جواهر الأفكار ومعادن الأسرار
المستخرجة من كلام العزيز الجبار
تأليف : عبد القادر بن أحمد بدران
تحقيق: زهير الشاويش
المكتب الإسلامي
الطبعة الأولى 1999م
نبذة عن الكتاب :
هذا التفسير وإن لم يكتمل؛ إلَّا أنَّ مصنِّفه رحمه الله جمع فيما فسَّر مهمات مسائل التفسير التي يحتاجها الناس هذه الأيام. وقد لاحظَ في كتابته لهذا التفسير عدة أمور، وهي:
1- تصحيح ما وجده في التفاسير المتداولة من الأخطاء التي أحدثَت خللاً عند عامة الناس.
2- رفع ما كان معتقدًا عند العامة مما يشبه العصمة عن بعض التفاسير التي تداخل فيها التأويل الصوفي، والمتناقل عن الشيعة، والإسرائيليات، وغير ذلك.
3- مزجُه بين العلوم الكونية مع ما أشار إليه القرآن الكريم. وقد بلغ ما فسَّره في هذا الجزء إلى تفسير الآية (189) من سورة البقرة.
ﻳﻌﺪ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻣﻦ أﻛﺒﺮ دﻋﺎة اﻟﺴﻠﻔﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ اﻟهجريي ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم. وھﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﯿﻢ اﻟﻤﺸﮫﻮر ﻛﺄﺳﻼﻓﻪ ﺑـ (اﺑﻦ ﺑﺪران) اﻟﺴﻌﺪي اﻟﺪوﻣﻲ(اﻟﺪوﻣﺎﻧﻲ) اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ. ﻛﺎن رﺣﻤﻪ ﷲ ﺑﺤﻖ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮاء اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻤﻘﺎرن ﻓﻲ دﻣﺸﻖ وﺿﻮاﺣﯿﮫﺎ، ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﻮﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻷدب وﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ اﻟهجري اﻟﺬي ظهر ﻓﻲ آﺛﺎره ﺑﺎﻟﻤﺆﻟﻔﺎت واﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت ورﺳﺎﺋﻞ اﻟﺮدود اﻟﺘﻲ ﺳﺎرت ﻋﺼﺮه ﺑﯿﻨﻪ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﯿﻦ ﻟﻪ وﻟﻤﻨهجه.
وﻗﺪ اﺷﺘﺮك ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﮫﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﮫﺠﺔ اﻟﺒﯿﻄﺎر وﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ. وﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺑﯿﻦ أﻳﺪﻳﻨﺎ "ﺟﻮاھﺮ اﻷﻓﻜﺎر وﻣﻌﺎدن اﻷﺳﺮار اﻟﻤﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﻛﻼم اﻟﻐﺮﻳﺰ اﻟﺠﺒﺎر". وﺗﻔﺴﯿﺮه ھﺬا ! وإن ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻊ ﻓﯿﻤﺎ ﻓﺴﺮ ﻣﮫﻤﺎت ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎجها اﻟﻨﺎس ھﺬه اﻷﻳﺎم ﻓﻘﺪ ﻓﺴﺮ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ، ووﺻﻞ إﻟﻰ اﻵﻳﺔ 189 ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة. و تفسير ﺑﺪران ھﺬا ﺟﺎء ﻣﻄﺎﻟﻊ اﻟﻘﺮن الهجري اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺑﻌﺪ أن ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ اﺗﺴﺎﻋﺎً ﻓﻲ طﺒﻊ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺳﯿﺮ. ﻓﺘﻨﺒﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ أﻛﺜﺮھﺎ ﻣﻦ ﺳﻘﻄﺎت أﺣﺎدﻳﺚ ﺣﺮﺟﺎً ﻋﻨﺪ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس. ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ (وھﻲ ﻣﺨﻄﻮطﺔ) ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻄﻠﻊ ﻋليها إﻻ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ، ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﻓﻘﺎم ﺑﺠﻤﻊ ﺗﻔﺴﯿﺮه ﻣﻼﺣﻈﺎً ﻓﯿﻪ أﻣﻮراً أھمها:
اﻷول: ﺗﺼﺤﯿﺢ ﻣﺎ وﺟﺪه ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺳﯿﺮ اﻟﻤﺘﺪاوﻟﺔ، ﺳﻮاء منهاﻣﻨﮫﺎ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ اﻟﻤﺄﺛﻮر، أو اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ ﺑﺎﻟﺮأي، ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻄﯿﻒ أﺻﺎب ﻓﯿﻪ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﻮاطﻦ اﻹﺷﻜﺎﻻت، وﺻﺤﯿﺢ اﻟﻜﺜﯿﺮ أﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﻣﻮاطﻦ اﻟﺘﺠﺎوزات.
اﻟﺜﺎﻧﻲ: رﻓﻊ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﺘﻘﺪاً ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻌﺼﻤﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﺼﺮه) ﻣﻊ ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﯿﻪ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ... ﻣﻦ ﻏﯿﺮ إﻟﺰام فهمه ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ اﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﻧبهروا ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﻮا ﻣﻦ ﻋﻠﻮم ﺗﺄﺛﺮوا ﺑها ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺮام، واﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ اﻟﻤﻠﺘﺰﻣﯿﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ اﻟﺼﺤﯿﺢ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻣﺎ أﻣﻜنهم ذﻟﻚ.
اﻟﺜﺎﻟﺚ: اﻟﻤﺰج ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻜﻮﻧﯿﺔ (ﺣﯿﺚ وﺻﻠﺖ إﻟﯿﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺳﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺪاﺧﻞ ﻓﯿﮫﺎ اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﻟﺼﻮﻓﻲ، واﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻞ ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﺸﯿﯿﻊ، واﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺎت وﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻠﻪ اﻟﻤﻔﺴﺮون ﻋﻦ ﺑﻌضهم ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻘﻮل من النهضة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻧﺘﺰاع اﻵﻟﺔ اﻟﺒﺨﺎرﻳﺔ، وﻣﺎ إﻟيها ﻣﻦ ﻛﺸﻮﻓﺎت ﺣﺪﻳﺜﺔ. ﻓﻜﺎن اﻟﺸﯿﺦ ﺑﺪران وﺳﻄﺎً ﺑﯿﻦ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ ﺣﺸﻮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ، ﻣﻜﺘﻔﯿﺎً ﺑﺸﺮوح ﻣﺒﺴﻄﺔ..
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
لشراء الكتاب
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق