـنْـتَ الإِمَـامَـا |
بَلَـغْـتَ مِــنَ الْفَصَـاحَـةِ مُنْتَهَـاهَـا بِــكَ الْفُصَـحَـاءُ شَقَّـقَـتِ الْكَـلاَمَـا |
وذَا جُـهْـدُ الْمُـقِـلِّ إِلَـيْــكَ أُزْجِـــي عَسَى أُرْضِـي بِـهِ عَنِّـي الْسَّلاَمَـا |
و يَشْفَـعُ لِـي لَـدَيْـكَ الْـيَـومَ حُــبٌّ يَـقُـودُ الْقَـلْـبَ نَـحـوَكَ مُسْتَهَـامَـا |
و حُـبُّـكَ يَــا ابْـــنَ آمِـنَــةٍ نَـجَــاةٌ غَـدَاة الْحَشْـر إِنْ نَهَضُـوا قِيَـامَـا |
عَلَـيْـكَ صَــلاَةُ رَبِّــكَ كُــلَّ حِـيــنٍ إِلَــى أَنْ يَبْـلُـغَ الأَجَـــلُ الْتَّـمَـامَـا |
مدونة علمية أدبية شاملة : " لا أحب الكتب لأنني زاهدٌ في الحياة .. ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني .. ومهما يأكل الإنسان فإنه لن يأكل بأكثر من معدة واحدة، ومهما يلبس فإنه لن يلبس علي غير جسدٍ واحد، ومهما يتنقل في البلاد فإنه لن يستطيع أن يحل في مكانين .. ولكنه بزاد الفكر والشعور والخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمرٍ واحد، ويستطيع أن يضاعف فكره وشعوره وخياله كما يتضاعف الشعور بالحب المتبادل، وتتضاعف الصورة بين مرآتين .." العقاد
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015
إِلىَ رِحَابِ الْمُصْطَفَى - للأستاذ أحمد مصطفى أبو قعيقيص ...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
loading..
الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ
تنبيه
إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك
الفكرية
نرجو أن تتواصل معنا وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق