الحب والجمال عند العرب
أحمد تيمور باشا

وليس من الغريب أن يبدي رجل بقامته وهو الأديب والعالم والحجة في اللغة إعجابه بالحب والجمال على الرغم من اشتهاره بالوقار والمحافظة على التقاليد الدينية والاجتماعية، فقد سبقه الكثيرين من أكابر العلماء والأدباء ممن عنوا بذات الموضوع.
هذا الكتاب الذي يعتبر مخطوطات للكبير أحمد تيمور باشا رحمه الله جمعتها اللجنة التيمورية .
يتحدث كما أسلفنا و كما يظهر لنا في العنوان عن الحب و الجمال فقد تغنى فطاحل الشعراء في مختلف العصور بجمال الحب و حب الجمال و قد أورد في الكتاب الكثير من الأمثلة على ذلك منها قول إمرؤ القيس :
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل..وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجمليأغــرك مني أن حــبك قاتلي.. وأنك مهـــما تأمـري القـلب يفعل ؟و لم ينسى ذكر أبيات عنترة بن شداد الشهير ة و التي أمتزجت بقوة الحب و الشجاعة التي توجد في هذا الشاعر :
و لقد ذكرتك و الرماح نواهل مني..و بيض الهند يقطر من دمي
فوددت تقبــــــــيل الســيوف لأنـها..لمــعت كبارق ثغرك المتبسم
وأيضاً بيت الشاعر الجاهلي المنخل اليشكري المعبر و البسيط في نفس الوقت و قد أشاد به الكاتب :
و أحبها و تحبني .... و يحب ناقتها بعيري
و أيضاً ما ذكره الشيخ جمال الدين بن نباته في الغزل و بالتحديد الجفون السود :
أجفانه السود ما تخطى إذا رشقت.سهامها و سهام الليل ما خطي
الكتاب يتكون من عشرة أبواب في 159 صفحة تحدث الكاتب عن أمور كثيره و تطرق لحب الأزواج و تعدد الزوجات و الحكمة من ذلك في الإسلام و أيضا تطرق في موضوع عن عشق الشرف و عشق الجمال و أيضا طرائف عن الحب و الشعراء العشاق و الغزل ووصف النساء .
و مما سبق ذكره عما تطرق إليه الكاتب و بعد قرأتك للكتاب ستستنتج أن الكاتب لم يقتصر على تناول الحب و الجمال فقط بل تناولهما بامتداد واسع و تناول معهن أمور عديدة قد يكون لها صلة بسيطة في الموضوع أو تكون ذكرت من باب التوضيح
و لم يكتفي بوضع أبيات من الشعر في أبوابه العشرة بل أتى بما هو أعظم منها آيات من الذكر الحكيم كقول الله تعالي :" كأنهن بَيضٌ مكنون " و أيضا أحاديث للنبي محمد صلى الله عليه و سلم كقوله عليه الصلاة و السلام : " المرأة لعبة زوجها فإن استطاع أحدكم أن يحسن لعبته فليفعل".

حمله من هنا أو حمله من هنا
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
أو
نبذه عن المؤلف :
أحمد تيمور باشا: أحد كبار رجال النهضة العربية، وباحث في حقول اللغة والأدب والتاريخ، ويُعَدُّ صاحب أكبر مكتبة خاصة في العصر الحديث، حيث بلغ عدد الكتب الموجودة بها ثمانية عشر ألف كتاب، كما أنه والد كل من الأديبين العبقريين: محمود تيمور، ومحمد تيمور، والأخ الأصغر لعائشة التيمورية إحدى رائدات الحركة النسوية في القرن التاسع عشر بالعالم العربي.
وُلِدَ أحمد إسماعيل محمد تيمور عام ١٨٧١م، وتُوُفِّيَ أبوه وهو بعدُ رضيع، فكفلته أخته الكبرى عائشة التيمورية وزوجها محمد توفيق، وقد درس تيمور في مدرسة مارسيل الفرنسية بضع سنوات، ثم انقطع عن الدراسة النظامية وتلقَّى تعليمه في البيت، حيث تعلم الفارسية والتركية، وكان الشاب قد كوَّن وهو دون العشرين مكتبةً شخصية يبلغ قوامها ثمانية آلاف مجلد، نِصفها من المخطوطات.
اتَّصل أحمد تيمور بأعلام عصره كالشيخ حسن الطويل، والشيخ طاهر الجزائري، والشيخ المجدِّد محمد عبده الذي تأثَّر به تيمور كثيرًا، وقد شهدت داره مجالسَ أدبية وعلمية حافلة، كان يحضرها أقطاب الفكر والسياسة والأدب في مصر آنذاك، أمثال: سعد زغلول، وإسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وقاسم أمين، وغيرهم.
انقطع تيمور لدراسة العلم وفهرسة مكتبته الضخمة التي استفاد منها الكثير، أولهم ابناه محمد ومحمود اللذان كان لهما أبلغ الأثر في الأدب العربي الحديث، وقد أهدى تيمور فيما بعدُ هذه المكتبة لدار الكتب المصرية لينتفع بها عامة الناس.
عاش تيمور حياةً قاسية، حيث تُوُفِّيَتْ زوجته وهو في سِنِّ التاسعة والعشرين، ولم يتزوج بعدها خشية أن تُسِيءَ الثانية إلى أولاده، كما فَقَدَ ابنه محمدًا وهو بعدُ شابٌّ في الثلاثين من العمر، فجزع لموته ولازمته عدة نوبات قلبية أدَّت في النهاية إلى وفاته بعد سنين معدودة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق