تحميل كتاب أيها الأصدقاء تعالوا نختلف
نظرة اسلامية في فقه الائتلاف

المؤلف : أحمد البراء الأميري
الطبعة الثالثة، سنة 2007
الناشر: مكتبة العبيكان- الرياض
قام بتصويره أحمد ياسين
يستشهد الكتاب هنا بأحاديث من القرآن الكريم و السنة النبوية و من الأبواب التي طرقها الكاتب :
موقف السلف من الاختلاف.
الهوى أو التحيز
التقدير والتقديس
الكيل بمكيالين
النص وتفسير النص
رفع الملام عن الأئمة الأعلام
الخلاف بين المذاهب والتعصب المذهبي
ما أريكم إلا ما أرى .
ليس الواصل بالمكافئ.
مقتطفات من الكتاب:
” أما الدافع إلى كتابتها فهو ما نراه ، ونسمعه ، ونقرؤه من واقع جلّ المسلمين الذي يدمي القلوب : فبأسهم بينهم شديد ، قلوبهم شتى ، يتناحرون ، ويتباغضون ، ويتحاسدون ، ويتنابزون بالألقاب ، يقتل بعضهم بعضا ، ويأكل الواحد منهم لحم أخيه ، ويتهمه بأبشع التهم وأشنعها ، ولو اتضحت أمام عقولهم بعض الحقائق ، وربيت نفوسهم على بعض الخلائق ، لزال كثير مما يعانون منه ويقاسون … “
” … لقد اقتضت حكمة الله سبحان أن يختلف الناس في أكثر الأمور ، الصغير منها والكبير ، ومن أسباب ذلك اختلافهم : في العقل والذكاء والعلم وقوة الذاكرة وفي الأمزجة والميول وفي البيئات التي ولدوا فيهاونشؤوا وتعلموا .. فما يحبه هذا يكرهه ذاك ، وما يوافق عليه زيد يخالف فيه عمرو ، وما يراه عالم من العلماء حقا وصوابا يراه آخر خطأ وباطلا… “
” … وهذا واقع ومشاهد وجمع الناس على رأي واحد – فيما عدا أساسيات الدين وبدائه العقول – غير مطلوب ؛ لأنه مناف للطبائعالمشاهدة والواقع المحسوس“
” إن اتساع الصدر للآراء المخالفة ، وحسن تقبل الآخرين ، ومجادلة البعيدين عنا بالتي هي أحسن ، هي آداب قرآنية نبوية إسلامية تدل على نضج من يتحلى بها وقد يحضى بها شاب حديث السن ويحرم منها شيخ طاعن في السن :
وما الحداثة من حلم بمانعة *** قد يظهر الحلم في الشبان والشيب
الإمام الحجة القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم وهو أحد سادات التابعين : لقد نفع الله بختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم ؛ لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة ، ورأى أن خيراً منه قد عمله . “
” وقال الإمام الحجة القاضي يحيى بن سعيد الأنصاري أحد التابعين الأجلاء : ما برح أولو الفتوى يفتون فيحل هذا ، ويحرم هذا ، فلا يرى المحرم أن المحل هلك لتحليله ، ولا يرى المحل أن المحرم هلك لتحريمه. “
يقع الكتاب في 245 صفحة من القطع المتوسط، وهو عبارة عن 43 مقالة تحدث الكاتب في كل منها عن فكرة تساهم في زيادة الإئتلاف بين المسلمين.
أصل هذه المقالات أحاديث لإذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية.
بيّن الكاتب في مقدمة الكتاب سبب تسميته للعنوان بـ نظرات إسلامية في فقه الإئتلاف، بدلا من "فقه الاختلاف" لأن كلمة الإئتلاف يتضح فيه الهدف السامي الذي ترمي إليه هذه النظرات وهو تقريب الفجوة بين العقول والأفكار. وأن الدافع لكتابتها هو ما آل إليه واقع المسلمين، فهم شديدي البأس فيما بينهم، وقلوبهم شتى، يتناحرون ويتباغضون، مما زاد في اختلافهم وضعفهم. كما أوضح أن الأصل هو الاختلاف؛ حيث اقتضت حكمة الله أن يختلف الناس في كثير من الأمور: في العقل، الذكاء، والأمزجة والميول، وغيرها...
ابتدأ الكاتب مقالاته بـ موقف السلف من الاختلاف وبين رؤيتهم للاختلاف في الاجتهاد بأنه رحمة للمسلمين، وذكر بعضا من الأمثلة على اختلاف الصحابة والتابعين وكيفية تعاملهم معها؛ من ضمن هذه الأمثلة: قول الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب "لا يصلين أحدكم العر إلا في بني قريظة" وكيف اختلف الصحابة في فهم هذه الجملة القصيرة؛ بعضهم أخذ ظاهر النص وهو النهي عن صلاة العصر في أي مكان إلا في بني قريظة، والبعض الآخر حاول أن يفهم معنى النص، ألا وهو الإسراع يؤدين صلاة العصر في بن قريظة. وكيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع تصرفهم، حيث لم يعنف أحدا منهم، وكأنه بهذا أقر مدرستين في الفقه: مدرسة الأخذ بظاهر النص، ومدرسة الاجتهاد في فهم المراد من النص وإن خالف الظاهر.
تطرق الكاتب في مقالاته التالية لبعض القواعد وبين أن فهمها جيدا يساهم في زيادة الإئتلاف؛ منها الهوى والتحيز؛ فالهوى كما عرفه الشريف الجرجاني هو "ميلان النفس إلى ما تستلذه الشهوات من غير داعية الشرع"، وذكر أن بعض المفكرين يطلقون على الهوى التحيز، وهو "طريقة تفكير تقررها سلفا قوى ودوافع انفعالية شديدة، كالتي يكون مصدرها منافعنا الذاتية الخاصة أو ارتباطاتنا الاجتماعية". والقاعدة الأخرى هي التقدير والتقديس: حيث بين الفرق بين المسلمين واليهود في التعامل مع علماءهم، المسلمين يقدرون العلماء على خلاف اليهود الذين يقدسون علماءهم كما قال الله سبحانه وتعالى{ اتخذوا أحبارهم رهبانا من دون الله }، أما المسلمين فقد كانوا يتعاملون مع الرسول صلى الله عليه وسلم بمبدأ الاحترام والتقدير وليس التقديس؛ فالاحترام والتقدير لا يمنعان من إبداء الرأي والسؤال، وذكر حادثتين اختلف فيها بعض الصحابة معه وكيف أن الرسول سمع الرأي الآخر المخالف لرأيه وتصرف على أساسه؛ وذلك كما حدث في غزوة بدر: عندما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أدنى ماء من مياه بدر، فقال له الحُباب بن المنذر رضي الله عنه: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم ولا أن نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الحرب والرأي والمكيدة، فقال الحباب: فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نُغوِّر ما وراءه من الآبار، ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماءً، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون. فنهض رسول الله عليه الصلاة والسلام.
كما تحدث عن الأئمة الأربعة كل في مقال منفصل، وبين فضل كل عالم وحسن خلقه وبين أن اختلافهما ليس تعمدا لمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالاختلاف يكون بالاجتهاد كما ذكر في أولى مقالاته، وذكر الأسلوب الأمثل للتعامل مع هؤلاء الأئمة، وأنه لا يجدر بأتباع أحدهم أن ينتقصوا من الأئمة الآخرين.
وفي مقالته أدب الجدل ذكر العديد من آداب الحوار والنقاش وكيف أن التحلي بمثل هذه الآداب يزيد الإئتلاف، منها إيضاح الحق دون أن يكون المقصود مغالبة الطرف الآخر، وأن يتحلى المحاور بالأدب والوقار، والصمت إذا لم يكن هناك ضرورة للكلام، وأن يعرض عن الجاهلين وكلماتهم التي تسيء للمحاور وقد ذكر في هذا موقفا لـ عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاءه رجل وقال له: والله إنك ما تقضي بالعدل، ولا تُعطي الجزل، فغضب عمر رضي الله عنه حتى عرف ذلك في وجهه. فقال له رجل إلى جنبه: يا أمير المؤمنين ألم تسمع قول الله تعالى: { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }، فهذا ن الجاهلين. فقال عمر: صدقت، صدقت. ومن الآداب التي ذكرها المؤلف في مقالته أن لا يتكلم المحاور مع المتعصبين غير المنصفين؛ حيث قال الإمام مالك: "ذل وإهانة للعلم إذا تكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه"، ومن الآداب إفصاح المحاور عن بيانه وعدم الإكثار في الكلام، وعدم رفع الصوت. وأن لا يكون معجبا بكلامه، مفتونا بجداله، لأن التواضع عطوف والعُجب منفّر. وأن يعرف المحاور كيف يصت، ولا يتعجل الجواب.
قال أحد الحكماء لابنه: "يابني تعلّم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، فإن حسن الاستماع إمهالك المتكلم حتى ينتهي من حديثه، والإقبال عليه بوجهك، وعدم مقاطعته في الحديث وإن كنت تعرفه".
