كتاب كنت رئيسا لمصر : مذكرات محمد نجيب
المكتب المصري الحديث
"وأدركت أنه قد بقي علي واجب لابد من أدائه قبل الرحيل ... أن أكشف ما سترته .. وأزيح ما واريته وأكمل الصور التي أشرت إلى وجودها ..
و بدأت رحلتي الشاقة في التفتيش عن الأوراق والذكريات .. وفي مواجهة الأخطاء التي وقعت فيها ؟؟ والعيوب التي لم أتخلص منها.
لم أكن أتصور أن أعيش وأن أكتب هذه المقدمة .. ولم أكن أتصور أن الله سيمد في عمري إلى هذه اللحظة .. يمكنني الآن أن أموت وأنا مستريح البال والخاطر والضمير .."
هذه مقدمة لكتاب كنت رئيسا لمصر الذي كتبه الرئيس الأول لمصر "محمد نجيب" يكتب فيه مذكراته ويكشف فيه عن أسرار وخبايا لازمته ، آثر هو كشفها قبل أن تدفن معه في قبره عند موته ...
يقول فيه أيضا:
"وهذا الكتاب سيعيش أكثر مما عشت وسيقول أكثر مما قلت ..
وسيثير عني جدلا بعد موتي أكثر من الجدل الذي أثرته في حياتي".
كما قال صاحب هذا الكتاب عنه بأنه سيعيش أطول مما عاش هو وسيقول أكثر مما قال، سيثير جدلا بعد رحيله أكثر من الجدل الذي أثاره وهو على قيد الحياة..هذا ما عرفه _وحدث بالفعل_ الرئيس السابق "ابن النيل" محمد نجيب حين قرر أن يتكلم بعد طول صمت، ليس للإنتقام ولا التجريح وإنما للتأريخ، ولحماية معلومات تاريخية من الضياع ، وهى في مجموعها ملكا لوطن وشعب لم يرد له الرئيس سوى معرفة تاريخه بدون زيف، وحين تكلم جاءت هذه الصفحات لترجع بنا إلى الوراء حتى عام 1902م تاريخ مولوده..وتسافر بنا إلى الجنوب حيث السودان المصري، ومنذ تلك اللحظات وهو يأخذ بيدنا ويخوض بنا في غمار أحداث عالمية ومحلية شكلت وجدانه وتاريخه الذي أصبح بعد ذلك جزءا من تاريخ مصر. ووصولا إلى الجزء الأهم وهو الخاص بثورة يوليو الذي كما كان وجهها المشرف.. كان أيضا ولدها التى أكلته دون رحمه.كنت رئيسا لمصر أو مذكرات محمد نجيب هو أحد أهم الكتب التاريخية في التاريخ المصري لفترة ما بعد الملك الفاروق وحتى نفى محمد نجيب .كتبه محمد نجيب بعد خروجه من المنفى عام 1984 وكان للكتاب أثر كبير في وقتها.
بعض الأقوال المأثورة عن الرئيس محمد نجيب والعبارات المشهورة له :
بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر بالافراج عن الرئيس محمد نجيب وعودة للحياة العامة.
تحدث فى مزكراتة بالتالى : –
بعد فترة وبالتدريج عدت إلى حريتي وعدت إلى الناس وعدت إلى الحياة العامة.
وياليتني ما عدت.. فالناس جميعا كان في حلقها مرارة من الهزيمة والاحتلال.
وحديثهم كل شكوى وألم ويأس من طرد المحتل الإسرائيلي.
وبجانب هذه الاحاسيس كانت هناك أنات ضحايا الثورة.
الذين خرجوا من السجون والمعتقلات ضحايا القهر والتلفيق والتعذيب.
وحتى الذين لم يدخلوا السجون ولم يجربوا المعتقلات، ولم يذوقوا التعذيب والهوان كانوا يشعرون بالخوف، ويتحسبون الخطى والكلمات. وعرفت ساعتها كم كانت جريمة الثورة في حق الإنسان المصري بشعة. وختم مقالتة بالمقولة المشهورة.
وعرفت ساعتها اي مستنقع القينا فيه الشعب المصري. فقد حريته.. فقد كرامته.. فقد ارضه.. وتضاعفت متاعبه.. المجاري طفحت.. المياة شحت.. الأزمات اشتعلت.. الاخلاق انعدمت.. والإنسان ضاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق