الأحد، 4 أكتوبر 2015

تأهيل الغريب - شمس الدين النواجي ...



تأهيل الغريب - شمس الدين النواجي

تحقيق ودراسة: د. أحمد محمد عطا

الناشر: مكتبة الآداب - القاهرة

الطبعة: 2005

1168 صفحة


بسم الله الرحمن الرحيم

" وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت ، وإليه أنيب "

تقديــــــــم :

  الحمد لله حمداً يبلغُ رضاهُ ، وينيلني تقواه ، الحمد لله على أفضاله ونعمه التي لا تُعَدّ ولا تُحْصى ونشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له شهادةً هي الزُّخر يوم الفاقة والصلاة والسلام على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه الذين كانوا نبراسًا وفلاحًا للأجيال التالين بآرائهم وأفكارهم وحلومهم ، وصدق ابن الرومي إذ قال فيهم :

أَراؤكُم وَوُجوهُكم وَحُلَومكم
مِنْهَا مَعَالِمُ للهُدَى ومصابِحٌ

في الحادثاتِ إذا دَجَوْنَ نُــجُومُ
تجلو الدُّجَى والأُخرَيات رُجُوم


  صلاة لا يُمل الزمانَ دوامُها ، ولا يُرى الدَهْرَ انصرافُها وانصرامُها ما نبت في رياض الدَّياجي نرجس ونجوم ، وَسَلِّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

  وبعــد : فإنَّ الحديث عن التراث لا ينتهي ، والتنقيب عن آثاره متعةٌ ، وما أكثرهُ كتبا قيمة ! وما أجمعها علماً وفنًا وأدباً وفلسفةً ! وما أبقاها خصبة ! ومازالتْ معيناً يقصده كل باحث وعالم ، ونبراسًا ساطعًا مشرقًا يهدي كل باحث أراد أن يثري المكتبة العربية بهذا النتاج القيم للفكر والمعرفة ، الذي آل إلينا من أسلافنا صانعي الثقافة العربية الإسلامية ، ولا يزالُ كثيرٌ من هذا التراث الثري دفيناً بين دفتي المخطوطات القديمة في شتى أرجاء المعمورة ، يحتاج إلي سواعد فتية لاستخراج مآثره لينهل كلُّ باحث من مناهله العذبة الصافية.

   وما أشد حاجتنا اليوم إلي مثل هذه الكنوز من أدبنا العربي القديم في حياتنا الثقافية في عصرنا الحديث ! لنثبت لدعاة العلم المغرضين أن هذه بضاعتنا التي سادت العالم من قبل وتفتحت في منابتها حضاراتٌ وحضاراتُ ، ونهضت علي أكتافها مدنياتٌ ومدنياتٌ ، وما زال تراثنا صوتًا صادحًا للأمة الحية.

  وشهد العصر المملوكي حركة موسوعية في التأليف والجمع المختلفين؛ وأسفرت جهود علماء هذا العصر في العلوم والمعارف المختلفة على عدد وفير من المؤلفات التي تبحث في قضايا هذه العلوم وتُقرّبُ حقائقها للناس.

  وقدَّم علماء هذا العصر موسوعات لم تشهد مثلها العصور السابقة ، وكان هذا تحديًا واضحًا خاصة بعد أن نُعِتَ هذا العصرُ ومن قبله الفاطمي والأيوبي بعصور الظلام والانحطاط ، وهذه المؤلفات المتنوعة تشهد باقتدار مفكريها وعلمائها ، وتدل على فضلهم وآثارهم ، منها المطبوع المتداول في الأدب والتاريخ والفقه والحديث واللغة والعلوم الأخرى ، ومنها ما يزال مطويا في عداد المخطوطات ولا يستطيع باحث أن يحصر هذا العدد الجم من الشعراء والأدباء ومنهم : (العماد الأصفهاني (ت 597هـ) ، وأبناء الأثير : مجد الدين (ت 606 هـ) ، وعز الدين (ت 626 هـ) ، وضياء الدين (ت 637 هـ) ، وياقوت الحموي (ت 626هـ) وابن الجوزي (ت 654هـ) وأبي شامة (ت 665 هـ) ، وابن خلكان (ت 681هـ) ، وابن منظور (ت 711هـ) ، والنويري (ت 733هـ) ، وابن فضل الله العمري (ت 758 هـ) ،          والصفدي (ت 764هـ) ، وابن الفرات (ت 807هـ) ، والمقريزي (ت 845هـ) ، وابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) ، والنُّواجي (ت 859هـ) وابن تغري بردي (ت 874هـ). وكان لهؤلاء أثر واضح في إثراء الأدب العربي كما كان لهم اليد الطولى في امتداد مسيرة التأليف الموسوعي.

  وهذا الكتاب الذي أقدمه للمكتبة العربية والقارىء هو كتاب (تأهيل الغريب) لشمس الدين النُّواجي (785 – 859 هـ) ، وهو الكتاب الثاني حيث قمتُ بتحقيق ودراسة كتاب له من قبل وهو (عقود اللآل في الموشحات والأزجال) ، ولأنني معنيٌّ بتراث النُّواجي عامة ومخطوطاته خاصة قَدِمتُ إلى هذا الكتاب – تأهيل الغريب – لأنه يعد من كتب التراث الثمينة والمتخصصة في موضوع واحد وهو (الغزل).

  وهذا الموضوع من أكثر الموضوعات التي أذكت جذوة الخيال العربي منذ العصر الجاهلي حتى اليوم ، فقد ولع الشعراء بالتعبير عنها وأحاطها الصوفية بإطار من النورانية والغموض ، وهذا ما نستشعره في معظم نصوص كتاب تأهيل الغريب.

  وقد شرّقَ صاحبه وغرَّب وطاف على كثير من الشعراء من العصر الجاهلي حتى عصره ، مستشهدا بما لهم من نصوص شعرية فيذكر من أشعارهم ما استحسنه ، ولا يقف الأمر على المشاهير منهم فحسب بل ذكر شعرًا للفقهاء والأمراء واللغويين ممن يُسْتَمْلَحُ شعرهم ، وهذا المجموع ينم عن ذوق النُّواجي وحسن تقديره للنصوص الشعرية ، ونلمح من تلك النصوص التي جمعها واختارها النُّواجي حسن الاختيار والملاءمة بين المتباعد ، والوصل بين الشتيت وإصباغ ثوب الألفة والانسجام على هذه النصوص ، وهذا ما نلاحظه من عنوان الكتاب أنه غريب في جمعه وتنسيق ألفاظه من خلال عصور الأدب المختلفة ، وهذا الغريب الذي ألف النُّواجي وآخى بين نصوصه أصبح كأنه ديوان شعر لشاعر واحد من الشعراء ، حيث أتى الكتاب مُرتبا على حروف المعجم ، لذا فهو يُعد خزانة نادرة لشعر كثير من شعراء عصر المصنف –العصر المملوكي الثاني- مما يندر العثور عليه في غيره ، كما أنه يُعد من وجهة نظري طُرفة نفيسة من طُرف الشعر العربي ومجاميعه على مر عصوره ، لأنه يعد معجما أو ديوانا في الغزل عبر عصور الأدب حتى نهاية العصر المملوكي.

وقد قدمت للتحقيق بمقدمة احتوت على أربعة مباحث :

1- المبحث الأول : ويتناول التعريف بصاحب المخطوط (شمس الدين النُّواجي).

2- المبحث الثاني : شعر النواجي.

3- المبحث الثالث : مصنفات النُّواجي ، حيث عرّفت بها وتناولت التعريف بالمخطوط موضوع التحقيق.

4- المبحث الرابع : ويتناول وصف المخطوط والطريقة التي سلكها الناسخ ، وأخيرا المنهج الذي التزمته في تحقيق نص المخطوط.

  ثم يأتي بعد ذلك تحقيق نصّ مخطوط (تأهيل الغريب) لشمس الدين النُّواجي يعقبه ثبت بفهارس الكتاب الفنية ، وفي ذيله قائمة بمصادر التحقيق ومراجعه.

  شمس الدين محمد بن حسن بن علي بن عثمان النَّوَاجي (788 - 859 هـ = 1386 - 1455 م) عالم بالأدب، نقاد، له شعر. من أهل مصر. مولده ووفاته في القاهرة. نسبته إلى نواج (من غربية مصر) رحل إلى الحجاز حاجا، وطاف بعض البلدان. وكانت حصيلة عمره ما يزيد على عشرين كتاباً أغلبها في الأدب، وخاصة الأدب المكشوف، ككتابي «مراتع الغزلان في الحسان من الغلمان»، و«خلع العذار».

   وأكثر من التأليف في وصف الخمرة ككتاب «الصبوح»، ودفعه ولعه بها إلى أن يجمع ما استطاع جمعه من أشعار وأخبار وطرائف كثيرة في الخمرة، فكان كتابه «حلبة الكميت» وكان اسمه عند تأليفه له في المرة الأولى «الحبور والسرور في وصف الخمور» فضمّنه كل ما يتصل بالخمرة من اسمها وأصلها ومنافعها وخواصها ورأي الحكماء والندمان فيها، ومجالس الشراب وآدابها والأزهار والجنائن، وغير ذلك، وكان صريحاً جداً في عرض آرائه؛ مما ألّب عليه خصومه فاتهموه بالخلاعة والمجون، وخاصة في كتاب «حلبة الكميت» الذي جلب له محنة أقلقته، فحاول أن يمتص غضبة خصومه فرحل إلى الحج مرتين، وحاول أن يعدّل سلوكه فراح يؤلف في موضوعات جادة رصينة مثل كتابه «الغيث المنهمر فيما يفعله الحاج والمعتمر»، وقصيدته في مدح الرسول. ويصنف ضمن شعراء العصر المملوكي.

   من كتبه المطبوعة (عقود اللآل في الموشحات والأزجال) الذي رفعناه قبل سنتين حصريا على منتدى سور الأزبكية، ومن تحقيق محقق هذا الكتاب أيضا.

   ألّف كتاب (تأهيل الغريب) معارضة لابن حجة الحموي في كتابيه «تأهيل الغريب الشعري» و«تأهيل الغريب النثري»، ولما انتقد ابن حجة صنيعه هذا ألف فيه كتاباً سمّاه «الحجة في سرقات ابن حجة»، وهو يجنح فيه إلى نوع من النقد، يعد من كتب التراث الثمينة والمتخصصة في موضوع واحد وهو (الغزل). وهذا الموضوع من أكثر الموضوعات التي أذكت جذوة الخيال العربي منذ العصر الجاهلي حتى اليوم، فقد ولع الشعراء بالتعبير عنها وأحاطها الصوفية بإطار من النورانية والغموض، وهذا ما نستشعره في معظم نصوص كتاب تأهيل الغريب.

   وقد شرّقَ صاحبه وغرَّب وطاف على كثير من الشعراء من العصر الجاهلي حتى عصره، مستشهدا بما لهم من نصوص شعرية فيذكر من أشعارهم ما استحسنه، ولا يقف الأمر على المشاهير منهم فحسب بل ذكر شعرًا للفقهاء والأمراء واللغويين ممن يُسْتَمْلَحُ شعرهم، وهذا المجموع ينم عن ذوق النُّواجي وحسن تقديره للنصوص الشعرية، ونلمح من تلك النصوص التي جمعها واختارها النُّواجي حسن الاختيار والملاءمة بين المتباعد، والوصل بين الشتيت وإصباغ ثوب الألفة والانسجام على هذه النصوص، وهذا ما نلاحظه من عنوان الكتاب أنه غريب في جمعه وتنسيق ألفاظه من خلال عصور الأدب المختلفة، وهذا الغريب الذي ألف النُّواجي وآخى بين نصوصه أصبح كأنه ديوان شعر لشاعر واحد من الشعراء، حيث أتى الكتاب مُرتبا على حروف المعجم، لذا فهو يُعد خزانة نادرة لشعر كثير من شعراء عصر المصنف ـ العصر المملوكي الثاني ـ مما يندر العثور عليه في غيره، كما أنه يُعد من وجهة نظري طُرفة نفيسة من طُرف الشعر العربي ومجاميعه على مر عصوره، لأنه يعد معجما أو ديوانا في الغزل عبر عصور الأدب حتى نهاية العصر المملوكي.

   يتألف الكتاب من مقدمة المحقق وتحتوي على أربعة مباحث:

1- المبحث الأول: ويتناول التعريف بصاحب المخطوط (شمس الدين النُّواجي).

2- المبحث الثاني: شعر النواجي.

3- المبحث الثالث: مصنفات النُّواجي، حيث عرّفت بها وتناولت التعريف بالمخطوط موضوع التحقيق.

4- المبحث الرابع: ويتناول وصف المخطوط والطريقة التي سلكها الناسخ، وأخيرا المنهج الذي التزمته في تحقيق نص المخطوط.

  ثم يأتي بعد ذلك تحقيق نصّ مخطوط (تأهيل الغريب) لشمس الدين النُّواجي يعقبه ثبت بفهارس الكتاب الفنية، وفي ذيله قائمة بمصادر التحقيق ومراجعه.







ليست هناك تعليقات:

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

الصالون الثقافي : يلا بنا نقرأ

تنبيه

إذا كنت تعتقد أن أي من الكتب المنشورة هنا تنتهك حقوقك الفكرية 


نرجو أن تتواصل معنا  وسنأخذ الأمر بمنتهى الجدية


مرحباً

Subscribe in a reader abaalhasan-read.blogspot.com - estimated value Push 2 Check

مواقيت الصلاة