كما تعرض في إحدى المقالات للشتم والتنقيص الذي يتعرض له بعض العلماء لمجرد أنهم اختلفوا مع علماء آخرين، وذكر ول الإمام الذهبي رحمه الله "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له قمنا عليه وبدّعناه، وهجرناه لما سلم معنا.. فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة"..كما تطرق في عدة مقالات لسمات العلماء والأدب مع العلماء، وضرورة أخذ العلم من العلماء، وأدبهم فيما بينهم، قال الحافظ الصدفي، أحد أصحاب الشافعي، ما رأيت أعقل من الشافعي؛ ناظرته في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا، وإن لم نتفق في مسألة؟!.
ومن القواعد المهمة التي ذكرها الكاتب ومن شأنها أن تسهم في زيادة الإئتلاف التماس العذر للناس فقد قال محمد بن سيرين: "إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا. فإن لم تجد فقل لعل له عذرا". وهذه القاعدة أصلها لاتوجيه القرآني حيث قال تعالى في الحديث عن حادثة الإفك:{ ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين }. وكذلك قبول عذر المخطئ إذا جاء معتذرا.
وتناولت المقالات الأخيرة بعض الآداب القرآنية التي من شأنها أن تزيد المحبة وتساهم في الإئتلاف؛ منها قوله تعالى { فاعفوا واصفحوا } حيث أن العفو: هو التجافي عن الذنب، وعفوت عنه: قصدت إزالة ذنبه، والصفح: ترك التثريب (وهو التقريع والتقهير بالذنب، واللوم عليه) والصفح أبلغ من العفو. وقوله تعالى { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } الكاظمين الغيظ: يقال: كظم القربة: ملأها وشد على رأسها مانعا خروج ما فيها، والغيظ: توقد الغضب وشدته. فهؤلاء الناس يستطيعون التحكم بغضبهم مع قدرتهم على إنفاذه، ويعفون عمن أساء إليهم من الناس.
ثم تحدث في مقالة كاملة عن فن معاملة الآخرين، وهي عبارة عن قواعد ذكر معظمها ديل كرنيجي في كتابه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"، منها:
1- لكي تجني العسل لا تحطم خلية النحل، ومقصده عدم توجيه اللوم إلى الناس.
2- دافع الإنسان للعمل رغبته في أن يكون مذكورا، فعدد صفاته الطيبة التي تجدها فيه.
3- لا تتكلم للناس عما تحب، بل كلمهم عما يحبون.
4- ابتسم! وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:تبسّمك في وجه أخيك صدقة".
5- اسم المرء هو أحب الأسماء إليه، لذا حدث الناس بأسماءهم.
6- شجّع محدثك للكلام عن نسه، ووجّه إليه أسئلة تظن أن يُسر بالإجاة عنها.
7- لا تقل لأحد أنه مخطئ بشكل مباشر، ولكن أثبت له ذلك بلباقة وأدب.
8- سلِّم بخطئك إذا كنت مخطئا.
9- ابتدأ بتأكيد الأشياء المشتركة بينكما عندما تبدأ أي نقاش مع أحدهم.
10- قبل توجيه النقد ابدأ بالثناء على أمر جيد يتحلى به.
قد يكون أحد عيوب الكتاب التكرار في بعض المواضع.
ابتسام المقرن -
2009
الخلاصة العامة :
1- أن الاختلاف هو جزء من الطبيعة البشرية ولا يمكن جمع الناس على رأي واحد بأي حال من الأحوال حيث لم تنجح هذه المحاولة ولا مرة واحدة في التاريخ!!!
2- ضرورة احترام الآخرين واحترام أرائهم ونقدهم لأفكارهم لا لشخوصهم.
3- الالتزام بأدبيات الحوار والجدل ونبذ الهوى والتحيز وتوجيه النقد البناء الذي يرفع المرء عند الله أولا ثم عند نفسه ثم عند العقلاء من الناس أما سواهم فلا يلتفت إليهم.
قال تعالى: (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم و شاورهم في الأمر))).
4- ضرورة بث روح المحبة والأخوة بين المسلمين وحتى في حالة اختلافهم لان الاختلاف أمر طبيعي.
5- الدعوة إلى إتباع السنة والأخذ بالمنبع الصفي وبالقدوة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم والذي كان لا يستأثر بالرأي بل يرحب ويتقبل أراء الصحابة ليشكل بذلك القائد القدوة الذي يأخذ بمشورة من حوله وإن كان أعلمهم وأفضلهم.
6- قبل أن نختلف لابد وأن نرى الأمور من الزاوية التي ينظر بها الآخرون فربما أظهر الله الحق على ألسنتهم.
7- ليس من العيب الخطأ ولكن من أكبر العيوب المكابرة والأخذ بمبدأ(ما أريكم إلا ما أرى) ففي سورة غافر يقص القران الكريم طرفا من قصة موسى عليه السلام مع فرعون وفيها قوله ( ....ذروني أقتل موسى وليدع ربه...) وردَُ مؤمنِ آل فرعون : ( ... أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله...) و جواب فرعون (........ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم الإ سبيل الرشاد) ويذكر الكاتب بأن هذا هو موقف أكثر الطغاة الجبابرة في كل عصر فهم يرون أن الحق معهم وأن من يخالفهم يخالف الحق .
والأمر لابد وأن يختلف مع المؤمن لأنه هين لين صاحب نظرة ثاقبة وعميقة.
8- ضرورة الصلح بين المتخاصمين وعدم رفع وتيرة الخلاف بينهم حيث أباح العلماء الكذب في سبيل الإصلاح ونشر المودة.
9- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عبدا الله إخواناً. المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، و لا يحقره . التقوى هاهنا ( و يشير إلى صدره ثلاث مرات). بحسب امرئ من الشر أن يحقره أخاه المسلم. كل المسلم حرام: دمه، وماله وعرضه).
10- قال عمر بن الخطاب: (( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجدُ لها في الخير محملا)) وفي هذا المعنى يقول محمد بن سيرين (( إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً . فإن لم تجد فقل: لعلَ له عذراً)) وهذا كله مقتبس من التوجيه القرآني الأرشد، فقد جاء الحديث عن قصة الإفك والكذب والبهتان الذي رميت به الصديقة المطهرة بنتُ الصديق رضي الله عنهما، و جاء في سورة النور قوله تعالى: (( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين)) هل سنقدم الأعذار للآخرين بعد أن علمنا بهذا التوجيه العظيم؟؟ .
11- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه من الخطيئة مثلُ صاحب مكس)) قال ابن الأثير في كتابه : (( النهاية في غريب الحديث والأثر)): المكس: الضريبة التي يأخذها الماكس. وهو – كما قال الفتَني في كتابه ((مجمع بحار الأنوار)) : من ينقص من حقوق المساكين ولا يعطيها بتمامها.
و هل نقبل أن نكون كصاحب مكس؟؟
يقول الكاتب : وبعد فإن إحسان الظن بالناس، والتماس الأعذار لهم، وقبول الاعتذار منهم، وسلامة الصدر عليهم من أهم العوامل التي تؤدي إلى ائتلاف القلوب، وتوحيد الصفوف، واجتماع الكلمة،وتضافر الجهود، وما يوافق إلى ذلك إلا ذو حظ عظيم.
12- من أجمل الصفات التي ولابد وأن نتحلى بها المذكورة في قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذله على المؤمنين أعزة على الكافرين)) أذلة على المؤمنين هي صفة مأخوذة من الطواعية
واليسر واللين فالمؤمن ذلول للمؤمن ، غير عصيَ عليه ولا صعب ،هيَن ليَن سمحٌ ودود.
(( وما في ذلة للمؤمنين من مذلة ولا مهانة، إنما هي الأخوة ، ترفع الحواجز، وتزيل التكلف،وتخلط النفس بالنفس، فلا يبقى فيها ما يستعصى، وما يحتجز دون الآخرين)).
قال إبن كثير رحمه الله في تفسيره(( هذه هي صفات المؤمنين الكُمل؛ أن يكون أحدكم متواضع لأخيه ووليه..)).
وقال الفخر الرازي(( ليس المراد بكونهم أذلة أنهم مهانون، بل المراد المبالغة في وصفهم بالرفق ولين الجانب))
13- (( ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد، كظمها عبد لله إلا ملأ جوفه بالإيمان)).
((ثلاثة أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزة ، ومن تواضع لله رفعه)).
فهل سنتفق من الآن على كظم الغيظ طمعا في كمال الإيمان؟؟
14- لابد وأن نضع التوجيه القرآني الحكيم تصب أعيننا قال تعالى ( فما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم و شاورهم في الأمر).
كما تناول الكاتب الكثير من الأمثلة الفقهية توضح مبدأ الخلاف والاختلاف بين العلماء في أمور الدين وأحببت تلخيص الجوانب التي تحاكي واقعنا كأخوة وزملاء وأصدقاء
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق